عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
من منا لا يحب رمضان ذلك الشهر الذي تتغير فيه النفوس فتصبح على الأغلب أكثر لطفا وسماحة، فمعظم الصائمين يتنافسون فيه على الخير سرا وجهرا، وبشكل يضفي على الأجواء الرمضانية طابعا خاصا من الروحانيات التي نفتقدها في غيره.
وكثيرا ما حاولت تفهم هذا التغيير والعوامل المادية الداعية له، فتارة أتوقف عند أثر التخمة على إفساد مزاج الإنسان، وتارة أقف عند أثر التقوى في تعديل المسار العام للصائم القائم، سواء كان ذلك من النواحي المادية أو الروحية، والحقيقة أعتقد أن الحالة المزاجية المتوازنة للصائم القائم خاصة بعد مضي أسبوع من الصيام تستوجب إعداد دراسات أكاديمية يقوم بها علماء مسلمون وغير مسلمين تحريا لحيادية النتائج، ورفعا لأي لمز قد يثار حولها، وحبذا لو كانوا متخصصين في الطب البشري وعلم النفس والتغذية، فالفوائد المؤثرة إيجابا على المجتمع خلال هذا الشهر لا يمكن تجاهلها فضلا عن إنكارها، كما أعتقد أنه من المهم نشر نتائج دراسات مماثلة طالت فوائد التمر الصحية والنفسية القائمة على تطبيق السنة النبوية القاضية إلى ابتداء الصائم بتناول التمر ساعة الإفطار، فالتمر يعد كما أثبت العلماء غذاء كامل متكامل، فسبع تمرات تمد المرء بنصف حاجته من الحديد وربع احتياجاته من الكالسيوم والبوتاسيوم.. إلخ والجسم يستطيع امتصاص الطاقة من التمر بسهولة وخلال دقائق، وبطبيعة الحال علينا إلا نهمل الدراسات الصحية التي أكدت فائدة الصوم الصحية، فهو يعالج بعض الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي والأمراض الجلدية، كما أن فيه وقاية من تصلب الشرايين، إذ أن الصوم ينقص من نسبة الدهون في الجسم، وبالتالي يؤدي إلى إنقاص مادة «الكولسترول» التي تؤدي في حالة زيادتها إلى تجلط في شرايين القلب والمخ، كما أثبت بعض العلماء أن الصوم يمكن أن يكون علاجاً حاسماً لآلام المفاصل وضغط الدم، وإن كنت أظن أن للتمر فوائد نفسية يدركها الصائمون، فهو يعدل المزاج ويزيل الاكتئاب، إلا أن هذا الإدراك بحاجة إلى الدراسات الأكاديمية لإثباته ونشره عالميا، فإدراكنا هذا لا يكفي لبيان عظم الشريعة الإسلامية.
من ناحية أخرى حبذا لو كثفنا الحوافز النفسية المعروضة لأطفالنا الذين في العادة أكثر الفرحين بقدوم هذا الشهر الفضيل ، وسواء كانوا في سن يتوجب عليهم صوم رمضان أم لم يكونوا ، فمن حقهم مشاركتنا فرحتنا به واحتفاءنا بوجوده بيننا، وقد يكونون لصغر سنهم عاجزين عن تقييم الفوائد الروحية لصيام وقيام رمضان، إلا أنهم قادرون على تلمس المكافآت المادية بطبيعة الحال ، والتي لا تنحصر بأي شكل من الأشكال في تقديم عيدية ضخمة ، بل قد تتحقق في مشاركة الوالدين لهم في اللعب، أو ترك تحديد برنامج يوم العيد بأنفسهم، والحقيقة أني ما زلت أذكر لأبي الحبيب رحمه الله وأدخله فسيح جناته، المرات العدة التي كنت ألعب «الدونما» معه، وكيف كنت أصر وبإلحاح شديد على أن يترك لي الفرصة لأفوز عليه، وما زلت أذكر رده المحصور دوماً بابتسامة ولا أجمل، ابتسامة سرعان ما تنتهي بفوزي، هذه المواقف من الرجل الذي اعتبرته عظيما ما زالت عالقة في ذهني إلى اليوم رحمه الله، وما زالت مصدر بهجة وسرور.
كما لا أفهم كيف يمضي عيد الفطر بشكل يتناقض والهدف منه، فالأطفال لا يجدون فيه من الفرح سوى ما يحصلون عليه من العيدية، والتي قد ترتفع وقد تتقلص بحسب ارتفاع وانخفاض أسعار السوق، أما بيوتنا فهي تظهر في عيدنا بثوبها القديم ، لم نعتد تزيينها بما يشعر المارين بها والداخلين إليها بعظم فرحة أهلها، أما أسواقنا فلا همها إلا استنزاف جيوبنا، وهكذا كل عام ينتهي عيد أطفالنا على الأغلب مع قبض العيدية، أما عيدنا فينتهي مع ظهر يوم العيد.
أما أهم نقطة تقلقني في عيدنا فتتعلق بخطبتي العيد خارج الحرمين الشريفين بطبيعة الحال، إذ يحمل بعضها الوعيد الشديد ، الوعيد الذي يصب في معظمه على النساء ، وقد حاولت تبرير هذا التوجه عدة سنوات، إلا أن تكراره عاما بعد عام جعل الأمر لا يحتمل ، فمن الواجب على المجتمع المسلم في يوم كهذا نشر البهجة في قلوب أهله، نساء كانوا أم رجالا، أطفالا كانوا أم شيوخا، إلا أن خطبتي العيد تؤثر فينا نحن معشر النساء بشكل محبط، إذ يصور بعضها النساء كأنهن مصدر الفساد والانحلال، وكثيرا ما منيت نفسي بسماع خطب تحض الرجال على حسن معاشرة نسائهن سواء كن أمهات أو أخوات أو زوجات و الترغيب باللطف بهن وبأطفالهم بنين وبنات، إلا أن ذلك وكما يظهر من المحال،علينا أن نتذكر ونذكر غيرها بحقيقة العيد الذي شرع لنشر الفرح والبهجة في أجواء الأمة الإسلامية، والذي أتمنى في عامي هذا -لو كتب الله لي معايشة العيد- سماع خطب تذكر الرجال بواجباتهم تجاه نسائهم، واجبات كفلها المولى لبنات حواء ويكفي هنا ذكر قوله تعالى (وعاشروهن بالمعروف).
خواطر راودتني وما زالت تراودني!
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
وكثيرا ما حاولت تفهم هذا التغيير والعوامل المادية الداعية له، فتارة أتوقف عند أثر التخمة على إفساد مزاج الإنسان، وتارة أقف عند أثر التقوى في تعديل المسار العام للصائم القائم، سواء كان ذلك من النواحي المادية أو الروحية، والحقيقة أعتقد أن الحالة المزاجية المتوازنة للصائم القائم خاصة بعد مضي أسبوع من الصيام تستوجب إعداد دراسات أكاديمية يقوم بها علماء مسلمون وغير مسلمين تحريا لحيادية النتائج، ورفعا لأي لمز قد يثار حولها، وحبذا لو كانوا متخصصين في الطب البشري وعلم النفس والتغذية، فالفوائد المؤثرة إيجابا على المجتمع خلال هذا الشهر لا يمكن تجاهلها فضلا عن إنكارها، كما أعتقد أنه من المهم نشر نتائج دراسات مماثلة طالت فوائد التمر الصحية والنفسية القائمة على تطبيق السنة النبوية القاضية إلى ابتداء الصائم بتناول التمر ساعة الإفطار، فالتمر يعد كما أثبت العلماء غذاء كامل متكامل، فسبع تمرات تمد المرء بنصف حاجته من الحديد وربع احتياجاته من الكالسيوم والبوتاسيوم.. إلخ والجسم يستطيع امتصاص الطاقة من التمر بسهولة وخلال دقائق، وبطبيعة الحال علينا إلا نهمل الدراسات الصحية التي أكدت فائدة الصوم الصحية، فهو يعالج بعض الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي والأمراض الجلدية، كما أن فيه وقاية من تصلب الشرايين، إذ أن الصوم ينقص من نسبة الدهون في الجسم، وبالتالي يؤدي إلى إنقاص مادة «الكولسترول» التي تؤدي في حالة زيادتها إلى تجلط في شرايين القلب والمخ، كما أثبت بعض العلماء أن الصوم يمكن أن يكون علاجاً حاسماً لآلام المفاصل وضغط الدم، وإن كنت أظن أن للتمر فوائد نفسية يدركها الصائمون، فهو يعدل المزاج ويزيل الاكتئاب، إلا أن هذا الإدراك بحاجة إلى الدراسات الأكاديمية لإثباته ونشره عالميا، فإدراكنا هذا لا يكفي لبيان عظم الشريعة الإسلامية.
من ناحية أخرى حبذا لو كثفنا الحوافز النفسية المعروضة لأطفالنا الذين في العادة أكثر الفرحين بقدوم هذا الشهر الفضيل ، وسواء كانوا في سن يتوجب عليهم صوم رمضان أم لم يكونوا ، فمن حقهم مشاركتنا فرحتنا به واحتفاءنا بوجوده بيننا، وقد يكونون لصغر سنهم عاجزين عن تقييم الفوائد الروحية لصيام وقيام رمضان، إلا أنهم قادرون على تلمس المكافآت المادية بطبيعة الحال ، والتي لا تنحصر بأي شكل من الأشكال في تقديم عيدية ضخمة ، بل قد تتحقق في مشاركة الوالدين لهم في اللعب، أو ترك تحديد برنامج يوم العيد بأنفسهم، والحقيقة أني ما زلت أذكر لأبي الحبيب رحمه الله وأدخله فسيح جناته، المرات العدة التي كنت ألعب «الدونما» معه، وكيف كنت أصر وبإلحاح شديد على أن يترك لي الفرصة لأفوز عليه، وما زلت أذكر رده المحصور دوماً بابتسامة ولا أجمل، ابتسامة سرعان ما تنتهي بفوزي، هذه المواقف من الرجل الذي اعتبرته عظيما ما زالت عالقة في ذهني إلى اليوم رحمه الله، وما زالت مصدر بهجة وسرور.
كما لا أفهم كيف يمضي عيد الفطر بشكل يتناقض والهدف منه، فالأطفال لا يجدون فيه من الفرح سوى ما يحصلون عليه من العيدية، والتي قد ترتفع وقد تتقلص بحسب ارتفاع وانخفاض أسعار السوق، أما بيوتنا فهي تظهر في عيدنا بثوبها القديم ، لم نعتد تزيينها بما يشعر المارين بها والداخلين إليها بعظم فرحة أهلها، أما أسواقنا فلا همها إلا استنزاف جيوبنا، وهكذا كل عام ينتهي عيد أطفالنا على الأغلب مع قبض العيدية، أما عيدنا فينتهي مع ظهر يوم العيد.
أما أهم نقطة تقلقني في عيدنا فتتعلق بخطبتي العيد خارج الحرمين الشريفين بطبيعة الحال، إذ يحمل بعضها الوعيد الشديد ، الوعيد الذي يصب في معظمه على النساء ، وقد حاولت تبرير هذا التوجه عدة سنوات، إلا أن تكراره عاما بعد عام جعل الأمر لا يحتمل ، فمن الواجب على المجتمع المسلم في يوم كهذا نشر البهجة في قلوب أهله، نساء كانوا أم رجالا، أطفالا كانوا أم شيوخا، إلا أن خطبتي العيد تؤثر فينا نحن معشر النساء بشكل محبط، إذ يصور بعضها النساء كأنهن مصدر الفساد والانحلال، وكثيرا ما منيت نفسي بسماع خطب تحض الرجال على حسن معاشرة نسائهن سواء كن أمهات أو أخوات أو زوجات و الترغيب باللطف بهن وبأطفالهم بنين وبنات، إلا أن ذلك وكما يظهر من المحال،علينا أن نتذكر ونذكر غيرها بحقيقة العيد الذي شرع لنشر الفرح والبهجة في أجواء الأمة الإسلامية، والذي أتمنى في عامي هذا -لو كتب الله لي معايشة العيد- سماع خطب تذكر الرجال بواجباتهم تجاه نسائهم، واجبات كفلها المولى لبنات حواء ويكفي هنا ذكر قوله تعالى (وعاشروهن بالمعروف).
خواطر راودتني وما زالت تراودني!
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى