رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
علاج السحر
التأريخ: 23/1/1426هـ
المكان: جامع أبي بكر الصديق ? بالقطيف
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
تحدثنا في الخطبة الماضية عن السحر وتناولنا فيه حكم الساحر وأنه كافر بالله للأدلة الصريحة من كتاب الله وسنة رسوله غ، وكذلك بينّا حكم السحر وأن تعلمه كفر إلا لمن تعلمه يتقي شره، وهذا عليه خطر عظيم فقد يزل من حيث لا يشعر. وتحدثنا عن حكم طلب السحر، وأن هذا الأمر من الموبقات المهلكات المرديات في الجحيم. وبقي الحديث عن الوقاية من السحر وعلاجه لو وقع والعياذ بالله.
وخير علاج للسحر أن يتقيه المرء قبل وقوعه وحدوثه، فالوقاية خير من العلاج. ولكي نحمي أنفسنا من هذا الشر وغيره، علينا أن نلجأ إلى الله أولاً وآخراً، كما قال سبحانه عن أيوب؛ ((وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرّ وَءاتَيْنَـٰهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَـٰبِدِينَ)) [الأنبياء:83-84]. إن علينا أن نتعلم التوحيد ونعمل به، وعلينا أن نعلم الشرك ونتجنبه. وكذلك علينا أداء فرائض الله ـ. وعلينا أن نحول حياتنا إلى حياة إسلامية بحق وصدق وإخلاص لوجه الله الكريم ((فَاللَّهُ خَيْرٌ حَـٰفِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرحِمِينَ)) [يوسف:64]. ((وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً)) [الأنعام:61]. فالله يحفظ كل عبدٍ من عباده الصالحين لأنه يحبه، والمحب على من أحب حريص، فلن يضر العبد الصالح لا سحر ولا شيطان، وإن ابتلي مرة فرحمة الله سرعان ما تدركه بالسلامة والعافية، ولذا نجد أكثر من تمكن السحر منهم ويطول فيهم، هؤلاء الذين أعرضوا عن الله Q، فتمكن الشيطان منهم، فأصبحوا فريسة للسحر مستسلمين له، أما أهل الإيمان عباد الرحمن فهم كما قال سبحانه: ((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَـئِفٌ مّنَ الشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)) [الأعراف:201]. فبذكر الله وتقوى الله يكون العبد في حفظ الله، ومحصناً من السحر إن شاء الله.
وإن كان قراءة القرآن أعظم الذكر، فأعظم ذلك قراءة سورة البقرة، فإن قراءتها بركة، ولا تستطيعها السحرة، فعند مسلم عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ((...اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ)) قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ.، وفي الحديث الآخر: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)
أيضاً من التحصينات من السحر قبل وقوعه أن نأكل سبع تمرات عجوة من تمر المدينة على الريق وإذا لم نجد فأي تمر عجوة تجده يكفيك إن شاء الله (من اصطبح بسبع ثمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) رواه البخاري.
ومنها المحافظة المستديمة على الوضوء، لأن المسلم المتوضئ محروس بملائكة الرحمن فأنى تصله الشياطين أو يصل له السحر قال: ((طهروا هذه الأجساد طهركم الله. فإنه ليس من عبد يبيت طاهراً إلا بات معه في شعابه ملك، لا يتغلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً))قال الألباني حسن()
كذلك المحافظة على صلاة الجماعة وعلى الطاعات عموماً، والاستعاذة بالله دوماً من شر كل ذي شر، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وهذا شيء مهم جداً خاصة بعد صلاة الفجر، ويكفي من ذلك أن النبي يقول: (من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي)()
أيضاً وحينما تستيقظ كل يوم لتصلي الفجر بعد أذكار الصلاة فقل: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) لأن النبي ص قال: (من قال ذلك ثلاث مرات حين يصبح لم يصبه بلاء حتى يمسي، ومن قال ذلك ثلاث مرات حين يمسي لم يصبه بلاء حتى يصبح).
والمحافظة على أذكار الخروج من المنزل والدخول إليه، وأذكار دخول الخلاء، وغيرها من الأذكار اليومية، فهي تحفظ العبد بإذن الله تعالى.
والتسمية على كل شيء، لقوله في الحديث المتفق عليه: ((إِذَا اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ أَوْ قَالَ جُنْحُ اللَّيْلِ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ وَأَغْلِقْ بَابَك، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَوْكِ سِقَاءَكَ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا)).
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين وبعد:
تحدثنا عن الأسباب التي يحفظنها الله بها من السحر، وبقي الحديث عن طرق إزالة السحر، وأول ما يجب قوله هنا، أنه إذا وقع مرض على الإنسان فالواجب عليه ألا يبادر باعتباره سحرا أو عينا فإنه قد يكون كذلك وقد يكون مرضا عضويا يحتاج للعلاج.
1. استخراجه وإبطاله بالقراءة عليه، وحل عقده، وحرقه ودفنه إن عرف مكانه، ولا يدفنه في داره ولا يذره فيها، بل يدفنه في الصحراء أو البحر، فإذا علم مكان السحر فليفعل به هكذا،
2.استعمال الأدوية المباحة ومن ذلك مثلاً: تؤخذ سبع ورقات من شجرة السدر، ويكون الورق أخضراً وتدق جميعها بين حجرين ثم تلقى في ماء قدر الغسل وتقرأ عليها آية الكرسي سبع مرات ثم يشرب المسحور منها قدر ثلاث حسوات بيديه ثم يغتسل ببقية الماء.
3.الرقية بالقرآن الكريم قال تعالى:(وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ..) [الإسراء:82] كالفاتحة وآية الكرسي وقراءة قل هو الله أحد و وقل أعوذ برب الفلق و وقل أعوذ برب الناس حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات، يكفيك من كل شئ كما صح عن النبي ^.
والأصل أن يرقي الإنسان نفسه ولا يرقيه غيره، ولكن إذا أراد أن يقرأ عليه أحد من الناس فليبحث عن التقي العارف بالرقية، بشرط أن يقرأ القرآن بشكل واضح ولا يتمتم
4.الرقية بالأحاديث الصحيحة.
كقوله غ:((اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك، شفاء لا يغادر سقماً)).
وأيضا: ((باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك)) وليكرر ذلك ثلاث مرات.
وكان ص يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكم كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق ((أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) والهامة ذات السموم، وقيل كل ماله سم يقتل، واللآمة كل داء وآفة تلمّ بالانسان من جنون وخبل.
وصح في الخبر عن النبي غ أنه قال: (من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتي يرتحل من منزله ذلك)
(بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم)) ثلاث مرات
وحتى لا يقع بعض الناس في حبائل السحرة بغير قصد منهم فأذكر بعض الصفات التي يعرف بها الساحر، وأي علامة من هذه العلامات تكفي للتعرف على الساحر وهي:
1- قد يسأل عن اسم المريض واسم أمه.
2- أو يطلب أثراً من آثار المريض كالثوب أو المنديل أو الملابس الداخلية.
3- قد يطلب منك حيواناً بصفات معينة ليذبحه ولا يذكر اسم الله عليه، وربما لطخ بدمه أماكن الألم من المريض أو يرمي به في مكان خرب.
4- يكتب الطلاسم ويتلو العزائم والطلاسم الغير المفهومة.
5- إعطاء المريض (حجاباً) يحتوي على مربعات بداخلها حروف وأرقام. قد يأمر المريض بأن يعتزل الناس فترة معينة في غرفة لا تدخلها الشمس ويسمونها (الحجبة).
6- أحياناً يطلب من المريض ألا يمس الماء لمدة معينة.
7- يعطي المريض أشياء يدفنها في الأرض، أو يعطيه له أوراقاً يحرقها ويتبخر بها.
8- قد يتمتم بكلام غير مفهوم، ويخبر المريض باسمه واسم بلده ومشكلته التي جاء من أجلها.
فإذا وجدت علامة واحدة من هذه العلامات في أحد المعالجين فهو ساحر وكاهن، فإياك والذهاب إليه وإلا انطبق عليك قول النبي: ((من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)).
علاج السحر
التأريخ: 23/1/1426هـ
المكان: جامع أبي بكر الصديق ? بالقطيف
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
تحدثنا في الخطبة الماضية عن السحر وتناولنا فيه حكم الساحر وأنه كافر بالله للأدلة الصريحة من كتاب الله وسنة رسوله غ، وكذلك بينّا حكم السحر وأن تعلمه كفر إلا لمن تعلمه يتقي شره، وهذا عليه خطر عظيم فقد يزل من حيث لا يشعر. وتحدثنا عن حكم طلب السحر، وأن هذا الأمر من الموبقات المهلكات المرديات في الجحيم. وبقي الحديث عن الوقاية من السحر وعلاجه لو وقع والعياذ بالله.
وخير علاج للسحر أن يتقيه المرء قبل وقوعه وحدوثه، فالوقاية خير من العلاج. ولكي نحمي أنفسنا من هذا الشر وغيره، علينا أن نلجأ إلى الله أولاً وآخراً، كما قال سبحانه عن أيوب؛ ((وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرّ وَءاتَيْنَـٰهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَـٰبِدِينَ)) [الأنبياء:83-84]. إن علينا أن نتعلم التوحيد ونعمل به، وعلينا أن نعلم الشرك ونتجنبه. وكذلك علينا أداء فرائض الله ـ. وعلينا أن نحول حياتنا إلى حياة إسلامية بحق وصدق وإخلاص لوجه الله الكريم ((فَاللَّهُ خَيْرٌ حَـٰفِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرحِمِينَ)) [يوسف:64]. ((وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً)) [الأنعام:61]. فالله يحفظ كل عبدٍ من عباده الصالحين لأنه يحبه، والمحب على من أحب حريص، فلن يضر العبد الصالح لا سحر ولا شيطان، وإن ابتلي مرة فرحمة الله سرعان ما تدركه بالسلامة والعافية، ولذا نجد أكثر من تمكن السحر منهم ويطول فيهم، هؤلاء الذين أعرضوا عن الله Q، فتمكن الشيطان منهم، فأصبحوا فريسة للسحر مستسلمين له، أما أهل الإيمان عباد الرحمن فهم كما قال سبحانه: ((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَـئِفٌ مّنَ الشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)) [الأعراف:201]. فبذكر الله وتقوى الله يكون العبد في حفظ الله، ومحصناً من السحر إن شاء الله.
وإن كان قراءة القرآن أعظم الذكر، فأعظم ذلك قراءة سورة البقرة، فإن قراءتها بركة، ولا تستطيعها السحرة، فعند مسلم عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ((...اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ)) قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ.، وفي الحديث الآخر: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)
أيضاً من التحصينات من السحر قبل وقوعه أن نأكل سبع تمرات عجوة من تمر المدينة على الريق وإذا لم نجد فأي تمر عجوة تجده يكفيك إن شاء الله (من اصطبح بسبع ثمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) رواه البخاري.
ومنها المحافظة المستديمة على الوضوء، لأن المسلم المتوضئ محروس بملائكة الرحمن فأنى تصله الشياطين أو يصل له السحر قال: ((طهروا هذه الأجساد طهركم الله. فإنه ليس من عبد يبيت طاهراً إلا بات معه في شعابه ملك، لا يتغلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً))قال الألباني حسن()
كذلك المحافظة على صلاة الجماعة وعلى الطاعات عموماً، والاستعاذة بالله دوماً من شر كل ذي شر، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وهذا شيء مهم جداً خاصة بعد صلاة الفجر، ويكفي من ذلك أن النبي يقول: (من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي)()
أيضاً وحينما تستيقظ كل يوم لتصلي الفجر بعد أذكار الصلاة فقل: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) لأن النبي ص قال: (من قال ذلك ثلاث مرات حين يصبح لم يصبه بلاء حتى يمسي، ومن قال ذلك ثلاث مرات حين يمسي لم يصبه بلاء حتى يصبح).
والمحافظة على أذكار الخروج من المنزل والدخول إليه، وأذكار دخول الخلاء، وغيرها من الأذكار اليومية، فهي تحفظ العبد بإذن الله تعالى.
والتسمية على كل شيء، لقوله في الحديث المتفق عليه: ((إِذَا اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ أَوْ قَالَ جُنْحُ اللَّيْلِ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ وَأَغْلِقْ بَابَك، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَوْكِ سِقَاءَكَ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا)).
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين وبعد:
تحدثنا عن الأسباب التي يحفظنها الله بها من السحر، وبقي الحديث عن طرق إزالة السحر، وأول ما يجب قوله هنا، أنه إذا وقع مرض على الإنسان فالواجب عليه ألا يبادر باعتباره سحرا أو عينا فإنه قد يكون كذلك وقد يكون مرضا عضويا يحتاج للعلاج.
1. استخراجه وإبطاله بالقراءة عليه، وحل عقده، وحرقه ودفنه إن عرف مكانه، ولا يدفنه في داره ولا يذره فيها، بل يدفنه في الصحراء أو البحر، فإذا علم مكان السحر فليفعل به هكذا،
2.استعمال الأدوية المباحة ومن ذلك مثلاً: تؤخذ سبع ورقات من شجرة السدر، ويكون الورق أخضراً وتدق جميعها بين حجرين ثم تلقى في ماء قدر الغسل وتقرأ عليها آية الكرسي سبع مرات ثم يشرب المسحور منها قدر ثلاث حسوات بيديه ثم يغتسل ببقية الماء.
3.الرقية بالقرآن الكريم قال تعالى:(وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ..) [الإسراء:82] كالفاتحة وآية الكرسي وقراءة قل هو الله أحد و وقل أعوذ برب الفلق و وقل أعوذ برب الناس حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات، يكفيك من كل شئ كما صح عن النبي ^.
والأصل أن يرقي الإنسان نفسه ولا يرقيه غيره، ولكن إذا أراد أن يقرأ عليه أحد من الناس فليبحث عن التقي العارف بالرقية، بشرط أن يقرأ القرآن بشكل واضح ولا يتمتم
4.الرقية بالأحاديث الصحيحة.
كقوله غ:((اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك، شفاء لا يغادر سقماً)).
وأيضا: ((باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك)) وليكرر ذلك ثلاث مرات.
وكان ص يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكم كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق ((أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) والهامة ذات السموم، وقيل كل ماله سم يقتل، واللآمة كل داء وآفة تلمّ بالانسان من جنون وخبل.
وصح في الخبر عن النبي غ أنه قال: (من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتي يرتحل من منزله ذلك)
(بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم)) ثلاث مرات
وحتى لا يقع بعض الناس في حبائل السحرة بغير قصد منهم فأذكر بعض الصفات التي يعرف بها الساحر، وأي علامة من هذه العلامات تكفي للتعرف على الساحر وهي:
1- قد يسأل عن اسم المريض واسم أمه.
2- أو يطلب أثراً من آثار المريض كالثوب أو المنديل أو الملابس الداخلية.
3- قد يطلب منك حيواناً بصفات معينة ليذبحه ولا يذكر اسم الله عليه، وربما لطخ بدمه أماكن الألم من المريض أو يرمي به في مكان خرب.
4- يكتب الطلاسم ويتلو العزائم والطلاسم الغير المفهومة.
5- إعطاء المريض (حجاباً) يحتوي على مربعات بداخلها حروف وأرقام. قد يأمر المريض بأن يعتزل الناس فترة معينة في غرفة لا تدخلها الشمس ويسمونها (الحجبة).
6- أحياناً يطلب من المريض ألا يمس الماء لمدة معينة.
7- يعطي المريض أشياء يدفنها في الأرض، أو يعطيه له أوراقاً يحرقها ويتبخر بها.
8- قد يتمتم بكلام غير مفهوم، ويخبر المريض باسمه واسم بلده ومشكلته التي جاء من أجلها.
فإذا وجدت علامة واحدة من هذه العلامات في أحد المعالجين فهو ساحر وكاهن، فإياك والذهاب إليه وإلا انطبق عليك قول النبي: ((من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)).
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى