رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الحمد لله خلق فسوى وقدر فهدى, يكور الليل على النهار , ويكور النهار على الليل, ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي , واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ولد , وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه وخيرته من خلقه , بلغ رسالة الرحمن , ونصح أمته , وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد : فيا عباد الله اتقوا الله وراقبوه في سركم وعلانيتكم فإنه مطلع على السرائر وعالم بما يدور في الضمائر (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)
أيها المسلمون :
إن في اختلاف الليل والنهار وطول أحدهما وقصره واشتداد الحر وبرودته آية من آيات الله لأصحاب العقول الراشدة العارفة بربه ومولاه لتستشعر عظمة الملك الديان , وتستشعر قوته وحكمته فعن عطاء قال دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها فقال عبد الله بن عمير حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت وقالت (( قام ليلة من الليالي فقال يا عائشة ذريني أتعبد لربي قالت قلت والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك قالت فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بل حجره ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض وجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار ...} )) .(1) ويقول الله تعالى {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ} [(5-6) سورة يونس].
أيها الإخوة : نعيش في هذه الأيام أوائلَ أيام الصيف، فهذه وقفة عباد الله نتذكر فيها أمرا عظيما ومقاما شديدا يذكِّر به هذا الصيف إذ هو علامةٌ واضحة، على ما أعده الله يوم القيامة، الصيفُ عباد الله ولاسيما إذا اشتد حره يذكر بنار جهنم يوم القيامة، وقد جاء في الحديث الصحيح المخرج في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"اشتكت النار إلى ربها، فقالت يا رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها سبحانه بنفسين، نفس في الصيف ونفس في الشتاء",قال صلى الله عليه وسلم :"وأشد ما تجدون من الحر في الصيف من سموم جهنم، وأشد ما تجدون من البرد في الشتاء من زمهرير جهنم ",فالصيف عباد الله واشتداد حرارته يذكر بنار جهنم يوم القيامة, وكلنا عباد الله يتقي حرارة الصيف بالأجواء الباردة, والظل الوفير وبالذهاب للمناطق الباردة خوفا من شدة حرارته، ولهذا قال بعض السلف:عجبا لمن اتقى حر الصيف في الدنيا، كيف لا يتقي باجتناب الذنوب حر جهنم يوم القيامة .
أيها المؤمنون: ومما يذكر بالنار شدةُ الظهيرة ولاسيما في فصل الصيف، وقد جاء في المسند من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم",فهذا عباد الله مُؤَشِّرٌ و تذكرة للمتقين، وقد كان بعض السلف رحمهم الله إذا انصرف يوم الجمعة في شدة الحر من الصلاة تذكر انصراف الناس يوم القيامة، انصرافهم إما إلى الجنة وإما إلى النار, بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
عباد الله: إن الناس كلهم حريصون على راحة أنفسهم وأهليهم، يوفرون لهم الوسائل الواقية من الحر والبرد، وإذا ما اشتدت عليهم سموم الحر رأيناهم يتنقلون إلى المصائف والمنتجعات الباردة في أنحاء العالم، وكم هو عظيم الأسى عندما نرى أكثرهم لا يقيم وزناً لنار جهنم، ولا يعمل على وقاية نفسه ومن تحت يده منها، والله عز وجل قد خاطب عباده المؤمنين وحذرهم منها بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [(6) سورة التحريم]. وإن من علامات الشقوة العمل للدنيا والإعراض عن الآخرة.
تفر من الهجير وتتقيه *** فهلاً من جهنم قد فررتا
فلنتقي الله ولنحافظ على من استرعانا المولى عليهم
أما بعد : فيا عباد الله اتقوا الله وراقبوه في سركم وعلانيتكم فإنه مطلع على السرائر وعالم بما يدور في الضمائر (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)
أيها المسلمون :
إن في اختلاف الليل والنهار وطول أحدهما وقصره واشتداد الحر وبرودته آية من آيات الله لأصحاب العقول الراشدة العارفة بربه ومولاه لتستشعر عظمة الملك الديان , وتستشعر قوته وحكمته فعن عطاء قال دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها فقال عبد الله بن عمير حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت وقالت (( قام ليلة من الليالي فقال يا عائشة ذريني أتعبد لربي قالت قلت والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك قالت فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بل حجره ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض وجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار ...} )) .(1) ويقول الله تعالى {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ} [(5-6) سورة يونس].
أيها الإخوة : نعيش في هذه الأيام أوائلَ أيام الصيف، فهذه وقفة عباد الله نتذكر فيها أمرا عظيما ومقاما شديدا يذكِّر به هذا الصيف إذ هو علامةٌ واضحة، على ما أعده الله يوم القيامة، الصيفُ عباد الله ولاسيما إذا اشتد حره يذكر بنار جهنم يوم القيامة، وقد جاء في الحديث الصحيح المخرج في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"اشتكت النار إلى ربها، فقالت يا رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها سبحانه بنفسين، نفس في الصيف ونفس في الشتاء",قال صلى الله عليه وسلم :"وأشد ما تجدون من الحر في الصيف من سموم جهنم، وأشد ما تجدون من البرد في الشتاء من زمهرير جهنم ",فالصيف عباد الله واشتداد حرارته يذكر بنار جهنم يوم القيامة, وكلنا عباد الله يتقي حرارة الصيف بالأجواء الباردة, والظل الوفير وبالذهاب للمناطق الباردة خوفا من شدة حرارته، ولهذا قال بعض السلف:عجبا لمن اتقى حر الصيف في الدنيا، كيف لا يتقي باجتناب الذنوب حر جهنم يوم القيامة .
أيها المؤمنون: ومما يذكر بالنار شدةُ الظهيرة ولاسيما في فصل الصيف، وقد جاء في المسند من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم",فهذا عباد الله مُؤَشِّرٌ و تذكرة للمتقين، وقد كان بعض السلف رحمهم الله إذا انصرف يوم الجمعة في شدة الحر من الصلاة تذكر انصراف الناس يوم القيامة، انصرافهم إما إلى الجنة وإما إلى النار, بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
عباد الله: إن الناس كلهم حريصون على راحة أنفسهم وأهليهم، يوفرون لهم الوسائل الواقية من الحر والبرد، وإذا ما اشتدت عليهم سموم الحر رأيناهم يتنقلون إلى المصائف والمنتجعات الباردة في أنحاء العالم، وكم هو عظيم الأسى عندما نرى أكثرهم لا يقيم وزناً لنار جهنم، ولا يعمل على وقاية نفسه ومن تحت يده منها، والله عز وجل قد خاطب عباده المؤمنين وحذرهم منها بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [(6) سورة التحريم]. وإن من علامات الشقوة العمل للدنيا والإعراض عن الآخرة.
تفر من الهجير وتتقيه *** فهلاً من جهنم قد فررتا
فلنتقي الله ولنحافظ على من استرعانا المولى عليهم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى