رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الخطبة الأولى :
عباد الله : إن أهل العقل والعلم والنظر المتوازن ليسوا بمغرمين ولا
بمبالغين
في تصوير أن وراء كل حدث مؤامرة ، وليسوا بالمتوهمين أن وراء كل قرار
تآمراً ،
لكنهم في الوقت ذاته لن يكونوا من أولئك الذين يسلمون القياد ، ويرخون
الزمام
لتقودهم أفكار فاسدة، أو تضلهم دعوات ماكرة، أو أن يسيروا خلف كل ناعقة،
فكم
تحدث المتحدثون عن حقوق المرأة وعملها، وكم اجتمعوا من اجل بطالتها ، وكم
قرروا
لأجل إنقاذها وإخراجها من معاناتها، وهذه كلها كلمات جميلة ودعوات بريئة،
كل
يتمنى تحقيقها ولكن هل الحقيقة هي ما ينادي به أدعياء حقوق المرأة ؟ وهل
الواقع
هو ما يعلن عنه أولئك؟
عباد الله : إن المرأة في بلادنا مستهدفة، تصبح وتنام على خطوات عملية
تصحبها
حملة إعلامية مكثفة ، هدفها إخراج المرأة من بيتها ولو بلا هدف، لتتجرد من
حيائها وحجابها ولتصبح ألعوبة بأيدي الفاسدين، وأداة لتحقيق مآرب
الحاقدين،
ولقد كانت بداية هذه المؤامرة على المرأة من قبل أعداء الإسلام من غير
المسلمين
ثم جندوا لها من هذه الأمة من فقد اعتزازه بعقيدته، وتمسكه بدينه و
انتماءه
لأمته ، يقول المنصر زويمر : إن خبرة الصيادين تعرف أن الفيلة لا يقودها
إلى
سجن الصياد الماكر إلا فيل عميل أتقن تدريبه.
عباد الله : إن بعض أدعياء عمل المرأة يريد من دعوته تلك تحقيق عدد من
الأهداف
لعل من أهمها:خروج المرأة من بيتها وتنكرها لفطرتها ، لأنهم يعلمون أن
مجرد
خروج المرأة من بيتها لغير حاجتها هو اجتراء منها على أمر الله سبحانه
وتعالى
لها ولغيرها من بنات جنسها بالقرار في بيتها ، حيث يقول سبحانه : " وقرن
في
بيوتكن ". ومن أهداف أدعياء عمل المرأة هو تنفيذ مخططات أوليائهم من الغرب
فها
هي إحدى الصليبيات تقول : ليس هناك لهدم الإسلام اقصر مسافة من خروج
المرأة
سافرة متبرجة.
ومن أغراضهم كذلك من خروج المرأة للعمل الافتتان بها وثم فسادها
وانحرافها،
لأنهم يعلمون ميل الرجل إلى المرأة وافتتانه بها، وخروج المرأة من بيتها
واحتكاكها بالرجل تعريض له بالفتنة ولقد صدق القائل :
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به * وهن اضعف خلق الله إنسانا
واصدق من قول الشاعر تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة النساء فقال
عليه
الصلاة والسلام : ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
عباد الله : إن وسائل أدعياء عمل المرأة في تحقيق أهدافهم كثيرة ومتنوعة ،
ومن
أهمها البكاء والحزن على الأعداد الغفيرة من النساء اللاتي لا عمل لهن في
بيوتهن، فبطالة المرأة وعدم إنتاجيتها وجلوسها معطلة في البيت سبب من
أسباب
دعوتها للخروج من إلى الوظيفة.
ومن وسائلهم كذلك تسخير الإعلام من صحافة وقنوات ومجلات لإبراز النساء
اللاتي
يشتكين من مكثهن في المنازل بغير وظائف، ثم بعد أيام يخرج ذلك الإعلام
صوراً
لأولئك النساء وهن في وظائف مستقلة بلباسهن المحتشم حتى تقنع المرأة
الرافضة
للوظيفة بنقاء مقاصدهم وسلامة أهدافهم والله يشهد إنهم لكاذبون، يقول أحد
المفكرين الإسلاميين عن بلده التي كانت تنعم بالحجاب سابقاً : كانت
الطالبات
مستقلات عن الطلبة، وكن يأتين إلى المدارس ويرجعن مع آبائهن، ثم بدا
الاختلاط
بدعوى نقص المدرسات، فخلطوا صغار الطالبات مع الطلبة ، ثم خلطوا المرحلة
المتوسطة ثم الثانوية تدريجيا ،وتساهل الناس بتقبل ذلك ، ثم بدأ التغيير
في
الحجاب بألوان العباءات ورفع مستواها على الجسم ، وكشف للوجه ثم جزء من
الرأس
حتى ألغي الحجاب تماما .
يا غافلا وله في الدهرِ موعظة * إن كنت في سنة فالدهرُ يقظانعباد الله : إن الحديث عن نتائج إخراج المرأة من بيتها للعمل حديث يبدأ
ولا
ينتهي، فحدث عن إهمال البيت والزوج والأولاد ولا حرج، وحدث عن طلاق المرأة
وتقليلها النسل لأجل الوظيفة ولا حرج، وحدث عن تربية الخادمات والحاضنات
لأبناء
المسلمين ولا حرج.
وهاكم أيها المسلمون بعض الأرقام التي تتحدث عن نتائج دعوة المرأة إلى ترك
بيتها والخروج منه :
- 84% من العاملات يقلن إن خروجهن للوظيفة سبب لإهمال الزوجة زوجها وعدم
إعطائه
حقوقه
- أما ما يترتب على إهمال المرأة العاملة زوجها فقد أجريت دراسة على 200
ممرضة
سعودية كانت النتيجة كالآتي : 62% من الممرضات السعوديات عوانس و 25%
مطلقات
بسبب ظروف العمل ، 12% متزوجات، 32% يرفضن الزواج
- وقد أجرى مكتب للتوظيف النسوي في إحدى مدن المملكة إحصائية عن نسبة
العوانس
بين العاملات، فكانت النتيجة أن أكثر من نصف عدد العاملات عوانس .
- أما الطامة الكبرى من خروج المرأة للعمل فهو مضايقة المرأة والتحرش بها
في
مكان عملها، فقد أظهرت دراسة حديثة أجريت على بعض العاملات السعوديات في
القطاع
الخاص معاناة الموظفات من التحرش والمضايقة والإيذاء من قبل ضعاف النفوس
من
الرجال الذين يبدون تودداً لافتاً لبعض زميلاتهم في العمل ، وتشير الدراسة
إلى
إن قصص التحرش الجنسي الوظيفي الخفي كثيرة، لكن الصمت والخوف من الفضائح
والخجل
هو الذي يمنع الضحايا من الإفصاح عما يلاقينه من تعرض وإيذاء.
عباد الله : يا أهل النخوة، ويا أهل الكرامة ، أهذا نتاج الوظيفة التي
يدعو لها
الداعون، وهل هذه الخاتمة التي يريدون إيصال بناتنا إليها؟
أين أدعياء توظيف المرأة عن هذه التصرفات ؟ وأين الشروط؟ وأين الضوابط؟
وأين
القرارات التي تحفظ للمرأة عفتها وحيائها بدلاً من إن تخرج الفتاة الطاهرة
لتعود مدنسة بتحرشات الذئاب البشرية ؟
يا درة حفظت بالأمس غالية * واليوم يبغونها للعب والطرب
يا حرة قد أرادوا جعلها أمة * غربية العقل لكن اسمها عربي
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم
الخطبة الثانية
عباد الله : لقد حفظت شريعة محمد صلى الله عليه وسلم للعلماء قدرهم ، حيث
جعلهم
النبي صلى الله عليه وسلم ورثة الأنبياء ،و المولى سبحانه أمرنا في كتابه
بسؤال
أهل الذكر فينا فقال سبحانه : [فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ
كُنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ] {النحل:43} ، ولقد كان لعلمائنا في هذا البلد دور بارز في
الوقوف
أمام كل من يريد بالأمة الانحراف والفساد ، وفي ما يلي عباد الله جزء من
خطبة
لمعالي مفتي هذه البلاد تحدث فيها عمن يريدون إخراج المرأة من بيتها بهدف
فسادها فقال حفظه الله :
إن الحشمة والعفة أغاظت أعداء الإسلام ، وأغاظت أعداء الشريعة ، وأغاظت من
يريدون بهذه الأمة كيداً ومصيبة ، فدعوا المرأة إلى العمل بجانب الرجال ،
وهيئوا لها الفرص ، وادعوا بذلك أنهم ساهموا في سعودة الأمة ، وأنهم وأنهم
إلى
آخر ما يقولون وما يعتذرون .
وإنها لخطوات سيئة غير موفقة ، وإن الواجب على المرأة المسلمة ألا يكون
خلقها
ثمنا لدنيا تأخذها بل يكون خلقها فوق هذا كله، فهي خلقت لعبادة ربها وخلقت
لتبني الأجيال وخلقت لتكون مساهمة في إصلاح مجتمعها وأفراد أسرتها ، لم
تخلق
لتمازج الرجال ، ولم تخلق لتجعل الدنيا عوضا لعرضها وكرامتها .
أيتها المرأة المسلمة : لا تظني تلك الدعايات من مصلحتك أبدا ، ولا أن
قصدهم
بهذا إكرامك ورفع منزلتك ، ولا أن الهدف من هذا إبراز شخصيتك ، ولكن
الغاية ــ
يعلم الله ــ ما وراء أولئك من مكيدة للإسلام وأهله ، وحرباً على القيم
والفضائل التي تميز بها المجتمع المسلم ، فلا يرضى أعداء الشريعة إلا أن
يجردوا
هذه المرأة المسلمة من قيمها وأخلاقها ، فلا تخدعنك هذه الدعاية ، ولا
يغرنك
هذه المكاسب المادية ، ففيك من الأخلاق والقيم ما هو فوق هذه المادة كلها ،
فاستقيمي على الخير ، وألزمي البيت والوظائف المهيأة لك ، دون الاختلاط مع
الرجال ، بأية ذريعة كانت ، فإنها طريق مشوب بالشر ، وطريق سائر بالفتاة
المسلمة لأن تحاك المرأة الغربية في قيمها وأخلاقها ، فتفتقد الأمة
كرامتها
وتفتقد سمعتها وتفتقد الأمة ما تميزت به من أخلاق وقيم وفضائل .
فيا أيها المنادون بهذه الذرائع السيئة : خافوا الله في مجتمع المسلمين ،
واعلموا أن سعيكم ضلال ، وأن خطواتكم إلى الجور والنار ، وأن هذا المجتمع
المسلم أمانة في أعناق المسلمين ، محافظة على أخلاقه ، ومحافظة على كرامته
،
ومحافظة على مبادئه وقيمه .
إن المرأة المسلمة هيئت لتربي الأجيال ، وتعمر البيت وتساهم في الخير ، لا
أن
يزج بها كل النهار وأول الليل فيما يسمى بملها ، وفيما يسمى بأنها تبيع
للنساء
، وفيما يقول أولئك ، والله يشهد إنهم لكاذبون ، والله يعلم أن مقاصدهم
سيئة ،
فلنتب إلى الله ، ولا يغرنك أختي المسلمة ما يقول هؤلاء وما ينمقون وما
يكتبه
الكاتبون وبعض المنحرفين في كتاباتهم الذين يكتبون بما تمليه قلوبهم من
الحقد
على الدين وأهله : [ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا
نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ
إِسْرَارَهُمْ] {محمد:26} .
عباد الله : إن أهل العقل والعلم والنظر المتوازن ليسوا بمغرمين ولا
بمبالغين
في تصوير أن وراء كل حدث مؤامرة ، وليسوا بالمتوهمين أن وراء كل قرار
تآمراً ،
لكنهم في الوقت ذاته لن يكونوا من أولئك الذين يسلمون القياد ، ويرخون
الزمام
لتقودهم أفكار فاسدة، أو تضلهم دعوات ماكرة، أو أن يسيروا خلف كل ناعقة،
فكم
تحدث المتحدثون عن حقوق المرأة وعملها، وكم اجتمعوا من اجل بطالتها ، وكم
قرروا
لأجل إنقاذها وإخراجها من معاناتها، وهذه كلها كلمات جميلة ودعوات بريئة،
كل
يتمنى تحقيقها ولكن هل الحقيقة هي ما ينادي به أدعياء حقوق المرأة ؟ وهل
الواقع
هو ما يعلن عنه أولئك؟
عباد الله : إن المرأة في بلادنا مستهدفة، تصبح وتنام على خطوات عملية
تصحبها
حملة إعلامية مكثفة ، هدفها إخراج المرأة من بيتها ولو بلا هدف، لتتجرد من
حيائها وحجابها ولتصبح ألعوبة بأيدي الفاسدين، وأداة لتحقيق مآرب
الحاقدين،
ولقد كانت بداية هذه المؤامرة على المرأة من قبل أعداء الإسلام من غير
المسلمين
ثم جندوا لها من هذه الأمة من فقد اعتزازه بعقيدته، وتمسكه بدينه و
انتماءه
لأمته ، يقول المنصر زويمر : إن خبرة الصيادين تعرف أن الفيلة لا يقودها
إلى
سجن الصياد الماكر إلا فيل عميل أتقن تدريبه.
عباد الله : إن بعض أدعياء عمل المرأة يريد من دعوته تلك تحقيق عدد من
الأهداف
لعل من أهمها:خروج المرأة من بيتها وتنكرها لفطرتها ، لأنهم يعلمون أن
مجرد
خروج المرأة من بيتها لغير حاجتها هو اجتراء منها على أمر الله سبحانه
وتعالى
لها ولغيرها من بنات جنسها بالقرار في بيتها ، حيث يقول سبحانه : " وقرن
في
بيوتكن ". ومن أهداف أدعياء عمل المرأة هو تنفيذ مخططات أوليائهم من الغرب
فها
هي إحدى الصليبيات تقول : ليس هناك لهدم الإسلام اقصر مسافة من خروج
المرأة
سافرة متبرجة.
ومن أغراضهم كذلك من خروج المرأة للعمل الافتتان بها وثم فسادها
وانحرافها،
لأنهم يعلمون ميل الرجل إلى المرأة وافتتانه بها، وخروج المرأة من بيتها
واحتكاكها بالرجل تعريض له بالفتنة ولقد صدق القائل :
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به * وهن اضعف خلق الله إنسانا
واصدق من قول الشاعر تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة النساء فقال
عليه
الصلاة والسلام : ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
عباد الله : إن وسائل أدعياء عمل المرأة في تحقيق أهدافهم كثيرة ومتنوعة ،
ومن
أهمها البكاء والحزن على الأعداد الغفيرة من النساء اللاتي لا عمل لهن في
بيوتهن، فبطالة المرأة وعدم إنتاجيتها وجلوسها معطلة في البيت سبب من
أسباب
دعوتها للخروج من إلى الوظيفة.
ومن وسائلهم كذلك تسخير الإعلام من صحافة وقنوات ومجلات لإبراز النساء
اللاتي
يشتكين من مكثهن في المنازل بغير وظائف، ثم بعد أيام يخرج ذلك الإعلام
صوراً
لأولئك النساء وهن في وظائف مستقلة بلباسهن المحتشم حتى تقنع المرأة
الرافضة
للوظيفة بنقاء مقاصدهم وسلامة أهدافهم والله يشهد إنهم لكاذبون، يقول أحد
المفكرين الإسلاميين عن بلده التي كانت تنعم بالحجاب سابقاً : كانت
الطالبات
مستقلات عن الطلبة، وكن يأتين إلى المدارس ويرجعن مع آبائهن، ثم بدا
الاختلاط
بدعوى نقص المدرسات، فخلطوا صغار الطالبات مع الطلبة ، ثم خلطوا المرحلة
المتوسطة ثم الثانوية تدريجيا ،وتساهل الناس بتقبل ذلك ، ثم بدأ التغيير
في
الحجاب بألوان العباءات ورفع مستواها على الجسم ، وكشف للوجه ثم جزء من
الرأس
حتى ألغي الحجاب تماما .
يا غافلا وله في الدهرِ موعظة * إن كنت في سنة فالدهرُ يقظانعباد الله : إن الحديث عن نتائج إخراج المرأة من بيتها للعمل حديث يبدأ
ولا
ينتهي، فحدث عن إهمال البيت والزوج والأولاد ولا حرج، وحدث عن طلاق المرأة
وتقليلها النسل لأجل الوظيفة ولا حرج، وحدث عن تربية الخادمات والحاضنات
لأبناء
المسلمين ولا حرج.
وهاكم أيها المسلمون بعض الأرقام التي تتحدث عن نتائج دعوة المرأة إلى ترك
بيتها والخروج منه :
- 84% من العاملات يقلن إن خروجهن للوظيفة سبب لإهمال الزوجة زوجها وعدم
إعطائه
حقوقه
- أما ما يترتب على إهمال المرأة العاملة زوجها فقد أجريت دراسة على 200
ممرضة
سعودية كانت النتيجة كالآتي : 62% من الممرضات السعوديات عوانس و 25%
مطلقات
بسبب ظروف العمل ، 12% متزوجات، 32% يرفضن الزواج
- وقد أجرى مكتب للتوظيف النسوي في إحدى مدن المملكة إحصائية عن نسبة
العوانس
بين العاملات، فكانت النتيجة أن أكثر من نصف عدد العاملات عوانس .
- أما الطامة الكبرى من خروج المرأة للعمل فهو مضايقة المرأة والتحرش بها
في
مكان عملها، فقد أظهرت دراسة حديثة أجريت على بعض العاملات السعوديات في
القطاع
الخاص معاناة الموظفات من التحرش والمضايقة والإيذاء من قبل ضعاف النفوس
من
الرجال الذين يبدون تودداً لافتاً لبعض زميلاتهم في العمل ، وتشير الدراسة
إلى
إن قصص التحرش الجنسي الوظيفي الخفي كثيرة، لكن الصمت والخوف من الفضائح
والخجل
هو الذي يمنع الضحايا من الإفصاح عما يلاقينه من تعرض وإيذاء.
عباد الله : يا أهل النخوة، ويا أهل الكرامة ، أهذا نتاج الوظيفة التي
يدعو لها
الداعون، وهل هذه الخاتمة التي يريدون إيصال بناتنا إليها؟
أين أدعياء توظيف المرأة عن هذه التصرفات ؟ وأين الشروط؟ وأين الضوابط؟
وأين
القرارات التي تحفظ للمرأة عفتها وحيائها بدلاً من إن تخرج الفتاة الطاهرة
لتعود مدنسة بتحرشات الذئاب البشرية ؟
يا درة حفظت بالأمس غالية * واليوم يبغونها للعب والطرب
يا حرة قد أرادوا جعلها أمة * غربية العقل لكن اسمها عربي
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم
الخطبة الثانية
عباد الله : لقد حفظت شريعة محمد صلى الله عليه وسلم للعلماء قدرهم ، حيث
جعلهم
النبي صلى الله عليه وسلم ورثة الأنبياء ،و المولى سبحانه أمرنا في كتابه
بسؤال
أهل الذكر فينا فقال سبحانه : [فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ
كُنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ] {النحل:43} ، ولقد كان لعلمائنا في هذا البلد دور بارز في
الوقوف
أمام كل من يريد بالأمة الانحراف والفساد ، وفي ما يلي عباد الله جزء من
خطبة
لمعالي مفتي هذه البلاد تحدث فيها عمن يريدون إخراج المرأة من بيتها بهدف
فسادها فقال حفظه الله :
إن الحشمة والعفة أغاظت أعداء الإسلام ، وأغاظت أعداء الشريعة ، وأغاظت من
يريدون بهذه الأمة كيداً ومصيبة ، فدعوا المرأة إلى العمل بجانب الرجال ،
وهيئوا لها الفرص ، وادعوا بذلك أنهم ساهموا في سعودة الأمة ، وأنهم وأنهم
إلى
آخر ما يقولون وما يعتذرون .
وإنها لخطوات سيئة غير موفقة ، وإن الواجب على المرأة المسلمة ألا يكون
خلقها
ثمنا لدنيا تأخذها بل يكون خلقها فوق هذا كله، فهي خلقت لعبادة ربها وخلقت
لتبني الأجيال وخلقت لتكون مساهمة في إصلاح مجتمعها وأفراد أسرتها ، لم
تخلق
لتمازج الرجال ، ولم تخلق لتجعل الدنيا عوضا لعرضها وكرامتها .
أيتها المرأة المسلمة : لا تظني تلك الدعايات من مصلحتك أبدا ، ولا أن
قصدهم
بهذا إكرامك ورفع منزلتك ، ولا أن الهدف من هذا إبراز شخصيتك ، ولكن
الغاية ــ
يعلم الله ــ ما وراء أولئك من مكيدة للإسلام وأهله ، وحرباً على القيم
والفضائل التي تميز بها المجتمع المسلم ، فلا يرضى أعداء الشريعة إلا أن
يجردوا
هذه المرأة المسلمة من قيمها وأخلاقها ، فلا تخدعنك هذه الدعاية ، ولا
يغرنك
هذه المكاسب المادية ، ففيك من الأخلاق والقيم ما هو فوق هذه المادة كلها ،
فاستقيمي على الخير ، وألزمي البيت والوظائف المهيأة لك ، دون الاختلاط مع
الرجال ، بأية ذريعة كانت ، فإنها طريق مشوب بالشر ، وطريق سائر بالفتاة
المسلمة لأن تحاك المرأة الغربية في قيمها وأخلاقها ، فتفتقد الأمة
كرامتها
وتفتقد سمعتها وتفتقد الأمة ما تميزت به من أخلاق وقيم وفضائل .
فيا أيها المنادون بهذه الذرائع السيئة : خافوا الله في مجتمع المسلمين ،
واعلموا أن سعيكم ضلال ، وأن خطواتكم إلى الجور والنار ، وأن هذا المجتمع
المسلم أمانة في أعناق المسلمين ، محافظة على أخلاقه ، ومحافظة على كرامته
،
ومحافظة على مبادئه وقيمه .
إن المرأة المسلمة هيئت لتربي الأجيال ، وتعمر البيت وتساهم في الخير ، لا
أن
يزج بها كل النهار وأول الليل فيما يسمى بملها ، وفيما يسمى بأنها تبيع
للنساء
، وفيما يقول أولئك ، والله يشهد إنهم لكاذبون ، والله يعلم أن مقاصدهم
سيئة ،
فلنتب إلى الله ، ولا يغرنك أختي المسلمة ما يقول هؤلاء وما ينمقون وما
يكتبه
الكاتبون وبعض المنحرفين في كتاباتهم الذين يكتبون بما تمليه قلوبهم من
الحقد
على الدين وأهله : [ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا
نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ
إِسْرَارَهُمْ] {محمد:26} .
|
أدعياء عمل المرأة 5/4/1427هـ |
|
أحمد بن حسين الفقيهي |
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى