عابر سبيل
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ما تتعين به الأضحية وأحكامه
تتعين الأضحية بواحد من أمرين :
أحدهما : اللفظ بأن يقول : هذه الأضحية قاصدا إنشاء تعيينها , فأما إن قصد الإخبار عما يريد بها في المستقبل فإنها لا تتعين بذلك لأن المقصود به الإخبار عما سيفعل بها في المستقبل لا إنشاء تعيينها .
الثاني : الفعل , وهو نوعان :
أحدهما : ذبحها بنية الأضحية , فمتى ذبحها بهذه النية ثبت لها حكم الأضحية .
ثانيهما : شراؤها بنية الأضحية إذا كانت بدلا عن معينة مثل أن يعين أضحية فتتلف بتفريط منه , فيشتري أخرى بنية أنها بدل عن التي تلفت , فهذه تكون أضحية بمجرد الشراء بهذه النية لأنها بدل عن معينة والبدل له حكم المبدل . أما إذا لم تكن بدلا عن معينة فإنها لا تتعين بالشراء بنية الأضحية , كما لو اشترى عبدا يريد أن يعتقه فإنه لا يصير عتيقا بمجرد الشراء أو اشترى شيئا ليجعله وقفا فإنه لا يصير وقفا بمجرد الشراء , فكذلك إذا اشترى بهيمة بنية أنها أضحية فلا تكون أضحية بمجرد ذلك .
وإذا تعينت الأضحية تعلق بها أحكام
الأول : أنه لا يجوز التصرف بها بما يمنع التضحية بها من بيع وهبة ورهن وغيرها إلا أن يبدلها بخير منها لمصلحة الأضحية لا لغرض في نفسه ; فلو عين شاة أضحية ثم تعلقت بها نفسه لغرض من الأغراض فندم وأبدلها بخير منها ليستبقيها لم يجز له ذلك لأنه رجوع فيما أخرجه لله تعالى لحظ نفسه لا لمصلحة الأضحية .
الثاني : أنه إذا مات بعد تعيينها لزم الورثة تنفيذها , وإن مات قبل التعيين فهي ملكهم يتصرفون فيها بما شاءوا .
الثالث : أنه لا يستغل شيئا من منافعها فلا يستعملها في حرث ونحوه , ولا يركبها إلا إذا كانت لحاجة وليس عليها ضرر ولا يحلب من لبنها ما ينقصها أو يحتاجه ولدها المتعين معها , ولا يجز شيئا من صوفها ونحوه إلا أن يكون أنفع لها فيجزه ويتصدق به أو يهديه أو ينتفع به ولا يبيعه .
الرابع : أنها إذا تعيبت عيبا يمنع من الإجزاء مثل أن يشتري شاة فيعينها فتبخق عينها حتى تكون عوراء بينة العور , فلها حالان :
إحداهما : أن يكون ذلك بفعله أو تفريطه , فيجب عليه إبدالها بمثلها على صفتها أو أكمل لأن تعيبها بسببه فلزمه ضمانها بمثلها يذبحه بدلا عنها وتكون المعيبة ملكا له على القول الصحيح يصنع فيها ما شاء من بيع وغيره .
الثانية : أن يكون تعيبها بدون فعل منه ولا تفريط , فيذبحها وتجزئه إلا أن تكون واجبة في ذمته قبل التعيين لأنها أمانة عنده , وقد تعيبت بدون فعل منه ولا تفريط فلا حرج عليه ولا ضمان .
فإن كانت واجبة في ذمته قبل التعيين وجب عليه إبدالها بسليمة تجزئ عما في ذمته مثال أن يقول : لله علي نذر أن أضحي هذا العام فيشتري أضحية فيعينها عما نذر ثم تصاب بعيب يمنع من الإجزاء , فيلزمه أن يبدلها بسليمة تجزئ في الأضحية , وتكون المعيبة له لكن إن كانت أعلى من البدل لزمه أن يتصدق بالأرش وهو فرق ما بين القيمتين .
الخامس : أنها إذا ضاعت أو سرقت , فلها حالان أيضا :
إحداهما : أن يكون ذلك بتفريط منه مثل أن يضعها في مكان غير محرز فتهرب أو تسرق , فيجب عليه إبدالها بمثلها على صفتها أو أكمل , يذبحه بدلا عنها وتكون الضائعة أو المسروقة ملكا له يصنع فيها إذا حصل عليها ما شاء من بيع وغيره .
الثانية : أن يكون ذلك بدون تفريط منه فلا ضمان عليه إلا أن تكون واجبة في ذمته قبل التعيين لأنها أمانة عنده , ولا ضمان على الأمين إذا لم يفرط , لكن متى حصل عليها وجب عليه التضحية بها ولو بعد فوات وقت الذبح , وكذا لو غرمها السارق فيجب التضحية بما غرمه لصاحبها على صفتها بدون نقص .
فإن كانت واجبة في ذمته قبل التعيين وجب عليه أن يذبح بدلها ما يجزئ عما في ذمته , ومتى حصل عليها فهي له يصنع فيها ما شاء من بيع وغيره , لكن إن كان البدل الذي ذبحه عنها أنقص منها وجب عليه أن يتصدق بأرش النقص وهو فرق ما بين القيمتين .
السادس : أنها إذا أتلفت , فلها ثلاث حالات :
إحداها : أن يكون تلفها بأمر لا صنع للآدمي فيه كالمرض والآفة السماوية , والفعل الذي تفعله هي فتموت به , فلا ضمان عليه إلا أن تكون واجبة في ذمته قبل التعيين لأنها أمانة عنده تلفت بسبب لا يمكن التضمين فيه فلم يكن عليه ضمان .
فإن كانت واجبة في ذمته قبل التعيين وجب عليه أن يذبح بدلها ما يجزئ عما في ذمته .
الثانية : أن يكون تلفها بفعل مالكها فيجب عليه أن يذبح بدلها على صفتها أو أكمل لوجوب ضمانها حينئذ .
الحال الثالثة : أن يكون تلفها بفعل آدمي غير مالكها , فإن كان لا يمكن تضمينه كقطاع الطرق فحكمها حكم ما تلفت بأمر لا صنع للآدمي فيه على ما سبق في الحال الأولى . وإن كان يمكن تضمينه كشخص معين ذبحها فأكلها أو قتلها ونحوه , فإنه يجب عليه ضمانها بمثلها يدفعه إلى صاحبها ليضحي به إلا أن يبرئه صاحبها من ذلك ويقوم بما يجب من ضمانها .
الحكم السابع : أنها إذا ذبحت قبل وقت الذبح , ولو بنية الأضحية , فالحكم إذا أتلفت على ما سبق . وإن ذبحت في وقت الذبح فإن كان الذابح صاحبها أو وكيله فقد وقعت موقعها , وإن كان الذابح غير صاحبها ولا وكيله فلها ثلاث حالات :
إحداها : أن ينويها عن صاحبها فإن رضي صاحبها بذلك أجزأت , وإن لم يرض بذلك لم تجزئ على الصحيح , ويجب على الذابح ضمانها بمثله يدفعه إلى صاحبها ليضحي به إلا أن يبرئه صاحبها من ذلك ويقوم بما يجب من ضمانها , وقيل : تجزئ وإن لم يرض بذلك , وهو المشهور من مذهب أحمد والشافعي وأبي حنيفة .
الثانية : أن ينويها عن نفسه لا عن صاحبها . فإن كان يعلم أنها لغيره لم تجز عنه ولا عن غيره ويجب عليه ضمانها بمثلها يدفعه إلى صاحبها ليضحي به إلا أن يبرئه صاحبها من ذلك ويقوم بما يجب من ضمانها , وقيل : تجزئ عن صاحبها وعليه ضمان ما فرق من اللحم . وإن كان لا يعلم أنه لغيره أجزأت عن صاحبها فإن كان ذابحها قد فرق لحمها وجب عليه ضمانه بمثله لصاحبها إلا أن يرضى بتفريق إياه .
الثالثة : أن لا ينويها عن أحد فلا تجزئ عن واحد منهما لعدم النية , وقيل : تجزئ عن صاحبها ومتى أجزأت عن صاحبها في حال من الأحوال السابقة فإن كان اللحم باقيا أخذه صاحبها ليفرق تفريق أضحية , وإن كان الذابح قد فرقه تفريق أضحية ورضي بذلك صاحبها فلا ضمان على الذابح وإلا ضمنه لصاحبها ليفرقه تفريق أضحية .
فائدتان
الأولى : إذا تلفت الأضحية بعد الذبح أو سرقت أو أخذها من لا تمكن مطالبته ولم يفرط صاحبها , فلا ضمان على صاحبها , وإن فرط ضمن ما يجب به الصدقة فتصدق به .
الثانية : إذا ولدت الأضحية بعد التعيين فحكم ولدها حكمها في جميع ما سبق , وإن ولدت قبل التعيين فهو مستقل في حكم نفسه فلا يتبع أمه في كونه أضحية لأنها لم تكن أضحية إلا بعد انفصاله منها .
تالي
تتعين الأضحية بواحد من أمرين :
أحدهما : اللفظ بأن يقول : هذه الأضحية قاصدا إنشاء تعيينها , فأما إن قصد الإخبار عما يريد بها في المستقبل فإنها لا تتعين بذلك لأن المقصود به الإخبار عما سيفعل بها في المستقبل لا إنشاء تعيينها .
الثاني : الفعل , وهو نوعان :
أحدهما : ذبحها بنية الأضحية , فمتى ذبحها بهذه النية ثبت لها حكم الأضحية .
ثانيهما : شراؤها بنية الأضحية إذا كانت بدلا عن معينة مثل أن يعين أضحية فتتلف بتفريط منه , فيشتري أخرى بنية أنها بدل عن التي تلفت , فهذه تكون أضحية بمجرد الشراء بهذه النية لأنها بدل عن معينة والبدل له حكم المبدل . أما إذا لم تكن بدلا عن معينة فإنها لا تتعين بالشراء بنية الأضحية , كما لو اشترى عبدا يريد أن يعتقه فإنه لا يصير عتيقا بمجرد الشراء أو اشترى شيئا ليجعله وقفا فإنه لا يصير وقفا بمجرد الشراء , فكذلك إذا اشترى بهيمة بنية أنها أضحية فلا تكون أضحية بمجرد ذلك .
وإذا تعينت الأضحية تعلق بها أحكام
الأول : أنه لا يجوز التصرف بها بما يمنع التضحية بها من بيع وهبة ورهن وغيرها إلا أن يبدلها بخير منها لمصلحة الأضحية لا لغرض في نفسه ; فلو عين شاة أضحية ثم تعلقت بها نفسه لغرض من الأغراض فندم وأبدلها بخير منها ليستبقيها لم يجز له ذلك لأنه رجوع فيما أخرجه لله تعالى لحظ نفسه لا لمصلحة الأضحية .
الثاني : أنه إذا مات بعد تعيينها لزم الورثة تنفيذها , وإن مات قبل التعيين فهي ملكهم يتصرفون فيها بما شاءوا .
الثالث : أنه لا يستغل شيئا من منافعها فلا يستعملها في حرث ونحوه , ولا يركبها إلا إذا كانت لحاجة وليس عليها ضرر ولا يحلب من لبنها ما ينقصها أو يحتاجه ولدها المتعين معها , ولا يجز شيئا من صوفها ونحوه إلا أن يكون أنفع لها فيجزه ويتصدق به أو يهديه أو ينتفع به ولا يبيعه .
الرابع : أنها إذا تعيبت عيبا يمنع من الإجزاء مثل أن يشتري شاة فيعينها فتبخق عينها حتى تكون عوراء بينة العور , فلها حالان :
إحداهما : أن يكون ذلك بفعله أو تفريطه , فيجب عليه إبدالها بمثلها على صفتها أو أكمل لأن تعيبها بسببه فلزمه ضمانها بمثلها يذبحه بدلا عنها وتكون المعيبة ملكا له على القول الصحيح يصنع فيها ما شاء من بيع وغيره .
الثانية : أن يكون تعيبها بدون فعل منه ولا تفريط , فيذبحها وتجزئه إلا أن تكون واجبة في ذمته قبل التعيين لأنها أمانة عنده , وقد تعيبت بدون فعل منه ولا تفريط فلا حرج عليه ولا ضمان .
فإن كانت واجبة في ذمته قبل التعيين وجب عليه إبدالها بسليمة تجزئ عما في ذمته مثال أن يقول : لله علي نذر أن أضحي هذا العام فيشتري أضحية فيعينها عما نذر ثم تصاب بعيب يمنع من الإجزاء , فيلزمه أن يبدلها بسليمة تجزئ في الأضحية , وتكون المعيبة له لكن إن كانت أعلى من البدل لزمه أن يتصدق بالأرش وهو فرق ما بين القيمتين .
الخامس : أنها إذا ضاعت أو سرقت , فلها حالان أيضا :
إحداهما : أن يكون ذلك بتفريط منه مثل أن يضعها في مكان غير محرز فتهرب أو تسرق , فيجب عليه إبدالها بمثلها على صفتها أو أكمل , يذبحه بدلا عنها وتكون الضائعة أو المسروقة ملكا له يصنع فيها إذا حصل عليها ما شاء من بيع وغيره .
الثانية : أن يكون ذلك بدون تفريط منه فلا ضمان عليه إلا أن تكون واجبة في ذمته قبل التعيين لأنها أمانة عنده , ولا ضمان على الأمين إذا لم يفرط , لكن متى حصل عليها وجب عليه التضحية بها ولو بعد فوات وقت الذبح , وكذا لو غرمها السارق فيجب التضحية بما غرمه لصاحبها على صفتها بدون نقص .
فإن كانت واجبة في ذمته قبل التعيين وجب عليه أن يذبح بدلها ما يجزئ عما في ذمته , ومتى حصل عليها فهي له يصنع فيها ما شاء من بيع وغيره , لكن إن كان البدل الذي ذبحه عنها أنقص منها وجب عليه أن يتصدق بأرش النقص وهو فرق ما بين القيمتين .
السادس : أنها إذا أتلفت , فلها ثلاث حالات :
إحداها : أن يكون تلفها بأمر لا صنع للآدمي فيه كالمرض والآفة السماوية , والفعل الذي تفعله هي فتموت به , فلا ضمان عليه إلا أن تكون واجبة في ذمته قبل التعيين لأنها أمانة عنده تلفت بسبب لا يمكن التضمين فيه فلم يكن عليه ضمان .
فإن كانت واجبة في ذمته قبل التعيين وجب عليه أن يذبح بدلها ما يجزئ عما في ذمته .
الثانية : أن يكون تلفها بفعل مالكها فيجب عليه أن يذبح بدلها على صفتها أو أكمل لوجوب ضمانها حينئذ .
الحال الثالثة : أن يكون تلفها بفعل آدمي غير مالكها , فإن كان لا يمكن تضمينه كقطاع الطرق فحكمها حكم ما تلفت بأمر لا صنع للآدمي فيه على ما سبق في الحال الأولى . وإن كان يمكن تضمينه كشخص معين ذبحها فأكلها أو قتلها ونحوه , فإنه يجب عليه ضمانها بمثلها يدفعه إلى صاحبها ليضحي به إلا أن يبرئه صاحبها من ذلك ويقوم بما يجب من ضمانها .
الحكم السابع : أنها إذا ذبحت قبل وقت الذبح , ولو بنية الأضحية , فالحكم إذا أتلفت على ما سبق . وإن ذبحت في وقت الذبح فإن كان الذابح صاحبها أو وكيله فقد وقعت موقعها , وإن كان الذابح غير صاحبها ولا وكيله فلها ثلاث حالات :
إحداها : أن ينويها عن صاحبها فإن رضي صاحبها بذلك أجزأت , وإن لم يرض بذلك لم تجزئ على الصحيح , ويجب على الذابح ضمانها بمثله يدفعه إلى صاحبها ليضحي به إلا أن يبرئه صاحبها من ذلك ويقوم بما يجب من ضمانها , وقيل : تجزئ وإن لم يرض بذلك , وهو المشهور من مذهب أحمد والشافعي وأبي حنيفة .
الثانية : أن ينويها عن نفسه لا عن صاحبها . فإن كان يعلم أنها لغيره لم تجز عنه ولا عن غيره ويجب عليه ضمانها بمثلها يدفعه إلى صاحبها ليضحي به إلا أن يبرئه صاحبها من ذلك ويقوم بما يجب من ضمانها , وقيل : تجزئ عن صاحبها وعليه ضمان ما فرق من اللحم . وإن كان لا يعلم أنه لغيره أجزأت عن صاحبها فإن كان ذابحها قد فرق لحمها وجب عليه ضمانه بمثله لصاحبها إلا أن يرضى بتفريق إياه .
الثالثة : أن لا ينويها عن أحد فلا تجزئ عن واحد منهما لعدم النية , وقيل : تجزئ عن صاحبها ومتى أجزأت عن صاحبها في حال من الأحوال السابقة فإن كان اللحم باقيا أخذه صاحبها ليفرق تفريق أضحية , وإن كان الذابح قد فرقه تفريق أضحية ورضي بذلك صاحبها فلا ضمان على الذابح وإلا ضمنه لصاحبها ليفرقه تفريق أضحية .
فائدتان
الأولى : إذا تلفت الأضحية بعد الذبح أو سرقت أو أخذها من لا تمكن مطالبته ولم يفرط صاحبها , فلا ضمان على صاحبها , وإن فرط ضمن ما يجب به الصدقة فتصدق به .
الثانية : إذا ولدت الأضحية بعد التعيين فحكم ولدها حكمها في جميع ما سبق , وإن ولدت قبل التعيين فهو مستقل في حكم نفسه فلا يتبع أمه في كونه أضحية لأنها لم تكن أضحية إلا بعد انفصاله منها .
تالي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى