عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
كل عام في مثل هذه الأيام أتوقف عند حال إخوة لنا في فلسطين، فهناك إخوة لم يتذوقوا طعم العيد، ولم يعرفوا فرحته منذ سنوات، وإن كان حال قطاع غزة المحاصرة أشد وأعظم، هذا ما نص عليه تقرير أخير لجامعة الدول العربية، تقرير يستوجب منا كمسلمين التفكر والتدبر، ومن ثم التفاعل الإيجابي بشكل قد يضفي على عيد أهالي فلسطين وقطاع غزة القليل من الفرح، فالتقرير الذي تناقلته الأوساط الإعلامية نهاية الأسبوع المنصرم، يؤكد رداءة الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين بشكل عام وغزة بشكل خاص، وهو ما دعا جامعة الدول العربية للتنديد باستمرار الحرب الاقتصادية التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1967 وانتهاكاتها اليومية والمتعددة من الحرب على الاقتصاد والتنمية في الأراضي المحتلة، والحصار والتلوث البيئي والتدمير الاقتصادي، المبرمج بطبيعة الحال من قبل الاحتلال الصهيوني، بل إن التقرير كشف عن (أن أكثر من 80 % من أهالي قطاع غزة أصبحوا يعيشون في فقر متزايد جراء الحصار الاقتصادي) نعم.. إنه حصار اقتصادي لم يسبق له مثيل في عصرنا الحديث، فهذا الكيان الطفيلي يتفنن في انتهاكاته للقانون الدولي ولحقوق الإنسان، ولا أعرف كيف يمكن لسكان هذا القطاع وهم يعيشون ويتعايشون بهذا الفقر أن يعرفوا طعم العيد وفرحته، فهم عاجزون عن إطعام أطفالهم وكسوتهم، فكيف لهم أن ينثروا الفرحة في محيطهم, في عيد شرع للمسلمين إظهار الفرح فيه!
إن هذا الوضع المأساوي للشعب الفلسطيني دفع الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير "محمد صبيح" لأن يعلن أن (مجمل الممارسات اليومية الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني تمثل جرائم حرب( كما أضاف (أن على المجتمع الدولي ألا يغفل حقيقة أن إسرائيل تمارس حربا تجويعية بحق الشعب الفلسطيني)!.
معنا كل الحق في ترديد قوله هذا، ومعنا كل الحق إذا ما كرهنا هذا الكيان ورفضناه، فهو ينام قرير العين مع يقينه أنه يتعامل مع الفلسطينيين بشكل لا يليق مطلقاً حتى بالدواب، فمن المعلوم بالضرورة أن منظمات حقوق الحيوانات الدولية لن تقبل منه ذلك، وستعمل لو فعل على إيقاف هذا الإسفاف، فتجويع الحيوانات وانتهاك حقوقهم مرفوض عالمياً!
عفوا.. أيها القارئ الفاضل... يبدو أن الغضب أخذ مني كل مأخذ، إذ كيف لي أن أقارن - الحيوانات- أعني هذه الكائنات اللطيفة، بذاك الإنسان الذي يعاني وعلى مرأى العالم حربا تجويعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟! وما الضير إذا كان أكثر من 80 % من أهالي قطاع غزة تحت خط الفقر، ولو كان الواحد منهم بالكاد يجد كسرة خبز يقدمها لأطفاله..؟! ثم كيف أقارن بين هؤلاء وهؤلاء؟! وكيف أعاتب عالما يشاهد مأساة قطاع غزة ويتعامل معها كأنها لا تعنيه، فهي في واقع الأمر تنتمي لعالم آخر، فالمهم بالنسبة إليه العمل على إيجاد الرعاية الخاصة لكلبه، ومن مؤسسات متخصصة ذات جودة عالية المستوى.
أما سكان غزة فليس عليهم لتحقيق أحلامهم إلا اللجوء إلى مخادعهم، لعلهم يجدون في أحلامهم الملاذ بعد الله سبحانه، أحلام بدت لهم شبه مستحيلة، فهم لا يطمعون في عيدهم بالثياب الجديدة ولا بالألعاب لأطفالهم, وأطفالهم لا يتطلعون للحصول على عيدية اعتاد أمثالهم الإقبال على جمعها، ومن ثم إنفاقها كيفما اتفق، بل إنهم لا يطمعون بتذوق أنواع عديدة من الحلوى، هم بالكاد يتطلعون للحصول على كسرة خبز وشربة ماء نقية، ونومه هانئة لا تقطعها قنابل صهيونية حارقة.
نعم لن نكذب لو قلنا إننا نتطلع لقضاء عيد جميل نضحك من خلاله ونفرح، وإننا قد نحاول نسيان حال إخوتنا في فلسطين معللين أن العيد هو للفرح شرع، وأن حزننا لن يغير من حالهم لا من قريب ولا من بعيد، ولكن هل يمكن لنا تصور حالنا لو استبدلنا الأماكن معهم، فأصبحوا هم نحن ونحن هم؟!، هل يمكن لنا أن نتصور أن الماء غير متوفر لدينا ولا الطعام ولا الدواء؟!، وأن 80% منا تحت خط الفقر؟!، وأن 60% منا عاطل عن العمل؟! وأن حربا تجويعية تمارس علينا جهارا، وأننا محاصرون كليا؟! وأن أطفالنا قد يتضورون جوعا أمام أعيننا فنقف أمامهم عاجزين، فالحصار يشتد، والمجاعة المقننة وقعت علينا من قبل عدو قاسي القلب لا يفقه معنى الرحمة ولا احترام الإنسان!.
أما صديقنا الصدوق فقد انشغل بعيده عنا، فشوارعه قد زينت بثوب جديد، والنفوس تراضت، والخصوم تصافحوا احتراما للعيد السعيد، ونحن على ما كنا عليه من مجاعة ومرض وقلة حيلة، لا يسمع العالم صوت أنيننا ولا يستجيب لضعفنا!، وليس لنا في محنتنا إلا التوكل على الحي القيوم الذي بيده سبحانه تغيير حالنا من حال إلى حال.. القادر على ترقيق قلوب أصدقائنا من حولنا، وأخيرا أعتقد أن الواجب يقتضي منا الاعتراف بأنهم حتى في أعيادهم جوعى!! وكل عام وأنتم بخير، وعيدكم سعيد.
إنهم في عيدهم جوعى!
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
إن هذا الوضع المأساوي للشعب الفلسطيني دفع الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير "محمد صبيح" لأن يعلن أن (مجمل الممارسات اليومية الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني تمثل جرائم حرب( كما أضاف (أن على المجتمع الدولي ألا يغفل حقيقة أن إسرائيل تمارس حربا تجويعية بحق الشعب الفلسطيني)!.
معنا كل الحق في ترديد قوله هذا، ومعنا كل الحق إذا ما كرهنا هذا الكيان ورفضناه، فهو ينام قرير العين مع يقينه أنه يتعامل مع الفلسطينيين بشكل لا يليق مطلقاً حتى بالدواب، فمن المعلوم بالضرورة أن منظمات حقوق الحيوانات الدولية لن تقبل منه ذلك، وستعمل لو فعل على إيقاف هذا الإسفاف، فتجويع الحيوانات وانتهاك حقوقهم مرفوض عالمياً!
عفوا.. أيها القارئ الفاضل... يبدو أن الغضب أخذ مني كل مأخذ، إذ كيف لي أن أقارن - الحيوانات- أعني هذه الكائنات اللطيفة، بذاك الإنسان الذي يعاني وعلى مرأى العالم حربا تجويعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟! وما الضير إذا كان أكثر من 80 % من أهالي قطاع غزة تحت خط الفقر، ولو كان الواحد منهم بالكاد يجد كسرة خبز يقدمها لأطفاله..؟! ثم كيف أقارن بين هؤلاء وهؤلاء؟! وكيف أعاتب عالما يشاهد مأساة قطاع غزة ويتعامل معها كأنها لا تعنيه، فهي في واقع الأمر تنتمي لعالم آخر، فالمهم بالنسبة إليه العمل على إيجاد الرعاية الخاصة لكلبه، ومن مؤسسات متخصصة ذات جودة عالية المستوى.
أما سكان غزة فليس عليهم لتحقيق أحلامهم إلا اللجوء إلى مخادعهم، لعلهم يجدون في أحلامهم الملاذ بعد الله سبحانه، أحلام بدت لهم شبه مستحيلة، فهم لا يطمعون في عيدهم بالثياب الجديدة ولا بالألعاب لأطفالهم, وأطفالهم لا يتطلعون للحصول على عيدية اعتاد أمثالهم الإقبال على جمعها، ومن ثم إنفاقها كيفما اتفق، بل إنهم لا يطمعون بتذوق أنواع عديدة من الحلوى، هم بالكاد يتطلعون للحصول على كسرة خبز وشربة ماء نقية، ونومه هانئة لا تقطعها قنابل صهيونية حارقة.
نعم لن نكذب لو قلنا إننا نتطلع لقضاء عيد جميل نضحك من خلاله ونفرح، وإننا قد نحاول نسيان حال إخوتنا في فلسطين معللين أن العيد هو للفرح شرع، وأن حزننا لن يغير من حالهم لا من قريب ولا من بعيد، ولكن هل يمكن لنا تصور حالنا لو استبدلنا الأماكن معهم، فأصبحوا هم نحن ونحن هم؟!، هل يمكن لنا أن نتصور أن الماء غير متوفر لدينا ولا الطعام ولا الدواء؟!، وأن 80% منا تحت خط الفقر؟!، وأن 60% منا عاطل عن العمل؟! وأن حربا تجويعية تمارس علينا جهارا، وأننا محاصرون كليا؟! وأن أطفالنا قد يتضورون جوعا أمام أعيننا فنقف أمامهم عاجزين، فالحصار يشتد، والمجاعة المقننة وقعت علينا من قبل عدو قاسي القلب لا يفقه معنى الرحمة ولا احترام الإنسان!.
أما صديقنا الصدوق فقد انشغل بعيده عنا، فشوارعه قد زينت بثوب جديد، والنفوس تراضت، والخصوم تصافحوا احتراما للعيد السعيد، ونحن على ما كنا عليه من مجاعة ومرض وقلة حيلة، لا يسمع العالم صوت أنيننا ولا يستجيب لضعفنا!، وليس لنا في محنتنا إلا التوكل على الحي القيوم الذي بيده سبحانه تغيير حالنا من حال إلى حال.. القادر على ترقيق قلوب أصدقائنا من حولنا، وأخيرا أعتقد أن الواجب يقتضي منا الاعتراف بأنهم حتى في أعيادهم جوعى!! وكل عام وأنتم بخير، وعيدكم سعيد.
إنهم في عيدهم جوعى!
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى