عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
اضطررت للبحث عن مخرج لإنهاء الحوار دون وضع الحلول، فالأمر أكبر من طاقتي وهو بحاجة لشراكة استراتيجية تقوم بها جهات حكومية وأهلية، ومن أنا لأقترح ما يمكن لحل هذه المشكلة العويصة
كان حوارا حاميا ذاك الذي دار بيني وبين إحدى طالبات الدراسات العليا السعوديات، فبعد أن قدمت لها معلومة وصلتني عن مكتبة رقمية لعلها تستطيع الاستفادة منها، إذا بها تأتي وكأنها قد حملت ما لا تستطيع احتماله، وجلست للتحدث عن معاناتها كطالبة مبينة أن هذه المكتبة الرقمية لا تقدم خدماتها إلا لأعضاء الهيئة التعليمية وبالتالي فأبوابها مقفلة أمامها وأمام أمثالها من الطلاب والطالبات، ثم بينت افتقادها وزميلاتها لمكتبة عامة تفسح لهن المجال لمتابعة أبحاثهن دون قلق أو ضيق، وأنهن وبشكل عام يحلمن بمكتبة عامة توفر معلومات حديثة في مجال تخصصهن معلومات صالحة لتكون عصب أبحاثهن العلمية.
والحقيقة أعترف أني بحثت عن مخرج مقبول لأنهي تلك المحادثة، لسبب واضح فقد لامست وعن قرب ما تعانيه نون النسوة بل الطلاب بشكل عام في المنطقة الشرقية بالذات، معاناة لم يكن بالإمكان إنكارها أو حتى التخفيف منها، ففي بداية حديثي أشرت وبكل فخر إلى المكتبات التي احتضنتها الرياض، فعلى أرضها يستطيع الطلاب زيارة مكتبة الملك فهد الوطنية، وهي بحق مكتبة وطنية بكل ما تعنيه التسمية من معان، وكما يستطيعون الولوج لمكتبة الملك عبد العزيز العامة والتي تشهد حراكا نشطا في مجال الثقافة والعلوم، أما مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية فهو ومن وجهة نظري خادم للعلوم على اختلافها.
إلا أنني ما أن أكملت عبارتي تلك حتى قاطعتني وبحماس لم أستطع مع الأسف مجاراته، فوجهت لي لوما مريرا وكأن الأمر بيدي، إذ قالت: وأين حقي وزميلاتي ونحن الباحثات عن المعلومة؟! وأين حقنا بمكان صالح للبحث والتباحث في مشروعات بحثية تتطلب منا العمل كفريق؟! وهل هذا الحراك الثقافي والعلمي لا يليق إلا بالطلاب وهل هذه المكتبات أفسحت المجال لنا كما أفسحته للطلاب، على فرض أنك أشرت أن الأبواب مفتوحة للباحثين من أهل الرياض وغيرهم من مواطني المملكة بل وللمقيمين والباحثين الوافدين من مشارق الأرض ومغاربها للاستفادة من محتويات تلك المكتبات، وإلى الخدمات المتميزة التي يقدمها مركز الملك عبد العزيز لنا كنساء، وهو ما أعتقد أنك ستتحدثين عنه، أجيبك بما تعلمين، من أن سفر الطلاب إناثا أو حتى ذكورا للرياض ليس بالأمر السهل، فنحن مرتبطون بدوام رسمي، كما أن المرافق ومصاريف السفر لن تكون على الدوام متاحة، ولو توفرت مرة فلن تتوفر على الدوام، ثم إن الأبحاث كما تعلمين لا تنتهي، والأساتذة حفظهم الله ما إن ننتهي من بحث حتى يبادروا بتكليفنا بغيره، وهي في مجملها أبحاث تعتمد على مراجع حديثة، قد لا تكون متوفرة هنا وهناك، ثم بالله عليك وعلى فرض توفرت المعلومة فأين نجلس؟! وأين نتباحث؟! نحن بحاجة لمكان يوفر لنا أجواء تعيننا وتحفزناعلى لتدبر والبحث، نحن نتطلع لسهولة الحصول على المعلومة، ثم قالت بعد أن ثبتت نظراتها في وجهي: نحن بحاجة لقاعات مخصصة للبحث والدراسة ولتوفير معلومات ورقية ورقمية حديثة، نحن بحاجة لمكان لا نجد الحرج من الجلوس فيه لساعات متتالية، بل لا نمل من ذلك، مكان يحترم طموحاتنا وتطلعاتنا وأهدافنا ويفسح لنا المجال للولوج في تخصص أحببناه، ونرغب الإبداع فيه، فقلة المعلومات المتوفرة وصعوبة الحصول عليها، وعدم وجود مكان يحترم توجهنا البحثي هو ما نعانيه كباحثات.
وقد تفهمت المشكلة المطروحة أمامي فقد توجهت ومنذ سنوات عديدة، وقبل أن تولد تلك المحاورة الغاضبة، إلى المكتبة العامة بالدمام واطلعت عن قرب على حالتها، وهو الأمر الذي يحتاج إلى إجراءات خاصة معقدة إذ لا يسمح للنساء بالدخول إليها، وقد رافقني في زيارتي تلك أحد أقاربي، وقد كتبت في حينها عن حاجتها لمن ينفض الغبار عن جدرانها وأرففها، ولمن يجدد فكرها ويمدها بالحياة فقد بدت مع الأسف كالقصر المهجور أو المقبرة الموحشة، وهكذا هجرها طلاب العلم عن عمد وتربص، ومن ناحية أخرى نجد المكتبات الجامعية تتوقف خدماتها خارج الدوام الرسمي، إضافة إلى أنها تفتقد تحديث خدماتها وأرففها، وأمام ضعف حجتي اضطررت للبحث عن مخرج لإنهاء الحوار دون وضع الحلول، فالأمر أكبر من طاقتي وهو بحاجة لشراكة استراتيجية تقوم بها جهات حكومية وأهلية، ومن أنا لأقترح ما يمكن لحل هذه المشكلة العويصة، وفي بلد بهذه المساحة الشاسعة كالمملكة العربية السعودية ولله الحمد، ومع شباب يبلغ عددهم قرابة 75% من سكان المملكة، وفي هذه اللحظة بالذات تذكرت أن الأذان كان قد وصل لمسامعنا منذ دقائق، فاعتذرت لأداء الصلاة وهكذا تمسكت بالعذر الأوحد الذي يمكن أن تتقبله محاورتي بأريحية.
إلا إن الأمر لم يكن بالنسبة لي بالهين ولذا بادرت بالحديث عن القضية نفسها مع أحد طلاب التعليم العالي، لأفاجأ أنه وزملاءه يعانون نفس المعاناة، وأنهم عاجزون عن إيجاد مكان يتحركون من خلاله وتحت جدرانه فيبحثون ويتباحثون، في حين يجد طلاب البعثات الأجواء العلمية المحفزة خارج المملكة، حيث سهوله الحصول على المعلومات وكثافتها، وحيث تتميز الخدمات التي تقدم لطلاب التعليم العالي، وأخيرا قال: المكتبات.. وقدم الكتب.. وضآلة المعلومات المتوفرة فيها هي مشكلتنا هنا في الدمام والخبر بالذات،هذه المشكلة قد لا تكون متواجدة في بقية المناطق بهذا الشكل الذي نشهده في منطقتنا، إلا أنني أجزم أن معظمنا يعاني منها، نحن الطلاب لا تتوفر لنا المعلومة بسهولة وقد يستغرق وصولنا إليها أسابيع، كما أن الحصول عليها مكلف جدا، ومن هنا يتوجب علينا شكر مجلس الشورى الذي وافق على اقتراح بزيادة مكافأتنا الجامعية، لعله يرفع عنا بعض الضغط، إلا أننا نتمنى سماع صوتهم في الدفاع عما يفترض أن يكون معملا فاعلا للعلوم، عن المكتبات، نحن نتطلع لبحثهم عن حلول تخفض مصاريف انتقال الطلاب للرياض ولغيرها، وعن وسائل تسهل لنا الاستفادة من محتويات مكتبات الجامعات السعودية على اختلافها.
عندها أدركت أني أمام شباب أدرك احتياجاته وحدد طموحاته وأهدافه، شباب يصعب مجاراته، وبالتالي كان لزاما أن التزم الصمت، الذي آمل ألا يدوم
عندها كان لزاما عليّ أن ألتزم الصمت
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
كان حوارا حاميا ذاك الذي دار بيني وبين إحدى طالبات الدراسات العليا السعوديات، فبعد أن قدمت لها معلومة وصلتني عن مكتبة رقمية لعلها تستطيع الاستفادة منها، إذا بها تأتي وكأنها قد حملت ما لا تستطيع احتماله، وجلست للتحدث عن معاناتها كطالبة مبينة أن هذه المكتبة الرقمية لا تقدم خدماتها إلا لأعضاء الهيئة التعليمية وبالتالي فأبوابها مقفلة أمامها وأمام أمثالها من الطلاب والطالبات، ثم بينت افتقادها وزميلاتها لمكتبة عامة تفسح لهن المجال لمتابعة أبحاثهن دون قلق أو ضيق، وأنهن وبشكل عام يحلمن بمكتبة عامة توفر معلومات حديثة في مجال تخصصهن معلومات صالحة لتكون عصب أبحاثهن العلمية.
والحقيقة أعترف أني بحثت عن مخرج مقبول لأنهي تلك المحادثة، لسبب واضح فقد لامست وعن قرب ما تعانيه نون النسوة بل الطلاب بشكل عام في المنطقة الشرقية بالذات، معاناة لم يكن بالإمكان إنكارها أو حتى التخفيف منها، ففي بداية حديثي أشرت وبكل فخر إلى المكتبات التي احتضنتها الرياض، فعلى أرضها يستطيع الطلاب زيارة مكتبة الملك فهد الوطنية، وهي بحق مكتبة وطنية بكل ما تعنيه التسمية من معان، وكما يستطيعون الولوج لمكتبة الملك عبد العزيز العامة والتي تشهد حراكا نشطا في مجال الثقافة والعلوم، أما مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية فهو ومن وجهة نظري خادم للعلوم على اختلافها.
إلا أنني ما أن أكملت عبارتي تلك حتى قاطعتني وبحماس لم أستطع مع الأسف مجاراته، فوجهت لي لوما مريرا وكأن الأمر بيدي، إذ قالت: وأين حقي وزميلاتي ونحن الباحثات عن المعلومة؟! وأين حقنا بمكان صالح للبحث والتباحث في مشروعات بحثية تتطلب منا العمل كفريق؟! وهل هذا الحراك الثقافي والعلمي لا يليق إلا بالطلاب وهل هذه المكتبات أفسحت المجال لنا كما أفسحته للطلاب، على فرض أنك أشرت أن الأبواب مفتوحة للباحثين من أهل الرياض وغيرهم من مواطني المملكة بل وللمقيمين والباحثين الوافدين من مشارق الأرض ومغاربها للاستفادة من محتويات تلك المكتبات، وإلى الخدمات المتميزة التي يقدمها مركز الملك عبد العزيز لنا كنساء، وهو ما أعتقد أنك ستتحدثين عنه، أجيبك بما تعلمين، من أن سفر الطلاب إناثا أو حتى ذكورا للرياض ليس بالأمر السهل، فنحن مرتبطون بدوام رسمي، كما أن المرافق ومصاريف السفر لن تكون على الدوام متاحة، ولو توفرت مرة فلن تتوفر على الدوام، ثم إن الأبحاث كما تعلمين لا تنتهي، والأساتذة حفظهم الله ما إن ننتهي من بحث حتى يبادروا بتكليفنا بغيره، وهي في مجملها أبحاث تعتمد على مراجع حديثة، قد لا تكون متوفرة هنا وهناك، ثم بالله عليك وعلى فرض توفرت المعلومة فأين نجلس؟! وأين نتباحث؟! نحن بحاجة لمكان يوفر لنا أجواء تعيننا وتحفزناعلى لتدبر والبحث، نحن نتطلع لسهولة الحصول على المعلومة، ثم قالت بعد أن ثبتت نظراتها في وجهي: نحن بحاجة لقاعات مخصصة للبحث والدراسة ولتوفير معلومات ورقية ورقمية حديثة، نحن بحاجة لمكان لا نجد الحرج من الجلوس فيه لساعات متتالية، بل لا نمل من ذلك، مكان يحترم طموحاتنا وتطلعاتنا وأهدافنا ويفسح لنا المجال للولوج في تخصص أحببناه، ونرغب الإبداع فيه، فقلة المعلومات المتوفرة وصعوبة الحصول عليها، وعدم وجود مكان يحترم توجهنا البحثي هو ما نعانيه كباحثات.
وقد تفهمت المشكلة المطروحة أمامي فقد توجهت ومنذ سنوات عديدة، وقبل أن تولد تلك المحاورة الغاضبة، إلى المكتبة العامة بالدمام واطلعت عن قرب على حالتها، وهو الأمر الذي يحتاج إلى إجراءات خاصة معقدة إذ لا يسمح للنساء بالدخول إليها، وقد رافقني في زيارتي تلك أحد أقاربي، وقد كتبت في حينها عن حاجتها لمن ينفض الغبار عن جدرانها وأرففها، ولمن يجدد فكرها ويمدها بالحياة فقد بدت مع الأسف كالقصر المهجور أو المقبرة الموحشة، وهكذا هجرها طلاب العلم عن عمد وتربص، ومن ناحية أخرى نجد المكتبات الجامعية تتوقف خدماتها خارج الدوام الرسمي، إضافة إلى أنها تفتقد تحديث خدماتها وأرففها، وأمام ضعف حجتي اضطررت للبحث عن مخرج لإنهاء الحوار دون وضع الحلول، فالأمر أكبر من طاقتي وهو بحاجة لشراكة استراتيجية تقوم بها جهات حكومية وأهلية، ومن أنا لأقترح ما يمكن لحل هذه المشكلة العويصة، وفي بلد بهذه المساحة الشاسعة كالمملكة العربية السعودية ولله الحمد، ومع شباب يبلغ عددهم قرابة 75% من سكان المملكة، وفي هذه اللحظة بالذات تذكرت أن الأذان كان قد وصل لمسامعنا منذ دقائق، فاعتذرت لأداء الصلاة وهكذا تمسكت بالعذر الأوحد الذي يمكن أن تتقبله محاورتي بأريحية.
إلا إن الأمر لم يكن بالنسبة لي بالهين ولذا بادرت بالحديث عن القضية نفسها مع أحد طلاب التعليم العالي، لأفاجأ أنه وزملاءه يعانون نفس المعاناة، وأنهم عاجزون عن إيجاد مكان يتحركون من خلاله وتحت جدرانه فيبحثون ويتباحثون، في حين يجد طلاب البعثات الأجواء العلمية المحفزة خارج المملكة، حيث سهوله الحصول على المعلومات وكثافتها، وحيث تتميز الخدمات التي تقدم لطلاب التعليم العالي، وأخيرا قال: المكتبات.. وقدم الكتب.. وضآلة المعلومات المتوفرة فيها هي مشكلتنا هنا في الدمام والخبر بالذات،هذه المشكلة قد لا تكون متواجدة في بقية المناطق بهذا الشكل الذي نشهده في منطقتنا، إلا أنني أجزم أن معظمنا يعاني منها، نحن الطلاب لا تتوفر لنا المعلومة بسهولة وقد يستغرق وصولنا إليها أسابيع، كما أن الحصول عليها مكلف جدا، ومن هنا يتوجب علينا شكر مجلس الشورى الذي وافق على اقتراح بزيادة مكافأتنا الجامعية، لعله يرفع عنا بعض الضغط، إلا أننا نتمنى سماع صوتهم في الدفاع عما يفترض أن يكون معملا فاعلا للعلوم، عن المكتبات، نحن نتطلع لبحثهم عن حلول تخفض مصاريف انتقال الطلاب للرياض ولغيرها، وعن وسائل تسهل لنا الاستفادة من محتويات مكتبات الجامعات السعودية على اختلافها.
عندها أدركت أني أمام شباب أدرك احتياجاته وحدد طموحاته وأهدافه، شباب يصعب مجاراته، وبالتالي كان لزاما أن التزم الصمت، الذي آمل ألا يدوم
عندها كان لزاما عليّ أن ألتزم الصمت
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى