رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
مولد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مولد للأمة
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71] أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
مر على الناس زمان هو شر الأزمنة وأسوء الأوقات يصفه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله كما عند مسلم: (.. وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمتْ عليهم ما أحللتُ لهم وأمرتهمْ أن يشركوا بي ما لم أُنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب..) فلما أرد الله سبحانه وتعالى أن يرحم الخلق وأن يخرجهم من الظلمات إلى النور أمر بمولد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وُلِـد الُهدى، فالكائنات ضياءُ
وفم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
الروح والملأ الملائـك حـوله
للدين والدنيا به بُشـراء
والعيش يزهو، والحظيرة تزدهي
والمنتهى والسِّـدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ
واللوح والقلم البديع رُواء
يا خيرَ من جاء الوجودَ تحيةٌ
من مرسلينَ إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه
ومســاؤه بمحمــد وضّاءُ
فكان صلى الله عليه وسلم رحمة،وكان مولده منة، ومن ذلك اليوم تغير الكون كله، و توردت الأرض خجلى فقد شَرُفتْ باستقبال خير مخلوق على الأرض والسماء،ففتح مولده صفحة جديدة على الكون،وبات العارفون من أهل الكتاب ينتظرون الحدث الأعظم،وهو مبعث الرسول الأكرم ف.
وشب ص على معانِ الخير واليُمن والإيمان والرحمة والكرامة،فهو الخُلُقُ كلّه،ونشأ خير نشأة،وكمّلَه الله بكل فضلٍ،فهو الجمالُ،فقد فاق حسنه حسن القمر،وما فَضّلَ يوسفَ على نفسه الشريفة إلا تواضعا منه،وفي ربوع مكةَ الطاهرة ِولِدَ،وفي أعلى قبيلةٍ نسبا أنتسب،فكأنه خلق كما شاء.
وأحسن منك لم تر قط عيني
وأجمل منك لم تلد النساءُ
خلقت مبرءا من كل عيبٍ
كأنك قد خلقت كما تشاءُ
ويكفي أن تقول محمد بن عبدالله لتجمع كل الأخلاق السامية والمعان السامقة
وصفتمْ أنتمُ بأبي وأمي
بأخلاقٍ حسانٍ لا تعدُ
وكان أبوه طاهرا،أبيٌ على الخنا،رفيع عن الزنا،فما واقع فحشا في حياته،وكذا كانت أمه،وفيها قالت عاتكة بنت النضر بن الحارث ():
أمحمدٌ ولدتك خيرُ نجيبةٍ
في قومها والفحلُ فحلٌ مُعْرِقُ
ولما شب تأمل في الخلق فعلِمَ أن للخلق خالق عظيم،ولم يقبل عقله عبادة الأوثان،ولا الخضوع لآفات الآباء والأجداد،وظلّت نفسه ظمئ للحق الأبلج،فَحُبِبَتْ إليه الخلوةُ في غارِ حراءَ،وما أدراك ما غار حراء،فقد سطع النور الأول هناك.
وكان ف يتنقل في نواحي مكة فلا يتأخر أحدهم عن الفوز بنظرة لمحياه،ويسلّمون عليه بالصادق الأمين،فلم تنقل عنه هنه في خلق،ولا طعن عليه من قبل في خبر،ولا امتدت يده لخيانة أمانة، وما قال شعرا وكان قومه أهل الشعر،ولم يروِ منه بيتا.
ولما بلغ الأربعين،وتهيأت نفسه لتحمل تكاليف الرسالة،جاء سيد الملائكة للقاء سيد الخلق أجمعين عليهما صلاة الله وسلامه فساد أتباعه الناس.
وأي روع تروعه،وأي خوف شعر به،فقد كان في خلوة،يرجو ربه، فما راعه إلا وجبرائيل على رأسه،يضمه الضمة تلو الأخرى. وهنا ولد مرة أخرى،بل ولد الكون من جديد فالسماء حُرِستْ بالشهب ﴿ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً *وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً ﴾ [الجن:8،9]،وقد سطعت نور الرسالة،وأضاءت شمس الحق،وهبت نسائم الجنة.
ليال الغار هيا خبرينا
أضيفٌ ساكنٌ أم ذاك مجدُ
أطل الغار بالنور أبتهاجًا
لتحيا أمة بالمجد تحدُ
بمبعثكم رسول الله ذبنا
لكم شوقا بكم شرفتْ معدُ
بمبعثكم لقد طربت جبالٌ
لتشهد رايةً للحق تبدُ
بمبعثكم تصافحت البرايا
وألقى سيفه خصمٌ ألدُ
فكان النور أن عمّ البرايا
وأسدل يا ظلام الليل بُرْدُ
فبادر بالدعوة،ولم يتأخر،ولم يتململ،ولم يكن على الحق إلا هو،ولكن كان أنسه في قلبه،فقد رُويت نفسه بماء الإيمان،وتخللها عبير اليقين،فنبتت شجرة الإسلام،وأثمرت نخلة الإيمان،وأورقت زهرة الإحسان.
وبدلا من أتبادر قريش المخذولة بالإيمان،واتباع ولدهم الذي عرفوه بالصدق والأمانة مع الخلق،عادوه وشاتموه وضربوه،وظاهروا عليه،فخابوا من قوم نبي.
ولما أيسوا من قهره،راودوه على دعوته،لعله أن ينثني أو ينحني أو يلين أو يستكين،ولكنهم قابلوا جبلا أشما،وصقرا في العُلي قد حلّق، وزئر أسامة الضرغام بالحق المبين، فكان قدوة للخلائق لما قال: (والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته).
فذاب فؤاده على قومه أن خسروا،ثم خسروا ثم خابوا،وشعر بالمرارة تغزو فؤاده، ثم وقع القدر المقدور،وغاب عن الناظر الحبيب،فغيبت في التراب خديجة،وقد صح الخبر كما رواه البخاري أنها في بيت من قصب (أتى جبريل النبي ف فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب). وزاد الأمر على نفسه المقدسة هلاك عمه أبي طالب على الكفر،وهو القائل:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
حتى أوسد في التراب دفينا
فامضى لأمرك ما عليك غضاضة
أبشر وقر بذاك منك عيونا
ودعوتني وعلمتُ أنك ناصحى
فلقد صدقتَ وكنتَ قدم أمينا
وعرضتَ دينا قد عرفتُ بأنه
من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذارى سبة
لوجدتني سمحا بذاك مبينا
ولكنه أختار الكفر على الإيمان فكان يردد وروحه تفارق جسده على ملة عبدالمطلب.. على ملة عبدالمطلب فمات على عبادة اللات والعزى ومناة الثالثة الآخرى.
وبعد موته،أظهرت قريش وجهها القبيح الكالح،فقد قاومت دعوة التوحيد،وناوأت نشر إخلاص العبادة لله تعالى،وتمرغت في أوحال الشرك،فلم تطق نفوسهم الخربة رؤية بساتين الإيمان تثمر،فخنقوا خير البرية،وضربوا إمام المرسلين،وبصقوا في وجه سيد الثقلين،ووضعوا سلى الجزور على ظهر حبيب الرحمن،وخليل الديان،ولكن ما علم أولئك المخاذيل المناكيد العالة أنه كان يتلذذ،فكل إيذاء له كان رفعة عند ربه.
سمعنا كشّرت نابًا قريشٌ
ولكن ضيغمٌ لاقت وأُسْدُ
وردته أكابر مجرميها
أحمقًا صابهم أم ذاك حقدُ
سقته ليال مكةَ كل مرٍ
ولو أحدٌ سقي لانهد أُحْدُ
أتعلم أن كأس المر عذبٌ
إذا ما رام للمجد المجدُ
ونال القهر والتعذيب أصحابه وكان من أعلام من عذب في ذات الله السيد المقدم الصابر في ذات الله مؤذن رسول الله بلال بن أبي رباح
يا صاحِ هذا بلال من
عرفته رمضاء الحرم
عرفته مكة كلها
بطحائها والمحتدم
بالسوط يضرب بالقفا
والصخر يا صحي صمم
صَبَرَ الهِزْبرُ لأنه عَشِقَ
الهدى والبيع تم
وفي يوم الميلاد الثالث للكون أمره الله تعالى بالهجرة،ليبحث عن أرض خصبة للدعوة،بدل أرض قريش الجدباء،فقد أبى أهلها الفوز،فراموا الخيبة وورثوا الخسارة.
وهناك كان للإسلام شأن آخر،وموعد مع النور، ففي طيبة الطيبة وعلى ربها الطاهرة ترعرع الإسلام وانتشر،وتمكنت جذوره من رشف الإيمان،فسقى الأنصار الدين بعرقهم ودموعهم،ولم يبخلو بدمائهم الطاهرة حبا لله ورسوله.
أما أرض طابة فقد غنت ألحان الحب والشوق يوم مدخل الحبيب،وحق لها أن تتمايل فرحا وسرورا فسيطأ ثراها من لو وطأ السماء لتسامت بهذا.
عباد الله:
لقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة على طاعة النبي ص،فما يطلب أمرا ألا وتسابقوا عليه،وكيف لا يفعلو ذلك وهو الذي أنقذهم به الله من النار،وقد وصفهم فأحسن وصفهم عروة بن مسعود الثقفي يوم الحديبية فقال: (يا معشر قريش إني قد جئت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه واني والله ما رأيت ملكا في قومه قط مثل محمد في أصحابه ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشيء أبدا،وكان لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه ولا يبصق بصاقا إلا ابتدروه ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه)
فقد كانوا يعرفون له قدره العظيم وينزلونه منزله الكبير،وكانوا لا يخرجو عن أمره ولا ينازعونه حكمه،فقد رباهم فأحسن تربيتهم
زرعت شمائلا فزكت نفوسٌ
فذاك حصادكم عمرو وسعدُ
نثرتهم كواكبا لامعاتٍ
فكانوهها وللإسلام جندُ
وكان لهم والد وأخ وأستاذ وحبيب،فيلاعب الصغار،ويقدر الكبار،ويواسي المكلوم،وينصر المظلوم،ويمشي في حالة ذا الحاجة،ويشاركهم أفراحهم حتى يدخل الغريب عليهم ولا يعرفه من بينهم،فما خص نفسه بلباس،ولا مكان مرتفع،ولا مزية خاصة،فهو منهم وهم منه.
ومن أجله قاتلوا آبائهم،وأبنائهم،وفارقوا أزواجهم وتركوا أموالهم،وبلادهم مرابع الصبا وفيها قال بلال:
ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة
بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة
وهل يبدون لى شامة وطفيل
وضربوا أروع الأمثلة يوم بدر وأحد والخندق وفتح مكة وغيرها من المشاهد العظيمة، فكانوا من حوله،وكان هو مقدمهم وأشجعهم،بل هو الشجاعة كلها.
عباد الله:
وما بلغ أحدٌ من الخلق حب الصحابة للنبي ف فقد عاينوه بأعينهم،وخالطوه صبح وضحى ليل ونهار،وفي حل وترحال.
وصدق الفقيه الحافظ شيخ الإسلام والمسلمين عبدالله بن مسعود رضي الله إذ قال: (إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلبه ف خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فاتبعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ف فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه)
وفي يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من العام الحادي عشر من الهجرة النبوية رزأت الأمة الأحمدية،بل رزأت الأرض والسماء،بموت الرحمة المهداة،ما بقي قلب إلا بكاه،وما جفت عيون في محاجرها حزنا عليه،وفيه قالت سيدة نساء العالمين البرة التقية فاطمة بنت رسول الله: (واأبتاه اجاب ربا دعاه يا ابتاه من جنة الفردوس مأواه يا ابتاه إلى جبريل ننعاه) فلما دفن قالت فاطمة: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب؟
أما دفنه فهاك خبره من حبيبته الصديقه بنت الصديق عائشة أنها قالت: (ما علمنا بدفن النبي ف حتى سمعنا صوت المساحي في جوف ليلة الاربعاء) وعن أم سلمة قالت: (بينا نحن مجتمعون نبكي لم ننم ورسول الله في بيوتنا ونحن نتسلى برؤيته على السرير إذ سمعنا صوت الكرارين في السحر قالت أم سلمة فصحنا وصاح أهل المسجد فارتجت المدينة صيحة واحدة وأذن بلال بالفجر فلما ذكر النبي بكى وانتحب فزادنا حزنا وعالج الناس الدخول إلى قبره فغلق دونهم فيالها من مصيبة ما اصبنا بعدها بمصيبة إلا هانت اذ ذكرنا مصيبتنا به)
عباد الله:
وقد بلّغ النبي ف الأمانة ووفي بالرسالة وجاهد في الله حق الجهاد،فجزاه الله خير ما جزى نبي عن أمته.
الحمد لله الذي أمرنا بحب نبيه ف ونصرته وتعظيمه فقال: ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾ [الفتح:9] وصلى الله وسلم على عبده ورسوله ص الذي قال: « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين »،أما بعد:
عباد الله:
قدمنا يا عباد الله فضل النبي ف،ثم بينا تعظيم الصحابة رضي الله عنهم للنبي ص،وأن كمال التعظيم والحب هو الطاعة والانقياد،والشر كل الشر في مخالفة أمر النبي ص،وقد يخالف بعض الناس بحسن نية وسلامة طوية ولكن هذا لا يجعل الباطل حقا.
وأسمع لسؤال أبي موسى لعبدالله ابن مسعود حيث قال له: يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد أنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا،قال: فما هو؟ فقال: إن عشت فستراه،قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصا فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة ويقول سبحوا مائة فيسبحون مائة،قال: فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار أمرك، قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم.
ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا يا أبا عبد الله حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وأنيته لم تكسر والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير قال وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم)
فقد حصر إن مسعود رضي الله عنه فعلهم بأمرين فقال: (ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة) فإما هم أهدى من محمد ف أو مفتتحوا باب ضلالة.
عباد الله:
ومن أبواب الضلالة التي نشأت بعد الأزمنة المفضلة بدعة المولد النبوي،وأكثر من يفعل هذا المولد مقصده حسن ألا وهو: تعظيم النبي ف واحترامه،وهو أهل لكل فضل وتعظيم وإجلال،ولكن هذا المقصد الحسن لا يجعل هذا الفعل مباح فضلا أن يكون سنة أو خيرا للأمة،وقد تقدم قول عبدالله بن مسعود، وقال الإمام مالك رحمه الله: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمد ف خان الرسالة أقرؤ قوله الله: ﴿.. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً.. ﴾ [المائدة:3] فما لم يكن ذلك اليوم دينا فهو ليس اليوم دينا،ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها) ()
عباد الله:
إن الناظر في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية لم نجد أحدا لا من العلماء ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قال بهذه العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به.
قال الحافظ السخاوي في فتاويه:"عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعد"()،وإن أول من أظهر هذه البدعة هم العبيدين، وهم المسمين بالفاطمين ()،وهؤلاء باطنيين روافض.
قال الإمام أبي شامة المؤرخ المحدث عند الفاطميين العبيديين: (أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا بل المعروف أنهم (بنو عبيد)؛ وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي وقيل كان والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حدادا) ()()، وقال ياقوت الحموي: ((وهذه المدينة بإفريقية منسوبة إلى المهدي ـ أي المهدية ـ وبينها وبين القيروان مرحلتان القيروان في جنوبيها والثياب السوسية المهدوية إليها تنسب وقد اختطها المهدي واختلف في نسبه فأكثر أهل السير الذين لم يدخلوا في رعيتهم وبعض رعيتهم الذين كانوا يخفون أمرهم يزعمون أنه كان ابن يهودي من أهل سلمية الشام وتزوج القداح الذي كان أصل هذه الدعوة بأمه، فرباه إلى أن حضرته الوفاة، ولم يكن له ولد فعهد إليه وعلمه الدعوة وكان اسمه سعيداً، فلما صار الأمر إليه سمي عبيد الله وقال قوم قليلون إنه ولد القداح نفسه في قصص طويلة) ().
ولقد وقف علماء الأمة منهم موقفا بينا واضحا، قال ابن كثير الشافعي / عن العبيدين حكام الدولة الفاطمية: (.. كتب جماعة من العلماء والقضاة والأشراف والعدول والصالحين والفقهاء والمحدثين وشهدوا جميعا أن ملوك الفاطميين...كفّارٌ فسّاقٌ فجّارٌ ملحدونَ زنادقةٌ معطلون َوللإسلام جاحدونَ ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية..) ()،ورؤي الفقيه عبدالله المالكي عبدالله التبان يبكي بحرقة فقيل له في ذلك فقال: (خشية أن يشك الناس في كفر بني عبيد فيدخلوا النار) ()
عباد الله:
إنا نسأل هؤلاء المقمين للمو لد النبوي:أيا هؤلاء العقلاء المؤمنين المعظمين لرسول رب العالمين أأنتم أعلم بدين الله أم رسول الله؟
أأنتم أشفق على الأمة أم رسول الله؟
أيقع في خلدكم أن ثمة خير لم يخبرنا به حبيبنا وسيدنا محمد ص؟
ألم يخبرنا ف بوجوب الصلاة عليه وعلى آله في الصلاة؟
ألم يخبرنا بأن من صلى عليه بعد الآذان ثم قال: (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته) فقد حلت له الشفاعة يوم القيامة؟
ألم يخبرنا أن من صلى عليه مره صلى الله به عليه عشرا؟
يا أحبتنا لقد كادت نفس النبي ف أن تزهق بسبب حرصه علينا ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً ﴾ [الكهف:6] ثم بعد هذا نتجاوز أمره ونترك شرعه!!!.
أوَنسيتم قول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران:31] فالتباع النبي ف سبيل الفلاح والنجاح والفوز يوم الدين.
عباد الله:
إننا نتفق وإياكم على أن أشد الناس حبا للنبي ف هم الصحابة،وهم أشد الناس تعظيما للنبي ف،وهم اللذين قال فيهم ص: (لو أن أحدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولانصيفه)،ومع هذا لم يفعلوا هذا المولد قط.
فأين معرفة حقهم رضي الله عنهم،فمن فعل المولد زعم أن حبه للنبي ف أعظم من حب الصحابة للرسول ف.!!
ثم أين معرفة حق الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباع سنتهم: (من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)
وأين معرفة حق وزيري رسول الله ف أبي بكر وعمر،وقد قال فيهم ص: (فاقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)
فلماذا تأخر أصحاب محمد ف الأطهار السادة النجباء أئمة الدين والدنيا معا عن هذا الفضل ـ حسب قولكم ـ وتقدم العبيدين الروافض الزنادقة أصحاب كل سوءة وموبقة؟!!
ثم إن النبي ف مع شدة شفقة على الأمة لما سئله عمر بن الخطاب عن صوم يوم الاثنين قال: « ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه » فدلنا على العمل الذي نعمله يوم مولده ألا وهو الصوم في كل أسبوع،فأين هؤلاء ضيعوا هذا الفضل العظيم وانشغلوا بغيره مما لا فائدة منه.
عباد الله:
هذه إشارة لمن كان يحب النبي ص ويعظمه ويعرف قدره الشريف ومكانته العالية.
اللهم إنّا ندعوك بأننا نحب عبدك ورسولك محمد ف فاغفر لنا وارحمنا واجمعنا به يوم القيامة
اللهم اجمعنا معه في الجنة مصداقا لقوله: (المرأ مع من أحب) فنشهدك اللهم على حبه،فإننا نقدم حبه على كل محبوب،وأمره على كل أمر
اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم
آمين
مولد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مولد للأمة
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71] أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
مر على الناس زمان هو شر الأزمنة وأسوء الأوقات يصفه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله كما عند مسلم: (.. وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمتْ عليهم ما أحللتُ لهم وأمرتهمْ أن يشركوا بي ما لم أُنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب..) فلما أرد الله سبحانه وتعالى أن يرحم الخلق وأن يخرجهم من الظلمات إلى النور أمر بمولد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وُلِـد الُهدى، فالكائنات ضياءُ
وفم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
الروح والملأ الملائـك حـوله
للدين والدنيا به بُشـراء
والعيش يزهو، والحظيرة تزدهي
والمنتهى والسِّـدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ
واللوح والقلم البديع رُواء
يا خيرَ من جاء الوجودَ تحيةٌ
من مرسلينَ إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه
ومســاؤه بمحمــد وضّاءُ
فكان صلى الله عليه وسلم رحمة،وكان مولده منة، ومن ذلك اليوم تغير الكون كله، و توردت الأرض خجلى فقد شَرُفتْ باستقبال خير مخلوق على الأرض والسماء،ففتح مولده صفحة جديدة على الكون،وبات العارفون من أهل الكتاب ينتظرون الحدث الأعظم،وهو مبعث الرسول الأكرم ف.
وشب ص على معانِ الخير واليُمن والإيمان والرحمة والكرامة،فهو الخُلُقُ كلّه،ونشأ خير نشأة،وكمّلَه الله بكل فضلٍ،فهو الجمالُ،فقد فاق حسنه حسن القمر،وما فَضّلَ يوسفَ على نفسه الشريفة إلا تواضعا منه،وفي ربوع مكةَ الطاهرة ِولِدَ،وفي أعلى قبيلةٍ نسبا أنتسب،فكأنه خلق كما شاء.
وأحسن منك لم تر قط عيني
وأجمل منك لم تلد النساءُ
خلقت مبرءا من كل عيبٍ
كأنك قد خلقت كما تشاءُ
ويكفي أن تقول محمد بن عبدالله لتجمع كل الأخلاق السامية والمعان السامقة
وصفتمْ أنتمُ بأبي وأمي
بأخلاقٍ حسانٍ لا تعدُ
وكان أبوه طاهرا،أبيٌ على الخنا،رفيع عن الزنا،فما واقع فحشا في حياته،وكذا كانت أمه،وفيها قالت عاتكة بنت النضر بن الحارث ():
أمحمدٌ ولدتك خيرُ نجيبةٍ
في قومها والفحلُ فحلٌ مُعْرِقُ
ولما شب تأمل في الخلق فعلِمَ أن للخلق خالق عظيم،ولم يقبل عقله عبادة الأوثان،ولا الخضوع لآفات الآباء والأجداد،وظلّت نفسه ظمئ للحق الأبلج،فَحُبِبَتْ إليه الخلوةُ في غارِ حراءَ،وما أدراك ما غار حراء،فقد سطع النور الأول هناك.
وكان ف يتنقل في نواحي مكة فلا يتأخر أحدهم عن الفوز بنظرة لمحياه،ويسلّمون عليه بالصادق الأمين،فلم تنقل عنه هنه في خلق،ولا طعن عليه من قبل في خبر،ولا امتدت يده لخيانة أمانة، وما قال شعرا وكان قومه أهل الشعر،ولم يروِ منه بيتا.
ولما بلغ الأربعين،وتهيأت نفسه لتحمل تكاليف الرسالة،جاء سيد الملائكة للقاء سيد الخلق أجمعين عليهما صلاة الله وسلامه فساد أتباعه الناس.
وأي روع تروعه،وأي خوف شعر به،فقد كان في خلوة،يرجو ربه، فما راعه إلا وجبرائيل على رأسه،يضمه الضمة تلو الأخرى. وهنا ولد مرة أخرى،بل ولد الكون من جديد فالسماء حُرِستْ بالشهب ﴿ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً *وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً ﴾ [الجن:8،9]،وقد سطعت نور الرسالة،وأضاءت شمس الحق،وهبت نسائم الجنة.
ليال الغار هيا خبرينا
أضيفٌ ساكنٌ أم ذاك مجدُ
أطل الغار بالنور أبتهاجًا
لتحيا أمة بالمجد تحدُ
بمبعثكم رسول الله ذبنا
لكم شوقا بكم شرفتْ معدُ
بمبعثكم لقد طربت جبالٌ
لتشهد رايةً للحق تبدُ
بمبعثكم تصافحت البرايا
وألقى سيفه خصمٌ ألدُ
فكان النور أن عمّ البرايا
وأسدل يا ظلام الليل بُرْدُ
فبادر بالدعوة،ولم يتأخر،ولم يتململ،ولم يكن على الحق إلا هو،ولكن كان أنسه في قلبه،فقد رُويت نفسه بماء الإيمان،وتخللها عبير اليقين،فنبتت شجرة الإسلام،وأثمرت نخلة الإيمان،وأورقت زهرة الإحسان.
وبدلا من أتبادر قريش المخذولة بالإيمان،واتباع ولدهم الذي عرفوه بالصدق والأمانة مع الخلق،عادوه وشاتموه وضربوه،وظاهروا عليه،فخابوا من قوم نبي.
ولما أيسوا من قهره،راودوه على دعوته،لعله أن ينثني أو ينحني أو يلين أو يستكين،ولكنهم قابلوا جبلا أشما،وصقرا في العُلي قد حلّق، وزئر أسامة الضرغام بالحق المبين، فكان قدوة للخلائق لما قال: (والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته).
فذاب فؤاده على قومه أن خسروا،ثم خسروا ثم خابوا،وشعر بالمرارة تغزو فؤاده، ثم وقع القدر المقدور،وغاب عن الناظر الحبيب،فغيبت في التراب خديجة،وقد صح الخبر كما رواه البخاري أنها في بيت من قصب (أتى جبريل النبي ف فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب). وزاد الأمر على نفسه المقدسة هلاك عمه أبي طالب على الكفر،وهو القائل:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
حتى أوسد في التراب دفينا
فامضى لأمرك ما عليك غضاضة
أبشر وقر بذاك منك عيونا
ودعوتني وعلمتُ أنك ناصحى
فلقد صدقتَ وكنتَ قدم أمينا
وعرضتَ دينا قد عرفتُ بأنه
من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذارى سبة
لوجدتني سمحا بذاك مبينا
ولكنه أختار الكفر على الإيمان فكان يردد وروحه تفارق جسده على ملة عبدالمطلب.. على ملة عبدالمطلب فمات على عبادة اللات والعزى ومناة الثالثة الآخرى.
وبعد موته،أظهرت قريش وجهها القبيح الكالح،فقد قاومت دعوة التوحيد،وناوأت نشر إخلاص العبادة لله تعالى،وتمرغت في أوحال الشرك،فلم تطق نفوسهم الخربة رؤية بساتين الإيمان تثمر،فخنقوا خير البرية،وضربوا إمام المرسلين،وبصقوا في وجه سيد الثقلين،ووضعوا سلى الجزور على ظهر حبيب الرحمن،وخليل الديان،ولكن ما علم أولئك المخاذيل المناكيد العالة أنه كان يتلذذ،فكل إيذاء له كان رفعة عند ربه.
سمعنا كشّرت نابًا قريشٌ
ولكن ضيغمٌ لاقت وأُسْدُ
وردته أكابر مجرميها
أحمقًا صابهم أم ذاك حقدُ
سقته ليال مكةَ كل مرٍ
ولو أحدٌ سقي لانهد أُحْدُ
أتعلم أن كأس المر عذبٌ
إذا ما رام للمجد المجدُ
ونال القهر والتعذيب أصحابه وكان من أعلام من عذب في ذات الله السيد المقدم الصابر في ذات الله مؤذن رسول الله بلال بن أبي رباح
يا صاحِ هذا بلال من
عرفته رمضاء الحرم
عرفته مكة كلها
بطحائها والمحتدم
بالسوط يضرب بالقفا
والصخر يا صحي صمم
صَبَرَ الهِزْبرُ لأنه عَشِقَ
الهدى والبيع تم
وفي يوم الميلاد الثالث للكون أمره الله تعالى بالهجرة،ليبحث عن أرض خصبة للدعوة،بدل أرض قريش الجدباء،فقد أبى أهلها الفوز،فراموا الخيبة وورثوا الخسارة.
وهناك كان للإسلام شأن آخر،وموعد مع النور، ففي طيبة الطيبة وعلى ربها الطاهرة ترعرع الإسلام وانتشر،وتمكنت جذوره من رشف الإيمان،فسقى الأنصار الدين بعرقهم ودموعهم،ولم يبخلو بدمائهم الطاهرة حبا لله ورسوله.
أما أرض طابة فقد غنت ألحان الحب والشوق يوم مدخل الحبيب،وحق لها أن تتمايل فرحا وسرورا فسيطأ ثراها من لو وطأ السماء لتسامت بهذا.
عباد الله:
لقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة على طاعة النبي ص،فما يطلب أمرا ألا وتسابقوا عليه،وكيف لا يفعلو ذلك وهو الذي أنقذهم به الله من النار،وقد وصفهم فأحسن وصفهم عروة بن مسعود الثقفي يوم الحديبية فقال: (يا معشر قريش إني قد جئت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه واني والله ما رأيت ملكا في قومه قط مثل محمد في أصحابه ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشيء أبدا،وكان لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه ولا يبصق بصاقا إلا ابتدروه ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه)
فقد كانوا يعرفون له قدره العظيم وينزلونه منزله الكبير،وكانوا لا يخرجو عن أمره ولا ينازعونه حكمه،فقد رباهم فأحسن تربيتهم
زرعت شمائلا فزكت نفوسٌ
فذاك حصادكم عمرو وسعدُ
نثرتهم كواكبا لامعاتٍ
فكانوهها وللإسلام جندُ
وكان لهم والد وأخ وأستاذ وحبيب،فيلاعب الصغار،ويقدر الكبار،ويواسي المكلوم،وينصر المظلوم،ويمشي في حالة ذا الحاجة،ويشاركهم أفراحهم حتى يدخل الغريب عليهم ولا يعرفه من بينهم،فما خص نفسه بلباس،ولا مكان مرتفع،ولا مزية خاصة،فهو منهم وهم منه.
ومن أجله قاتلوا آبائهم،وأبنائهم،وفارقوا أزواجهم وتركوا أموالهم،وبلادهم مرابع الصبا وفيها قال بلال:
ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة
بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة
وهل يبدون لى شامة وطفيل
وضربوا أروع الأمثلة يوم بدر وأحد والخندق وفتح مكة وغيرها من المشاهد العظيمة، فكانوا من حوله،وكان هو مقدمهم وأشجعهم،بل هو الشجاعة كلها.
عباد الله:
وما بلغ أحدٌ من الخلق حب الصحابة للنبي ف فقد عاينوه بأعينهم،وخالطوه صبح وضحى ليل ونهار،وفي حل وترحال.
وصدق الفقيه الحافظ شيخ الإسلام والمسلمين عبدالله بن مسعود رضي الله إذ قال: (إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلبه ف خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فاتبعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ف فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه)
وفي يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من العام الحادي عشر من الهجرة النبوية رزأت الأمة الأحمدية،بل رزأت الأرض والسماء،بموت الرحمة المهداة،ما بقي قلب إلا بكاه،وما جفت عيون في محاجرها حزنا عليه،وفيه قالت سيدة نساء العالمين البرة التقية فاطمة بنت رسول الله: (واأبتاه اجاب ربا دعاه يا ابتاه من جنة الفردوس مأواه يا ابتاه إلى جبريل ننعاه) فلما دفن قالت فاطمة: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب؟
أما دفنه فهاك خبره من حبيبته الصديقه بنت الصديق عائشة أنها قالت: (ما علمنا بدفن النبي ف حتى سمعنا صوت المساحي في جوف ليلة الاربعاء) وعن أم سلمة قالت: (بينا نحن مجتمعون نبكي لم ننم ورسول الله في بيوتنا ونحن نتسلى برؤيته على السرير إذ سمعنا صوت الكرارين في السحر قالت أم سلمة فصحنا وصاح أهل المسجد فارتجت المدينة صيحة واحدة وأذن بلال بالفجر فلما ذكر النبي بكى وانتحب فزادنا حزنا وعالج الناس الدخول إلى قبره فغلق دونهم فيالها من مصيبة ما اصبنا بعدها بمصيبة إلا هانت اذ ذكرنا مصيبتنا به)
عباد الله:
وقد بلّغ النبي ف الأمانة ووفي بالرسالة وجاهد في الله حق الجهاد،فجزاه الله خير ما جزى نبي عن أمته.
الحمد لله الذي أمرنا بحب نبيه ف ونصرته وتعظيمه فقال: ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾ [الفتح:9] وصلى الله وسلم على عبده ورسوله ص الذي قال: « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين »،أما بعد:
عباد الله:
قدمنا يا عباد الله فضل النبي ف،ثم بينا تعظيم الصحابة رضي الله عنهم للنبي ص،وأن كمال التعظيم والحب هو الطاعة والانقياد،والشر كل الشر في مخالفة أمر النبي ص،وقد يخالف بعض الناس بحسن نية وسلامة طوية ولكن هذا لا يجعل الباطل حقا.
وأسمع لسؤال أبي موسى لعبدالله ابن مسعود حيث قال له: يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد أنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا،قال: فما هو؟ فقال: إن عشت فستراه،قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصا فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة ويقول سبحوا مائة فيسبحون مائة،قال: فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار أمرك، قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم.
ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا يا أبا عبد الله حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وأنيته لم تكسر والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير قال وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم)
فقد حصر إن مسعود رضي الله عنه فعلهم بأمرين فقال: (ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة) فإما هم أهدى من محمد ف أو مفتتحوا باب ضلالة.
عباد الله:
ومن أبواب الضلالة التي نشأت بعد الأزمنة المفضلة بدعة المولد النبوي،وأكثر من يفعل هذا المولد مقصده حسن ألا وهو: تعظيم النبي ف واحترامه،وهو أهل لكل فضل وتعظيم وإجلال،ولكن هذا المقصد الحسن لا يجعل هذا الفعل مباح فضلا أن يكون سنة أو خيرا للأمة،وقد تقدم قول عبدالله بن مسعود، وقال الإمام مالك رحمه الله: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمد ف خان الرسالة أقرؤ قوله الله: ﴿.. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً.. ﴾ [المائدة:3] فما لم يكن ذلك اليوم دينا فهو ليس اليوم دينا،ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها) ()
عباد الله:
إن الناظر في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية لم نجد أحدا لا من العلماء ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قال بهذه العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به.
قال الحافظ السخاوي في فتاويه:"عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعد"()،وإن أول من أظهر هذه البدعة هم العبيدين، وهم المسمين بالفاطمين ()،وهؤلاء باطنيين روافض.
قال الإمام أبي شامة المؤرخ المحدث عند الفاطميين العبيديين: (أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا بل المعروف أنهم (بنو عبيد)؛ وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي وقيل كان والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حدادا) ()()، وقال ياقوت الحموي: ((وهذه المدينة بإفريقية منسوبة إلى المهدي ـ أي المهدية ـ وبينها وبين القيروان مرحلتان القيروان في جنوبيها والثياب السوسية المهدوية إليها تنسب وقد اختطها المهدي واختلف في نسبه فأكثر أهل السير الذين لم يدخلوا في رعيتهم وبعض رعيتهم الذين كانوا يخفون أمرهم يزعمون أنه كان ابن يهودي من أهل سلمية الشام وتزوج القداح الذي كان أصل هذه الدعوة بأمه، فرباه إلى أن حضرته الوفاة، ولم يكن له ولد فعهد إليه وعلمه الدعوة وكان اسمه سعيداً، فلما صار الأمر إليه سمي عبيد الله وقال قوم قليلون إنه ولد القداح نفسه في قصص طويلة) ().
ولقد وقف علماء الأمة منهم موقفا بينا واضحا، قال ابن كثير الشافعي / عن العبيدين حكام الدولة الفاطمية: (.. كتب جماعة من العلماء والقضاة والأشراف والعدول والصالحين والفقهاء والمحدثين وشهدوا جميعا أن ملوك الفاطميين...كفّارٌ فسّاقٌ فجّارٌ ملحدونَ زنادقةٌ معطلون َوللإسلام جاحدونَ ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية..) ()،ورؤي الفقيه عبدالله المالكي عبدالله التبان يبكي بحرقة فقيل له في ذلك فقال: (خشية أن يشك الناس في كفر بني عبيد فيدخلوا النار) ()
عباد الله:
إنا نسأل هؤلاء المقمين للمو لد النبوي:أيا هؤلاء العقلاء المؤمنين المعظمين لرسول رب العالمين أأنتم أعلم بدين الله أم رسول الله؟
أأنتم أشفق على الأمة أم رسول الله؟
أيقع في خلدكم أن ثمة خير لم يخبرنا به حبيبنا وسيدنا محمد ص؟
ألم يخبرنا ف بوجوب الصلاة عليه وعلى آله في الصلاة؟
ألم يخبرنا بأن من صلى عليه بعد الآذان ثم قال: (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته) فقد حلت له الشفاعة يوم القيامة؟
ألم يخبرنا أن من صلى عليه مره صلى الله به عليه عشرا؟
يا أحبتنا لقد كادت نفس النبي ف أن تزهق بسبب حرصه علينا ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً ﴾ [الكهف:6] ثم بعد هذا نتجاوز أمره ونترك شرعه!!!.
أوَنسيتم قول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران:31] فالتباع النبي ف سبيل الفلاح والنجاح والفوز يوم الدين.
عباد الله:
إننا نتفق وإياكم على أن أشد الناس حبا للنبي ف هم الصحابة،وهم أشد الناس تعظيما للنبي ف،وهم اللذين قال فيهم ص: (لو أن أحدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولانصيفه)،ومع هذا لم يفعلوا هذا المولد قط.
فأين معرفة حقهم رضي الله عنهم،فمن فعل المولد زعم أن حبه للنبي ف أعظم من حب الصحابة للرسول ف.!!
ثم أين معرفة حق الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباع سنتهم: (من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)
وأين معرفة حق وزيري رسول الله ف أبي بكر وعمر،وقد قال فيهم ص: (فاقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)
فلماذا تأخر أصحاب محمد ف الأطهار السادة النجباء أئمة الدين والدنيا معا عن هذا الفضل ـ حسب قولكم ـ وتقدم العبيدين الروافض الزنادقة أصحاب كل سوءة وموبقة؟!!
ثم إن النبي ف مع شدة شفقة على الأمة لما سئله عمر بن الخطاب عن صوم يوم الاثنين قال: « ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه » فدلنا على العمل الذي نعمله يوم مولده ألا وهو الصوم في كل أسبوع،فأين هؤلاء ضيعوا هذا الفضل العظيم وانشغلوا بغيره مما لا فائدة منه.
عباد الله:
هذه إشارة لمن كان يحب النبي ص ويعظمه ويعرف قدره الشريف ومكانته العالية.
اللهم إنّا ندعوك بأننا نحب عبدك ورسولك محمد ف فاغفر لنا وارحمنا واجمعنا به يوم القيامة
اللهم اجمعنا معه في الجنة مصداقا لقوله: (المرأ مع من أحب) فنشهدك اللهم على حبه،فإننا نقدم حبه على كل محبوب،وأمره على كل أمر
اللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم
آمين
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى