رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض أخطاء الناس في الصلاة، بدعة المولد
التأريخ:11/ 3 /1420.
إنِ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وأَنْنمْ مُسْلِمُونَ))
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا))
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) أما بعد:
فإن أحسن الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها المسلمون:
إن الله تعالى ذم اليهود على أنهم كانوا علماء ولكن لا يطبقون علمهم وذم النصارى على أنهم كانوا جهلة بأمر دينهم وأمرنا بخلافهم فقال تعالى: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولا الضَّالِّينَ)) فَغَضِبَ الربِّ جل وعلا من اليهود لتركهم العمل بعلمهم، ووصم النصارى بالضلال لأنهم تركو طلب العلم، فيجب على كل مسلم أن يطلب العلم الواجب عليه ومن ثم يعمل به قال تعالى: ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)) فبدأ بالعلم قبل القول والعمل، وإن من أولى ما يجب على المسلم تعلمه من أمر دينه التوحيد ثم الصلاة بشروطها وأركانها ونواقضها، وتعجب كل العجب من مسلم وفقه الله تعالى للصلاة وهو لم يبذل أي جهد في سبيل تعلم أحكامها. وكلامنا في هذه الخطبة إن شاء الله تعالى عن بعض أخطاء الناس في الصلاة، ونذكر منها:
الجهر بالنية: وهذا الخطأ شائع عند بعض الناس ونسب إلى الإمام الشافعي ذلك ولا يصح عنه، ولا يمكن لأحد أن يثبت أن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - أو أحد من الصحابة فعل ذلك الأمر ومن المعلوم أن العبادات توقيفية لا يجوز الزيادة عليها.
عدم تحريك اللسان عند تكبيرة الإحرام وقراءة القرآن: قال محمد بن رشد رحمه الله: (أما قراءة الرجل في نفسه ولم يحرك لسانه ليس بقراءة على الصحيح، لأن القراءة إنما هي النطق بالسان وعليها تقع المجازاة والدليل على ذلك قوله تعالى: ((لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)) وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ -: {تجاوز الله لأمتي ما حدثت به نفسها}() فكما لا يؤاخذ الإنسان بما حدّث نفسه من الشر فكذلك لا يجازى على ما حدّث به نفسه من القراءة المجازاة التي يجازى بها على تحريك اللسان وفعل الخير)() انتهى كلامه - رحمه الله -.
تكرار الفاتحة: وهي ركن لا يجوز تكرارها سواءً كلها أو بعضها فإن كررها سهواً ثم تذكر فعليه سجود السهو إماماً كان أو منفرداً أما المؤموم فيتحملها عنه الإمام
عدم وضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع: قال سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز ابن باز - رحمه الله -: (الأحاديث الصحيحة دلت على أن المصلى يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد حال قيامه في الصلاة سواءً كان ذلك قبل الركوع أو بعده، وقد ثبت ذلك من حديث وائل بن حجر وسهل بن سعد وقبيصة بن وهب عن أبيه، وليس مع من قال بإرسالهما حين قيامه بعد الركوع حجة يحسن الإستناد إليها.)() انتهى كلامه - رحمه الله -.
ترك دعاء الاستفتاح: وهو سنة وله عدة ألفاظ أيها ذكرها المصلى صحة منه.
الصلاة بالبنطلون غير السابغ: فتجد أن بعض الأخوة الذين يصلون بالبنطلون قد يكون ضيّق بحيث أنه لو ركع لظهر بعض ظهره بل إن بعضهم قد تظهر منه العورة المغلظه من شدة ضيق ذلك البنطلون وليعلم أن ظهور العورة مبطل للصلاة. وينبغي للمؤمن حفظ صلاته من كل شائبة قد تصيبها.
8. إسبال الإزار:الإيزار كل ما لبس سواءً كان ثوب أو بنطلون أو غير ذلك، وأسباله محرم في الصلاة وخارجها ولكنه فيها آكد لحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:(بَيْنَمَا رَجُلٌ يُصَلِّي مُسْبِلا إِزَارَهُ إِذْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ"فَذَهَبَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ جَاءَ ثُمَّ قَالَ {اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ} فَذَهَبَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ أَمَرْتَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ ثُمَّ سَكَتَّ عَنْهُ فَقَالَ {إِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ مُسْبِلٌ إِزَارَهُ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يَقْبَلُ صَلاةَ رَجُلٍ مُسْبِلٍ إِزَارَهُ}) ()
و قد ذهب بعض أهل العلم إلى بطلان صلاة المسبل، فلا بد يا عبد الله أن تحذر من ذلك العمل الذي قد يبطل صلاتك.و أما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الرجل ان يعيد الصلاة فقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله (و وجه الحديث ان إسبال الإزار معصية، وكل من واقع معصية فإنه يؤمر بالوضوء والصلاة فإن الوضوء يطفئ حريق المعصية) ()
9. أشتمال الصماء: وهو مكروه لحديث ابي سعيد الخدري (نهي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن اشتمال الصماء) () وصفته أن يلبس البشت مثلاً أو الفروة ولا يخرج يده منها وهذا يكثر في الشتاء.
10.و يكره أن يغطي الرجل فاه: لما روي عن ابي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (نهى رسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يغطي الرجل فاه) ويكثر هذا في الشتاء، ويجوز للمرأة أن تغطي فاها أمام الأجانب أما في بيتها فهي مثل الرجل.()
11. يكره تشمير الثوب في الصلاة: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ -: أُمِرْنَا أَنْ نَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ وَلا نَكُفَّ ثَوْبًا وَلا شَعَرًا"() ومن أمثلة التشمير ما يفعله البعض في كميه.
قال النوويّ رحمه الله (اتفق العلماء على النهى عن الصلاة وثوبه مشّمر أو كمه أو رأسه معقوص فكل هذا منهي عن باتفاق العلماء ولو صلى كذلك صحت وقد أساء سواءً فعلها لصلاة أو كان قبلها)(). انتهى كلامه - رحمه الله -.
12.يكره كشف العاتقين في الصلاة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ – {لا يُصَلِّي أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقَيْهِ شَيْءٌ}() ومنها الصلاة بالفنيلة العلاقي بدون لبس ثوب فوقها أو الصلاة وهو مضطبع بعد الطواف.
13. ترك الصلاة إلى سترة: فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: قال رسول لله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ -"إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُصَلِّ إِلَى سُتْرَةٍ وَلْيَدْنُ مِنْهَا"() وقد رأى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قرة بن إياس يصلى بين عمودين فأخذ بقفاه وأدناه إلى سترة وقال: (صلِ إليها) () فانظر يا أخي أصلحنا الله وإياك لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ وفعل عمر - رضي الله عنه - فسيظهر لك عظم أمر السترة وقد صح غير دليل على ذلك ()، أما حكم السترة فالصحيح - إن شاء الله - أن السترة سنة مؤكدة قال سماحة الوالد العلامة عبد العزيز ابن باز - رحمه الله - الصلاة إلى سترة سنة مؤكدة وليست واجبة، فإن لم يجد شيئاً منصوباً أجزأه الخط لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ -"إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ شَيْئًا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَلْيَنْصِبْ عَصًا فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ عَصًا فَلْيَخُطَّ خَطًّا وَلَا يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ"رواه الإمام أحمد وابن ماجه بإسناد حسن، والإمام سترة المؤموم، ويستثنى من ذلك المسجد الحرام لأنه مظنة الزحام غالباً لما ثبت بسند عن ابن الزبير - رضي الله عنهما - أنه كان يصلى في المسجد الحرام إلى غير سُترة والطواف أمامه وروى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - ما يدل على ذلك بإسناد ضعيف.)() انتهى كلامه - رحمه الله -.
14. رفع النظر إلى السماء أو عدم تثبيت النظر في مكان السجود.
هذا ما تيسر ذكره وأسأل الله تعالى أن يعينني وإياكم على الفقه في دينه
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ويضلل فلن تجد له ولياً مرشداً وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أما بعد:
فإن هذا اليوم هو الحادي عشر من شهر ربيع الأول وفي هذه الليلة يعقد بعض جهلة المسلمين عيداً بمناسبة مولد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - ونقول إنه عيد لأن العيد لأن العيد ما عاد وتكرر اجتماع الناس فيه، وقد شرع الله تعالى لنا عيدين لا ثالث لهما فعَنْ أَنَسٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ: {مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ} قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ} فلا يحل الزيادة عليها، وهم يفعلون هذا مدعين حبه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - وهم أبعد ما يكنون عن ذلك فمن أحبه أطاعه، وحبه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - ليس إدعاءً يقال بل يظهر بالفعل وقد قال الأول:
كل يدعى وصلا باليلي وليلي لا تقر له بذاك
فهم يدعون حب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - ولكن ليس كل من ادعى ذلك كان صادقا فيه، ولو كان صادقا فلا بد من اتباع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - وقد بيّن لنا حال بعض أمته الذين خالفوا سنته فقال:"إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ؛ فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي"و قد أكد الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - هذا المعنى فقال عمرو بن سلمة بن الحارث كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلاةِ الْغَدَاةِ فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ فَقَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ؟ قُلْنَا: لَا، فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلا خَيْرًا، قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ ….: رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلاةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ كَبِّرُوا مِائَةً فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً فَيَقُولُ هَلِّلُوا مِائَةً فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً وَيَقُولُ سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً، قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ فمَضَى عبدالله بن مسعود وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ قَالَ فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلالَةٍ قَالُوا وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ قَالَ وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ) نعم والله كَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ.
عباد الله:
ألم يتركنا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - على المحجة البيضاء؟
ألم نؤمر بعدم التقدم عليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - فقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)).
عباد الله:
إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - لم يبقي خيرا إلا دلنا عليه حتى في تعاملنا معه فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ((إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ))()
و أمرنا كذلك بتذكر موته والتعزي بذلك فَقَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّمَا أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ أَوْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي عَنْ الْمُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي))() وأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - علم أن في تذكر مولده خيرا لدنا على ذلك حتى نتقرب إلى تعالى بهذا الفعل فهو مأمرو بأن ينصح لأمته قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)) و لو كان فيها خيرا لفعله أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - ورضي عن أصحابه.
ويكفي لبيان حرمته أن أول من فعله هم العبيدين الرافضة - قبحهم الله - فهل ترضى يا أيها المؤمن أن يكون قدوتك رافضي خبيث؟ أترك الجواب لإيمانك الذي يترك بين جنبيك
اللهم صلى على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
بعض أخطاء الناس في الصلاة، بدعة المولد
التأريخ:11/ 3 /1420.
إنِ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وأَنْنمْ مُسْلِمُونَ))
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا))
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) أما بعد:
فإن أحسن الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها المسلمون:
إن الله تعالى ذم اليهود على أنهم كانوا علماء ولكن لا يطبقون علمهم وذم النصارى على أنهم كانوا جهلة بأمر دينهم وأمرنا بخلافهم فقال تعالى: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولا الضَّالِّينَ)) فَغَضِبَ الربِّ جل وعلا من اليهود لتركهم العمل بعلمهم، ووصم النصارى بالضلال لأنهم تركو طلب العلم، فيجب على كل مسلم أن يطلب العلم الواجب عليه ومن ثم يعمل به قال تعالى: ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)) فبدأ بالعلم قبل القول والعمل، وإن من أولى ما يجب على المسلم تعلمه من أمر دينه التوحيد ثم الصلاة بشروطها وأركانها ونواقضها، وتعجب كل العجب من مسلم وفقه الله تعالى للصلاة وهو لم يبذل أي جهد في سبيل تعلم أحكامها. وكلامنا في هذه الخطبة إن شاء الله تعالى عن بعض أخطاء الناس في الصلاة، ونذكر منها:
الجهر بالنية: وهذا الخطأ شائع عند بعض الناس ونسب إلى الإمام الشافعي ذلك ولا يصح عنه، ولا يمكن لأحد أن يثبت أن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - أو أحد من الصحابة فعل ذلك الأمر ومن المعلوم أن العبادات توقيفية لا يجوز الزيادة عليها.
عدم تحريك اللسان عند تكبيرة الإحرام وقراءة القرآن: قال محمد بن رشد رحمه الله: (أما قراءة الرجل في نفسه ولم يحرك لسانه ليس بقراءة على الصحيح، لأن القراءة إنما هي النطق بالسان وعليها تقع المجازاة والدليل على ذلك قوله تعالى: ((لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)) وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ -: {تجاوز الله لأمتي ما حدثت به نفسها}() فكما لا يؤاخذ الإنسان بما حدّث نفسه من الشر فكذلك لا يجازى على ما حدّث به نفسه من القراءة المجازاة التي يجازى بها على تحريك اللسان وفعل الخير)() انتهى كلامه - رحمه الله -.
تكرار الفاتحة: وهي ركن لا يجوز تكرارها سواءً كلها أو بعضها فإن كررها سهواً ثم تذكر فعليه سجود السهو إماماً كان أو منفرداً أما المؤموم فيتحملها عنه الإمام
عدم وضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع: قال سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز ابن باز - رحمه الله -: (الأحاديث الصحيحة دلت على أن المصلى يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد حال قيامه في الصلاة سواءً كان ذلك قبل الركوع أو بعده، وقد ثبت ذلك من حديث وائل بن حجر وسهل بن سعد وقبيصة بن وهب عن أبيه، وليس مع من قال بإرسالهما حين قيامه بعد الركوع حجة يحسن الإستناد إليها.)() انتهى كلامه - رحمه الله -.
ترك دعاء الاستفتاح: وهو سنة وله عدة ألفاظ أيها ذكرها المصلى صحة منه.
الصلاة بالبنطلون غير السابغ: فتجد أن بعض الأخوة الذين يصلون بالبنطلون قد يكون ضيّق بحيث أنه لو ركع لظهر بعض ظهره بل إن بعضهم قد تظهر منه العورة المغلظه من شدة ضيق ذلك البنطلون وليعلم أن ظهور العورة مبطل للصلاة. وينبغي للمؤمن حفظ صلاته من كل شائبة قد تصيبها.
8. إسبال الإزار:الإيزار كل ما لبس سواءً كان ثوب أو بنطلون أو غير ذلك، وأسباله محرم في الصلاة وخارجها ولكنه فيها آكد لحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:(بَيْنَمَا رَجُلٌ يُصَلِّي مُسْبِلا إِزَارَهُ إِذْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ"فَذَهَبَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ جَاءَ ثُمَّ قَالَ {اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ} فَذَهَبَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ أَمَرْتَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ ثُمَّ سَكَتَّ عَنْهُ فَقَالَ {إِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ مُسْبِلٌ إِزَارَهُ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يَقْبَلُ صَلاةَ رَجُلٍ مُسْبِلٍ إِزَارَهُ}) ()
و قد ذهب بعض أهل العلم إلى بطلان صلاة المسبل، فلا بد يا عبد الله أن تحذر من ذلك العمل الذي قد يبطل صلاتك.و أما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الرجل ان يعيد الصلاة فقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله (و وجه الحديث ان إسبال الإزار معصية، وكل من واقع معصية فإنه يؤمر بالوضوء والصلاة فإن الوضوء يطفئ حريق المعصية) ()
9. أشتمال الصماء: وهو مكروه لحديث ابي سعيد الخدري (نهي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن اشتمال الصماء) () وصفته أن يلبس البشت مثلاً أو الفروة ولا يخرج يده منها وهذا يكثر في الشتاء.
10.و يكره أن يغطي الرجل فاه: لما روي عن ابي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (نهى رسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يغطي الرجل فاه) ويكثر هذا في الشتاء، ويجوز للمرأة أن تغطي فاها أمام الأجانب أما في بيتها فهي مثل الرجل.()
11. يكره تشمير الثوب في الصلاة: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ -: أُمِرْنَا أَنْ نَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ وَلا نَكُفَّ ثَوْبًا وَلا شَعَرًا"() ومن أمثلة التشمير ما يفعله البعض في كميه.
قال النوويّ رحمه الله (اتفق العلماء على النهى عن الصلاة وثوبه مشّمر أو كمه أو رأسه معقوص فكل هذا منهي عن باتفاق العلماء ولو صلى كذلك صحت وقد أساء سواءً فعلها لصلاة أو كان قبلها)(). انتهى كلامه - رحمه الله -.
12.يكره كشف العاتقين في الصلاة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ – {لا يُصَلِّي أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقَيْهِ شَيْءٌ}() ومنها الصلاة بالفنيلة العلاقي بدون لبس ثوب فوقها أو الصلاة وهو مضطبع بعد الطواف.
13. ترك الصلاة إلى سترة: فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: قال رسول لله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ -"إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُصَلِّ إِلَى سُتْرَةٍ وَلْيَدْنُ مِنْهَا"() وقد رأى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قرة بن إياس يصلى بين عمودين فأخذ بقفاه وأدناه إلى سترة وقال: (صلِ إليها) () فانظر يا أخي أصلحنا الله وإياك لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ وفعل عمر - رضي الله عنه - فسيظهر لك عظم أمر السترة وقد صح غير دليل على ذلك ()، أما حكم السترة فالصحيح - إن شاء الله - أن السترة سنة مؤكدة قال سماحة الوالد العلامة عبد العزيز ابن باز - رحمه الله - الصلاة إلى سترة سنة مؤكدة وليست واجبة، فإن لم يجد شيئاً منصوباً أجزأه الخط لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ -"إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ شَيْئًا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَلْيَنْصِبْ عَصًا فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ عَصًا فَلْيَخُطَّ خَطًّا وَلَا يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ"رواه الإمام أحمد وابن ماجه بإسناد حسن، والإمام سترة المؤموم، ويستثنى من ذلك المسجد الحرام لأنه مظنة الزحام غالباً لما ثبت بسند عن ابن الزبير - رضي الله عنهما - أنه كان يصلى في المسجد الحرام إلى غير سُترة والطواف أمامه وروى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - ما يدل على ذلك بإسناد ضعيف.)() انتهى كلامه - رحمه الله -.
14. رفع النظر إلى السماء أو عدم تثبيت النظر في مكان السجود.
هذا ما تيسر ذكره وأسأل الله تعالى أن يعينني وإياكم على الفقه في دينه
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ويضلل فلن تجد له ولياً مرشداً وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أما بعد:
فإن هذا اليوم هو الحادي عشر من شهر ربيع الأول وفي هذه الليلة يعقد بعض جهلة المسلمين عيداً بمناسبة مولد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - ونقول إنه عيد لأن العيد لأن العيد ما عاد وتكرر اجتماع الناس فيه، وقد شرع الله تعالى لنا عيدين لا ثالث لهما فعَنْ أَنَسٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ: {مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ} قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ} فلا يحل الزيادة عليها، وهم يفعلون هذا مدعين حبه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - وهم أبعد ما يكنون عن ذلك فمن أحبه أطاعه، وحبه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - ليس إدعاءً يقال بل يظهر بالفعل وقد قال الأول:
كل يدعى وصلا باليلي وليلي لا تقر له بذاك
فهم يدعون حب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - ولكن ليس كل من ادعى ذلك كان صادقا فيه، ولو كان صادقا فلا بد من اتباع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - وقد بيّن لنا حال بعض أمته الذين خالفوا سنته فقال:"إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ؛ فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي"و قد أكد الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - هذا المعنى فقال عمرو بن سلمة بن الحارث كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلاةِ الْغَدَاةِ فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ فَقَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ؟ قُلْنَا: لَا، فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلا خَيْرًا، قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ ….: رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلاةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ كَبِّرُوا مِائَةً فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً فَيَقُولُ هَلِّلُوا مِائَةً فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً وَيَقُولُ سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً، قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ فمَضَى عبدالله بن مسعود وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ قَالَ فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلالَةٍ قَالُوا وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ قَالَ وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ) نعم والله كَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ.
عباد الله:
ألم يتركنا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - على المحجة البيضاء؟
ألم نؤمر بعدم التقدم عليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - فقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)).
عباد الله:
إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - لم يبقي خيرا إلا دلنا عليه حتى في تعاملنا معه فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ((إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ))()
و أمرنا كذلك بتذكر موته والتعزي بذلك فَقَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّمَا أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ أَوْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي عَنْ الْمُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي))() وأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - علم أن في تذكر مولده خيرا لدنا على ذلك حتى نتقرب إلى تعالى بهذا الفعل فهو مأمرو بأن ينصح لأمته قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)) و لو كان فيها خيرا لفعله أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - ورضي عن أصحابه.
ويكفي لبيان حرمته أن أول من فعله هم العبيدين الرافضة - قبحهم الله - فهل ترضى يا أيها المؤمن أن يكون قدوتك رافضي خبيث؟ أترك الجواب لإيمانك الذي يترك بين جنبيك
اللهم صلى على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى