رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
موقعة الفراض1
إنهزام الفرس والروم والبدو شهر ذي القعدة سنة 12هـ - كانون الثاني/يناير سنة 634م
ثم قصد خالد إلى الفراض تخوم2 الشام والعراق والجزيرة فأفطر بها رمضان في تلك السفرة التي اتصلت فيها الغزوات فلما اجتمع المسلمون بالفراض حميت الروم واغتاظت واستعانوا بمن يليها من مسالح أهل فارس واستمدوا تغلب وإيادا والنمر فأمدوهم وناهضوا خالدا حتى إذا صار الفرات بينهم قالوا : إما أن تعبروا إلينا وإما أن نعبر إليكم قال خالد: بل اعبروا إلينا قالوا: فتنحوا حتى نعبر فقال خالد: لا نفعل ولكن اعبروا أسفل منا فقالت الروم وفارس بعضهم لبعض احتسبوا ملككم، هذا رجل يقاتل على دين وله عقل وعلم والله لينصرن ولنخذلن، ثم لن ينتفعوا بذلك . فعبروا أسفل من خالد . فلما تتاموا قالت الروم: امتازوا حتى نعرف اليوم ما كان من حسن أو قبيح من أينا يجيء ففعلوا واقتتلوا قتالا شديدا طويلا، ثم إن الله عز وجل هزمهم وقتل يوم الفراض في المعركة وفي الطلب 100.000 كما رواه الطبري، وأقام خالد على الفراض بعد الوقعة عشرا ثم أذن بالجوع إلى الحيرة لخمس بقين من ذي القعدة.
قال مستر موير في كتابه الخلافة عند ذكر هذه الموقعة صفحة 61 طبعة سنة 1942: إن هذا العدد "100.000 " خرافي ويريد بذلك أنه عدد عظيم غير معقول إلا أن المؤرخين لم يذكروا عدد جيش خالد ولا عدد جيش العدو والذي نعلمه أن جيش العدو كان عظيما لأنه كان جيش متحد مؤلف من ثلاثة جيوش: جيش الفرس والروم والعرب الذين انضموا إليهم فإذا كانت الموقعة انتهت بانهزام هذه الجيوش انهزاما تاما فلا بد أن يكون عدد القتلى كبيرا فإن لم يكن مئة ألف بالضبط كما رواه الطبري فهو يقرب من ذلك.
قال القعقاع يصف موقعة الفراض :
لقينا بالفراض جموع روم وفرس غمها طول السلام
بدنا جمعهم لما التقينا وبيتنا بجمع بني رزام
فما فتئت جنود السلم حتى رأينا القوم كالغنم السوام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- البداية والنهاية: 4/747، تاريخ الطبري: 2/328، المنتظم:4/110.
2- تخوم: الفصل بين الأرضين والمعالم والحدود.
ص -78- خالد يحج سرا1 شهر ذي الحجة سنة 12هـ - شباط/فبراير سنة 634م
لما أيقن خالد من انهزام العدو اشتاق إلى زيارة مكة وإلى تأدية فريضة الحج متخفيا من غير أن يستأذن أبا بكر فأمر جيشه بالعودة إلى الحيرة وتظاهر بأنه سائر في مؤخرة الجيش فبدأ رحلته إلى مكة ومعه عدة من أصحابه لخمس بقين من ذي القعدة ولم يكن معه دليل فاخترق الصحراء مسرعا رغما عن صعوبة الطريق.
ولما أدى فريضة الحج عاد إلى الحيرة في أوائل فصل الربيع فكانت غيبته على الجند يسيرة فما وصلت إلى الحيرة مؤخرة الجيش حتى وافاهم خالد مع صاحب الساقة فقدما معا وخالد وأصحابه محلقون وقد كان تكتمه شديدا حتى إنهم ظنوا أنه كان في هذه المدة بالفراض ولم يعلم أبو بكر بحج خالد مع أنه كان في الحج أيضا غير أنه بعد قليل بلغه الخبر فاستاء جدا وعتب عليه وكانت عقوبته أن صرفه إلى الشام ليمد جموع المسلمين باليرموك فأرسل إليه كتابا هذا نصه :
سر حتى تأتي جموع المسلمين باليرموك فإنهم قد شجوا2 وأشجوا3 وإياك أن تعود لمثل ما فعلت فإنه لم يشج الجموع من الناس بعون الله شجاك ولم ينزع الشجى من الناس نزعك فليهنئك أبا سليمان النية والخطوة فأتمم يتمم الله عليك ولا يدخلنك عجب فتخسر وتخذل وإياك أن تدل بعمل فإن الله له المن وهو ولي الجزاء.
وفي هذه السنة سنة 12 هـ تزوج عمر رضي الله عنه عاتكة بنت زيد وفيها مات أبو مرثد الغنوي وهو أبو مرثد كناز بن الحصين الذي حمل اللواء في بعث حمزة وكان أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها مات أبو العاص بن الربيع في ذي الحجة وكان من الأسرى يوم بدر ثم أسلم وهو زوج زينب بنت رسول الله وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد رضي الله عنها أخت خديجة أم المؤمنين وأوصى إلى الزبير وتزوج علي عليه السلام ابنته أمامة بنت زينب بنت رسول الله وفيها اشترى عمر أسلم مولاه بالناس في هذه السنة أبو بكر واستخلف على المدينة عثمان بن عفان كما ذكر ذلك الواقدي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المنتظم: 4/111، تاريخ الطبري: 2/329-341.
2- شجوا: جرحوا.
3- أشجوا: قهروا وغلبوا.
إنهزام الفرس والروم والبدو شهر ذي القعدة سنة 12هـ - كانون الثاني/يناير سنة 634م
ثم قصد خالد إلى الفراض تخوم2 الشام والعراق والجزيرة فأفطر بها رمضان في تلك السفرة التي اتصلت فيها الغزوات فلما اجتمع المسلمون بالفراض حميت الروم واغتاظت واستعانوا بمن يليها من مسالح أهل فارس واستمدوا تغلب وإيادا والنمر فأمدوهم وناهضوا خالدا حتى إذا صار الفرات بينهم قالوا : إما أن تعبروا إلينا وإما أن نعبر إليكم قال خالد: بل اعبروا إلينا قالوا: فتنحوا حتى نعبر فقال خالد: لا نفعل ولكن اعبروا أسفل منا فقالت الروم وفارس بعضهم لبعض احتسبوا ملككم، هذا رجل يقاتل على دين وله عقل وعلم والله لينصرن ولنخذلن، ثم لن ينتفعوا بذلك . فعبروا أسفل من خالد . فلما تتاموا قالت الروم: امتازوا حتى نعرف اليوم ما كان من حسن أو قبيح من أينا يجيء ففعلوا واقتتلوا قتالا شديدا طويلا، ثم إن الله عز وجل هزمهم وقتل يوم الفراض في المعركة وفي الطلب 100.000 كما رواه الطبري، وأقام خالد على الفراض بعد الوقعة عشرا ثم أذن بالجوع إلى الحيرة لخمس بقين من ذي القعدة.
قال مستر موير في كتابه الخلافة عند ذكر هذه الموقعة صفحة 61 طبعة سنة 1942: إن هذا العدد "100.000 " خرافي ويريد بذلك أنه عدد عظيم غير معقول إلا أن المؤرخين لم يذكروا عدد جيش خالد ولا عدد جيش العدو والذي نعلمه أن جيش العدو كان عظيما لأنه كان جيش متحد مؤلف من ثلاثة جيوش: جيش الفرس والروم والعرب الذين انضموا إليهم فإذا كانت الموقعة انتهت بانهزام هذه الجيوش انهزاما تاما فلا بد أن يكون عدد القتلى كبيرا فإن لم يكن مئة ألف بالضبط كما رواه الطبري فهو يقرب من ذلك.
قال القعقاع يصف موقعة الفراض :
لقينا بالفراض جموع روم وفرس غمها طول السلام
بدنا جمعهم لما التقينا وبيتنا بجمع بني رزام
فما فتئت جنود السلم حتى رأينا القوم كالغنم السوام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- البداية والنهاية: 4/747، تاريخ الطبري: 2/328، المنتظم:4/110.
2- تخوم: الفصل بين الأرضين والمعالم والحدود.
ص -78- خالد يحج سرا1 شهر ذي الحجة سنة 12هـ - شباط/فبراير سنة 634م
لما أيقن خالد من انهزام العدو اشتاق إلى زيارة مكة وإلى تأدية فريضة الحج متخفيا من غير أن يستأذن أبا بكر فأمر جيشه بالعودة إلى الحيرة وتظاهر بأنه سائر في مؤخرة الجيش فبدأ رحلته إلى مكة ومعه عدة من أصحابه لخمس بقين من ذي القعدة ولم يكن معه دليل فاخترق الصحراء مسرعا رغما عن صعوبة الطريق.
ولما أدى فريضة الحج عاد إلى الحيرة في أوائل فصل الربيع فكانت غيبته على الجند يسيرة فما وصلت إلى الحيرة مؤخرة الجيش حتى وافاهم خالد مع صاحب الساقة فقدما معا وخالد وأصحابه محلقون وقد كان تكتمه شديدا حتى إنهم ظنوا أنه كان في هذه المدة بالفراض ولم يعلم أبو بكر بحج خالد مع أنه كان في الحج أيضا غير أنه بعد قليل بلغه الخبر فاستاء جدا وعتب عليه وكانت عقوبته أن صرفه إلى الشام ليمد جموع المسلمين باليرموك فأرسل إليه كتابا هذا نصه :
سر حتى تأتي جموع المسلمين باليرموك فإنهم قد شجوا2 وأشجوا3 وإياك أن تعود لمثل ما فعلت فإنه لم يشج الجموع من الناس بعون الله شجاك ولم ينزع الشجى من الناس نزعك فليهنئك أبا سليمان النية والخطوة فأتمم يتمم الله عليك ولا يدخلنك عجب فتخسر وتخذل وإياك أن تدل بعمل فإن الله له المن وهو ولي الجزاء.
وفي هذه السنة سنة 12 هـ تزوج عمر رضي الله عنه عاتكة بنت زيد وفيها مات أبو مرثد الغنوي وهو أبو مرثد كناز بن الحصين الذي حمل اللواء في بعث حمزة وكان أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها مات أبو العاص بن الربيع في ذي الحجة وكان من الأسرى يوم بدر ثم أسلم وهو زوج زينب بنت رسول الله وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد رضي الله عنها أخت خديجة أم المؤمنين وأوصى إلى الزبير وتزوج علي عليه السلام ابنته أمامة بنت زينب بنت رسول الله وفيها اشترى عمر أسلم مولاه بالناس في هذه السنة أبو بكر واستخلف على المدينة عثمان بن عفان كما ذكر ذلك الواقدي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المنتظم: 4/111، تاريخ الطبري: 2/329-341.
2- شجوا: جرحوا.
3- أشجوا: قهروا وغلبوا.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى