رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
خطبة " الأشهر الحرم "
الحمد لله ولي المؤمنين وناصر الموحدين وأشهد أن لا إله إلا الله لا يهزم جنده ولا يذل وليه واشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد .
فأوصيكم ونفسي عباد الله بتقوى الله تعالى فالمتقون هم أولياؤه وأحباؤه ) أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ( يونس 62 – 63 ،
معاشر المؤمنين ..
اعلموا أن لله تعالى الحكمة البالغة فيما يصطفي من خلقه فالله تعالى يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ويفضل من الأوقات أوقاتا ومن الأمكنة أماكنا ،ففضل الله تعالى مكة على سائر البقاع ثم من بعدها المدينة مهاجر خاتم الأنبياء محمد ثم من بعدهما بيت المقدس والمسجد الاقصى الذي جعله الله تعالى مسرى رسوله صلى الله عليه وسلم وبدء معراجه الى السموات العلا والذي يتعرض هذه الايام لانتهاك حرمته وتدنيس قدسيته من الصهاينة الحاقدين ،وفضل الله تعالى بعض الشهور والأيام والليالي على بعض ، فعدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ثلاثة متوالية وشهر رجب الفرد بين جمادى وشعبان وقد بينّ رسول الله هذه الأشهر وأكد على حرمتها وضرورة احترامها بقوله في الحديث الصحيح: ((إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ)) رواه البخاري ومسلم.
قال بعض مفسِّري السلف رحمه الله: "إنّ الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلاً، ومن الناس رسلاً، واصطفى من الكلام ذكرَه، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظّموا ما عظّم الله، فإنّما تعظَّم الأمر بما عظّمها الله به عند أهل الفهم والعقل".
معاشر المؤمنين ..
جاء التحذير من الظلم في الآية الكريمة ليكون هذا تنبيها وبلاغا يتذكره أولو الألباب فيزجروا النفس عن الردى ،وينهوها عن الهوى ،ويردعوها عن اتباع الشهوات والولوغ في الموبقات،فالله جل في علاه يقول: فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ، وهذا نهي عام عن كل مظلمة للنفس وظلم للغير ، فإن خيرُ ما تحلّى به المؤمن من سجايا وأجمل ما اتصف به من صفات حِسٌّ مرهَف وشعور يقِظ وقلبٌ حيّ وعقلٌ واعٍ يبعث على استشعار حرمة ما حرّم الله وتعظيم ما عظّمه الله، فيقيم البرهانَ الواضح على إيمان صادق ويقين راسخ وتسليمٍ ثابت.مصداقا لقوله عزوجلّ:"ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه" .
فإذا كان احترام الشهر الحرام أمرًا ظاهرا متوارَثًا لدى أهل الجاهلية، يعبِّر عنه إمساكهم فيه عن سفك الدم الحرام والكفُّ عن الأخذ بالثأر فيه مع ما هم فيه من شرور وآثام، أفلا يكون جديرًا بالمسلم الذي رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً، أن يحجز نفسه عن الولوغ في الذنوب والخطيئات وينأى بها عن أسباب الإثم والعدوات، وأن يترفّع عن دوافع الهوى ومزالق النزوات والشطحات ، وأن يذكر أن الحياة أشواط ومراحل تفنى فيها الأعمار وتنتهي الآجال وتنقطع الأعمال، ولا يدري أحد متى يكون الفِراقُ لها وكم من الأشواط يقطع منها فالسعيد من سمت نفسُه إلى طلب أرفع المراتب وأعلى الدرجات من رضوان الله باستدراك ما فات واغتنام ما بقي من الأوقات والتزام النهج السديد في هذا الشهر الحرام وفي كلّ شهور العام، وصدق سبحانه إذ يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18].
نبهني الله واياكم من غفلة الغافلين وهدانا لما في كتابه من الايات والذكر الحكيم اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد الا اله الا الله وحده لاشريك له ولي الصالحين وحبيب المتقين واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد الامين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد ،
معاشر المؤمنين ..
حين طعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهو امام المسلمين في صلاة الفجر حمل لبيته وقد أغشي عليه وتمزقت أحشاؤه فلما أفاق كان أول ماقال:"أصلى الناس؟" فتأملوا عباد الله كيف تعظيمه رضى الله عنه لأمر الصلاة وهو بين الحياة والموت ماسأل عن مال ولاولد ولاعن سلطان ولاجاه بل عن اتمام الناس لفريضة الله وهكذا هو المؤمن يلتزم اوامر الله وشرعه و يعظم حرماته وحدوده ويغار على بيوته ومقدساته لايتهاون ولايتجرأ ولايتجاوز ،وان رباط المرابطين في ارض الاسراء وجهادهم ودفاعهم عن المسجد الاقصى هو من ذلك التعظيم المحمود ،فعظموا حرمات الله عبادالله وانتفضوا لمقدساته وانتصروا لعباده وانصروا دينه "فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه .
الخطيب : يحي سليمان العقيلي
الحمد لله ولي المؤمنين وناصر الموحدين وأشهد أن لا إله إلا الله لا يهزم جنده ولا يذل وليه واشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد .
فأوصيكم ونفسي عباد الله بتقوى الله تعالى فالمتقون هم أولياؤه وأحباؤه ) أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ( يونس 62 – 63 ،
معاشر المؤمنين ..
اعلموا أن لله تعالى الحكمة البالغة فيما يصطفي من خلقه فالله تعالى يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ويفضل من الأوقات أوقاتا ومن الأمكنة أماكنا ،ففضل الله تعالى مكة على سائر البقاع ثم من بعدها المدينة مهاجر خاتم الأنبياء محمد ثم من بعدهما بيت المقدس والمسجد الاقصى الذي جعله الله تعالى مسرى رسوله صلى الله عليه وسلم وبدء معراجه الى السموات العلا والذي يتعرض هذه الايام لانتهاك حرمته وتدنيس قدسيته من الصهاينة الحاقدين ،وفضل الله تعالى بعض الشهور والأيام والليالي على بعض ، فعدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ثلاثة متوالية وشهر رجب الفرد بين جمادى وشعبان وقد بينّ رسول الله هذه الأشهر وأكد على حرمتها وضرورة احترامها بقوله في الحديث الصحيح: ((إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ)) رواه البخاري ومسلم.
قال بعض مفسِّري السلف رحمه الله: "إنّ الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلاً، ومن الناس رسلاً، واصطفى من الكلام ذكرَه، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظّموا ما عظّم الله، فإنّما تعظَّم الأمر بما عظّمها الله به عند أهل الفهم والعقل".
معاشر المؤمنين ..
جاء التحذير من الظلم في الآية الكريمة ليكون هذا تنبيها وبلاغا يتذكره أولو الألباب فيزجروا النفس عن الردى ،وينهوها عن الهوى ،ويردعوها عن اتباع الشهوات والولوغ في الموبقات،فالله جل في علاه يقول: فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ، وهذا نهي عام عن كل مظلمة للنفس وظلم للغير ، فإن خيرُ ما تحلّى به المؤمن من سجايا وأجمل ما اتصف به من صفات حِسٌّ مرهَف وشعور يقِظ وقلبٌ حيّ وعقلٌ واعٍ يبعث على استشعار حرمة ما حرّم الله وتعظيم ما عظّمه الله، فيقيم البرهانَ الواضح على إيمان صادق ويقين راسخ وتسليمٍ ثابت.مصداقا لقوله عزوجلّ:"ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه" .
فإذا كان احترام الشهر الحرام أمرًا ظاهرا متوارَثًا لدى أهل الجاهلية، يعبِّر عنه إمساكهم فيه عن سفك الدم الحرام والكفُّ عن الأخذ بالثأر فيه مع ما هم فيه من شرور وآثام، أفلا يكون جديرًا بالمسلم الذي رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً، أن يحجز نفسه عن الولوغ في الذنوب والخطيئات وينأى بها عن أسباب الإثم والعدوات، وأن يترفّع عن دوافع الهوى ومزالق النزوات والشطحات ، وأن يذكر أن الحياة أشواط ومراحل تفنى فيها الأعمار وتنتهي الآجال وتنقطع الأعمال، ولا يدري أحد متى يكون الفِراقُ لها وكم من الأشواط يقطع منها فالسعيد من سمت نفسُه إلى طلب أرفع المراتب وأعلى الدرجات من رضوان الله باستدراك ما فات واغتنام ما بقي من الأوقات والتزام النهج السديد في هذا الشهر الحرام وفي كلّ شهور العام، وصدق سبحانه إذ يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18].
نبهني الله واياكم من غفلة الغافلين وهدانا لما في كتابه من الايات والذكر الحكيم اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد الا اله الا الله وحده لاشريك له ولي الصالحين وحبيب المتقين واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد الامين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد ،
معاشر المؤمنين ..
حين طعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهو امام المسلمين في صلاة الفجر حمل لبيته وقد أغشي عليه وتمزقت أحشاؤه فلما أفاق كان أول ماقال:"أصلى الناس؟" فتأملوا عباد الله كيف تعظيمه رضى الله عنه لأمر الصلاة وهو بين الحياة والموت ماسأل عن مال ولاولد ولاعن سلطان ولاجاه بل عن اتمام الناس لفريضة الله وهكذا هو المؤمن يلتزم اوامر الله وشرعه و يعظم حرماته وحدوده ويغار على بيوته ومقدساته لايتهاون ولايتجرأ ولايتجاوز ،وان رباط المرابطين في ارض الاسراء وجهادهم ودفاعهم عن المسجد الاقصى هو من ذلك التعظيم المحمود ،فعظموا حرمات الله عبادالله وانتفضوا لمقدساته وانتصروا لعباده وانصروا دينه "فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه .
الخطيب : يحي سليمان العقيلي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى