رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
السحر
التأريخ: 16/1/1426هـ
المكان: جامع أبي بكر الصديق ? بالقطيف
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
وقفتُ على إحصائية عجيبة أجراها المركز المصري للبحوث الجنائية يتعجب المرء من هذه الإحصائية بل يكاد لا يصدقها، فقد كشفت هذه الإحصائية عن نتائج خطيرة فيما يتعلق بانتشار السحر والشعوذة والدجل في البلاد العربية والإسلامية؛حيث أكدت الدراسة أن العرب ينفقون سنويا على السحر وحده حوالي 5 مليارات دولار، وأن هناك دجالا لكل ألف عربي!!.وفي مدينة دبي كشفت إحصائية رسمية أن حجم الجرائم الاقتصادية عن طريق السحر وصل 1.4 مليار درهم سنويا!!.
عباد الله:
سنحاول في هذه الخطبة أن نتحدث عن بعض جوانب السحر، مع أنه يصعب أن نحيط بهذا الموضوع المهم في خطبة واحدة.
نبدأ بتعريف السحر، فيعرفه أهل العلم بأنه عزائم ورقى، وعقد تؤثر في الأبدان والقلوب، فيُمرِضُ ويقتلُ، ويفرقُ بين المرءِ وزوجهِ، ويأخذ أحد الزوجينِ عن الآخر.
وهو محرم في جميع الشرائع السماوية قال تعالى: ((وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ..)) [البقرة:102] ولم تأتِ شريعة من الله تعالى بإباحة السحر، وقد دل القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة وأقوال أهل العلم على أن للسحر حقيقة، كيف لا؟ والله يقول (ومن شر النفاثات فى العقد) فأمرنا الله تعالى أن نستعيذ به جل وعلا من النفاثات في العقد وهم السواحر. وقال تعالى عن موسى: ((يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)) [طه:66]قال النووي /: (والصحيح أن السحر له حقيقة وبه قطع الجمهور، وعليه عامة العلماء، ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة). بل قال الخطابى /:(فنفي السحر جهل، والرد على من نفاه لغو وفضل).
عباد الله:
إن الساحر كافرٌ من أصحاب الجحيم بنص آية سورة البقرة، وقد ذهب جماهير العلماء من فقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة إلى كفر الساحر، و اتفق الصحابة يعلى قتل الساحر والساحرة لعظم شرهم وكثرة خطرهم وبُعدهم عن الإيمان وقُربهم من الشيطان فعند أبي داود بسند صحيح عن بجالة بن عبدة قال جاءَ نا كتاب عمر"قبل موته بسنةِ (اقتلوا كل ساحر...) وصح عن حفصة لأنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها. وصح قتل الساحر أيضاً عن جندُب".
ويبين الشيخ العلامة عبدالرحمن ابن سعدي / وجه إدخال السحر فى الشرك والكفر فيقول:(السحر يدخل فى الشرك من جهتين: من جهة ما فيه من استخدام الشياطين ومن التعلق بهم، وربما تقرب اليهم بما يحبون، ليقوموا بخدمته، ومطلوبه، ومن جهة ما فيه من دعوى علم الغيب، ودعوى مشاركة الله فى علمه، وسلوك الطرق المفضية إلى ذلك، من شعب الشرك والكفر). ويقول ابن تيمية /:(أكثر العلماء على أن الساحر كافر يجب قتله، وقد ثبت قتل الساحر عن(عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وحفصة بنت عمر، وعبد الله بن عمر، وجندب بن عبد الله...) ويقول الإمام الذهبي /:(فترى خلقا كثيرا من الضلال يدخلون في السحر، ويظنون أنه حرام فقط، وما يشعرون أنه الكفر..)، وقال العلامة المفسّر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي / حول تفسير قوله تعالى (..وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)[طه:69]: (يعم نفي جميع أنواع الفلاح عن الساحر، وأكد ذلك بالتعميم في الأمكنة بقوله: (حَيْثُ أَتَى) وذلك دليل على كفره. لأن الفلاح لا ينفي بالكلية نفيا عاما إلا عمن لا خير فيه وهو الكافر ().
وعلّة تكفير الساحر هو أن الجن لا يخدمونه حتى يظهر الكفر الصريح ككتابة القرآن بدم الحيض، أو التبرز على المصحف، وهو كذلك يدعو الجن ويستغيث بهم، وونحو ذلك من الأعمال الكفرية.
عباد الله:
بعد أن ذكرنا أمر الساحر وأنه كافرٌ بنص كلام الله جلا وعلا واتفاق أئمة الإسلام بقي الحديث عمن يذهب للسحرة والكهنة من عوام المسلمين.
فقد صح الوعيد الشديد على الذهاب إلى السحرة قال غ: ((من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) هذا فيمن ذهب وسأله فقط، أما إن سألهم وصدقهم فالخطب أكبر، والخطر أعظم، فقد روى الحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة، "، قال: قال رسول الله غ: (من أتى عرفا أو كاهنا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد غ) وعند البزار بسند صحيح عن ابن مسعود"موقوفا قال:(من أتى كاهنا أو ساحرا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد غ).
وقد عد النبي ص السحر من الموبقات وذكره مع الشرك وقتل النفس فقال غ: ((اجتنبوا السبع الموبقات... فعد منهن: السحر))، والموبقات هي المهلكات الموجبات للنار.
وفي حديث آخر قال غ: ((ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر)).
فهذا هو حكم النبي ص على كل من أتى عرافا أو كاهنا أو ساحرا فمن ذهب وسأل لم تقبل له صلاة أربعين يوما مع أنهى يجب عليه أن يصلي، ومن ذهب وصدقه فهو كافر، وكل من يطلب من الساحر أن يعمل له سحرا فهو مصدق كافر بالله العظيم.
عباد الله:
أكثر نوع من أنواع السحر منتشر بين الناس هو سحر الصرف والعطف وهو كفر وإلحاد، والصرف عمل السحر لصرف من يحب إلى بغضه.والعطف عمل السحر لعطف من يبغض إلى حبه من زوج وغيره ويسمية أهل الفجور دواء الحب وهو في الحقيقة الهلاك والعطب.
فالحذر الحذر من السحرة والكهان والمنجمين والعرافين وأهل لشعوذة المخالفين لما بعث الله به نبينا محمد غ فإنهم يفسدون ولا يصلحون ويضرون ولا ينفعون.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أبان لنا السبيل وهو صراطه المستقيم فتبعه المؤمنون، وضل عنه الغافلون، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد ص الذي تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، أما بعد:
فالسؤال المهم الذى ينبغي أن نشترك جميعا في الإجابة عليه: لماذا يروج السحر وتكثر السحرة في بلاد المسلمين؟
وللإجابة عنه يمكن رصد عدد من الأسباب، ومنها:
1- ضعف التوحيد في نفس بعض الناس، إذ التوحيد دعامة كبرى، ووقاية عظمى من كل فتنة وشر ومكروه (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) [التغابن:11].وفى الحديث: ((إن الإيمان ليَخلَق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) فحين يضعف الرجاء بالله، ويقل الخوف منه ويهتز جانب التوكل على الله، والرضاء لما قدر، واليقين بما قسم يتسامح بعض الناس بالذهاب للسحرة والمشعوذين فيزيدهم ذلك وهنا على وهنهم، وتستلب أموالهم وعقولهم.
2- الجهل بأحكام الشريعة، وما جاء فيها من زواجر عن الذهاب إلى هؤلاء السحرة والعرافين، وما ورد فى ذلك من ضرر على المعتقد والدين.
3- سذاجة بعض المسلمين وجهلهم بحال أولئك السحرة والمشعوذين فتراهم يذهبون يستطبون عندهم، وأولئك لا يملكون من أنواع العلاج إلا ما يضر ولا ينفع، تخرصات وأوهام وفصد للعروق تسيل منه الدماء وتمتمات وطلاسهم وكتابات وربط تباع بغالي الأثمان، وهي لا تساوي فلسًا عند أولي الألباب.
4- طغيان الحياة المادية المعاصرة قست له القلوب وجفت ينابيع الخير في أرواح كثير من الناس ونتج عن ذلك العقد النفسية والمشكلات الوهمية وارتفاع مؤشر القلق، وزاد الطين بلة ظن أولئك المرضى أن شفاءهم يتم على أيدي السحرة والمشعوذين، فراحوا يطرقون أبوابهم ويدفعون أموالهم وينتظرون الشفاء على أيديهم، فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار.
5- وباتت بعض بيوت المسلمين مرتعاً للشياطين يقل فيها ذكر الله، وقلَّ أن يقرأ فيها كتاب الله أو تردد فيها الأوراد الشرعية التي لا يستقر معها الشياطين، وفي مقابل ذلك تجد هذه البيوت ملأى بأنواع المنكرات المرئي منها والمسموع والصور العارية وغير العارية وألوان الكتب والمجلات السيئة، وكلما ابتعد الناس عن الله ومنهجه عظمت حيرتهم وكثر بلاؤهم، ووجد شياطين الجن والإنس لدجلهم رواجا.
6- ضعف دور العلماء والمفكرين وأهل التربية في التحذير من السحرة وبيان الأضرار الناجمة عن الذهاب للمشعوذين والعرافين.
7- وإذا عطل أو قلّ تنفيذ حكم الله في السحرة أو ضعف المتابعة لهم انتشروا وراج دجلهم وقد يكون من أسباب ذلك عدم الإثبات وضعف تعاون الناس في البلاغ، إذ من الناس من يقل أو ينعدم خوفه من الله، فيسعى في الأرض مفسدا إلا أن تردعه قوة أو يخاف الحد، ومن المعلوم أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وقد جاء فى حديث صحيح موقفا((حد الساحر ضربة بالسيف) وينبغي أن يتعاون الناس في الرفع للجهات المسئولة لمن يثبت تعاطيه السحر.
عباد الله هذه بعض الأسباب لرواج السحر و الذهاب للسحرة. وقد يكون هناك غيرها..
السحر
التأريخ: 16/1/1426هـ
المكان: جامع أبي بكر الصديق ? بالقطيف
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
وقفتُ على إحصائية عجيبة أجراها المركز المصري للبحوث الجنائية يتعجب المرء من هذه الإحصائية بل يكاد لا يصدقها، فقد كشفت هذه الإحصائية عن نتائج خطيرة فيما يتعلق بانتشار السحر والشعوذة والدجل في البلاد العربية والإسلامية؛حيث أكدت الدراسة أن العرب ينفقون سنويا على السحر وحده حوالي 5 مليارات دولار، وأن هناك دجالا لكل ألف عربي!!.وفي مدينة دبي كشفت إحصائية رسمية أن حجم الجرائم الاقتصادية عن طريق السحر وصل 1.4 مليار درهم سنويا!!.
عباد الله:
سنحاول في هذه الخطبة أن نتحدث عن بعض جوانب السحر، مع أنه يصعب أن نحيط بهذا الموضوع المهم في خطبة واحدة.
نبدأ بتعريف السحر، فيعرفه أهل العلم بأنه عزائم ورقى، وعقد تؤثر في الأبدان والقلوب، فيُمرِضُ ويقتلُ، ويفرقُ بين المرءِ وزوجهِ، ويأخذ أحد الزوجينِ عن الآخر.
وهو محرم في جميع الشرائع السماوية قال تعالى: ((وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ..)) [البقرة:102] ولم تأتِ شريعة من الله تعالى بإباحة السحر، وقد دل القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة وأقوال أهل العلم على أن للسحر حقيقة، كيف لا؟ والله يقول (ومن شر النفاثات فى العقد) فأمرنا الله تعالى أن نستعيذ به جل وعلا من النفاثات في العقد وهم السواحر. وقال تعالى عن موسى: ((يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)) [طه:66]قال النووي /: (والصحيح أن السحر له حقيقة وبه قطع الجمهور، وعليه عامة العلماء، ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة). بل قال الخطابى /:(فنفي السحر جهل، والرد على من نفاه لغو وفضل).
عباد الله:
إن الساحر كافرٌ من أصحاب الجحيم بنص آية سورة البقرة، وقد ذهب جماهير العلماء من فقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة إلى كفر الساحر، و اتفق الصحابة يعلى قتل الساحر والساحرة لعظم شرهم وكثرة خطرهم وبُعدهم عن الإيمان وقُربهم من الشيطان فعند أبي داود بسند صحيح عن بجالة بن عبدة قال جاءَ نا كتاب عمر"قبل موته بسنةِ (اقتلوا كل ساحر...) وصح عن حفصة لأنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها. وصح قتل الساحر أيضاً عن جندُب".
ويبين الشيخ العلامة عبدالرحمن ابن سعدي / وجه إدخال السحر فى الشرك والكفر فيقول:(السحر يدخل فى الشرك من جهتين: من جهة ما فيه من استخدام الشياطين ومن التعلق بهم، وربما تقرب اليهم بما يحبون، ليقوموا بخدمته، ومطلوبه، ومن جهة ما فيه من دعوى علم الغيب، ودعوى مشاركة الله فى علمه، وسلوك الطرق المفضية إلى ذلك، من شعب الشرك والكفر). ويقول ابن تيمية /:(أكثر العلماء على أن الساحر كافر يجب قتله، وقد ثبت قتل الساحر عن(عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وحفصة بنت عمر، وعبد الله بن عمر، وجندب بن عبد الله...) ويقول الإمام الذهبي /:(فترى خلقا كثيرا من الضلال يدخلون في السحر، ويظنون أنه حرام فقط، وما يشعرون أنه الكفر..)، وقال العلامة المفسّر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي / حول تفسير قوله تعالى (..وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)[طه:69]: (يعم نفي جميع أنواع الفلاح عن الساحر، وأكد ذلك بالتعميم في الأمكنة بقوله: (حَيْثُ أَتَى) وذلك دليل على كفره. لأن الفلاح لا ينفي بالكلية نفيا عاما إلا عمن لا خير فيه وهو الكافر ().
وعلّة تكفير الساحر هو أن الجن لا يخدمونه حتى يظهر الكفر الصريح ككتابة القرآن بدم الحيض، أو التبرز على المصحف، وهو كذلك يدعو الجن ويستغيث بهم، وونحو ذلك من الأعمال الكفرية.
عباد الله:
بعد أن ذكرنا أمر الساحر وأنه كافرٌ بنص كلام الله جلا وعلا واتفاق أئمة الإسلام بقي الحديث عمن يذهب للسحرة والكهنة من عوام المسلمين.
فقد صح الوعيد الشديد على الذهاب إلى السحرة قال غ: ((من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) هذا فيمن ذهب وسأله فقط، أما إن سألهم وصدقهم فالخطب أكبر، والخطر أعظم، فقد روى الحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة، "، قال: قال رسول الله غ: (من أتى عرفا أو كاهنا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد غ) وعند البزار بسند صحيح عن ابن مسعود"موقوفا قال:(من أتى كاهنا أو ساحرا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد غ).
وقد عد النبي ص السحر من الموبقات وذكره مع الشرك وقتل النفس فقال غ: ((اجتنبوا السبع الموبقات... فعد منهن: السحر))، والموبقات هي المهلكات الموجبات للنار.
وفي حديث آخر قال غ: ((ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر)).
فهذا هو حكم النبي ص على كل من أتى عرافا أو كاهنا أو ساحرا فمن ذهب وسأل لم تقبل له صلاة أربعين يوما مع أنهى يجب عليه أن يصلي، ومن ذهب وصدقه فهو كافر، وكل من يطلب من الساحر أن يعمل له سحرا فهو مصدق كافر بالله العظيم.
عباد الله:
أكثر نوع من أنواع السحر منتشر بين الناس هو سحر الصرف والعطف وهو كفر وإلحاد، والصرف عمل السحر لصرف من يحب إلى بغضه.والعطف عمل السحر لعطف من يبغض إلى حبه من زوج وغيره ويسمية أهل الفجور دواء الحب وهو في الحقيقة الهلاك والعطب.
فالحذر الحذر من السحرة والكهان والمنجمين والعرافين وأهل لشعوذة المخالفين لما بعث الله به نبينا محمد غ فإنهم يفسدون ولا يصلحون ويضرون ولا ينفعون.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أبان لنا السبيل وهو صراطه المستقيم فتبعه المؤمنون، وضل عنه الغافلون، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد ص الذي تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، أما بعد:
فالسؤال المهم الذى ينبغي أن نشترك جميعا في الإجابة عليه: لماذا يروج السحر وتكثر السحرة في بلاد المسلمين؟
وللإجابة عنه يمكن رصد عدد من الأسباب، ومنها:
1- ضعف التوحيد في نفس بعض الناس، إذ التوحيد دعامة كبرى، ووقاية عظمى من كل فتنة وشر ومكروه (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) [التغابن:11].وفى الحديث: ((إن الإيمان ليَخلَق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) فحين يضعف الرجاء بالله، ويقل الخوف منه ويهتز جانب التوكل على الله، والرضاء لما قدر، واليقين بما قسم يتسامح بعض الناس بالذهاب للسحرة والمشعوذين فيزيدهم ذلك وهنا على وهنهم، وتستلب أموالهم وعقولهم.
2- الجهل بأحكام الشريعة، وما جاء فيها من زواجر عن الذهاب إلى هؤلاء السحرة والعرافين، وما ورد فى ذلك من ضرر على المعتقد والدين.
3- سذاجة بعض المسلمين وجهلهم بحال أولئك السحرة والمشعوذين فتراهم يذهبون يستطبون عندهم، وأولئك لا يملكون من أنواع العلاج إلا ما يضر ولا ينفع، تخرصات وأوهام وفصد للعروق تسيل منه الدماء وتمتمات وطلاسهم وكتابات وربط تباع بغالي الأثمان، وهي لا تساوي فلسًا عند أولي الألباب.
4- طغيان الحياة المادية المعاصرة قست له القلوب وجفت ينابيع الخير في أرواح كثير من الناس ونتج عن ذلك العقد النفسية والمشكلات الوهمية وارتفاع مؤشر القلق، وزاد الطين بلة ظن أولئك المرضى أن شفاءهم يتم على أيدي السحرة والمشعوذين، فراحوا يطرقون أبوابهم ويدفعون أموالهم وينتظرون الشفاء على أيديهم، فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار.
5- وباتت بعض بيوت المسلمين مرتعاً للشياطين يقل فيها ذكر الله، وقلَّ أن يقرأ فيها كتاب الله أو تردد فيها الأوراد الشرعية التي لا يستقر معها الشياطين، وفي مقابل ذلك تجد هذه البيوت ملأى بأنواع المنكرات المرئي منها والمسموع والصور العارية وغير العارية وألوان الكتب والمجلات السيئة، وكلما ابتعد الناس عن الله ومنهجه عظمت حيرتهم وكثر بلاؤهم، ووجد شياطين الجن والإنس لدجلهم رواجا.
6- ضعف دور العلماء والمفكرين وأهل التربية في التحذير من السحرة وبيان الأضرار الناجمة عن الذهاب للمشعوذين والعرافين.
7- وإذا عطل أو قلّ تنفيذ حكم الله في السحرة أو ضعف المتابعة لهم انتشروا وراج دجلهم وقد يكون من أسباب ذلك عدم الإثبات وضعف تعاون الناس في البلاغ، إذ من الناس من يقل أو ينعدم خوفه من الله، فيسعى في الأرض مفسدا إلا أن تردعه قوة أو يخاف الحد، ومن المعلوم أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وقد جاء فى حديث صحيح موقفا((حد الساحر ضربة بالسيف) وينبغي أن يتعاون الناس في الرفع للجهات المسئولة لمن يثبت تعاطيه السحر.
عباد الله هذه بعض الأسباب لرواج السحر و الذهاب للسحرة. وقد يكون هناك غيرها..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى