رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
أفحكم الجاهلية يبغون
إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله تعالى من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له.
وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنا سيدنا محمداً عبده ورسوله
وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة، فكشف الله به
الغمة، وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزء عنا خير ما
جزيت نبياً عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم عليه وعلى آله
وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره
إلى يوم الدين.
أما
بعد: فحياكم الله جميعاً الأخوة الفضلاء، وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم
جميعاً من الجنة منزلاً، وأسأل الله الحليم الكريم- جلا وعلا – الذى جمعنى
مع حضراتكم فى هذا البيت الطيب المبارك على طاعته، أن يجمعنا فى الآخرة مع
سيد الدعاة المصطفى فى جنته ودار مقامته، إنه ولى ذلك والقادر عليه.
أحبتى
فى الله نحن الليلة على موعد مع الدرس الثامن والأربعين من دروس شرح
الإمام البخارى رحمة الله تعالى، وما زلنا مع الباب الثامن والعشرين من
أبواب: " كتاب الإيمان الذى ترجم له البخارى بهذه الترجمة فقال: باب
المعاصى من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك، لقول النبى
" إنك امرؤ فيك جاهلية" ، وقول الله تعالى:
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ
ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا
عَظِيمًا } (48) سورة النساء وروى الإمام البخارى فى هذا الباب حديثا
قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة عن واصل الأحدب بن المعرور قال:
لقيت أبا ذر بالربذة- أسم مكان – عليه حلة- ثوب- وعلى غلامة ثوب أى وعلى
خادمه حلة فسألته عن ذلك والسائل هو الأحدب بن المعرور، فسألته عن ذلك أى
كيف تلبس حلة ويلبس خادمك أو صبيك نفس الحلة التى تلبسها؟ كيف تلبس حلة
يلبسها غلامك؟ فقال أبو ذر : إنى سببت رجلاً- والسب هو فحش القول- أنى سببت
رجلا فعيرته بأمه- وصرحت بعض الروايات أن هذا الرجل هو بلال مؤذن النبى – إنى سببت رجلاً فعيرته بأمه، فقال لى النبى :"
يا أبا ذر عيرته بأمه؟ إنك أمرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت
أيديكم ومن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا
تكلفوهم مما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم". ([1])
هذا هو الباب الثانى والعشرين من أبواب كتاب الإيمان وفى نفس الباب أيضاً ترجم الإمام البخارى هذه الترجمة، فقال باب: "{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } (9) سورة الحجرات فسماهم
الله المؤمنين أى سمى المقتتلين المؤمنين وقال: حدثنا عبد الرحمن بن
المبارك ، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أيوب ويونس عن الحسن عن الأحنف بن قيس
قالا: ذهبت لأنصر هذا الرجل- أى علياً- - فلقينى أبو بكرة- صحابى جليل- فقال: أين تريد فقلت: أنصر هذا الرجل – أى علياً- - قال: ارجع فإنى سمعت رسول الله يقول: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار". فقلت: يا رسول، هذا القاتل فما بال المقتول، قال: "إنه كان حريصاً على قتل صاحبه". ([2])
باب
المعاصى من أمر الجاهلية : هى مرحلة ما قبل افسلام إذا أطلق لفظ الجاهلية
فالمراد به المرحلة التى سبقت افسلام وقد ذكر القرآن الجاهلية بأوصافها فى
أربعة صفات: حكم الجاهلية، وظن الجاهلية، وحمية الجاهلية، وتبرج الجاهلية،
فكل من حاد عن حكم الإسلام، وذهب إلى حكم الجاهلية فهو جاهلى، وكل من ظن ظن
السوء بالله تعالى فقد ظن الجاهليى فهو جاهلى، ومن تبرجت التبرج الجاهلى
فهى جاهلية إلى آخره
أى بتصرفها هذا.
فالجاهلية
أيها الأحبة وإن كانت مرحلة زمنية سبقت الإسلام فلها صفات ولها صور باقية
لكل من فعل فعلاً من أمور الجاهلية يقال له: إنك امرؤ فيك جاهلية ولكن لا
ينبغى أن نحكم عليه بالكفر الأكبر، وأن نخرجه من الإسلام المخرج من الملة،
لفعله فعلاً من أمور الجاهلية إلا إذا أقيمت عليه الحجة الرسالية الخاصة،
ورفع عنه الجهل والتأويل والشبهة ، فإن أصر بعد ذلك على أمر من أمور
الجاهلية معتقداً له، محولاً لهذا الأمر إلى عمل وإلى واقع فحينذ يحكم عليه
بالتكفير، لكن لا ينبغى أن يفعل ذلك إلا أهل العلم ممن يفرقون بين الحجة
العامة والحجة الخاصة، والمناط العام والمناط الخاص، والدليل العام والدليل
الخاص إلى آخره. لا ينبغى أن يتسرع طالب علم صغير لا يحسن مثل هذه المسائل
الكبيرة/ ليسقط الحكم بالتكفير على معين من الناس.
إذن
الجاهلية- أيها الأحبة- هى ما قبل الإسلام وقد يطلق فى شخص معين أى فى حال
جاهليته يعنى يقال لامرأة متبرجة: إنك امرأة فيك جاهلية لتبرجها تبرج
الجاهلية رجل يحيد عن منهج الله جل وعلا فى مسألة أو غيرها يقال له: "إنك امرؤ فيك جاهلية"، رجل يعير رجلاً آخر بنسبة أو بأبيه أو بامه يقال له كما قال النبى لأبى ذر: " إنك امرؤ فيك جاهلية.."([3]) رجل يظن ظن السوء بالمنهج أو بالشريعة بجهل لا
باعتقاد
فلو اعتقد فهذه مسألة كبيرة قد تخرجه من الملة من أوسع الأبواب، لكن بجهل
أو بتأويل أو بشبهة يقال له حينئذ: إنك امرؤ فيك جاهلية. فباب المعاصى من
الجاهلية ، فالجاهلية هى ما قبل الإسلام قال البخارى: ولا يكفر صاحبها إلا
بارتكاب الشرك، فالشرك ذنب لا يغفره الله عز وجل، لصاحبه لكن لو أتى
الإنسان فعلا من أفعال الجاهلية، سواء كانت من الكبائر أو من الصغائر،
فالله عز وجل يغفر له إن تاب العبد إليه عز وجل لكن الشرك ذنب لا يغفر
لقوله سبحانه: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ
مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ
ضَلاَلاً بَعِيدًا } (116) سورة النساء .
الإمام
الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى يقول فى كلام نفيس: ومحصل الترجمة أنه- أى
البخارى- لما أطلق أن المعاصى يطلق عليها الكفر كما ذكرت فى المحاضرة
الماضية حينما قال: كفر دون كفر العشير ألا وهو كفران المرأة إحسان الزوج،
وذكر هذا تحت الكفر لكنه الكفر الذى لا يخرج من الملة، فالحافظ ابن حجر
يقول: إن البخارى لما أطلق أن المعاصى يطلق عليها الكفر مجازا على إزادة
كفر النعمة لا كفر الجحود أراد أن يبين أنه كفر لا يخرج عن الملة خلافاً
للخوارج أى الذين يكفرون بالذنوب، ونص القرآن يرد عليهم وهو قوله تعالى: {إِنَّ
اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن
يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا } وَيَغْفِرُ مَا دُونَ يعنى من
الكبائر والصغائر التى تلى الشرك، يبقى محصل الترجمة أنه لما قدم أن
المعاصى يطلق عليها الكفر مجازاً على إرادة كفر النعمة لا كفر الجحد أراد
أن يبين أنه كفر لا يخرج عن الملة خلافاً للخوارج ، فأنتم تعلمون كما فصلت
قبل ذلك أن الخوارج يكفرون بالكبائر كبائر الذنوب يعنى من أتى بكبيرة من
كبائر الذنوب فهو كافر عند الخوارج والمعتزلة قالوا: هو فى منزلة بين
المنزلتين لكن أهل السنة- رحمهم الله تعالى- لا يكفرون أحداً من أهل الملة
أو أهل القبلة بذنب إلا إذا استحله، لكن إن فعل الذنب وإن كان كبيراً،
ويتاب إلى الله عز وجل، يتوب الله سبحانه وتعالى عليه فإن أهل السنة لا
يكفرون بكبائر الذنوب لقول الله عز وجل: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} .
قال الكرمانى فى استدلاله بقول النبى لأبى ذر يقول لأبى ذر: "إنك امرؤ فيك جاهلية"..
حينما عبر رجلاً بأمة ، ووجه الاستدلال يقول: وجه استدلال البخارى لحديث
أبى ذر فيه نظر، لأن التعبير بالأم ليس كبيرة وهم لا يكفرون بالصغائر قلت-
والقائل ابن حجر- استدلاله عليه من الآية ظاهر، ولذلك اقتصر عليه ابن بطال،
وأما قصة أبى ذر فغنما ذكرت، ليستدل بها على أن من بقيت فيه خصلة من خصال
الجاهلية سوى الشرك لا يخرج عن الإيمان بها سواء كانت الخصلة من الصغائر أم
من الكبائر وهذا واضح.
فالإمام
البخارى استدل بحديث أبى ذر على أن الرجل إن كانت فيه خصلة من خصال
الجاهلية سواء كانت هذه الخصلة من الكبائر أو من الصغائر فلا تخرج من الملة
وإنما يقال له: إنك امرؤ فيك جاهلية ودعونى أفسر وجه الاستدلال به فى هذا
الباب.
وأكرر
واقول أن ما استدل به البخارى ، ليبين مذهبة ومذهب أهل السنة والجماعة فى
أن الرجل لو ارتكب كبيرة أو صغيرة من أعمال الجاهلية ما دامت هذه الكبيرة
أو الصغيرة تأتى بعد الشرك بالله فإنها لا تخرج من الملة ، وإنما هو كفر
دون كفر.
أبو ذر- -
كما ذكرت بعض الروايات عير بلالا. وبلال كانت أمة أعجمية كانت سوداء اللون
، وأبو ذر من الأشراف من قبيلة مشهورة عظيمة هى قبيلة غفار قبيلة لها
مكانة فى أرض الجزيرة بين العرب فحصل خلاف أو شجار بينه وبين بلال- رضى
الله عنهما- فسب أبو ذر بلال، وأود أن أبين هنا أن العبد عبد والرب رب، ولو
كان هذا العبد من أصحاب المصطفى بشرية بشرية يحدث خلاف وشجار يصل إلى حد
السب بل إلى حد القتال، وأنتم تعلمون أن أصحاب النبى قد حدث بينهم قتلاً ضارياً فى الفتنة العاصفة بعد مقتل عثمان.
سأتكلم
بإيجار فى هذه المسألة، لأنى قد فصلت الحديث فيها تفصيلاً فى دروس العقيدة
فى درس الأربعاء والأشرطة ولله الحمد ومن أهم وأخطر الأشرطة فى موضوع
الفتنة التى وقعت بين أصحاب النبى ، فأبو ذر- -
سب بلالا، سبه، لماذا؟ قال له: يا بن السوداء؟ مع أن أبا ذر كان فى هذا
السن كما صرحت بعض الروايات كان فى سن متقدم ولذلك يتافح الحافظ ابن حجر-
رحمة الله تعالى- ويقول: إنه قال ذلك قبل أن يعلم حرمة التعبير، ولذلك صرح
أبو ذر وقال مع هذا السن أى بعد هذه السن المتقدمة، ورغم أنى لا أعرف أن
التعبير هذا حرام لكن دعنا حتى ولو
أخذنا بالرأى الأول أن أبا ذر أخطأ وسب أخاه لبشريته ولضعف وقع فيه فى لحظة
من اللحظات.
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
لكن
انظروا يا إخوة إلى الأكابر حينما يذكرون بكتاب الله وشرع الله يقف أحدهم
أمام الحد، أمام الشرع كعصفور مبلل بماء المطر يرتعد ويرتجف من شدة الخوف
والوجل إن ذكر أحدهم بالله تذكر. ما كان عليك إذا أردت أن ترى أحد الصحابة
إن كان عملاقا كبيراً أن تراه مرتعداً مرتجفاً وجلاً أصفر اللون ما عليك
فقط إلا أن تدنو منه وتقول له: اتق الله والله لو سمعها لارتجف قلبه وارتعد
فؤاده!!!.
عمر – -
فاروق الأمة كان إن ذكر بالله عز وجل يرتجف ويرتعد ويصفر لونه عند كل ثوب
يلبسه وعند كل طعام يأكله وعند كل كلمة يذكر فيها بالله، ماذا أنت قائل
لربك غداً يا عمر ؟ كانوا يقفون فى قولتهم الخالدة : سمعنا وأطعنا غفرانك
ربنا وإليك المصير.
النبى يريد أن يزوج زينب بنت جحش- رضى الله عنها- لمولاه زيد بن حارثة فأبت زينب وكرهته فنزل القرآن {وَمَا
كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (36) سورة الأحزاب أنظر إلى القرآن كيف ينزل ليعالج المشاكل فى التو واللحظة، وانطلق النبى إلى زينب- رضى الله عنها- فقرأ عليها الآيات فقالت: رضيت بما رضى الله به ورسوله.
وقوف عجيب عند الحدود لا فزلكة ولا حزلفة إذا سمع هذا الحد امرأة أو رجل وقف وأذعن واستسلم.
معقل
بن يسار صحابى جليل زوج أخته لرجل من المسلمين، وأكرم معقل ابن يسار هذا
الرجل وأحسن إليه، ولكن هذا الرجل طلق أخت معقل بن يسار بعد فترة قليلة
وذهب زوج أخت معقل بن يسارا، ليردها ، فقال له معقل بن يسار: زوجتك وأفرشتك
وأكرمتك فطلقتها ثم جئت لتطلبها؟! لا والله لا تعود إليك أبداً أمر فطرى
بشرى- زوجتك وأفرشتك وأكرمتك فطلقتها حتى إذا انقضت عدتها جئت لتطلبها؟! لا
والله لا تعود إليك أبداً.
رجع
الرجل، وكان رجلاً لا بأس به وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه تدبر يا أخى
الإنصاف عند هؤلاء العدول يعنى مع إنه رده يعترف بأن الرجل كان رجلاً لا
بأس به لا فى دين ولا خلق ، وأخت معقل كانت تريد أن ترجع لزوجها فتنزل
القرآن يربى، فنزل قول الله عز وجل: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء
فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ
إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن
كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى
لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (232)
سورة البقرة أى إذا انقضت العدة فلا تعضلوهن ولا تمنعوهن فالعطل فى اللغة هو المنع والتضيبق، فالله يقول: فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أى
لا تمنعوهن أن يرجعن إلى أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف، ما دامت
الزوجة من الجائز أن ترجع إلى زوجها إذا كانت طلقت طلاقاً رجعياً، فمن حق
الزوج أن يردها أو أن يرجعها إليه مرة أخرى ونزلت الآيات على النبى وذهب النبى إلى معقل بن يسار، وقرأ النبى الآيات الكريمة على معقل بن يسار {وَإِذَا
طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن
يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ} قال: الآن أفعل يا رسول الله، الآن أفعل يا رسول الله.
وفى رواية قال معقل بن يسار: سمعاً وطاعة يا رسول الله، الآن أفعل يا رسول الله.
وأيضاً
من الجفاء أن أتكلم عن سرعة استجابة هؤلاء الأطهار للأمر الربانى والحد
الربانى والأمر النبوى، ولا أذكر هذا الحديث الرقراق الذى رواه البخارى
ومسلم وغيرهما لما نزل قول الله تعالى: {لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ
وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ
يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء
وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (284) سورة البقرة
لما نزلت هذه الآية- أيها الأخيار الكرام- ذهب الصحابة إلى رسوله الله لما نزلت هذه الآية- ايها الأخيار الكرام- ذهب الصحابة إلى رسول الله
لما نزلت الآية وجثوا على ركبهم بين يديه وقالوا: يا رسول الله كلفنا من
الأمر ما لا نطيق، لقد كلفنا بالصلاة والصيام والجهاد والصدقة ، وقد نزلت
عليك آية لا نطيقها، فغضب النبى واحمر وجهه وقال:" أتريدون أن تقولوا ما قال أهل الكتابين من اليهود والنصارى سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا وأطعنا.." فقال الصحابة فى التو واللحظة : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير فنسخها قوله: {لِّلَّهِ
ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي
أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن
يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ
كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ
بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ
نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ
تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن
قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ
عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى
الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (284ـ286) سورة البقرة.
لما قرأ النبى هذه الآيات وقرأها الصحابة خلفه قال الله عز وجل: " قد فعلت" وفى لفظ فى صحيح مسلم قال الله عز وجل:" نعم نعم" أى استجاب الله هذا الدعاء ببركة ماذا؟ ببركة السمع والطاعة.
تعلمون
أن الله حرم الخمر على مراحل وكانت الخمر بالنسبة لهؤلاء فى المجتمع
العربى كالماء بالنسبة لنا الآن، لا يستغنى عنها أحدهم أبداً وفى مجلس لأبى
طلحة يدور الساقى على أصحاب النبى بكؤوس الخمر قبل أن تحرم الخمر تحريماً بينا، الساقى يدور على القوم بالكؤوس وهم يسمعون المنادى من قبل النبى :
أيها المسلمون إلا إن الخمر قد حرمت، فوالله ما رفع أحدهم الكأس ليكمل ما
فى الكأس من شراب يقول أبو طلحة: فسكبت جرار الخمر حتى ملأت سكك المدينة
بالخمر الله أكبر انظروا إلى السمع والطاعة، سكبت جرار الخمر حتى ملأت سكك
المدينة أى ملأت شوارع وطرقات المدينة بالخمر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ
رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
(90) سورة المائدة قالوا: أنتهينا ربنا ولا يجرؤ أحدهم أن يكمل الخمر
الذى فى يده- ضربوا أروع المثل فى السمع والطاعة لله ولرسوله، فالأمة الآن
لم تسمع ولم تطع- وتسمع لمن وتطيع من؟ تسمع للشرق الملحد تارة وتسمع للغرب
الكافر تارة آخرى وللعلمانيين الذين يديرون دفة التوجيه الآن فى الأمة
بأسرها. إلا ما رحم ربك، تسمع الآن لأهل الخيانة، وتكذب الأمة الآن أهل
الأمانة، تسمع الأمة الآن لأهل الكذب وتكذب الأمة الآن أهل الصدق، كما قال
النبى الصادق الذى لا ينطق عن الهوى، والحديث رواه الأمام أحمد فى مسنده- ،
والحاكم فى مستدركه بسند صحيح من حديث أبى هريرة- - أن النبى قال:" سيأتى على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة" قيل: من الرويبضة يا رسول الله ؟ قال: طالرجل التافه يتكلم فى أمر العامة.."([4]) .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، فما ذلت الأمة إلا لبعدها عن منهج السمع والطاعة لله ولرسوله وللعلماء {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ
وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ
إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء
وأرجو أن تلتفتوا إلى هذه اللطيفة القرآنية الجميلة: { أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ} فكرر الله عز وجل لفظ الطاعة {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ} لكن لم جاء عند لفظ { وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}
فلم يقل: وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأطيعوا أولى الأمر منكم لماذا؟ لأن
طاعة أولى الأمر مرتبطة بطاعة الله ورسوله فلا طاعة لمخلوق فى معصية الله
ورسوله، فأولو الأمر بنص تفسير جمهور المفسرين هم العلماء والأمراء يعنى
الحكام. فما ذلت الأمة إلا لتخليها عن منهج السمع والطاعة لله ولرسوله
وللعلماء ، العلماء ورثة الأنبياء أقصد العلماء المتحققين بالعلم الشرعى
الذين قالوا قال الله وقال رسوله .
اسمع يا أخى إلى منهج السمع والطاعة عند أبى ذر. أخطأ وذل فعير بلالا - – بأمه فقال له: يا ابن السواداء فقال له النبى "يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية.." انظروا إلى التعليم الربانى والنبوى قال الله عز وجل: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن
يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ
خَيْرًا مِّنْهُنَّ } (11) سورة الحجرات
هذا
ميزان اله الذى يرفع ويخفض به العباد وميزان البشر لا قيمة له ولا كرامة
له فى الآخرة فالبشر يزنون الإنسان فى الدنيا بالجاه والسلطان والمنصب
والغنى، لكن الله عز وجل يضع نسب أهل الأرض يوم القيامة ويرفع نسبه وينادى
ويقول: أين المتقون أين المتقون؟ لا فضل لعربى على أعجمى ولا لأبيض على
أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا
يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا
نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ } فإن
موازين البشر لا ترفع ولا تخفض عند رب البشر ، بل إن الله ميزاناً يرفع
ويخفض به البشر لا ترفع ولا تخفض عند رب البشر، بل إن الله ميزاناً يرفع
ويخفض به البشر ألا وهو ميزان التقوى: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرات .
ورد فى صحيح البخارى أن رجلاً مر على النبى فى مجلسه فسأل النبى أصحابة وقال:" ما تقولون فى هذا؟" وهناك رواية صرحت بأن النبى سأل أبا ذر:" ما تقول فى هذا"؟
فقالوا: إنه رجل- من الأشراف من أشراف القوم؟ ليه؟ لأنه لابس جميل وراكب
دابة فارهة- رجل من أشراف القوم حرى إن خطب أن يزوج وإن شفع أن يشفع، وفى
ذات المجلس مر رجل من الفقراء والنبى يقول لأصحابة: " ما تقولون فى هذا"؟ قالوا: رجل من فقراء المسلمين قالوا: حرى إن خطب ألا يزوج وإن شفع ألا يشفع فقال النبى : " والذى نفسى بيده إن هذا وأشار على الرجل الفقير أفضل عند الله من ملء الأرض من مثل هذا".. القضية مش بالمظاهر الكذابة لكن بالتقوى والعمل الصالح لذلك يقو النبى فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة:" إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم لكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم.."
الناس اليوم يقولون
للمنافق: يا سيد!! لغناه، وقد يحصل هذا المال من الحرام: من تجارة
المخدرات من الربا، من أكل أموال الناس بالباطل، من السرقة يحصل هذا المال
من الحرام ويقال له لما له: يا سيد وهو منافق لص خبيث معروف يقال له: يا
سيد،
والنبى قال ذلك: " إن قلتم للمنافق يا سيد فقد أغضبتم اله عز وجل.." فهذا من زعم البشر {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن
يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ
خَيْرًا مِّنْهُنَّ } (11) سورة الحجرات فغن الميزان الذى يزن الله به النساء والرجال هو ميزان التقوى ولذلك قال الرسول لفاطمة بنت رسول الله :" يا فاطمة أعلمى فإنى لا أغنى عنك من الله شيئاً.." ونادى النبى على قبيلته وقومة وقال:" أعلموا فإنكم لن تأتونى يوم القيامة بأنسابكم ولكن تأتونى بأعمالكم فاعملوا فإنى لا أغنى عنكم من الله شيئاً..".
لا تقل أنا راجل منسب نسبى ينتهى إلى النبى ما عملك؟ ، أو جهل ما علاقته بالنبى ؟ عمه. وفين أبو جهل؟ فى الدرك الأسفل من النار، فرعون هذه الأمة كما قال الصادق سيد هذه الأمة:" أبو جهل فرعون هذه الأمة" عم النبى فى الدرك الأسفل من النار ما نفعه النسب العبرة بالعمل:" إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم لكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم.."
فانظروا إلى أبى ذر يقول لبلال: "يا بن السواداء" زلة كبيرة لمن هو دونه يستكثر الناس صغيرة من رجل من أهل الفضل.
وهذا
هو ورب الكعبة تشريف لنا وتكريم فقد يأتى رجل من أهل الفضل فعلاً يراه
الناس شنيعاً كبيراً وقد يأتى رجل ممن هو دونه بفعله كبيرة يستصغرها الناس
ولا ينظرون لها ولا يبالون. من أجل ذلك لما عبر أبو ذر بلال قال النبى " أعيرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية"
وكل أمور الجاهلية منتنة مردودة بغيضة، اسمعوا إلى منهج السمع والطاعة
وإلى هذا الأدب العجيب، كيف أدب أبو ذر نفسه لما يأتى أحدنا فعلا من أفعال
الجاهلية كيف يؤدب نفسه يرتدع عن هذا الأمر كيف يترك هذه المعصية ولو صغرت،
هذا هو المنهج الإسلامى. فأراد أبو ذر أن يؤدب نفسه وأن يهذبها.
فى رواية وإن كان فى سندها ضعف من باب الأمانة العلمية أن أبا ذر لما قال له النبى
ذلك ذهب لبلال ووضع أبو ذر خده على الأرض وقال لبلال: استحلفك بالله أن
تطأ بنعلك على خدى الآخر. تأديب عجيب كان أبو ذر- تربية لنفسه- لا يأكل إلا
مع خادمه، ولا يلبس إلا ما يلبسه خادمه سبحان الله يقول شعبة عن واصل
الأحدب عن ابن معرور قال: لقيت أبا ذر بالربذة عليه حلة وعلى غلامة حلة،
عليه وعلى غلامة نفس الحلة التى يرتديها. أبو ذر كما ذكرت من أشراف القوم
ومن أشراف الناس فلما سألته عن ذلك فقص عليه القصة فقال: إنى سببت رجلاً
فعيرته بأمة فقال لى النبى " عيرته بأمه يا أبا ذر؟! انك امرؤ فيك جاهلية.."
الحديث وكان أبو ذر- تربية وتأديباً وتهذيباً لنفسه- يلبس خادمه من نفس
الزى الذى يلبسه ويؤكل خادمه من نفس الطعام الذى يأكله تأديباً وتهذيباً له
بعد قول النبى له:" أعيرته بأمه يا أبا ذر، إنك امرؤ فيك جاهلية.."
مع أن علماء الأصول يقولون: لا يشترط المساواة بل يشترط المواساة هذه لطيفة جميلة: أعيرته بأمه يا أبا ذر، إنك امرؤ فيك جاهلية.." لم يشترط النبي المساواة بل اشترط المواساة لكن أبا ذر أخذ بالمساواة وترك المواساة، لأن هذا الباب للتأديب والتهذيب والتربية للنفس.
وما
أحوجنا والله إلى هذا العظيم إخوانكم أخوالكم، فإن كان أخوك تحت يدك
فلتطعمه مما تطعم ولتلبسه مما تلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم
فأعينوهم إن كان عندك خادم أو عامل عليك أن تكلفة يما يطبق فإن عجز
فلتساعده، هذا هو الإسلام العظيم الذى لا يفرق بين نفس ونفس إلا بالتقوى
ولا فضل فيه لمن حكم فيه على من حكم ولا من ارتفع على من انخفض ولا لمن
اغتنى على من افتقر إلا بالتقوى والعمل الصالح { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
} (13) سورة الحجرات فلا بد من نبذ أمور الجاهلية وظن الجاهلية وتبرج
الجاهلية وحمية الجاهلية، وكل من وقع فى أمر من أمور الجاهلية يقال له: إنك
أمرؤ فيك الجاهلية، لكن لا ينبغى أن نتسرع بالحكم عليه بالتكفير المخرج من
الملة، فإن هذا قد ترجم له الإمام البخارى ليبين أن من أتى خصلة من خصال
الجاهلية ما دامت دون الشرك فهو ذنب لا يخرج صاحبه من الملة.
أتوقف عند هذا القدر وأتكلم إن شاء الله تعالى فى الأسبوع المقبل عن قول الإمام البخارى :"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما" فسماهم المؤمنين، وقد أتعرض بعض الشئ للفتنة الخطيرة التى وقعت بين أصحاب النبى بعد قتل عثمان- - والتى قتل فيها على- - وطلحة والزبير- رضى الله عنهم- وكثير من الصحابة من أصحاب النبى ولذلك سماهم الله عز وجل بالمؤمنين وسماهم الرسول بالمؤمنين.
وأسأل الله عز وجل أن يرزقنا الإخلاص إليه، وأن يخلقنا بأخلاق وبأدب النبى ، إنه ولى ذلك والقادر عليه، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى