رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
بغض الأنصار
الشيخ: عبد الكريم بن عبد
الله الخضير
فمن أبغضهم من جهة هذه الصفة وهي كونهم
نصروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثر ذلك في تصديقه، كيف يتم تصديقه بالنبي -عليه
الصلاة والسلام- وقد أبغض من نصر النبي -عليه الصلاة والسلام-؟ يمكن هذا؟! أبغضهم
لأنهم نصروا النبي -عليه الصلاة والسلام- من أجل هذه الصفة، وهي كونهم نصروا رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- أثر ذلك في تصديقه، فيصح أنه منافق، ويقرب أو يقرّب هذا
زيادة أبي نُعيم في المستخرج من حديث البراء بن عازب: ((من
أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم)) ونعود ونؤكد إلى
أن البعض المؤثر هو البغض من أجل الصفة التي هي النصرة.
نظير ذلك من أبغض زيد من الناس لكونه من أهل الحسبة، من أهل الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر، نقول: لماذا تبغض زيداً؟ إن قال: لأنه يأمر وينهى، نقول: منافق؛ لأنك
أبغضت بعض ما جاء به الرسول -عليه الصلاة والسلام-؛ لأنك أبغضت ما أحبه الله ورسوله،
فأنت منافق بلا شك؛ لأنه يأمر وينهى، يأمر بما أمر الله به، وينهى عن ما نهى الله
عنه، يزجر الناس ويكفهم عن الوقوع في المحرمات، إن أبغضتهم لهذه الخصلة وهذه الصفة
فالنفاق لا شك فيك.
لكن إن أبغض زيداً من الناس وهو من أهل الحسبة لما وقع بينه وبينه من خلاف في أمر
دنيا، أو ما أشبه الأمر سهل، لكن الإشكال إن أبغضه لما مُدح به شرعاً، كما هنا إن
أبغض الأنصار لنصرتهم الرسول -عليه الصلاة والسلام- فلا شك في نفاقه، إن أبغض أهل
الحسبة لأنهم قاموا بهذا الأمر الذي أكد عليه الشرع ((من رأى
منكم منكراً فليغيره بيده)) إن أبغضهم لهذه الخصلة فلا شك في نفاقه؛ وليحذر
الذين يتطاولون على هذه الفئة التي أسقطت الواجب عن الأمة، فإنكار المنكر فرض على
الأمة، فرض كفاية، إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، وصار في حق الباقين
سنة، لكن إذا لم يقم به من يكفي فالأصل الوجوب على كل أحد؛ لعموم قوله -عليه الصلاة
والسلام-: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع
فلبسانه، فإن لم يستطع فبقلبه))... إلى آخره، إلى أن قال:
((وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)).
المصدر: شرح: التجريد الصريح –
كتاب الإيمان (6)
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى