رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الشروط المتفق عليها لصحة الأذان
الحمد لله,والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه ومن والآه.
أمَّا بعدُ:
إن الأعمال التي يُراد فعلها على الوجه الصحيح والأسلم لابد من أن تكون حسب المواصفات والشروط،وإلا فإن العمل لم يؤدى بأكمل وجه، ولأن الأذان من أجلِّ العبادات وأنفعها، ولأنه يعلن رسالة التوحيد في اليوم والليلة خمس مرات، فإنه لابد من أن تتوفر فيه شروط الصحة, و إلا فإنه لم يؤدي الرسالة المطلوبة منه، بل إنه لا يصح أن يكون بغير شروط الصحة، وإننا في هذا المبحث القصير سنتكلم عن بعض الشروط التي لا يكون الأذان صحيحاً إلا بعد توفرها، فإليك أخي الكريم هذه الشروط:
1- الشروط المتفق عليها:
الأول: دخول وقت الصلاة.
اتفق الفقهاءُ على أنه يُشترط لصحة الأذان والإقامة دخول وقت الصلاة المفروضة، فلا يصحُّ الأذان ولا الإقامة قبل دخول الوقت، وأنه إذا أذن قبل دخول وقت الصلاة أعاد الأذان بعد دخول الوقت، إلا إذا صلى النَّاسُ في الوقت وكان الأذانُ قبله فلا يُعَاد(1).
الأدلة على ذلك:
1- حديث ابن عمر-رضي الله عنه-:" أن بلالاً أذن قبل طلوع الفجر فأمره النبي-صلى الله عليه وسلم- أن يرجع فينادي: ألا إن العبد نام، ألا إن العبد نام"(2). وجه الدلالة أن النبي-صلى الله عليه وسلم-علّق الأمر بالأذان على حضور الصلاة، وحضورها يكون بدخول وقتها.
2- عن جابر بن سَمُرة-رضي الله عنه-قال:" كان بلالٌ يؤذن إذا دحضت(3)،فلا يقيم حتى يخرج النبي-صلى الله عليه وسلم-، فإذا خرج أقام الصلاة حين يراه"(4) .
3- وعن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:"الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن..."5. والدلالة أن المؤذن مؤتمن على أوقات الصلاة، وفي الأذان قبل الوقت إظهار للخيانة فيما ائتمن فيه"(6).
الثاني: خلوّ الأذان والإقامة من اللّحن:
تعريف اللحن: يأتي على الخطأ في الإعراب، وترك الصواب في القراءة والنشيد ونحو ذلك، يقال: فلان لَحّانٌ ولَحّانةٌ، أي : يخطئ، والتلحين: التخطئة.
ويأتي بمعنى الأصوات المصوغة الموضوعة التي فيها تغريد وتطريب، وجمعه ألحان ولحون، يقال: لحن في قراءته إذا غرّد وطرب فيها بألحان. والتطريب في الصوت: مدّه وتحسينه"(7).
حكم اللحن في الأذان والإقامة:
ينقسم اللحن-سواء ما كان بالمعنى الأول وهو الخطأ في الإعراب، أو المعنى الثاني الذي هو التمطيط والتطريب-إلى قسمين:
الأول: اللحن الذي يتغيّربه المعنى: وهذا اتفق الفقهاء على أنه إذا كان اللحن يحيل المعنى، فإنه يحرم ويبطل الأذان(8)، لأن الأذان إنما المقصود به النداء إلى الصلاة، فلا بدَّ من تفهيم ألفاظه للسامع، واللّحن المحيل للمعنى يخرجه عن الإفهام(9).
قال الشيخ علي محفوظ: " من البدع المكروهة تحريماً التلحين في الأذان، وهو التطريب- أي التغني به- بحيث يؤدي إلى تغيير كلمات الأذان وكيفياتها بالحركات والسكنات، ونقص بعض حروفها، أو زيادة فيها؛ محافظة على توقيع الألحان، فهذا لا يحل إجماعاً في الأذان، كما لا يحل في قراءة القرآن"(10). قال ابن الجوزي:" كره مالك بن أنس وغيره من العلماء التلحين في الأذان كراهية شديدة؛ لأنه يخرجه عن موضع التعظيم إلى مُشابهة الغناء"(11). والتلحين الذي بمعنى التطريب والتغني قد تجافاه السلف، وإنما أحدث بعدهم، كإمالةِ حروفِ الأذانِ وإفراط المدِّ فيه، أو التَّأذين بالألحان مما يُشبه الغناء، فهذا لا يحلُّ باتفاقِ الفُقهاء(12).
وروي أنَّ مُؤذِّناً أذن فطرب في أذانه، فقال له عمر بن عبد العزيز: أذِّن أذاناً سمحاً وإلا فاعتزلنا"(13).
أمثلة على هذا اللحن:
1- مد همزة "آلله" لأنه استفهام.
2- مد همزة" أكبر".
3- مدّ الباء من " أكبر" فيصير جمع كَبَر بفتح الباء وهو الطبل، لأنه يجعل فيها ألفاً.
4- الوقف على" لا إله" ويبتدئ "إلا الله".
الثاني: اللَّحن الذي لا يتغيرُ به المعنى: يرى جمهورُ الفُقهاء من الحنفيَّة والمالكيَّة والشافعيَّة والحنابلة على الأصحِّ، أنَّ اللَّحْنَ إذا كانَ لا يُحِيلُ المعنى، فإنَّهُ يَصِحُّ معه الأذانُ مع الكراهةِ، وذلكَ لأنَّ المقصودَ من الأذانِ الإعلامُ ويحصل به، ولأنه يأتي به مرتباً فيصح كغيره(14).
أمثلة على هذا اللحن:
1- عدم إدغام تنوين" محمد" في الراء بعدها.
2- فتح النون من "أن لا إله إلّا الله".
3- الزيادة عن مقدار المدّ الطبيعي في لفظ" إله" زيادة فاحشة.
4- إشباع الفتحة من "إله" فتكون ألفاً فيقول"إلهاً".
5- الإتيان بهاء زائدة بعد الهاء من "إله".
6- وغيرها من الأمثلة : كضم" محمد" وإدغام" حيّ" وفتح الراء في " أكبر" الأولى،، وقلب الألف هاءً من " الله". وإدغام الهاء في الشين في كلمة" أشهد" فتنطق" أشَّد". كل هذه تلحق باللحن المكروه وهو غير المحيل للمعنى.
قال الشيخ ابن باز:"ينبغي للمؤذن أن يصون الأذان من اللحن والتلحين . واللحن كونه يخل بالإعراب ، كان يقول : أشهد أن محمداً رسولَ الله بفتح اللام ، بل يجب ضم لام ( رسول الله ) ؛ لأن رسول الله خبر أنَّ مرفوع، فإن نصب ( اللام ) كان ذلك من اللحن الممنوع ، وإن كان لا يخلُّ بالمعنى في الحقيقة ، ولا يمنع صحة الأذان؛ لأنَّ مقصودَ المؤذِّنِ : هو الإخبار بأنَّ مُحمَّداً-صلى الله عليه وسلم-هو رسول الله؛ ولأنَّ بعضَ العرب ينصب المعمولين ، لكن ذلك لحنٌ عندَ أكثر العربِ .
وأما التَّلحين: فهو التَّطويلُ والتَّمطيطُ ، وهو مكروهٌ في الأذانِ والإقامةِ.(15)
الثالث: أداء الأذان باللغة العربية:
اتفق الفقهاء- في الجملة- على أنه يُشترط لصحة الأذان والإقامة أدائهما باللغة العربية، فلا يصح أدائهما بغيرِ اللُّغةِ العربيَّةِ، إلا ما رُوي عن أبي حنيفةَ بجوازِ ذلكَ إذا علم أنه أذان وإلا لم يجز.
واشتراط أداء الأذان والإقامة باللغة العربية هو قول جمهور الحنفية، وظاهر مذهب المالكية، وهو قول الشافعية والحنابلة. إلا أن الشافعية قيدوا هذا الاشتراط في حالة وجود من يحسن العربية، فإن لم يوجد من يحسنها صحَّا، وكذلك إن كان يؤذن أو يقيم لنفسه وهو لا يحسن العربية وقد وافقهم بعض الحنابلة فيمن يؤذن أو يقيم لنفسه مع عجزه عن العربية. واستدلَّ على اشتراط اللغة العربية لصحةِ الأذانِ والإقامةِ بما يلي:
1- أن الأذان والإقامة وردا بلسانٍ عربيِّ في الأحاديث الدالّة على بدء مشروعيتهما ولم ترد بغير اللغة العربية، ومنها حديث عبد الله بن زيد أنه أري الأذان في المنام، وأنه بالعربية.
2- قياساً على أذكار الصلاة، فكما أنها لا تصح بغير العربية، فكذلك الأذان والإقامة؛ لأن كلَّاً منهما يُراد به التعبُّد(16)
إن هذه الشروط المتفق عليها بين الفقهاء لصحة الأذان، يجب على المؤذن أن يُراعيها وأن يلتزم بها لكي يكونَ أذانه صحيحاً، ثم إنَّ عليه أن ينتبه للحن المحيل عن المعنى فإنه لا يصح معه الأذان، بل يكون باطلاً، ومما يؤسف له اليوم أن تسمع العشرات من المؤذنين بل المئات في معظم البلاد الإسلامية والعربية ممن يلحن في الأذان بهذا اللحن – أي اللحن المحيل عن المعنى- ثم لا تجد من ينصحه أو يغير عليه, بل يستمر سنوات على هذا اللحن، وهذا من الخطأ الذي يجب على إمام المسجد أو المسئول المباشر على المسجد أن يتنبه لهذا الأمر ، فيقوم بتغييره، أو تعليمه، وهذا من أمور الدين التي لا يصح السكوت عنها؛ لأنه يسكت على أذان غير صحيح.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين،،
1 - المجموع(3/95)، والمغني(2/62).
2 - رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.
3 - أي زالت الشمس.(النهاية(2/98)
4 - صحيح مسلم(1/354)(606).
5 - رواه أبو داود، وصححه الألباني كما في "صحيح الجامع" حديث(2787).
6 - أحكام الأذان والإقامة".
7 - الصحاح(1/259).
8 - فتح القدير(1/150).
9 - راجع: أحكام الأذان والإقامة ص(163).
10 - "الإبداع" ص(176)
11 - تلبيس إبليس(ص152).
12 - أحكام الأذان ص (163).
13 - رواه ابن أبي شيبة (1/229). وقد أورده البخاري تعليقاً مجزوماً به في باب رفع الصوت بالنداء.
14 - أحكام الأذان ص(164).
15 -راجع: مجموع الفتاوى – الجزء العاشر.
الحمد لله,والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه ومن والآه.
أمَّا بعدُ:
إن الأعمال التي يُراد فعلها على الوجه الصحيح والأسلم لابد من أن تكون حسب المواصفات والشروط،وإلا فإن العمل لم يؤدى بأكمل وجه، ولأن الأذان من أجلِّ العبادات وأنفعها، ولأنه يعلن رسالة التوحيد في اليوم والليلة خمس مرات، فإنه لابد من أن تتوفر فيه شروط الصحة, و إلا فإنه لم يؤدي الرسالة المطلوبة منه، بل إنه لا يصح أن يكون بغير شروط الصحة، وإننا في هذا المبحث القصير سنتكلم عن بعض الشروط التي لا يكون الأذان صحيحاً إلا بعد توفرها، فإليك أخي الكريم هذه الشروط:
1- الشروط المتفق عليها:
الأول: دخول وقت الصلاة.
اتفق الفقهاءُ على أنه يُشترط لصحة الأذان والإقامة دخول وقت الصلاة المفروضة، فلا يصحُّ الأذان ولا الإقامة قبل دخول الوقت، وأنه إذا أذن قبل دخول وقت الصلاة أعاد الأذان بعد دخول الوقت، إلا إذا صلى النَّاسُ في الوقت وكان الأذانُ قبله فلا يُعَاد(1).
الأدلة على ذلك:
1- حديث ابن عمر-رضي الله عنه-:" أن بلالاً أذن قبل طلوع الفجر فأمره النبي-صلى الله عليه وسلم- أن يرجع فينادي: ألا إن العبد نام، ألا إن العبد نام"(2). وجه الدلالة أن النبي-صلى الله عليه وسلم-علّق الأمر بالأذان على حضور الصلاة، وحضورها يكون بدخول وقتها.
2- عن جابر بن سَمُرة-رضي الله عنه-قال:" كان بلالٌ يؤذن إذا دحضت(3)،فلا يقيم حتى يخرج النبي-صلى الله عليه وسلم-، فإذا خرج أقام الصلاة حين يراه"(4) .
3- وعن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:"الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن..."5. والدلالة أن المؤذن مؤتمن على أوقات الصلاة، وفي الأذان قبل الوقت إظهار للخيانة فيما ائتمن فيه"(6).
الثاني: خلوّ الأذان والإقامة من اللّحن:
تعريف اللحن: يأتي على الخطأ في الإعراب، وترك الصواب في القراءة والنشيد ونحو ذلك، يقال: فلان لَحّانٌ ولَحّانةٌ، أي : يخطئ، والتلحين: التخطئة.
ويأتي بمعنى الأصوات المصوغة الموضوعة التي فيها تغريد وتطريب، وجمعه ألحان ولحون، يقال: لحن في قراءته إذا غرّد وطرب فيها بألحان. والتطريب في الصوت: مدّه وتحسينه"(7).
حكم اللحن في الأذان والإقامة:
ينقسم اللحن-سواء ما كان بالمعنى الأول وهو الخطأ في الإعراب، أو المعنى الثاني الذي هو التمطيط والتطريب-إلى قسمين:
الأول: اللحن الذي يتغيّربه المعنى: وهذا اتفق الفقهاء على أنه إذا كان اللحن يحيل المعنى، فإنه يحرم ويبطل الأذان(8)، لأن الأذان إنما المقصود به النداء إلى الصلاة، فلا بدَّ من تفهيم ألفاظه للسامع، واللّحن المحيل للمعنى يخرجه عن الإفهام(9).
قال الشيخ علي محفوظ: " من البدع المكروهة تحريماً التلحين في الأذان، وهو التطريب- أي التغني به- بحيث يؤدي إلى تغيير كلمات الأذان وكيفياتها بالحركات والسكنات، ونقص بعض حروفها، أو زيادة فيها؛ محافظة على توقيع الألحان، فهذا لا يحل إجماعاً في الأذان، كما لا يحل في قراءة القرآن"(10). قال ابن الجوزي:" كره مالك بن أنس وغيره من العلماء التلحين في الأذان كراهية شديدة؛ لأنه يخرجه عن موضع التعظيم إلى مُشابهة الغناء"(11). والتلحين الذي بمعنى التطريب والتغني قد تجافاه السلف، وإنما أحدث بعدهم، كإمالةِ حروفِ الأذانِ وإفراط المدِّ فيه، أو التَّأذين بالألحان مما يُشبه الغناء، فهذا لا يحلُّ باتفاقِ الفُقهاء(12).
وروي أنَّ مُؤذِّناً أذن فطرب في أذانه، فقال له عمر بن عبد العزيز: أذِّن أذاناً سمحاً وإلا فاعتزلنا"(13).
أمثلة على هذا اللحن:
1- مد همزة "آلله" لأنه استفهام.
2- مد همزة" أكبر".
3- مدّ الباء من " أكبر" فيصير جمع كَبَر بفتح الباء وهو الطبل، لأنه يجعل فيها ألفاً.
4- الوقف على" لا إله" ويبتدئ "إلا الله".
الثاني: اللَّحن الذي لا يتغيرُ به المعنى: يرى جمهورُ الفُقهاء من الحنفيَّة والمالكيَّة والشافعيَّة والحنابلة على الأصحِّ، أنَّ اللَّحْنَ إذا كانَ لا يُحِيلُ المعنى، فإنَّهُ يَصِحُّ معه الأذانُ مع الكراهةِ، وذلكَ لأنَّ المقصودَ من الأذانِ الإعلامُ ويحصل به، ولأنه يأتي به مرتباً فيصح كغيره(14).
أمثلة على هذا اللحن:
1- عدم إدغام تنوين" محمد" في الراء بعدها.
2- فتح النون من "أن لا إله إلّا الله".
3- الزيادة عن مقدار المدّ الطبيعي في لفظ" إله" زيادة فاحشة.
4- إشباع الفتحة من "إله" فتكون ألفاً فيقول"إلهاً".
5- الإتيان بهاء زائدة بعد الهاء من "إله".
6- وغيرها من الأمثلة : كضم" محمد" وإدغام" حيّ" وفتح الراء في " أكبر" الأولى،، وقلب الألف هاءً من " الله". وإدغام الهاء في الشين في كلمة" أشهد" فتنطق" أشَّد". كل هذه تلحق باللحن المكروه وهو غير المحيل للمعنى.
قال الشيخ ابن باز:"ينبغي للمؤذن أن يصون الأذان من اللحن والتلحين . واللحن كونه يخل بالإعراب ، كان يقول : أشهد أن محمداً رسولَ الله بفتح اللام ، بل يجب ضم لام ( رسول الله ) ؛ لأن رسول الله خبر أنَّ مرفوع، فإن نصب ( اللام ) كان ذلك من اللحن الممنوع ، وإن كان لا يخلُّ بالمعنى في الحقيقة ، ولا يمنع صحة الأذان؛ لأنَّ مقصودَ المؤذِّنِ : هو الإخبار بأنَّ مُحمَّداً-صلى الله عليه وسلم-هو رسول الله؛ ولأنَّ بعضَ العرب ينصب المعمولين ، لكن ذلك لحنٌ عندَ أكثر العربِ .
وأما التَّلحين: فهو التَّطويلُ والتَّمطيطُ ، وهو مكروهٌ في الأذانِ والإقامةِ.(15)
الثالث: أداء الأذان باللغة العربية:
اتفق الفقهاء- في الجملة- على أنه يُشترط لصحة الأذان والإقامة أدائهما باللغة العربية، فلا يصح أدائهما بغيرِ اللُّغةِ العربيَّةِ، إلا ما رُوي عن أبي حنيفةَ بجوازِ ذلكَ إذا علم أنه أذان وإلا لم يجز.
واشتراط أداء الأذان والإقامة باللغة العربية هو قول جمهور الحنفية، وظاهر مذهب المالكية، وهو قول الشافعية والحنابلة. إلا أن الشافعية قيدوا هذا الاشتراط في حالة وجود من يحسن العربية، فإن لم يوجد من يحسنها صحَّا، وكذلك إن كان يؤذن أو يقيم لنفسه وهو لا يحسن العربية وقد وافقهم بعض الحنابلة فيمن يؤذن أو يقيم لنفسه مع عجزه عن العربية. واستدلَّ على اشتراط اللغة العربية لصحةِ الأذانِ والإقامةِ بما يلي:
1- أن الأذان والإقامة وردا بلسانٍ عربيِّ في الأحاديث الدالّة على بدء مشروعيتهما ولم ترد بغير اللغة العربية، ومنها حديث عبد الله بن زيد أنه أري الأذان في المنام، وأنه بالعربية.
2- قياساً على أذكار الصلاة، فكما أنها لا تصح بغير العربية، فكذلك الأذان والإقامة؛ لأن كلَّاً منهما يُراد به التعبُّد(16)
إن هذه الشروط المتفق عليها بين الفقهاء لصحة الأذان، يجب على المؤذن أن يُراعيها وأن يلتزم بها لكي يكونَ أذانه صحيحاً، ثم إنَّ عليه أن ينتبه للحن المحيل عن المعنى فإنه لا يصح معه الأذان، بل يكون باطلاً، ومما يؤسف له اليوم أن تسمع العشرات من المؤذنين بل المئات في معظم البلاد الإسلامية والعربية ممن يلحن في الأذان بهذا اللحن – أي اللحن المحيل عن المعنى- ثم لا تجد من ينصحه أو يغير عليه, بل يستمر سنوات على هذا اللحن، وهذا من الخطأ الذي يجب على إمام المسجد أو المسئول المباشر على المسجد أن يتنبه لهذا الأمر ، فيقوم بتغييره، أو تعليمه، وهذا من أمور الدين التي لا يصح السكوت عنها؛ لأنه يسكت على أذان غير صحيح.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين،،
1 - المجموع(3/95)، والمغني(2/62).
2 - رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.
3 - أي زالت الشمس.(النهاية(2/98)
4 - صحيح مسلم(1/354)(606).
5 - رواه أبو داود، وصححه الألباني كما في "صحيح الجامع" حديث(2787).
6 - أحكام الأذان والإقامة".
7 - الصحاح(1/259).
8 - فتح القدير(1/150).
9 - راجع: أحكام الأذان والإقامة ص(163).
10 - "الإبداع" ص(176)
11 - تلبيس إبليس(ص152).
12 - أحكام الأذان ص (163).
13 - رواه ابن أبي شيبة (1/229). وقد أورده البخاري تعليقاً مجزوماً به في باب رفع الصوت بالنداء.
14 - أحكام الأذان ص(164).
15 -راجع: مجموع الفتاوى – الجزء العاشر.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى