عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
في هذا الزمان المتلاطم بالآراء والأفكار والفلسفات والنظريات، المليء بكل شيء من أي شيء، المغرق في الاختلافات، يقف الشاب العربي المسلم..وتقف الفتاة العربية المسلمة..ومن أمامهم حيرة التساؤلات..أين الحقيقة؟ ومن أين ننطلق؟!
ولو نظرنا لكثير من الشباب العربي، لوجدناه يبدأ انطلاقته بمرحلة الظلام..يخطئ في نظرته, ويتجاوز في سلوكه، يسير ويسير خبط عشواء لم تعرف بعد أين الطريق، ويسير .. حاملاً بين جنبيه توجّداً وتساؤلاً وحماساَ .. لكنه يبحث عن الحادي الذي يسيِّر القافلة إلى الطريق الصحيح!
وقد تتنازع النفس الأفكار وتتناوشها الآراء, قد تعيش تساؤلات حائرة تجد إجاباتها حيناً .. وأحياناً لا تجد، وليت شعري كيف الأمر إذا كان لكل تساؤل منها بصمة وأثر ووقع في النفس كبير .. إنه ليرى النجدين، ولكنه لا يهتدي لأحدهما! إنها مسيرة البدء لمن ليس بيده النور المبين , لقد انطلق وهو لا يجد للشمس شعاعاً يقتبس من نوره!
يتلفت .. ويرى من حوله مرور أشخاص وأشخاص و أشخاص وهو ثابت لا يعرف كيف يبدأ، فقد كبّله الظلام..ثم تمر هذه المرحلة بحلوها ومرها، فهو إما سيغرق، ولا يجد من يخرجه من الظلمات إلى النور بإذن ربه, وقد ينتقل إلى مرحلة جديدة يخف فيها السواد الحالك .. لتبدأ مسيرة الضباب!
هناك ..
بين الضباب ..
يبدأ باختيار الجهة العامة، يحب أولئك، ويرفض أولاء، يترك كثيراً من أخطائه ويبدأ باكتساب القيم، قد يقرأ كتباً تشتت فكره، ومناظرات تثير شبهته، ويعيش مواقف تخلخل مبادئه، يشاهد الأخبار فلا يعرف من يصدق، ويسمع عن الانفجارات فيدمع قلبه، ويشاهد الخطب اللاهبة فيتوقف ذاهلاً..وينظر إلى الحكام فيستغرب! وهو من قبل ذلك كلّه لا زال يبحث عن الحادي..
كم منا هكذا ؟ كم مر من أيامنا وشهورنا ودهوراً ونحن على هذا الحال؟ نعلق آمالنا على مشاجب الترقب؟ ونجتهد في الممارسات؟ ونبذل توقدنا وعطاءنا مشتتاً بين القريب والبعيد..وقد جرفتنا المشاعر والحماس وتوتر الشباب وعنترته، وضعنا بين ما نقرأ في كتب التراث وبين ما نقرأه في جبين العصر!
وربما تتطور هذه المرحلة، ليبدأ المرء حينها في عزلة هادئة ليقيّم أيامه الخالية, و ينظر أزمانه القادمة, ويرتب أوراقاً... أشغلته الأيام عن ترتيبها!
ويا ترى كم من فتاة وفتى يعيشون هذه المرحلة, ويتلفتون بحثا عن توجيه مخلص فلا يلاقون إلا صوتا ضعيفا ً يهمس لهم على استحياء (أن هذا هو الحق) .. وواهاً إذ ضاع ذلك الصوت بين بيئة سطحية, ودعاوى الظلام من حولهم تراوح..هيت لكم !
كم يبقى المرء في هذه المرحلة؟ هذا سؤال ليس له جواب مطلق! بل لكل شخص جوابه, إنها قضية لا يصلح لها القطع باليقين، ولا تقاس بالدراسات ولا تضبطها الإحصاءات, إنها مكملات النفس الإنسانية إذا ضلت دروب الهداية والنور!
دواؤك فيك ولا تشعر ..... ...... وداؤك منك ولا تبصـر
وتزعم أنك جرم صغير..... ...... وفيك انطوى العالم الأكبر
لم تنته القصة بعد, بل لا زالت المسيرة تمضي, والإنسان تتناثر أيامه وتتساقط أوراقه معلنة اقتراب روح جديدة..! وحينها، سيكون السعيد هو الذي استحلّ الضياء .. وخرج من الظلمات إلى النور، وليس الجميع كذلك, لكن بعضاً قد فعلها، وخرج من الأسئلة بإجابات شافية, ووجد في التساؤلات تجاوبات الإيمان وبرد اليقين وجمال الحقيقة..لقد طوى صفحات الضباب والظلام .. ليحلق في فلك الضياء والنور, وينعش نفسه بتلبيات الإيمان, ووثبة العطاء, مع ثبات الخطوات ووضوح الهدف ..إنه الآن يتفجر بالروحانية الإيمانية .. التي تجعل منه إنسانا أخر وجد نفسه أخيراً .. بعد مسيرة طويلة!
ربيع الأول 1429هـ
حياتنا بين الظلام والضباب والضياء..
( تأملات )
إكرام الزيد
ولو نظرنا لكثير من الشباب العربي، لوجدناه يبدأ انطلاقته بمرحلة الظلام..يخطئ في نظرته, ويتجاوز في سلوكه، يسير ويسير خبط عشواء لم تعرف بعد أين الطريق، ويسير .. حاملاً بين جنبيه توجّداً وتساؤلاً وحماساَ .. لكنه يبحث عن الحادي الذي يسيِّر القافلة إلى الطريق الصحيح!
وقد تتنازع النفس الأفكار وتتناوشها الآراء, قد تعيش تساؤلات حائرة تجد إجاباتها حيناً .. وأحياناً لا تجد، وليت شعري كيف الأمر إذا كان لكل تساؤل منها بصمة وأثر ووقع في النفس كبير .. إنه ليرى النجدين، ولكنه لا يهتدي لأحدهما! إنها مسيرة البدء لمن ليس بيده النور المبين , لقد انطلق وهو لا يجد للشمس شعاعاً يقتبس من نوره!
يتلفت .. ويرى من حوله مرور أشخاص وأشخاص و أشخاص وهو ثابت لا يعرف كيف يبدأ، فقد كبّله الظلام..ثم تمر هذه المرحلة بحلوها ومرها، فهو إما سيغرق، ولا يجد من يخرجه من الظلمات إلى النور بإذن ربه, وقد ينتقل إلى مرحلة جديدة يخف فيها السواد الحالك .. لتبدأ مسيرة الضباب!
هناك ..
بين الضباب ..
يبدأ باختيار الجهة العامة، يحب أولئك، ويرفض أولاء، يترك كثيراً من أخطائه ويبدأ باكتساب القيم، قد يقرأ كتباً تشتت فكره، ومناظرات تثير شبهته، ويعيش مواقف تخلخل مبادئه، يشاهد الأخبار فلا يعرف من يصدق، ويسمع عن الانفجارات فيدمع قلبه، ويشاهد الخطب اللاهبة فيتوقف ذاهلاً..وينظر إلى الحكام فيستغرب! وهو من قبل ذلك كلّه لا زال يبحث عن الحادي..
كم منا هكذا ؟ كم مر من أيامنا وشهورنا ودهوراً ونحن على هذا الحال؟ نعلق آمالنا على مشاجب الترقب؟ ونجتهد في الممارسات؟ ونبذل توقدنا وعطاءنا مشتتاً بين القريب والبعيد..وقد جرفتنا المشاعر والحماس وتوتر الشباب وعنترته، وضعنا بين ما نقرأ في كتب التراث وبين ما نقرأه في جبين العصر!
وربما تتطور هذه المرحلة، ليبدأ المرء حينها في عزلة هادئة ليقيّم أيامه الخالية, و ينظر أزمانه القادمة, ويرتب أوراقاً... أشغلته الأيام عن ترتيبها!
ويا ترى كم من فتاة وفتى يعيشون هذه المرحلة, ويتلفتون بحثا عن توجيه مخلص فلا يلاقون إلا صوتا ضعيفا ً يهمس لهم على استحياء (أن هذا هو الحق) .. وواهاً إذ ضاع ذلك الصوت بين بيئة سطحية, ودعاوى الظلام من حولهم تراوح..هيت لكم !
كم يبقى المرء في هذه المرحلة؟ هذا سؤال ليس له جواب مطلق! بل لكل شخص جوابه, إنها قضية لا يصلح لها القطع باليقين، ولا تقاس بالدراسات ولا تضبطها الإحصاءات, إنها مكملات النفس الإنسانية إذا ضلت دروب الهداية والنور!
دواؤك فيك ولا تشعر ..... ...... وداؤك منك ولا تبصـر
وتزعم أنك جرم صغير..... ...... وفيك انطوى العالم الأكبر
لم تنته القصة بعد, بل لا زالت المسيرة تمضي, والإنسان تتناثر أيامه وتتساقط أوراقه معلنة اقتراب روح جديدة..! وحينها، سيكون السعيد هو الذي استحلّ الضياء .. وخرج من الظلمات إلى النور، وليس الجميع كذلك, لكن بعضاً قد فعلها، وخرج من الأسئلة بإجابات شافية, ووجد في التساؤلات تجاوبات الإيمان وبرد اليقين وجمال الحقيقة..لقد طوى صفحات الضباب والظلام .. ليحلق في فلك الضياء والنور, وينعش نفسه بتلبيات الإيمان, ووثبة العطاء, مع ثبات الخطوات ووضوح الهدف ..إنه الآن يتفجر بالروحانية الإيمانية .. التي تجعل منه إنسانا أخر وجد نفسه أخيراً .. بعد مسيرة طويلة!
ربيع الأول 1429هـ
حياتنا بين الظلام والضباب والضياء..
( تأملات )
إكرام الزيد
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى