رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
خطبة : دروس من الأندلس 3
الحمد لله الذي تسبح له الرمال ، وتسجد له الظلال ، وتنهدم من هيبته الجبال . أحمده حمد الشاكرين الذاكرين ، وأستغفره استغفار المذنبين المقصرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، قيوم السماوات والأراضين ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، إمام من اتقى ، وبصيرة من اهتدى ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،،،
معاشر المؤمنين ..
نتحدث اليوم في سلسلة دروس من الأندلس عن معركة عظيمة ،خاضها المسلمون لفتح أوروبا بعد ان فتحوا الاندلس ،وكانت معركة فاصلة قال عنها المنصفون من مؤرخي الغرب لقد حرمت أوروبا من الحضارة الإسلامية أمام البربرية والهمجية الأوروبية في هذه المعركة ، انها معركة بلاط الشهداء التي قادها تابعي جليل وقائد عظيم هو عبد الرحمن الغافقي ، الذي كان من أحسن الناس خلقًا، وقد اشتهر بورعه وتقواه وإيمانه القوي وحبه للجهاد في سبيل الله ، ولا عجب في ذلك فقد تربى على يد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
بعد أن وحّد الغافقي المسلمين في الأندلس عام مئة وأربعة عشر للهجرة ، توجّه بهم ناحية فرنسا ليستكمل الفتح من جديد، ودخل مناطق لم يدخلها السابقون، وذلك بعد عشرين عاما فقط من دخول المسلمين للأندلس، فوصل إلى أقصى غرب فرنسا، وأخذ يفتح مدنهم المدينة تلو المدينة، حتى وصل إلى "بواتيه"، وهي المدينة التي تسبق باريس مباشرة، وعندها عسكر عبد الرحمن الغافقي في منطقة تسمى البلاط عند قصر قديم مهجور كان بها، ثم بدأ في تنظيم جيشه لملاقاة جيش النصارى الذي زاد على أربعمائة ألف مقاتل، في حين وصل جيش المسلمين إلى خمسين ألف مقاتل في اكبر حملة للفتح الإسلامي آنذاك .
و كان الجيش –عباد الله- محملا بالغنائم العظيمة التي غنمها من معاركه السابقة، وهنا بدأ المسلمون ينظرون إلى هذه الغنائم ويُفتنون بهذه الأموال وانتشرت فكرة العودة إلى بلاد الأندلس لحفظ هذه الغنائم ،فوقف عَبْد الرّحْمَن الغَافِقِيّ رحمه الله بحزم وعزم وجمع الناس وذكّرهم بالله تعالى وانهم ما خرجوا الا في سبيل الله ولفتح هذه البلاد لنشر الإسلام وهداية البشرية ،وقطع بذلك فكرة العودة ومضى لملاقاة عدوه.
معاشر المؤمنين ..
عندما وصل عَبْدُ الرّحْمَن الغَافِقِيُّ بالجيش إلى "بواتيه" نظر الجند الى كثرة عددهم، فخمسون ألفًا من المجاهدين عدد لم يسبق في تاريخ الأندلس، فأخذهم الزهو والاغترار، وظنوا أنهم لن يغلبوا بسبب كثرتهم هذه، وتناسوا قول الحق جلّ وعلا [وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ] {التوبة:25} فالمسلمون لم ينتصروا أبدًا بعددهم ولا عتادهم، وإنما كانوا ينصرون بطاعتهم لله وتوكلهم عليه وإخلاصهم له سبحانه فكان النصر والتثبيت وزلزلة الأعداء تتنزل ، ووصل جيش النصارى بما يقرب من ثمانية أضعاف الجيش الإسلامي، والتقى الجمعان ودارت رحى حرب عظيمة، كانت بدايتها في شهر رمضان من سنة 114 هـ واستمر القتال لمدة عشرة أيّام متصلة، ورغم عدم تكافؤ القوتين لصالح النصارى، إلا أن الغلبة في بداية المعركة كانت للمسلمين على قلّة عددهم فاندفعوا وأمامهم قائدهم الشجاع يعملون سيوفهم برقاب النصارى،حتى كادت الهزيمة تحل بجيشهم ، لكن النصارى فَطِنوا إلى الغنائم الضخمة خلف الجيش الإسلامي، فالتفّوا حول الجيش وهاجموا الغنائم في مكيدة وخديعة لزعزعة الجيش المسلم، فارتَبَك المسلمون وأسرعوا لحماية الغنائم الكثيرة، فحدثت الهزة والفرقة وتعلقت القلوب بالدنيا في صفّ الجيش الإسلامي وحدث ارتباك شديد، فأخذ قائدهم يحذرهم من الانشغال بالغنائم ويحثهم على مواصلة القتال، ولكن القلوب أسرت للدنيا فتفرقت الكلمة وتشتت الصف ،فحلت الهزيمة القاسية بالمسلمين في هذه الموقعة،التي سميت موقعة بلاط الشهداء لكثرة شهداء المسلمين فيها ،وتحقق قول الحق جلّ وعلا " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "(الانفال 75).
عباد الله ..
ويرتقى الغافقي شهيدا في ساحة المعركة بعد ان أبلى بلاء عظيما، ولكنها سنة الله الماضية التي لاتتبدل ولاتتحول ، تكرر المشهد ذاته عباد الله الذي حدث في معركة أحد ، حين خالف الرماة أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وتركوا مكانهم الذي أمرهم ألا يتركوه ،وانشغلوا بالغنائم فاجتمعت اسباب الهزيمة من انشغال بالدنيا وتعلق بها، ومعصية امر النبي صلى الله عليه وسلم ، حينها نزل القرآن معاتبا ومربيا للصحابة وللأمة من بعدهم:" وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ "
قَالَ اِبْن مَسْعُود : مَا شَعَرْنَا أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيد الدُّنْيَا وَعَرَضَهَا حَتَّى كَانَ يَوْم أُحُد .
نسأل الله جلّ وعلا ان ينفعنا بهدي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين واشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك ولي المتقين واشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد
معاشر المؤمنين ..
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ] {فاطر:5}. وثبت في الصحيحين عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ." فحب الدنيا عباد الله رأس كل بلاء وباب كل خطيئة ومدخل كل فرقة وقطيعة ،وما تعلق قلب ابن آدم بحب الدنيا الا ضعف فيه حب الله تعالى والتعلق بما عنده، فحبها باب للطمع والجشع و منبت للحسد والتباغض ،والقاعدة الربانية في التمتع بالطيبات والتعامل مع زينة الحياة هي ما ذكره ربنا جلّ وعلا على لسان الناصحين لقارون الذي أهلكه طغيانه بماله فخسف الله به فقال له هؤلاء الحكماء:" وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض ان الله لا يحب المفسدين"(القصص 77)
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه .
الخطيب : يحيى العقيلي
الحمد لله الذي تسبح له الرمال ، وتسجد له الظلال ، وتنهدم من هيبته الجبال . أحمده حمد الشاكرين الذاكرين ، وأستغفره استغفار المذنبين المقصرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، قيوم السماوات والأراضين ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، إمام من اتقى ، وبصيرة من اهتدى ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،،،
معاشر المؤمنين ..
نتحدث اليوم في سلسلة دروس من الأندلس عن معركة عظيمة ،خاضها المسلمون لفتح أوروبا بعد ان فتحوا الاندلس ،وكانت معركة فاصلة قال عنها المنصفون من مؤرخي الغرب لقد حرمت أوروبا من الحضارة الإسلامية أمام البربرية والهمجية الأوروبية في هذه المعركة ، انها معركة بلاط الشهداء التي قادها تابعي جليل وقائد عظيم هو عبد الرحمن الغافقي ، الذي كان من أحسن الناس خلقًا، وقد اشتهر بورعه وتقواه وإيمانه القوي وحبه للجهاد في سبيل الله ، ولا عجب في ذلك فقد تربى على يد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
بعد أن وحّد الغافقي المسلمين في الأندلس عام مئة وأربعة عشر للهجرة ، توجّه بهم ناحية فرنسا ليستكمل الفتح من جديد، ودخل مناطق لم يدخلها السابقون، وذلك بعد عشرين عاما فقط من دخول المسلمين للأندلس، فوصل إلى أقصى غرب فرنسا، وأخذ يفتح مدنهم المدينة تلو المدينة، حتى وصل إلى "بواتيه"، وهي المدينة التي تسبق باريس مباشرة، وعندها عسكر عبد الرحمن الغافقي في منطقة تسمى البلاط عند قصر قديم مهجور كان بها، ثم بدأ في تنظيم جيشه لملاقاة جيش النصارى الذي زاد على أربعمائة ألف مقاتل، في حين وصل جيش المسلمين إلى خمسين ألف مقاتل في اكبر حملة للفتح الإسلامي آنذاك .
و كان الجيش –عباد الله- محملا بالغنائم العظيمة التي غنمها من معاركه السابقة، وهنا بدأ المسلمون ينظرون إلى هذه الغنائم ويُفتنون بهذه الأموال وانتشرت فكرة العودة إلى بلاد الأندلس لحفظ هذه الغنائم ،فوقف عَبْد الرّحْمَن الغَافِقِيّ رحمه الله بحزم وعزم وجمع الناس وذكّرهم بالله تعالى وانهم ما خرجوا الا في سبيل الله ولفتح هذه البلاد لنشر الإسلام وهداية البشرية ،وقطع بذلك فكرة العودة ومضى لملاقاة عدوه.
معاشر المؤمنين ..
عندما وصل عَبْدُ الرّحْمَن الغَافِقِيُّ بالجيش إلى "بواتيه" نظر الجند الى كثرة عددهم، فخمسون ألفًا من المجاهدين عدد لم يسبق في تاريخ الأندلس، فأخذهم الزهو والاغترار، وظنوا أنهم لن يغلبوا بسبب كثرتهم هذه، وتناسوا قول الحق جلّ وعلا [وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ] {التوبة:25} فالمسلمون لم ينتصروا أبدًا بعددهم ولا عتادهم، وإنما كانوا ينصرون بطاعتهم لله وتوكلهم عليه وإخلاصهم له سبحانه فكان النصر والتثبيت وزلزلة الأعداء تتنزل ، ووصل جيش النصارى بما يقرب من ثمانية أضعاف الجيش الإسلامي، والتقى الجمعان ودارت رحى حرب عظيمة، كانت بدايتها في شهر رمضان من سنة 114 هـ واستمر القتال لمدة عشرة أيّام متصلة، ورغم عدم تكافؤ القوتين لصالح النصارى، إلا أن الغلبة في بداية المعركة كانت للمسلمين على قلّة عددهم فاندفعوا وأمامهم قائدهم الشجاع يعملون سيوفهم برقاب النصارى،حتى كادت الهزيمة تحل بجيشهم ، لكن النصارى فَطِنوا إلى الغنائم الضخمة خلف الجيش الإسلامي، فالتفّوا حول الجيش وهاجموا الغنائم في مكيدة وخديعة لزعزعة الجيش المسلم، فارتَبَك المسلمون وأسرعوا لحماية الغنائم الكثيرة، فحدثت الهزة والفرقة وتعلقت القلوب بالدنيا في صفّ الجيش الإسلامي وحدث ارتباك شديد، فأخذ قائدهم يحذرهم من الانشغال بالغنائم ويحثهم على مواصلة القتال، ولكن القلوب أسرت للدنيا فتفرقت الكلمة وتشتت الصف ،فحلت الهزيمة القاسية بالمسلمين في هذه الموقعة،التي سميت موقعة بلاط الشهداء لكثرة شهداء المسلمين فيها ،وتحقق قول الحق جلّ وعلا " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "(الانفال 75).
عباد الله ..
ويرتقى الغافقي شهيدا في ساحة المعركة بعد ان أبلى بلاء عظيما، ولكنها سنة الله الماضية التي لاتتبدل ولاتتحول ، تكرر المشهد ذاته عباد الله الذي حدث في معركة أحد ، حين خالف الرماة أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وتركوا مكانهم الذي أمرهم ألا يتركوه ،وانشغلوا بالغنائم فاجتمعت اسباب الهزيمة من انشغال بالدنيا وتعلق بها، ومعصية امر النبي صلى الله عليه وسلم ، حينها نزل القرآن معاتبا ومربيا للصحابة وللأمة من بعدهم:" وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ "
قَالَ اِبْن مَسْعُود : مَا شَعَرْنَا أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيد الدُّنْيَا وَعَرَضَهَا حَتَّى كَانَ يَوْم أُحُد .
نسأل الله جلّ وعلا ان ينفعنا بهدي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين واشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك ولي المتقين واشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد
معاشر المؤمنين ..
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ] {فاطر:5}. وثبت في الصحيحين عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ." فحب الدنيا عباد الله رأس كل بلاء وباب كل خطيئة ومدخل كل فرقة وقطيعة ،وما تعلق قلب ابن آدم بحب الدنيا الا ضعف فيه حب الله تعالى والتعلق بما عنده، فحبها باب للطمع والجشع و منبت للحسد والتباغض ،والقاعدة الربانية في التمتع بالطيبات والتعامل مع زينة الحياة هي ما ذكره ربنا جلّ وعلا على لسان الناصحين لقارون الذي أهلكه طغيانه بماله فخسف الله به فقال له هؤلاء الحكماء:" وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض ان الله لا يحب المفسدين"(القصص 77)
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه .
الخطيب : يحيى العقيلي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى