لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

 كيف النجاة على الصراط Empty كيف النجاة على الصراط {الأحد 21 أغسطس - 15:38}

خطبة : كيف النجاة على الصراط

الحمد لله نصير المؤمنين وولي المتقين... الحمد لله قاصم الجبارين والمتكبرين.... لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير... لا اله إلا الله نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.... والصلاة والسلام على إمام الموحدين وسيد الأنبياء والمرسلين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين ،،، أما بعد فاتقوا الله عباد الله فإن تقوى الله تُّفرج الكربات وتستجلب البركات وتستنصر رب البريات "ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" .

معاشر المؤمنين ..
يتساءل بعض الصالحين عن أسباب غفلة الناس وتنكب بعضهم عن صراط الله المستقيم، وانحرافهم عن سبيل المؤمنين المتقين ،وتباطئهم عن العمل الصالح وأعمال المحسنين ،وعن الآخرين الذين وضعوا لصلاح أحوالهم حدا لا يتجاوزونه ولاستقامتهم سياجا لا يتعدونه ،فإذا ما نصح أحدهم لمزيد من الطاعات، والاستقامة على فعل الصالحات او أرشد لنصرة الدين ومؤازرة المصلحين ردّ باكتفائه بما هو عليه وقناعته بما هداه الله إليه ، فكيف تتحسن أحوال هؤلاء وتصطلح أوضاع أولئك ؟ أقول وبالله التوفيق ان من أقوى الدوافع لهؤلاء جميعا ونحن معهم ، للارتقاء بأحوالنا والقرب أكثر من ربنا هو استحضار مشهد من مشاهد يوم القيامة ،انخلعت لهوله قلوب الصالحين وارتجفت لعظيم خطره أفئدة المتقين الذين أيقنوا بحدوثه فعايشوه وتذكروه .

إنه موقف خطير ومهول عباد الله من هوله ان لا يعرف فيه احد أحدا ودعاء الأنبياء فيه "اللهم سلم سلم" انه اجتياز الصراط ،حين يؤمر بك ـ يا عبد الله ـ لكي تعبره وهو جسر حاد وزلق، احدّ من السيف ، وقد ضربت الظلمة على الموقف كما فى صحيح مسلم من حديث عائشة قالت: يا رسول اللـه أين يكون الناس حين تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار؟ فقال المصطفى ((يا عائشة هم فى الظلمة دون الجسر)) وفى لفظ مسلم ((هم على الصراط)) وهو الجسر المضروب على متن جهنم، لايتوصل الى الجنة الا بعد اجتيازه أخرج فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((ويضرب جسر جهنم))، فقال رسول الله: ((فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلّم سلّم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((فإنها مثل شوك السعدان، غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس بأعمالهم، منهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثم ينجو)). البخاري

تخيل نفسك يا عبد الله وأنت تضع قدميك على الصراط وتحتك نار جهنم تتلظى وتزفر، و يطلب منك أن تعبره ، لن ينفع المرء آنذاك حسبه ولا نسبه ، ولن ينجيه سلطانه ولا ماله، ولن تسرعه قبيلته ولاجاهه .بل جواز عبوره التقوى فهي طوق النجاة منه وسبيل العبور عليه، ففى الصحيح قال رسول اللـه : ((والذى نفسى بيده لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة)) فقالت حفصة رضي الله عنها: فقلت يا رسول اللـه، أليس اللـه يقول: وَإِنْ مِنْكُمْ إلا وَارِدُهَا قال: ((ألم تسمعيه قال: ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا



معاشر المؤمنين ..
وفي هذه الظلمة الحالكة تقسم الأنوار على العباد بحسب أعمالهم ليروا الطريق أمامهم، و تدبر معي هذه الآيات التي تصور هذا الموقف العظيم قال تعالى:

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا تُوبُوا إلى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التحريم:8].

ويتقدم المنافقون من الصراط فيسلب اللـه نورهم ، لانه نور مزيف في الدنيا كانوا يتظاهرون به امام الناس، اما في الاخرة فتظهر الامور على حقيقتها ،فإذا رأى أهل الإيمان نور المنافقين قد أطفأ على الصراط، وجلوا وأشفقوا فدعوا الله تعالى رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ التحريم: 8 ].

عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((فيعطون نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه، ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه، ومنهم من يعطى دون ذلك بيمينه، حتى يكون آخر من يعطى نوره على إبهام قدمه، يضيء مرة، ويطفأ مرة، إذا أضاء قدّم قدمه، وإذا أطفأ قام))، إلى أن قال: ((فيمرون على قدر أعمالهم، حتى يمرّ الذي نوره على إبهام قدمه، تخرّ يد وتعلق يد، وتخر رجل وتعلق رجل، وتصيب جوانبه النار)) أخرجه الحاكم في المستدرك.

نسأل الله السلامة في الدين وصدق الايمان واليقين ونجاة المتقين اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم ..
الخطبة الثانية

الحمد لله الذي هدانا للإسلام وأكرمنا بالإيمان وشرفنا بالقرآن ، وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له جعل امتنا خير امة أخرجت للناس،وأشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان اما بعد ..


معاشر المؤمنين ..
أيقنوا -اثابكم الله- ان لانجاة الا بأعملكم الصالحة، وعلى قدر عملك هنا –ياعبدالله- تكون سرعة نجاتك واجتيازك للصراط هناك ، واستمعوا لوصف النبي صلى الله عليه وسلم لهذا المشهد العظيم من حديث أبي هريرة عند مسلم، قال صلوات ربي وسلامه عليه: ((وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط يمينًا وشمالاً، فيمر أولكم كالبرق))، قال: قلت: بأبي أنت وأمي، أي شيء كمر البرق؟ قال: ((ألم تروا البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟! ثم كمر الريح، ثم كمر الطير وشدّ الرّجال، تجري بهم أعمالهم، ونبيّكم قائم على الصراط يقول: رب سلّم سلّم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفًا))، قال: ((وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج، ومكدوس في النار، والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون خريفًا)).

إن الأمانة والرحم، ترسلان فتقومان جنبتي الصراط، تشهدان للشخص أو عليه حسبما كان يفعله تجاههما، أما بالوفاء والتمام والصلة أو تشهدان عليه بالخيانة والغدر والقطيعة ثم إن دعوى الأنبياء يومئذٍ على الصراط: اللهم سلِّم سلِّم، روى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((ثم يوضع الصراط بين ظهري جهنم، والأنبياء بناحِيَتَيه، قولهم: اللهم سلِّم سلِّم، اللّهم سلِّم سلِّم)).

فإذا كانت هذه دعوى الأنبياء: "اللهم سلم سلم" فماذا يقول غيرهم؟! ماذا عساه أن يقول قاطع الرحم أو مضيع الأمانة ؟ماذا عساه يفعل تارك الصلاة أو المفرط في الزكاة؟! ماذا عساه أن يقول آكل الربا وشارب الخمر؟! والظالم لحقوق الناس او المختلس لأموالهم أو المنتهك لأعراضهم ، إذا كان أنبياء الله وصفوة خلقه دعواهم يومئذٍ: اللهم سلم سلم فماذا يقول من همه محاربة الدين ومنابذة الشريعة ومخاصمة المصلحين؟!

الا فاتقوا الله عباد الله واسرعوا باجتيازكم الصراط هناك بحسن أعمالكم الصالحة هنا ، واتموا نوركم عليه بتحقيق الايمان وصدق اليقين وبنصرة الدين ونصح المؤمنين، واعبروه بأفعال المتقين وخصال المحسنين ،، هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة كما اخبر ربكم وأمر:"ان الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"
الخطيب : يحيى العقيلي
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى