رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
علامات الساعة (2)
التأريخ: 5/11/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
نتحدث بإذن الله في هذه الخطبة عن علامات الساعة التي لم تقع بعد،وهي تنسم إلى قسمين،الأول من العلامات الصغرى التي لم تقع،والثانية:هي العلامات الكبرى والتي لم يقع منها شيء اللبتة.
العلامات التي لم تقع:
عودة جزيرة العرب جنات و أنهار: أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا"
يذكر العلماء الجيولوجيون أنه مر على كوكب الأرض عدة عصور جليدية كان آخرها منذ عشرة آلاف سنة، وهو زمن تحوّلت فيه كمية من البحار إلى ثلوج تراكمت في القطب المتجمد الشمالي. ثم أخذت هذه الثلوج بالزحف نحو الجنوب باتجاه أوروبا وأمريكا حتى وصلت إلى شبه جزيرة العرب، والتي أصبحت عندئذ أكثر مناطق العالم من حيث الأمطار والأنهار، فكثرت فيها البساتين والمروج.
ويشير الجيولوجيون أيضاً إلى أن العواصف الثلجية التي تضرب أوروبا وأمريكا اليوم علامة على بداية عصر جليدي آخر، وأن هذا العصر الجليدي عندما يكتمل ستصبح البلاد العربية أكثر المناطق من حيث الأنهار والبساتين.
كما تم اكتشاف قرية الفاو في الربع الخالي بالصحراء السعودية، والتي كانت تحت جبال من الرمال، حيث قدّر الجيولوجيون أن الرمال الموجودة في الصحراء العربية توجد تحتها أنهار وأشجار اندرست بفعل تكاثف الرمال فوقها.
وقد استغرب الجيولوجي الألماني"كرونر"عندما عُرِضتْ عليه ترجمة هذا الحديث النبوي الشريف"لا تقوم الساعة حتى تعود بلاد العرب مروجاً وأنهاراً"وأنها ستعود كما كانت؟ فأجاب الدكتور كرونر: إن هذا لا يمكن أن يصدر إلا بوحي"أو قريبا من هذا.
ووجه الإعجاز في الحديث النبوي هو قوله ص:"حتى تعود"والعودة لا تكون إلا بعد ذهاب أي كينونة سابقة، فبلاد العرب كانت مروجاً وأنهاراً وستعود كما كانت، وهذا ما كشفه علماء الجيولوجيا في القرن العشرين.
انتفاخ الأهلة: أخرج الطبراني و غيره أن النبي ص قال:"من أقتراب الساعة انتفاخ الأهلة"ـ صححه الألباني ـ فيري هلال اليوم الأول و كأنه لليلتين أو أكثر،وهذا قد يكون لجهل الناس بمطالع الأهله أو يحدث تغير فعلي في الأهله لقتراب القيامة.
تكلم السباع و الجمادات: أخرج الترمذي و الإمام أحمد و للفظ له عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ"قَالَ عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ قَالَ: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ؟ فَقَالَ: يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ!!، فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ غ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ، قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ غ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ غ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي أَخْبِرْهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ"ـ صححه الألباني ـ.و هذا يكون إما خرقاً للعادة فيستطيع الحيوان أن يكلم الإنسان أو أن يستطيع الإنسان التوصل إلى فهم لغة الحيوانات علما أن هناك محاولات لذلك منذ سنوات طويلة.
انحسار الفرات عن جبل من ذهب: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ:"يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا"وهاهي تركيا تمنع الفرات عن العراق وسوريا مما يؤدي إلاى انحساره وقد نقلت بعض الصحف قبل بضع سنين أن جمعا من الأهالي في العراق قد وجدوا ذهبا في الفرات، و قد نهى النبي ص عن الأخذ منه لما يحصل من القتل.
إخراج الأرض كنوزها: أخرج عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ:"تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا"قال القاضي /: معناه أن الأرض تلقي من بطنها ما فيه من الكنوز وقيل ما وسخ فيها من العروق المعدنية، ويدل عليه قوله أمثال الأسطوانة وشبهها بأفلاذ الكبد هيئة وشكلا فإنها قطع الكبد المقطوعة طولا) انتهى كلامه، و قد يكون المراد ما نراه من خروج البترول فيكون مما وقع و ما زال يقع.
محاصرة المسلمين إلى المدينة: أخرج أبو داود عَنْ ابْنِ عُمَرَ ب قَالَ قَالَ غ:"يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ سَلاحِ"قال الزُّهْرِيِّ: (وَسَلَاحِ قَرِيبٌ مِنْ خَيْبَرَ).صححه الألباني
أن يملك رجل يقال له الجهجاه: أخرج مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ"عَنْ النَّبِيِّ غ"قَالَ لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْجَهْجَاهُ"و أخرج البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ"قال القرطبي / في التذكرة: قوله"يسوق الناس بعصاه"كناية عن غلبته عليهم وانقيادهم له، ولم يرد نفس العصا، لكن في ذكرها إشارة إلى خشونته عليهم وعسفه بهم، وقد قيل إنه يسوقهم بعصاه حقيقة كما تساق الإبل والماشية لشدة عنفه وعدوانه، ولعله جهجاه المذكور في الحديث الآخر، وأصل الجهجاه الصياح وهي صفة تناسب ذكر العصا.
وذهب بعض أهل العلم أن الجهجاه غير القحطاني،والله أعلم بالصواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم،وبعد:
فأنبه على أمور مهمة يا عباد الله
أولا: أن تصديق بالأخبار التي صحت عن النبي ص من أكبر علامات الإيمان قال تعالى: ((الم **ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ **الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)) [البقرة:1،3] وهذا من الإيمان بالغيب.
ثانيا: إن بعض الناس يؤمن بالحديث النبوي إذا صدقه العلماء المعاصرين، أما قبل ذلك فلا يؤمنون به،وكم سمعنا من يكذب حديث الذبابة أو حديث عودة جزيرة العرب مروج وأنهار حتى ذكر ذلك العلماء،فمثل هذا آمن بكلام العلماء ولم يؤمن بكلام الرسول غ.
ثالثا: ذكرنا غير مرة حرمة التفجيرات التي تتعرض لها بلادنا هذه الأيام،ففيها قتل للمسلمين من رجال الأمن،وقتل المعاهدين،وإن هؤلاء الأمريكان دخول بتأشيرة،وهي عقد أمان،أو شبهة أمان وهذا أقل أحوال التأشيرة حيث يظن هذا الداخل لديار المسلمين أن دمه معصوم والعبرة بما فهمه الكافر.
وقد قرر أهل العلم أنه لا يجوز قتل من دخل ديار المسلمين بشبهة أمان،قال شيخ الإسلام ابن تيمية /: (جاءت السنة بأن كل ما فهم الكافر أنه أمان كان أمانا لئلا يكون مخدوعا وإن لم يقصد خدعه..) ()،وقال الإمام أحمد /: (إذا أشير إليه ـ أي الكافر ـ بشيء غير الأمان فظنه أماناً فهو أمان"()
أيها الأحبة: إنني أفرح لموت أي أمريكي،وأبغضهم أيما بغض،لكثرة ما فعلوا بنا من قتل وتشريد في كل بقعه،ولكن هذا شيء وقتلهم في بلاد المسلمين شيء آخر.
وإننا يا عباد الله محكومين بدين عظيم من لدن حكيم خبير،ولا نتعامل وفق شهواتنا ورغباتنا كما يفعل غيرنا من الكفرة والملاحدة.
فقدوتنا محمد ص وقدوتهم إبليس،وشتان بينهما
وقبل أن نختم الخطبة أن أنبه أحبتي في الله على التبكير لخطبة الجمعة فهي منحة ورحمة من الله تعالى لعبادة المسلمين فلا تبخل على نفسك بها قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)) [الجمعة:9]،وأخرج البخاري في صحيحه أن النبي غ قال: (إذا كان يوم الجمعة، وقفت الملائكة على باب المسجد، يكتبون الأول فالأول، ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشا، ثم دجاجة، ثم بيضة، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم، ويستمعون الذكر)
علامات الساعة (2)
التأريخ: 5/11/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
نتحدث بإذن الله في هذه الخطبة عن علامات الساعة التي لم تقع بعد،وهي تنسم إلى قسمين،الأول من العلامات الصغرى التي لم تقع،والثانية:هي العلامات الكبرى والتي لم يقع منها شيء اللبتة.
العلامات التي لم تقع:
عودة جزيرة العرب جنات و أنهار: أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا"
يذكر العلماء الجيولوجيون أنه مر على كوكب الأرض عدة عصور جليدية كان آخرها منذ عشرة آلاف سنة، وهو زمن تحوّلت فيه كمية من البحار إلى ثلوج تراكمت في القطب المتجمد الشمالي. ثم أخذت هذه الثلوج بالزحف نحو الجنوب باتجاه أوروبا وأمريكا حتى وصلت إلى شبه جزيرة العرب، والتي أصبحت عندئذ أكثر مناطق العالم من حيث الأمطار والأنهار، فكثرت فيها البساتين والمروج.
ويشير الجيولوجيون أيضاً إلى أن العواصف الثلجية التي تضرب أوروبا وأمريكا اليوم علامة على بداية عصر جليدي آخر، وأن هذا العصر الجليدي عندما يكتمل ستصبح البلاد العربية أكثر المناطق من حيث الأنهار والبساتين.
كما تم اكتشاف قرية الفاو في الربع الخالي بالصحراء السعودية، والتي كانت تحت جبال من الرمال، حيث قدّر الجيولوجيون أن الرمال الموجودة في الصحراء العربية توجد تحتها أنهار وأشجار اندرست بفعل تكاثف الرمال فوقها.
وقد استغرب الجيولوجي الألماني"كرونر"عندما عُرِضتْ عليه ترجمة هذا الحديث النبوي الشريف"لا تقوم الساعة حتى تعود بلاد العرب مروجاً وأنهاراً"وأنها ستعود كما كانت؟ فأجاب الدكتور كرونر: إن هذا لا يمكن أن يصدر إلا بوحي"أو قريبا من هذا.
ووجه الإعجاز في الحديث النبوي هو قوله ص:"حتى تعود"والعودة لا تكون إلا بعد ذهاب أي كينونة سابقة، فبلاد العرب كانت مروجاً وأنهاراً وستعود كما كانت، وهذا ما كشفه علماء الجيولوجيا في القرن العشرين.
انتفاخ الأهلة: أخرج الطبراني و غيره أن النبي ص قال:"من أقتراب الساعة انتفاخ الأهلة"ـ صححه الألباني ـ فيري هلال اليوم الأول و كأنه لليلتين أو أكثر،وهذا قد يكون لجهل الناس بمطالع الأهله أو يحدث تغير فعلي في الأهله لقتراب القيامة.
تكلم السباع و الجمادات: أخرج الترمذي و الإمام أحمد و للفظ له عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ"قَالَ عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ قَالَ: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ؟ فَقَالَ: يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ!!، فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ غ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ، قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ غ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ غ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي أَخْبِرْهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ"ـ صححه الألباني ـ.و هذا يكون إما خرقاً للعادة فيستطيع الحيوان أن يكلم الإنسان أو أن يستطيع الإنسان التوصل إلى فهم لغة الحيوانات علما أن هناك محاولات لذلك منذ سنوات طويلة.
انحسار الفرات عن جبل من ذهب: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ:"يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا"وهاهي تركيا تمنع الفرات عن العراق وسوريا مما يؤدي إلاى انحساره وقد نقلت بعض الصحف قبل بضع سنين أن جمعا من الأهالي في العراق قد وجدوا ذهبا في الفرات، و قد نهى النبي ص عن الأخذ منه لما يحصل من القتل.
إخراج الأرض كنوزها: أخرج عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ غ:"تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا"قال القاضي /: معناه أن الأرض تلقي من بطنها ما فيه من الكنوز وقيل ما وسخ فيها من العروق المعدنية، ويدل عليه قوله أمثال الأسطوانة وشبهها بأفلاذ الكبد هيئة وشكلا فإنها قطع الكبد المقطوعة طولا) انتهى كلامه، و قد يكون المراد ما نراه من خروج البترول فيكون مما وقع و ما زال يقع.
محاصرة المسلمين إلى المدينة: أخرج أبو داود عَنْ ابْنِ عُمَرَ ب قَالَ قَالَ غ:"يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ سَلاحِ"قال الزُّهْرِيِّ: (وَسَلَاحِ قَرِيبٌ مِنْ خَيْبَرَ).صححه الألباني
أن يملك رجل يقال له الجهجاه: أخرج مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ"عَنْ النَّبِيِّ غ"قَالَ لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْجَهْجَاهُ"و أخرج البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ غ قَالَ"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ"قال القرطبي / في التذكرة: قوله"يسوق الناس بعصاه"كناية عن غلبته عليهم وانقيادهم له، ولم يرد نفس العصا، لكن في ذكرها إشارة إلى خشونته عليهم وعسفه بهم، وقد قيل إنه يسوقهم بعصاه حقيقة كما تساق الإبل والماشية لشدة عنفه وعدوانه، ولعله جهجاه المذكور في الحديث الآخر، وأصل الجهجاه الصياح وهي صفة تناسب ذكر العصا.
وذهب بعض أهل العلم أن الجهجاه غير القحطاني،والله أعلم بالصواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم،وبعد:
فأنبه على أمور مهمة يا عباد الله
أولا: أن تصديق بالأخبار التي صحت عن النبي ص من أكبر علامات الإيمان قال تعالى: ((الم **ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ **الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)) [البقرة:1،3] وهذا من الإيمان بالغيب.
ثانيا: إن بعض الناس يؤمن بالحديث النبوي إذا صدقه العلماء المعاصرين، أما قبل ذلك فلا يؤمنون به،وكم سمعنا من يكذب حديث الذبابة أو حديث عودة جزيرة العرب مروج وأنهار حتى ذكر ذلك العلماء،فمثل هذا آمن بكلام العلماء ولم يؤمن بكلام الرسول غ.
ثالثا: ذكرنا غير مرة حرمة التفجيرات التي تتعرض لها بلادنا هذه الأيام،ففيها قتل للمسلمين من رجال الأمن،وقتل المعاهدين،وإن هؤلاء الأمريكان دخول بتأشيرة،وهي عقد أمان،أو شبهة أمان وهذا أقل أحوال التأشيرة حيث يظن هذا الداخل لديار المسلمين أن دمه معصوم والعبرة بما فهمه الكافر.
وقد قرر أهل العلم أنه لا يجوز قتل من دخل ديار المسلمين بشبهة أمان،قال شيخ الإسلام ابن تيمية /: (جاءت السنة بأن كل ما فهم الكافر أنه أمان كان أمانا لئلا يكون مخدوعا وإن لم يقصد خدعه..) ()،وقال الإمام أحمد /: (إذا أشير إليه ـ أي الكافر ـ بشيء غير الأمان فظنه أماناً فهو أمان"()
أيها الأحبة: إنني أفرح لموت أي أمريكي،وأبغضهم أيما بغض،لكثرة ما فعلوا بنا من قتل وتشريد في كل بقعه،ولكن هذا شيء وقتلهم في بلاد المسلمين شيء آخر.
وإننا يا عباد الله محكومين بدين عظيم من لدن حكيم خبير،ولا نتعامل وفق شهواتنا ورغباتنا كما يفعل غيرنا من الكفرة والملاحدة.
فقدوتنا محمد ص وقدوتهم إبليس،وشتان بينهما
وقبل أن نختم الخطبة أن أنبه أحبتي في الله على التبكير لخطبة الجمعة فهي منحة ورحمة من الله تعالى لعبادة المسلمين فلا تبخل على نفسك بها قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)) [الجمعة:9]،وأخرج البخاري في صحيحه أن النبي غ قال: (إذا كان يوم الجمعة، وقفت الملائكة على باب المسجد، يكتبون الأول فالأول، ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشا، ثم دجاجة، ثم بيضة، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم، ويستمعون الذكر)
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى