رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الانتداب البريطانى فى القدس
لقد احتل الحلفاء مدينة القدس في ( 9 ديسمبر 1917 ) وأنشأت بريطانيا حكومة عسكرية في فلسطين قبل أن تكمل احتلالها لشمال فلسطين والذي تم في ( سبتمبر 1918 ) ، وعينت الحكومة الإنجليزية الجنرال "كلا يتون " على رأس الإدارة العسكرية في فلسطين ، والتي عملت بمساعدة لجنة صهيونية أرسلت إلى فلسطين بموافقة الحكومة البريطانية -على وضع التدابير الضرورية التي من شأنها أن تضع السياسة التي انطوى عليها تصريح بلفور موضع التنفيذ
لقد عيّـن الجنرال كلايتون حكاماً عسكريين في مـدن فلسطين ، وعيّـن "الكولونيل رونالدستورز" حاكماً عاماً لمدينة القدس الذي تسلم وظيفته في ( 28 ديسمبر 1917 ) ، وعيّـن كذلك موظفين آخرين معظمهم من المسيحيين العرب في وظائف مترجمين وكتبة ، علماً بأن معظم الوظائف الرئيسية قد احتلها موظفون يهود
و أخذت الإدارة العسكرية تعمل على تنظيم دوائر الإدارة في فلسطين ، فنظمت المحاكم المدنية والتي بقيت معطلة في فلسطين حتى أواسط عام 1918 ، ومعنى ذلك أن القضاء كان يتبع الأحكام العسكرية حيث أصدرت الإدارة العسكرية بعد ذلك قرارا بإنشاء محكمة استئناف في القدس ، كما أنشئت محكمتان ابتدائيتان في القدس ، تخدم قضاء القدس والخليل وبئر السبع
كما اهتمت الإدارة العسكرية بالشؤون المالية للبلاد ، فأدخلت العملة المصرية إلى فلسطين وجعلتها العملة الرسمية ، كما أصدرت تعرفه رسمية حددت فيها أسعار النقود الرسمية بالنسبة للعملة المصرية ، و أصدرت قانوناً للضرائب كما حددت الأسعار ، و أسس الحكام العسكريون شركات اقتصادية لبيع الأقمشة التي تستورد من مصر ، و ألغت الإدارة العسكرية معاملات الأراضي و أغلقت دوائر الطابو
ومن ناحية ثانية أوكلت بريطانيا مهمة حفظ الأمن في مدينة القدس إلى حراس من المسلمين الهنود ، كانوا جنوداً في الجيش البريطاني المحتل لفلسطين ، وأصبحت المحافظة على الأمن منوطة بالإدارة العسكرية ، لكن الإدارة العسكرية سمحت للمستوطنات اليهودية بإنشاء حرس خاص لها وظل هذا الوضع سارياً حتى </B>في زمن الإدارة المدنية
أما من الناحية الإدارية فقد قسمت فلسطين إلى عدة ألوية ، يحكم كل لواء حاكم إنجليزي وقسم اللواء الواحد إلى عدد من الأقضية ، ويطلق على حاكم القضاء ( قائم مقام ) وغالبا ما يكون من العرب ، حيث اقتصرت المناصب الرئيسية والعليا في حكومة فلسطين على الإنجليز واليهود ، فكان منهم المندوب السامي والسكرتير العام وقاضي القضاة وحكام الألوية
ومنذ احتلال القدس ظهر التواطؤ الاستعماري البريطاني مع الصهيونية فقد سمحت بريطانيا لوفد صهيوني برئاسة "حاييم وايزمن " بالحضور إلى القدس ، وقام الكولونيل "رونالد ستورز " حاكم القدس العسكري ببذل مساعيه ليعقد اجتماعات مع وجهاء وأعيان العرب مع أعضاء اللجنة الصهيونية والتي كانت تقوم بشرح أهداف الزيارة لإزالة مخاوف الفلسطينيين من إقامة الوطن القومي اليهودي في بلادهـم ، وحاول (ستورز ) إقناع أعيان المسلميـن ببيـع ممـر حائط المبكى مقابل 80 ألف من الجنيهات ، الأمر الذي رفضه المسلمون وقد أبدوا استنكارهم من خطاب الجنرال اللنبي الذي فتح القدس في ( 11 ديسمبر 1917 ) حيث ألقى خطابه أمام حشد كبير من أعيان القدس وضواحيها وقال جملته المشهورة (اليوم انتهت الحروب الصليبية)0
ولم تكتف الإدارة العسكرية بالسماح للجنة الصهيونية بزيارة القدس ومحاولتها شراء ممر حائط المبكى بل سمحت للجنة الصهيونية برئاسة "حاييم وايزمن " أن تعقد اجتماعات في مدن فلسطين التي زارتها ، حيث عقدت اللجنة الصهيونية مؤتمرها في مدينة يافا ، أعلن فيه اليهود برنامجاً متكاملاً من أجل إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين يكون لليهود حق تقرير شؤونهم واتخاذ ( نجمة داوود ) شعاراً للعلم الصهيوني واستعمال أرض إسرائيل بدلاً من فلسطين
وشعر الفلسطينيون بعمق التحالف البريطاني الصهيوني مما دعاهم إلى تشكيل الجمعيات و إقامة المؤسسات الاجتماعية والثقافية والسياسية في القدس وغيرها ومن أهمها النادي العربي في القدس برئاسة "الحاج أمين الحسيني " والجمعية الإسلامية وجمعية الفدائية ، والمنتدى العربي ، ونادي الإخاء وغيرهم ، وتمحورت نشاطات هذه الجمعيات في تسليح الأعضاء بالأسلحة الخفيفة ، وتدريس بعض الشبان اللغة العبرية لمتابعة ما ينشر في الصحف اليهودية وتعليم الأطفال مبادئ الوحدة العربية والعمل على بث الدعاية بين بدو شرق الأردن وتركيز الجهد على الضباط الفلسطينيين في عمان حتى يكونوا على أهبة الاستعداد إذا أعلنت سياسة موالية للصهيونية ، كما تم تشكيل جمعية إسلامية مسيحية يهدف برنامجها إلى مقاومة السيطرة اليهودية ومكافحة النفوذ اليهودي والحيلولة دون شراء اليهود للأراضي
لقد قام اليهود في ( 2/11/1918م ) بتنظيم الاحتفالات في الذكرى الأولى لوعد بلفور ، فقامت أول تظاهرة عربية في القدس وعلى رأسها "موسى كاظم الحسيني" رئيس بلدية القدس ، وعلى أثر هذا أصدر الحاكم العسكري البريطاني في القدس وثيقة في ( 7/11/1918م ) تضمنت أهداف بريطانيا من الحرب في منطقة الشرق الأوسط وهو تحرير الشعوب من الحكم التركي وتأسيس حكومات تقوم على اختيار الأهالي لها اختياراً حراً
ونتيجة لذلك عقد أول مؤتمر عربي فلسطيني في القدس في الفترة ما بين 27 يناير -10فبراير 1919 م حضره سبعة وعشرون مندوباً عن الجمعيات الإسلامية والمسيحية من مختلف أنحاء البلاد برئاسة "عارف الداوودي الدجاني " و أعلن المؤتمر قراراته وتتمثل في اتحاد فلسطين مع سوريا واعتبارها جزءا منها ، منع الهجرة اليهودية ومنع قيام وطن قومي يهودي ، كما أشارت إلى أن اليهود الذين يقطنون فلسطين يعتبرون مواطنين يتمتعون بكافة الحقوق والواجبات التي يتمتع بها المواطنون العرب غير أن الجنرال اللنبي منع إصدار هذا المنشور
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى