رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
خرج
غلام في قافلة من مكة المكرمة إلى بغداد في طلب العلم ، وكان عمره لا يزيد
على اثنتي عشرة سنة ، وقبل أن يغادر مكة المكرمة قال لأمه : يا أماه
أوصيني ؟ قالت له أمه : يا بني عاهدني على ألا تكذب ، فعاهدها على ذلك ، ثم أعطته أربعمائة درهم ينفق منها في غربته .
فركب
وانضم إلى القافلة المتوجهة إلى بغداد ، وفي بعض الطريق خرج عليهم قطاع
الطريق ، فاستوقفوهم وأخذوا يسلبونهم واحداً واحداً ، فلما وصلوا إلى
الغلام سألوه عما يحمل وماذا يخبئ ، قال لهم : معي أربعمائة درهم ؟ فسخروا منه وقالوا له : انصرف أتهزأ بنا ؟ أمثالك يكون معه أربعمائة درهم ؟ فتركوه .
وبينما
هو في الطريق إذ خرج عليه رئيس العصابة نفسه فاستوقفه وقال له : كم معك يا
غلام ؟ فقال الغلام : معي أربعمائة درهم وضعتها أمي في معطفي وأخاطت عليها
بخيط متين كي لا تسقط مني أثناء الطريق ، فسلبه إياها ، ثم سأل الغلام :
لماذا صدقتي عندما سألتك ولم تكذب علي كما فعل الآخرين ، وأنت تعلم أن
المال إلى ضياع ؟
فقال له الغلام : صدقتك لأنني عاهدت أمي على ألا أكذب ، وأنا أرعى عهد أمي فلم أكذب .
فتأثر
قاطع الطريق بما سمع وخشع قلبه لله رب العالمين وقال للغلام : عجبت لك يا
غلام تخاف أن تخون عهد أمك ، وأنا لا أرعى عهد الله جل جلاله ؟
يا غلام خذ مالك وانصرف آمناً ، وأنا أعاهد الله أنني قد تبت إليه على يديك توبة لا أعصيه بعدها أبدا .
وفي
المساء جاء التابعون له من السارقين ليسلموه ما تجمع لديهم من النهب
والسرقة ، فوجدوه يبكي بكاء الندم ، ثم قال لهم : إن الله يأمركم أن تؤدوا
الأمانات إلى أهلها .
فقالوا له : يا سيدنا إذا كنت قد تبت وأنت زعيمنا فنحن أولى بالتوبة منك إلى الله ، وتابوا جميعاً ببركة صدق الغلام وأمه الصالحة .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى