رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
هواتف الجان الجزء الرابع
يعقوب بن عبيد ، قال : مر رجل على باب قصر خرب عاد فنظر فإذا عليه مكتوب أتى الدهر منا على مطعم وكنا من الدهر في موعد فأجلى
لنا الدهر عما زعم وإذا هاتف يقول : يشيب الصغير ويفني الكبير ويبلي الشباب ويفني الهرم
فيوم رجاء ويوم بلاء ويوم يسار ويوم عدم
حدثني العباس بن هشام بن محمد عن أبيه ، عن جده ، قال : سمعت أشياخ النخع ، يذكرون قالوا : لما أصيب النخع بالقادسية سمعوا نواح الجن في واد من أودية اليمن وهم يقولون : ألا فاسلمي يا عكرم ابنة خالد وما خير زاد بالقليل المصرد فحيتك عني الشمس عند طلوعها وحياك عني كل ركب مفرد وحيتك عني عصبة نخعية حسان الوجوه آمنوا بمحمد أقاموا لكسرى يضربون جنوده بكل رقيق الشفرتين
مهند إذا ثوب الداعي أقاموا بكلكل من الموت مغبر القساطل أسود قال : فجاءهم ما أصاب النخع يوم القادسية من القتل
وحدثني العباس بن هشام ، حدثني هشام بن محمد عن أبيه ، عن محمد بن سعيد بن راشد ، مولى النخع ، عن رجل من أهل الطائف قال : لما أبطأ على عمر بن الخطاب خبر أبي عبيد بن مسعود وأصحابه وكانوا بقس الناطف اشتد همه وجعل يسأل عن خبرهم فقدم المدينة رجل من أهل الطائف فحدث في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا بواد من أودية الطائف يقال له سهر سمار فسمعوا نائحة يحسبون أنها بالقرب منهم وسمعوا نساء ينحن ويقلن : مت على الخيرات ميتة جلد وإذا ما صبرت يوم اللقاء قدس الله معركا شهدوه والملاء الأبرار خير ملاء معركا فيه ظلت الجن تبكي مبسمات الأبكار بيض الملاء كم كريم مجدل غادروه مؤمن القلب مستجاب الدعاء يقطع الليل لا ينام صلاة وجؤارا يمده ببكاء ثم يقلن : يا أبا عبيداه يا سليطاه ، قال الطائفي : فجعلنا نتبع الصوت ونسمع الأبيات وما يقلن بعدها ونحن منه في البعد على حال واحدة فقدم الطائفي على عمر فأخبره فكتب عمر اليوم الذي سمع فيه فوجدوا أبا عبيد وأصحابه قتلوا في ذلك اليوم سليط بن قيس الأنصاري كان على الناس هو وأبو عبيد
- حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، حدثنا محمد بن أنس الأسدي ، قال : مر قوم بأبرق العزاف فسمعوا هاتفا يقول : وإن امرأ دنياه أكبر همه لمستمسك منها بحبل غرور
- حدثني
محمد بن الحسين ، قال : بلغني أن سفيان الثوري كان نائما فهتف به هاتف : أخبر الناس : إن النفوس رهائن بكسوبها فاعمل فإن فكاكهن الدأب
- حدثني العباس بن هاشم ، حدثني هشام بن محمد ، عن جبلة بن مالك الغساني ، حدثني رجل من الحي قال : سمع رجل في الحي قائلا يقول على سور دمشق : ألا يالقومي للسفاهة والوهن وللعاجز الموهون والرأي ذي الأفن ولابن سعيد بينما هو قائم على قدميه خر للوجه والبطن رأى الحصن منجاة من الموت فالتجا إليه فزارته المنية في الحصن فأتى عبد الملك فأخبره فقال له : ويحك سمعها منك أحد ؟ قال : لا ، قال : ضعها تحت قدميك ثم طلب عمرو بن سعيد بعد ذلك فقتله عبد الملك
- حدثني عبد العزيز بن معاوية القرشي ، حدثنا أبو عمر الضرير ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن داود بن أبي هند ، عن سماك بن حرب ، عن جرير بن عبد الله ، قال : « إني لأسير بتستر في طريق من طرقها زمن فتحت إذ قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله قال : فسمعني هربذ من أولئك الهرابذة فقال : ما سمعت هذا الكلام من أحد منذ سمعته من السماء قال : قلت : وكيف ذلك ؟ قال : إني كنت رجلا أفد على الملوك أفد على كسرى وقيصر فوفدت عاما كسرى فخلفني في أهلي شيطان تصور على صورتي فلما قدمت لم يهش إلي أهلي كما يهش أهل الغائب على غائبهم فقلت لهم : ما شأنكم ؟ فقالوا : إنك لم تغب قال : قلت : وكيف ذلك ؟ قال : فظهر لي فقال : اختر أن يكون لك منها يوم ولي يوم وإلا أهلكتك فاخترت أن يكون له يوم ولي يوم قال فأتاني يوما فقال : إنه ممن يسترق
السمع وإن استراق السمع بيننا نوب وإن نوبتي الليلة فهل لك أن تجيء معنا قلت : نعم فلما أمسى أتاني فحملني على ظهره فإذا له معرفة كمعرفة الخنزير فقال لي : استمسك فإنك ترى أمورا وأهوالا فلا تفارقني فتهلك قال : ثم عرجوا
حتى لصقوا بالسماء قال : فسمعت قائلا يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لا يكون ، قال : فلبج بهم فوقعوا من وراء الغمرات في غياض وشجر قال : وحفظت الكلمات فلما أن أصبحت أتيت أهلي فكان إذا جاء قلتهن فيضطرب حتى يخرج من كوة
البيت فلم أزل أقولهن حتى انقطع »
حدثني عبيد الله بن جرير العتكي ، حدثنا الوليد بن هشام القحذمي ، قال : « كان عبيد بن الأبرص وأصحاب له في سفر فمروا بحية وهي تتقلب في الرمضاء
فهم بعضهم بقتلها فقال عبيد : هي إلى من يصب عليها نقطة من الماء أحوج قال : فنزل فصب عليها الماء قال : ثم إنهم مضوا فأصابهم ضلال شديد حتى ذهب عنهم الطريق قال : فبينا هم كذلك إذا هاتف يهتف بهم يقول : يا أيها الركب المضل مذهبه دونك هذا البكر منا فاركبه حتى إذا الليل تولى مغربه وسطع الفجر ولاح كوكبه فخل عنه رحله وسيبه قال : فسار به الليل حتى طلع الفجر مسيرة عشرة أيام بلياليهن فقال عبيد : يا أيها المرء قد أنجيت من غمر ومن فياف تضل الراكب الهادي هلا تخبرنا بالحق نعرفه من الذي جاد بالنعماء في الوادي ؟ فقال : أنا الشجاع الذي أبصرته رمضا في صحصح نازح يسري به صادي فجدت بالماء لما ضن
شاربه رويت منه ولم تبخل بإنجاد الخير يبقى وإن طال الزمان به والشر أخبث ما أوعيت من زاد »
حدثني المغيرة بن محمد ، حدثني هارون بن موسى ، حدثني عبد الملك بن عبد العزيز ، وغيره ، قالوا : أخر الوليد بن عبد الملك صلاة العصر بمنى حتى صارت الشمس على رءوس الجبال كالغمام فسمع صائحا من الجبال صل لا صلى الله عليك صل لا صلى الله عليك
- حدثني الحسن بن علي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زبريق ، حدثني ابن الحارث ، حدثني عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي ، أخبرني محمد بن مسلم « أن عمر بن الخطاب قال يوما لمن حضر من جلسائه : اذكروا شيئا من حديث الجن فقال رجل : يا أمير المؤمنين ، خرجت وصاحبان لي نريد الشام فأصبنا ظبية
عضباء فأدركنا راكب من خلفنا وكنا أربعة فقال : خل سبيلها فقلت : لا لعمرك لا أخلي سبيلها قال : فوالله لربما رأيتنا في هذه الطريق ونحن أكثر من عشرة فيخطف بعضنا بعضا فأذهلني ما كان يا أمير المؤمنين حتى نزلنا ديرا يقال له دير العنين فارتحلنا وهي معنا فإذا هاتف يهتف يقول : يا أيها الركب السراع الأربعه خلوا سبيل النافر المروعه مهلا عن العضبا ففي الأرض سعه ولا أقول قول كذوب إمعه . قال : فخلينا سبيلها يا أمير المؤمنين فعرض لأزمة ركابنا فأميل بنا إلى حي عظيم فأميل علينا طعام وشراب ثم مضينا حتى أتينا الشام وقضينا حوائجنا ثم رجعنا حتى إذا كنا بالمكان الذي ميل بنا إليه إذا أرض قفر
ليس بها سفر فأيقنت يا أمير المؤمنين أنهم حي من الجن فأقبلت سائرا إلى الدير فإذا هاتف يهتف : إياك لا تعجل وخذها عن ثقه أسير سير الجد يوم الحقحقه قد لاح نجم واستوى بمشرقه ذو ذنب كالشعلة المحرقه يخرج من ظلماء عسر موبقه إني امرؤ أنباؤه مصدقه فأقبلت يا أمير المؤمنين فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد ظهر ودعا إلى الإسلام فأسلمت ، قال رجل : وأنا يا أمير المؤمنين خرجت أنا وصاحب لي نريد حاجة لنا فإذا شخص راكب حتى إذا كان منا عن مزجر الكلب هتف بأعلى صوته : يا أحمد يا أحمد الله أعلى وأمجد محمد أتانا بملة توحد يدعو الملا لخير ثم إليه فاعمد فراعنا ذلك فأجابه صوت عن يساره : أنجز ما وعد من شق القمر الله أكبر النبي قد ظهر . فأقبلت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد ظهر ودعا إلى الإسلام فأسلمت فقال عمر : أنا كنت عند ذبح لهم إذ هتف هاتف من جوفه يالذريح يالذريح صائح يصيح بأمر فليح ورشد نجيح يقول : لا إله إلا الله فأقبلت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم حين ظهر ودعا إلى الإسلام فأسلمت ، وقال خريم بن فاتك : وأنا أضللت إبلا لي فخرجت في طلبهن حتى كنت بأبرق العزاف فأنخت راحلتي ثم عقلتها ثم أنشأت أقول : أعوذ بسيد هذا الوادي أعوذ بعظيم هذا الوادي ثم وضعت رأسي على جملي فإذا هاتف من الليل يهتف ويقول : ألا فعذ بالله ذي الجلال ثم اقرأ آيات من الأنفال ووحد الله ولا تبال ما هول الجن من الأهوال فانتبهت فزعا فقلت : يا أيها الهاتف ما تقول أرشد عندك أم تضليل فأجابني : هذا رسول الله ذو الخيرات بيثرب يدعو إلى النجاة ويزع الناس عن الهنات يأمر بالصوم وبالصلاة فوقع قوله في قلبي فقمت إلى جملي فحللت عقاله ثم استويت عليه وقلت : فأرشدني رشدا هديتا لا جعت ما عشت ولا عريتا بين لي الرشد الذي أوتيتا فأجابني : صاحبك الله وسلم نفسكا وعظم الأجر وأد رحلكا آمن به أفلح ربي كعبكا وابذل له حتى الممات نصركا قال : فقلت : من أنت ؟ قال : أنا مالك بن مالك سيد أهل نجد أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فآمنت به وأسلمت على يديه وأرسلني إلى جن نجد أدعوهم إلى عبادة الله عز وجل وطاعته فالحق بهم يا خريم وآمن به فأما إبلك فقد كفيتها حتى تأتيك في أهلك قال : فانطلقت حتى أتيت المدينة وجئت يوم الجمعة فوافيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب على المنبر فقلت : أنيخ بباب المسجد فإذا صلى دخلت فأخبرته الخبر فلما أنخت راحلتي
إذا أبو ذر قد خرج لي فقال : يا خريم مرحبا بك النبي صلى الله عليه وسلم بعثني إليك وهو يقول : » مرحبا قد بلغني إسلامك ادخل فصل مع الناس « فدخلت فصليت مع الناس ثم أتيته فأخبرته الخبر فقال : » قد وفى لك صاحبك وقد بلغ لك الإبل
وهي بمنزلك «
حدثني أبو الحسن الشيباني ، حدثنا عصام بن طليق ، عن شيخ من أهل المدينة ، عن مجاهد ، عن ابن عمر « أن رجلا من بني تميم كان أجرأ شيء على الليل وأنه نزل بأرض مجنة فاستوحش فأناخ
راحلته
وعقلها وتوسدها وقال : أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر أهله فأجاره
رجل منهم يقال له معيكر فتى منهم كان أبوه سيدهم ، فأخذ حربة
مسمومة ومشى بها إلى الناقة لينحرها فلقيه معيكر دونه فقال : يا مالك بن مهلهل لا تبتئس مهلا فدى لك محجري وإزاري عن ناقة الإنسي لا تعرض لها واختر إذا ورد المها أثواري ماذا أردت إلى امرئ قد أجرته وجعلته في ذمتي وقراري تسعى إليه بحربة مسمومة أف لقربك يا أبا العقار فأجابه الفتى : أأردت أن تعلو وتخفض ذكرنا في غير مرزأة أبا العيزار متنحلا شرفا لغيرك ذكره فارحل فإن المجد للمرار من كان منكم سيدا فيما مضى إن الخيار هم بنو الأخيار فاقصد لقصدك يا معيكر إنما كان المجير مهلهل بن أثار لولا الحياء وأن أهلك جيرة لتمزقنك بقوة أظفاري فقال : دعه لا أنازع بواحد بعده ففعل وقدم الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث فقال : » إذا أصابت أحدكم وحشة بليل فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن « فأنزل الله عز وجل ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا
أي إثما
حدثني الفضل بن جعفر ، حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ، حدثني أبي ، حدثني عبد الله بن عبد العزيز الزهري ، حدثني أخي محمد بن عبد العزيز ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن أنس السلمي ، عن العباس بن مرداس أنه « كان في لقاح
له نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض فقال لي : يا عباس بن مرداس ألم تر أن السماء حفت أحراسها وأن الجن جرعت أنفاسها وأن الخيل وضعت أحلاسها وأن الذي نزل بالبر والتقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء صاحب الناقة القصواء
قال : فخرجت مرعوبا قد راعني ما رأيت وسمعت حتى أتيت وثنا لنا يقال له الضمار كنا نعبده ونكلم من جوفه فكنست ما حوله ثم تمسحت به فإذا صائح يصيح من جوفه : قل للقبائل من سليم كلها هلك الضمار وفاز أهل المسجد هلك الضمار وكان يعبد مدة قبل الصلاة على النبي محمد إن الذي جا بالنبوة والهدى بعد ابن مريم من قريش مهتد قال : فخرجت مذعورا
حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر فخرجت في ثلاث مائة من قومي من بني الحارث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فدخلنا المسجد فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم وقال : يا عباس ، كيف إسلامك ؟ فقصصت عليه فقال : » صدقت « فأسلمت أنا وقومي »
حدثني أبي ، عن هشام بن محمد ، حدثنا مالك بن نصر الدالاني ، من همدان قال : سمعت شيخا لنا يذكر قال : « خرج مالك بن خريم الدالاني في نفر من قومه في الجاهلية يريدون عكاظا فاصطادوا صيدا وأصابهم عطش شديد فانتهوا إلى موضع يقال له أجيرة ففصدوا الظبي وجعلوا يشربون من دمه من العطش فلما ذهب دمه ذبحوه وخرجوا في طلب الحطب وكمن مالك في خبائه
فأثار بعضهم شجاعا
فأقبل منسابا حتى دخل رحل
مالك فلاذ به وأقبل الرجل في أثره فقال : يا مالك اقتل الشجاع عنك ، فاستيقظ مالك فنظر إليه فلاذ به فقال مالك للرجل : عزمت عليك إلا تركته ، فكف عنه وانساب الشجاع إلى مأمنه وأنشأ مالك يقول : وأوصاني الخريم بعز جاري وأمنعه وليس به امتناع وأدفع ضيمه وأذب عنه وأمنعه إذا امتنع المتاع فذلكم أبي عنه بنجو لشيء ما استجارني الشجاع ولا تنحو إلى دم مستجير تضمنه أجيرة فالتلاع فإن لما ترون غبي أمر له من دون أعينكم قناع فارتحلوا واشتد بهم العطش فإذا هاتف يهتف بهم : يا أيها القوم لا ماء أمامكم حتى تسوموا المطايا
يومها التعبا ثم اعدلوا شامة فالماء عن كثب عين رواء وماء يذهب اللغبا حتى إذا ما أصبتم منه ريكم فاسقوا المطايا ومنه فاملئوا القربا فعدلوا شامة فإذا هم بعين خرارة في أصل جبل فشربوا وسقوا إبلهم وحملوا ريهم حتى أتوا عكاظا ثم أقبلوا حتى انتهوا إلى ذلك الموضع فلم يروا شيئا فإذا هاتف يقول : يا مال عني جزاك الله صالحة هذا وداع لكم مني وتسليم لا تزهدن في اصطناع العرف مع أحد إن الذي يحرم المعروف محروم من يفعل الخير لا يعدم مغبته ما عاش والكفر بعد الغدر مذموم أنا الشجاع الذي أنجيت من رهق شكرت ذلك إن الشكر مقسوم فطلبوا العين فلم يجدوها »
وحدثني أبي ، عن هشام بن محمد ، أنبأنا فروة بن سعيد بن عفيف بن معدي كرب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل إليه وفد من اليمن فقالوا : أنجانا الله عز وجل ببيتين من الشعر لامرئ القيس قال : « وكيف ذلك ؟ » قالوا : أقبلنا نريدك حتى إذا كنا ببعض الطريق أخطأنا الماء فمكثنا ثلاثا لا نقدر عليه فلما جهدنا تفرقنا إلى أصول طلح وسمر ليموت كل رجل منا في ظل شجرة فبينا نحن بآخر رمق1 إذا راكب مقبل على بعير متلثم بعمامة فلما رآه بعضنا أنشأ يقول : ولما رأت أن الشريعة همها وأن البياض من فرائصها دامي تيممت العين التي عند ضارج يفيء عليها الظل عرمضها طامي فقال الراكب : من يقول هذا الشعر ؟ وقد رأى ما بنا من الجهد فقلنا : امرؤ القيس فقال : والله ما كذب امرؤ القيس وإن هذا الضارج عندكم فنظرنا فإذا بيننا وبينه نحو من خمسين ذراعا فحبونا إليه على الركب فإذا هو كما وصف على العرمض يفيء
عليه الظل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة ، شريف في الدنيا خامل في الآخرة ، يجيء يوم القيامة معه لواء
الشعراء يقودهم إلى النار »
حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثني قطري ، عن ذكوان يعني أبا عمرو مولى عائشة قال : « خرجت في الركب الذين خرجوا إلى محمد بن علي فبينا نحن نسير إذ عرض لنا عارض فأنشأ يرتجز بالآخر كلمة على كلمة ليلة جمعة : يا أيها الركب إلى المهدي على عناجيج من المطي أعناقها كخشب الخطي لتنصروا عاقبة النبي محمدا رأس بني علي سميه وأيما سمي فأصبحنا فالتمسناه فلم نر شيئا »
حدثني محمد بن العباس ، حدثنا مطهر بن النعمان ، عن محمد بن جبير ، أن عمر بن الخطاب ، مر ببقيع الغرقد فقال : « السلام عليكم يا أهل القبور أخبار ما عندنا أن نساءكم قد تزوجن ودوركم قد سكنت وأموالكم قد فرقت » فأجابه هاتف : يا عمر بن الخطاب أخبار ما عندنا أن ما قدمناه فقد وجدناه وما أنفقناه فقد ربحناه وما خلفناه فقد خسرناه
- حدثني محمد بن صالح القرشي ، حدثني أبو سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري ، وكان قد رأى الحسن ، حدثنا مالك بن دينار ، عن أنس بن مالك قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجا من جبال مكة إذ أقبل شيخ متوكئا على عكاز له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مشية جني ونغمته » قال : أجل قال : « من أي الجن أنت ؟ » قال : أنا هامة بن الهيم بن لاقيص بن إبليس قال : « لا أرى بينك وبينه إلا أبوين » قال : أجل قال : كم أتى عليك ؟ قال : أكلت عمر الدنيا إلا أقلها كنت ليالي قبل قابيل وهابيل غلاما ابن أعوام أمشي بين الآكام وأصطاد الهام وآمر بفساد الطعام وأورش بين الناس وأغري بينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بئس عمل الشيخ المتوسم والفتى المتلوم » فقال : دعني من اللوم والعذل قد جرت توبتي على يد نوح فكنت معه فيمن آمن معه من المسلمين فعاتبته في دعائه على قومه فبكى وأبكاني فقال : لا جرم أني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، ولقيت هودا فعاتبته في دعائه على قومه فبكى وأبكاني وقال : لا جرم أني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ولقيت صالحا فعاتبته في دعائه على قومه فبكى وأبكاني وقال : إني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ولقيت شعيبا فعاتبته في دعائه على قومه فبكى وأبكاني وقال : إني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين وكنت مع إبراهيم خليل الرحمن إذ ألقي في النار فكنت بينه وبين المنجنيق حتى أخرجه الله عز وجل منها وجعلها عليه بردا وسلاما وكنت مع يوسف الصديق في الجب فسبقته إلى وعره وكنت معه في محبسه حتى أخرجه الله عز وجل منه ولقيت موسى بالمكان الأثير وكنت مع عيسى ابن مريم فقال لي عيسى : إن لقيت محمدا فأقرئه مني السلام ، يا رسول الله ، قد بلغتك السلام وقد آمنت بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « وعلى عيسى السلام وعليك يا هامة ، حاجتك ؟ » قال : إن موسى علمني التوراة وعيسى علمني الإنجيل فعلمني القرآن فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينعه إليه وما أراه إلا حيا
حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا يزيد بن يزيد الموصلي البلوي مولى لهم ، حدثنا أبو إسحاق الجرشي ، عن الأوزاعي ، عن مكحول ، عن أنس بن مالك قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بفج الناقة عند الحجر إذا نحن بصوت يقول : اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفور لها المتاب عليها المستجاب لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا أنس انظر ما هذا الصوت ؟ » فدخلت الجبل فإذا أنا برجل أبيض الرأس واللحية عليه ثياب طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع فلما نظر إلي قال : أنت رسول النبي ؟ قلت : نعم قال : ارجع إليه فأقرئه مني السلام وقل له : هذا أخوك إلياس يريد أن يلقاك فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى إذا كنت قريبا منه تقدم وتأخرت فتحدثا طويلا فنزل عليهما شيء من السماء شبيه السفرة فدعواني فأكلت معهما فإذا فيه كمأة ورمان وكرفس فلما أكلت قمت فتنحيت وجاءت سحابة فاحتملته أنظر إلى بياض ثيابه فيها تهوي به قبل الشام فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم : بأبي أنت وأمي هذا الطعام الذي أكلنا من السماء نزل عليك ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « سألته عنه فقال لي : أتاني به جبريل ، في كل أربعين يوما أكلة وفي كل حول شربة من ماء زمزم وربما رأيته على الجب يمسك بالدلو فيشرب وربما سقاني »
حدثني أبي ، أنبأنا محمد بن مصعب القرقساني ، حدثنا أبو بكر بن أبي مريم ، قال : « حج قوم فمات صاحب لهم بأرض فلاة فطلبوا الماء فلم يقدروا عليه فأتاهم رجل فقالوا : دلنا على الماء قال : إن حلفتم لي ثلاثا وثلاثين يمينا أنه لم يكن صرافا ولا مكاسا ولا عريفا ولا بريدا دللتكم على الماء فحلفوا له ثلاثا وثلاثين يمينا فدلهم على الماء وكان منهم غير بعيد قالوا : عاونا على غسله فقال : إن حلفتم لي ثلاثا وثلاثين يمينا أنه لم يكن صرافا ولا مكاسا ولا عريفا ولا بريدا أعنتكم على غسله فحلفوا له ثلاثا ثلاثين يمينا فأعانهم على غسله ثم قالوا له : تقدم فصل عليه فقال : لا إلا أن تحلفوا أربعا وثلاثين يمينا أنه لم يكن صرافا ولا مكاسا ولا عريفا ولا بريدا فحلفوا له أربعا وثلاثين يمينا أنه لم يكن صرافا ولا مكاسا ولا عريفا ولا بريدا فصلى عليه ثم ذهبوا ينظرون فلم يروا أحدا فكانوا يرون أنه ملك »
حدثني أبي ، أخبرنا ، عبد العزيز القرشي ، أخبرنا إسرائيل ، عن السدي ، عن مولى عبد الرحمن بن بشر ، قال : « خرج قوم حجاجا في إمرة عثمان فأصابهم عطش فانتهوا إلى ماء مالح فقال بعضهم : لو تقدمتم فإنا نخاف أن يهلكنا هذا الماء فإن أمامكم الماء فساروا حتى أمسوا فلم يصيبوا الماء فقال بعضهم لبعض : لو رجعتم إلى الماء المالح فأدلجوا حتى انتهوا إلى شجيرات سمر فخرج عليهم رجل أسود شديد السواد جسيم فقال : يا معشر الركب إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحب للمسلمين ما يحب لنفسه ويكره للمسلمين ما يكره لنفسه فسيروا حتى تنتهوا إلى أكمة فخذوا عن يسارها فإذا الماء ثم ، فقال بعضهم : والله إنا لنرى أنه شيطان وقال بعضهم : وما كان الشيطان ليتكلم بمثل ما تكلم به فساروا حتى انتهوا إلى المكان الذي وصف(لهم فوجدوا الماء ثم »
وحدثني أبي ، أخبرنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا عمارة بن زاذان ، قال : « كنت مع زياد النميري في طريق مكة فضلت ناقة لصاحب لنا فطلبناها فلم نقدر عليها فأخذنا نقتسم متاعه فقلنا لزياد : ألا تقول شيئا ؟ قال : سمعت أنسا يقول : تقرأ حم السجدة ، وتسجد وتدعو فقلنا : بلى فقرأ حم السجدة ودعا فرفعنا رءوسنا فإذا رجل معه الناقة التي ذهبت فقال زياد : أعطوه من طعامكم فلم يقبل قال : أطعموه قال : إني صائم ، قال : فنظرنا فلم نر شيئا قال : فلا أدري من
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى