عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
أعتقد أن السلطة الفلسطينية وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية أدركوا أن في الاتحاد قوة ونصرا، وأن التفرق أول الهزائم، وأن الصهيونية بذلت وتبذل الغالي والرخيص لإبقاء الوضع بين الفصائل والسلطة الفلسطينية على حالته المترهلة
من منا يصدق صدق نوايا المصالحة التي تمت بين الفصائل الفلسطينية مؤخرا برعاية مصرية؟! ومن منا يريد أن يصدق؟! ومن منا يستهجن هذا التعامل الدولي مع هذه المصالحة؟! ومن يجد تبريرات منطقية لمثل هذا التجاهل؟! الحقيقة أنا كل ذلك.. فأنا أصدق نوايا وعزم المصالحة، بل أريد أن أصدق، كما أني أستنكر هذا التجاهل العالمي لأهمية هذه المصالحة، وأؤمن بضرورة دعمها ومساندتها وعلى كافة الأصعدة، وفي الوقت نفسه أجد الكثير من التبريرات لعدم تعامل الدول والشعوب معها بجدية .. بل لعدم تصديقها.
هذه حقيقة مشاعري -مع الأسف- تجاه هذه المصالحة التي أتمنى أن تكون ميمونة ومباركة، وأن تنتهي معها تلك الحالة المأساوية والتمزق الداخلي اللذين وصلت إليهما القضية الفلسطينية وشهدهما العالم كافة، وتلك الفرقة التي أصابت أمتنا في مقتل، والتي ظهرت من خلال الإحباط الذي لازمنا في السنوات الأخيرة، وكيف لا نفعل وتوثيق مصالحة سابقة في أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة لم يمنع الفصائل الفلسطينية الموقعة ومنظمة التحرير الفلسطينية من دفنها وهي ما زالت حية ترزق.
آمل ألا يكون موقفي من هذه القضية سبب بعض الضيق للقارئ الفاضل، فلقد أدمنت على الكتابة إليه، واعتدت مشاركته أفكاري ومشاعري، ولأنه صديقي الصدوق أتحدث معه دوما حديث النفس، والذي أصبح مدويا بألم استمر في نفوسنا جيلا وراء جيل، جراء نزيف فلسطيني عجز معه الأطباء.
لقد كنت في الماضي على ثقة تامة بأن الخلاف بين الفصائل الفلسطينية لن يتحقق بإذن الله سبحانه، فاختلاف الآراء بينهم واقع يعرفه القاصي والداني ولكن الخلاف الذي يؤدي إلى النزاع لم يكن ليسمح به المناضلون، سواء كانوا فلسطينيين أو عربا أو مسلمين آنذاك، هكذا بقيت قناعاتي ثابتة لا تتزحزح، وهكذا كان الماضي، فالفصائل الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ظلت صامدة أمام كل المحاولات الصهيونية وحلفائها لزرع الفتن بين الفلسطينيين وتفريق صفوفهم وتوسيع دائرة الخلاف بينهم لعلهم ومن معهم يحولون العلاقات الفلسطينية الراسخة بين الفصائل إلى عداء متطاير، إن القضية الفلسطينية تحولت مؤخرا من قضية عامة تهم الشعب الفلسطيني والإسلامي والعربي، إلى قضية شخصية لبعض القائمين على الأمر في تلك الفصائل وداخل منظمة التحرير الفلسطينية، فنصرة القضية الفلسطينية تراجعت من قضية أولية لتكون فرعية بل ثانوية، المهم كان بالنسبة لهم كما ظهر للمتابع الإساءة والقضاء على الطرف الآخر، أما الدولة الفلسطينية فقضية مؤجلة إلى مالا نهاية.
واليوم أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس: (أن اتفاق المصالحة الفلسطيني يطوي وإلى الأبد صفحة الانقسام الداخلي السوداء) تأكيدا نأمل أن يثبت أمام ما يحاك ضد هذا الاتفاق وبنوده، فالصهيونية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام توحيد الصفوف وتحديد الأهداف، وهي تخشى من هذه المصالحة التي لو نجحت لعد ذلك انتصارا للقضية الفلسطينية وللفصائل الفلسطينية، فمن شأن هذا النجاح تقوية الجبهة الداخلية للشعب الفلسطيني، وإضفاء صفة شرعية لكل مطالبات السلطة باعتراف العالم بدولة فلسطين، فاعتراف كهذا لو نجح – بحول الله سبحانه- من شأنه إلحاق الهزيمة للسياسة التي اعتمدها الكيان الصهيوني وكافة حلفائه.
إن بشائر هذا النجاح بدأت تظهر -ولله الحمد- قبل تفعيل بنود الاتفاق فقد نشرت الإذاعة العبرية العامة تقريرا جاء فيه: إن أعضاء حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يرأسه "افيغدور ليبرمان" سحبوا من الاتفاق الائتلافي بين حزب "إسرائيل بيتنا" وحزب الليكود برئاسة "بنيامين نتنياهو" بندا اتفق فيه على الإطاحة بحكومة حماس كهدف استراتيجي لـ"إسرائيل"..) ويبدو أن "افيغدور ليبرمان" رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" وزير خارجية هذا الكيان، له موقف مغاير من حزبه الذي أوصله للوزارة، فقد هدد فور الإعلان عن هذا الاتفاق باللجوء إلى "ترسانة كبيرة من الإجراءات" الانتقامية ضد السلطة الفلسطينية، قائلا: (نعتبر إبرام هذا الاتفاق تخطياً للخطوط الحمراء..) وأضاف: (نملك ترسانة كبيرة من الإجراءات مثل إلغاء وضع الشخصية الهامة لأبو مازن (محمود عباس) رئيس السلطة الفلسطينية، وسلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني، الأمر الذي سيمنعهما من التحرك بحرية" في الضفة الغربية.. كما يمكننا أيضا تجميد تحويل الضرائب المقتطعة في إسرائيل لحساب السلطة الفلسطينية).
يا إلهي سيخسر الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" سجنه الفاخر، ولن يعود السجين المدلل، لقد تغافل هذا الأخرق على أن "أبو مازن" رئيس السلطة الفلسطينية سجين..عاش ويعيش تحت نير أقسى احتلال عرفه التاريخ الحديث، وهذا هو حال رئيس الوزراء "سلام فياض"، أما تهديده بتجميد الضرائب المقتطعة من الشعب الفلسطيني فمضحك فالجميع يعلم أن هذه الأموال لا تصل أصلا، ولو وصلت فلن تصل إلا بالقطارة، والجميع يعلم أن الكيان الصهيوني يسوف في إيصال أي حق للفلسطينيين حتى ولو قطرة ماء.
أما "نتنياهو" فما إن سمع بهذا الاتفاق حتى استشاط غضبا وقال للرئيس "محمود عباس" قولا يذكرنا بقول المشهور "جورج بوش" الابن فقد قال له (عليك أن تختار بين السلام مع إسرائيل أو السلام مع حماس) فكان رد السلطة الفلسطينية: ( إن المصالحة الفلسطينية والاتفاق الذي وقع.. في القاهرة شأن فلسطيني داخلي، وعلى نتنياهو أن يختار بين السلام والاستيطان) مؤكدين أنهم: ( ملتزمون بعملية سلام جادة وعادلة تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف).
أعتقد أن السلطة الفلسطينية وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية أدركوا أن في الاتحاد قوة ونصرا، وأن التفرق أول الهزائم، وأن الصهيونية بذلت وتبذل الغالي والرخيص لإبقاء الوضع بين الفصائل والسلطة الفلسطينية على حالته المترهلة، سترضخ أمام اجتماع الكلمة والحكمة السياسية، خاصة أنهم لو أثبتوا صدق عزائمهم في هذا الاتجاه، فلن نستبعد اتحاد العالم العربي والإسلامي لمساندة مطالبهم المشروعة والاعتراف العالمي بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس
طي صفحة أو انقسام أسود
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام
من منا يصدق صدق نوايا المصالحة التي تمت بين الفصائل الفلسطينية مؤخرا برعاية مصرية؟! ومن منا يريد أن يصدق؟! ومن منا يستهجن هذا التعامل الدولي مع هذه المصالحة؟! ومن يجد تبريرات منطقية لمثل هذا التجاهل؟! الحقيقة أنا كل ذلك.. فأنا أصدق نوايا وعزم المصالحة، بل أريد أن أصدق، كما أني أستنكر هذا التجاهل العالمي لأهمية هذه المصالحة، وأؤمن بضرورة دعمها ومساندتها وعلى كافة الأصعدة، وفي الوقت نفسه أجد الكثير من التبريرات لعدم تعامل الدول والشعوب معها بجدية .. بل لعدم تصديقها.
هذه حقيقة مشاعري -مع الأسف- تجاه هذه المصالحة التي أتمنى أن تكون ميمونة ومباركة، وأن تنتهي معها تلك الحالة المأساوية والتمزق الداخلي اللذين وصلت إليهما القضية الفلسطينية وشهدهما العالم كافة، وتلك الفرقة التي أصابت أمتنا في مقتل، والتي ظهرت من خلال الإحباط الذي لازمنا في السنوات الأخيرة، وكيف لا نفعل وتوثيق مصالحة سابقة في أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة لم يمنع الفصائل الفلسطينية الموقعة ومنظمة التحرير الفلسطينية من دفنها وهي ما زالت حية ترزق.
آمل ألا يكون موقفي من هذه القضية سبب بعض الضيق للقارئ الفاضل، فلقد أدمنت على الكتابة إليه، واعتدت مشاركته أفكاري ومشاعري، ولأنه صديقي الصدوق أتحدث معه دوما حديث النفس، والذي أصبح مدويا بألم استمر في نفوسنا جيلا وراء جيل، جراء نزيف فلسطيني عجز معه الأطباء.
لقد كنت في الماضي على ثقة تامة بأن الخلاف بين الفصائل الفلسطينية لن يتحقق بإذن الله سبحانه، فاختلاف الآراء بينهم واقع يعرفه القاصي والداني ولكن الخلاف الذي يؤدي إلى النزاع لم يكن ليسمح به المناضلون، سواء كانوا فلسطينيين أو عربا أو مسلمين آنذاك، هكذا بقيت قناعاتي ثابتة لا تتزحزح، وهكذا كان الماضي، فالفصائل الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ظلت صامدة أمام كل المحاولات الصهيونية وحلفائها لزرع الفتن بين الفلسطينيين وتفريق صفوفهم وتوسيع دائرة الخلاف بينهم لعلهم ومن معهم يحولون العلاقات الفلسطينية الراسخة بين الفصائل إلى عداء متطاير، إن القضية الفلسطينية تحولت مؤخرا من قضية عامة تهم الشعب الفلسطيني والإسلامي والعربي، إلى قضية شخصية لبعض القائمين على الأمر في تلك الفصائل وداخل منظمة التحرير الفلسطينية، فنصرة القضية الفلسطينية تراجعت من قضية أولية لتكون فرعية بل ثانوية، المهم كان بالنسبة لهم كما ظهر للمتابع الإساءة والقضاء على الطرف الآخر، أما الدولة الفلسطينية فقضية مؤجلة إلى مالا نهاية.
واليوم أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس: (أن اتفاق المصالحة الفلسطيني يطوي وإلى الأبد صفحة الانقسام الداخلي السوداء) تأكيدا نأمل أن يثبت أمام ما يحاك ضد هذا الاتفاق وبنوده، فالصهيونية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام توحيد الصفوف وتحديد الأهداف، وهي تخشى من هذه المصالحة التي لو نجحت لعد ذلك انتصارا للقضية الفلسطينية وللفصائل الفلسطينية، فمن شأن هذا النجاح تقوية الجبهة الداخلية للشعب الفلسطيني، وإضفاء صفة شرعية لكل مطالبات السلطة باعتراف العالم بدولة فلسطين، فاعتراف كهذا لو نجح – بحول الله سبحانه- من شأنه إلحاق الهزيمة للسياسة التي اعتمدها الكيان الصهيوني وكافة حلفائه.
إن بشائر هذا النجاح بدأت تظهر -ولله الحمد- قبل تفعيل بنود الاتفاق فقد نشرت الإذاعة العبرية العامة تقريرا جاء فيه: إن أعضاء حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يرأسه "افيغدور ليبرمان" سحبوا من الاتفاق الائتلافي بين حزب "إسرائيل بيتنا" وحزب الليكود برئاسة "بنيامين نتنياهو" بندا اتفق فيه على الإطاحة بحكومة حماس كهدف استراتيجي لـ"إسرائيل"..) ويبدو أن "افيغدور ليبرمان" رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" وزير خارجية هذا الكيان، له موقف مغاير من حزبه الذي أوصله للوزارة، فقد هدد فور الإعلان عن هذا الاتفاق باللجوء إلى "ترسانة كبيرة من الإجراءات" الانتقامية ضد السلطة الفلسطينية، قائلا: (نعتبر إبرام هذا الاتفاق تخطياً للخطوط الحمراء..) وأضاف: (نملك ترسانة كبيرة من الإجراءات مثل إلغاء وضع الشخصية الهامة لأبو مازن (محمود عباس) رئيس السلطة الفلسطينية، وسلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني، الأمر الذي سيمنعهما من التحرك بحرية" في الضفة الغربية.. كما يمكننا أيضا تجميد تحويل الضرائب المقتطعة في إسرائيل لحساب السلطة الفلسطينية).
يا إلهي سيخسر الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" سجنه الفاخر، ولن يعود السجين المدلل، لقد تغافل هذا الأخرق على أن "أبو مازن" رئيس السلطة الفلسطينية سجين..عاش ويعيش تحت نير أقسى احتلال عرفه التاريخ الحديث، وهذا هو حال رئيس الوزراء "سلام فياض"، أما تهديده بتجميد الضرائب المقتطعة من الشعب الفلسطيني فمضحك فالجميع يعلم أن هذه الأموال لا تصل أصلا، ولو وصلت فلن تصل إلا بالقطارة، والجميع يعلم أن الكيان الصهيوني يسوف في إيصال أي حق للفلسطينيين حتى ولو قطرة ماء.
أما "نتنياهو" فما إن سمع بهذا الاتفاق حتى استشاط غضبا وقال للرئيس "محمود عباس" قولا يذكرنا بقول المشهور "جورج بوش" الابن فقد قال له (عليك أن تختار بين السلام مع إسرائيل أو السلام مع حماس) فكان رد السلطة الفلسطينية: ( إن المصالحة الفلسطينية والاتفاق الذي وقع.. في القاهرة شأن فلسطيني داخلي، وعلى نتنياهو أن يختار بين السلام والاستيطان) مؤكدين أنهم: ( ملتزمون بعملية سلام جادة وعادلة تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف).
أعتقد أن السلطة الفلسطينية وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية أدركوا أن في الاتحاد قوة ونصرا، وأن التفرق أول الهزائم، وأن الصهيونية بذلت وتبذل الغالي والرخيص لإبقاء الوضع بين الفصائل والسلطة الفلسطينية على حالته المترهلة، سترضخ أمام اجتماع الكلمة والحكمة السياسية، خاصة أنهم لو أثبتوا صدق عزائمهم في هذا الاتجاه، فلن نستبعد اتحاد العالم العربي والإسلامي لمساندة مطالبهم المشروعة والاعتراف العالمي بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس
طي صفحة أو انقسام أسود
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى