رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الجود في رمضان
سلمان العودة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه وأتباعه
بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: أيها الأحبة:
إنكم اليوم تستقبلون هذا الشهر الكريم، وقد انتهيتم الآن من أداء فريضة من
فرائض الله عزَّ وجلَّ، ألا وهي صلاة العشاء، ثم أداء هذه السنة، التي
نُقِلَت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي التراويح، وقد صلاها صلى
الله عليه وسلم ثلاث ليالٍ أو أربع، ثم ترك أداءها في الجماعة، خشية أن
تُفْرَضَ على أمته، فحافظ عليها أصحابُه من بعده.
أيها الأحبة:
نبيكم -عليه الصلاة والسلام- كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان،
حين يلقاه جبريل فيُدارسه القرآن، حتى إنه صلى الله عليه وسلم ما سُئل
شيئاً قطُّ فقال: لا. وربما طَلَبَ منه أحدٌ الثوبَ الذي يلبسُه فدخل بيته،
فخلعه وبعث به إليه. كأنَّكَ في الكتاب وَجَدْتَ لاءًَ مُحَرَّمةً عليكَ
فلا تَحِلُّ فما تدري إذا أعطيتَ مالاً أيَكْثُرُ في سَماحِكَ أم يَقِلُّ؟
إذا حَضَر الشتاءُ فأنتَ شَمْسٌ وإنْ حَضَر المصِيْفُ فأنتَ ظِلُّ حتى إنه
صلى الله عليه وسلم يفرح بما يُعطِي أكثر من فرح الآخِذِ بما يأخذ.
تَراهُ إذا ما جئتَه مُتهللاً كأنَّك تُعطيِهِ الذي أنْتَ سائله
ولو لم يكن في كفِّه غيرُ روحِه لَجَاد بِها فلْيَتَّقِ اللهَ سائله
هكذا كان قدوتُكم وأسوتكم، على رغم شظف العيش، وقلة ذات اليد، وأنه كما
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: [[يمر في بيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم الهلال ثم الهلال ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، ما أوقد في
بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نارٌ قال: فما كان طعامكم؟ قالت:
الأسودان: التمر والماء]] وكان عليه الصلاة والسلام {ينام على حصير، فيؤثر
جنبه، حتى يراه عمر، فيقول: يا رسول الله! كسرى وقيصر يدوسون على الحرير
والديباج، وأنت هكذا فيقول: أولئك قوم عُجِّلت لهم طيباتهم في الحياة
الدنيا}
أيها الأحبة:
أنتم، وقد أنعم الله عليكم، وأعطاكم، وأوسع عليكم، وأنتم في هذا الشهر
الكريم، وفي هذه الساعات المباركة، تسمعون يقيناً أحوال الكثيرين من
إخوانكم في بلادٍ شتى من بلاد الله تعالى، يعانون من المصائب، والفقر
والجوع والمرض ما لا قِبَل لهم به، ويجدون من أعداء الدين من اليهود
والنصارى مِن ألوان الدعم والتأييد والمساندة والمساعدة الشيء الكثير، وهم
يستصرخونكم ويستنجدون بكم. وكل قضايا المسلمين بلا استثناء تحتاج إلى
المال، ولو وجد المسلمون المال الكافي؛ لعرفوا كيف يدعون إلى الله، كيف
ينشرون العلم، ولعرفوا كيف يحاربون الفقر والجوع، كيف يحاربون عدوهم،
ولعرفوا كيف ينتصرون عليهم، ولحرروا بلادهم بإذن الله تعالى. ......
دعوة إلى الإنفاق على الفقراء المسلمين
أيها الأحبة:
أذكركم بإخوان لكم في القارة السوداء، إفريقيا التي يكتسحها التنصير،
ويحاربها ويعمل على تحويلها إلى النصرانية.
قرأت خبراً يقول: النصارى في الصومال يشترون الفتيات المسلمات، من سن اثنَي
عشر إلى ستة عشر سنة، يشتروهُنَّ، ويُزَيِّنُوهُنَّ، ويُجَمِّلوهُنَّ، ولك
أن تعرف ماذا يريدون بِهِنَّ، ليس التنصير فقط، بل تحويلهن إلى راهبات،
وليس الفساد فقط، بل تحويلهن - لو استطاعوا، وأرجو أن لا يفلحوا- إلى
بائعات للهوى والفساد. فأين أنتَ يا غيور، هذه من محارمك، وكل مسلمة يجب أن
تشعر أن انتهاك عرضها يسيء إليكَ، وأن العار الذي يلحق بها يلحق بك،
ذُلُّهُ وحُوبُهُ وبَوارُه، فأنتَ مطالَبٌ اليوم بإنقاذ هذه المسلمة. وذلك
الطفل: الذي يتلوى جوعاً، مَن له إلاَّ الله ثم أنت، والفقراء، أكثر من
سبعمائة ألف مسلم إرتيْرِي في السودان، لا يجدون الكفاف، ويبيتون في بيوت
من القَش، لا تواري من حرٍ ولا برد ولا شمس، وأعداد غفيرة من المسلمين
يفترشون هذه القارة المترامية الأطراف، يجدون حولهم النصراني، يدعوهم إلى
النصرانية، فإن تنصروا سهل لهم المهمات كلها، وجعل الدنيا لهم ورقاً بلا
شوك كما يقال. أما المسلم، فيستصرخونه وينادونه، وهو كأنه لا يسمع، بل إنه
لا يسمع فعلاً، فها أنا قد بلغتكم صوت إخوانكم، ووالله لتسألون عنهم، والله
لتسألون عنهم، والله لتسألون عنهم، وإذا فَرَّطْتُم اليوم، فالدور عليكم
غداً، إنهم أمانةٌ في أعناقكم، كبارهم وصغارهم، شيوخهم وشبابهم، رجالهم
ونساؤهم، فقراؤهم وخائفوهم وجُهَّالُهم. فواجب علينا أن نعلمَهم بنشر
الدعوة، ونغنيَهم -بإذن الله تعالى- بالمال، والعطاء، واللباس، والكساء،
والطعام، والدواء. وواجب علينا أن نحميَهم من شر أعداء الإسلام، وأنا
أدعوكم اليوم، رجالَكم ونساءَكم، أغنياءَكم ومتوسطيكم، شيوخَكم وشبابَكم،
أدعوكم إلى أن تتقوا الله في أنفسكم، كما أدعوكم إلى أن تتقوا الله في
إخوانكم هؤلاء، وإلى أن تنفقوا لإخوانكم في القارة السوداء، في إفريقيا، مم
تجود به أنفسكم، من الزكاة، أو الصدقة، أو غير ذلك قال تعالى: ((وَمَا
تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ)
[البقرة:272] وإنما هو لكم فأكثروا أو أقِلُّوا.
الإنفاق في مجالات لا تنفع المسلمين
لا أدري لماذا تجد السخاء والإنفاق في المجالات التي إن كانت عبارة عن
مشاريع خيرية في الظاهر، وهي في الحقيقة بخلاف ذلك، لا تضر ولا تنفع، فتجد
الكثيرين يسارعون إلى الإنفاق، إما مجاملة لفلان وفلان، وإما عادة برزوا
عليها، وإما ليُسْكِتوا أفواه الناس، وإما من أجل أن يُذكَروا بذلك، فإذا
جاء مجال الإنفاق في سبيل الله، وفي أعمال الخير، وفي وجوه البر؛ وجدتَ قبض
اليد، ألم تعلم كيف شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك البخيل الذي
يُمْسك يدَه عن الإنفاق، إنه كمِثْل رجل عليه جُـبَّة، كلما أراد أن
يُوَسِّعَها تضامَّت عليه وضاقت، أما ذلك المنفق فهو الرجل الذي عليه
جُـبَّة، وكلما وسعها اتسعت حتى تُعْفِيَ أثََره، وتقفوَ بنانه.
ما لكم إذا قيل لكم أنفقوا في سبيل الله قبَضتُمْ أيديَكم؟ وإِذَا قِيلَ
لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ
أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ [التوبة:38] يدعوكم
الداعي إلى الإنفاق، فلا تسرعون، ولا تندفعون، وأكثرُنا ينفق وفي قلبه
ونفسه شيء، وعنده شيء من الإعراض، وهو يرى أنه قد أخرج شيئاً وَدَّ ألاَّ
يُخرج غيره.
فيا عبد الله، إنك إنما تنفق على نفسك، وتتصدق لنفسك، والنفقة هذه أنت في
ظلها يوم القيامة، ومن أعطى فإنما يعطي لنفسه، ومن تصدق فإنما يتصدق لنفسه،
ومالُكَ ما قدَّمتَ، ومالُ وارثك ما أخرتَ. فأنا أدعوكم الآن -عاجلاًَ غير
آجل- إلى أن تتقوا الله تعالى في أنفسكم، وتتقوا الله تعالى في ذراريكم،
الذين يُحفظون -بإذن الله تعالى- بصدقكم وإخلاصكم وتقواكم، وتتقوا الله في
هذه الأمة، التي أنتم منها، جزءٌ من جسدها، ولعلكم أنتم يدَها الباذلة،
وكفَّها المنفقة، فأنفقوا وتصدقوا، لا أقول: مِن مالكم بل من مال الله الذي
آتاكم، ومما جعلكم مستخلفين فيه، فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير.
سلمان العودة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه وأتباعه
بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: أيها الأحبة:
إنكم اليوم تستقبلون هذا الشهر الكريم، وقد انتهيتم الآن من أداء فريضة من
فرائض الله عزَّ وجلَّ، ألا وهي صلاة العشاء، ثم أداء هذه السنة، التي
نُقِلَت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي التراويح، وقد صلاها صلى
الله عليه وسلم ثلاث ليالٍ أو أربع، ثم ترك أداءها في الجماعة، خشية أن
تُفْرَضَ على أمته، فحافظ عليها أصحابُه من بعده.
أيها الأحبة:
نبيكم -عليه الصلاة والسلام- كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان،
حين يلقاه جبريل فيُدارسه القرآن، حتى إنه صلى الله عليه وسلم ما سُئل
شيئاً قطُّ فقال: لا. وربما طَلَبَ منه أحدٌ الثوبَ الذي يلبسُه فدخل بيته،
فخلعه وبعث به إليه. كأنَّكَ في الكتاب وَجَدْتَ لاءًَ مُحَرَّمةً عليكَ
فلا تَحِلُّ فما تدري إذا أعطيتَ مالاً أيَكْثُرُ في سَماحِكَ أم يَقِلُّ؟
إذا حَضَر الشتاءُ فأنتَ شَمْسٌ وإنْ حَضَر المصِيْفُ فأنتَ ظِلُّ حتى إنه
صلى الله عليه وسلم يفرح بما يُعطِي أكثر من فرح الآخِذِ بما يأخذ.
تَراهُ إذا ما جئتَه مُتهللاً كأنَّك تُعطيِهِ الذي أنْتَ سائله
ولو لم يكن في كفِّه غيرُ روحِه لَجَاد بِها فلْيَتَّقِ اللهَ سائله
هكذا كان قدوتُكم وأسوتكم، على رغم شظف العيش، وقلة ذات اليد، وأنه كما
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: [[يمر في بيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم الهلال ثم الهلال ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، ما أوقد في
بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نارٌ قال: فما كان طعامكم؟ قالت:
الأسودان: التمر والماء]] وكان عليه الصلاة والسلام {ينام على حصير، فيؤثر
جنبه، حتى يراه عمر، فيقول: يا رسول الله! كسرى وقيصر يدوسون على الحرير
والديباج، وأنت هكذا فيقول: أولئك قوم عُجِّلت لهم طيباتهم في الحياة
الدنيا}
أيها الأحبة:
أنتم، وقد أنعم الله عليكم، وأعطاكم، وأوسع عليكم، وأنتم في هذا الشهر
الكريم، وفي هذه الساعات المباركة، تسمعون يقيناً أحوال الكثيرين من
إخوانكم في بلادٍ شتى من بلاد الله تعالى، يعانون من المصائب، والفقر
والجوع والمرض ما لا قِبَل لهم به، ويجدون من أعداء الدين من اليهود
والنصارى مِن ألوان الدعم والتأييد والمساندة والمساعدة الشيء الكثير، وهم
يستصرخونكم ويستنجدون بكم. وكل قضايا المسلمين بلا استثناء تحتاج إلى
المال، ولو وجد المسلمون المال الكافي؛ لعرفوا كيف يدعون إلى الله، كيف
ينشرون العلم، ولعرفوا كيف يحاربون الفقر والجوع، كيف يحاربون عدوهم،
ولعرفوا كيف ينتصرون عليهم، ولحرروا بلادهم بإذن الله تعالى. ......
دعوة إلى الإنفاق على الفقراء المسلمين
أيها الأحبة:
أذكركم بإخوان لكم في القارة السوداء، إفريقيا التي يكتسحها التنصير،
ويحاربها ويعمل على تحويلها إلى النصرانية.
قرأت خبراً يقول: النصارى في الصومال يشترون الفتيات المسلمات، من سن اثنَي
عشر إلى ستة عشر سنة، يشتروهُنَّ، ويُزَيِّنُوهُنَّ، ويُجَمِّلوهُنَّ، ولك
أن تعرف ماذا يريدون بِهِنَّ، ليس التنصير فقط، بل تحويلهن إلى راهبات،
وليس الفساد فقط، بل تحويلهن - لو استطاعوا، وأرجو أن لا يفلحوا- إلى
بائعات للهوى والفساد. فأين أنتَ يا غيور، هذه من محارمك، وكل مسلمة يجب أن
تشعر أن انتهاك عرضها يسيء إليكَ، وأن العار الذي يلحق بها يلحق بك،
ذُلُّهُ وحُوبُهُ وبَوارُه، فأنتَ مطالَبٌ اليوم بإنقاذ هذه المسلمة. وذلك
الطفل: الذي يتلوى جوعاً، مَن له إلاَّ الله ثم أنت، والفقراء، أكثر من
سبعمائة ألف مسلم إرتيْرِي في السودان، لا يجدون الكفاف، ويبيتون في بيوت
من القَش، لا تواري من حرٍ ولا برد ولا شمس، وأعداد غفيرة من المسلمين
يفترشون هذه القارة المترامية الأطراف، يجدون حولهم النصراني، يدعوهم إلى
النصرانية، فإن تنصروا سهل لهم المهمات كلها، وجعل الدنيا لهم ورقاً بلا
شوك كما يقال. أما المسلم، فيستصرخونه وينادونه، وهو كأنه لا يسمع، بل إنه
لا يسمع فعلاً، فها أنا قد بلغتكم صوت إخوانكم، ووالله لتسألون عنهم، والله
لتسألون عنهم، والله لتسألون عنهم، وإذا فَرَّطْتُم اليوم، فالدور عليكم
غداً، إنهم أمانةٌ في أعناقكم، كبارهم وصغارهم، شيوخهم وشبابهم، رجالهم
ونساؤهم، فقراؤهم وخائفوهم وجُهَّالُهم. فواجب علينا أن نعلمَهم بنشر
الدعوة، ونغنيَهم -بإذن الله تعالى- بالمال، والعطاء، واللباس، والكساء،
والطعام، والدواء. وواجب علينا أن نحميَهم من شر أعداء الإسلام، وأنا
أدعوكم اليوم، رجالَكم ونساءَكم، أغنياءَكم ومتوسطيكم، شيوخَكم وشبابَكم،
أدعوكم إلى أن تتقوا الله في أنفسكم، كما أدعوكم إلى أن تتقوا الله في
إخوانكم هؤلاء، وإلى أن تنفقوا لإخوانكم في القارة السوداء، في إفريقيا، مم
تجود به أنفسكم، من الزكاة، أو الصدقة، أو غير ذلك قال تعالى: ((وَمَا
تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ)
[البقرة:272] وإنما هو لكم فأكثروا أو أقِلُّوا.
الإنفاق في مجالات لا تنفع المسلمين
لا أدري لماذا تجد السخاء والإنفاق في المجالات التي إن كانت عبارة عن
مشاريع خيرية في الظاهر، وهي في الحقيقة بخلاف ذلك، لا تضر ولا تنفع، فتجد
الكثيرين يسارعون إلى الإنفاق، إما مجاملة لفلان وفلان، وإما عادة برزوا
عليها، وإما ليُسْكِتوا أفواه الناس، وإما من أجل أن يُذكَروا بذلك، فإذا
جاء مجال الإنفاق في سبيل الله، وفي أعمال الخير، وفي وجوه البر؛ وجدتَ قبض
اليد، ألم تعلم كيف شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك البخيل الذي
يُمْسك يدَه عن الإنفاق، إنه كمِثْل رجل عليه جُـبَّة، كلما أراد أن
يُوَسِّعَها تضامَّت عليه وضاقت، أما ذلك المنفق فهو الرجل الذي عليه
جُـبَّة، وكلما وسعها اتسعت حتى تُعْفِيَ أثََره، وتقفوَ بنانه.
ما لكم إذا قيل لكم أنفقوا في سبيل الله قبَضتُمْ أيديَكم؟ وإِذَا قِيلَ
لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ
أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ [التوبة:38] يدعوكم
الداعي إلى الإنفاق، فلا تسرعون، ولا تندفعون، وأكثرُنا ينفق وفي قلبه
ونفسه شيء، وعنده شيء من الإعراض، وهو يرى أنه قد أخرج شيئاً وَدَّ ألاَّ
يُخرج غيره.
فيا عبد الله، إنك إنما تنفق على نفسك، وتتصدق لنفسك، والنفقة هذه أنت في
ظلها يوم القيامة، ومن أعطى فإنما يعطي لنفسه، ومن تصدق فإنما يتصدق لنفسه،
ومالُكَ ما قدَّمتَ، ومالُ وارثك ما أخرتَ. فأنا أدعوكم الآن -عاجلاًَ غير
آجل- إلى أن تتقوا الله تعالى في أنفسكم، وتتقوا الله تعالى في ذراريكم،
الذين يُحفظون -بإذن الله تعالى- بصدقكم وإخلاصكم وتقواكم، وتتقوا الله في
هذه الأمة، التي أنتم منها، جزءٌ من جسدها، ولعلكم أنتم يدَها الباذلة،
وكفَّها المنفقة، فأنفقوا وتصدقوا، لا أقول: مِن مالكم بل من مال الله الذي
آتاكم، ومما جعلكم مستخلفين فيه، فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى