لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

تفسير قوله تعالى :(ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين Empty تفسير قوله تعالى :(ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين {الثلاثاء 26 يوليو - 21:00}

السؤال :
جاء في القرأن قوله تعالى " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها
رجوماً للشياطين" ولكني لم أستطع فهم هذه الأية. فهل المقصود بالمصابيح هنا
النجوم أم الشهب والنيازك؟ فإذا كانت الأولى فكيف يمكن لمخلوق بحجم النجم
أن يستخدم لرجم الشياطين؟ ارجو التوضيح ، ولكم جزيل الشكر.










الجواب :





الحمد لله





المقصود بالمصابيح في الآية : النجوم التي خلقها الله في السماء ، وقد جعل
من هذه
النجوم رجوما للشياطين ، كما قال قتادة رحمه الله في قوله تعالى : (
وَلَقَدْ
زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ) : " خَلَقَ هَذِهِ
النُّجُومَ
لِثَلَاثٍ : جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ،
وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا ؛ فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ :

أَخْطَأَ ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ ، وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ " .





ذكره البخاري عنه في صحيحه (4/107) معلقا مجزوما .





وراجع : "تفسير الطبري" (23 / 508) – "تفسير ابن كثير" (3 / 305) - "فتح
القدير" (5
/ 363) .





والمقصود بجعلها رجوما للشياطين أنه يخرج منها شهب من نار ، فتصيب هذه
الشياطين ،
ولا يعني جعلها رجوما أنها بذواتها يُقذف بها ، كما قال تعالى : ( إِلَّا
مَنْ
خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) الصافات / 10 . فالذي
يصيب هذه
الشياطين من تلك النجوم هي تلك الشهب التي تخرج منها .





ويدل عليه ما رواه البخاري (4701) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
يَبْلُغُ
بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا قَضَى
اللَّهُ
الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا
خُضْعَانًا
لِقَوْلِهِ كَالسِّلْسِلَةِ عَلَى صَفْوَانٍ ، يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ ،
فَإِذَا
فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا : مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا
لِلَّذِي
قَالَ : الْحَقَّ ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ . فَيَسْمَعُهَا
مُسْتَرِقُو
السَّمْعِ ، وَمُسْتَرِقُو السَّمْعِ هَكَذَا وَاحِدٌ فَوْقَ آخَرَ ،
فَرُبَّمَا
أَدْرَكَ الشِّهَابُ الْمُسْتَمِعَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا إِلَى
صَاحِبِهِ
فَيُحْرِقَهُ ، وَرُبَّمَا لَمْ يُدْرِكْهُ حَتَّى يَرْمِيَ بِهَا إِلَى
الَّذِي
يَلِيهِ ، إِلَى الَّذِي هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ ، حَتَّى يُلْقُوهَا إِلَى
الْأَرْضِ
، فَتُلْقَى عَلَى فَمْ السَّاحِرِ ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ ،

فَيُصَدَّقُ فَيَقُولُونَ : أَلَمْ يُخْبِرْنَا : يَوْمَ كَذَا وَكَذَا
يَكُونُ
كَذَا وَكَذَا ، فَوَجَدْنَاهُ حَقًّا ؟ - لِلْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ
مِنْ
السَّمَاءِ ) .





فقوله في هذا الحديث : ( فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ الْمُسْتَمِعَ
قَبْلَ أَنْ
يَرْمِيَ بِهَا إِلَى صَاحِبِهِ فَيُحْرِقَهُ ) يدل على أن شهاب النار يخرج
من تلك
النجوم فيصيب تلك الشياطين .




قال
القرطبي رحمه الله :




"
أي جعلنا شهبها ؛ فحذف المضاف ، دليله : ( إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ
فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) وعلى هذا فالمصابيح لا تزول ولا يرجم بها .





وقيل : إن الضمير راجع إلى المصابيح على أن الرجم من أنفس الكواكب ، ولا
يسقط
الكوكب نفسه إنما ينفصل منه شيء يرجم به ، من غير أن ينقص ضوءه ولا صورته "
انتهى .





"الجامع لأحكام القرآن" (18 / 210-211)





وقال ابن كثير رحمه الله :




"
عاد الضمير في قوله : ( وَجَعَلْنَاهَا ) على جنس المصابيح لا على عينها ؛
لأنه لا
يرمي بالكواكب التي في السماء ، بل بشهب من دونها ، وقد تكون مستمدة منها ،
والله
أعلم " انتهى . "تفسير ابن كثير" (8 / 177)





وقال الألوسي رحمه الله :




"
جعلها رجوماً : يجوز أن يكون لأنه بواسطة وقوع أشعتها ... تحدث الشهب ، فهي
رجوم
بذلك الاعتبار ، ولا يتوقف جعلها رجوماً على أن تكون نفسها كذلك ، بأن
تنقلع عن
مراكزها ويرجم بها ، وهذا كما تقول : جعل الله تعالى الشمس يحرق بها بعض
الأجسام ،
فإنه صادق فيما إذا أحرق بها بتوسيط بعض المناظر ، وانعكاس شعاعها على قابل
الإحراق
" انتهى .





"تفسير الألوسي" (17 / 70)





وقال السعدي رحمه الله :




"
جعل الله هذه النجوم حراسة للسماء عن تلقف الشياطين أخبار الأرض ، فهذه
الشهب التي
ترمى من النجوم ، أعدها الله في الدنيا للشياطين " انتهى .





"تفسير السعدي" (ص 875)





وقال ابن عثيمين رحمه الله :




"
قال العلماء في تفسير قوله تعالى : ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح
وجعلناها
رجوماً للشياطين ) : أي : جعلنا شهابها الذي ينطلق منها ، فهذا من باب عود
الضمير
إلى الجزء لا إلى الكل .





فالشهب : نيازك تنطلق من النجوم .




وهي
كما قال أهل الفلك : تنزل إلى الأرض ، وقد تحدث تصدعاً فيها ، أما النجم
فلو وصل
إلى الأرض لأحرقها " انتهى .





"القول المفيد على كتاب التوحيد" (1 / 227) .









ثانيا :




هذه
مسألة قديمة ، أثارها الزنادقة في العصور المتقدمة طعنا في القرآن ، وقد
تعرض
الجاحظ للرد عليها ، والجاحظ وإن كان من أهل البدعة ، فلا بأس الاستئناس
بكلامه ،
في أمر لا يتعلق ببدعته .




قال
الجاحظ عفا الله عنه ، في كتابه "الحيوان" (6 / 497-496) :




"
قالوا : زعمتم أنَّ اللّه تعالى قال : ( وَلَقد زَيَّنا السَّمَاءَ
الدُّنْيا
بمصَابيحَ وَجَعَلْناهَا رُجُوماً للشّياطين ) ، ونحنُ لم نجدْ قطُّ كوكباً
خلا
مكانهُ ، فما ينبغي أنْ يكون واحدٌ من جميع هذا الخلق من سكّان الصحارى
والبحار ومن
يَراعِي النُّجوم للاهتداء أو يفَكِّر في خلق السموات أن يكون يرى كوكباً
واحداً
زائلاً مع قوله : ( وَجَعَلْناهَا رُجُوماً للشَّياطينِ ) ؟ .





قيل لهم : قد يحرِّك الإنسانُ يدَه أو حاجبَه أو إصبَعه فتضاف تلك الحركةُ
إلى
كلِّه فلا يشكُّون أنّ الكلَّ هو العاملُ لتلك الحركة ، ومتى فصَل شهابٌ من
كوكب
فأحرق وأضاء في جميع البلاد ، فقد حكَم كلُّ إنسانٍ بإضافة ذلك الإحراق إلى
الكوكب
. وهذا جواب قريبٌ سهل ، والحمد للّه "





انتهى كلامه .





والله تعالى أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى