رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
في ذكرى الإسراء والمعراج
التأريخ: 17/7/1419هـ
إنِ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وأنتم مُسْلِمُونَ))
((يَا أيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا ونِسَاءً وَاتقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَائَـلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رقيباً))
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) أما بعد:
فإن أحسن الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها المسلمون:
كثير ما نسمع بعض الناس يبارك بعضهم لبعض بحلول مناسبات سنوية كمولد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أو الإسراء والمعراج أو غيرها من المناسبات ظانين أن هذا مما يقرب إلى الله جل وعلا ويزيدهم أجرا وما علموا أولئك أنهم ما كسبوا إلا وزرا، فهم قد خالفوا أمر نبيهم - صلى الله عليه وآله وسلم - وأخطأو الطريق قال صلى الله عليه وآله وسلم: {من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردٌ} وقال صلى الله عليه وآله وسلم: {شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار} وقال صلى الله عليه وآله وسلم: {إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي} وقال تعالى: ((وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا))و هذا الإثم غير ما يحدث فيها من الغناء ونحوه من المنكرات. فعلى أمثال هؤلاء النفر التوبة إلى الله جل وعلا من هذا العمل.
و إن من المناسبات التي يقوم الناس بالاحتفال بها في هذا الشهر الإسراء والمعراج، ومثل هذا الاحتفال تخدير للشعور والأحاسيس تخدير للدين يقوم بها الصوفية وأذنابهم من الجهلة، وكان الأولى بهؤلاء الناس بدلا من الاحتفال وإقامة البدع والمنكرات وإغضاب الربِّ جل وعلا أن يتذكروا بلد الإسراء التي ما زالت تئن تحت وطأة يهود - قبحهم الله - أبناء القردة والخنازير، وكان الأولى بهم البكاء على أرض الإسلام البكاء على أولى القبلتين وثالث المساجد المقدسة، كان الأولى أن يتذكروا ويذكروا أبناءهم بعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكيف فتح هذه البلاد، أن يتذكروا المسلمين الأوائل من أصحاب محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - الذين بذلوا الدماء في سبيل الله رخيصة ليفتحوا أرض الله، أن يتذكروا صلاح الدين الأيوبي ذلك العالم المجاهد الذي قاد الأمة للنصر لما هي عرفت ربها جل وعلا ونصرته قال تعالى((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))و نصر الله يكون بطاعته وترك معصيته، ألم يكن الأجدر بهم أن يتذكروا عزالدين القسام ذلك العالم المجاهد الذي لم يمنعه أنه سوريّ أن يهاجر لفلسطين للدفاع عنها فهي أرض إسلامية قبل أن تكون عربية، الذي رفع شعار (إنه جهاد نصر أو استشهاد)، أن يتذكروا أبطال الجهاد في فلسطين كالمهندس عياش وغيره ممن قدموا أرواحهم في سبيل الله لطرد المغتصب اليهودي من أرض المسلمين، قال تعالى((و لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ))، كان الأجدر بهم أن يذكروا أبناءهم بما فعل اليهود بالمسلمين هناك من قتل وتشريد واغتصاب وانتهاك للمسجد الأقصى، أنسي هولاء حريق المسجد الأقصى، أنسي هؤلاء محاولة هدم المسجد الأقصى لبناء هيكل سليمان المكذوب، كان الأجدر بهؤلاء النفر الذين ابتعدوا عن أمر ربهم وسنة نبيهم أن يربو أبنائهم على بغض يهود، وأن بغضهم من عقائد الإسلام الراسخة، على بغض قتلة الأنبياء، على بغض قتلة محمدا - صلى الله عليه وآله وسلم - قال تعالى: ((لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ))، على بغض الخونة الذين لا يرعون عهداً ولا ميثاقاً على الذين خانوا الله ورسوله، قال تعالى: ((وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ))، وأن نربى أبناءنا على قوله تعالى: ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا الْيَهُودَ..))و نربيهم على قوله تعالى: ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ ولا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ ولا نَصِيرٍ))و نربيهم على قوله تعالى: ((يا أيها الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)).
هذا هو الواجب يا معشر المسلمين في مثل هذا اليوم أن ربط أبنائنا بالأقصى أن نربطهم بالجهاد في سبيل الله لا نجعلهم يرقصون في ذكرى الإسراء.
و لعل قائلا أن يقول لما الحديث عن الجهاد في أرض فلسطين ونحن نعلم أن المهدي سيظهر في آخر الزمان ويقاتل اليهود ويقتلهم عن آخر هم؟.
فالجواب رحمكم الله: أننا لم نتعبد بانتظار المهدي فنحن نعلم علم يقين أنه ظاهر لا محالة ولكن لابد أن نعمل وأن نجاهد ولا ننتظره. الأمر الآخر أن المهدي إذا ظهر يحتاج رجال كرجال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصلاح الدين قوامين بالليل صوامين بالنهار، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجال إن قالوا لم يكذبوا، وإن وعدوا لم يخلفوا وإن أأتمنوا لم يخونوا، أما إن جاء المهدي فوجد رجالا لا يقومون للصلاة إلا وهم كسالى هذا إن صلوا، ووجد أناس إن حدثوا كذبوا وإن عاهدوا غدروا، رجال يأكلون الربا من البنوك بدعوى الضرورة، يأكلون القمار بدعوى المسابقات، يشربون الخمر ويقعون في الزنى والخنى، ويقومون الليل على الدشوش الخبيثة، رجال أعظم همهم (الفياجرا)، رجال أبو لهب أعلم منهم بمعنى لا إله إلا الله، رجال لا يعرفون أركان الصلاة، فليت شعري كيف ينتصر المهدي بهؤلاء؟
عباد الله:
قال تعالى: ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى))إن الله جل وعلا لما أسرى بعبده من مكة للأقصى أراد تعالى أن يرسخ عند المسلمين عقيدة الربط بين هذين المسجدين وأنه يجب على المسلمين الدفاع عنهما ولو بذلوا أرواحهم رخيصة فداء ذلك، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: {لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ الأقْصَى} فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا المسجد من المساجد المعظمة والتي يحرم شد الرحال لغيرها.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي جعل الصلاة عمود لدينه وصلة بينه وبين عباده والصلاة والسلام على عبد ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - أما بعد:
عباد الله:
فقد تحدثا عن الإسراء وحديثنا في هذا الخطبة عن المعراج حيث كانت نقطة الانطلاق من بيت المقدس؛ من البقعة المباركة إلى السماء، حيث كلّم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ربه جل وعلا وبلغ مرتبة لم يبلغها نبي مرسل ولا ملك مقرب قال تعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى … …، وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى))، وهناك عند سدرة المنتهى فرضت الصلاة، فرضت من فوق سبع سماوات فرضت في السماء وهي ترفع المصلى إلى العلياء إلى جنات ونهر وتلقي بتاركها إلى جهنم وبأس المصير، ألم يكن الأجدر بهؤلاء الصوفية وأذنابهم من المبتدعة إن يحافظوا على الصلوات في المساجد، وأن يعلموا بنائهم ذلك بدلاً من الطواف على القبور ودعاء الأولياء والرقص والغناء، كان الأجدر بهم تعليمهم قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم: ((إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ))و تذكيرهم بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مرض موته وروحه تخرج {الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم} وتذكيرهم بحديث حذيفة رضي الله عنه. وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة.. فإن كان آخر ما يفقد الصلاة فماذا بقي لمن ترك الصلاة؟، نعلمهم معنى التوحيد ونعلمهم نواقض التوحيد نعلمهم أن التوحيد لا يُقْبَلُ من كل أحد، بل ممن يتقيد بشروطه ولا يقع في نواقضه، نعلمهم أن حب الله ورسوله في طاعتهما وأن من عصاهما دخل النار، نعلمهم الثوابت التي بدأ المسلمين يتراجعون عنها فنجد من يناقش في أمر الحجاب وأن المرأة المسلمة تشارك في التمثيل وتقود السيارات حتى تصبح من العاهرات المحاربات لربها جل وعلا.
التأريخ: 17/7/1419هـ
إنِ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وأنتم مُسْلِمُونَ))
((يَا أيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا ونِسَاءً وَاتقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَائَـلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رقيباً))
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) أما بعد:
فإن أحسن الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها المسلمون:
كثير ما نسمع بعض الناس يبارك بعضهم لبعض بحلول مناسبات سنوية كمولد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أو الإسراء والمعراج أو غيرها من المناسبات ظانين أن هذا مما يقرب إلى الله جل وعلا ويزيدهم أجرا وما علموا أولئك أنهم ما كسبوا إلا وزرا، فهم قد خالفوا أمر نبيهم - صلى الله عليه وآله وسلم - وأخطأو الطريق قال صلى الله عليه وآله وسلم: {من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردٌ} وقال صلى الله عليه وآله وسلم: {شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار} وقال صلى الله عليه وآله وسلم: {إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي} وقال تعالى: ((وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا))و هذا الإثم غير ما يحدث فيها من الغناء ونحوه من المنكرات. فعلى أمثال هؤلاء النفر التوبة إلى الله جل وعلا من هذا العمل.
و إن من المناسبات التي يقوم الناس بالاحتفال بها في هذا الشهر الإسراء والمعراج، ومثل هذا الاحتفال تخدير للشعور والأحاسيس تخدير للدين يقوم بها الصوفية وأذنابهم من الجهلة، وكان الأولى بهؤلاء الناس بدلا من الاحتفال وإقامة البدع والمنكرات وإغضاب الربِّ جل وعلا أن يتذكروا بلد الإسراء التي ما زالت تئن تحت وطأة يهود - قبحهم الله - أبناء القردة والخنازير، وكان الأولى بهم البكاء على أرض الإسلام البكاء على أولى القبلتين وثالث المساجد المقدسة، كان الأولى أن يتذكروا ويذكروا أبناءهم بعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكيف فتح هذه البلاد، أن يتذكروا المسلمين الأوائل من أصحاب محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - الذين بذلوا الدماء في سبيل الله رخيصة ليفتحوا أرض الله، أن يتذكروا صلاح الدين الأيوبي ذلك العالم المجاهد الذي قاد الأمة للنصر لما هي عرفت ربها جل وعلا ونصرته قال تعالى((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))و نصر الله يكون بطاعته وترك معصيته، ألم يكن الأجدر بهم أن يتذكروا عزالدين القسام ذلك العالم المجاهد الذي لم يمنعه أنه سوريّ أن يهاجر لفلسطين للدفاع عنها فهي أرض إسلامية قبل أن تكون عربية، الذي رفع شعار (إنه جهاد نصر أو استشهاد)، أن يتذكروا أبطال الجهاد في فلسطين كالمهندس عياش وغيره ممن قدموا أرواحهم في سبيل الله لطرد المغتصب اليهودي من أرض المسلمين، قال تعالى((و لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ))، كان الأجدر بهم أن يذكروا أبناءهم بما فعل اليهود بالمسلمين هناك من قتل وتشريد واغتصاب وانتهاك للمسجد الأقصى، أنسي هولاء حريق المسجد الأقصى، أنسي هؤلاء محاولة هدم المسجد الأقصى لبناء هيكل سليمان المكذوب، كان الأجدر بهؤلاء النفر الذين ابتعدوا عن أمر ربهم وسنة نبيهم أن يربو أبنائهم على بغض يهود، وأن بغضهم من عقائد الإسلام الراسخة، على بغض قتلة الأنبياء، على بغض قتلة محمدا - صلى الله عليه وآله وسلم - قال تعالى: ((لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ))، على بغض الخونة الذين لا يرعون عهداً ولا ميثاقاً على الذين خانوا الله ورسوله، قال تعالى: ((وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ))، وأن نربى أبناءنا على قوله تعالى: ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا الْيَهُودَ..))و نربيهم على قوله تعالى: ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ ولا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ ولا نَصِيرٍ))و نربيهم على قوله تعالى: ((يا أيها الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)).
هذا هو الواجب يا معشر المسلمين في مثل هذا اليوم أن ربط أبنائنا بالأقصى أن نربطهم بالجهاد في سبيل الله لا نجعلهم يرقصون في ذكرى الإسراء.
و لعل قائلا أن يقول لما الحديث عن الجهاد في أرض فلسطين ونحن نعلم أن المهدي سيظهر في آخر الزمان ويقاتل اليهود ويقتلهم عن آخر هم؟.
فالجواب رحمكم الله: أننا لم نتعبد بانتظار المهدي فنحن نعلم علم يقين أنه ظاهر لا محالة ولكن لابد أن نعمل وأن نجاهد ولا ننتظره. الأمر الآخر أن المهدي إذا ظهر يحتاج رجال كرجال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصلاح الدين قوامين بالليل صوامين بالنهار، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجال إن قالوا لم يكذبوا، وإن وعدوا لم يخلفوا وإن أأتمنوا لم يخونوا، أما إن جاء المهدي فوجد رجالا لا يقومون للصلاة إلا وهم كسالى هذا إن صلوا، ووجد أناس إن حدثوا كذبوا وإن عاهدوا غدروا، رجال يأكلون الربا من البنوك بدعوى الضرورة، يأكلون القمار بدعوى المسابقات، يشربون الخمر ويقعون في الزنى والخنى، ويقومون الليل على الدشوش الخبيثة، رجال أعظم همهم (الفياجرا)، رجال أبو لهب أعلم منهم بمعنى لا إله إلا الله، رجال لا يعرفون أركان الصلاة، فليت شعري كيف ينتصر المهدي بهؤلاء؟
عباد الله:
قال تعالى: ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى))إن الله جل وعلا لما أسرى بعبده من مكة للأقصى أراد تعالى أن يرسخ عند المسلمين عقيدة الربط بين هذين المسجدين وأنه يجب على المسلمين الدفاع عنهما ولو بذلوا أرواحهم رخيصة فداء ذلك، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: {لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ الأقْصَى} فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا المسجد من المساجد المعظمة والتي يحرم شد الرحال لغيرها.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي جعل الصلاة عمود لدينه وصلة بينه وبين عباده والصلاة والسلام على عبد ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - أما بعد:
عباد الله:
فقد تحدثا عن الإسراء وحديثنا في هذا الخطبة عن المعراج حيث كانت نقطة الانطلاق من بيت المقدس؛ من البقعة المباركة إلى السماء، حيث كلّم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ربه جل وعلا وبلغ مرتبة لم يبلغها نبي مرسل ولا ملك مقرب قال تعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى … …، وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى))، وهناك عند سدرة المنتهى فرضت الصلاة، فرضت من فوق سبع سماوات فرضت في السماء وهي ترفع المصلى إلى العلياء إلى جنات ونهر وتلقي بتاركها إلى جهنم وبأس المصير، ألم يكن الأجدر بهؤلاء الصوفية وأذنابهم من المبتدعة إن يحافظوا على الصلوات في المساجد، وأن يعلموا بنائهم ذلك بدلاً من الطواف على القبور ودعاء الأولياء والرقص والغناء، كان الأجدر بهم تعليمهم قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم: ((إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ))و تذكيرهم بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مرض موته وروحه تخرج {الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم} وتذكيرهم بحديث حذيفة رضي الله عنه. وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة.. فإن كان آخر ما يفقد الصلاة فماذا بقي لمن ترك الصلاة؟، نعلمهم معنى التوحيد ونعلمهم نواقض التوحيد نعلمهم أن التوحيد لا يُقْبَلُ من كل أحد، بل ممن يتقيد بشروطه ولا يقع في نواقضه، نعلمهم أن حب الله ورسوله في طاعتهما وأن من عصاهما دخل النار، نعلمهم الثوابت التي بدأ المسلمين يتراجعون عنها فنجد من يناقش في أمر الحجاب وأن المرأة المسلمة تشارك في التمثيل وتقود السيارات حتى تصبح من العاهرات المحاربات لربها جل وعلا.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى