رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ان الحمد لله نحمده ونستعينه نستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من
شرور انفسنا ومن
سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
اما بعد:
ايها الاحبة الكرام: ونحن نستعد في هذه الاشهر لاستقبال شهر رمضان ،ونراجع
ايات
القران ،واذا بنا نجد ان في القران الكريم اعظم العبر ، واعمق الدروس
،وكاننا
لم نقرأ الايات من قبل ،ولم نحفظها منذ زمن ،اذ ان هذا يدل على عظم هذه
المعجزة
، وعلى فضل هذا الكتاب ،فيدعونا كل هذا لان نعود الى كتاب ربنا من جديد ،
على
الاقل ان نعلم ، وبالنية الخالصة لله تعالى سنطبق فنعمل.
وانا اقرا ايات المجادلة استوقفتني اياتها ، استوقفني فيها ان الكلام عن
التناجي اخذ لب ما فيها ،وصار جل محورها ، ثم استوقفني تكرار كلام ربنا عن
الموضوع ، فكانت الايات وهي تتكلم عن التناجي الذي يقصد به الكلام بالسر ،
وتتكرر هذه الايات ، وتتوالى ، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على اهمية
الموضوع
ومكانته ، وفي الوقت نفسه رايت اننا عن هذا الامر في سبات ، فلا تكاد تجد
مجلسا
من مجالسنا الا ما رحم ربي الا وهو واقع في هذه المعصية ، غير متدارك لها .
فتعال اخي الحبيب لنسمع لهذه الايات ، يقول الله جل جلاله في سورة
المجادلة {أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
مَا
يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ
إِلَّا
هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ
مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ
وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ
وَإِذَا
جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي
أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ
جَهَنَّمُ
يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا
تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَمَعْصِيَتِ
الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ
الَّذِي
إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ
لِيَحْزُنَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} [المجادلة : 7 -
10]
فالتكرار واضح ، والتاكيد على الامر صارخ ، حيث بدا بالخطاب مع النبي صلى
الله
عليه وسلم ، ثم ثنى بخطابه مع المؤمنين مباشرة ، وكل الخطاب لا يتعدى
النهي عن
النجوى ، لم كل هذا الاعتناء ؟ لان صفة التناجي ليست من صفات المؤمنين
انما هي
من صفات اليهود .
فكان فعل اليهود سببا لنزول هذه الايات الكريمة فكان اليهود عندما يمر
المسلم
من امامهم كانوا يتناجون فيما بينهم ، ويفعلون هذا امامه لاجل اخافته
ويوهموه
انهم يدبرون حوله المكائد ويدسون حوله الدسائس فنزل قوله تعالى معلنا انما
النجوى من الشيطان الى نهاية الاية.
فجاء تنبيه الله من عليائه أن أصلها من الشيطان، هو الذي حرض عليها، وهو
الذي
دفع إليها، إذ هو يريد دائماً إحزان المسلم، لا يريدك سعيداً يوماً من
الأيام،
إنما دائماً يريد أن يجلب النكد والهم والغم لأهل الإيمان .
فماذا على المسلم ان يفعل؟، عند ذاك عليك ان تتوجه بقلبك الى من خلقك
واواك،
وحفظك وكفاك، ورزقك واعطاك ، وهو التوكل على الله لان الله يقول وعلى الله
فليتوكل المؤمنون .
يقول الامام ابن كثير: ( عندما يصدر هذا عن المتناجين عن تسويل الشيطان
وتزيينه:
لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا أي: ليسوءهم: وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً
إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ مطلقاً، ومن أحس من التناجي ضرراً فماذا يفعل؟
فليستعذ
بالله وليتوكل على الله فإنه لا يضره شيء بإذن الله) .
والتحريم في كل هذا لسبب واحد اخوتي الكرام ، وهو لانه يحزن الذين امنوا ،
يحزن
فقط ،حزن فقط ، ليس قتل ، ولاتعذيب،ولا اعتداء ، انما احزان الاخرين ،
واذا كان
الله تعالى ينزل كل هذه الايات ليمنع احزان المسلم فقط ،فما بالك
بالاعتداء
عليه ؟ فما بالك بسبه؟ بشتمه؟ بغيبته؟ بالاعتداء عليه؟ بل بقتله وتعذيبه.
ولهذا نجد حتى السنة النبوية الشريفة اكدت على هذا الموضوع ، ووضحته ،
وفصلته ،
وجعلته ادبا من اداب المسلم ، فهذا ابن مسعود يروي عن رسول الله صلى الله
عليه
وسلم انه قال: ( اذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا
بالناس؛ من أجل أن ذلك يحزنه)، الله اكبر ، حتى السنة تقول ان التناجي
يحزن
وفعلا اذا مرت بك هذه الحالة ستحزن كثيرا وهو امر مجرب .
فلربما توهم هذا الرجل الثالث أن نجواهما لتبييت رأي أو تجسيس غائلة ضده،
او
يحس ان ذلك احتقارا له واستخفافا به .
اما اذا كانا لوحدهما ودخل ثالث فبهذه الحالة لابد له من يستاذنهما لئلا
يكون
بينهما كلما خاصا ، وامرا محصورا ،فهذا ابن مسعود رضي الله عنه لما جاءه
رجل
يريد أن يدخل بينه وبين رجل آخر؛ لكزه في صدره وقال له: (ألم تسمع أن رسول
الله
صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان اثنان يتناجيان فلا تدخل بينهما).
قال ابن عبد البر رحمه الله: (لا يجوز لأحد أن يدخل على المتناجيين في حال
تناجيهما) فجعله رحمه الله محرما ، والبعض من العلماء جعله مكروها .
أما إذا كان هناك إذن أو حاجة فلا باس بها عند العلماء ،قال النووي رحمه
الله
في رياض الصالحين باب: النهي عن تناجي اثنين دون الثالث بغير إذنه إلا
لحاجة.
فصار هناك شرطان لجواز التناجي:
أولاً: أن يكون بإذن الشخص الثالث.
ثانيا: ان تكون هناك مصلحة راجحة او حاجة ملحة .
والتناجي المحرم صورا كثيرة منها :
1- التكلم بلغة لا يعرفها الشخص الثالث، فهذا تناج واضح لايجوز فعله .
2- الكتابة ، مثل ان يكتب شخص لاخر ورقة فيها بعض الكلمات فيعطيها امام
الثالث
، او يرسل له بالجوال وهم في مجلس واحد .
3- الاشارات والرموز والحركات التي يفهما طرف واحد ، فيبقى الطرف الاخر
حزينا
لا يعرف ماذا يقصدون.
ونختم بهذه القصة التين بينت لنا كم كان الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم
يطبقون
هذه الايات ويعملون بمقتضاها ، فروى الإمام مالك في الموطأ عن عبد الله بن
دينار قال: (كنت أنا و ابن عمر عند دار خالد بن عقبة في السوق، فجاء رجل
يريد
أن يناجيه ،جاء رجل عند ابن عمر ، و ابن عمر يريد أن يناجيه، وليس مع ابن
عمر
أحد غيري، فدعا ابن عمر رجلاً آخر من السوق حتى كنا أربعة، ثم قال لي
وللرجل
الثالث الذي دعا استأخرا شيئاً ،واستأخرا من التأخر حتى يبلغ المناجي
مراده،
تأخر أنت والرابع شيئاً حتى أتمكن من كلام هذا الرجل الذي معي فإني سمعت
رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يتناجى اثنان دون الثالث).
فنسال الله العظيم ان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك
الذين
هداهم الله واولئك هم اولو الالباب ، اللهم اغفر ذنوبنا ، واسرافنا في
امرنا
وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم حرر بلادنا ، اللهم انصر المؤمنين المستضعفين في العراق وفي بلدان
المسلمين، اللهم فرج عن المعتقلين ، اللهم اخرجهم سالمين ، سبحان ربك رب
العزة
عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
شرور انفسنا ومن
سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
اما بعد:
ايها الاحبة الكرام: ونحن نستعد في هذه الاشهر لاستقبال شهر رمضان ،ونراجع
ايات
القران ،واذا بنا نجد ان في القران الكريم اعظم العبر ، واعمق الدروس
،وكاننا
لم نقرأ الايات من قبل ،ولم نحفظها منذ زمن ،اذ ان هذا يدل على عظم هذه
المعجزة
، وعلى فضل هذا الكتاب ،فيدعونا كل هذا لان نعود الى كتاب ربنا من جديد ،
على
الاقل ان نعلم ، وبالنية الخالصة لله تعالى سنطبق فنعمل.
وانا اقرا ايات المجادلة استوقفتني اياتها ، استوقفني فيها ان الكلام عن
التناجي اخذ لب ما فيها ،وصار جل محورها ، ثم استوقفني تكرار كلام ربنا عن
الموضوع ، فكانت الايات وهي تتكلم عن التناجي الذي يقصد به الكلام بالسر ،
وتتكرر هذه الايات ، وتتوالى ، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على اهمية
الموضوع
ومكانته ، وفي الوقت نفسه رايت اننا عن هذا الامر في سبات ، فلا تكاد تجد
مجلسا
من مجالسنا الا ما رحم ربي الا وهو واقع في هذه المعصية ، غير متدارك لها .
فتعال اخي الحبيب لنسمع لهذه الايات ، يقول الله جل جلاله في سورة
المجادلة {أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
مَا
يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ
إِلَّا
هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ
مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ
وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ
وَإِذَا
جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي
أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ
جَهَنَّمُ
يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا
تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَمَعْصِيَتِ
الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ
الَّذِي
إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ
لِيَحْزُنَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} [المجادلة : 7 -
10]
فالتكرار واضح ، والتاكيد على الامر صارخ ، حيث بدا بالخطاب مع النبي صلى
الله
عليه وسلم ، ثم ثنى بخطابه مع المؤمنين مباشرة ، وكل الخطاب لا يتعدى
النهي عن
النجوى ، لم كل هذا الاعتناء ؟ لان صفة التناجي ليست من صفات المؤمنين
انما هي
من صفات اليهود .
فكان فعل اليهود سببا لنزول هذه الايات الكريمة فكان اليهود عندما يمر
المسلم
من امامهم كانوا يتناجون فيما بينهم ، ويفعلون هذا امامه لاجل اخافته
ويوهموه
انهم يدبرون حوله المكائد ويدسون حوله الدسائس فنزل قوله تعالى معلنا انما
النجوى من الشيطان الى نهاية الاية.
فجاء تنبيه الله من عليائه أن أصلها من الشيطان، هو الذي حرض عليها، وهو
الذي
دفع إليها، إذ هو يريد دائماً إحزان المسلم، لا يريدك سعيداً يوماً من
الأيام،
إنما دائماً يريد أن يجلب النكد والهم والغم لأهل الإيمان .
فماذا على المسلم ان يفعل؟، عند ذاك عليك ان تتوجه بقلبك الى من خلقك
واواك،
وحفظك وكفاك، ورزقك واعطاك ، وهو التوكل على الله لان الله يقول وعلى الله
فليتوكل المؤمنون .
يقول الامام ابن كثير: ( عندما يصدر هذا عن المتناجين عن تسويل الشيطان
وتزيينه:
لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا أي: ليسوءهم: وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً
إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ مطلقاً، ومن أحس من التناجي ضرراً فماذا يفعل؟
فليستعذ
بالله وليتوكل على الله فإنه لا يضره شيء بإذن الله) .
والتحريم في كل هذا لسبب واحد اخوتي الكرام ، وهو لانه يحزن الذين امنوا ،
يحزن
فقط ،حزن فقط ، ليس قتل ، ولاتعذيب،ولا اعتداء ، انما احزان الاخرين ،
واذا كان
الله تعالى ينزل كل هذه الايات ليمنع احزان المسلم فقط ،فما بالك
بالاعتداء
عليه ؟ فما بالك بسبه؟ بشتمه؟ بغيبته؟ بالاعتداء عليه؟ بل بقتله وتعذيبه.
ولهذا نجد حتى السنة النبوية الشريفة اكدت على هذا الموضوع ، ووضحته ،
وفصلته ،
وجعلته ادبا من اداب المسلم ، فهذا ابن مسعود يروي عن رسول الله صلى الله
عليه
وسلم انه قال: ( اذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا
بالناس؛ من أجل أن ذلك يحزنه)، الله اكبر ، حتى السنة تقول ان التناجي
يحزن
وفعلا اذا مرت بك هذه الحالة ستحزن كثيرا وهو امر مجرب .
فلربما توهم هذا الرجل الثالث أن نجواهما لتبييت رأي أو تجسيس غائلة ضده،
او
يحس ان ذلك احتقارا له واستخفافا به .
اما اذا كانا لوحدهما ودخل ثالث فبهذه الحالة لابد له من يستاذنهما لئلا
يكون
بينهما كلما خاصا ، وامرا محصورا ،فهذا ابن مسعود رضي الله عنه لما جاءه
رجل
يريد أن يدخل بينه وبين رجل آخر؛ لكزه في صدره وقال له: (ألم تسمع أن رسول
الله
صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان اثنان يتناجيان فلا تدخل بينهما).
قال ابن عبد البر رحمه الله: (لا يجوز لأحد أن يدخل على المتناجيين في حال
تناجيهما) فجعله رحمه الله محرما ، والبعض من العلماء جعله مكروها .
أما إذا كان هناك إذن أو حاجة فلا باس بها عند العلماء ،قال النووي رحمه
الله
في رياض الصالحين باب: النهي عن تناجي اثنين دون الثالث بغير إذنه إلا
لحاجة.
فصار هناك شرطان لجواز التناجي:
أولاً: أن يكون بإذن الشخص الثالث.
ثانيا: ان تكون هناك مصلحة راجحة او حاجة ملحة .
والتناجي المحرم صورا كثيرة منها :
1- التكلم بلغة لا يعرفها الشخص الثالث، فهذا تناج واضح لايجوز فعله .
2- الكتابة ، مثل ان يكتب شخص لاخر ورقة فيها بعض الكلمات فيعطيها امام
الثالث
، او يرسل له بالجوال وهم في مجلس واحد .
3- الاشارات والرموز والحركات التي يفهما طرف واحد ، فيبقى الطرف الاخر
حزينا
لا يعرف ماذا يقصدون.
ونختم بهذه القصة التين بينت لنا كم كان الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم
يطبقون
هذه الايات ويعملون بمقتضاها ، فروى الإمام مالك في الموطأ عن عبد الله بن
دينار قال: (كنت أنا و ابن عمر عند دار خالد بن عقبة في السوق، فجاء رجل
يريد
أن يناجيه ،جاء رجل عند ابن عمر ، و ابن عمر يريد أن يناجيه، وليس مع ابن
عمر
أحد غيري، فدعا ابن عمر رجلاً آخر من السوق حتى كنا أربعة، ثم قال لي
وللرجل
الثالث الذي دعا استأخرا شيئاً ،واستأخرا من التأخر حتى يبلغ المناجي
مراده،
تأخر أنت والرابع شيئاً حتى أتمكن من كلام هذا الرجل الذي معي فإني سمعت
رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يتناجى اثنان دون الثالث).
فنسال الله العظيم ان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك
الذين
هداهم الله واولئك هم اولو الالباب ، اللهم اغفر ذنوبنا ، واسرافنا في
امرنا
وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم حرر بلادنا ، اللهم انصر المؤمنين المستضعفين في العراق وفي بلدان
المسلمين، اللهم فرج عن المعتقلين ، اللهم اخرجهم سالمين ، سبحان ربك رب
العزة
عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
|
انما النجوى من الشيطان بتاريخ 28/جمادي2/ 1431 الموافق 11/6/2010 |
|
مثنى علوان الزيدي |
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى