لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

وقفات مع "برنامج الرعاية الصحية المنزلية الخاصة Empty وقفات مع "برنامج الرعاية الصحية المنزلية الخاصة {الثلاثاء 30 أغسطس - 20:11}

هذا البرنامج يتطلب من المجتمع تقديم الرعاية والدعم المادي والمعنوي، ويتطلب احتضان الجليسات وتقدير جهودهن، خاصة أن مجالهن جديد على مجتمعنا، فهن الرائدات في هذا المجال الخير

انتهت الرحلة التي امتدت لأشهر، وتتخرج ثلاثين طالبة حاصلة على الثانوية العامة، من برنامج استهدف رعاية كبار السن والأمهات حديثات الولادة وذوي الاحتياجات الخاصة، برنامج هو في حد ذاته فريد من نوعه في المملكة العربية السعودية أو هكذا أظن، وإن كان معمولا به في دول العالم وبعض دول الخليج كمملكة البحرين، والتي كانت هي مصدر الوحي لجمعية (فتاة الخليج) في الخبر، ففي إحدى زيارات أعضائها لجمعية خيرية في البحرين اطلعوا على فاعلية ونجاح برنامج مماثل، ومن هنا بدأن بدراسة الفكرة التي استمرت لعام ثم تطورت ورأت طريقها إلى النور بحمد الله، والبرنامج باختصار يعمل على تأهيل بناتنا لتقديم الرعاية الصحية للمسنات والأمهات حديثات الولادة وذوي الاحتياجات الخاصة، وبشرط أن تكون الرعاية نهارية.
والجميل في هذا البرنامج أن الطالبات ينلن تأهيلا أكاديميا فهن يدرسن في كلية التمريض بجامعة الدمام وعلى أيدي أعضاء هيئة التدريس ويتدربن داخل معامل حديثة وعالية الجودة، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فالطالبة قبل الوصول إلى هذه المرحلة عليها اجتياز تدريب يستهدف اكتسابها مهارات في تطوير وتعزيز الذات وفي اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، كما تتلقى التوجيه الديني، وبعدها تقف على أرض (جامعة الدمام) لتتلقى في كلية التمريض ثلاث دورات كل منها تمتد لثلاثة أشهر، أولها في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم دورة في رعاية المسنات، ثم في رعاية الأمهات والأطفال حديثي الولادة، ولا تتوقف الدراسة في هذا البرنامج على التعليم النظري بل تنتقل الطالبة وبشكل دوري منتظم للتدريب العملي في معامل الجامعة ثم في المؤسسات الاجتماعية في المنطقة الشرقية، كدار المسنين عل سبيل المثال.

وجدير بالملاحظة هنا أن هؤلاء الطالبات سيعملن تحت مظلة الجمعية، فقد كونت لجنة من أعضاء مركز عطاء الخير واللجنة الصحية بالجمعية مناط بها المتابعة والإشراف المباشر على عمل الجليسات، ولا يتم توظيف (الجليسة) إلا بعد زيارات ميدانية تقوم بها أعضاء اللجنة تتأكد من خلالها مناسبة الأسر لاستقبال الجليسة، وحاجتها لرعاية منزلية خاصة، على أن تكون هذه الرعاية نهارية وتستمر لساعات معدودة لا تتجاوز ثمان ساعات.
وأنا في الحقيقة أفضل إذا ما احتجت لا سمح الله لرعاية خاصة وجود جليسة سعودية يربطني بها رباط الدين والوطن، تقاليدنا النابعة من شريعتنا، جليسة تتكلم لغتي العربية وتخاطبني بها وتكون قادرة على القراءة بها، جليسة وتتفهم حاجتي لسماع القرآن الكريم وقراءته ، وهو ما لا يحدث من الممرضات الوافدات من آسيا والآتي تقتصر خدماتهن على الأغلب بالرعاية الصحية، بل إن بعضهن لا تبتسم إلا في حضور الأهل والأقارب، وبعضهن لا تستجيب لطلبات المسنة ولا تهتم بحاجاتها الخاصة.

كما الرعاية التي توجهها هذه الجليسة للأم وطفلها حديث الولادة، من الأهمية بمكان، ففي الغالب تكون الأم في ولادتها الأولى أشبه بالأمية لا تفقه من رعاية الأطفال إلا التقبيل والمداعبة، بل حتى المداعبة تخيفها، وما زلت أذكر حالتي مع ابني الأول حديث الولادة، وكيف كنت أتعامل معه حفظه الله وبارك فيه، فقد كان الخوف يتملكني بمجرد سماع بكائه، أما لو طال نومه لساعات فأهرع إليه أتأمله وألمسه ولا أتركه إلا وقد اطمأن قلبي، فالخوف هو العنوان الأساسي لتلك المرحلة من حياتي، لقد كنت وأنا حديثة العهد بالأمومة أجد تغسيل طفلي أشبه بقضية الشرق الأوسط التي تبدو أنها لن تصل إلى حل، وقد زاد الطبيب قلقي بتحذيري وأبيه من سماع توجيهات ونصائح الأهل والأصدقاء، وهكذا كانت ساعات رائعة التي تجمعني بطفلي -وبسبب جهلي- مقلقة للغاية.

ولم يكن البديل آنذاك متوفرا مع الأسف، فالمستشفى لا تهتم بتقديم دورات مكثفة للأم قبل ولادتها تتعلم من خلالها كيفية الاعتناء بطفلها وبنفسها أيضاً، ولا يوجد آنذاك جليسة متخصصة تقوم بتدريبي بشكل عملي على رعاية طفلي في المنزل تدريبا أتأكد من خلاله قدرتي على رعاية طفلي بالشكل الأمثل، واليوم الأم حديثة الولادة بفضل الله ثم بالاهتمام الذي فعلته على أرض الواقع جمعية (فتاة الخليج) و(جامعة الدمام)، تستطيع تلقي الرعاية هي ووليدها، والتدريب على ذلك بشكل عملي.

هذا البرنامج والذي أطلق عليه (برنامج الرعاية الصحية المنزلية الخاصة) تكلفته المادية ليست بالهينة، وقد مول كما وصلني من المساعدات والتبرعات الخيرية التي ترد لجمعية فتاة الخليج، ومن مساهمة بعض أعضائها ولاستمرار هذا البرنامج يتطلب من المجتمع تقديم الرعاية والدعم المادي والمعنوي، ويتطلب احتضان الجليسات وتقدير جهودهن، خاصة أن مجالهن جديد على مجتمعنا فهن الرائدات في هذا المجال الخير.

إن نجاح هذا البرنامج -بإذن الله- لا يقوم على التدريب الأكاديمي والنفسي الذي قدم، ولا على رعاية أعضاء الجمعية وإشرافهن المباشر سواء ما كان قبل التدريب أو أثنائه أو بعد انتهائه وتوظيف الجليسة، ولا يتوقف على التزام وجدية وإتقان الجليسة لعملها، بل أيضا وبشكل أساسي يعود على تقبل المجتمع لهذه المهمة واحترامه لها، بل إن تقبل المجتمع ومن وجهة نظري هو المحك الأساسي في مثل هذه القضية، وبطبيعة الحال علينا كمجتمع الاعتراف بحاجتنا لجليسات سعوديات يجالسن أمهاتنا المسنات وبناتنا حديثات الولادة وأبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة، جليسات يصلين كما نصلي ويتكلمن كما نتكلم ويفهمن لغتنا وتقاليدنا، تجمعنا بينهن مشاعر الأخوة، يدخلن بيوتنا فنأمن على أخلاقنا وأسرار بيوتنا، يحترمن تقاليدنا ويحرسن عليها، ننام وهن جليساتنا.. قريري الأعين مطمئنين بوجودهن بيننا.
وأخيرا يجدر بي توجيه الشكر والامتنان لجمعية (فتاة الخليج) بالخبر صاحبة الفكرة ومشرفة على تنفيذها، وأخص بالذكر من تحدثت معهن من الأعضاء الأستاذة (سعاد بنت عبدالعزيز القصيبي)، والسيدة (أنيسة بنت يوسف المعيبد) فقد لمست منهما الغيرة والحماس والحرص على بناتنا المتدربات أولا، ثم على المشروع بشكل عام، كما يجدر بي أن أوجه شكرا خاصا لجامعة الدمام على دعمها للمشروع، من خلال الإشراف الإداري لكلية خدمة المجتمع، والتدريب الأكاديمي لكلية التمريض، وأخص بالشكر الأستاذ الدكتور (محمد بن محمود حجازي) عميد كلية التمريض على رعايته المباشرة وعلى توفيره كافة الإمكانيات والتجهيزات التي من شأنها إنهاء هذا البرنامج بالشكل المرضي بحول الله .



وقفات مع "برنامج الرعاية الصحية المنزلية الخاصة

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى