عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
هل نحن بشر؟ أم نسخ لأجساد بشرية لا أرواح فيها؟! إذ كيف لنا أن نتعامل مع الظلم وكأنه لم يكن، وكيف لنا أن نمر عليه دون أدنى تدبر؟! كيف لنا أن نكون صماً بكماً عمياً؟! كيف لنا أن نعلن بأقوالنا وأفعالنا، ودون أدنى خجل أننا لا نسمع ولا نرى ولا نتكلم؟! كيف أصبحنا لا نبالي بأولى القبلتين وبما يحاك حولها من خطط مدمرة؟! ألا نؤمن أن السكوت علامة الرضا! حالنا مع الأقصى الشريف يؤكد أن سكوتنا سكوت الأموات عن الكلام والحراك.. والعياذ بالله.
هل غضبت أيها القارئ ؟! هل تحركت فيك الحمية؟! وإن كان هذا.. فهل هي حمية الجاهلية؟! أم أنك غضبت لأني لامست جروحاً غائرة في نفسك، جروحاً عمدت وبحرفية عالية ودون جدوى لإخفاء معالمها عبر السنين..؟! أم لأنك منشغل بموقع قدميك، وما يحاك في أولى القبلتين ومسرى النبي عليه الصلاة والسلام، أرض الرسالات السماوية لا يعنيك من قريب أو بعيد؟!.
نعم لقد تغيرنا، ومهدنا الطرق لأبنائنا ليكونوا غرباء عنا، ولم نعد نهتم بمقدساتنا وبتاريخنا وجغرافية أرضنا، فمعلومات فلذات أكبادنا - مع الأسف - عن تاريخهم وعن أوطانهم ميتة لا تحرك فيهم الغيرة إلا سويعات يفترون بعدها ويخمدون، وكيف لا يكونون هكذا وقد علمناهم أن الحياة هي ما يجب أن تكون مدار اهتمامهم، والنفوس البشرية نهمة لا تشبع، علمناهم أن متطلباتهم الشخصية يجب ألا تقف أمام العوائق ولو كانت متجذرة في تراثنا الديني والوطني.
نعم.. إن القلة القليلة من شبابنا من يأخذ ما يحدث هناك على أرض فلسطين المحتلة على محمل الجد، وجل ما يقدم في هذا الشأن صراخ أبكم لا يُسمع، وحركات عصبية مبرمجة، أما الأقصى الشريف حفظه الله ومكننا بعظيم فضله من حماية أرضه وسمائه من نجاسة هؤلاء.. فلم يعد من أولوياتنا وأولويات أبنائنا اليومية، والحق أن المدافعين عنه وعن أهله الحكومات والمنظمات الإسلامية والعربية! وإن كان حراك بعضها هو تحصيل حاصل ليس إلا!
أما نحن شعوب أمة، بلغ تعداد أهلها قرابة المليار ونصف من تعداد سكان العالم، فلم نكلف أنفسنا العناء للبحث عن أخبار الأقصى ولم نسع للوقوف على أحوال أهلها المرابطين هناك، وإن كنا لعظم همتنا.. قد نسمع ما يأتينا من أخبارهم عنوة! إلا أننا سرعان ما نحول مدار فكرنا وجدالنا لمواضيع تضفي على حياتنا المزيد من البهجة والسرور.
إن الأقصى يئن، ويصرخ فهل من مجيب، وهل بيننا "معتصم" جديد يغيث الملهوف؟ هل بيننا "صلاح" جديد يحرر الأقصى ويعيد المقدسات.
وبينما تعمد السياسات الصهيونية لتثبيت وتمركز الهوية اليهودية في الشبيبة، وتعقد لذلك مؤتمرات عالمية، تجمع خلالها شخصيات يهودية مؤيدة للصهيونية، وشخصيات مسيحية تنتمي لأحزاب سياسية عالمية، أحزاب لها توجه معلن تجاه تأييد الصهيونية العالمية وهدم الأقصى، ولاعتماد القدس عاصمة أبدية للصهيونية المحتلة، وبينما الصهيونية تعمد بجد لترسيخ انتماء الشباب بدينهم وأصولهم نجد منا من يسفه المطالبات الداعية إلى توعية الشباب بعظم تراثهم الديني والتاريخي، وبالمطامع الموجهة تجاه مقدراتنا وثرواتنا، ولن يكون غريبا لو سمعت أحد الشباب يبدي رغبته في التنازل عن القضية الفلسطينية فهي لا تعنيه، بل تعني أهلها فقط، ولن أعجب لو أظهر الملل من طرح القضية الفلسطينية ومناقشة أبعادها.. ولكني أحمد المولى أنه وفي الجهة المقابلة شباب لديهم من الوعي بحيث لا يقبلون التفريط في مقدراتهم وثروات أرضهم، ولا يقبلون التبجح الدائر هناك على الأرض المحتلة سواء من الصهاينة أو من أعوانهم.. ممن وجدوا أن التنازل هو الحل ما دام يصب في مصالحهم الشخصية، فلا غضاضة لو هجرت أسر من ديارها عنوة ما دام هو وأسرته في أمن وأمان، لا غضاضة لو أسر الشباب العزل دون ذنب جنوه سوى أنهم جعلوا من أجسادهم حصنا للأقصى.. وبسبب جرمهم الذي لا يغتفر، عليهم أن يدفعوا من كرامتهم وحريتهم الشيء الكثير، عليهم أن يتجرعوا الإهانات والإذلال خلف قضبان سجون تأسست على إهانة كرامة الإنسان.
وكل ما أطالب به هو تكريس أنشطة تظهر أهمية القضية الفلسطينية في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية وحتى المعاهد العليا والجامعات، نشاطات مناسبة لعمر روادها، فالمرحلة الابتدائية لا بد أن تكون جاذبة لطفولة الطفل وأخرى جاذبة لشبابهم، نشاطات قصيرة مرتبطة بجوائز محفزة لدخولهم في مسابقات علمية اجتماعية، نشاطات تظهر لهم مواقف المملكة العربية السعودية الراسخة من القضية الفلسطينية ومن الأقصى الشريف منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود وأبنائه ومن بعده الملك سعود والفيصل وخالد والفهد رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته، أما مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز فليست بعيدة عنا فما زالت كلماته الشجاعة التي أطلقها في قمة الكويت تحرك الدماء في العروق، كلمات دوت في الآفاق واستقرت في وجدان العالم الإسلامي والعربي والإنسان الخير على أي أرض كان، كلمات أطلقت على لسانه حفظه الله فكانت بمثابة الابن البكر الذي استبشرنا جميعا بقدومه: ألم يقل: إن المبادرة العربية لن تبقى طويلا على الطاولة.. وإن ما حدث في غزة يعد مجازر جماعية على يد عصابة إجرامية لا مكان في قلوبها للرحمة، هذه المواقف الوطنية وغيرها لا بد أن نثيرها بشكل أو بآخر مع أبنائنا وبناتنا، لعلنا نساهم في تثبيت ذاكرة نخشى أن تبلى وتختفي، ودمتم في حفظ الله.
يا أصحاب الهمم العالية الأقصى.. يئن
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
هل غضبت أيها القارئ ؟! هل تحركت فيك الحمية؟! وإن كان هذا.. فهل هي حمية الجاهلية؟! أم أنك غضبت لأني لامست جروحاً غائرة في نفسك، جروحاً عمدت وبحرفية عالية ودون جدوى لإخفاء معالمها عبر السنين..؟! أم لأنك منشغل بموقع قدميك، وما يحاك في أولى القبلتين ومسرى النبي عليه الصلاة والسلام، أرض الرسالات السماوية لا يعنيك من قريب أو بعيد؟!.
نعم لقد تغيرنا، ومهدنا الطرق لأبنائنا ليكونوا غرباء عنا، ولم نعد نهتم بمقدساتنا وبتاريخنا وجغرافية أرضنا، فمعلومات فلذات أكبادنا - مع الأسف - عن تاريخهم وعن أوطانهم ميتة لا تحرك فيهم الغيرة إلا سويعات يفترون بعدها ويخمدون، وكيف لا يكونون هكذا وقد علمناهم أن الحياة هي ما يجب أن تكون مدار اهتمامهم، والنفوس البشرية نهمة لا تشبع، علمناهم أن متطلباتهم الشخصية يجب ألا تقف أمام العوائق ولو كانت متجذرة في تراثنا الديني والوطني.
نعم.. إن القلة القليلة من شبابنا من يأخذ ما يحدث هناك على أرض فلسطين المحتلة على محمل الجد، وجل ما يقدم في هذا الشأن صراخ أبكم لا يُسمع، وحركات عصبية مبرمجة، أما الأقصى الشريف حفظه الله ومكننا بعظيم فضله من حماية أرضه وسمائه من نجاسة هؤلاء.. فلم يعد من أولوياتنا وأولويات أبنائنا اليومية، والحق أن المدافعين عنه وعن أهله الحكومات والمنظمات الإسلامية والعربية! وإن كان حراك بعضها هو تحصيل حاصل ليس إلا!
أما نحن شعوب أمة، بلغ تعداد أهلها قرابة المليار ونصف من تعداد سكان العالم، فلم نكلف أنفسنا العناء للبحث عن أخبار الأقصى ولم نسع للوقوف على أحوال أهلها المرابطين هناك، وإن كنا لعظم همتنا.. قد نسمع ما يأتينا من أخبارهم عنوة! إلا أننا سرعان ما نحول مدار فكرنا وجدالنا لمواضيع تضفي على حياتنا المزيد من البهجة والسرور.
إن الأقصى يئن، ويصرخ فهل من مجيب، وهل بيننا "معتصم" جديد يغيث الملهوف؟ هل بيننا "صلاح" جديد يحرر الأقصى ويعيد المقدسات.
وبينما تعمد السياسات الصهيونية لتثبيت وتمركز الهوية اليهودية في الشبيبة، وتعقد لذلك مؤتمرات عالمية، تجمع خلالها شخصيات يهودية مؤيدة للصهيونية، وشخصيات مسيحية تنتمي لأحزاب سياسية عالمية، أحزاب لها توجه معلن تجاه تأييد الصهيونية العالمية وهدم الأقصى، ولاعتماد القدس عاصمة أبدية للصهيونية المحتلة، وبينما الصهيونية تعمد بجد لترسيخ انتماء الشباب بدينهم وأصولهم نجد منا من يسفه المطالبات الداعية إلى توعية الشباب بعظم تراثهم الديني والتاريخي، وبالمطامع الموجهة تجاه مقدراتنا وثرواتنا، ولن يكون غريبا لو سمعت أحد الشباب يبدي رغبته في التنازل عن القضية الفلسطينية فهي لا تعنيه، بل تعني أهلها فقط، ولن أعجب لو أظهر الملل من طرح القضية الفلسطينية ومناقشة أبعادها.. ولكني أحمد المولى أنه وفي الجهة المقابلة شباب لديهم من الوعي بحيث لا يقبلون التفريط في مقدراتهم وثروات أرضهم، ولا يقبلون التبجح الدائر هناك على الأرض المحتلة سواء من الصهاينة أو من أعوانهم.. ممن وجدوا أن التنازل هو الحل ما دام يصب في مصالحهم الشخصية، فلا غضاضة لو هجرت أسر من ديارها عنوة ما دام هو وأسرته في أمن وأمان، لا غضاضة لو أسر الشباب العزل دون ذنب جنوه سوى أنهم جعلوا من أجسادهم حصنا للأقصى.. وبسبب جرمهم الذي لا يغتفر، عليهم أن يدفعوا من كرامتهم وحريتهم الشيء الكثير، عليهم أن يتجرعوا الإهانات والإذلال خلف قضبان سجون تأسست على إهانة كرامة الإنسان.
وكل ما أطالب به هو تكريس أنشطة تظهر أهمية القضية الفلسطينية في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية وحتى المعاهد العليا والجامعات، نشاطات مناسبة لعمر روادها، فالمرحلة الابتدائية لا بد أن تكون جاذبة لطفولة الطفل وأخرى جاذبة لشبابهم، نشاطات قصيرة مرتبطة بجوائز محفزة لدخولهم في مسابقات علمية اجتماعية، نشاطات تظهر لهم مواقف المملكة العربية السعودية الراسخة من القضية الفلسطينية ومن الأقصى الشريف منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود وأبنائه ومن بعده الملك سعود والفيصل وخالد والفهد رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته، أما مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز فليست بعيدة عنا فما زالت كلماته الشجاعة التي أطلقها في قمة الكويت تحرك الدماء في العروق، كلمات دوت في الآفاق واستقرت في وجدان العالم الإسلامي والعربي والإنسان الخير على أي أرض كان، كلمات أطلقت على لسانه حفظه الله فكانت بمثابة الابن البكر الذي استبشرنا جميعا بقدومه: ألم يقل: إن المبادرة العربية لن تبقى طويلا على الطاولة.. وإن ما حدث في غزة يعد مجازر جماعية على يد عصابة إجرامية لا مكان في قلوبها للرحمة، هذه المواقف الوطنية وغيرها لا بد أن نثيرها بشكل أو بآخر مع أبنائنا وبناتنا، لعلنا نساهم في تثبيت ذاكرة نخشى أن تبلى وتختفي، ودمتم في حفظ الله.
يا أصحاب الهمم العالية الأقصى.. يئن
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى