رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستغفار - أحداث الفلوجة
التأريخ: 7/10/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
إن من أجل القربات بعد الطاعات هو الاسغفار من النقص والخلل الذي يقع فيها، ولذا فقد ئرع لنا رسول الله ص الاستغفار بعد الصلاة؛وهي عبادة لأننا ضعفاء لا نأت بها كما أمرنا ربنا جل وعلا.
وسيكون حديثنا عن الاستغفار بعد رمضان. لأنه ما من أحد منّا إلا وهو خائف أنه قصر في صيامه، ولما للاستغفار من الأجر والمثوبة.
أما معنى الاستغفارفهو: طلب المغفرة، والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها.
وقد حث الأنبياء ‡ أممهم على الاستغفار فهذا هود؛ يقول لقومه: ((وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)) [هود:52]، وسبق في هذه النصيحة العظيمة نحو؛ حيث قال لقوله: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً)) [نوح:10، 12]. وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ غ يَقُولُ: [قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً] رواه الترمذى وقال: حديث حسن صحيح.
والاستغفار من أنواع الدعاء، وأهم ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه: وما يستلزم ذلك كالنجاة من النار ودخوله الجنة، وقد قَالَ النَّبِيُّ غ للرجل الذي قال أنه لا يحسن الدعاء ولكنه يسأل الله الجنة ويتعوذ من النار ثم قال: أَمَا إِنِّي لَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ، فقال له: [حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ]. يعنى: أنه ومعاذ يدعوان الله بدخول الجنة والنجاة من النار. وقال أبو مسلم الخولانى: 'ما عرضت لي دعوة فذكرت النار إلا صرفتها إلى الاستعاذة منها'.
وعلى العبد المسلم أن يعلم أن ذنوبه وإن عظمت فعفو الله أعظم منها: وقوله: [إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي].
يعنى على كثرة ذنوبك، ولا يعاظمني ذلك، ولا استكثره، فعن النبى ^ قال: [إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ لْيُعَظِّمْ الرَّغْبَةَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ] رواه مسلم. فذنوب العبد- وإن عظمت- فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها، وهى صغيرة في جنب عفو الله ومغفرته. وفى هذا المعنى يقول بعضهم:
يَا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنُوبِى كَثرَةً فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَـمُ
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِـنٌ ف َمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
مَا لِى إِلَيكَ وَسِيلَةٌ إِلاَّ الـرَّجَـا وَجَمِيلُ عَفوِكَ ثُمَّ إِنِّى مُسـلـمُ
وفى الحديث: {لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَمْلَأَ خَطَايَاكُمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتُمْ اللَّهَ Q لَغَفَرَ لَكُمْ} رواه الإمام أحمد.
وقد كثر ذكر الاستغفار في القرآن، وجاء على أساليب عدة:
- فتارة يؤمر به: كقوله تعالى ((وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [سورة المزمل].
- وتارة يذكر أن الله يغفر لمن استغفره: كقوله تعالى: ((وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا)) [سورة النساء].
يا عباد الله:
إن أفضل أنواع الاستغفار: أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثنى بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة، كما فى حديث شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ"عَنْ النَّبِيِّ غ: {سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ} رواه البخارى.
ومن أنواع الاستغفار: ومن أنواع الاستغفار أن يقول العبد، ما جاء في الحديث: {مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ} صححه الألباني
وعلى المؤمن أن يكثر من الاستغفار في سائر يومه فعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يُعَدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ غ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةُ مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقُومَ: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ} رواه أبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد.
وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ غ يَقُولُ: {وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً} رواه البخاري. وعَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ: {إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ} رواه مسلم. وقَالَ غ: {طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا} رواه ابن ماجة.
يا عباد الله:
إن دواء الذنوب الاستغفار: قال قتادة: 'إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم: فالذنوب، وأما دواؤكم: فالاستغفار.
وقد سمعتم أن رسول الله ص الطاهر النقي المعصوم من الزلل والخطأ يطلب المغفرة من ربه ـ فكيف بنا معاشر المذنبين؟
ولا يغتر بكثرة عمله إلا أحمق ضال، وإلا فالعاقل يستغفر ربه بعد كل طاعة ويرجوه أن يتقبل طاعته رحمة منه وفضلا، وفي الحديث أَنَّ عَائِشَةَ ل قَالَتْ:سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ غ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: ((وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)) [المؤمنون:60] قَالَتْ عَائِشَةُ أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ فقَالَ رسول الله: لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ.
اللهم فاجعلنا منهم واكتبنا في زمرتهم وأنت أرحم الرحمين.... آمين
الخطبة الثانية:
الحمد لله القائل: ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ** الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)) [الحج:93، 40]، والصلاة والسلام على عبده ورسوله، أما بعد:
فإن ما نراه من الظلم الأمريكي الكافر على إخواننا في فلوجة العز والكرامة حيث يقتل الأطفال، والشيوخ، ويذبح الجريح لهو دليل واضح على صدق قول ربنا ـ: ((وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا..)) [البقرة:217]، فالحرب صليبية حاقدة، والواجب علينا أن نعلم الكفار لن يرضيهم منّا أي تنازل مهما فعلنا حتى نتبع دينهم ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)) [البقرة:120].
عباد الله: إن البخيل اليوم هو من بخل بالدعاء لإخوانه وهم يقدمون دمائهم قربة إلى الله تعالى.وإن الله تعالى وعد أهلنا في العراق بالنصر فقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) [محمد:7]
وإن لم يكن نصرا في الدنيا فإن ما عند الله أخير وأبقى قال تعالى ((إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ **وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ **أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)) [آل عمران: 140ـ142]
وقد قال عز الدين القسام /: إنه جهاد ** نصر أو استشهاد
ونختم بهذه الرائعة الشعرية:
تَصَدَّ لَهُمْ فَمِثْلُكَ مَنْ تَصَدَّى
وقَاوِمْهُمْ بما أوتيت جهداً
وجَاهِدْهُمْ بإِيِمانٍ وصَبْرٍ
وشَتِّتْ شَملَهُمْ نفياً وطَرْدَا
أيا شَعْبَ العِراقِ وأيُّ شَعْبٍ
لَهُ مَجْدٌ كَما أُوتِيتَ مَجْدا
لَئِنْ رَضِيَ الخَوالِفُ بالدَّنايا
فَإنَّكَ باِلجِهادِ الحَقِّ أَهْدَى
وجاهد كُلَّ عَادٍ مُسْتَبِدً
ودافعْ كيده وارْدُده رَدَا
فَلا عِزٌّ بِغيرِ دَمٍ مُرَاقٍ
ولا مَجدٌ بِغَيرِ الرُّوحِ يُفْدَى
سَلامٌ ملؤهُ الأشواقُ يندَى
إلى الفَلُّوجَةِ الزَّهرَاءِ يُهْدَى
وفجر النَّصْر هاهُوَ قَدْ تَبدَّى ()
نعم سيتبدى النصر وإنه جهاد نصر أو استشهاد
الاستغفار - أحداث الفلوجة
التأريخ: 7/10/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
إن من أجل القربات بعد الطاعات هو الاسغفار من النقص والخلل الذي يقع فيها، ولذا فقد ئرع لنا رسول الله ص الاستغفار بعد الصلاة؛وهي عبادة لأننا ضعفاء لا نأت بها كما أمرنا ربنا جل وعلا.
وسيكون حديثنا عن الاستغفار بعد رمضان. لأنه ما من أحد منّا إلا وهو خائف أنه قصر في صيامه، ولما للاستغفار من الأجر والمثوبة.
أما معنى الاستغفارفهو: طلب المغفرة، والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها.
وقد حث الأنبياء ‡ أممهم على الاستغفار فهذا هود؛ يقول لقومه: ((وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)) [هود:52]، وسبق في هذه النصيحة العظيمة نحو؛ حيث قال لقوله: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً)) [نوح:10، 12]. وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ غ يَقُولُ: [قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً] رواه الترمذى وقال: حديث حسن صحيح.
والاستغفار من أنواع الدعاء، وأهم ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه: وما يستلزم ذلك كالنجاة من النار ودخوله الجنة، وقد قَالَ النَّبِيُّ غ للرجل الذي قال أنه لا يحسن الدعاء ولكنه يسأل الله الجنة ويتعوذ من النار ثم قال: أَمَا إِنِّي لَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ، فقال له: [حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ]. يعنى: أنه ومعاذ يدعوان الله بدخول الجنة والنجاة من النار. وقال أبو مسلم الخولانى: 'ما عرضت لي دعوة فذكرت النار إلا صرفتها إلى الاستعاذة منها'.
وعلى العبد المسلم أن يعلم أن ذنوبه وإن عظمت فعفو الله أعظم منها: وقوله: [إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي].
يعنى على كثرة ذنوبك، ولا يعاظمني ذلك، ولا استكثره، فعن النبى ^ قال: [إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ لْيُعَظِّمْ الرَّغْبَةَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ] رواه مسلم. فذنوب العبد- وإن عظمت- فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها، وهى صغيرة في جنب عفو الله ومغفرته. وفى هذا المعنى يقول بعضهم:
يَا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنُوبِى كَثرَةً فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَـمُ
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِـنٌ ف َمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
مَا لِى إِلَيكَ وَسِيلَةٌ إِلاَّ الـرَّجَـا وَجَمِيلُ عَفوِكَ ثُمَّ إِنِّى مُسـلـمُ
وفى الحديث: {لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَمْلَأَ خَطَايَاكُمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتُمْ اللَّهَ Q لَغَفَرَ لَكُمْ} رواه الإمام أحمد.
وقد كثر ذكر الاستغفار في القرآن، وجاء على أساليب عدة:
- فتارة يؤمر به: كقوله تعالى ((وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [سورة المزمل].
- وتارة يذكر أن الله يغفر لمن استغفره: كقوله تعالى: ((وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا)) [سورة النساء].
يا عباد الله:
إن أفضل أنواع الاستغفار: أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثنى بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة، كما فى حديث شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ"عَنْ النَّبِيِّ غ: {سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ} رواه البخارى.
ومن أنواع الاستغفار: ومن أنواع الاستغفار أن يقول العبد، ما جاء في الحديث: {مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ} صححه الألباني
وعلى المؤمن أن يكثر من الاستغفار في سائر يومه فعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يُعَدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ غ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةُ مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقُومَ: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ} رواه أبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد.
وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ غ يَقُولُ: {وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً} رواه البخاري. وعَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ: {إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ} رواه مسلم. وقَالَ غ: {طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا} رواه ابن ماجة.
يا عباد الله:
إن دواء الذنوب الاستغفار: قال قتادة: 'إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم: فالذنوب، وأما دواؤكم: فالاستغفار.
وقد سمعتم أن رسول الله ص الطاهر النقي المعصوم من الزلل والخطأ يطلب المغفرة من ربه ـ فكيف بنا معاشر المذنبين؟
ولا يغتر بكثرة عمله إلا أحمق ضال، وإلا فالعاقل يستغفر ربه بعد كل طاعة ويرجوه أن يتقبل طاعته رحمة منه وفضلا، وفي الحديث أَنَّ عَائِشَةَ ل قَالَتْ:سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ غ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: ((وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)) [المؤمنون:60] قَالَتْ عَائِشَةُ أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ فقَالَ رسول الله: لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ.
اللهم فاجعلنا منهم واكتبنا في زمرتهم وأنت أرحم الرحمين.... آمين
الخطبة الثانية:
الحمد لله القائل: ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ** الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)) [الحج:93، 40]، والصلاة والسلام على عبده ورسوله، أما بعد:
فإن ما نراه من الظلم الأمريكي الكافر على إخواننا في فلوجة العز والكرامة حيث يقتل الأطفال، والشيوخ، ويذبح الجريح لهو دليل واضح على صدق قول ربنا ـ: ((وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا..)) [البقرة:217]، فالحرب صليبية حاقدة، والواجب علينا أن نعلم الكفار لن يرضيهم منّا أي تنازل مهما فعلنا حتى نتبع دينهم ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)) [البقرة:120].
عباد الله: إن البخيل اليوم هو من بخل بالدعاء لإخوانه وهم يقدمون دمائهم قربة إلى الله تعالى.وإن الله تعالى وعد أهلنا في العراق بالنصر فقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) [محمد:7]
وإن لم يكن نصرا في الدنيا فإن ما عند الله أخير وأبقى قال تعالى ((إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ **وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ **أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)) [آل عمران: 140ـ142]
وقد قال عز الدين القسام /: إنه جهاد ** نصر أو استشهاد
ونختم بهذه الرائعة الشعرية:
تَصَدَّ لَهُمْ فَمِثْلُكَ مَنْ تَصَدَّى
وقَاوِمْهُمْ بما أوتيت جهداً
وجَاهِدْهُمْ بإِيِمانٍ وصَبْرٍ
وشَتِّتْ شَملَهُمْ نفياً وطَرْدَا
أيا شَعْبَ العِراقِ وأيُّ شَعْبٍ
لَهُ مَجْدٌ كَما أُوتِيتَ مَجْدا
لَئِنْ رَضِيَ الخَوالِفُ بالدَّنايا
فَإنَّكَ باِلجِهادِ الحَقِّ أَهْدَى
وجاهد كُلَّ عَادٍ مُسْتَبِدً
ودافعْ كيده وارْدُده رَدَا
فَلا عِزٌّ بِغيرِ دَمٍ مُرَاقٍ
ولا مَجدٌ بِغَيرِ الرُّوحِ يُفْدَى
سَلامٌ ملؤهُ الأشواقُ يندَى
إلى الفَلُّوجَةِ الزَّهرَاءِ يُهْدَى
وفجر النَّصْر هاهُوَ قَدْ تَبدَّى ()
نعم سيتبدى النصر وإنه جهاد نصر أو استشهاد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى