بنت عائشه
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
أيها المعتمر
.
واحداً من ضيوف الرحمن سبحانه
يا من شددت الرحال إلى بلد الله الحرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
فإن العمرة شعيرةٌ واجبةٌ ، يُقصد بها زيارة بيت الله الحرام للطواف والسعي
وقد جاء الترغيب في أدائها والحث على فعلها في كتاب الله بقوله جل في عُلاه
وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ( البقرة : من الآية 196) l
.كما جاء في السنة المطهرة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : "
العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما البخاري ، الحديث رقم 1773 ، ص 285 )
. ولهذا كان على كل مسلم أن يحرص على أدائها بقدر استطاعته، وأن لا يهملها أو
يتقاعس عنها بدون عذر شرعي ، وهنا أوجه هذه الرسالة إلى كل معتمر لعله يجد فيها
نفعاً أو فائدة .فأقول مستعيناً بالله وحده
يا من نويت أداء العمرة ،
عليك أن تقصد بعمرتك وجه الله سبحانه والدار الآخرة والتقرب إلى الله سبحانه بما
يرضيه من الأقوال والأعمال في ذلك الموضع الشريف، وأن تحذر كل الحذر من أن تقصد
بعمرتك أعراض الدنيا الفانية ، أو الرياء والسمعة ، والمفاخرة بين الناس . وهنا
تذكّر أن عليك سؤال أهل العلم عن ما يُشكل عليك من أمورٍ ومسائل حتى تكون على
بصيرةٍ ، وتكون عمرتك على الوجه الذي يرضي الله جل جلاله
يا من عزمت على السفر إلى بلد الله الحرام ]
، اختر الرفقة الصالحة الطيبة التي تعينك على ذكر الله جل وعلا ، وتُذكِّرك إذا
نسيت ، واحرص على صحبة أهل الطاعة والتقوى والصلاح ، وطلبة العلم المتفقهين في
الدين ، وإياك وصحبة السفهاء و الفُسَّاق والأشرار . وأعلم أن مال العمرة لابد أن
يكون حلالاً حتى يقبلها الله جل جلاله ،فلا يدخل فيه مالٌ مسروق أو مغصوب ، أو من
مصدر حرامٍ كالربا أو الرشوة أو الغش ونحو ذلك
يا من توجهت إلى بلد الله الحرام لإتمام مناسك العُمرة
، لا تتجاوز الميقات الذي تمر به في طريقك إلى مكة المكرمة حتى تحرم منه إن كان
سفرك براً أو بحراً ، فإذا وصلت إلى الميقات فعليك التجرد من ثيابك والاغتسال كغُسل
الجنابة ، ثم تلبس قطعتين من القماش الذي لا مخيط فيه ، أحدهما إزاراً يستر النصف
الأسفل ، والثاني رداء ًيستر النصف الأعلى كاملاً ، والأفضل أن يكونا أبيضين للرجال
؛ أما المرأة فلها أن تلبس ما شاءت من ثيابٍ ، وأن تحذر التشبه بالرجال أو التبرج ،
وأن لا تُخصص للعمرة لوناً معيناً فإن ذلك غير وارد أما إذا كان سفرك جواً فعليك أن تحرم إذا حاذيت الميقات الذي تمر به ، ويفضل أن
تلبس ثياب الإحرام قبل ذلك حتى إذا حاذيت الميقات نويت الإحرام في الحال بأن تقول :
(( لبيك اللهم عمرةً )) ، فإنه لا يجوز تأخير الإحرام عن ذلك
يا من لبست ملابس الإحرام
، لا تنس أن تتطيب عند الإحرام في رأسك ولحيتك لما جاء في الصحيحين من حديث أم
المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها ) أنها قالت : " كنت أُطيب رسول الله صلى الله
عليه وسلم لإحرامه حين يُـحرم ، ولحله قبل أن يطوف بالبيت "
( رواه البخاري ، الحديث رقم 1539 ، ص 249 )
وأعلم – جُزيت خيراً - أن لك أن تصلي ركعتين بنية سنة الوضوء ، ثم تنوي الإحرام
بالعمرة وتجهر بها قائلاً : " لبيك عمرةً " أو " لبيك اللهم عمرة
أما النساء فلا يجهرن بها ولا بالتلبية
.
وهنا تذكر أن لك متى خفت من عائق يعوق إتمام نسكك أن تشترط عند الإحرام فتقول:
إن
حبسني حابسٌ فمحلي حيث حبستني )) . وعند ذلك تُشرع لك البدء في التلبية المشروعة
الثابتة فقد ورد عن ابن عمرٍ - رضي الله عنهما - أن تلبية رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " l
لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والمُلك ، لا شريك
لك
( رواه البخاري ، الحديث رقم 1549 ، ص ]وارفع
صوتك بها واكثر منها حتى تبدأ الطواف بالبيت الحرام ، أما النساء فيلبين بصوتٍ
منخفض
يا من أحرمت لله تعالى معتمراً تجنب جميع محظورات الإحرام
؛ فلا تأخذ من شعرك أو أظفارك شيئاً ولا تتطيب بعد الإحرام في بدنك أو إحرامك ، ولا
تقتل الصيد ، ولا تُغط رأسك بملاصق ، ولا تقطع شجر الحرم ونباته الأخضر ، ولا تلتقط
لقطته إلا لتعريفها ، ولا تباشر زوجك بشهوة سواءً كان ذلك باللمس أو التقبيل أو
نحوهما ، ولا تلبس المخيط سواءً كان ذلك قميصاً أو ثوباً أو سروالاً ، أو عمامةً أو
خفاً أو نحوها ، ولا تلبس المرأة النقاب أو البرقع أو نحوهما ؛ وعليها ألاَّ تلبس
القُفازين في يديها لورود النهي عن ذلك ؛ إلا أن عليها متى كانت بحضرة رجالٍ أجانب
أن تُغطي وجهها بالخمار ونحوه . وأعلم أنه لا بأس ( أخي المعتمر ) بلبس النعلين
والخاتم غير المذهب وسماعة الأذن والنظارة والساعة والحزام ، ولا بأس بتغيـير ملابس
الإحرام وغسلها وتنظيفها ، وغسل الرأس والبدن
لا تنس أخي المعتمر أن
عليك أن تبدأ الطواف من محاذاة الحجر الأسود الذي إن لم يتيسر لك استلامه فيكفيك
التكبير مع الإشارة إليه باليد اليمنى لما ورد في صفة حجة النبي صلى الله عليه
وسلم[/
لابن عمر ( رضي الله عنهما ) أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما انتـهى إلى البيت
" استقبل الحجر فكبَّر "
( رواه ابن خُزيمة ، ج 4 ، الحديث رقم 2716 ، ص 214 )
. ولا تُقبِّل يداك بعد الإشارة بهما إليه ، وإياك ومزاحمة الناس أو إيذائهم بأي
نوعٍ من الأذى القولي أو الفعلي . فإذا ما مررت بالحجر الأسود بعد ذلك فكبر فقط ،
وقبِّله إن استطعت دونما مزاحمةٍ لما في الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا
عمر ، لا تؤذ الضعيف . إذا أردت استلام الحجر فإن خلا لك فاستلمه ؛ وإلا فاستقبله
وكبِّر
( رواه البيهقي في السُنن الكبرى ، ج 5 ، الحديث رقم 9043 ، ص
إذا بلغت الركن اليماني
في طوافك وتيسّر لك استلامه فامسح عليه بيدك اليمنى ولا تُقبِّله ، ولا تزاحم الناس
عليه ، فإن شق عليك استلامه فاتركه وامض في طوافك ؛ ولا تُشر إليه ، ولا تُكبِّر
عند محاذاته . واعلم ( بارك الله فيك ) أنه ليس للطواف دعاءٌ مخصوص أو ذكرٌ معين ؛
و أن ما يسمى بأدعية الطواف والسعي التي تنتشر بين أيدي كثيرٍ من الحجاج والمعتمرين
ليست ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن المشروع للمسلم في الطواف يتمثل
في الإكثار من الذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم ، إلاّ في ختام كل شوط بين الركن
اليماني والحجر الأسود فيستحب أن يقول الطائف بالكعبة : (( ربنا آتنا في الدنيا
حسنةً ، وفي الآخرة حسنةً ، وقنا عذاب النار
لما ورد عن عبد الله بن السائب
عن أبيه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما بين الركن
اليماني والحجر : {
ربنا آتنا في الدنيا حسنةً ، وفي الآخرة حسن ةً
، وقنا عذاب النار
( رواه الحاكم ، ج 2 ، الحديث رقم 3098 ، ص 3042 )
. وهنا عليك أن تُراعي أنه لا ينبغي رفع الصوت بالدعاء حتى لا يكون هناك تشويش على
بقية الطائفين والمصلين
لا تنس - أخي المعتمر
أن مما يُشرع للرجال (( الاضطباع )) و (( الرَّمَل )) في الطواف فقط ؛ فأما
الاضطباع فهو أن يجعل الرجل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على الكتف الأيسر,
وبذلك يكون كتفه الأيمن مكشوفاً حتى إذا فرغ من الطواف غطاه وأعاد الرداء إلى حالته
الأولى
أما الرَّمَل فهو إسراع المشي مع مقاربة الخطوات , ويكون ذلك في الأشواط الثلاثة
الأولى من الطواف فقط إن تيسر له ذلك ، لما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : "
سعى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشواطٍ ، ومشى أربعةً في الحج والعمرة "
( رواه البخاري ، الحديث رقم 1604 ، ص )260
لا تنس أن تصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم
عليه السلام بعد فراغك من الطواف بالبيت سبعة أشواط لقوله تعالى
{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى
( البقرة : من الآية 125)
؛ فإن لم يتيسر ذلك فصل في أي موضع من الحرم دون مزاحمةٍ أو مضايقةٍ للمصلين
والطائفين ، واعلم أنه يُسَنُ في هاتين الركعتين قراءة (سورة الكافرون ) بعد
الفاتحة في الأولى ، و ( سورة الإخلاص ) بعد الفاتحة في الثانية
توجّه بعد ذلك إلى المسعى وا
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ
اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً
فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيم
( البقرة : 158 )
. ثم استقبل القبلة وارفع يديك حامداً الله سبحانه وتعالى وداعياً بما تشاء ، ثم
انزل من الصفا متوجهاً إلى المروة ؛ فإذا بلغت العلم الأخضر فأسرع في سعيك بقدر ما
تستطيع ولا تؤذ غيرك من الناس حتى تبلغ العلم الأخضر الثاني ، ولا تنس أن هذا
الإسراع في المشي بين العلمين الأخضرين مشروع للرجال فقط أما النساء فلا يشرع لهن
لأنهن عورة ، وإنما المشروع لهن المشي في السعي كله . ثم امش كالعادة إلى أن تصل
إلى المروة فاصعد عليها واستقبل القبلة رافعاً يديك داعياً بما تشاء كما فعلت على
الصفا . ثم انزل من المروة إلى الصفا ماشيا في موضع المشي ، وساعياً في موضع السعي
حتى تكمل سبعة أشواط ، واعلم أن الذهاب من الصفا إلى المروة شوط ، والرجوع من
المروة إلى الصفا شوط آخر . ولك ( أخي المعتمر ) أن تردد في سعيك ما شئت من ذكر
الله سبحانه وتعالى ، والدعاء الصالح ، وتلاوة القرآن الكريم دون التقيد بذكرٍ
معينٍ أو دعاءٍ خاصٍ لكل شوط إذا أتممت سعيك سبعة أشواط فاحلق شعر رأسك أو قَصِّر
على أن يعم التقصير شعر الرأس كله ، ولا تكتف بأخذ بعض الشعر من يمين الرأس وشماله
ووسطه فإن ذلك خطأ يقع فيه كثير من الناس ، إذ إن الحلق أو التقصير يجب أن يكون
شاملاً لجميع شعر الرأس . واعلم أن الحلق أفضل من التقصير لما ورد عن يحيى بن
الحُصين عن جدته أنها سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع " دعـا للمحلِّقين ثلاثـاً وللمقصرين مرة "
أن يكون وقت الحج قريباً فإن التقصير أفضل . أما المرأة فتقص من كل ظفيرةٍ
من ظفائرها قدر أنملة ، وبذلك تكون ـ أخي المعتمر ـ قد أتممت عمرتك ، ولك بعد ذلك
أن تلبس ثيابك وأن تتطيب وأن تعود إلى ما كنت عليه قبل الإحرام
.
تذكّر أن عليك عدم تخطي الرقاب في الحرم
، والحذر من إيذاء المصلين ، فإن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، وإياك
والنظر إلى النساء أو الصلاة بجوارهن فإن ذلك مما يجب على المسلم اجتنابه وبخاصة في
بيت الله الحرام . وعليك أن تتلطف بمن حولك من إخوانك الحجاج والمعتمرين والمصلين
أثناء الطواف والسعي وعند تقبيل الحجر الأسود فإن كثير من الناس قد يقع في المحظور
ليأتي بسنةٍ من السنن
والعياذ بالله
- .
لا تُغلِق أبواب الحرم ومداخله وطرقاته بالصلاة فيها أو النوم أو الجلوس والافتراش
، ولا تلوث الحرم بطعام أو شراب أو قذر ؛ فإن ذلك من العبث وعدم تعظيم شعائر الله .
واعلم أنه لا يجوز ـ كما أفتى بذلك كثيرٌ من أهل العلم ـ تعطيل الطواف بالجلوس حول
الكعبة أو الصلاة قربها أو الوقوف عند الحجر الأسود ، أو حِجر إسماعيل عليه السلام r ]
[
، أو أمام باب الكعبة ، أو عند مقام إبراهيم عليه السلام ؛ وخاصةً عند الزحام لما
في ذلك من الضرر بالمسلمين وإيذائهم . وأحذر من التمسح بجدران أو حِلق الكعبة أو
ثوبها أو غير ذلك مما يفعله الجهلة بدين الله وشريعته السمحة
لا تنس أن تحمد الله تعالى على توفيقه إياك لأداء هذه الشعيرة ، وتيسيره لك إتمام
أعمال العمرة ، وعليك أن تحمده وأن تُكثر من شكره سبحانه وتعالى أن وفقك لزيارة
المسجد الحرام والبيت العتيق ، وأن تسأله القبول والإخلاص في القول والعمل . والله
أسأل لنا ولك عمرةً مقبولةً ، وسعياً مشكوراً ، وذنباً مغفوراً ، وصلى الله على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، وسلّم تسليماً كثير
.
واحداً من ضيوف الرحمن سبحانه
يا من شددت الرحال إلى بلد الله الحرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
فإن العمرة شعيرةٌ واجبةٌ ، يُقصد بها زيارة بيت الله الحرام للطواف والسعي
وقد جاء الترغيب في أدائها والحث على فعلها في كتاب الله بقوله جل في عُلاه
وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ( البقرة : من الآية 196) l
.كما جاء في السنة المطهرة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : "
العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما البخاري ، الحديث رقم 1773 ، ص 285 )
. ولهذا كان على كل مسلم أن يحرص على أدائها بقدر استطاعته، وأن لا يهملها أو
يتقاعس عنها بدون عذر شرعي ، وهنا أوجه هذه الرسالة إلى كل معتمر لعله يجد فيها
نفعاً أو فائدة .فأقول مستعيناً بالله وحده
يا من نويت أداء العمرة ،
عليك أن تقصد بعمرتك وجه الله سبحانه والدار الآخرة والتقرب إلى الله سبحانه بما
يرضيه من الأقوال والأعمال في ذلك الموضع الشريف، وأن تحذر كل الحذر من أن تقصد
بعمرتك أعراض الدنيا الفانية ، أو الرياء والسمعة ، والمفاخرة بين الناس . وهنا
تذكّر أن عليك سؤال أهل العلم عن ما يُشكل عليك من أمورٍ ومسائل حتى تكون على
بصيرةٍ ، وتكون عمرتك على الوجه الذي يرضي الله جل جلاله
يا من عزمت على السفر إلى بلد الله الحرام ]
، اختر الرفقة الصالحة الطيبة التي تعينك على ذكر الله جل وعلا ، وتُذكِّرك إذا
نسيت ، واحرص على صحبة أهل الطاعة والتقوى والصلاح ، وطلبة العلم المتفقهين في
الدين ، وإياك وصحبة السفهاء و الفُسَّاق والأشرار . وأعلم أن مال العمرة لابد أن
يكون حلالاً حتى يقبلها الله جل جلاله ،فلا يدخل فيه مالٌ مسروق أو مغصوب ، أو من
مصدر حرامٍ كالربا أو الرشوة أو الغش ونحو ذلك
يا من توجهت إلى بلد الله الحرام لإتمام مناسك العُمرة
، لا تتجاوز الميقات الذي تمر به في طريقك إلى مكة المكرمة حتى تحرم منه إن كان
سفرك براً أو بحراً ، فإذا وصلت إلى الميقات فعليك التجرد من ثيابك والاغتسال كغُسل
الجنابة ، ثم تلبس قطعتين من القماش الذي لا مخيط فيه ، أحدهما إزاراً يستر النصف
الأسفل ، والثاني رداء ًيستر النصف الأعلى كاملاً ، والأفضل أن يكونا أبيضين للرجال
؛ أما المرأة فلها أن تلبس ما شاءت من ثيابٍ ، وأن تحذر التشبه بالرجال أو التبرج ،
وأن لا تُخصص للعمرة لوناً معيناً فإن ذلك غير وارد أما إذا كان سفرك جواً فعليك أن تحرم إذا حاذيت الميقات الذي تمر به ، ويفضل أن
تلبس ثياب الإحرام قبل ذلك حتى إذا حاذيت الميقات نويت الإحرام في الحال بأن تقول :
(( لبيك اللهم عمرةً )) ، فإنه لا يجوز تأخير الإحرام عن ذلك
يا من لبست ملابس الإحرام
، لا تنس أن تتطيب عند الإحرام في رأسك ولحيتك لما جاء في الصحيحين من حديث أم
المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها ) أنها قالت : " كنت أُطيب رسول الله صلى الله
عليه وسلم لإحرامه حين يُـحرم ، ولحله قبل أن يطوف بالبيت "
( رواه البخاري ، الحديث رقم 1539 ، ص 249 )
وأعلم – جُزيت خيراً - أن لك أن تصلي ركعتين بنية سنة الوضوء ، ثم تنوي الإحرام
بالعمرة وتجهر بها قائلاً : " لبيك عمرةً " أو " لبيك اللهم عمرة
أما النساء فلا يجهرن بها ولا بالتلبية
.
وهنا تذكر أن لك متى خفت من عائق يعوق إتمام نسكك أن تشترط عند الإحرام فتقول:
إن
حبسني حابسٌ فمحلي حيث حبستني )) . وعند ذلك تُشرع لك البدء في التلبية المشروعة
الثابتة فقد ورد عن ابن عمرٍ - رضي الله عنهما - أن تلبية رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " l
لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والمُلك ، لا شريك
لك
( رواه البخاري ، الحديث رقم 1549 ، ص ]وارفع
صوتك بها واكثر منها حتى تبدأ الطواف بالبيت الحرام ، أما النساء فيلبين بصوتٍ
منخفض
يا من أحرمت لله تعالى معتمراً تجنب جميع محظورات الإحرام
؛ فلا تأخذ من شعرك أو أظفارك شيئاً ولا تتطيب بعد الإحرام في بدنك أو إحرامك ، ولا
تقتل الصيد ، ولا تُغط رأسك بملاصق ، ولا تقطع شجر الحرم ونباته الأخضر ، ولا تلتقط
لقطته إلا لتعريفها ، ولا تباشر زوجك بشهوة سواءً كان ذلك باللمس أو التقبيل أو
نحوهما ، ولا تلبس المخيط سواءً كان ذلك قميصاً أو ثوباً أو سروالاً ، أو عمامةً أو
خفاً أو نحوها ، ولا تلبس المرأة النقاب أو البرقع أو نحوهما ؛ وعليها ألاَّ تلبس
القُفازين في يديها لورود النهي عن ذلك ؛ إلا أن عليها متى كانت بحضرة رجالٍ أجانب
أن تُغطي وجهها بالخمار ونحوه . وأعلم أنه لا بأس ( أخي المعتمر ) بلبس النعلين
والخاتم غير المذهب وسماعة الأذن والنظارة والساعة والحزام ، ولا بأس بتغيـير ملابس
الإحرام وغسلها وتنظيفها ، وغسل الرأس والبدن
لا تنس أخي المعتمر أن
عليك أن تبدأ الطواف من محاذاة الحجر الأسود الذي إن لم يتيسر لك استلامه فيكفيك
التكبير مع الإشارة إليه باليد اليمنى لما ورد في صفة حجة النبي صلى الله عليه
وسلم[/
لابن عمر ( رضي الله عنهما ) أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما انتـهى إلى البيت
" استقبل الحجر فكبَّر "
( رواه ابن خُزيمة ، ج 4 ، الحديث رقم 2716 ، ص 214 )
. ولا تُقبِّل يداك بعد الإشارة بهما إليه ، وإياك ومزاحمة الناس أو إيذائهم بأي
نوعٍ من الأذى القولي أو الفعلي . فإذا ما مررت بالحجر الأسود بعد ذلك فكبر فقط ،
وقبِّله إن استطعت دونما مزاحمةٍ لما في الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا
عمر ، لا تؤذ الضعيف . إذا أردت استلام الحجر فإن خلا لك فاستلمه ؛ وإلا فاستقبله
وكبِّر
( رواه البيهقي في السُنن الكبرى ، ج 5 ، الحديث رقم 9043 ، ص
إذا بلغت الركن اليماني
في طوافك وتيسّر لك استلامه فامسح عليه بيدك اليمنى ولا تُقبِّله ، ولا تزاحم الناس
عليه ، فإن شق عليك استلامه فاتركه وامض في طوافك ؛ ولا تُشر إليه ، ولا تُكبِّر
عند محاذاته . واعلم ( بارك الله فيك ) أنه ليس للطواف دعاءٌ مخصوص أو ذكرٌ معين ؛
و أن ما يسمى بأدعية الطواف والسعي التي تنتشر بين أيدي كثيرٍ من الحجاج والمعتمرين
ليست ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن المشروع للمسلم في الطواف يتمثل
في الإكثار من الذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم ، إلاّ في ختام كل شوط بين الركن
اليماني والحجر الأسود فيستحب أن يقول الطائف بالكعبة : (( ربنا آتنا في الدنيا
حسنةً ، وفي الآخرة حسنةً ، وقنا عذاب النار
لما ورد عن عبد الله بن السائب
عن أبيه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما بين الركن
اليماني والحجر : {
ربنا آتنا في الدنيا حسنةً ، وفي الآخرة حسن ةً
، وقنا عذاب النار
( رواه الحاكم ، ج 2 ، الحديث رقم 3098 ، ص 3042 )
. وهنا عليك أن تُراعي أنه لا ينبغي رفع الصوت بالدعاء حتى لا يكون هناك تشويش على
بقية الطائفين والمصلين
لا تنس - أخي المعتمر
أن مما يُشرع للرجال (( الاضطباع )) و (( الرَّمَل )) في الطواف فقط ؛ فأما
الاضطباع فهو أن يجعل الرجل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على الكتف الأيسر,
وبذلك يكون كتفه الأيمن مكشوفاً حتى إذا فرغ من الطواف غطاه وأعاد الرداء إلى حالته
الأولى
أما الرَّمَل فهو إسراع المشي مع مقاربة الخطوات , ويكون ذلك في الأشواط الثلاثة
الأولى من الطواف فقط إن تيسر له ذلك ، لما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : "
سعى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشواطٍ ، ومشى أربعةً في الحج والعمرة "
( رواه البخاري ، الحديث رقم 1604 ، ص )260
لا تنس أن تصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم
عليه السلام بعد فراغك من الطواف بالبيت سبعة أشواط لقوله تعالى
{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّى
( البقرة : من الآية 125)
؛ فإن لم يتيسر ذلك فصل في أي موضع من الحرم دون مزاحمةٍ أو مضايقةٍ للمصلين
والطائفين ، واعلم أنه يُسَنُ في هاتين الركعتين قراءة (سورة الكافرون ) بعد
الفاتحة في الأولى ، و ( سورة الإخلاص ) بعد الفاتحة في الثانية
توجّه بعد ذلك إلى المسعى وا
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ
اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً
فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيم
( البقرة : 158 )
. ثم استقبل القبلة وارفع يديك حامداً الله سبحانه وتعالى وداعياً بما تشاء ، ثم
انزل من الصفا متوجهاً إلى المروة ؛ فإذا بلغت العلم الأخضر فأسرع في سعيك بقدر ما
تستطيع ولا تؤذ غيرك من الناس حتى تبلغ العلم الأخضر الثاني ، ولا تنس أن هذا
الإسراع في المشي بين العلمين الأخضرين مشروع للرجال فقط أما النساء فلا يشرع لهن
لأنهن عورة ، وإنما المشروع لهن المشي في السعي كله . ثم امش كالعادة إلى أن تصل
إلى المروة فاصعد عليها واستقبل القبلة رافعاً يديك داعياً بما تشاء كما فعلت على
الصفا . ثم انزل من المروة إلى الصفا ماشيا في موضع المشي ، وساعياً في موضع السعي
حتى تكمل سبعة أشواط ، واعلم أن الذهاب من الصفا إلى المروة شوط ، والرجوع من
المروة إلى الصفا شوط آخر . ولك ( أخي المعتمر ) أن تردد في سعيك ما شئت من ذكر
الله سبحانه وتعالى ، والدعاء الصالح ، وتلاوة القرآن الكريم دون التقيد بذكرٍ
معينٍ أو دعاءٍ خاصٍ لكل شوط إذا أتممت سعيك سبعة أشواط فاحلق شعر رأسك أو قَصِّر
على أن يعم التقصير شعر الرأس كله ، ولا تكتف بأخذ بعض الشعر من يمين الرأس وشماله
ووسطه فإن ذلك خطأ يقع فيه كثير من الناس ، إذ إن الحلق أو التقصير يجب أن يكون
شاملاً لجميع شعر الرأس . واعلم أن الحلق أفضل من التقصير لما ورد عن يحيى بن
الحُصين عن جدته أنها سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع " دعـا للمحلِّقين ثلاثـاً وللمقصرين مرة "
أن يكون وقت الحج قريباً فإن التقصير أفضل . أما المرأة فتقص من كل ظفيرةٍ
من ظفائرها قدر أنملة ، وبذلك تكون ـ أخي المعتمر ـ قد أتممت عمرتك ، ولك بعد ذلك
أن تلبس ثيابك وأن تتطيب وأن تعود إلى ما كنت عليه قبل الإحرام
.
تذكّر أن عليك عدم تخطي الرقاب في الحرم
، والحذر من إيذاء المصلين ، فإن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، وإياك
والنظر إلى النساء أو الصلاة بجوارهن فإن ذلك مما يجب على المسلم اجتنابه وبخاصة في
بيت الله الحرام . وعليك أن تتلطف بمن حولك من إخوانك الحجاج والمعتمرين والمصلين
أثناء الطواف والسعي وعند تقبيل الحجر الأسود فإن كثير من الناس قد يقع في المحظور
ليأتي بسنةٍ من السنن
والعياذ بالله
- .
لا تُغلِق أبواب الحرم ومداخله وطرقاته بالصلاة فيها أو النوم أو الجلوس والافتراش
، ولا تلوث الحرم بطعام أو شراب أو قذر ؛ فإن ذلك من العبث وعدم تعظيم شعائر الله .
واعلم أنه لا يجوز ـ كما أفتى بذلك كثيرٌ من أهل العلم ـ تعطيل الطواف بالجلوس حول
الكعبة أو الصلاة قربها أو الوقوف عند الحجر الأسود ، أو حِجر إسماعيل عليه السلام r ]
[
، أو أمام باب الكعبة ، أو عند مقام إبراهيم عليه السلام ؛ وخاصةً عند الزحام لما
في ذلك من الضرر بالمسلمين وإيذائهم . وأحذر من التمسح بجدران أو حِلق الكعبة أو
ثوبها أو غير ذلك مما يفعله الجهلة بدين الله وشريعته السمحة
لا تنس أن تحمد الله تعالى على توفيقه إياك لأداء هذه الشعيرة ، وتيسيره لك إتمام
أعمال العمرة ، وعليك أن تحمده وأن تُكثر من شكره سبحانه وتعالى أن وفقك لزيارة
المسجد الحرام والبيت العتيق ، وأن تسأله القبول والإخلاص في القول والعمل . والله
أسأل لنا ولك عمرةً مقبولةً ، وسعياً مشكوراً ، وذنباً مغفوراً ، وصلى الله على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، وسلّم تسليماً كثير
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى