عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
زياراتنا تكون محددة في نقاط معينة لا نخرج عنها لغيرها، وليس ذلك بسبب ضيق الوقت، بل لجهلنا بالمعالم السياحية الرائعة في بلادنا، ويدعم هذا الجهل إهمال المناهج الدراسية وصمت وسائل الإعلام الوطنية
فصل الصيف يفترض أن يكون مفعما بالحياة والنشاط، جالبا للراحة والسعادة، والذي يفترض أن يكون موسم حصاد تتطلع النفوس إليه، يخاف منه البعض! فعقارب ساعته لا تحدد مسار حركتها بالشكل الاعتيادي، ففيه قد نغير وجهتنا من الشرق إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق، وقد يصبح ليل بعضنا نهارا، ونهار بعضنا ليلا، إلا أننا نأمل أن يكون صيفنا طاردا للروتين والملل.
الصيف موسم.. يكون عادة حافل بالنشاطات المتعددة، فمن تطلع أبنائنا وبناتنا لقبولهم في المؤسسات الوطنية للتعليم العالي، أو في سعيهم للالتحاق بالبعثات الخارجية، ومن بحثهم عن فرص يتمكنون من خلالها استثمار عطلتهم بما يعود بالفائدة، أو تنشيط العلاقات الاجتماعية والتي قد تكون فترات خلال العام المزدحم بالواجبات، وقد يكون هذا الموسم هو الأمثل للزواج حيث تختال خلاله الإجازات السنوية، وبطبيعة الحال لا يمكن إغفال فئة لا تعرف قدرها، فارتضت تمضية هذه الأيام في السبات العميق، لعل الأحلام تعوضها عن خيبة أمل في نفسها وفي من حولها.
وبعد هذا وذاك لا يمكن التحدث عن الإجازة الصيفية دون التحدث عن السياحة بشكل عام، وإن كنت ها هنا أتطلع لمزيد من الاهتمام بالسياحة الوطنية، فبلادنا المملكة العربية السعودية تملك كل المقومات لتكون عنصرا جاذبا لسياح الخارج والداخل، إلا أنه من غير المقبول أن تهتم الشركات السياحية المتواجدة بيننا، بتنظيم رحلات للسائح الوافد الذي على الأغلب يكون راغبا بأداء الحج والعمرة، في حين تغض الطرف عن سبق الإصرار والترصد عن السائح الوطني والمقيم، كما لا أفهم لم لا تعتمد ما هو معمول به عالميا، حيث تفتح المكاتب السياحية فروعا لها في الجامعات لجذب طلاب الجامعة، وتقدم خدماتها السياحية بأسعار رمزية، من خلال عروض خاصة لرحلات توجه لمناطق جبلية أوساحلية، أو للمناطق الرئيسية التي تحتضن عادة الفعاليات الثقافية والترفيهية، كما تعمد لتنظيم رحلات للغوص أو المخيمات الكشفية أو لتسلق الجبال.
إن السياحة كما أفهمها ثقافة، متعة وترفيه، ولإنجاح الرحلات السياحية بشكل عام نحتاج لدعم من جهات متخصصة ومدربة وبمهنية عالية، والمواطن الذي سافر للعاصمة الرياض قد يكون سافر إليها بسبب العمل أو الدراسة أو العلاج، أو حتى زيارة خاصة، ولكنه على الأغلب لا يعرف أيا من معالمها السياحية والثقافية، وهذا هو حالنا مع المنطقة الغربية والشرقية، وبقية مناطق المملكة، زياراتنا تكون محددة في نقاط معينة لا نخرج عنها لغيرها، وليس ذلك بسبب ضيق الوقت، بل لجهلنا بالمعالم السياحية الرائعة في بلادنا، ويدعم هذا الجهل إهمال المناهج الدراسية وصمت وسائل الإعلام الوطنية، ومن جانب آخر لم أشاهد إعلانات لرحلات سياحية داخلية.. كالتي تطالعنا يوما بعد يوم معلنة عن رحلات خارجية وبأسعار تناسب كافة الفئات، بل حتى الرحلات الدينية لمكة المكرمة ولمدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام الموجهة للمواطن والمقيم في الداخل لم تنل الاهتمام اللائق من شركات السياحة.
أعتقد أن الواجب الوطني يحتم على هذه الشركات الوطنية الاهتمام بالسائح السعودي والمقيم، وعلى توفير رحلات سياحية بأسعار متفاوتة تناسب كافة الفئات، وتخصص بعضها لاستقطاب الشباب السعودي، وأخرى تعنى بجذب الأسر السعودية، ولا بد أن تشمل هده الرحلات تأمين وسائل النقل الجوية أو البرية أو حتى البحرية، وكذا الإقامة في الفنادق أو المنتجعات، وتوفير الأنشطة الرياضية والترفيهية، والمشاركة في الفعاليات الثقافية التي تعنى بالتراث الوطني، والبيئة الوطنية على اختلافها، مع توفير المرشدين السياحيين الذين يشرفون على هذه الرحلات بحسب نشاطها فإذا كانت رحلة بحرية فمن المجدي توفير مدرب غوص وهكذا.. علماً أن هذه الأنشطة الثقافية والرياضية تمارس في المملكة ولمن أراد الاطلاع على حيثياتها يمكنه النظر في مجلة (ترحال) الصادرة عن (الهيئة العامة للسياحة والآثار) وللمواقع الإلكترونية المتخصصة في السياحة السعودية.
وحبذا لو نفذت هذه الرحلات تحت إشراف مباشر من الهيئة العامة للسياحة والآثار، والتي بإمكانها تسهيل المهمة، ومراقبة جودة الخدمات المقدمة للسائح الوطني والمقيم، وإلزام الشركات بتقديم نوعيه جيدة من الخدمات.
ومن ناحية أخرى أعتقد أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب قادرة على تفعيل بيوت الشباب وإعداد رحلات داخلية كشفية إلى مختلف مناطق المملكة، بل واستضافة الشباب من دول الخليج العربي والعالم العربي، فهذه الرحلات تحقق فوائد شتى تعود على الشباب وعلى الوطن، كما أنها تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم وتنمي مهاراتهم الشخصية.
وفي هذا المقام أتمنى على الهيئة العامة للسياحة والآثار إلزام كافة الفنادق السعودية والمنتجعات السياحية اعتماد اللغة العربية لغة رسمية لها، على أن يكون العاملون فيها يجيدون اللغة الإنجليزية، فمن المخجل أن نجد موظف الاستقبال العربي يرد على ضيف الفندق باللغة الإنجليزية، وهو يعلم مسبقا أن المتحدث عربي، كما أنه من الجميل أن نجد موظفي الاستقبال في الفنادق السعودية من المواطنين المؤهلين، الذين يحرصون على ارتداء اللباس السعودي، وجدير بالملاحظة هنا أن الفنادق العالمية ذات خمسة نجوم، لا تستقبل السائح إلا باللغة الوطنية، ففي فرنسا لا تتحدث المرافق السياحية إلا باللغة الفرنسية إلا في حال الطلب، وهكذا في مختلف دول العالم المتحضر، وأجزم أن السائح لن يستقبل باللغة الإنجليزية في ألمانيا وسويسرا واليابان وغيرها.. اعتزاز بالهوية يشعر به السائح، اعتزاز نفقده نحن على أرضنا، بل حتى في بعض فنادق مكة المكرمة ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان الواجب يحتم علي شكر بعض الفنادق التي جعلت من سياستها تعريف السائح ببعض ملامح التراث السعودي من خلال اعتمادها اللغة العربية كلغة رسمية، اللباس الوطني والضيافة العربية، وقدمت ذلك بشكل مشرف، كما أنه من الواجب وضع ضوابط وشروط للفنادق والمرافق السياحية حتى البسيطة منها، فالنظافة واحترام السائح من مقومات السياحة عالميا، وفي حال إخفاق أي من هذه المرافق الوطنية يجب محاسبتها، وأخيرا أتساءل هل ستكون السياحة الداخلية متاحة للمواطن؟
هل ستكون السياحة الداخلية متاحة للمواطن؟
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
فصل الصيف يفترض أن يكون مفعما بالحياة والنشاط، جالبا للراحة والسعادة، والذي يفترض أن يكون موسم حصاد تتطلع النفوس إليه، يخاف منه البعض! فعقارب ساعته لا تحدد مسار حركتها بالشكل الاعتيادي، ففيه قد نغير وجهتنا من الشرق إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق، وقد يصبح ليل بعضنا نهارا، ونهار بعضنا ليلا، إلا أننا نأمل أن يكون صيفنا طاردا للروتين والملل.
الصيف موسم.. يكون عادة حافل بالنشاطات المتعددة، فمن تطلع أبنائنا وبناتنا لقبولهم في المؤسسات الوطنية للتعليم العالي، أو في سعيهم للالتحاق بالبعثات الخارجية، ومن بحثهم عن فرص يتمكنون من خلالها استثمار عطلتهم بما يعود بالفائدة، أو تنشيط العلاقات الاجتماعية والتي قد تكون فترات خلال العام المزدحم بالواجبات، وقد يكون هذا الموسم هو الأمثل للزواج حيث تختال خلاله الإجازات السنوية، وبطبيعة الحال لا يمكن إغفال فئة لا تعرف قدرها، فارتضت تمضية هذه الأيام في السبات العميق، لعل الأحلام تعوضها عن خيبة أمل في نفسها وفي من حولها.
وبعد هذا وذاك لا يمكن التحدث عن الإجازة الصيفية دون التحدث عن السياحة بشكل عام، وإن كنت ها هنا أتطلع لمزيد من الاهتمام بالسياحة الوطنية، فبلادنا المملكة العربية السعودية تملك كل المقومات لتكون عنصرا جاذبا لسياح الخارج والداخل، إلا أنه من غير المقبول أن تهتم الشركات السياحية المتواجدة بيننا، بتنظيم رحلات للسائح الوافد الذي على الأغلب يكون راغبا بأداء الحج والعمرة، في حين تغض الطرف عن سبق الإصرار والترصد عن السائح الوطني والمقيم، كما لا أفهم لم لا تعتمد ما هو معمول به عالميا، حيث تفتح المكاتب السياحية فروعا لها في الجامعات لجذب طلاب الجامعة، وتقدم خدماتها السياحية بأسعار رمزية، من خلال عروض خاصة لرحلات توجه لمناطق جبلية أوساحلية، أو للمناطق الرئيسية التي تحتضن عادة الفعاليات الثقافية والترفيهية، كما تعمد لتنظيم رحلات للغوص أو المخيمات الكشفية أو لتسلق الجبال.
إن السياحة كما أفهمها ثقافة، متعة وترفيه، ولإنجاح الرحلات السياحية بشكل عام نحتاج لدعم من جهات متخصصة ومدربة وبمهنية عالية، والمواطن الذي سافر للعاصمة الرياض قد يكون سافر إليها بسبب العمل أو الدراسة أو العلاج، أو حتى زيارة خاصة، ولكنه على الأغلب لا يعرف أيا من معالمها السياحية والثقافية، وهذا هو حالنا مع المنطقة الغربية والشرقية، وبقية مناطق المملكة، زياراتنا تكون محددة في نقاط معينة لا نخرج عنها لغيرها، وليس ذلك بسبب ضيق الوقت، بل لجهلنا بالمعالم السياحية الرائعة في بلادنا، ويدعم هذا الجهل إهمال المناهج الدراسية وصمت وسائل الإعلام الوطنية، ومن جانب آخر لم أشاهد إعلانات لرحلات سياحية داخلية.. كالتي تطالعنا يوما بعد يوم معلنة عن رحلات خارجية وبأسعار تناسب كافة الفئات، بل حتى الرحلات الدينية لمكة المكرمة ولمدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام الموجهة للمواطن والمقيم في الداخل لم تنل الاهتمام اللائق من شركات السياحة.
أعتقد أن الواجب الوطني يحتم على هذه الشركات الوطنية الاهتمام بالسائح السعودي والمقيم، وعلى توفير رحلات سياحية بأسعار متفاوتة تناسب كافة الفئات، وتخصص بعضها لاستقطاب الشباب السعودي، وأخرى تعنى بجذب الأسر السعودية، ولا بد أن تشمل هده الرحلات تأمين وسائل النقل الجوية أو البرية أو حتى البحرية، وكذا الإقامة في الفنادق أو المنتجعات، وتوفير الأنشطة الرياضية والترفيهية، والمشاركة في الفعاليات الثقافية التي تعنى بالتراث الوطني، والبيئة الوطنية على اختلافها، مع توفير المرشدين السياحيين الذين يشرفون على هذه الرحلات بحسب نشاطها فإذا كانت رحلة بحرية فمن المجدي توفير مدرب غوص وهكذا.. علماً أن هذه الأنشطة الثقافية والرياضية تمارس في المملكة ولمن أراد الاطلاع على حيثياتها يمكنه النظر في مجلة (ترحال) الصادرة عن (الهيئة العامة للسياحة والآثار) وللمواقع الإلكترونية المتخصصة في السياحة السعودية.
وحبذا لو نفذت هذه الرحلات تحت إشراف مباشر من الهيئة العامة للسياحة والآثار، والتي بإمكانها تسهيل المهمة، ومراقبة جودة الخدمات المقدمة للسائح الوطني والمقيم، وإلزام الشركات بتقديم نوعيه جيدة من الخدمات.
ومن ناحية أخرى أعتقد أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب قادرة على تفعيل بيوت الشباب وإعداد رحلات داخلية كشفية إلى مختلف مناطق المملكة، بل واستضافة الشباب من دول الخليج العربي والعالم العربي، فهذه الرحلات تحقق فوائد شتى تعود على الشباب وعلى الوطن، كما أنها تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم وتنمي مهاراتهم الشخصية.
وفي هذا المقام أتمنى على الهيئة العامة للسياحة والآثار إلزام كافة الفنادق السعودية والمنتجعات السياحية اعتماد اللغة العربية لغة رسمية لها، على أن يكون العاملون فيها يجيدون اللغة الإنجليزية، فمن المخجل أن نجد موظف الاستقبال العربي يرد على ضيف الفندق باللغة الإنجليزية، وهو يعلم مسبقا أن المتحدث عربي، كما أنه من الجميل أن نجد موظفي الاستقبال في الفنادق السعودية من المواطنين المؤهلين، الذين يحرصون على ارتداء اللباس السعودي، وجدير بالملاحظة هنا أن الفنادق العالمية ذات خمسة نجوم، لا تستقبل السائح إلا باللغة الوطنية، ففي فرنسا لا تتحدث المرافق السياحية إلا باللغة الفرنسية إلا في حال الطلب، وهكذا في مختلف دول العالم المتحضر، وأجزم أن السائح لن يستقبل باللغة الإنجليزية في ألمانيا وسويسرا واليابان وغيرها.. اعتزاز بالهوية يشعر به السائح، اعتزاز نفقده نحن على أرضنا، بل حتى في بعض فنادق مكة المكرمة ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان الواجب يحتم علي شكر بعض الفنادق التي جعلت من سياستها تعريف السائح ببعض ملامح التراث السعودي من خلال اعتمادها اللغة العربية كلغة رسمية، اللباس الوطني والضيافة العربية، وقدمت ذلك بشكل مشرف، كما أنه من الواجب وضع ضوابط وشروط للفنادق والمرافق السياحية حتى البسيطة منها، فالنظافة واحترام السائح من مقومات السياحة عالميا، وفي حال إخفاق أي من هذه المرافق الوطنية يجب محاسبتها، وأخيرا أتساءل هل ستكون السياحة الداخلية متاحة للمواطن؟
هل ستكون السياحة الداخلية متاحة للمواطن؟
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى