رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
المهدي
التأريخ: 12/11/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ القائل في كتابه العزيز: ((..إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)) [فاطر:28] فخص العلماء بما لم يخص به أحد غيرهم من الفضل والمكانة،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، القائل: (إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا) أما بعد:
فيا عباد الله:ما زال حديثنا عن المهدي،وقد قدمنا الحديث عن سبع نقاط عن المهدي،ونبدأ الآن مع النقطة الثامنة.
ثامنا: علامات صدق من ادعى أنه المهدي:
أن يكون من ولد فاطمة لويثبت نسبه.
أن يظهر بعد موت خليفة من خلفاء المسلمين.
أن يكون من أهل المدينة.
أن يبايع بين الركن والمقام.
أن يكون على الصفة التي وصفها النبي ص.
أن يبعث له بعث من أهل الشام فيخسف بهم.
أن يخرج الدجال في زمانه.
ومع كل هذه الأوصاف فلا يلزمنا متابعة المهدي،ولا مبايعته،حتى يظهر أمره ويخسف بالجيش الذي يتتبعه، قال سفيان الثوري /: (وإن مر بك المهدي وأنت في البيت فلا تخرج إليه حتى يجتمع له الناس) ()،قال العلامة حمود التويجري /: (إن المهدي لا يطلب الأمر لنفسه ابتداء مدعيا أنه المهدي،كما يفعل ذلك المدعون للمهدية كذبا وزورا،وإنما يأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه،ثم يسميه الناس بعد ذلك بالمهدي،لما يرون من صلاحه وعدله وإزالته للجور والظلم) () فليس في الأحاديث الثابتة ما يدل على أن المهدي سوف يطالب الناس بالإقرار بمهديته،أو يمتحنهم على ذلك ويقهرهم فضلا عن تكفيرهم واستباحة دمائهم،وليس التصديق بأن فلان هو المهدي من أركان الدين حتى يأثم من لم يصدق. ()
ومما يدل على أن المهدي لن يطلب الأمر لنفسه،بل إن الناس يقهرونه على هذا ما رواه أبو داود عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ غ عَنْ النَّبِيِّ غ قَالَ"يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِي النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ غ وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ فِي الْأَرْضِ فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ"ابن القيم /: (حديث حسن ومثله مما يجوز أن يقال فيه صحيح) ()
قالت اللجنة الدائمة: (لا يجوز لأحد أن يجزم بأن فلان ابن فلان هو المهدي حتى تتوافر العلامات التي بينها النَّبِيَّ ص في الأحاديث الصحيحة وأهمها كونه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً) () وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز /: (أما اعتماد المنامات في إثبات كون فلان هو المهدي فهو مخالف للأدلة الشرعية ولإجماع أهل العلم والإيمان) ()
وقال الشيخ العلامة حمود التويجري /: من ادعى من المفتونيين أنه المهدي المنتظر ولم يخرج الدجال في زمانخ،فإنه دجال كذاب ()
ثامنا: أقسام من ادعى أنه المهدي بلغ عدد من ادعى المهدية
ويمكن أن نقسم من ادعى أنه المهدي إلى أقسام:
أحدهما: زنديق فاسق له أغراض وأهواء ومنهم:
الملحد عبيد الله بن ميمون القداح وكان جده يهوديا من بيت مجوسي فانتسب بالكذب والزور إلى أهل البيت وادعى أنه المهدي الذي بشر به النبي غ وملك وتغلب استفحل أمره إلى أن استولت على بلاد المغرب ومصر والحجاز والشام،وسمى دولته بالفاطمية. قال ابن كثير / عن العبيدين حكام الدولة الفاطمية: (.. كتب جماعة من العلماء والقضاة والأشراف والعدول والصالحين والفقهاء والمحدثين وشهدوا جميعا أن ملوك الفاطميين...كفّارٌ فسّاقٌ فجّارٌ ملحدونَ زنادقةٌ معطلون َوللإسلام جاحدونَ ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية..) ()،ورؤي الفقيه عبدالله المالكي عبدالله التبان يبكي بحرقة فقيل له في ذلك فقال: (خشية أن يشك الناس في كفر بني عبيد فيدخلوا النار) ()
أحمد بن عبدالله،المعروف بالملثم،ولد في رمضان سنة 658هـ،قال ابن حجر /: وادعى عام 689هـ دعاوى عريضة من رؤية الله تعالى بالمنام مرارا،وأنه اسري به إلى السموات السبع ثم إلى سدرة المنتهى ثم إلى العرش، وأن الله كلمه وأخبره أنه المهدي،وكان ممن شهد عليه أنه زعم أنه رسول الله) ()
من المعاصرين حسين بن موسى اللحيدي الكويتي،كان بادي أمره ادعى صلاح نفسه ثم تدرج به الأمر إلى أن زعم فساد المجتمع بأسره.. الأمر الذي دعاه إلى اعتزال الناس حتى صلاة الجماعة بالمساجد، ثم وصل به الحال إلى أن زعم أنه هو جد المهدي المنتظر، ثم تطور الأمر بأن جعل نفسه هو المهدي بعينه.. ولم يقف به الأمر إلى ذلك بل زعم عودة الرسول من موته إلى الحياة بالدنيا! ولم تتوقف سخافاته حتى زعم أنه هو الرسول المبين وأنه يحوى إليه!!وقد تبعه من رعاع الناس وهمجهم ومن انتكست عقائدهم.
القسم الثاني: الجاهل بكلام المبلغ عن رب العالمين صومنهم:
ابن تومرت:محمد بن عبدالله البربري ظهر في بمراكش وأظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،قال الذهبي /: (وكان خشن العيش فقيرا قانعا باليسير مقتصرا على زي الفقر لا لذة له في مأكل ولا منكح ولا مال ولا في شيء غير رياسة الأمر حتى لقي الله تعالى لكنه دخل والله في الدماء لنيل الرياسة المردية...) وبيّن الذهبي سبب انتشار أمره فقال: ووجد جوا خاليا وقوما لا يدرون الكلام) أي ولم يقابل علماء أجلاء يعرون كذبه ويفضحون أمره.
الجونبوري:ولد بشرق الهند وادعى المهدية،وتبعه أناس كثيرون مغترين بزهده وتقشفه كشأنهم وراء كل ناعق.()
محمد بن عبدالله القحطاني الذي ظهر في عام 1400هـ للهجرة النبوية ودخل البيت الحرام هو وأصحابه وعاثوا فيه فساداً وقتلوا عباد الله وانتهكوا البيت الحرام والشهر الحرام.
القسم الثالث: المتأول
فقد يتأول بعضهم الأحاديث التي جاءت في المهدي وينزلها على نفسه،وهذا من الخطأ،الذي نسأل الله أن يغفر لمن دخل فيه.
ومن هؤلاء محمد بن عبدالله بن الحسن بن علي يالمشهور بالنفس الزكية،كان قواما صواما من الصالحين،فظن نفسه المهدي،وبايعه عدد من الناس على ذلك،وقاتل على هذا. قال ابن كثير /: (تلقب بالمهدي،طوعا أن يكون هو المذكور في الأحاديث،فلم يكن به،ولا تم له ما رجاه،ولا ما تمناه،فإنا لله) ()،لقد دخل في روع محمد النفس الزكية"أنه المهدي الموعود،ولم ينتبه أن خروج المهدي له مقدمات كالخسوف بالجيش،ونزول عيسى؛.
ونختم بمسألة وهي ما الفائدة من الإيمان بالمهدي،والجواب أن للإيمان بالمهدي فوائد ومن وذلك:
1. أن نعمل بجد واجتهاد حتى نستحق أن نكون من رجال المهدي فلابد للمهدي من رجال قد استجمعوا شرائط الإيمان يقومون معه على أعداء الله تعالى ولا يكون هذا إلا بالصادق مع الله والعلم الصحيح.
قال الشيخ العلامة حمود التويجري /: (الإيمان بخروج المهدي في آخر الزمان لا يستلزم الهروب من الواقع وترك الواجب كما قد يتوهم البعض)
2. أن لا نيأس من روح الله ونعلم أن أمر دين الإسلام ظاهر لا محالة.
ونختم بكلمة لسماحة الوالد الشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز ـ رحمه الله ـحيث قال: (أمر المهدي معلوم والأحاديث فيه مستفيضة بل متواترة متعاضدة وقد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها؛ وهي متواترة تواتراً معنوياً لكثرة طرقها واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها فيه بحق تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمر ثابت وخروجه حق وهو محمد بن عبدالله العلوي الحسني من ذرية الحسن بن عليّ بن أبي طالب بوهذا الإمام رحمة الله عز وجل للأمة في آخر الزمان يخرج فيقيم لهم العدل والحق ويمنع الظلم والجور وينشر الله به لواء الخير على الأمة عدلاً وهداية وتوفيقاً وإرشاداً للناس. وقد اطلعت على كثير من أحاديثه فرأيتها كما قال الشوكاني وابن القيم وغيرهما فيها الصحيح والحسن وفيها الضعيف المنجبر وفيها أخبار موضوعه ويكفينا من ذلك ما استقام سنده، والحق أن جمهور أهل العلم ـ بل هو اتفاق منهم ـ على ثبوت أمر المهدي وأنه حق، أما من شذ عن أهل العلم في هذا الباب فلا يلتفت إلى كلامه)()
عباد الله: سنبدأ في الخطبة القادمة إن شاء الله في الحديث عن علامات الساعة الكبرى
الحمد لله الخالق البارئ المصور العظيم الجليل الجميل،والصلاة والسلام على عبده ونبيه محمد بن عبدالله وآله وسلم تسليما كثيرا،أما بعد:
فيا عباد الله:
أحب أن أشير لما حل في شرق آسيا من العذاب،إن هذه الآيات تحذير من الله تعالى قال تعالى: (نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً)) [الإسراء:59] وقال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)[الأعراف:99]وقال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ)) [الأنعام:47].
عباد الله:
لقد كررت الحديث عن تحريم عمليات التفجير والتخريب في البلاد الإسلامية،وقد قلت عدة مرات أن ما نشاهده في بلادنا مصيبة،وهي عندي أكبر مما حدث في شرق آسيا،فهناك عذاب من الله تعالى ليس لهم فيه حيلة ولا سلطان،وهنا إخواننا يقتلوننا،وهذا أكبر.
المهدي
التأريخ: 12/11/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ القائل في كتابه العزيز: ((..إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)) [فاطر:28] فخص العلماء بما لم يخص به أحد غيرهم من الفضل والمكانة،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، القائل: (إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا) أما بعد:
فيا عباد الله:ما زال حديثنا عن المهدي،وقد قدمنا الحديث عن سبع نقاط عن المهدي،ونبدأ الآن مع النقطة الثامنة.
ثامنا: علامات صدق من ادعى أنه المهدي:
أن يكون من ولد فاطمة لويثبت نسبه.
أن يظهر بعد موت خليفة من خلفاء المسلمين.
أن يكون من أهل المدينة.
أن يبايع بين الركن والمقام.
أن يكون على الصفة التي وصفها النبي ص.
أن يبعث له بعث من أهل الشام فيخسف بهم.
أن يخرج الدجال في زمانه.
ومع كل هذه الأوصاف فلا يلزمنا متابعة المهدي،ولا مبايعته،حتى يظهر أمره ويخسف بالجيش الذي يتتبعه، قال سفيان الثوري /: (وإن مر بك المهدي وأنت في البيت فلا تخرج إليه حتى يجتمع له الناس) ()،قال العلامة حمود التويجري /: (إن المهدي لا يطلب الأمر لنفسه ابتداء مدعيا أنه المهدي،كما يفعل ذلك المدعون للمهدية كذبا وزورا،وإنما يأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه،ثم يسميه الناس بعد ذلك بالمهدي،لما يرون من صلاحه وعدله وإزالته للجور والظلم) () فليس في الأحاديث الثابتة ما يدل على أن المهدي سوف يطالب الناس بالإقرار بمهديته،أو يمتحنهم على ذلك ويقهرهم فضلا عن تكفيرهم واستباحة دمائهم،وليس التصديق بأن فلان هو المهدي من أركان الدين حتى يأثم من لم يصدق. ()
ومما يدل على أن المهدي لن يطلب الأمر لنفسه،بل إن الناس يقهرونه على هذا ما رواه أبو داود عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ غ عَنْ النَّبِيِّ غ قَالَ"يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِي النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ غ وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ فِي الْأَرْضِ فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ"ابن القيم /: (حديث حسن ومثله مما يجوز أن يقال فيه صحيح) ()
قالت اللجنة الدائمة: (لا يجوز لأحد أن يجزم بأن فلان ابن فلان هو المهدي حتى تتوافر العلامات التي بينها النَّبِيَّ ص في الأحاديث الصحيحة وأهمها كونه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً) () وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز /: (أما اعتماد المنامات في إثبات كون فلان هو المهدي فهو مخالف للأدلة الشرعية ولإجماع أهل العلم والإيمان) ()
وقال الشيخ العلامة حمود التويجري /: من ادعى من المفتونيين أنه المهدي المنتظر ولم يخرج الدجال في زمانخ،فإنه دجال كذاب ()
ثامنا: أقسام من ادعى أنه المهدي بلغ عدد من ادعى المهدية
ويمكن أن نقسم من ادعى أنه المهدي إلى أقسام:
أحدهما: زنديق فاسق له أغراض وأهواء ومنهم:
الملحد عبيد الله بن ميمون القداح وكان جده يهوديا من بيت مجوسي فانتسب بالكذب والزور إلى أهل البيت وادعى أنه المهدي الذي بشر به النبي غ وملك وتغلب استفحل أمره إلى أن استولت على بلاد المغرب ومصر والحجاز والشام،وسمى دولته بالفاطمية. قال ابن كثير / عن العبيدين حكام الدولة الفاطمية: (.. كتب جماعة من العلماء والقضاة والأشراف والعدول والصالحين والفقهاء والمحدثين وشهدوا جميعا أن ملوك الفاطميين...كفّارٌ فسّاقٌ فجّارٌ ملحدونَ زنادقةٌ معطلون َوللإسلام جاحدونَ ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية..) ()،ورؤي الفقيه عبدالله المالكي عبدالله التبان يبكي بحرقة فقيل له في ذلك فقال: (خشية أن يشك الناس في كفر بني عبيد فيدخلوا النار) ()
أحمد بن عبدالله،المعروف بالملثم،ولد في رمضان سنة 658هـ،قال ابن حجر /: وادعى عام 689هـ دعاوى عريضة من رؤية الله تعالى بالمنام مرارا،وأنه اسري به إلى السموات السبع ثم إلى سدرة المنتهى ثم إلى العرش، وأن الله كلمه وأخبره أنه المهدي،وكان ممن شهد عليه أنه زعم أنه رسول الله) ()
من المعاصرين حسين بن موسى اللحيدي الكويتي،كان بادي أمره ادعى صلاح نفسه ثم تدرج به الأمر إلى أن زعم فساد المجتمع بأسره.. الأمر الذي دعاه إلى اعتزال الناس حتى صلاة الجماعة بالمساجد، ثم وصل به الحال إلى أن زعم أنه هو جد المهدي المنتظر، ثم تطور الأمر بأن جعل نفسه هو المهدي بعينه.. ولم يقف به الأمر إلى ذلك بل زعم عودة الرسول من موته إلى الحياة بالدنيا! ولم تتوقف سخافاته حتى زعم أنه هو الرسول المبين وأنه يحوى إليه!!وقد تبعه من رعاع الناس وهمجهم ومن انتكست عقائدهم.
القسم الثاني: الجاهل بكلام المبلغ عن رب العالمين صومنهم:
ابن تومرت:محمد بن عبدالله البربري ظهر في بمراكش وأظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،قال الذهبي /: (وكان خشن العيش فقيرا قانعا باليسير مقتصرا على زي الفقر لا لذة له في مأكل ولا منكح ولا مال ولا في شيء غير رياسة الأمر حتى لقي الله تعالى لكنه دخل والله في الدماء لنيل الرياسة المردية...) وبيّن الذهبي سبب انتشار أمره فقال: ووجد جوا خاليا وقوما لا يدرون الكلام) أي ولم يقابل علماء أجلاء يعرون كذبه ويفضحون أمره.
الجونبوري:ولد بشرق الهند وادعى المهدية،وتبعه أناس كثيرون مغترين بزهده وتقشفه كشأنهم وراء كل ناعق.()
محمد بن عبدالله القحطاني الذي ظهر في عام 1400هـ للهجرة النبوية ودخل البيت الحرام هو وأصحابه وعاثوا فيه فساداً وقتلوا عباد الله وانتهكوا البيت الحرام والشهر الحرام.
القسم الثالث: المتأول
فقد يتأول بعضهم الأحاديث التي جاءت في المهدي وينزلها على نفسه،وهذا من الخطأ،الذي نسأل الله أن يغفر لمن دخل فيه.
ومن هؤلاء محمد بن عبدالله بن الحسن بن علي يالمشهور بالنفس الزكية،كان قواما صواما من الصالحين،فظن نفسه المهدي،وبايعه عدد من الناس على ذلك،وقاتل على هذا. قال ابن كثير /: (تلقب بالمهدي،طوعا أن يكون هو المذكور في الأحاديث،فلم يكن به،ولا تم له ما رجاه،ولا ما تمناه،فإنا لله) ()،لقد دخل في روع محمد النفس الزكية"أنه المهدي الموعود،ولم ينتبه أن خروج المهدي له مقدمات كالخسوف بالجيش،ونزول عيسى؛.
ونختم بمسألة وهي ما الفائدة من الإيمان بالمهدي،والجواب أن للإيمان بالمهدي فوائد ومن وذلك:
1. أن نعمل بجد واجتهاد حتى نستحق أن نكون من رجال المهدي فلابد للمهدي من رجال قد استجمعوا شرائط الإيمان يقومون معه على أعداء الله تعالى ولا يكون هذا إلا بالصادق مع الله والعلم الصحيح.
قال الشيخ العلامة حمود التويجري /: (الإيمان بخروج المهدي في آخر الزمان لا يستلزم الهروب من الواقع وترك الواجب كما قد يتوهم البعض)
2. أن لا نيأس من روح الله ونعلم أن أمر دين الإسلام ظاهر لا محالة.
ونختم بكلمة لسماحة الوالد الشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز ـ رحمه الله ـحيث قال: (أمر المهدي معلوم والأحاديث فيه مستفيضة بل متواترة متعاضدة وقد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها؛ وهي متواترة تواتراً معنوياً لكثرة طرقها واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها فيه بحق تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمر ثابت وخروجه حق وهو محمد بن عبدالله العلوي الحسني من ذرية الحسن بن عليّ بن أبي طالب بوهذا الإمام رحمة الله عز وجل للأمة في آخر الزمان يخرج فيقيم لهم العدل والحق ويمنع الظلم والجور وينشر الله به لواء الخير على الأمة عدلاً وهداية وتوفيقاً وإرشاداً للناس. وقد اطلعت على كثير من أحاديثه فرأيتها كما قال الشوكاني وابن القيم وغيرهما فيها الصحيح والحسن وفيها الضعيف المنجبر وفيها أخبار موضوعه ويكفينا من ذلك ما استقام سنده، والحق أن جمهور أهل العلم ـ بل هو اتفاق منهم ـ على ثبوت أمر المهدي وأنه حق، أما من شذ عن أهل العلم في هذا الباب فلا يلتفت إلى كلامه)()
عباد الله: سنبدأ في الخطبة القادمة إن شاء الله في الحديث عن علامات الساعة الكبرى
الحمد لله الخالق البارئ المصور العظيم الجليل الجميل،والصلاة والسلام على عبده ونبيه محمد بن عبدالله وآله وسلم تسليما كثيرا،أما بعد:
فيا عباد الله:
أحب أن أشير لما حل في شرق آسيا من العذاب،إن هذه الآيات تحذير من الله تعالى قال تعالى: (نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً)) [الإسراء:59] وقال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)[الأعراف:99]وقال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ)) [الأنعام:47].
عباد الله:
لقد كررت الحديث عن تحريم عمليات التفجير والتخريب في البلاد الإسلامية،وقد قلت عدة مرات أن ما نشاهده في بلادنا مصيبة،وهي عندي أكبر مما حدث في شرق آسيا،فهناك عذاب من الله تعالى ليس لهم فيه حيلة ولا سلطان،وهنا إخواننا يقتلوننا،وهذا أكبر.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى