خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
عندما لم يجد أعداء المرأة في دين الله ما يشبع رغباتهم غير السوية لجأوا إلى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووضع الأحاديث المكذوبة لتأييد رأيهم فقالوا : "شاورهن وخالفوهن" ، وهذا الحديث لا أصل له ، وسنده ضعيف ويتصادم مع السنة النبوية الصحيحة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم شاور زوجته أم سلمة يوم الحديبية وأخذ برأيها ، كما قلنا في مقال سابق ، ولم يخالف أم سلمة في ذلك ، وأنقذت أم سلمة المسلمين من الهلاك لعصيانهم لأمر نبيهم حينما أمرهم بذبح الهدي والحلق .
ولقد ترتب على هذا الحديث المكذوب أن عطلت مشاورة الزوجات والبنات والعمات والخالات وغيرهن .
وأما الحديث الضعيف الثاني فيدعو إلى مخالفة النساء وعدم إطاعتهن وحذر من هلاك الرجال بطاعة النساء فقالوا : هلكت الرجال حين أطاعت النساء والثابت أن الرجال نجو بطاعة رسولهم لأمر أم سلمة يوم الصلح . وقالوا ( طاعة المرأة ندامة ) وهذا أيضاً من الأحاديث الموضوعة .
قال الشيخ الغزالي رحمه الله عندما سمع الخطيب يقول : رحم الله أيام كانت المرأة فيها لا تخرج إلا ثلاث مرات : من بطن أمها للعالم ، ومن بيت أبيها للزوج ومن بين زوجها إلى القبر قال الغزالي : لا بارك الله في ذلك ، ولا أعاد الله هذا في تاريخ أمتنا أنها أيام جاهلية لا أيام إسلام ، إنها انتصار لتقاليد جائرة ، وليست امتداد للصراط المستقيم وتدحرج الأمة الإسلامية إلى العالم الثالث في ميدان العلم والتربية والإنتاج يعود كفل منه كبير إلى هذه التقاليد الزائغة . . وسمعني شخص وأنا أرسل هذا التعليق المرير فقال لي : لماذا تنكر الشعور الذي فاض به قلب واعظ مخلص؟ أو ليس يؤكد بما قال الحديث الوارد عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن المرأة لا ترى أحداً ولا يراها أحد" ثم قال : أليس ذلك تشريعاً للعزلة التي فرضها الإسلام على حياة المرأة من المهد إلى اللحد .
قال الغزالي رحمه الله للرجل إنك تحكي حديثاً منكرا ، لم يذكره كتاب سنة محترم ، إنك تحكي حديثاً يخالف ما تواتر من القرآن الكريم والأحاديث الصحاح وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين . . والوضاعون اختلقوا أحاديث تفرض الأمية على النساء وصدقهم المخدعون ، فلم يفتحوا مدرسة للبنات ، واختلقوا أحكاماً تمنع المرأة من ارتياد المساجد ، ومضوا في جهالاتهم حتى قصروا وظيفة المرأة ديناً ودنيا على الجانب الحيواني وحده . ( أ . هـ )
وقد ترتب على هذا الكذب والفهم الخاطئ أن قال الشاعر الجاهلي في عقله وشعره وأحاسيسه :
إن النساء رياحين خلقن لنا
وكلنا يشتهي شم الرياحين
يقول الدكتور القرضاوي :
هناك المقصرون في حق المرأة الذين ينظرون إليها نظرة استهانة واستعلاء فهي عندهم أحبولة الشيطان ، وشبكة إبليس في الإغواء والإضلال ، لقد حبسوها في البيت فلا تخرج لعلم ولا عمل ، ولا تساهم في أي نشاط نافع يخدم مجتمعها مهما يكن نوعه حتى صور بعضهم المرأة الصالحة بأنها لا تخرج من بيتها إلا مرتين ، مرة من بيت أبيها إلى زوجها ، ومرة من بيت زوجها إلى قبرها ثم قال : ولم يكتفوا بذلك فجاءوا بأحاديث لا خطم لها ولا أزمة ، لا يعرف لها أصل ولا سند ، أو أحاديث واهية شديدة الوهن ، أو موضوعة مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وذكر الأحاديث التي ذكرناها سابقاً ) وهكذا إخواتي المسلمات لم يجد المرضى من رجالنا في ديننا ما يمنعكن من حقوقكن السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية فوضعوا الأحاديث المكذوبة ليمنعوكن من التعليم والمشاركة في الحياة العامة والسياسية والتربوية في المجتمع المسلم فعليكن في المجلس الأعلى للمرأة أن تبحثن عن الآيات والأحاديث الصحيحة التي تعطيكن حقوقاً لم تصل إليها المرأة في أي قانون وضعي .
د . نظمي خليل أبو العطا
أخبار الخليج العدد ( 8660 ) السبت 23 رمضان 1422 هـ - 8 ديسمبر 2001م
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى