رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
خطبة درس من الأندلس
الحمد لله الهادي إلى سواء السبيل وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، تحيا القلوب بمعرفته وتنشرح الأفئدة لعبوديته ، واشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد .
فأوصيكم ونفسي عباد الله بتقوى الله تعالى فالمتقون هم أولياؤه وأحباؤه ) أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ( يونس 62 – 63 ،
معاشر المؤمنين ..
إن في التاريخ لعبرة لمن يعنبر، فيه دروس للحاضر والمستقبل ، يقرأ المرء في احداثه مايمكنه من قراءة واقعه وتحليله وفهمه، ثم ادراك ماسيؤول اليه مستقبله‘ فانما هي سنن حاكمة لاتتغير ولاتتبدل ، قال سبحانه:" لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "(يوسف111) . ولقد مرت في تاريخ امتنا احداث كان مثار ألم وأسى ،يقف المرء عندها متسائلا ومستنكرا كيف حدثت ؟وكيف مرّ على المسلمين مثل ذلك التردي والتفكك والتخاذل لأعداء أمتنا ؟ وإذا بواقعنا اليوم يحاكي ذلك الواقع المؤلم بآلامه ومرارته ،أتدرون لم ياعباد الله ،لأن الاسباب تشابهت فجاءت النتائج متشابهة "سنة الله التي خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا "(الفتح 23)
معاشر المؤمنين ..
نقف اليوم عند اواخر عهد المسلمين في الأندلس في عام ستمائة وثلاثة وأربعين للهجرة وقد توالى سقوط الممالك الإسلامية التي بلغ عددها اثنان وعشرون مملكة، كعدد الدول العربية اليوم ، ولم يبق منها الا مملكة غرناطة ومملكة أشبيلية ، وعندها تقدم ملك قشتالة النصراني إلى ابن الأحمر حاكم غرناطة حفيد سعد بن عبادة الخزرجي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجرى معه معاهدة هي في عنوانها معاهدة سلام وفي جوهرها استسلام وخيانة للأمة، كمعاهدات اليوم التي هي كذلك ، وفرض عليه شروطه التي كان منها :
أن يدفع ابن الأحمر الجزية إلى ملك قشتالة، وكانت مائة وخمسين ألف دينار من الذهب سنويا، وأن يحضر بلاطه كأحد ولاته على البلاد، مقرا بأن غرناطة أصبحت تابعة لقشتالة ضمنيا.
وأن يحكم ابن الاحمر غرناطة باسم ملك قشتالة علانية، وأن يسلمه ما بقي من الحصون ،ثم اشترط أمرا في غاية الخطورة، وهو أن يساعده في حروبه ضد أعدائه إذا احتاج إلى ذلك، أي أن ابن الأحمر يشترك مع ملك قشتالة في حروبه التي يخوضها أيا كانت الدولة التي يحاربها.
وفي أول حرب له بعد هذه الاتفاقية_عباد الله_ قام ملك قشتالة بالزحف نحو إشبيلية،المملكة الاسلامية الثانية ويطلب من ابن الأحمر أن يساعده في حربها وفق بنود المعاهدة السابقة، التزاما صاغرا بها، وتخليا عن تعاليم الإسلام وشرائعه، وضربا لرابطة النصرة والأخوة الإسلامية، وموالاة للنصارى وأعداء الإسلام على المسلمين، فما كان من ابن الأحمر إلا أن سمع وأطاع،وتقدم فرسان المسلمين جيش النصارى نحو إشبيلية، ضاربين حصارا طويلا وشديدا حولها. طيلة سبعة عشر شهرا ،ويستغيث أهل إشبيلية بكل من حولهم،كما تستغيث غزة اليوم، لكن هل يسمع من به صمم؟!
لقد أَسمعتَ لوناديتَ حيّـاً ولكن لا حياةَ لمن تُنادي
ولو نارٌ نفختَ بها أضاءت ولكن أنتَ تنفُخُ في رَمَادِ
فالمغرب آنذاك مشغول بالثورات الداخلية، وبنو مارين يصارعون الموحدين داخل المغرب،بعد تراجعهم عن الاندلس والمدينة الوحيدة المسلمة في الأندلس هي غرناطة التي تحاصر إشبيلية، ولا حول ولاقوة إلا بالله...
وفي السابع والعشرين من شهر مضان لسنة 646 هـ وبعد سبعة عشر شهرا من الحصار الشديد، تسقط إشبيلية بأيدي المسلمين لأجل للنصارى، تسقط إشبيلية ثاني أكبر مدينة في الأندلس، تلك المدينة صاحبة التاريخ المجيد والعمران العظيم، تسقط إشبيلية أعظم ثغور الجنوب ومن أقوى حصون الأندلس، تسقط إشبيلية ويغادر أهلها البلاد، ويهجّر ويشرّد منها أربعمئة ألف مسلم، تفتح حصونهم وتدمر قوتهم بأيديهم
وَمَا فَتِئَ الزَّمَانُ يَدُورُ حَتَّـى مَضَى بِالْمَجْدِ قَـوْمٌ آخَرُونَ
وَأَصْبَحَ لَا يُرَى فِي الرَّكْبِ قَوْمِي وَقَدْ عَاشُـوا أَئِمَّتُهُ سِنِـينًا
وَآلَمَنِـي وَآلَـمَ كـُلّ َ حُـرٍّ سُؤَالُ الدَّهْرِ: أَيْنَ الْمُسْلِمُونَ؟
أين المسلمون؟! إنهم يحاصرون المسلمين! المسلمون يقتلون المسلمين! المسلمون يشرّدون المسلمين!!! كما يفعل بعضنا اليوم ،انهارت أشبيلية بعد أن انهارالاباء واختفت العزة وضعف الدين وانحدرت الاخلاق.
وتختفي أشبيلية-عباد الله- من الخارطة الإسلامية، وما زال مسجدها الكبير الذي أسسّه يعقوب المنصور الموحدي بعد انتصار الأرك الخالد، مازال إلى اليوم كنيسة يعلّق فيها الصليب، ويُعبد فيها المسيح بعد أن كانت من أعظم ثغور الإسلام، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
نسأل الله القدير أن يبصرنا بأمر ديننا وأن يهدينا سواء السبيل وأن ينفعنا بهدي كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،أقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية :
الحمد لله حق حمده وأشهد الااله الا الله وحده نصر عبده وأعز جنده وهزم الاحزاب وحده ،وأشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله وصفوته من خلقه وخليله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبعد ،
معاشر المؤمنين ..
ما اعتز المسلمون يوما الا بالاسلام ،وما انتصر المؤمنون الا بالايمان ،وماارتقت حضارة الاسلام الا بالجهاد والدعوة ،وماانتشر الاسلام في ربوع الارض الا بالعلم والقدوة ، وماقوى المسلمون الا بالاخوة والوحدة ،تلك عباد الله معالم النصر والعزة التي يتساءل المسلمون اليوم _وهم يعانون مما عانى منه أسلافهم في الاندلس_ كيف الخلاص وأين السبيل ؟ والخلاص مفتوح بابه ،مشهودة ومعالمه ،ولكن أين السالك ؟
كالعيس في البيداء يهلكها الظمأ والماء على ظهورها محمول
لأجل هذا _عبادالله_ يسعى أعداء أمتنا لصرف أنظارنا واهتمامنا عن ذلك الدرب وتلك المعالم ، سعوا ومعهم أعوانهم من بني جلدتنا لإبعاد شريعتنا عن واقع الحياة ونظمها ، وجّدوا في صرف القلوب عن بارئها والاستعداد لقائه بالملهيات والموبقات ،وتنكّروا لحضارة الاسلام بأفكار دخيلة تستهدف سلخ شباب الامة عن دينهم وحضارتهم وأخلاقهم، وبذروا بذور الفرقة والتنازع بين بلاد المسلمين وأشغلوهم بحروب أقليمية ونزاعات داخلية ، وصرفوا قادة الامة وشعوبها عن الاهتمام بقضايا الامة ليصبحوا أشتاتا متفرقين كل منهم يهتم بهمومه،ولاشأن له بقضايا المسلمين، فتفشت العصبيات واستحكمت القوميات وسادت النزاعات ،وأصبح الاهتمام باثارة الخلافات والمشكلات أكثر من السعي للوحدة والتعاون ،،،فمتى يعي المسلمون مايكاد لهم ومتى يجهضوا مخططات أعدائهم ويفشلوا كيدهم والله جل وعلا يقول :"وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ" "(الانعام55) هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه
الخطيب : يحي العقيلي
الحمد لله الهادي إلى سواء السبيل وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، تحيا القلوب بمعرفته وتنشرح الأفئدة لعبوديته ، واشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد .
فأوصيكم ونفسي عباد الله بتقوى الله تعالى فالمتقون هم أولياؤه وأحباؤه ) أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ( يونس 62 – 63 ،
معاشر المؤمنين ..
إن في التاريخ لعبرة لمن يعنبر، فيه دروس للحاضر والمستقبل ، يقرأ المرء في احداثه مايمكنه من قراءة واقعه وتحليله وفهمه، ثم ادراك ماسيؤول اليه مستقبله‘ فانما هي سنن حاكمة لاتتغير ولاتتبدل ، قال سبحانه:" لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "(يوسف111) . ولقد مرت في تاريخ امتنا احداث كان مثار ألم وأسى ،يقف المرء عندها متسائلا ومستنكرا كيف حدثت ؟وكيف مرّ على المسلمين مثل ذلك التردي والتفكك والتخاذل لأعداء أمتنا ؟ وإذا بواقعنا اليوم يحاكي ذلك الواقع المؤلم بآلامه ومرارته ،أتدرون لم ياعباد الله ،لأن الاسباب تشابهت فجاءت النتائج متشابهة "سنة الله التي خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا "(الفتح 23)
معاشر المؤمنين ..
نقف اليوم عند اواخر عهد المسلمين في الأندلس في عام ستمائة وثلاثة وأربعين للهجرة وقد توالى سقوط الممالك الإسلامية التي بلغ عددها اثنان وعشرون مملكة، كعدد الدول العربية اليوم ، ولم يبق منها الا مملكة غرناطة ومملكة أشبيلية ، وعندها تقدم ملك قشتالة النصراني إلى ابن الأحمر حاكم غرناطة حفيد سعد بن عبادة الخزرجي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجرى معه معاهدة هي في عنوانها معاهدة سلام وفي جوهرها استسلام وخيانة للأمة، كمعاهدات اليوم التي هي كذلك ، وفرض عليه شروطه التي كان منها :
أن يدفع ابن الأحمر الجزية إلى ملك قشتالة، وكانت مائة وخمسين ألف دينار من الذهب سنويا، وأن يحضر بلاطه كأحد ولاته على البلاد، مقرا بأن غرناطة أصبحت تابعة لقشتالة ضمنيا.
وأن يحكم ابن الاحمر غرناطة باسم ملك قشتالة علانية، وأن يسلمه ما بقي من الحصون ،ثم اشترط أمرا في غاية الخطورة، وهو أن يساعده في حروبه ضد أعدائه إذا احتاج إلى ذلك، أي أن ابن الأحمر يشترك مع ملك قشتالة في حروبه التي يخوضها أيا كانت الدولة التي يحاربها.
وفي أول حرب له بعد هذه الاتفاقية_عباد الله_ قام ملك قشتالة بالزحف نحو إشبيلية،المملكة الاسلامية الثانية ويطلب من ابن الأحمر أن يساعده في حربها وفق بنود المعاهدة السابقة، التزاما صاغرا بها، وتخليا عن تعاليم الإسلام وشرائعه، وضربا لرابطة النصرة والأخوة الإسلامية، وموالاة للنصارى وأعداء الإسلام على المسلمين، فما كان من ابن الأحمر إلا أن سمع وأطاع،وتقدم فرسان المسلمين جيش النصارى نحو إشبيلية، ضاربين حصارا طويلا وشديدا حولها. طيلة سبعة عشر شهرا ،ويستغيث أهل إشبيلية بكل من حولهم،كما تستغيث غزة اليوم، لكن هل يسمع من به صمم؟!
لقد أَسمعتَ لوناديتَ حيّـاً ولكن لا حياةَ لمن تُنادي
ولو نارٌ نفختَ بها أضاءت ولكن أنتَ تنفُخُ في رَمَادِ
فالمغرب آنذاك مشغول بالثورات الداخلية، وبنو مارين يصارعون الموحدين داخل المغرب،بعد تراجعهم عن الاندلس والمدينة الوحيدة المسلمة في الأندلس هي غرناطة التي تحاصر إشبيلية، ولا حول ولاقوة إلا بالله...
وفي السابع والعشرين من شهر مضان لسنة 646 هـ وبعد سبعة عشر شهرا من الحصار الشديد، تسقط إشبيلية بأيدي المسلمين لأجل للنصارى، تسقط إشبيلية ثاني أكبر مدينة في الأندلس، تلك المدينة صاحبة التاريخ المجيد والعمران العظيم، تسقط إشبيلية أعظم ثغور الجنوب ومن أقوى حصون الأندلس، تسقط إشبيلية ويغادر أهلها البلاد، ويهجّر ويشرّد منها أربعمئة ألف مسلم، تفتح حصونهم وتدمر قوتهم بأيديهم
وَمَا فَتِئَ الزَّمَانُ يَدُورُ حَتَّـى مَضَى بِالْمَجْدِ قَـوْمٌ آخَرُونَ
وَأَصْبَحَ لَا يُرَى فِي الرَّكْبِ قَوْمِي وَقَدْ عَاشُـوا أَئِمَّتُهُ سِنِـينًا
وَآلَمَنِـي وَآلَـمَ كـُلّ َ حُـرٍّ سُؤَالُ الدَّهْرِ: أَيْنَ الْمُسْلِمُونَ؟
أين المسلمون؟! إنهم يحاصرون المسلمين! المسلمون يقتلون المسلمين! المسلمون يشرّدون المسلمين!!! كما يفعل بعضنا اليوم ،انهارت أشبيلية بعد أن انهارالاباء واختفت العزة وضعف الدين وانحدرت الاخلاق.
وتختفي أشبيلية-عباد الله- من الخارطة الإسلامية، وما زال مسجدها الكبير الذي أسسّه يعقوب المنصور الموحدي بعد انتصار الأرك الخالد، مازال إلى اليوم كنيسة يعلّق فيها الصليب، ويُعبد فيها المسيح بعد أن كانت من أعظم ثغور الإسلام، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
نسأل الله القدير أن يبصرنا بأمر ديننا وأن يهدينا سواء السبيل وأن ينفعنا بهدي كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،أقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية :
الحمد لله حق حمده وأشهد الااله الا الله وحده نصر عبده وأعز جنده وهزم الاحزاب وحده ،وأشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله وصفوته من خلقه وخليله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبعد ،
معاشر المؤمنين ..
ما اعتز المسلمون يوما الا بالاسلام ،وما انتصر المؤمنون الا بالايمان ،وماارتقت حضارة الاسلام الا بالجهاد والدعوة ،وماانتشر الاسلام في ربوع الارض الا بالعلم والقدوة ، وماقوى المسلمون الا بالاخوة والوحدة ،تلك عباد الله معالم النصر والعزة التي يتساءل المسلمون اليوم _وهم يعانون مما عانى منه أسلافهم في الاندلس_ كيف الخلاص وأين السبيل ؟ والخلاص مفتوح بابه ،مشهودة ومعالمه ،ولكن أين السالك ؟
كالعيس في البيداء يهلكها الظمأ والماء على ظهورها محمول
لأجل هذا _عبادالله_ يسعى أعداء أمتنا لصرف أنظارنا واهتمامنا عن ذلك الدرب وتلك المعالم ، سعوا ومعهم أعوانهم من بني جلدتنا لإبعاد شريعتنا عن واقع الحياة ونظمها ، وجّدوا في صرف القلوب عن بارئها والاستعداد لقائه بالملهيات والموبقات ،وتنكّروا لحضارة الاسلام بأفكار دخيلة تستهدف سلخ شباب الامة عن دينهم وحضارتهم وأخلاقهم، وبذروا بذور الفرقة والتنازع بين بلاد المسلمين وأشغلوهم بحروب أقليمية ونزاعات داخلية ، وصرفوا قادة الامة وشعوبها عن الاهتمام بقضايا الامة ليصبحوا أشتاتا متفرقين كل منهم يهتم بهمومه،ولاشأن له بقضايا المسلمين، فتفشت العصبيات واستحكمت القوميات وسادت النزاعات ،وأصبح الاهتمام باثارة الخلافات والمشكلات أكثر من السعي للوحدة والتعاون ،،،فمتى يعي المسلمون مايكاد لهم ومتى يجهضوا مخططات أعدائهم ويفشلوا كيدهم والله جل وعلا يقول :"وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ" "(الانعام55) هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه
الخطيب : يحي العقيلي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى