رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحرب على الحجاب
التأريخ: 15/5/1428هـ
المكان: الإمام مالك بن أنس /
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
سنتناول اليوم أمرا مصيريا، يتعلق بأصل الإسلام، وهو مرتبط بشهادة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.فهو موضوع مهم جدا ألا وهو موضوع حجاب المرأة المسلمة!
عباد الله:
إننا لا نتحدث الآن عن مسألة كشف الوجه أو تغطيته، بل الحديث عن أصل الحجاب وكونه فريضة من فرائض الله ـ.
ومما اتفق عليه أهل العلم قاطبة وجوب تغطية جسد المرأة كله بجلباب صفيق لا يظهر ما تلبسه تحته.
قال الشيخ ناصر الدين الألباني / - وهو ممن يجوز كشف الوجه - شروط الجلباب: استيعاب جميع البدن إلا ما استثني، أن لا يكون زينة في نفسه، أن يكون صفيقا لا يشف، أن يكون فضفاضا غير ضيق، ثم ذكر شروط أخرى.
عباد الله:
أمر الله تعالى بالحجاب في آيات كثيرة منها قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ﴾ [الأحزاب:59] فهو أمر صريح من الله تعالى، والواجب هو الاستسلام والانقياد لأوامر الله (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ... )) [الأحزاب:36]
قال الإمام ابن القيّم /:"ومَن تأمَّل ما فى السير والأخبار الثابتة من شهادة كثير من أهل الكتاب والمشركين له ^ بالرسالة، وأنه صادق، فلم تدخلهم هذه الشهادة في الإسلام، علم أنَّ الإسلامَ أمرٌ وراء ذلك، وأنه ليس هو المعرفة فقط، ولا المعرفة والإقرار فقط، بل المعرفةُ والإقرارُ، والانقيادُ، والتزامُ طاعته ودينه ظاهراً وباطناً."(). إذن فحقيقة الشهادتين هي الخضوع والطاعة والإنقياد ظاهرا وباطنا، وليست هي النطق المجرد، وليست هي الإقرار القلبي وحده.
وقال الإمام عبدالرحمن بن حسن /: لابد من الانقياد، لحقوق: لا إله إلا الله، بالعمل بما فرضه الله، وترك ما حرمه الله، والتزام ذلك، وهو ينافي الشرك، فإن كثيراً ممن يدعى الدين، يستخف بالأمر والنهي، ولا يبالي بذلك والإسلام حقيقته: أن يسلم العبد بقلبه، وجوارحه، لله تعالى، وينقاد له بالتوحيد والطاعة، كما قال تعالى: (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه) [البقرة: 112] وقال تعالى: (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) [لقمان: 22]) ()
فيظهر لنا أن قضية الحجاب اليوم وما يدور بينها وبين السفور من معارك إلى أنها لم تعد قضية فرعية ومسألة خلافية فيها الراجح والمرجوح بين أهل العلم، ولكنها باتت قضية عقدية مصيرية ترتبط بالإذعان والاستسلام لشرع الله Q في كل صغيرة وكبيرة وعدم فصله عن شؤون الحياة كلها؛ لأن ذلك هو مقتضى الرضى بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد ^ نبياً ورسولاً، ...؛ لأنها تقوم عند المنادين بذلك على فصل الدين عن حياة الناس وعلى تغريب المجتمع وكونها الخطوة الأولى أو كما يحلو لهم أن يعبروا عنه بالطلقة الأولى.()
عباد الله:
يجب أن نؤمن إيمانا قاطعا أن من قال - والعياذ بالله -: يجوز للمرأة أن تخرج وقد كشفت عن شعرها فضلا عن شيء من جسدها أنه خلع ربقة الإسلام من عنقه، وأرتكس في أوحال الشرك والإلحاد، ولو صلى وصام.
أيها المسلمون:
إن العالم يشهد هجمة شرسة على الحجاب فهم يريدون المرأة المسلمة ممسوخة ()، فقامت جملة من الدول الأوربية الديمقراطية بس قوانين تمنع فيه الحجاب في المدارس وأماكن العمل بينما لا تمنع اللبس العاري!
إنهم يحاربون وضع خرقة على الرأس - فقط - لا تستر شيئا، فكيف بالحجاب الشرعي الصحيح
فهذه بريطانيا: هاجم وزير الخارجية البريطاني الأسبق ارتداء النقاب وأيده فيها رئيس الوزراء توني بلير بحجة أن ارتداء النقاب يكرّس للفصل العنصري!!.
أما ألمانيا: منعت المعلمات المسلمات من ارتداء الحجاب فى المدارس فى الوقت الذى يسمح فيه للراهبات داخل المدارس بارتداء زيهم والذى يغطى الرأس
وتبعتم ايطاليا: فقد أعرب مسؤول رفيع في الفاتيكان عن قلقه من النقاب لدى مهاجرين إسلاميين في أوروبا، وقال (): إن على المهاجرين احترام تقاليد وثقافة ودين الدول التي يذهبون إليها، وعليهم أن يطيعوا القوانين المحلية التي قد تمنع ارتداء النقاب الإسلامي.
وقامت المدارس البلجيكية بحظر الحجاب على الفتيات المسلمات وطالبتهن بخلع الحجاب أو العودة إلى المنزل، وقالت إحدى المسئولات: الحجاب يعوق طموح الفتيات في التعليم والعمل، ويقلص فرص حصولهن على عمل جيد في المستقبل.
أما أول دولة حملة راية منع الحجاب فهي أرض الحرية، وبلد حقوق الإنسان والديمقراطية فرنسا فقد منعت الحجاب في المدارس وأماكن العمل. وطالب رئيس حزب الحركة من أجل فرنسا () بحظر ارتداء الحجاب في الطرقات والمناطق العامة، زاعمًًا أن الحجاب هو رمز لإخضاع المرأة وانتهاكًا لكرامتها.، وقال بأن الحجاب"إشارة للعزلة بل والقمع، عندما يفرض على فتيات وسيدات".
عباد الله:
هذا موقف بعض الدول الأوربية التي تزعم بأنها علمانية أو لبرالية وأنها تؤمن بقيم الحرية وكرامة الإنسان، ومع ذلك فقد ضاقوا ذرعا بغطاء صغير تضعه المرأة المؤمنة على رأسها!!.
وهذا ليس بمستغرب منهم لمن تأمل قوله تعالى: (( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ )) [البقرة:120]
ولكن المحزن أن يحارب الحجاب في بعض دول المسلمين، فقد قررت شركة الخطوط الملكية المغربية منع الحجاب والصلاة في مرافق الشركة. وبرر وزير النقل منع الحجاب بأن المهنة تفرض زيا موحدا للعاملين تحدد الشركة شكله ولا يمكن تلبية رغبة الأقلية على حساب الأكثرية!!!.
وفي تونس الخضراء أرض جامع الزيتونة مُنعتْ مئات الطالبات من المشاركة في الامتحانات الجامعية بسبب ارتدائهن الحجاب، وبعض الطالبات اجبرن على توقيع التزام بخط اليد بعدم لبس الحجاب مستقبلا. ()
وقالت ملكة إحدى الدول العربية: لبس الحجاب عادة عربية وليست عبادة!!. ()
وفي أرض الكنانة قال وزير الثقافة: النساء بشعرهن الجميل كالورود التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس.
وفي هذه البلاد المباركة والتي قامت على الشريعة الإسلامية ومنها المحافظة الحجاب يهاجم بعض المنتكسين الحجاب الإسلامي فيقول أحدهم: ((علينا إذاً تحرير المرأة من كثير من قيود العادات والتقاليد، وكثير منها لا أصل شرعي لها، بل جاءتنا من عهود السلاجقة والعثمانيين…))()
ويقول الثاني: ((لقد تطور دور المرأة في المجتمع الإنساني، وبقيت المرأة السعودية أسيرة قيود
اجتماعية أُلبست لباساً دينياً أو أخلاقياً، والدين والأخلاق من هذه القيود براء))!! ()
ويقول الثالث:
مزقيه.. ذلك البرقع.. وارميه.. مزقيه..
أي شؤم أنت فيه؟
أي ليل أنت فيه؟
أي ذل أنت فيه؟
أي قبر أنت فيه؟
حطمية.. حطم الخوف بعنف لا تأني.
حطمي الصمت وقولي وتمني.
حطمي السجن وقضبان التجني. ()
عباد الله:
هذه حربهم على الحجاب (( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )) [التوبة:32]
هذا كيدهم لدين الله، وقد قال جل وعلا (( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً )) [الطارق:15، 17]
واعلم أيها المسلم بأن َاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ
الخطبة الثانية:
الحمد لله
عباد الله:
ما هو المطلوب منّا، وما هو الواجب علينا بعد أن وقفنا على حقائق تلك الحرب العشواء على الحجاب؟
أولا:لابد أن نؤمن أن الحجاب فرض لازم من الله جل وعلا وأنه متعلق بشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولا يجوز لأحد التخلي عنه أبدا.
ثانيا: لابد لنا أن نؤصل في نفوس بناتنا وأخواتنا أن الحجاب فريضة من الله تعالى، وليس عادة ولا تقاليد، وأن البنت تؤجر على الحجاب كما تؤجر على الصلاة والصيام، وأنها كلما خرجت من بيتها وهي متمسكة بحجابها دخلت نهرا من الحسنات.
لابد أن نزرع في قلوبهن أن علامة محبة الله ومحبة محمد ص التمسك بالحجاب.
أخيرا: نتيقن أن هذه الحرب لم تكن لتستعر الآن إلا لوجود رجعة قوية للحجاب أقضت مضجع أعداء الله. وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ
الحرب على الحجاب
التأريخ: 15/5/1428هـ
المكان: الإمام مالك بن أنس /
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
سنتناول اليوم أمرا مصيريا، يتعلق بأصل الإسلام، وهو مرتبط بشهادة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.فهو موضوع مهم جدا ألا وهو موضوع حجاب المرأة المسلمة!
عباد الله:
إننا لا نتحدث الآن عن مسألة كشف الوجه أو تغطيته، بل الحديث عن أصل الحجاب وكونه فريضة من فرائض الله ـ.
ومما اتفق عليه أهل العلم قاطبة وجوب تغطية جسد المرأة كله بجلباب صفيق لا يظهر ما تلبسه تحته.
قال الشيخ ناصر الدين الألباني / - وهو ممن يجوز كشف الوجه - شروط الجلباب: استيعاب جميع البدن إلا ما استثني، أن لا يكون زينة في نفسه، أن يكون صفيقا لا يشف، أن يكون فضفاضا غير ضيق، ثم ذكر شروط أخرى.
عباد الله:
أمر الله تعالى بالحجاب في آيات كثيرة منها قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ﴾ [الأحزاب:59] فهو أمر صريح من الله تعالى، والواجب هو الاستسلام والانقياد لأوامر الله (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ... )) [الأحزاب:36]
قال الإمام ابن القيّم /:"ومَن تأمَّل ما فى السير والأخبار الثابتة من شهادة كثير من أهل الكتاب والمشركين له ^ بالرسالة، وأنه صادق، فلم تدخلهم هذه الشهادة في الإسلام، علم أنَّ الإسلامَ أمرٌ وراء ذلك، وأنه ليس هو المعرفة فقط، ولا المعرفة والإقرار فقط، بل المعرفةُ والإقرارُ، والانقيادُ، والتزامُ طاعته ودينه ظاهراً وباطناً."(). إذن فحقيقة الشهادتين هي الخضوع والطاعة والإنقياد ظاهرا وباطنا، وليست هي النطق المجرد، وليست هي الإقرار القلبي وحده.
وقال الإمام عبدالرحمن بن حسن /: لابد من الانقياد، لحقوق: لا إله إلا الله، بالعمل بما فرضه الله، وترك ما حرمه الله، والتزام ذلك، وهو ينافي الشرك، فإن كثيراً ممن يدعى الدين، يستخف بالأمر والنهي، ولا يبالي بذلك والإسلام حقيقته: أن يسلم العبد بقلبه، وجوارحه، لله تعالى، وينقاد له بالتوحيد والطاعة، كما قال تعالى: (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه) [البقرة: 112] وقال تعالى: (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) [لقمان: 22]) ()
فيظهر لنا أن قضية الحجاب اليوم وما يدور بينها وبين السفور من معارك إلى أنها لم تعد قضية فرعية ومسألة خلافية فيها الراجح والمرجوح بين أهل العلم، ولكنها باتت قضية عقدية مصيرية ترتبط بالإذعان والاستسلام لشرع الله Q في كل صغيرة وكبيرة وعدم فصله عن شؤون الحياة كلها؛ لأن ذلك هو مقتضى الرضى بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد ^ نبياً ورسولاً، ...؛ لأنها تقوم عند المنادين بذلك على فصل الدين عن حياة الناس وعلى تغريب المجتمع وكونها الخطوة الأولى أو كما يحلو لهم أن يعبروا عنه بالطلقة الأولى.()
عباد الله:
يجب أن نؤمن إيمانا قاطعا أن من قال - والعياذ بالله -: يجوز للمرأة أن تخرج وقد كشفت عن شعرها فضلا عن شيء من جسدها أنه خلع ربقة الإسلام من عنقه، وأرتكس في أوحال الشرك والإلحاد، ولو صلى وصام.
أيها المسلمون:
إن العالم يشهد هجمة شرسة على الحجاب فهم يريدون المرأة المسلمة ممسوخة ()، فقامت جملة من الدول الأوربية الديمقراطية بس قوانين تمنع فيه الحجاب في المدارس وأماكن العمل بينما لا تمنع اللبس العاري!
إنهم يحاربون وضع خرقة على الرأس - فقط - لا تستر شيئا، فكيف بالحجاب الشرعي الصحيح
فهذه بريطانيا: هاجم وزير الخارجية البريطاني الأسبق ارتداء النقاب وأيده فيها رئيس الوزراء توني بلير بحجة أن ارتداء النقاب يكرّس للفصل العنصري!!.
أما ألمانيا: منعت المعلمات المسلمات من ارتداء الحجاب فى المدارس فى الوقت الذى يسمح فيه للراهبات داخل المدارس بارتداء زيهم والذى يغطى الرأس
وتبعتم ايطاليا: فقد أعرب مسؤول رفيع في الفاتيكان عن قلقه من النقاب لدى مهاجرين إسلاميين في أوروبا، وقال (): إن على المهاجرين احترام تقاليد وثقافة ودين الدول التي يذهبون إليها، وعليهم أن يطيعوا القوانين المحلية التي قد تمنع ارتداء النقاب الإسلامي.
وقامت المدارس البلجيكية بحظر الحجاب على الفتيات المسلمات وطالبتهن بخلع الحجاب أو العودة إلى المنزل، وقالت إحدى المسئولات: الحجاب يعوق طموح الفتيات في التعليم والعمل، ويقلص فرص حصولهن على عمل جيد في المستقبل.
أما أول دولة حملة راية منع الحجاب فهي أرض الحرية، وبلد حقوق الإنسان والديمقراطية فرنسا فقد منعت الحجاب في المدارس وأماكن العمل. وطالب رئيس حزب الحركة من أجل فرنسا () بحظر ارتداء الحجاب في الطرقات والمناطق العامة، زاعمًًا أن الحجاب هو رمز لإخضاع المرأة وانتهاكًا لكرامتها.، وقال بأن الحجاب"إشارة للعزلة بل والقمع، عندما يفرض على فتيات وسيدات".
عباد الله:
هذا موقف بعض الدول الأوربية التي تزعم بأنها علمانية أو لبرالية وأنها تؤمن بقيم الحرية وكرامة الإنسان، ومع ذلك فقد ضاقوا ذرعا بغطاء صغير تضعه المرأة المؤمنة على رأسها!!.
وهذا ليس بمستغرب منهم لمن تأمل قوله تعالى: (( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ )) [البقرة:120]
ولكن المحزن أن يحارب الحجاب في بعض دول المسلمين، فقد قررت شركة الخطوط الملكية المغربية منع الحجاب والصلاة في مرافق الشركة. وبرر وزير النقل منع الحجاب بأن المهنة تفرض زيا موحدا للعاملين تحدد الشركة شكله ولا يمكن تلبية رغبة الأقلية على حساب الأكثرية!!!.
وفي تونس الخضراء أرض جامع الزيتونة مُنعتْ مئات الطالبات من المشاركة في الامتحانات الجامعية بسبب ارتدائهن الحجاب، وبعض الطالبات اجبرن على توقيع التزام بخط اليد بعدم لبس الحجاب مستقبلا. ()
وقالت ملكة إحدى الدول العربية: لبس الحجاب عادة عربية وليست عبادة!!. ()
وفي أرض الكنانة قال وزير الثقافة: النساء بشعرهن الجميل كالورود التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس.
وفي هذه البلاد المباركة والتي قامت على الشريعة الإسلامية ومنها المحافظة الحجاب يهاجم بعض المنتكسين الحجاب الإسلامي فيقول أحدهم: ((علينا إذاً تحرير المرأة من كثير من قيود العادات والتقاليد، وكثير منها لا أصل شرعي لها، بل جاءتنا من عهود السلاجقة والعثمانيين…))()
ويقول الثاني: ((لقد تطور دور المرأة في المجتمع الإنساني، وبقيت المرأة السعودية أسيرة قيود
اجتماعية أُلبست لباساً دينياً أو أخلاقياً، والدين والأخلاق من هذه القيود براء))!! ()
ويقول الثالث:
مزقيه.. ذلك البرقع.. وارميه.. مزقيه..
أي شؤم أنت فيه؟
أي ليل أنت فيه؟
أي ذل أنت فيه؟
أي قبر أنت فيه؟
حطمية.. حطم الخوف بعنف لا تأني.
حطمي الصمت وقولي وتمني.
حطمي السجن وقضبان التجني. ()
عباد الله:
هذه حربهم على الحجاب (( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )) [التوبة:32]
هذا كيدهم لدين الله، وقد قال جل وعلا (( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً )) [الطارق:15، 17]
واعلم أيها المسلم بأن َاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ
الخطبة الثانية:
الحمد لله
عباد الله:
ما هو المطلوب منّا، وما هو الواجب علينا بعد أن وقفنا على حقائق تلك الحرب العشواء على الحجاب؟
أولا:لابد أن نؤمن أن الحجاب فرض لازم من الله جل وعلا وأنه متعلق بشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولا يجوز لأحد التخلي عنه أبدا.
ثانيا: لابد لنا أن نؤصل في نفوس بناتنا وأخواتنا أن الحجاب فريضة من الله تعالى، وليس عادة ولا تقاليد، وأن البنت تؤجر على الحجاب كما تؤجر على الصلاة والصيام، وأنها كلما خرجت من بيتها وهي متمسكة بحجابها دخلت نهرا من الحسنات.
لابد أن نزرع في قلوبهن أن علامة محبة الله ومحبة محمد ص التمسك بالحجاب.
أخيرا: نتيقن أن هذه الحرب لم تكن لتستعر الآن إلا لوجود رجعة قوية للحجاب أقضت مضجع أعداء الله. وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى