عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
أتساءل عن السبب الكامن وراء اختفاء مسرح الجريمة من الوجود فموقع مقتل الطفل "محمد الدرة" اختفى تماما من سطح غزة بعد أن سارت عليه الدبابات الصهيونية؟! أعتقد أن السبب لم يكن محاولة إخفاء معالم الجريمة فقط، بل ما يرمز إليه هذا الموقع من وحشية هذا الكيان الدموي
لم يكن بالإمكان أن أعرج على موضوع آخر فقد لجمني الدكتور "محمد مخلوف" في مقاله الأخير والمعنون (محمد الدرّة.. وشجاعة شارل أندرلان)، والذي نشر في صحيفة الوطن الأسبوع الماضي، جزاه الله خيرا عندما أظهر لنا شجاعة من لا يدين بديننا ولا ينتمي إلى جلدتنا، صحفي فرنسي تمسك بالحق وأصر على الدفاع عنه، مع ما لقيه من عنت جراء ذلك، لقد وصلني من الدكتور"المخلوف" درس في الأخلاق العامة، في الانتماء لا للدين ولا الانتماء للجذور فقط، بل للحق والعدالة الإنسانية، للرحمة والشجاعة، ومن هنا أعلن تقديري لما سطرته أنامله وأعاهد المولى سبحانه ثم نفسي الضعيفة على أني لن أتوانى عن تذكير القارئ بهؤلاء الشرذمة الأفاقين الذين سفكوا دماءنا واحتلوا أرضنا ونهبوا ثرواتنا وحاولوا دون جدوى طمس تراثنا وهويتنا.
وإمعانا في تحفيز القارئ الفاضل على إعادة النظر في المقال المعني أنقل لكم نبذة عن سيرة "شارل أندرلان" ذكرها الدكتور مخلوف في مقاله، فقد ذكر أنه: (قبل أكثر من عقد من الزمن، وبالتحديد يوم 30 سبتمبر ـ أيلول من عام 2000 بثّت القناة التلفزيونية الفرنسية الثانية تحقيقا مصوّرا زوّدها به الصحفي شارل أندرلان، مراسلها في فلسطين المحتلّة منذ عام 1981. أعدّ التحقيق طلال أبو رحمة المصوّر التلفزيوني المتعاون مع عدّة قنوات دولية من بينها القناة الفرنسية والـ "سي. إن. إن" وغيرهما. وعرضت شاشات التلفزة في العالم يومها مشهد الطفل الفلسطيني محمّد الدرّة وهو يحتضر بحضن والده الجريح الذي كان يحاول حمايته بذراعيه من وابل الرصاص الذي يطلقه الجنود الإسرائيليون. أثارت عملية القتل المباشر للطفل الفلسطيني موجة من الانفعال والاستنكار لدى الرأي العام العالمي)، إن هذا الصحفي الفرنسي والمصور الفلسطيني أبو رحمه وأسرتيهما نالهم الكثير من التعسف وقد وصل الأمر لتهديدهم بالقتل والمطالبات بإقالتهما وإغلاق القناة الفرنسية مستمر لم ينقطع إلى هذه اللحظة.
إلى هنا القصة معروفة فقد كان لموت "محمد الدرة" الأثر البالغ في نفوسنا وفي نفوس العالم أجمع إلى حد أن الحكومة الصهيونية والتي اعترفت بالجريمة في بادئ ى لأمر وعلى يد الجنرال "إيلاند"، رئيس عمليات الجيش الإسرائيلي كما ذكر الدكتور "مخلوف"، تراجعت أمام الانتفاضة العالمية التي حدثت ضدها، ومن هنا أنكرت قتل الدرة جملة وتفصيلا، بل حاربت من أذاعها ونشرها، وادعت أنها لم تسفك دمه الطاهر عن عمد وترصد، كما جند أنصار الصهيونية داخل الكيان وخارجه كل طاقاتهم الإعلامية لتبرئته واستمر عملهم إلى هذه اللحظة، بل هناك من ادعى أن "محمد الدرة" لم يمت وأنه شوهد في غزة في سوق الخضار بالتحديد! أما قناة أميركية بثت الفيلم قائلة في مهزلة غير منطقية أنه الطفل الذي قتل هو طفل يهودي احتمى بوالده الجريح، وإن الفلسطينيين هم من قتلوه،
أما ما يدعو إلى الضحك حتى الثمالة، فهي الوثيقة الرسمية التي نشرها ديوان رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزارة الإعلام في أواخر عام 2010م،أي بعد عشر سنوات من الجريمة، وهذه تزعم:( أن الرصاص الذي قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة في سبتمبر عام 2000 أُطلق من جهة مجهولة لم تكن الجهة التي كان يقف فيها الجنود الإسرائيليون-!!- كما نقلت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" عن القناة السابعة في التليفزيون الإسرائيلي أن الوثيقة ذكرت أن عملية قتل الدرة لم تكن سوى (طبخة) دُبّرت بهدف قتل الطفل الفلسطيني وتوثيق العملية بغية اتهام الجنود الإسرائيليين بذلك) إلا أن مسرح الجريمة محي تماما عن خريطة غزة بعد أن مسحته الدبابات الصهيونية!.
إلا أني أتساءل عن السبب الكامن وراء اختفاء مسرح الجريمة من الوجود فموقع مقتل الطفل "محمد الدرة" اختفى تماما من سطح غزة بعد أن سارت عليه الدبابات الصهيونية؟! أعتقد أن السبب لم يكن محاولة إخفاء معالم الجريمة فقط، بل ما يرمز إليه هذا الموقع من وحشية هذا الكيان الدموي، قاتل الأطفال، فقد هدموا الجدار الواقف خلف الدرة، وهذا الجدار من الأهمية بمكان! ولمن رغب في معرفة أهمية هذا الجدار -بالنسبة لي وله ولنا جميعا- الرجوع إلى الشريط المصور لهذه الجريمة على مواقع (اليوتوب) فقد حمل الجدار ما يمكن لي أن أقول إنها وصية ابننا "محمد الدرة" لنا كعرب ومسلمين، وللعالم الذي طال سباته وكثرت وعوده، وتمادى في السكوت على الظلم، هذه الرسالة لن اكتبها ها هنا وأترك الموضوع لك أيها القارئ الفاضل لتكتشفها بنفسك.
أما عن ممارسة الجنود الصهاينة لقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين، فتستند لفتاوى إرهابية، وقول لجنة حاخامات مستوطنات الضفة الغربية وقطاع غزة إن هذه الفتاوى مصدرها التوراة والعهد القديم صحيح، وما علينا لإثبات قولهم هذا إلا عرض نص توراتي على سبيل المثال، فقد جاء في سفرصموئيل في: (فالآن اذهب واضرب عماليق - العرب - وحرموا كل مالهم، ولا تعف عنهم، بل اقتل الرجال والنساء والصبيان والرضع والبقر والغنم والإبل والحمير) هذا التوجه الإرهابي فسر أبعاده وتطلعاته الحاخام "كابليوك" بقوله: (وسيأتي اليوم الذي يطلب منا جميعا الانطلاق في هذه الحرب المقدسة لإبادة العمالقة - العرب - في هذه الحرب لن يكون هناك رأفة، فواجب القتل يشمل حتى الرضع فالعماليق يحاربون شعب الله المختار).. هذا الفكر الإرهابي متمكن من عقول الصهاينة ورجالهم مهما حاول نتنياهو نشر وثائق أبسط ما يقال عنها إنها ملفقة بشكل يدعو للسخرية.
وأخيرا أطالب الدكتور "محمد مخلوف" الحاصل على دكتوراه في اللغة الفرنسية وآدابها، ترجمة كتاب "شارل إندرلان" إلى اللغة العربية، فقد علمنا من مقاله أنه صدر مؤخرا تحت عنوان "موت طفل" وأكد فيه واقعة قتل الطفل الفلسطيني بالرصاص الصهيوني، ويروي فيه كما أشار الدكتور "مخلوف"حكاية سنوات عشر من الضغط المستمر الذي تعرّض له هو وأسرته والقناة التلفزيونية التي يعمل معها، ولعل مؤسسة عسير للصحافة والنشر،أن تقوم بنشر أو تقوم بالبحث عن ناشر سعودي يتفرد بذلك، فهذا أقل ما يمكن تقديمه لطفلنا محمد الدرة وللأطفال الفلسطينيين وللشعب الفلسطيني .
لنبحث عن الوصية الأخيرة لمحمد الدرة
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام
لم يكن بالإمكان أن أعرج على موضوع آخر فقد لجمني الدكتور "محمد مخلوف" في مقاله الأخير والمعنون (محمد الدرّة.. وشجاعة شارل أندرلان)، والذي نشر في صحيفة الوطن الأسبوع الماضي، جزاه الله خيرا عندما أظهر لنا شجاعة من لا يدين بديننا ولا ينتمي إلى جلدتنا، صحفي فرنسي تمسك بالحق وأصر على الدفاع عنه، مع ما لقيه من عنت جراء ذلك، لقد وصلني من الدكتور"المخلوف" درس في الأخلاق العامة، في الانتماء لا للدين ولا الانتماء للجذور فقط، بل للحق والعدالة الإنسانية، للرحمة والشجاعة، ومن هنا أعلن تقديري لما سطرته أنامله وأعاهد المولى سبحانه ثم نفسي الضعيفة على أني لن أتوانى عن تذكير القارئ بهؤلاء الشرذمة الأفاقين الذين سفكوا دماءنا واحتلوا أرضنا ونهبوا ثرواتنا وحاولوا دون جدوى طمس تراثنا وهويتنا.
وإمعانا في تحفيز القارئ الفاضل على إعادة النظر في المقال المعني أنقل لكم نبذة عن سيرة "شارل أندرلان" ذكرها الدكتور مخلوف في مقاله، فقد ذكر أنه: (قبل أكثر من عقد من الزمن، وبالتحديد يوم 30 سبتمبر ـ أيلول من عام 2000 بثّت القناة التلفزيونية الفرنسية الثانية تحقيقا مصوّرا زوّدها به الصحفي شارل أندرلان، مراسلها في فلسطين المحتلّة منذ عام 1981. أعدّ التحقيق طلال أبو رحمة المصوّر التلفزيوني المتعاون مع عدّة قنوات دولية من بينها القناة الفرنسية والـ "سي. إن. إن" وغيرهما. وعرضت شاشات التلفزة في العالم يومها مشهد الطفل الفلسطيني محمّد الدرّة وهو يحتضر بحضن والده الجريح الذي كان يحاول حمايته بذراعيه من وابل الرصاص الذي يطلقه الجنود الإسرائيليون. أثارت عملية القتل المباشر للطفل الفلسطيني موجة من الانفعال والاستنكار لدى الرأي العام العالمي)، إن هذا الصحفي الفرنسي والمصور الفلسطيني أبو رحمه وأسرتيهما نالهم الكثير من التعسف وقد وصل الأمر لتهديدهم بالقتل والمطالبات بإقالتهما وإغلاق القناة الفرنسية مستمر لم ينقطع إلى هذه اللحظة.
إلى هنا القصة معروفة فقد كان لموت "محمد الدرة" الأثر البالغ في نفوسنا وفي نفوس العالم أجمع إلى حد أن الحكومة الصهيونية والتي اعترفت بالجريمة في بادئ ى لأمر وعلى يد الجنرال "إيلاند"، رئيس عمليات الجيش الإسرائيلي كما ذكر الدكتور "مخلوف"، تراجعت أمام الانتفاضة العالمية التي حدثت ضدها، ومن هنا أنكرت قتل الدرة جملة وتفصيلا، بل حاربت من أذاعها ونشرها، وادعت أنها لم تسفك دمه الطاهر عن عمد وترصد، كما جند أنصار الصهيونية داخل الكيان وخارجه كل طاقاتهم الإعلامية لتبرئته واستمر عملهم إلى هذه اللحظة، بل هناك من ادعى أن "محمد الدرة" لم يمت وأنه شوهد في غزة في سوق الخضار بالتحديد! أما قناة أميركية بثت الفيلم قائلة في مهزلة غير منطقية أنه الطفل الذي قتل هو طفل يهودي احتمى بوالده الجريح، وإن الفلسطينيين هم من قتلوه،
أما ما يدعو إلى الضحك حتى الثمالة، فهي الوثيقة الرسمية التي نشرها ديوان رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزارة الإعلام في أواخر عام 2010م،أي بعد عشر سنوات من الجريمة، وهذه تزعم:( أن الرصاص الذي قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة في سبتمبر عام 2000 أُطلق من جهة مجهولة لم تكن الجهة التي كان يقف فيها الجنود الإسرائيليون-!!- كما نقلت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" عن القناة السابعة في التليفزيون الإسرائيلي أن الوثيقة ذكرت أن عملية قتل الدرة لم تكن سوى (طبخة) دُبّرت بهدف قتل الطفل الفلسطيني وتوثيق العملية بغية اتهام الجنود الإسرائيليين بذلك) إلا أن مسرح الجريمة محي تماما عن خريطة غزة بعد أن مسحته الدبابات الصهيونية!.
إلا أني أتساءل عن السبب الكامن وراء اختفاء مسرح الجريمة من الوجود فموقع مقتل الطفل "محمد الدرة" اختفى تماما من سطح غزة بعد أن سارت عليه الدبابات الصهيونية؟! أعتقد أن السبب لم يكن محاولة إخفاء معالم الجريمة فقط، بل ما يرمز إليه هذا الموقع من وحشية هذا الكيان الدموي، قاتل الأطفال، فقد هدموا الجدار الواقف خلف الدرة، وهذا الجدار من الأهمية بمكان! ولمن رغب في معرفة أهمية هذا الجدار -بالنسبة لي وله ولنا جميعا- الرجوع إلى الشريط المصور لهذه الجريمة على مواقع (اليوتوب) فقد حمل الجدار ما يمكن لي أن أقول إنها وصية ابننا "محمد الدرة" لنا كعرب ومسلمين، وللعالم الذي طال سباته وكثرت وعوده، وتمادى في السكوت على الظلم، هذه الرسالة لن اكتبها ها هنا وأترك الموضوع لك أيها القارئ الفاضل لتكتشفها بنفسك.
أما عن ممارسة الجنود الصهاينة لقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين، فتستند لفتاوى إرهابية، وقول لجنة حاخامات مستوطنات الضفة الغربية وقطاع غزة إن هذه الفتاوى مصدرها التوراة والعهد القديم صحيح، وما علينا لإثبات قولهم هذا إلا عرض نص توراتي على سبيل المثال، فقد جاء في سفرصموئيل في: (فالآن اذهب واضرب عماليق - العرب - وحرموا كل مالهم، ولا تعف عنهم، بل اقتل الرجال والنساء والصبيان والرضع والبقر والغنم والإبل والحمير) هذا التوجه الإرهابي فسر أبعاده وتطلعاته الحاخام "كابليوك" بقوله: (وسيأتي اليوم الذي يطلب منا جميعا الانطلاق في هذه الحرب المقدسة لإبادة العمالقة - العرب - في هذه الحرب لن يكون هناك رأفة، فواجب القتل يشمل حتى الرضع فالعماليق يحاربون شعب الله المختار).. هذا الفكر الإرهابي متمكن من عقول الصهاينة ورجالهم مهما حاول نتنياهو نشر وثائق أبسط ما يقال عنها إنها ملفقة بشكل يدعو للسخرية.
وأخيرا أطالب الدكتور "محمد مخلوف" الحاصل على دكتوراه في اللغة الفرنسية وآدابها، ترجمة كتاب "شارل إندرلان" إلى اللغة العربية، فقد علمنا من مقاله أنه صدر مؤخرا تحت عنوان "موت طفل" وأكد فيه واقعة قتل الطفل الفلسطيني بالرصاص الصهيوني، ويروي فيه كما أشار الدكتور "مخلوف"حكاية سنوات عشر من الضغط المستمر الذي تعرّض له هو وأسرته والقناة التلفزيونية التي يعمل معها، ولعل مؤسسة عسير للصحافة والنشر،أن تقوم بنشر أو تقوم بالبحث عن ناشر سعودي يتفرد بذلك، فهذا أقل ما يمكن تقديمه لطفلنا محمد الدرة وللأطفال الفلسطينيين وللشعب الفلسطيني .
لنبحث عن الوصية الأخيرة لمحمد الدرة
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى