رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
* قال ابن سواك : كنا عند أبي نصر بشر بن الحارث في الشارع، قال : فوقفت عليه جارية ما رأينا أحسن منها فقالت : يا شيخ أين مكان باب حرب ؟ قال فقال لها : هذا الباب الذي يقال له باب حرب ، ثم جاء بعدها غلام ما رأينا أحسن منه . قال فسأله فقال : يا شيخ أين مكان باب حرب ؟ فاطرق بشر فزاد عليه الغلام في السؤال ، قال : فغمض عينيه . فقلنا للغلام : تعال إيش تريد ؟ فقال : باب حرب ، قلنا : بين يديك ، قال: فلما غاب ، قلنا لأبي نصر ، يا أبا نصر: جاءتك جارية فأجبتها وكلمتها ، وجاءك غلام فلم تكلمه؟ قال فقال : نعم يروى عن سفيان الثوري أنه قال : مع الجارية شيطان، ومع الغلام شيطانان ، فخشيت على نفسي من شيطانيه .
(2/87- 88)
* عن المحترق البصري قال : رأيت إبليس في النوم فقلت له : كيف رأيتنا عزفنا عن الدنيا , ولذاتها , وأموالها , فليس لك إلينا طريق؟ فقال : كيف رأيت ما اشتملت به قلوبكم باستماع السماع , ومعاشرة الأحداث ؟ .
( 14 / 429 )
* قال أبو علي - الروذباري - : سمعت جنيداً يقول : جاء رجل إلى أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ومعه غلام حسن الوجه فقال له : من هذا ؟ قال : ابني ، فقال أحمد : لا تجيء به معك مرة أخرى ، فلما قام قيل له : أيد الله الشيخ إنه رجل مستور وابنه أفضل منه . فقال أحمد : الذي قصدنا إليه من هذا الباب ليس يمنع منه سترهما، على هذا رأينا أشياخنا وبه خبرونا عن أسلافهم . (5/230)
* قال أبو علي الروذباري : قال لي أبو العباس أحمد المؤدب : يا أبا علي من أين أخذ صوفية عصرنا هذا الأنس بالأحداث ؟ فقلت له : يا سيدي أنت بهم أعرف ، وقد تصحبهم السلامة في كثير من الأمور ، فقال : هيهات يا أبا علي قد رأينا من كان أقوى إيماناً منهم ، إذا رأى الحدث قد أقبل يفر كفراره من الزحف ، وإنما ذلك على حسب الأوقات التي تغلب الأحوال على أهلها ، فيأخذها عن تصرف الطباع ما أكبر الخطر ، ما أكثر الغلط .
(5/230)
* عن إسماعيل بن إسحاق القاضي قال : دخلت على المعتضد وعلى رأسه أحداث روم صباح الوجوه , فنظرت إليهم فرأني المعتضد وأنا أتأملهم , فلما أردت القيام أشار إلي فمكثت ساعة , فلما خلا قال: أيها القاضي , والله ما حللت سراويلي على حرام قط .
( 4 / 404 )
* عن أحمد بن صالح أنه كان لا يحدث إلا ذا لحية , ولا يترك أمرد يحضر مجلسه , فلما حمل أبو داود السجستاني ابنه إليه ليسمع منه , وكان إذ ذاك أمرد أنكر أحمد بن صالح على أبي داود إحضاره ابنه المجلس , فقال له أبو داود : وهو وإن كان أمرد أحفظ من أصحاب اللحى , فامتحنه بما أردت , فسأله عن أشياء أجابه بن أبي داود عن جميعها , فحدثه حينئذ , ولم يحدث أمرد غيره .
( 4 / 201)
* عن منصور البرمكي قال : كانت لهارون الرشيد جارية غلامية تصب على يده وتقف رأسه , وكان المأمون يعجب بها وهو أمرد فبينا هي تصب على هارون من أبريق معها والمأمون مع هارون قد قابل بوجهه وجه الجارية إذ أشار إليها بقبلة فزبرته بحاجبها , وأبطأت عن الصب في مهلة ما بين ذلك , فنظر إليها هارون فقال : ما هذا ؟ فتلكأت عليه فقال : ضعي ما معك على كذا إن لم تخبريني لأقتلنك , فقالت : أشار إليَّ عبد الله بقبلة , فالتفت إليه , وإذا هو قد نزل به من الحياء والرعب ما رحمه منه فاعتنقه , وقال : أتحبها ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين , فقال : قم فادخل بها في تلك القبلة , فقام ففعل , فقال له هارون : قل في هذا شعراً فانشأ يقول:
ظبي كنيت بطرفي عن الضمير إليـه
قبلته من بعيـد فاعتل من شفتيـه
ورد أخــبث رد بالكسر من حاجبيه
فما برحت مكاني حتى قدرت عليـه
( 10 / 185 )
* عن أبي حنيفة قال : كان أبو الهذيل المعتزلي يجيء , فيشرب عند ابن لعثمان بن عبد الوهاب ، قال : فراود غلاماً في الكنيف ، قال : فأخذ الغلام توراً (سفا ذرويه ) فضرب به رأسه ، فدخل في رأسه،فصار طوقاً في عنقه،قال : فبعثوا إلى حداد ففك عنه.
( 3/ 369)
* عن الشافعي قال : حفظت القرآن , وأنا ابن سبع سنين ، وحفظت الموطأ , وأنا ابن عشر سنين .
( 2 / 63 )
* لما انصرف قتيبة بن سعيد إلى الري سألوه أن يحدثهم , فامتنع وقال : أحدثكم بعد أن حضر مجالسي أحمد بن حنبل , ويحيى بن معين , وعلي بن المديني , وأبو بكر بن أبي شيبة , وأبو خيثمة , قالوا له : فإن عندنا غلاماً يسرد كل ما حدثت به مجلساً مجلساً , قم يا أبا زرعة , فقام أبو زرعة , فسرد كل ما حدث به قتيبة , فحدثهم قتيبة .
( 10 /333 )
* عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري قال : كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث ؟ قال : ألهمت حفظ الحديث , وأنا في الكتاب . قال : وكم أتى عليك إذ ذاك ؟ قال : عشرين سنين , أو أقل , ثم خرجت من الكتاب بعد العشر , فجعلت أختلف إلى الداخلي , وغيره , وقال يوماً فيما كان يقرأ للناس : سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم , فقلت له : يا أبا فلان إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم , فانتهرني , فقلت له : ارجع إلى الأصل إن كان عندك ، فدخل , ونظر فيه , ثم خرج فقال لي : كيف هو يا غلام ؟ قلت : هو الزبير بن عدي عن إبراهيم , فأخذ القلم مني وأحكم كتابه , فقال : صدقت , فقال له بعض أصحابه : ابن كم كنت إذ رددت عليه ؟ فقال : ابن إحدى عشرة, فلما طعنت في ست عشرة سنة ، حفظت كتب ابن المبارك , ووكيع , وعرفت كلام هؤلاء , ثم خرجت مع أمي و أخي أحمد إلى مكة ، فلما حججت رجع أخي بها , وتخلفت في طلب الحديث ، فلما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة , والتابعين , وأقاويلهم , و ذلك أيام عبيد الله بن موسى .
( 2/6 )
* عن أبي حنيفة قال : لما أردت طلب العلم جعلت أتخير العلوم , وأسأل عن عواقبها فقيل لي : تعلم القرآن , فقلت : إذا تعلمت القرآن وحفظته فما يكون آخره ؟ قالوا : تجلس في المسجد ويقرأ عليك الصبيان والأحداث , ثم لا تلبث أن يخرج فيهم من هو أحفظ منك أو يساويك في الحفظ , فتذهب رياستك . قلت : فإن سمعت الحديث , وكتبته حتى لم يكن في الدنيا أحفظ مني . قالوا : إذا كبرت وضعفت حدثت , واجتمع عليك الأحداث والصبيان , ثم لا تأمن أن تغلط فيرمونك بالكذب فيصير عاراً عليك في عقبك , فقلت : لا حاجة لي في هذا
( 13 / 331 )
* عن التنوخي قال أخبرنا أبي حدثني أبي قال : سمعت أبي ينشد يوماً ولي إذ ذاك خمسة عشر سنة بعض قصيدة دعبل الطويلة التي يفخر فيها باليمن , ويعد مناقبهم , ويرد على الكميت فيها فخره بنزار, فأولها :
أفيقي من ملامـك يا ظعينا كفـاك اللـوم مر الأربعيـنا
وهي نحو ستمائة بيت , فاشتهيت حفظها لما فيها من مفاخر اليمن أهلي , فقلت له : سيدي تخرجها لي حتى أحفظها فدافعني , فألححت عليه , فقال : كأني بك تأخذها فتحفظ منها خمسين بيتاً أو مائة بيت , ثم ترمى بالكتاب , وتخلقه عليّ , فقلت : ادفعها إلىَّ , فأخرجها, وسلمها إليّ , وقد كان كلامه أثر فيَّ , فدخلت حجرة لي كانت برسمي من داره , فخلوت فيها , ولم أتشاغل يومي وليلتي بشيء غير حفظها , فلما كان في السحر كنت قد فرغت من جميعها , وأتقنتها , فخرجت إليه غدوة على رسمي , فجلست بين يديه , فقال هية كم حفظت من قصيدة دعبل ؟ فقلت : قد حفظتها بأسرها , فغضب , وقد رأني قد كذبته , وقال : هاتها , فأخرجت الدفتر من كمي , وفتحته , فنظر فيه , وأنا أنشد إلى أن مضيت في أكثر من مائة بيت , فصفح منها عدة أوراق, وقال أنشد من هاهنا فأنشدته إلى أن مضيت في أكثر من مائة بيت آخر , فصفح إلى أن قارب آخرها بمائة بيت , وقال : انشد من هاهنا , فأنشدته من مائة بيت منها إلى آخرها , فهاله ما رآه من حسن حفظي فضمني إليه , وقبل رأسي وعيني , وقال : بالله يا بني لا تخبر بهذا أحداً؛ فإني أخاف عليك العين .
( 12 / 78 - 79 )
* عن محمد بن يحيى العلوي الزيدي قال : كان المتنبي وهو صبي ينزل في جواري بالكوفة , وكان يعرف أبوه بعبدان السقا يسقي لنا, ولأهل المحلة , ونشأ وهو محب للعلم والأدب , فطلبه وصحب الأعراب في البادية , فجاءنا بعد سنين بدوياً قحاً , وقد كان تعلم الكتابة والقراءة , فلزم أهل العلم والأدب , وأكثر ملازمة الوراقين , فكان علمه من دفاترهم , فأخبرني وراق كان يجلس إليه يوماً قال لي : ما رأيت أحفظ من هذا الفتى ابن عبدان قط ! فقلت له : كيف ؟ فقال: كان اليوم عندي , وقد أحضر رجل كتاباً من كتب الأصمعي - سماه الوراق , وأنسيه أبو الحسن - يكون نحو ثلاثين ورقة ليبيعه , قال: فأخذ ينظر فيه طويلاً , فقال له الرجل : يا هذا أريد بيعه , وقد قطعتني عن ذلك فإن كنت تريد حفظه من هذه المدة , فبعيد , فقال له: إن كنت حفظته , فما لي عليك ؟ قال : أهب لك الكتاب , قال : فأخذت الدفتر من يده , فأقبل يتلوه علي إلى أخره , ثم استلبه فجعله في كمه , وقام , فعلق به صاحبه وطالبه بالثمن , فقال : ما إلى ذلك سبيل قد وهبته لي , قال : فمنعانه منه , وقلنا له : أنت شرطت على نفسك هذا للغلام , فتركه عليه .
( 4 / 102 - 103 )
* عن عبد الله بن محمد بن اللبان قال : أحضرت عند أبي بكر بن المقرئ , ولي أربع سنين , فأرادوا أن يسمعوا لي فيما حضرت قراءته فقال بعضهم : إنه يصغر عن السماع , فقال لي ابن المقرئ : اقرأ سورة الكافرين , فقرأتها , فقال اقرأ سورة التكوير , فقرأتها , فقال لي غيره : اقرأ سورة المرسلات فقرأتها , ولم أغلط فيها , فقال ابن المقرئ : سمعوا له والعهدة علي , ثم قال : سمعت أبا صالح صاحب أبي مسعود يقول : سمعت أبا مسعود أحمد بن الفرات يقول : أتعجب من إنسان يقرأ سورة المرسلات عن ظهر قلبه , ولا يغلط فيها , وحكى أن أبا مسعود ورد أصبهان , ولم يكن كتبه معه , فأملى كذا كذا ألف حديث عن ظهر قلبه ,فلما وصلت الكتب إليه,قوبلت بما أملى فلم يختلف إلا في مواضع يسيرة.
( 10/144)
(2/87- 88)
* عن المحترق البصري قال : رأيت إبليس في النوم فقلت له : كيف رأيتنا عزفنا عن الدنيا , ولذاتها , وأموالها , فليس لك إلينا طريق؟ فقال : كيف رأيت ما اشتملت به قلوبكم باستماع السماع , ومعاشرة الأحداث ؟ .
( 14 / 429 )
* قال أبو علي - الروذباري - : سمعت جنيداً يقول : جاء رجل إلى أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ومعه غلام حسن الوجه فقال له : من هذا ؟ قال : ابني ، فقال أحمد : لا تجيء به معك مرة أخرى ، فلما قام قيل له : أيد الله الشيخ إنه رجل مستور وابنه أفضل منه . فقال أحمد : الذي قصدنا إليه من هذا الباب ليس يمنع منه سترهما، على هذا رأينا أشياخنا وبه خبرونا عن أسلافهم . (5/230)
* قال أبو علي الروذباري : قال لي أبو العباس أحمد المؤدب : يا أبا علي من أين أخذ صوفية عصرنا هذا الأنس بالأحداث ؟ فقلت له : يا سيدي أنت بهم أعرف ، وقد تصحبهم السلامة في كثير من الأمور ، فقال : هيهات يا أبا علي قد رأينا من كان أقوى إيماناً منهم ، إذا رأى الحدث قد أقبل يفر كفراره من الزحف ، وإنما ذلك على حسب الأوقات التي تغلب الأحوال على أهلها ، فيأخذها عن تصرف الطباع ما أكبر الخطر ، ما أكثر الغلط .
(5/230)
* عن إسماعيل بن إسحاق القاضي قال : دخلت على المعتضد وعلى رأسه أحداث روم صباح الوجوه , فنظرت إليهم فرأني المعتضد وأنا أتأملهم , فلما أردت القيام أشار إلي فمكثت ساعة , فلما خلا قال: أيها القاضي , والله ما حللت سراويلي على حرام قط .
( 4 / 404 )
* عن أحمد بن صالح أنه كان لا يحدث إلا ذا لحية , ولا يترك أمرد يحضر مجلسه , فلما حمل أبو داود السجستاني ابنه إليه ليسمع منه , وكان إذ ذاك أمرد أنكر أحمد بن صالح على أبي داود إحضاره ابنه المجلس , فقال له أبو داود : وهو وإن كان أمرد أحفظ من أصحاب اللحى , فامتحنه بما أردت , فسأله عن أشياء أجابه بن أبي داود عن جميعها , فحدثه حينئذ , ولم يحدث أمرد غيره .
( 4 / 201)
* عن منصور البرمكي قال : كانت لهارون الرشيد جارية غلامية تصب على يده وتقف رأسه , وكان المأمون يعجب بها وهو أمرد فبينا هي تصب على هارون من أبريق معها والمأمون مع هارون قد قابل بوجهه وجه الجارية إذ أشار إليها بقبلة فزبرته بحاجبها , وأبطأت عن الصب في مهلة ما بين ذلك , فنظر إليها هارون فقال : ما هذا ؟ فتلكأت عليه فقال : ضعي ما معك على كذا إن لم تخبريني لأقتلنك , فقالت : أشار إليَّ عبد الله بقبلة , فالتفت إليه , وإذا هو قد نزل به من الحياء والرعب ما رحمه منه فاعتنقه , وقال : أتحبها ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين , فقال : قم فادخل بها في تلك القبلة , فقام ففعل , فقال له هارون : قل في هذا شعراً فانشأ يقول:
ظبي كنيت بطرفي عن الضمير إليـه
قبلته من بعيـد فاعتل من شفتيـه
ورد أخــبث رد بالكسر من حاجبيه
فما برحت مكاني حتى قدرت عليـه
( 10 / 185 )
* عن أبي حنيفة قال : كان أبو الهذيل المعتزلي يجيء , فيشرب عند ابن لعثمان بن عبد الوهاب ، قال : فراود غلاماً في الكنيف ، قال : فأخذ الغلام توراً (سفا ذرويه ) فضرب به رأسه ، فدخل في رأسه،فصار طوقاً في عنقه،قال : فبعثوا إلى حداد ففك عنه.
( 3/ 369)
* عن الشافعي قال : حفظت القرآن , وأنا ابن سبع سنين ، وحفظت الموطأ , وأنا ابن عشر سنين .
( 2 / 63 )
* لما انصرف قتيبة بن سعيد إلى الري سألوه أن يحدثهم , فامتنع وقال : أحدثكم بعد أن حضر مجالسي أحمد بن حنبل , ويحيى بن معين , وعلي بن المديني , وأبو بكر بن أبي شيبة , وأبو خيثمة , قالوا له : فإن عندنا غلاماً يسرد كل ما حدثت به مجلساً مجلساً , قم يا أبا زرعة , فقام أبو زرعة , فسرد كل ما حدث به قتيبة , فحدثهم قتيبة .
( 10 /333 )
* عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري قال : كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث ؟ قال : ألهمت حفظ الحديث , وأنا في الكتاب . قال : وكم أتى عليك إذ ذاك ؟ قال : عشرين سنين , أو أقل , ثم خرجت من الكتاب بعد العشر , فجعلت أختلف إلى الداخلي , وغيره , وقال يوماً فيما كان يقرأ للناس : سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم , فقلت له : يا أبا فلان إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم , فانتهرني , فقلت له : ارجع إلى الأصل إن كان عندك ، فدخل , ونظر فيه , ثم خرج فقال لي : كيف هو يا غلام ؟ قلت : هو الزبير بن عدي عن إبراهيم , فأخذ القلم مني وأحكم كتابه , فقال : صدقت , فقال له بعض أصحابه : ابن كم كنت إذ رددت عليه ؟ فقال : ابن إحدى عشرة, فلما طعنت في ست عشرة سنة ، حفظت كتب ابن المبارك , ووكيع , وعرفت كلام هؤلاء , ثم خرجت مع أمي و أخي أحمد إلى مكة ، فلما حججت رجع أخي بها , وتخلفت في طلب الحديث ، فلما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة , والتابعين , وأقاويلهم , و ذلك أيام عبيد الله بن موسى .
( 2/6 )
* عن أبي حنيفة قال : لما أردت طلب العلم جعلت أتخير العلوم , وأسأل عن عواقبها فقيل لي : تعلم القرآن , فقلت : إذا تعلمت القرآن وحفظته فما يكون آخره ؟ قالوا : تجلس في المسجد ويقرأ عليك الصبيان والأحداث , ثم لا تلبث أن يخرج فيهم من هو أحفظ منك أو يساويك في الحفظ , فتذهب رياستك . قلت : فإن سمعت الحديث , وكتبته حتى لم يكن في الدنيا أحفظ مني . قالوا : إذا كبرت وضعفت حدثت , واجتمع عليك الأحداث والصبيان , ثم لا تأمن أن تغلط فيرمونك بالكذب فيصير عاراً عليك في عقبك , فقلت : لا حاجة لي في هذا
( 13 / 331 )
* عن التنوخي قال أخبرنا أبي حدثني أبي قال : سمعت أبي ينشد يوماً ولي إذ ذاك خمسة عشر سنة بعض قصيدة دعبل الطويلة التي يفخر فيها باليمن , ويعد مناقبهم , ويرد على الكميت فيها فخره بنزار, فأولها :
أفيقي من ملامـك يا ظعينا كفـاك اللـوم مر الأربعيـنا
وهي نحو ستمائة بيت , فاشتهيت حفظها لما فيها من مفاخر اليمن أهلي , فقلت له : سيدي تخرجها لي حتى أحفظها فدافعني , فألححت عليه , فقال : كأني بك تأخذها فتحفظ منها خمسين بيتاً أو مائة بيت , ثم ترمى بالكتاب , وتخلقه عليّ , فقلت : ادفعها إلىَّ , فأخرجها, وسلمها إليّ , وقد كان كلامه أثر فيَّ , فدخلت حجرة لي كانت برسمي من داره , فخلوت فيها , ولم أتشاغل يومي وليلتي بشيء غير حفظها , فلما كان في السحر كنت قد فرغت من جميعها , وأتقنتها , فخرجت إليه غدوة على رسمي , فجلست بين يديه , فقال هية كم حفظت من قصيدة دعبل ؟ فقلت : قد حفظتها بأسرها , فغضب , وقد رأني قد كذبته , وقال : هاتها , فأخرجت الدفتر من كمي , وفتحته , فنظر فيه , وأنا أنشد إلى أن مضيت في أكثر من مائة بيت , فصفح منها عدة أوراق, وقال أنشد من هاهنا فأنشدته إلى أن مضيت في أكثر من مائة بيت آخر , فصفح إلى أن قارب آخرها بمائة بيت , وقال : انشد من هاهنا , فأنشدته من مائة بيت منها إلى آخرها , فهاله ما رآه من حسن حفظي فضمني إليه , وقبل رأسي وعيني , وقال : بالله يا بني لا تخبر بهذا أحداً؛ فإني أخاف عليك العين .
( 12 / 78 - 79 )
* عن محمد بن يحيى العلوي الزيدي قال : كان المتنبي وهو صبي ينزل في جواري بالكوفة , وكان يعرف أبوه بعبدان السقا يسقي لنا, ولأهل المحلة , ونشأ وهو محب للعلم والأدب , فطلبه وصحب الأعراب في البادية , فجاءنا بعد سنين بدوياً قحاً , وقد كان تعلم الكتابة والقراءة , فلزم أهل العلم والأدب , وأكثر ملازمة الوراقين , فكان علمه من دفاترهم , فأخبرني وراق كان يجلس إليه يوماً قال لي : ما رأيت أحفظ من هذا الفتى ابن عبدان قط ! فقلت له : كيف ؟ فقال: كان اليوم عندي , وقد أحضر رجل كتاباً من كتب الأصمعي - سماه الوراق , وأنسيه أبو الحسن - يكون نحو ثلاثين ورقة ليبيعه , قال: فأخذ ينظر فيه طويلاً , فقال له الرجل : يا هذا أريد بيعه , وقد قطعتني عن ذلك فإن كنت تريد حفظه من هذه المدة , فبعيد , فقال له: إن كنت حفظته , فما لي عليك ؟ قال : أهب لك الكتاب , قال : فأخذت الدفتر من يده , فأقبل يتلوه علي إلى أخره , ثم استلبه فجعله في كمه , وقام , فعلق به صاحبه وطالبه بالثمن , فقال : ما إلى ذلك سبيل قد وهبته لي , قال : فمنعانه منه , وقلنا له : أنت شرطت على نفسك هذا للغلام , فتركه عليه .
( 4 / 102 - 103 )
* عن عبد الله بن محمد بن اللبان قال : أحضرت عند أبي بكر بن المقرئ , ولي أربع سنين , فأرادوا أن يسمعوا لي فيما حضرت قراءته فقال بعضهم : إنه يصغر عن السماع , فقال لي ابن المقرئ : اقرأ سورة الكافرين , فقرأتها , فقال اقرأ سورة التكوير , فقرأتها , فقال لي غيره : اقرأ سورة المرسلات فقرأتها , ولم أغلط فيها , فقال ابن المقرئ : سمعوا له والعهدة علي , ثم قال : سمعت أبا صالح صاحب أبي مسعود يقول : سمعت أبا مسعود أحمد بن الفرات يقول : أتعجب من إنسان يقرأ سورة المرسلات عن ظهر قلبه , ولا يغلط فيها , وحكى أن أبا مسعود ورد أصبهان , ولم يكن كتبه معه , فأملى كذا كذا ألف حديث عن ظهر قلبه ,فلما وصلت الكتب إليه,قوبلت بما أملى فلم يختلف إلا في مواضع يسيرة.
( 10/144)
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى