عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
أتحمل كجيلي جزءاً من المسؤولية في عدم إيصال هذا الوعي لشبابنا، فالقضية هنا ليست قضية فخر، بل واجب يحتمه علينا ديننا ثم تاريخنا المجيد، هذه القضية لم تعد مع الأسف – وكما أظن- مدار اهتمام جيل الشباب
سأتحدث معكم اليوم عن حلم لا أراه قادما في الأفق القريب أو البعيد.. حلم استمر معي منذ طفولتي وما زال، حلم أتمنى أن يشاهد ويتعايش معه أحفادنا، هذا إذا لم تبرمج عقولهم على النسيان، فمع الأسف استرداد الحق الفلسطيني، الحلم الذي أدمنه جيلي ومن قبلي ومن بعدي لم يعد حلم أغلبية شبابنا.. أو هكذا ظني الذي أدعوا الله سبحانه أن يكون ظن سوء وبهتان!
لا أحد ينكر أنّ شبابنا في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي والإسلامي بشكل عام يملكون همة عالية ونفس أبية، إلا أن القضية الفلسطينية لم تعد من أولويات فئة من الشباب طرحت عليهم القضية، وبما إني محدودة الحركة بفطرتي.. أعلن أن ما انتهيت إليه لا يمكن أن يعمم ولا أن يكون جازما بشكل أو بأخر..
ومع ذلك اطرح أمامكم هذا الاستفسار، القضية الفلسطينية.. والقدس.. والمسجد الأقصى، أين هم من برنامجنا اليومي أو الأسبوعي بل والسنوي؟ فأنا بالكاد أقابل من يطرح هذه القضية بتفاؤل أو حتى بتشاؤم، بل حتى إعلامنا قلما تحدث عن هذه القضية، وإن فعل تكون خطواته على استحياء، فالقضية الفلسطينية لا تُطرح – اليوم - بشكل جدي إلا في أروقة الساسة الذين - من وجهة نظري - وجدوا أنفسهم معزولين ونشاطهم غير مقدر، أصواتهم لا يسمعها العامة الذين انشغلوا بأنفسهم وهمومهم اليومية.
ومن جهة أخرى لو عمدنا إلى مطالعة أو تصفح مناهجنا الدراسية سنجدها قد أغفلت إعطاء هذه القضية الاهتمام اللائق أو أشارت إليها بشكل موجز مخل، فأين حديثها عن تحركات مؤسس البلاد الملك عبد العزيز ومواقفه الثابتة والشجاعة من هذه القضية؟! وأين حديثها عن موافق المملكة العربية السعودية خلال العقود المتعاقبة، ودورها الداعم لمصر في حرب عام 73 وفي غيرها؟! وأين حديثها عن الدعم السعودي الذي لا ينضب -بفضل الله- للحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني؟! وعن رفضها التام لأي تخاذل أو تهادن في هذه القضية الجوهرية؟!.
إن سياسة بلادي هي جزء من انتمائي، وسياسة كهذه لا بد أن تكون جزءا مهما من مقدرات شبابنا وهويتهم الوطنية، ولو أردنا استشعار هذا الوعي لدى شباب المستقبل، فبالإمكان توجيه سؤال مفاجئ لطلبة المرحلة الثانوية والجامعية، عن (مبادرة السلام العربية) التي تبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد و(المشروع العربي للسلام) والتين طرحتهما المملكة، ومن قام بطرحهما؟ وأين ؟، فهل سنجد الإجابة التي نأمل.. لا اعلم ، فأنا لم أقم بهذه التجربة.. ولا أجرؤ على القيام بها!.
ولكني أتحمل كجيلي جزءاً من المسؤولية في عدم إيصال هذا الوعي لشبابنا ، فالقضية هنا ليست قضية فخر، بل واجب.. يحتمه علينا ديننا ثم تاريخنا المجيد، هذه القضية لم تعد مع الأسف – وكما أظن- مدار اهتمام جيل الشباب.
وسأكون صريحة فالفلسطينيون أنفسهم يتحملون الجزء الأكبر من إهمال أو تناسي العامة في عالمنا للقضية الفلسطينية، فمنذ سنوات كنت أتباهى أن السمة العامة لهذا الشعب الأبي المرابط هو الاتحاد، فهو شعب لا يقبل الانقسام مهما حاول المحتل الصهيوني تفرقة صفوفه، فهو صامد صفا واحدا على اختلاف توجهات رجاله، نعم .. قد يكون الواحد منهم في صف هذا أو ذاك لكنهم كانوا مدركين أنه لا يحق لهم أن يغذوا الخلاف ويشحنوه، ونحن اليوم بدل أن نحاول استثمار خلافات ساسة الكيان الصهيوني العلنية، انشغلنا بمتابعة خلافات وطنية فلسطينية أضعفت القضية من أساسها.
والغريب أن القضية الفلسطينية تستحوذ اليوم - وبشكل غير مسبوق -على اهتمام حكومات العالم وكثير من مؤسسات القطاع المدني فيها، فعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر هذا الموقف "لمركز الحكم المحلي في هولندا" الذي رفض وبشكل مستقل استقبال وفد من "مركز الحكم المحلي في إسرائيل" بعد أن تبين لهم أن من بين أعضاء الوفد الصهيوني رؤساء لسلطات محلية لثلاث مستوطنات.
وقد علق على هذا الموقف الدكتور "شارون فردو" - وهو صهيوني-: بأن على إسرائيل أن تقلق بعد الخطوة الهولندية، التي هي بداية لمقاطعة أوروبية أوسع لإسرائيل، وتابع قوله : أنا لا أنظر إلى السياسة وإنما إلى أبناء شعوب أوروبا، فهم يستوعبون إسرائيل كدولة عنيفة ومحتلة، وليست مهتمة بعملية السلام، وفي نهاية المطاف فإن الزعماء سيكونون ملزمين بالإنصات إلى رغبات شعوبهم.!
وأشار "فردو" في هذا السياق أنه وفي العام الماضي تم اتخاذ قرار هام في "محكمة العدل الأوروبية" في لوكسمبورغ، فقد أصدرت المحكمة الأوربية قرارا بضرورة فرض رسوم جمركية على المنتجات الصهيونية المصنعة في المستوطنات والمصدرة إلى أوروبا، فيما كان الاتفاق التجاري الذي انعقد بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي يعفي البضائع الإسرائيلية من الجمارك! وقال فردو إن (لهذا القرار أهمية مصيرية، ولكونه صادرا عن المحكمة الأوربية فإنه سيتم تطبيقه بحرص شديد.. وهو يعني أن أوروبا ترفض الاعتراف بإسرائيل خارج حدود 1967)!، وأخيرا أشار فردو: إلى أنه منذ الحرب على غزة ونحن نرى تصلبا في المواقف بين دول الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل وخصوصا في الفترة الأخيرة.
إن موقف "مركز الحكم المحلي في هولندا" قد يكون بسيطا.. إلا انه مؤلم للصهيونية، ويدل على وعي الشعب الهولندي ومتابعته لمعاناة الشعب الفلسطيني المحتل ،فالقضية الفلسطينية ليست قضيتهم وهم ينظرون لها من الجانب الإنساني ومن جانب حقوقي، وكل ما أطلبه في هذا الصدد هو تذكير شبابنا أن هناك حقا ضائعا عليهم استرداده، إن لم نتمكن نحن من ذلك.. وعلى مؤسساتنا التعليمة القيام بدور فاعل في هذا الشأن وليتنا نبين لأبنائنا السياسة الوطنية الثابتة من القضية الفلسطينية .
القضية الفلسطينية بين موقفين
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام
سأتحدث معكم اليوم عن حلم لا أراه قادما في الأفق القريب أو البعيد.. حلم استمر معي منذ طفولتي وما زال، حلم أتمنى أن يشاهد ويتعايش معه أحفادنا، هذا إذا لم تبرمج عقولهم على النسيان، فمع الأسف استرداد الحق الفلسطيني، الحلم الذي أدمنه جيلي ومن قبلي ومن بعدي لم يعد حلم أغلبية شبابنا.. أو هكذا ظني الذي أدعوا الله سبحانه أن يكون ظن سوء وبهتان!
لا أحد ينكر أنّ شبابنا في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي والإسلامي بشكل عام يملكون همة عالية ونفس أبية، إلا أن القضية الفلسطينية لم تعد من أولويات فئة من الشباب طرحت عليهم القضية، وبما إني محدودة الحركة بفطرتي.. أعلن أن ما انتهيت إليه لا يمكن أن يعمم ولا أن يكون جازما بشكل أو بأخر..
ومع ذلك اطرح أمامكم هذا الاستفسار، القضية الفلسطينية.. والقدس.. والمسجد الأقصى، أين هم من برنامجنا اليومي أو الأسبوعي بل والسنوي؟ فأنا بالكاد أقابل من يطرح هذه القضية بتفاؤل أو حتى بتشاؤم، بل حتى إعلامنا قلما تحدث عن هذه القضية، وإن فعل تكون خطواته على استحياء، فالقضية الفلسطينية لا تُطرح – اليوم - بشكل جدي إلا في أروقة الساسة الذين - من وجهة نظري - وجدوا أنفسهم معزولين ونشاطهم غير مقدر، أصواتهم لا يسمعها العامة الذين انشغلوا بأنفسهم وهمومهم اليومية.
ومن جهة أخرى لو عمدنا إلى مطالعة أو تصفح مناهجنا الدراسية سنجدها قد أغفلت إعطاء هذه القضية الاهتمام اللائق أو أشارت إليها بشكل موجز مخل، فأين حديثها عن تحركات مؤسس البلاد الملك عبد العزيز ومواقفه الثابتة والشجاعة من هذه القضية؟! وأين حديثها عن موافق المملكة العربية السعودية خلال العقود المتعاقبة، ودورها الداعم لمصر في حرب عام 73 وفي غيرها؟! وأين حديثها عن الدعم السعودي الذي لا ينضب -بفضل الله- للحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني؟! وعن رفضها التام لأي تخاذل أو تهادن في هذه القضية الجوهرية؟!.
إن سياسة بلادي هي جزء من انتمائي، وسياسة كهذه لا بد أن تكون جزءا مهما من مقدرات شبابنا وهويتهم الوطنية، ولو أردنا استشعار هذا الوعي لدى شباب المستقبل، فبالإمكان توجيه سؤال مفاجئ لطلبة المرحلة الثانوية والجامعية، عن (مبادرة السلام العربية) التي تبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد و(المشروع العربي للسلام) والتين طرحتهما المملكة، ومن قام بطرحهما؟ وأين ؟، فهل سنجد الإجابة التي نأمل.. لا اعلم ، فأنا لم أقم بهذه التجربة.. ولا أجرؤ على القيام بها!.
ولكني أتحمل كجيلي جزءاً من المسؤولية في عدم إيصال هذا الوعي لشبابنا ، فالقضية هنا ليست قضية فخر، بل واجب.. يحتمه علينا ديننا ثم تاريخنا المجيد، هذه القضية لم تعد مع الأسف – وكما أظن- مدار اهتمام جيل الشباب.
وسأكون صريحة فالفلسطينيون أنفسهم يتحملون الجزء الأكبر من إهمال أو تناسي العامة في عالمنا للقضية الفلسطينية، فمنذ سنوات كنت أتباهى أن السمة العامة لهذا الشعب الأبي المرابط هو الاتحاد، فهو شعب لا يقبل الانقسام مهما حاول المحتل الصهيوني تفرقة صفوفه، فهو صامد صفا واحدا على اختلاف توجهات رجاله، نعم .. قد يكون الواحد منهم في صف هذا أو ذاك لكنهم كانوا مدركين أنه لا يحق لهم أن يغذوا الخلاف ويشحنوه، ونحن اليوم بدل أن نحاول استثمار خلافات ساسة الكيان الصهيوني العلنية، انشغلنا بمتابعة خلافات وطنية فلسطينية أضعفت القضية من أساسها.
والغريب أن القضية الفلسطينية تستحوذ اليوم - وبشكل غير مسبوق -على اهتمام حكومات العالم وكثير من مؤسسات القطاع المدني فيها، فعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر هذا الموقف "لمركز الحكم المحلي في هولندا" الذي رفض وبشكل مستقل استقبال وفد من "مركز الحكم المحلي في إسرائيل" بعد أن تبين لهم أن من بين أعضاء الوفد الصهيوني رؤساء لسلطات محلية لثلاث مستوطنات.
وقد علق على هذا الموقف الدكتور "شارون فردو" - وهو صهيوني-: بأن على إسرائيل أن تقلق بعد الخطوة الهولندية، التي هي بداية لمقاطعة أوروبية أوسع لإسرائيل، وتابع قوله : أنا لا أنظر إلى السياسة وإنما إلى أبناء شعوب أوروبا، فهم يستوعبون إسرائيل كدولة عنيفة ومحتلة، وليست مهتمة بعملية السلام، وفي نهاية المطاف فإن الزعماء سيكونون ملزمين بالإنصات إلى رغبات شعوبهم.!
وأشار "فردو" في هذا السياق أنه وفي العام الماضي تم اتخاذ قرار هام في "محكمة العدل الأوروبية" في لوكسمبورغ، فقد أصدرت المحكمة الأوربية قرارا بضرورة فرض رسوم جمركية على المنتجات الصهيونية المصنعة في المستوطنات والمصدرة إلى أوروبا، فيما كان الاتفاق التجاري الذي انعقد بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي يعفي البضائع الإسرائيلية من الجمارك! وقال فردو إن (لهذا القرار أهمية مصيرية، ولكونه صادرا عن المحكمة الأوربية فإنه سيتم تطبيقه بحرص شديد.. وهو يعني أن أوروبا ترفض الاعتراف بإسرائيل خارج حدود 1967)!، وأخيرا أشار فردو: إلى أنه منذ الحرب على غزة ونحن نرى تصلبا في المواقف بين دول الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل وخصوصا في الفترة الأخيرة.
إن موقف "مركز الحكم المحلي في هولندا" قد يكون بسيطا.. إلا انه مؤلم للصهيونية، ويدل على وعي الشعب الهولندي ومتابعته لمعاناة الشعب الفلسطيني المحتل ،فالقضية الفلسطينية ليست قضيتهم وهم ينظرون لها من الجانب الإنساني ومن جانب حقوقي، وكل ما أطلبه في هذا الصدد هو تذكير شبابنا أن هناك حقا ضائعا عليهم استرداده، إن لم نتمكن نحن من ذلك.. وعلى مؤسساتنا التعليمة القيام بدور فاعل في هذا الشأن وليتنا نبين لأبنائنا السياسة الوطنية الثابتة من القضية الفلسطينية .
القضية الفلسطينية بين موقفين
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى