رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
السيرية النبوية ـ 27 ـ الفترة التي بين بدر وأحد
التأريخ:24/2/1427هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
عباد الله تحدثنا في الخطبة الماضية عن أثر انتصار المسلمين يوم بدر على نفسية المنافقين،وكيف أن أحقادهم تحركت،وهذا شأن المنافقين في كل وقت وزمان،وممن تحرك حقده عصماء بنت مروان التي كانت تقرض الشعر في هجاء النبي ف والمسلمين وتحرض عليهم،فتحرك أسد من أسود الإسلام وهو عمير بن عدي الخطمي رضي الله عنه فقتلها،وفي الخبر أنه دخل عليها في بيتها،فركز الرمح في صدرها،ثم سأل النبي ص فقال: (نصرت الله ورسوله يا عمير) () وفي رواية أخرى: (لا ينتطح فيها عنزان) ()،وفي مشهد آخر من مشاهد النفاق ظهر نفاق أبي عفك من بني عمرو بن عوف فقال شعرا يهجو فيه النبي ص لأنه قتل الحارث بن سويد صامت،فقال رسول الله ف: (من لي بهذا الخبيث؟) فتحرك أسد آخر من أسود الإسلام وهو سالم بن عمير فقتله. وسيأتي خبر ثالث أمر النبي ف باغتياله قريبا إن شاء الله
عباد الله:
وفي جمادى الأولى من السنة الثالثة خرج النبي ف في ثلاثمئة من أصحابه إلى بحران بين مكة والمدينة يريد قتال بني سليم فوجدهم قد تفرقوا فانصرف عنهم.
عباد الله:
أما اليهود فما زال الحقد يتحرك في قولبهم على نصر المسلمين أليسوا قابلوا نبي الله بقولهم: يا محمد لو قاتلتا لعلمت أننا القوم،وهم والله أجبن من الفئران وأذل من الجعلان. وأنزل الله تعالى فيهم: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ *قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ﴾ [آل عمران:13،12]
قال ابن كثير /: في يوم السبت النصف من شوال سنة ثنتين من الهجرة والله أعلم حدثت حادثة بني قريضة وخبرهم أن امرأة من العرب قدمت بحلب لها فباعته بسوق بني قينقاع وجلست إلى صائغ هناك منهم فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت قعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهوديا فشدت اليهود على المسلم فقتلوه فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فأغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع فحاصرهم رسول الله خمس عشرة ليلة حتى نزلوا على حكمه،فقام اليه عبد الله بن أبي بن سلول حين أمكنه الله منهم فقال يا محمد أحسن في موالي وكانوا حلفاء الخزرج فأبطأ عليه رسول الله فقال يا محمد أحسن في موالي فأعرض عنه قال فأدخل يده في جيب درع النبي ف () فقال له رسول الله أرسلني وغضب رسول الله حتى رأوا لوجهه ظللا ثم قال ويحك أرسلني قال لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي أربعمائة حاسر وثلثمائة دراع قد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة اني والله امرؤ أخشى الدوائر قال فقال له رسول الله هم لك، واستعمل رسول الله في محاصرته إياهم ابا لبابة بشير بن عبد المنذر،وحمل اللواء حمزة بن عبدالمطلب،وغنم المسلمون أموالهم،وتولى جمع المال محمد بن مسلمة،وكان النبي ص يأمل أن يتأثر ابن أبي بهذا الجميل فيعود فيؤمن بالله هو ومن معه من المنافقين.
ومع هذا الوجه الكالح الخبيث لعبدالله ابن أبي بن سلول ظهر الوجه النضر اللطيف لعبادة بن الصامت حيث تبرأ من بني قينقاع وكانوا من مواليه مثل ابن أبيّ،ولكن شتان بين مؤمن وكافر، ةصرخ بها عبادة بين يدي النبي ف: يا رسول الله إني أتولى الله ورسوله ف والمؤمنون وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم)،فأمره النبي ف أن يتولى أمر إجلائهم عن المدينة.
عبادالله:
أما على الشأن الخارجي فكان النبي ف مستيقظ لتحركات قريش،فقد غيرت طريق التجارة بعد أن رأت تحركات النبي ص والتي بلغت نجد،ووصلت إلى أماكن قريبة من مكة،فاستأجروا دليلا واسمه فرات بن حيان فاتجه بهم لطريق آمن،ولكن أحد العيون التي ارسلها النبي ف تنبه لهذه التحركات وهو سليط بن النعمان ()،فبعث النبي ف زيد بن حارثة في مئة راكب لاعتراض القافلة،فنجحوا في ذلك وفر من فيها،وسمت القَرَدَة
الخطبة الثانية:
الحمد لله....
عباد الله:
ومع مشهد آخر من مشاهد الحقد اليهودي،فقد تغض حقدا الخبيث النتن كعب بن الأشرف لا رحم الله فيه مغرز ابرة،فقد ذهب لمكة ليواسي أهلها في قتلاهم وينشدهم شعرا يرثي نتناهم اللذين قتلوا في بدر،ولم يكتفِ بذلك بل حرضهم على قتال النبي ف،وفي موقف خيانة دينية يسأله أبو سفيان بن حرب أينا خير نحن أم محمد؟ وهو عالم من علماء اليهود،والمسلمون واليهود يعبدون ربا واحدا،فبدلا أن ينطق بالحق يكذب على الله فيقول: بل أنتم خير!! فينزل الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً﴾ [النساء:51]،ويرجع للمدينة ليكمل الباقي فيتغزل ببعض نساء المسلمين بكل وقاحة وحقارة فهنا قال النبي ف: (من لكعب بن الاشرف فأنه قد آذى الله ورسوله؟) فقام محمد بن مسلمة فقال يا رسول الله أتحب أن أقتله قال نعم قال فأذن لي أن أقول شيئا قال قل. ويقصد أن أتكلم فيك أو في الإسلام ليظن أنني كفرت
فأتاه محمد بن مسلمة فقال ان هذا الرجل قد سألنا صدقة وانه قد عنانا واني قد أتيتك أستسلفك قال وأيضا والله لتملنه قال إنا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه وقد أردنا أن تسلفنا قال نعم ارهنوني قلت أي شيء تريد قال ارهنوني نساءكم فقالوا كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب قال فارهنوني أبناءكم قالوا كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال رهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا ولكن نرهنك اللأمة قال سفيان يعني السلاح فواعده أن يأتيه ليلا فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة فدعاهم إلى الحصن فنزل اليهم فقالت له امرأته أين تخرج هذه الساعة وقال غير عمرو قالت أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم قال انما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة ان الكريم لو دعى إلى طعنه بليل لأجاب قال ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين فقال اذا ما جاء فإني مائل بشعره فأشمه فاذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه وقال مرة ثم أشمكم فنزل اليهم متوشحا وهو ينفخ منه ريح الطيب فقال ما رأيت كاليوم ريحا أي أطيب وقال غير عمر وقال عندي أعطر نساء العرب وأجمل العرب قال عمرو فقال أتأذن لي أن أشم رأسك قال نعم فشمه ثم اشم أصحابه ثم قال أتأذن لي قال نعم فلما استمكن منه قال دونكم فقتلوه () ثم أتوا النبي فأخبروه.
فعند ذلك خنست اليهود فرقا من أشبال الإسلام
السيرية النبوية ـ 27 ـ الفترة التي بين بدر وأحد
التأريخ:24/2/1427هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
عباد الله تحدثنا في الخطبة الماضية عن أثر انتصار المسلمين يوم بدر على نفسية المنافقين،وكيف أن أحقادهم تحركت،وهذا شأن المنافقين في كل وقت وزمان،وممن تحرك حقده عصماء بنت مروان التي كانت تقرض الشعر في هجاء النبي ف والمسلمين وتحرض عليهم،فتحرك أسد من أسود الإسلام وهو عمير بن عدي الخطمي رضي الله عنه فقتلها،وفي الخبر أنه دخل عليها في بيتها،فركز الرمح في صدرها،ثم سأل النبي ص فقال: (نصرت الله ورسوله يا عمير) () وفي رواية أخرى: (لا ينتطح فيها عنزان) ()،وفي مشهد آخر من مشاهد النفاق ظهر نفاق أبي عفك من بني عمرو بن عوف فقال شعرا يهجو فيه النبي ص لأنه قتل الحارث بن سويد صامت،فقال رسول الله ف: (من لي بهذا الخبيث؟) فتحرك أسد آخر من أسود الإسلام وهو سالم بن عمير فقتله. وسيأتي خبر ثالث أمر النبي ف باغتياله قريبا إن شاء الله
عباد الله:
وفي جمادى الأولى من السنة الثالثة خرج النبي ف في ثلاثمئة من أصحابه إلى بحران بين مكة والمدينة يريد قتال بني سليم فوجدهم قد تفرقوا فانصرف عنهم.
عباد الله:
أما اليهود فما زال الحقد يتحرك في قولبهم على نصر المسلمين أليسوا قابلوا نبي الله بقولهم: يا محمد لو قاتلتا لعلمت أننا القوم،وهم والله أجبن من الفئران وأذل من الجعلان. وأنزل الله تعالى فيهم: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ *قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ﴾ [آل عمران:13،12]
قال ابن كثير /: في يوم السبت النصف من شوال سنة ثنتين من الهجرة والله أعلم حدثت حادثة بني قريضة وخبرهم أن امرأة من العرب قدمت بحلب لها فباعته بسوق بني قينقاع وجلست إلى صائغ هناك منهم فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت قعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهوديا فشدت اليهود على المسلم فقتلوه فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فأغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع فحاصرهم رسول الله خمس عشرة ليلة حتى نزلوا على حكمه،فقام اليه عبد الله بن أبي بن سلول حين أمكنه الله منهم فقال يا محمد أحسن في موالي وكانوا حلفاء الخزرج فأبطأ عليه رسول الله فقال يا محمد أحسن في موالي فأعرض عنه قال فأدخل يده في جيب درع النبي ف () فقال له رسول الله أرسلني وغضب رسول الله حتى رأوا لوجهه ظللا ثم قال ويحك أرسلني قال لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي أربعمائة حاسر وثلثمائة دراع قد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة اني والله امرؤ أخشى الدوائر قال فقال له رسول الله هم لك، واستعمل رسول الله في محاصرته إياهم ابا لبابة بشير بن عبد المنذر،وحمل اللواء حمزة بن عبدالمطلب،وغنم المسلمون أموالهم،وتولى جمع المال محمد بن مسلمة،وكان النبي ص يأمل أن يتأثر ابن أبي بهذا الجميل فيعود فيؤمن بالله هو ومن معه من المنافقين.
ومع هذا الوجه الكالح الخبيث لعبدالله ابن أبي بن سلول ظهر الوجه النضر اللطيف لعبادة بن الصامت حيث تبرأ من بني قينقاع وكانوا من مواليه مثل ابن أبيّ،ولكن شتان بين مؤمن وكافر، ةصرخ بها عبادة بين يدي النبي ف: يا رسول الله إني أتولى الله ورسوله ف والمؤمنون وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم)،فأمره النبي ف أن يتولى أمر إجلائهم عن المدينة.
عبادالله:
أما على الشأن الخارجي فكان النبي ف مستيقظ لتحركات قريش،فقد غيرت طريق التجارة بعد أن رأت تحركات النبي ص والتي بلغت نجد،ووصلت إلى أماكن قريبة من مكة،فاستأجروا دليلا واسمه فرات بن حيان فاتجه بهم لطريق آمن،ولكن أحد العيون التي ارسلها النبي ف تنبه لهذه التحركات وهو سليط بن النعمان ()،فبعث النبي ف زيد بن حارثة في مئة راكب لاعتراض القافلة،فنجحوا في ذلك وفر من فيها،وسمت القَرَدَة
الخطبة الثانية:
الحمد لله....
عباد الله:
ومع مشهد آخر من مشاهد الحقد اليهودي،فقد تغض حقدا الخبيث النتن كعب بن الأشرف لا رحم الله فيه مغرز ابرة،فقد ذهب لمكة ليواسي أهلها في قتلاهم وينشدهم شعرا يرثي نتناهم اللذين قتلوا في بدر،ولم يكتفِ بذلك بل حرضهم على قتال النبي ف،وفي موقف خيانة دينية يسأله أبو سفيان بن حرب أينا خير نحن أم محمد؟ وهو عالم من علماء اليهود،والمسلمون واليهود يعبدون ربا واحدا،فبدلا أن ينطق بالحق يكذب على الله فيقول: بل أنتم خير!! فينزل الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً﴾ [النساء:51]،ويرجع للمدينة ليكمل الباقي فيتغزل ببعض نساء المسلمين بكل وقاحة وحقارة فهنا قال النبي ف: (من لكعب بن الاشرف فأنه قد آذى الله ورسوله؟) فقام محمد بن مسلمة فقال يا رسول الله أتحب أن أقتله قال نعم قال فأذن لي أن أقول شيئا قال قل. ويقصد أن أتكلم فيك أو في الإسلام ليظن أنني كفرت
فأتاه محمد بن مسلمة فقال ان هذا الرجل قد سألنا صدقة وانه قد عنانا واني قد أتيتك أستسلفك قال وأيضا والله لتملنه قال إنا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه وقد أردنا أن تسلفنا قال نعم ارهنوني قلت أي شيء تريد قال ارهنوني نساءكم فقالوا كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب قال فارهنوني أبناءكم قالوا كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال رهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا ولكن نرهنك اللأمة قال سفيان يعني السلاح فواعده أن يأتيه ليلا فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة فدعاهم إلى الحصن فنزل اليهم فقالت له امرأته أين تخرج هذه الساعة وقال غير عمرو قالت أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم قال انما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة ان الكريم لو دعى إلى طعنه بليل لأجاب قال ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين فقال اذا ما جاء فإني مائل بشعره فأشمه فاذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه وقال مرة ثم أشمكم فنزل اليهم متوشحا وهو ينفخ منه ريح الطيب فقال ما رأيت كاليوم ريحا أي أطيب وقال غير عمر وقال عندي أعطر نساء العرب وأجمل العرب قال عمرو فقال أتأذن لي أن أشم رأسك قال نعم فشمه ثم اشم أصحابه ثم قال أتأذن لي قال نعم فلما استمكن منه قال دونكم فقتلوه () ثم أتوا النبي فأخبروه.
فعند ذلك خنست اليهود فرقا من أشبال الإسلام
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى