رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
علاج السحر
التأريخ: 21/6/1428هـ
المكان: جامع الإمام مالك بن أنس / بالدمام
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
سنتحدث في هذه الخطبة عن علاج السحر لمن ابتلي به، وخير علاج للسحر أن يتقيه المرء قبل وقوعه وحدوثه، فالوقاية خير من العلاج. وأول علاج وأنجع علاج هو أن نتعلم التوحيد ونعمل به، وعلينا أن نعرف الشرك ونتجنبه، فمن لم يعرف الشرك فلا يأمن أن يقع فيه. وكذلك علينا أداء فرائض الله ـ. فالله يحفظ كل عبدٍ من عباده الصالحين لأنه يحبه، ((وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً)) [الأنعام:61]، فلن يضر العبد الصالح لا سحر ولا شيطان، وإن ابتلي مرة فرحمة الله سرعان ما تدركه بالسلامة والعافية، ولذا نجد أكثر من تمكن السحر منهم ويطول فيهم، هؤلاء الذين أعرضوا عن الله Q، فتمكن الشيطان منهم، فأصبحوا فريسة للسحر مستسلمين له، أما أهل الإيمان عباد الرحمن فهم كما قال سبحانه: ((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَـئِفٌ مّنَ الشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)) [الأعراف:201]. فبذكر الله وتقوى الله يكون العبد في حفظ الله، ومحصناً من السحر بإذن الله.
وإن كان قراءة القرآن أعظم الذكر، فأعظم ذلك قراءة سورة البقرة، فإن قراءتها بركة، ولا تستطيعها السحرة، فعند مسلم عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ((...اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ)) قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ.، وفي الحديث الآخر: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)
أيضاً من التحصينات من السحر قبل وقوعه أن نأكل سبع تمرات عجوة من تمر المدينة على الريق وإذا لم نجد فأي تمر عجوة تجده يكفيك إن شاء الله (من اصطبح بسبع ثمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) رواه البخاري.
ومنها المحافظة المستديمة على الوضوء، لأن المسلم المتوضئ محروس بملائكة الرحمن فأنى تصله الشياطين أو يصل له السحر قال: ((طهروا هذه الأجساد طهركم الله. فإنه ليس من عبد يبيت طاهراً إلا بات معه في شعابه ملك، لا يتغلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً))قال الألباني حسن. ()
كذلك المحافظة على صلاة الجماعة، وخاصة صلاة الفجر قال النبي ^: (من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي) حديث صحيح
وكذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساءومنها: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) لأن النبي ص قال: (من قال ذلك ثلاث مرات حين يصبح لم يصبه بلاء حتى يمسي، ومن قال ذلك ثلاث مرات حين يمسي لم يصبه بلاء حتى يصبح).
والمحافظة على أذكار الخروج من المنزل والدخول إليه، وأذكار دخول الخلاء، وغيرها من الأذكار اليومية، فهي تحفظ العبد بإذن الله تعالى.
والتسمية على كل شيء، ومنع الأطفال من الخروج قبيل المغرب حتى العشاء؛ لقوله ^ في الحديث المتفق عليه: ((إِذَا اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ أَوْ قَالَ جُنْحُ اللَّيْلِ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ وَأَغْلِقْ بَابَك، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَوْكِ سِقَاءَكَ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا)).
عبادالله:
أما طرق إزالة السحر، وأول ما يجب قوله هنا:أنه إذا وقع مرض على الإنسان فالواجب عليه ألا يبادر باعتباره سحرا أو عينا فإنه قد يكون كذلك وقد يكون مرضا عضويا أو نفسيا يحتاج للعلاج.
وأول علاج هو الرقية بالقرآن الكريم قال تعالى: ((وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)) [الإسراء:82] كالفاتحة وآية الكرسي وقراءة قل هو الله أحد و وقل أعوذ برب الفلق و وقل أعوذ برب الناس حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات، يكفيك من كل شئ كما صح عن النبي ^.
والأصل أن يرقي الإنسان نفسه ولا يرقيه غيره، ولكن إذا أراد أن يقرأ عليه أحد من الناس فليبحث عن التقي العارف بالرقية، بشرط أن يقرأ القرآن وما صح من السنة النبوية بشكل واضح ولا يتمتم.
فإذا وجد السحر استخراجه وأبطاله بالقراءة عليه، وحل عقده، وحرقه ودفنه، ولكن لا يدفنه في داره ولا يذره فيها، بل يدفنه في الصحراء أو البحر، ويستعمل ما ورد في السنة من الأدوية المباحة ومن ذلك مثلاً: تؤخذ سبع ورقات من شجرة السدر، ويكون الورق أخضراً وتدق جميعها ثم تلقى في ماء قدر الغُسل وتقرأ عليها آية الكرسي سبع مرات ثم يشرب المريض منها قدر ثلاث حسوات بيديه ثم يغتسل ببقية الماء، ولا مانع من استعمال ما ثبت بالتجربة نفعه مالم يكن شركا، فعن جابر قال: نهى رسول الله ^ عن الرقى، وكان عند آل عمرو بن حزم رقية يرقون بها من العقرب، قال: فأتوا النبي × فعرضوها عليه وقالوا: إنك نهيت عن الرقي، فقال: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل".
عبادالله:
وبقي التنبيه على ما وقع فيه بعض المسلمين من ذهاب للسحرة لفك السحر، فهذا أمر محرم لعموم الأدلة التي تنص على المنع بل والتحريم من الذهاب للسحرة، وكيف يأمن المسلم أن يستشفي عند كافر منافق حلال الدم عبد للشياطين؟
وهل يمكن أن تصدق الشياطين معك وتشفي مريضك؟
وتحريم الذهاب للسحرة لفك السحر قول عامة العلماء في القديم والحديث.
الخطبة الثانية:
الحمد لله
عباد الله
أحب أن أنبه على أمرين الأول: ما تناقلته الصحف من إقامة مهرجنات غنائية في هذه البلاد بدعوى السياحة واستجلاب الأموال، ننبه يا عباد الله أن الغناء محرم تحريما قطعيا ولا يعرف أحد من أهل العلم المعتبرين يقول بجوازه، و السلف الصالح والأئمة متفقين على تحريم الغناء،
قال عبد الله بن مسعود لما سئل عن قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين): هو الغناء والذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات
وقال ترجمان القرآن عبد الله بن عباس ب قال: (نزلت في الغناء وأشباهه)
وأخرج البخاري في صحيحه معلقا ووصله غيره بأسانيد صحيحه"ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرير والخمر والمعازف"
ونسبة جواز الغناء لإمام دار الهجرة الإمام مالك ?ظلم ومين فقد روى أبو بكر الخلال في"الأمر بالمعروف"وابن الجوزي في"تلبيس إبليس"بالسند الصحيح عن إسحاق بن عيسى الطباع قال: سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء؟ فقال:"إنما يفعله عندنا الفساق"وروى الخلال بسنده الصحيح أيضا عن إبراهيم بن المنذر وسئل فقيل له: أنتم ترخصون [في] الغناء؟ فقال الإمام مالك:"معاذ الله ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق"
فعلى هذا يجب الحذر من الذهاب لمثل هذه المهرجنات ويجب على من كان ورائها أو سببا في قيامها التوبة والإنابة لله تعالى، ويجب على الجميع الإنكار كلٌ بحسب طاقته ولا يجوز السكوت ويجب أن نعلم أن هذه المعاصي العامة من أسباب العذاب وانتقام الجبار Y.
اما الأمر الثاني: فقد زرت مخيم قافلة الخير وسرني ما شاهدته من جهود طيبة وعمل متميز في الدعوة إلى الله (( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ )) [فصلت:33] وكان أحسنها خيمة السيرة النبوية والتي تحكي بشكل متميز وحديد وبالصور والأفلام والمجسمات سيرة إمام الإئمة وتاج الأمة رحمة الله لخلقه محمد بن عبدالله ص، فجزى الله خيرا كل من كان سببا في قيام هذه القافلة أو أعان على قيامها.
علاج السحر
التأريخ: 21/6/1428هـ
المكان: جامع الإمام مالك بن أنس / بالدمام
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
سنتحدث في هذه الخطبة عن علاج السحر لمن ابتلي به، وخير علاج للسحر أن يتقيه المرء قبل وقوعه وحدوثه، فالوقاية خير من العلاج. وأول علاج وأنجع علاج هو أن نتعلم التوحيد ونعمل به، وعلينا أن نعرف الشرك ونتجنبه، فمن لم يعرف الشرك فلا يأمن أن يقع فيه. وكذلك علينا أداء فرائض الله ـ. فالله يحفظ كل عبدٍ من عباده الصالحين لأنه يحبه، ((وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً)) [الأنعام:61]، فلن يضر العبد الصالح لا سحر ولا شيطان، وإن ابتلي مرة فرحمة الله سرعان ما تدركه بالسلامة والعافية، ولذا نجد أكثر من تمكن السحر منهم ويطول فيهم، هؤلاء الذين أعرضوا عن الله Q، فتمكن الشيطان منهم، فأصبحوا فريسة للسحر مستسلمين له، أما أهل الإيمان عباد الرحمن فهم كما قال سبحانه: ((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَـئِفٌ مّنَ الشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)) [الأعراف:201]. فبذكر الله وتقوى الله يكون العبد في حفظ الله، ومحصناً من السحر بإذن الله.
وإن كان قراءة القرآن أعظم الذكر، فأعظم ذلك قراءة سورة البقرة، فإن قراءتها بركة، ولا تستطيعها السحرة، فعند مسلم عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ((...اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ)) قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ.، وفي الحديث الآخر: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)
أيضاً من التحصينات من السحر قبل وقوعه أن نأكل سبع تمرات عجوة من تمر المدينة على الريق وإذا لم نجد فأي تمر عجوة تجده يكفيك إن شاء الله (من اصطبح بسبع ثمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) رواه البخاري.
ومنها المحافظة المستديمة على الوضوء، لأن المسلم المتوضئ محروس بملائكة الرحمن فأنى تصله الشياطين أو يصل له السحر قال: ((طهروا هذه الأجساد طهركم الله. فإنه ليس من عبد يبيت طاهراً إلا بات معه في شعابه ملك، لا يتغلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً))قال الألباني حسن. ()
كذلك المحافظة على صلاة الجماعة، وخاصة صلاة الفجر قال النبي ^: (من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي) حديث صحيح
وكذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساءومنها: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) لأن النبي ص قال: (من قال ذلك ثلاث مرات حين يصبح لم يصبه بلاء حتى يمسي، ومن قال ذلك ثلاث مرات حين يمسي لم يصبه بلاء حتى يصبح).
والمحافظة على أذكار الخروج من المنزل والدخول إليه، وأذكار دخول الخلاء، وغيرها من الأذكار اليومية، فهي تحفظ العبد بإذن الله تعالى.
والتسمية على كل شيء، ومنع الأطفال من الخروج قبيل المغرب حتى العشاء؛ لقوله ^ في الحديث المتفق عليه: ((إِذَا اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ أَوْ قَالَ جُنْحُ اللَّيْلِ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ وَأَغْلِقْ بَابَك، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَوْكِ سِقَاءَكَ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا)).
عبادالله:
أما طرق إزالة السحر، وأول ما يجب قوله هنا:أنه إذا وقع مرض على الإنسان فالواجب عليه ألا يبادر باعتباره سحرا أو عينا فإنه قد يكون كذلك وقد يكون مرضا عضويا أو نفسيا يحتاج للعلاج.
وأول علاج هو الرقية بالقرآن الكريم قال تعالى: ((وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)) [الإسراء:82] كالفاتحة وآية الكرسي وقراءة قل هو الله أحد و وقل أعوذ برب الفلق و وقل أعوذ برب الناس حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات، يكفيك من كل شئ كما صح عن النبي ^.
والأصل أن يرقي الإنسان نفسه ولا يرقيه غيره، ولكن إذا أراد أن يقرأ عليه أحد من الناس فليبحث عن التقي العارف بالرقية، بشرط أن يقرأ القرآن وما صح من السنة النبوية بشكل واضح ولا يتمتم.
فإذا وجد السحر استخراجه وأبطاله بالقراءة عليه، وحل عقده، وحرقه ودفنه، ولكن لا يدفنه في داره ولا يذره فيها، بل يدفنه في الصحراء أو البحر، ويستعمل ما ورد في السنة من الأدوية المباحة ومن ذلك مثلاً: تؤخذ سبع ورقات من شجرة السدر، ويكون الورق أخضراً وتدق جميعها ثم تلقى في ماء قدر الغُسل وتقرأ عليها آية الكرسي سبع مرات ثم يشرب المريض منها قدر ثلاث حسوات بيديه ثم يغتسل ببقية الماء، ولا مانع من استعمال ما ثبت بالتجربة نفعه مالم يكن شركا، فعن جابر قال: نهى رسول الله ^ عن الرقى، وكان عند آل عمرو بن حزم رقية يرقون بها من العقرب، قال: فأتوا النبي × فعرضوها عليه وقالوا: إنك نهيت عن الرقي، فقال: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل".
عبادالله:
وبقي التنبيه على ما وقع فيه بعض المسلمين من ذهاب للسحرة لفك السحر، فهذا أمر محرم لعموم الأدلة التي تنص على المنع بل والتحريم من الذهاب للسحرة، وكيف يأمن المسلم أن يستشفي عند كافر منافق حلال الدم عبد للشياطين؟
وهل يمكن أن تصدق الشياطين معك وتشفي مريضك؟
وتحريم الذهاب للسحرة لفك السحر قول عامة العلماء في القديم والحديث.
الخطبة الثانية:
الحمد لله
عباد الله
أحب أن أنبه على أمرين الأول: ما تناقلته الصحف من إقامة مهرجنات غنائية في هذه البلاد بدعوى السياحة واستجلاب الأموال، ننبه يا عباد الله أن الغناء محرم تحريما قطعيا ولا يعرف أحد من أهل العلم المعتبرين يقول بجوازه، و السلف الصالح والأئمة متفقين على تحريم الغناء،
قال عبد الله بن مسعود لما سئل عن قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين): هو الغناء والذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات
وقال ترجمان القرآن عبد الله بن عباس ب قال: (نزلت في الغناء وأشباهه)
وأخرج البخاري في صحيحه معلقا ووصله غيره بأسانيد صحيحه"ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرير والخمر والمعازف"
ونسبة جواز الغناء لإمام دار الهجرة الإمام مالك ?ظلم ومين فقد روى أبو بكر الخلال في"الأمر بالمعروف"وابن الجوزي في"تلبيس إبليس"بالسند الصحيح عن إسحاق بن عيسى الطباع قال: سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء؟ فقال:"إنما يفعله عندنا الفساق"وروى الخلال بسنده الصحيح أيضا عن إبراهيم بن المنذر وسئل فقيل له: أنتم ترخصون [في] الغناء؟ فقال الإمام مالك:"معاذ الله ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق"
فعلى هذا يجب الحذر من الذهاب لمثل هذه المهرجنات ويجب على من كان ورائها أو سببا في قيامها التوبة والإنابة لله تعالى، ويجب على الجميع الإنكار كلٌ بحسب طاقته ولا يجوز السكوت ويجب أن نعلم أن هذه المعاصي العامة من أسباب العذاب وانتقام الجبار Y.
اما الأمر الثاني: فقد زرت مخيم قافلة الخير وسرني ما شاهدته من جهود طيبة وعمل متميز في الدعوة إلى الله (( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ )) [فصلت:33] وكان أحسنها خيمة السيرة النبوية والتي تحكي بشكل متميز وحديد وبالصور والأفلام والمجسمات سيرة إمام الإئمة وتاج الأمة رحمة الله لخلقه محمد بن عبدالله ص، فجزى الله خيرا كل من كان سببا في قيام هذه القافلة أو أعان على قيامها.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى