لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

لم يصح حديث : (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده) Empty لم يصح حديث : (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده) {الخميس 28 يوليو - 22:05}

هل بوسعكم توضيح حديث : ( رحم الله أبا ذر ، يمشي وحيدا ، ويموت وحيدا ، ويبعث وحيدا ) ما يقصد بقوله : ( ويبعث وحيدا ) ؟.



الجواب :
الحمد لله
هذا الحديث روي من طريقين :
الحديث الأول : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
( لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون
:
يا رسول الله ! تخلف فلان ، فيقول : دعوه ، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم ، وإن
يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه . حتى قيل : يا رسول الله ! تخلف أبو ذر ، وأبطأ به
بعيره . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوه ، إن يك فيه خير فسيلحقه الله
بكم ، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه .
فتلوم أبو ذر رضي الله عنه على بعيره فأبطأ عليه ، فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله
على ظهره ، فخرج يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشيا ، ونزل رسول الله صلى
الله عليه وسلم في بعض منازله ، ونظر ناظر من المسلمين ، فقال : يا رسول الله ، هذا
رجل يمشي على الطريق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كن أبا ذر . فلما تأمله
القوم ، قالوا : يا رسول الله ، هو والله أبو ذر ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : رحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده .
فضرب الدهر من ضربته ، وسير أبو ذر إلى الربذة ، فلما حضره الموت أوصى امرأته
وغلامه إذا مت فاغسلاني وكفناني ، ثم احملاني فضعاني على قارعة الطريق ، فأول ركب
يمرون بكم فقولوا : هذا أبو ذر ، فلما مات فعلوا به كذلك فاطلع ركب ، فما علموا به
حتى كادت ركائبهم تطأ سريره ، فإذا ابن مسعود في رهط من أهل الكوفة ، فقالوا : ما
هذا ؟ فقيل : جنازة أبي ذر . فاستهل ابن مسعود رضي الله عنه يبكي ، فقال : صدق رسول
الله صلى الله عليه وسلم : يرحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده
. فنزل فوليه بنفسه حتى أجَنَّه – أي : دفنه -، فلما قدموا المدينة ذكر لعثمان قول
عبد الله وما ولي منه .
رواه ابن إسحاق في " المغازي " – كما في مختصرها " السيرة النبوية " لابن هشام
(2/524)– ومن طريقه الحاكم في " المستدرك " (3/51)، ومن طريقه البيهقي في " دلائل
النبوة " (5/221-222) عن بريدة بن سفيان الأسلمي – في إسناد الحاكم : يزيد بن سفيان
، وهو تصحيف -، عن محمد بن كعب القرظي ، عن ابن مسعود رضي الله عنه به .
قال الحاكم رحمه الله :
" هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه "
وقال ابن كثير رحمه الله :
" إسناده حسن ولم يخرجوه " انتهى.
" البداية والنهاية " (5/13)
والأقرب للصواب أنه إسناد ضعيف بسبب بريدة بن سفيان ، قال فيه البخاري : فيه نظر .
وقال النسائي : ليس بالقوي في الحديث . وقال الدارقطني : متروك . انظر: " تهذيب
التهذيب " (1/433)
وأعله بعض أهل العلم المعاصرين بالانقطاع ما بين محمد بن كعب القرظي وعبد الله بن
مسعود ، ولكن لعل الصواب أنه متصل ، فقد أثبت السماع أبو داود - كما في " تهذيب
التهذيب " (9/373) -، وصحح الترمذي حديثا قال فيه محمد بن كعب : سمعت عبد الله بن
مسعود . وقال العلائي : هذا هو الصحيح . " جامع التحصيل " (ص/268)، وانظر : "
السلسلة الصحيحة " للشيخ الألباني (رقم/3327)
فيكتفى بالعلة الأولى في تضعيف الحديث .
وقد اختلف فيه على ابن إسحاق ، فرواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (66/216) من
طريقه أيضا ولكن مرسلا من غير ذكر ابن مسعود ، وفيه : عن ابن إسحاق ، عن بريدة بن
سفيان ومحمد بن كعب القرظي قالا – فذكره -.
ورواه ابن عساكر أيضا في " تاريخ دمشق " (66/217) من طريق سيف بن عمر ، عن إسماعيل
بن رافع ، عن محمد بن كعب مرسلا أيضا .


الحديث الثاني : عن أبي
المثنى الأملوكي الحمصي :
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى أصحابه قال : عويمر حكيم أمتي ،
وجندب طريد أمتي ، يعيش وحده ، ويموت وحده ، والله وحده يكفيه )
رواه الحارث بن أبي أسامة في " المسند " – كما في " بغية الباحث عن زوائد مسند
الحارث " (1/303) – قال : حدثنا داود بن رشيد ، ثنا محمد بن حرب ، عن صفوان ، عن
أبي المثنى به .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
" هذا إسناد صحيح إلى أبي المثنى ؛ فإن صفوان - وهو ابن عمرو السكسكي - ثقة ؛ لكنه
مرسل ؛ على جهالة في أبي المثنى ، واسمه ضمضم الأملوكي ، روى عنه هلال بن يساف أيضا
كما في " الجرح والتعديل " على خلاف في ذلك تراه في " التهذيب "... وجملة القول أن
الحديث مرسل ، وبه أعله السيوطي في " الجامع الصغير " ، على جهالة في مرسِله .
والله أعلم " انتهى.
" السلسلة الضعيفة " (رقم/5530)


فالحاصل أن هذا الحديث ضعيف
لا يثبت .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" بسند ضعيف " انتهى.
" الإصابة " (7/129)
وقال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله :
" وفى هذه القصة نظر ، فقد ذكر أبو حاتم بن حبان في " صحيحه " – (15/57-62) - وغيره
في قصة وفاته ، عن مجاهد ، عن إبراهيم بن الأشتر ، عن أبيه ، عن أم ذر ، قالت :
لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت ، فقال : ما يبكيك ؟ فقلت : ما لي لا أبكي ، وأنت تموت
بفلاة من الأرض ، وليس عندى ثوب يسعك كفنا ، ولا يدان لي في تغييبك ؟ قال : أبشري
ولا تبكي ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم : ليموتن
رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المسلمين ، وليس أحد من أولئك النفر إلا
وقد مات في قرية وجماعة ، فأنا ذلك الرجل ، فوالله ما كَذَبتُ ولا كُذِبت ، فأبصري
الطريق ، فقلت : أنَّى وقد ذهب الحاج ، وتقطعت الطرق ، فقال : اذهبى فتبصَّرِي .
قالت : فكنت أسند إلى الكثيب أتبصر ، ثم أرجع فأمرضه ، فبينا أنا وهو كذلك ، إذ أنا
برجال على رحالهم كأنهم الرخم تخب بهم رواحلهم ، قالت : فأشرت إليهم ، فأسرعوا
إليَّ حتى وقفوا عليَّ فقالوا : يا أمة الله ؛ ما لك ؟ قلت : امرؤ من المسلمين يموت
تكفنونه . قالوا : ومن هو ؟ قلت : أبو ذر . قالوا : صاحب رسول الله صلى الله عليه
وسلم ؟ قلت : نعم ، ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ، وأسرعوا إليه حتى دخلوا عليه ، فقال
لهم : أبشروا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم : ليموتن
رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين . وليس من أولئك النفر رجل إلا
وقد هلك في جماعة ، والله ما كَذَبْتُ ولا كُذِبت ، إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا
لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب هو لي أو لها ، فإني أنشدكم الله أن لا يكفنني
رجل منكم كان أميرا ، أو عريفا ، أو بريدا ، أو نقيبا ، وليس من أولئك النفر أحد
إلا وقد قارف بعض ما قال إلا فتى من الأنصار قال : أنا يا عم ، أكفنك في ردائي هذا
، وفى ثوبين من عيبتي من غزل أمي . قال : أنت فكفِّنِّي ، فكفَّنَه الأنصاري ،
وقاموا عليه ، ودفنوه في نفر كلهم إيمان ) " انتهى.
" زاد المعاد " (3/534-535) .
والحديث حسنه الألباني في " صحيح الترغيب " (رقم/3314) .


فإذا لم يثبت سند الحديث ،
فلا حاجة إلى الخوض في تفسيره ، خاصة وأن ظاهر قوله : ( ويبعث وحده ) يدل على أنه
يقوم يوم القيامة من قبره إلى المحشر وحيدا ، لا يمشي في جماعة وأمة كما هو حال
سائر الأمم ، وهذا معنى غريب لم يثبت مثله في السنة .
والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى