لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب الفرج بعد الشدة الجزء الثانى Empty كتاب الفرج بعد الشدة الجزء الثانى {الأحد 5 يونيو - 17:19}

ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل


وحدثني
أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المرزبان الشيرازي الكاتب، في المذاكرة، في
خبر طويل، لست أقوم على حفظه: أن رجلاً كانت بينه وبين رجل متمكن من أذاه
عداوة، فخافه خوفاً شديداً، وأهمه أمره، ولم يدر ما يصنع.
فرأى في منامه، كأن قائلاً يقول له: اقرأ في كل يوم، في إحدى ركعتي صلاة
الفجر، ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل.. إلى آخر السورة.
قال: فقرأتها، فما مضت إلا شهور، حتى كفيت أمر ذلك العدو، وأهلكه الله
تعالى، فأنا أقرؤها إلى الآن.
قال
مؤلف هذا الكتاب: دفعت أنا إلى شدة لحقتني شديدة، من عدو، فاستترت منه،
فجعلت دأبي قراءة هذه السورة في الركعة الثانية من صلاة الفجر، في كل يوم،
وأنا أقرأ في الأولة منها: ألم نشرح لك صدرك... إلى آخر السورة، لخبر كان
بلغني أيضاً فيها، فلما كان بعد شهور، كفاني الله أمر ذلك العدو، وأهلكه
الله من غير سعي لي في ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأنا أقرؤها في
ركعتي الفجر إلى الآن.

إذا ضاق بك الصدر ففكر في ألم نشرح




وأما
الخبر في: ألم نشرح لك صدرك، فإن أبا بكر بن شجاع، المقرىء البغدادي، الذي
كان يخلفني على العيار في دار الضرب بسوق الأهواز، في سنة ست وأربعين
وثلثمائة، وكان خازن المسجد الجامع بها، وكان شيخاً محدثاً ثقة نبيلاً، من
أمناء القاضي الأحنف وهو محمد بن عبد الله بن علي بن محمد ابن أبي
الشوارب، حدثنا بإسناد له ذكره، لم أحفظه، ولا المتن بلفظه، وبعد عن يدي
إخراجه من الأصل، وقد تحريت مقاربة اللفظ بجهدي، ولعله يزيد أو ينقص: أن
بعض الصالحين، ألح عليه الغم، وضيق الصدر، وتعذر الأمور، حتى كاد يقنط،
فكان يوماً يمشي، وهو يقول:
أرى الموت لمن أمسى ... على الذلّ له أصلح
فهتف به هاتف، يسمع صوته، ولا يرى شخصه، أو أري في النوم - أنا الشاك -
كأن قائلاً يقول:
ألا يا أيّها المرء ... الذي الهمّ به برّح
إذا ضاق بك الأمر ... ففكّر في ألَمْ نَشْرَح
قال:
فواصلت قراءتها في صلاتي، فشرح الله صدري، وأزال همي وكربي، وسهل أمري، أو
كما قال: وحدثني غيره بهذا الخبر، على قريب من هذا، وزادني في الشعر:
فإنّ العسر مقرون ... بيسرين فلا تبرح
وقد
ذكر القاضي أبو الحسين، في كتابه كتاب الفرج بعد الشدة البيتين المتصلين
فقط، وقال في الآخر منهما: إذا أعضلك الأمر، ولم يذكر لهما خبراً، ويروى
أيضاً: إذا لج بك الأمر.
وروى غيره البيتين الأولين لأبي العتاهية، في غير حديث له.


الباب الثاني



ما جاء في الآثار من ذكر الفرج



بعد اللأواء وما يتوصل به إلى كشف نازل الشدة والبلاء



أفضل العبادة انتظار الفرج من الله تعالى


أخبرني
القاضي أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي، أبي رحمه الله
تعالى، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الصلحي، قال: حدثنا بشر بن معاذ، قال:
حدثنا حماد بن واقد.
وحدثنا علي بن أبي الطيب، قال: حدثنا ابن الجراح،
قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأزدي، قال:
حدثنا حماد بن واقد، قال: حدثنا إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق الهمذاني،
عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: سلوا الله عز وجل من فضله، فإن الله يحب أن يسأل، وأفضل العبادة
انتظار الفرج من الله تعالى.
أخبرني أبي، قال: حدثنا الفضل بن محمد
العطار الأنطاكي، قال: حدثنا سليمان بن سلمة، قال: حدثنا بقية، عن مالك،
عن الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: انتظار الفرج
من الله تعالى عبادة.
أخبرني أبي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الكوفي،
قال: حدثنا حسين ابن حسن، عن سفيان بن إبراهيم، عن حنظلة المكي، عن مجاهد،
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انتظار الفرج عبادة.
حدثني
أبي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، قال: حدثني أبي، قال:
حدثني علي بن موسى الرضا، قال: حدثني أبي موسى، قال: حدثني أبي جعفر، قال:
حدثني أبي محمد، قال حدثني أبي علي قال: حدثني أبي الحسين، قال: حدثني أبي
علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من الله عز وجل.
أخبرني أبي، قال: حدثني
أحمد بن عبد الله بن النعمان، قال: حدثني محمد بن يعقوب بن إسحاق الأعرج،
قال: حدثنا عبد الله بن محمد عن سعدويه، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن بكر،
قال: حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله عن علي بن أبي علي، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه عن جده، عن علي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال لعلي عليه السلام، في حديث ذكره: واعلم أن النصر مع الصبر، والفرج مع
الكرب، وأن مع العسر يسراً.

اشتدي أزمة تنفرجي


أخبرني أبي،
قال: كتب إلي عبد الله بن مبشر، حدثنا أبو الأشعث، قال: حدثنا أمية بن
خالد، عن الحسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشتدي أزمة
تنفرجي.

حدثنا علي بن أبي الطيب، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن
أبي الدنيا، قال: حدثني علي بن الجعد، قال: أخبرني شعبة، عن عمرو بن مرة،
قال: سمعت أبا وائل يحدث عن كردوس بن عمرو، وكان ممن قرأ الكتب: إن الله
عز وجل يبتلي العبد وهو يحبه، ليسمع تضرعه.


النصر مع الصبر والفرج مع الكرب


حدثنا
علي بن أبي الطيب، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا،
قال: حدثنا أبو سعيد المديني، قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة الحزامي،
قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن المطلب بن أبي وداعة السهمي، قال: حدثنا
زهرة بن عمرو التيمي عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي: أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم، قال لعبد الله بن عباس: ألا أعلمك كلمات تنتفع بهن ؟ قال:
بلى، يا رسول الله.
قال: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف
إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة، فإذا سألت، فسل الله، وإذا استعنت،
فاستعن بالله، جف القلم بما كان وما هو كائن، فلو جهد العباد أن ينفعوك
بشيء لم يكتبه الله عز وجل لك، لم يقدروا عليه، فإن استطعت أن تعمل لله
بالصدق واليقين، فافعل، فإن لم تستطع، فإن في الصبر على ما تكره، خيراً
كثيراً، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً.

المعونة على قدر المؤونة


أخبرني
أبي، قال: حدثت عن إسحاق بن الضيف، قال: حدثنا داود ابن المحبر، قال:
حدثنا عبد الله بن أبي رزين، عن فراس بن يحيى، عن ثابت، عن أنس، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المعونة من الله عز وجل، تأتي العبد على
قدر المؤونة، وإن الصبر يأتي على قدر شدة البلاء.
وربما قال: إن الفرج يأتي من الله تعالى، على قدر شدة البلاء.

من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته


حدثنا
أبو محمد وهب بن يحيى بن عبد الوهاب المازني، لفظاً من حفظه، في داره
بالبصرة، ببني سدوس الباطنة، بحضرة قبر مجاشع ومجالد السلمي، صاحبي رسول
الله صلى الله عليه وسلم، بالقرب من بني يشكر، قال: حدثنا نصر بن علي
الجهضمي، قال: أنبأنا محمد بن بكر البرساني، عن ابن جريج، عن ابن المنكدر،
عن أبي أيوب، عن مسلمة بن مخلد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من
ستر مسلماً، ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن فك عن مكروب، فك الله عنه
كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته.
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب الفرج بعد الشدة الجزء الثانى Empty رد: كتاب الفرج بعد الشدة الجزء الثانى {الأحد 5 يونيو - 17:20}

إن الله في عون العبد ما دام في عون أخيه


أخبرني أبي، قال: حدثنا أبو عقيل الخولاني، قال: حدثنا مؤمل بن إهاب، قال:
حدثنا مالك بن سعير، عن الأعمش.
وأنبأنا نصر بن القاسم، قال: حدثنا الوكيعي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن
الأعمش.
قال
أبي: وأنبأنا ابن بنت منيع من طريق آخر، واللفظ له، قال: حدثنا عبد الأعلى
بن حماد، قال: حدثنا حماد عن محمد بن واسع، وأبي سورة، عن الأعمش، عن أبي
صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ستر أخاه
المسلم، ستره الله يوم القيامة، ومن نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا، نفس
الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، وإن الله في عون العبد، ما كان العبد
في عون أخيه.
أخبرني أبي، قال: حدثنا محمد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن
عبد الملك بن مغيث، قال: أخبرني أبي عن جدي، قال: حدثنا عقيل بن شهاب، أن
سالم بن عبد الله بن عمر أخبره، أن ابن عمر أخبره، أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، قال: من كان في حاجة أخيه كان الله تعالى في حاجته، ومن فرج عن
مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً
ستره الله يوم القيامة.
هذا حديث مشهور، جاء به أبو داود، في كتاب
السنن، الذي حدثنا به عنه، محمد بن بكر بن داسه، باختلاف في اللفظ، وليس
غرضي جمع طرقه وألفاظه، فآتي بها مستقصاة.

من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا


ً

حدثنا
أحمد بن عبد الله بن أحمد الوراق، قال: حدثنا أبو حامد محمد ابن هارون
الحضرمي، قال: حدثنا محمد بن صالح النطاح، قال: حدثنا المنذر بن زياد
الطائي، قال: حدثنا عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه،
عن جده، رضي الله عنهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:

من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق
مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب.
حدثنا
علي، قال حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا خالد
بن خداش، قال: حدثنا عبد الرزاق عن بشر بن رافع الحارثي، عن محمد بن
عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قول لا حول ولا قوة إلا بالله، دواء من تسعة وتسعين داء، أيسرها الهم.
أخبرنا
أبو محمد الحسن بن خلاد الرامهرمزي، خليفة أبي على القضاء بها، قال:
أخبرنا وكيع، أن القاسم بن إسماعيل أبا المنذر السورمي حدثه: قال: حدثنا
نصر بن زياد، قال: كنت عند جعفر بن محمد، فأتاه سفيان بن سعيد الثوري،
فقال: يا ابن رسول الله، حدثني. قال: يا سفيان، إذا استبطأت الرزق، فأكثر
من الاستغفار، وإذا ورد عليك أمر تكرهه، فأكثر من لا حول ولا قوة إلا
بالله، وإذا أنعم الله عليك، فأكثر من الحمد لله.


قصة الثلاثة انطبقت عليهم صخرة



ونجتهم أعمالهم


حدثنا
محمد بن جعفر بن صالح الصالحي أبو الفرج، من ولد علي بن صالح، صاحب
المصلى، قال: حدثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغرائي، من قرية
من قرى غوطة دمشق يقال لها: مشغرا، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الجعفي،
قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن سالم، عن ابن عمر،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: بينما ثلاثة رهط من بني إسرائيل
يسيرون، إذ أخذهم المطر، فأووا إلى غار، فانطبقت عليهم صخرة، فسدت الغار،
فقالوا: تعالوا فليسأل الله تعالى كل رجل منا بأفضل عمله.
فقال أحدهم:
اللهم إنه كانت لي ابنة عم جميلة، وكنت أهواها، فدفعت إليها مائة دينار،
فلما جلست منها مجلس الرجل من المرأة، قالت: اتق الله يا ابن عم، ولا تفض
الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها، وتركت المائة دينار، اللهم إن كنت تعلم، أني
فعلت هذا خشية منك، وابتغاء ما عندك، فأفرج عنا، فانفرج عنهم ثلث الصخرة.
وقال
الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت أغدو
عليهما بصبوحهما، وأروح عليهما بغبوقهما، فغدوت عليهما يوماً، فوجدتهما
نائمين، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أنصرف عنهما، فيفقدا غداءهما، فوقفت
حتى استيقظا، فدفعت إليهما غداءهما، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك
ابتغاء ما عندك، وخشية منك، فأفرج عنا، فانفرج الثلث الثاني.
وقال
الثالث: اللهم إن كنت تعلم، أني استأجرت أجيراً، فلما دفعت إليه أجره،
قال: عملي بأكثر من هذا، فترك علي أجره، وقال: بيني وبينك يوم يؤخذ فيه
للمظلوم من الظالم، ومضى، فابتعت له بأجره غنماً، ولم أزل أنميها وأرعاها،
وهي تزيد وتكثر، فلما كان بعد مدة، أتاني، فقال لي: يا هذا إن لي عندك
أجراً، عملت كذا وكذا في وقت كذا وكذا، فقلت: خذ هذه الغنم، فهي لك، فقال:
تمنعني من أجري، وتهزأ بي، فقلت: خذها فهي لك، فأخذها ودعا لي، اللهم إن
كنت تعلم أني فعلت هذا خشية منك، وابتغاء ما عندك، فأفرج عنا، فانفرج عنهم
باقي الصخرة، وخرجوا يمشون، وذكر الحديث كذا.
قال مؤلف هذا الكتاب: هذا
الحديث مشهور، رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب، وعبد
الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن أبي أوفى، والنعمان بن بشير
الأنصاري، وغيرهم، وعن كل واحد منهم عدة طرق، وقد اختلف في ألفاظه والمعنى
واحد، وليس غرضي هنا، جمع طرقه وألفاظه، فأستقصي ما روي من ذلك، إلا أن في
هذه الرواية، غلطاً لا بد من تبيينه، وهو أنه روي من غير طريق عن أبي
أسامة، عن عمر بن حمزة العمري، عن سالم، عن ابن عمر ليس فيه عبيد الله،
والمشهور أنه عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر.
وجاء من طريق أخرى أبين
من هذا، ووقع لنا بعلو، فحدثني أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم، المقرىء
البغدادي، بالبصرة سنة خمس وثلاثين وثلثمائة، قال: حدثنا إبراهيم بن
الهيثم البلدي، قال: حدثنا أبو اليمان الحكم ابن نافع، قال: أنبأنا شعيب،
عن الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله ابن عمر، أن عبد الله بن عمر،
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم،
حتى أواهم المبيت إلى غار، فدخلوا، فانحدرت عليهم صخرة من الجبل، فسدت
عليهم الغار، وذكر الحديث إلى نحو الرواية الأولى.

لا إله لا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين


حدثنا
علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال:
حدثنا هارون بن سفيان، قال: حدثنا عبيد بن محمد عن محمد بن مهاجر، قال:
حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه، عن جده، قال: كنا جلوساً عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا أخبركم وأحدثكم بشيء، إذا نزل برجل
منكم كرب أو بلاء من الدنيا، ودعا به، فرج الله عنه ؟ فقيل له: بلى.
قال: دعاء ذي النون، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

دعاء للمريض


وجدت
في كتاب ألفه محمد بن جرير الطبري، وسماه: كتاب الآداب الحميدة والأخلاق
النفيسة: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد بن عبد الرحمن
الحميري، قال: كان بأبي الحصاة، فكان يلقى - من شدة ما به - البلاء.
قال حميد: فانطلقت إلى بيت المقدس، فلقيت أبا العوام، فشكوت إليه الذي
بأبي، وأخبرته خبره.
فقال:
مره فليدع بهذه الدعوة: ربنا الذي في السماء عرشه، ربنا الذي في السماء
تقدس اسمه، أمرك ماض في السماء والأرض، وكما رحمتك في السماء، فاجعلها في
الأرض، اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم أنزل رحمة
من رحمتك، وشفاء من شفائك، على ما بفلان من وجع.
قال: فدعا به، فأذهبه الله تعالى عنه.

كلمات الفرج


حدثنا
علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال:
حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا يزيد بن هارون عن سعيد بن أبي عروبة، عن
قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
كلمات الفرج: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي
العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع، ورب الأرضين السبع، ورب العرش
العظيم.

دعوات المكروب


حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن
الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا زيد بن أخزم الطائي، قال:
حدثنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر، قال: حدثنا عبد الجليل بن عطية عن جعفر
بن ميمون، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله
عليه وسلم، قال: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي
طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.
أخبرني أبو بكر مكرم بن
أحمد بن عبد الوهاب بن مكرم القاضي، قال: حدثنا أبو الأزهر محمد بن جعفر،
قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن هلال
مولى غفرة، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن جعفر، قال: علمتني أمي
أسماء بنت عميس، شيئاً أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تقوله عند
الكرب: الله ربي، لا أشرك به شيئاً.
أخبرني مكرم بن أحمد القاضي، قال:
حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي، قال: أنبأنا ابن أبي مريم، قال: حدثني يحيى
بن أيوب، قال: حدثني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن هلال مولى غفرة،
عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن جعفر، أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، كان يقول عند الكرب: الله ربي، لا أشرك به شيئاً.
حدثنا بالموصل،
في مجلس عضد الدولة، وهو يسمع، إبراهيم بن محمد الأنصاري المعروف بالثمدي،
وهو يخلفني يومئذ في جملة من أعمالي على القضاء بجزيرة ابن عمر، وسنه أكثر
من تسعين سنة، وكان عضد الدولة استدعاه منها لعلو إسناده، وعمل له مجلساً
بحضرته، حدث فيه، وأحضرني وجماعة مخصوصين من أهل العلم، حتى سمع منه،
وسمعنا معه، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن قريعة الأزدي، وأبو العباس
محمد بن حسان البصريان، قالا: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن
سلمة، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن شداد بن
الهاد، عن عبد الله بن جعفر، عن علي عليه السلام، قال: علمني رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا نزل بي كرب أو شدة، أن أقول: لا إله إلا الله
الحليم الكريم، عز الله، وتبارك الله، رب العرش العظيم، والحمد لله رب
العالمين.
وأخبرني القاضي أبو الحسن علي بن إبراهيم بن حماد، قال:
حدثنا محمد بن يونس الكديمي، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا أسامة
بن زيد، فذكر بإسناده مثله.

وأخبرني القاضي علي بن إبراهيم، قال حدثنا
الكديمي، قال: حدثني سعيد بن منصور البلخي، قال: حدثنا يعقوب بن عبد
الرحمن، عن محمد ابن عجلان، عن محمد بن كعب القرظي، فذكر بإسناده مثله.
حدثنا
علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال:
حدثنا محمد بن عباد بن موسى، قال: حدثني روح بن عبادة، عن أسامة بن زيد،
عن محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن شداد، عن عبد الله بن جعفر، عن علي
بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا
نزل في كرب، أن أقول: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله، وتبارك
الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين.
حدثنا: علي بن الحسن،
قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا أبو خيثمة،
قال: حدثنا عفان بن مسلم، عن عبد الواحد ابن زياد، قال: حدثنا مجمع بن
يحيى، قال: حدثنا أبو العيوف صعب، أبو صعيب العنزي، عن أسماء بنت عميس،
قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: من أصابه هم، أو غم، أو
سقم، أو شدة، أو ذل، أو لأواء، فقال: الله ربي، لا شريك له، كشف الله ذلك
عنه.
حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي
الدنيا، قال: حدثني سعيد بن سليمان، قال: حدثنا فضيل بن مرزوق، قال: حدثنا
أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: قال عبد الله بن
مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب مسلماً قط، هم، أو حزن،
فقال: اللهم إني عبدك، وابن أمتك، ناصيتي في يدك، ماض في حكمك، عدل في
قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته
أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع
قلبي، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله عنه كربه، وأبدله مكان حزنه
فرحاً.
قالوا: يا رسول الله أفلا نتعلم هذه الكلمات ؟ قال: بلى، ينبغي لمن سمعهن
أن يتعلمهن.
حدثنا
علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال:
حدثنا أبو حفص الصفار أحمد بن حميد، قال: حدثنا جعفر ابن سليمان، قال:
حدثنا الخليل بن مرة، عن فقيه من أهل الأردن، قال: بلغنا أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم، كان إذا أصابه غم أو كرب يقول: حسبي الرب من العباد، حسبي
الخالق من المخلوق، حسبي الرازق من المرزوق، حسبي الله الذي هو حسبي، حسبي
الله ونعم الوكيل، حسبي الله، لا إله إلا هو، عليه توكلت، وهو رب العرش
العظيم.
حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن
أبي الدنيا، قال: حدثنا القاسم بن هاشم، قال: حدثني الخطاب بن عثمان، قال:
حدثني ابن أبي فديك، قال: حدثنا سعد بن سعيد، قال: حدثنا أبو إسماعيل ابن
أبي فديك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كربني أمر، إلا تمثل
لي جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، قل توكلت على الحي الذي لا يموت،
والحمد لله الذي لم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك... إلى آخر
الآية.
حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثني ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي
الدنيا، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا النضر بن إسماعيل البجلي
عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عبد الله، كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم، إذا نزل به هم، أو غم، قال: يا حي، يا قيوم،
برحمتك أستغيث.
حدثنا جعفر بن أبي طالب بن أبي جعفر بن البهلول التنوخي
القاضي، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي حية، قال: حدثنا إسحاق
ابن أبي إسرائيل، قال: حدثني النضر بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق،
عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الله بن مسعود قال: كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم، إذا نزل به غم أو كرب، قال: يا حي، يا قيوم،
برحمتك أستغيث.
حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا
ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا هارون بن سفيان، قال: حدثني عبد الله بن محمد
القرشي، عن نعيم بن مورع، عن جويبر، عن الضحاك، قال: دعاء موسى حين توجه
إلى فرعون، ودعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم حنين، ودعاء كل
مكروب: كنت وتكون، حياً لا تموت، تنام العيون، وتنكدر النجوم، وأنت حي
قيوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، يا حي، يا قيوم.
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب الفرج بعد الشدة الجزء الثانى Empty رد: كتاب الفرج بعد الشدة الجزء الثانى {الأحد 5 يونيو - 17:20}

دعاء الفرج


دعاء
الفرج، أعطانيه أبو الحمد داود بن الناصر لدين الله واسمه أحمد بن الهادي
للحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم المعروف بطباطبا ابن إسماعيل
ابن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وقال لي: إن أهله
يتوارثونه، وهو عن أمير المؤمنين عليه السلام.
يا من تحل به عقد
المكاره، ويفل حد الشدائد، ويا من يلتمس به المخرج، ويطلب منه رَوْحُ
الفرج، أنت المدعوّ في المهمات، والمفزع في الملمات، لا يندفع منها إلا ما
دفعت، ولا ينكشف منها إلا ما كشفت، قد نزل بي ما قد علمت، وقد كادني ثقله،
وألم بي ما بهظني حمله، وبقدرتك أوردته علي، وبسلطانك وجهته إلي، ولا مصدر
لما أوردت، ولا كاشف لما وجهت، ولا فاتح لما أغلقت، ولا ميسر لما عسرت،
ولا معسر لما يسرت، فصل الله على محمد، وعلى آل محمد، وافتح لي باب الفرج
بطولك، واحبس عني سلطان الهم بحولك، وأنلني حسن النظر فيما شكوت، وأذقني
حلاوة الصنع فيما سألت، وهب لي من لدنك فرجاً هنياً عاجلاً، وصلاحاً في
جميع أمري سنياً شاملاً، واجعل لي من عندك فرجاً قريباً، ومخرجاً رحباً،
ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فروضك، واستعمال سنتك، فقد ضقت ذرعاً بما
عراني، وتحيرت فيما نزل بي ودهاني، وضعفت عن حمل ما قد أثقلني هماً،
وتبدلت بما أنا فيه قلقاً وغماً، وأنت القادر على كشف ما قد وقعت فيه،
ودفع ما منيت به، فافعل بي ذلك يا سيدي ومولاي، وإن لم أستحقه، وأجبني
إليه وإن لم أستوجبه، يا ذا العرش العظيم ثلاث مرات.

دعاء آخر للفرج


وأعطاني
دعاء آخر للفرج، وقال لي: إن أهله بصعدة، يتوارثونه عن أهل البيت عليهم
السلام: لا إله إلا الله حقاً حقاً، لا إله إلا الله تعبداً ورقاً، لا إله
إلا الله إيماناً وصدقاً، يا منزل الرحمة من معادنها، ومنشىء البركة من
أماكنها، أسألك أن تصلي على محمد، عبدك ونبيك، وخيرتك من خلقك وصفيك، وعلى
آله مصابيح الدجى، وأئمة الهدى، وأن تفرج عني فرجاً عاجلاً، وتنيلني
صلاحاً لجميع أمري شاملاً، وتفعل بي، في ديني ودنياي، ما أنت أهله، يا
كاشف الكرب، يا غافر الذنب، يا الله، يا رب.

استغفروا ربكم إنه كان غفارا


ً

فقال له: عليك بالاستغفار، فإن الله تعالى يقول: استغفروا ربكم، إنه كان
غفاراً... الآيات.
فعاد إليه، وقال: يا أمير المؤمنين قد استغفرت كثيراً، وما أرى فرجاً مما
أنا فيه.
قال: لعلك لا تحسن أن تستغفر.
قال: علمني.

حدثني
أيوب بن العباس بن الحسن الذي كان وزير المكتفي - ولقيت أيوب بالأهواز في
حدود سنة خمسين وثلثمائة - من حفظه، قال: حدثني علي بن همام، بإسناد لست
أحفظه: أن أعرابياً شكى إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
شدة لحقته، وضيقاً في الحال، وكثرة من العيال.

قال:
أخلص نيتك، وأطع ربك، وقل: اللهم إني أستغفرك من كل ذنب، قوي عليه بدني
بعافيتك، أو نالته يدي بفضل نعمتك، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك، أو اتكلت
فيه، عند خوفي منه، على أناتك، أو وثقت فيه بحلمك، أو عولت فيه على كرم
عفوك، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب خنت فيه أمانتي، أو بخست فيه نفسي، أو
قدمت فيه لذتي، أو آثرت فيه شهوتي، أو سعيت فيه لغيري، أو استغويت فيه من
تبعني، أو غلبت فيه بفضل حيلتي، أو أحلت فيه عليك يا مولاي، فلم تؤاخذني
على فعلي، إذ كنت - سبحانك - كارهاً لمعصيتي، لكن سبق علمك فيّ باختياري،
واستعمالي مرادي وإيثاري، فحلمت عني، لم تدخلني فيه جبراً، ولم تحملني
عليه قهراً، ولم تظلمني شيئاً، يا أرحم الراحمين، يا صاحبي عند شدتي، يا
مؤنسي في وحدتي، ويا حافظي عند غربتي، يا وليي في نعمتي، ويا كاشف كربتي،
ويا سامع دعوتي، ويا راحم عبرتي، ويا مقيل عثرتي، يا إلهي بالتحقيق، يا
ركني الوثيق، يا رجائي في الضيق، يا مولاي الشفيق، ويا رب البيت العتيق،
أخرجني من حلق المضيق، إلى سعة الطريق، وفرج من عندك قريب وثيق، واكشف عني
كل شدة وضيق، واكفني ما أطيق وما لا أطيق، اللهم فرج عني كل هم وكرب،
وأخرجني من كل غم وحزن، يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، ويا منزل القطر، ويا
مجيب دعوة المضطر، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها، صل على خيرتك محمد
النبي، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وفرج عني ما ضاق به صدري، وعيل معه
صبري، وقلت فيه حيلتي، وضعفت له قوتي، يا كاشف كل ضر وبلية، ويا عالم كل
سر وخفية، يا أرحم الراحمين، وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد،
وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم.
قال الأعراب: فاستغفرت بذلك مراراً، فكشف الله عز وجل عني الغم والضيق،
ووسع علي في الرزق، وأزال عني المحنة.


لا أبالي على أي حالة أصبحت


حدثنا
علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال:
حدثني علي بن الجعد وإسحاق بن إسماعيل، قالا: حدثنا سفيان ابن عيينة، عن
أبي السوداء، عن أبي مجلز، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أبالي
على أي حالة أصبحت، على ما أحب، أو على ما أكره، وذلك أني لا أدري، الخير
فيما أحب، أو فيما أكره.
حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن الجراح،
قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد، قال: حدثنا أبو
أسامة، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: إن لم يكن لنا خير فيما نكره، لم يكن
لنا خير فيما نحب.
حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن الجراح، قال:
حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، قال: حدثنا
أبو روح، رجل من أهل مرو، عن سفيان بن عيينة، قال: مر محمد بن علي، على
محمد بن المنكدر، فقال: ما لي أراك مغموماً ؟ فقال أبو حازم: ذلك لدين
فدحه.
قال محمد بن علي: أفتح له في الدعاء ؟ قال: نعم.
قال: لقد بورك لعبد في حاجة أكثر فيها دعاء ربه، كانت ما كانت.
حدثنا
علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال:
حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، قال: حدثنا أبو روح، قال: قال ابن
عيينة: ما يكره العبد، خير له مما يحب، لأن ما يكره، يهيجه على الدعاء،
وما يحب، يلهيه عنه.
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب الفرج بعد الشدة الجزء الثانى Empty رد: كتاب الفرج بعد الشدة الجزء الثانى {الأحد 5 يونيو - 17:21}

دعاء داود عليه السلام


قال ابن أبي
الدنيا، قال حدثنا أبو نصر التمار، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز
التنوخي، قال: قال داود عليه السلام: سبحان الله مستخرج الدعاء بالبلاء،
سبحان الله مستخرج الشكر بالرخاء.

ما أقرب النعيم من البؤس.


حدثنا
علي بن الحسن، قال: حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال:
حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي، قال: حدثنا العلاء بن عبد الجبار العطار،
قال: حدثنا أبو عبد الصمد العمي، قال: سمعت مالك بن دينار، يقول في مرضه،
وهو من آخر كلام سمعته يتكلم به: ما أقرب النعيم من البؤس، يعقبان،
ويوشكان زوالاً.

عبيدك بفنائك


حدثنا علي بن الحسن، قال:
حدثنا ابن الجراح، قال: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا محمد بن الحسين،
قال: حدثني عبد الله بن محمد التميمي، قال: حدثنا شيخ مولى لعبد القيس، عن
طاووس، قال:

إني لفي الحجر ذات ليلة، إذ دخل علي بن الحسين عليهما
السلام، فقلت: رجل صالح من أهل بيت الخير، لأستمعن إلى دعائه الليلة،
فصلى، ثم سجد، فأصغيت بسمعي إليه، فسمعته يقول: عبيدك بفنائك، مسكينك
بفنائك، فقيرك بفنائك، سائلك بفنائك.
قال طاووس: فحفظتهن، فما دعوت بهن في كرب، إلا فرج الله عني.
ذبح عجلاً بين يدي أمه فخبل
حدثنا
إبراهيم بن محمد الأنصاري، بالموصل، بحضر عضد الدولة، قال: أنبأنا أبو
خليفة الفضل بن الحباب الجمحي القاضي، وأبو جعفر محمد بن محمد بن حبان
الأنصاري، البصريان، قالا: حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي، قال: حدثني
حماد بن سلمة. قال: حدثنا أبو عمران الجوفي عن نوف البكالي: أن نبياً أو
صديقاً ذبح عجلاً بين يدي أمه، فخبل، فبينما هو كذلك ذات يوم، تحت شجرة
فيها وكر طير، إذ وقع فرخ طائر في الأرض، وتغبر في التراب، فأتاه الطائر،
فجعل يطير فوق رأسه، فأخذ النبي أو الصديق الفرخ، فمسحه من التراب، وأعاده
في وكره، فرد الله عز وجل عليه عقله.


الغمرات ثم ينجلين


أخبرني
أبي، قال: حدثنا حرمي بن أبي العلاء، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال:
وحدثني أحمد بن عبد الله بن أحمد الوراق، قال: حدثنا أحمد ابن سليمان
الطوسي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: أخبرني عثمان بن سليمان، قال:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يوماً لجلسائه، وفيهم عمرو بن العاص: ما
أحسن شيء؟ فقال: كل رجل برأيه؛ وعمرو ساكت.
فقال: ما تقول يا عمرو ؟ قال: الغمرات ثم ينجلين.

طول الغمة يطمع في انقضائها


كتب
سعيد بن حصيد، إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، كتاباً من الاستتار،
قال فيه: وأرجو أن يكشف الله، بالأمير أعزه الله، هذه الغمة الطويل مداها،
البعيد منتهاها، فإن طولها، قد أطمع في انقضائها، وتراخي أيامها، قد سهل
سبيل الأمل لفنائها.

رقعة أبي الفرج الببغاء إلى القاضي التنوخي مؤلف الكتاب يتوجع
له في



محنته
قال
مؤلف هذا الكتاب: ولحقتني محنة غليظة من السلطان، فكتب إلي أبو الفرج عبد
الواحد بن نصر بن محمد المخزومي الكاتب الشاعر النصيبي، المعروف بالببغاء،
رقعة، يتوجع لي فيها، نسختها: بسم الله الرحمن الرحيم، مدد النعم - أطال
الله بقاء سيدنا القاضي - بغفلات المسار وإن طالت، أحلام، وساعات المحن،
وإن قصرت بشوائب الهم، أعوام، وأحظانا بالمواهب، من ارتبطها بالشكر،
وأنهضنا بأعباء المصائب، من قاومها بعدد الصبر، إذ كان أولها بالعظة
مذكراً، وآخرها بمضمون الفرج مبشراً، وإنما يتعسف ظلم الفتنة، ويتمسك
بتفريط العجز، ضال الحكمة، من كان بسنة الغفلة مغموراً، وبضعف المنة
والرأي مقهوراً، وفي انتهاز فرص الحزم مفرطاً، ولمرصي ما اختاره الله
تعالى فيه متسخطاً.

وسيدنا القاضي - أدام الله تأييده - أنور بصيرةً،
وأطهر سريرةً، وأكمل حزماً، وأنفذ مضاءً وعزماً، من أن يتسلط الشك على
يقينه أو يقدح اعتراض الشبه في مروءته ودينه، فيلقى ما اعتمده الله من
طارق القضاء المحتوم، بغير واجبه من فرض الرضا والتسليم، ومع ذلك فإنما
تعظم المحنة إذا تجاوزت، وضعف التنبيه من الله جل ذكره إلى واجب العقوبة،
ويصير مجيء السلطان - أدام الله عزه - بها، وجوب الحجة، وشغلت الألسن عن
محمود الثناء منها بمذموم اللائمة، فإذا خلت من هذه الصفات المليمة،
والشوائب المذمومة، كانت - وإن راع ظاهرها - بصفات النعم أولى، وبأسماء
المنح أحق وأحرى، ومتى أعمل ذو الفهم الثاقب، والفكر الصائب، مثله أعزه
الله، بكامل عقله، وزائد فضله، فيما يسامح به الدنيا من مرتجع هباتها،
وتمد له من خدع لذاتها، علم أن أسعد أهلها فيها ببلوغ الآمال، أقربهم فيما
خوله من التغير والانتقال، فصفاؤها مشوب بالكدر، وأمنها مروع بالحذر، لأن
انتهاء الشيء إلى حده، ناقل له عما كان عليه إلى ضده، فتكاد المحنة، بهذه
القاعدة، لاقترانها من الفرج بفسيح الرجاء، وانتهاء الشدة منها إلى مستجد
الرخاء، أن تكون أحق بأسماء النعم، وأدخل في أسباب المواهب والقسم،
وبالحقيقة، فكل وارد من الله تعالى على العبد، وإن جهل مواقع الحكم منه،
وساءه استتار عواقب الخيرة بمفارقة ما نقل عنه، غير خال من مصلحة، بتقديم
عاجل، وادخار آجل. وهذا وصف ما ذكر الله به سيدنا القاضي - أدام الله
تأييده - إذ كان للمثوبة مفيداً، وللفرج ضامناً، وبالحظ مبشراً، وإلى
المسرة مؤدياً، وبأفضل ما عوده الله جل اسمه عائداً، وهو - أدام الله
كفايته - يتنجز ذلك بمستحكم الثقة، ووجاهة الدعاء والرغبة، ووسائط الصبر
والمعونة، ولعله أن يكون إليه أقرب من ورود رقعتي هذه عليه، بقدرة الله
ومشيئته، ولولا الخوف من الإطالة، والتعرض للإضجار والملالة، بإخراج هذه
الرقعة عن مذهب الرقاع، وإدخالها بذكر ما نطق به نص الكتاب، من ضمان اليسر
بعد العسر، وما وردت به في هذا المعنى، الأمثال السائرة، والأشعار
المتناقلة، في جمة الرسائل وحيز المصنفات، لأودعتها نبذاً من ذلك، لكني
آثرت أن لا أعدل بها عما افتتحتها به، واستخدمتها له، مقتصراً على استغناء
سيدنا القاضي - أدام الله تأييده - عن ذلك، بمرشد حفظه، ووفور فضله،
ومأثور نباهته ونبله، والله يبلغه ويبلغنا فيه نهاية الآمال، ولا يخليه،
في طول البقاء، من مواد السعادة والإقبال، إن شاء الله تعالى، وهو حسبنا
ونعم الوكيل.


حسن الظن بالله أقرب إلى الفرج


قال بعض الصالحين: استعمل في كل بلية تطرقك حسن الظن بالله عز وجل، في
كشفها، فإن ذلك أقرب بك إلى الفرج.

الصبر على قدر البلاء


وروي عن علي بن أبي طالب عليه السلام، أنه قال: أفضل عمل الممتحنين،
انتظار الفرج من الله عز وجل، والصبر على قدر البلاء.
وعنه: الصبر كفيل بالنجاح، والمتوكل لا يخيب ظنه.

قد ينجلي المكروب عما يسر


وكان يقال: العاقل لا يذل بأول نكبة، ولا يفرج بأول نعمة، فربما أقلع
المحبوب عما يضر، وأجلى المكروه عما يسر.
شكا عبد الله بن طاهر، إلى سليمان بن يحيى بن معاذ كاتبه، بلاء خافه
وتوقعه.
فقال
له: أيها الأمير، لا يغلبن على قلبك، إذا اغتممت، ما تكره دون ما تحب،
فلعل العاقبة تكون بما تحب، وتوفي ما تكره، فتكون كمن يستسلف الغم والخوف.
قال: أما أنك قد فرجت عني ما أنا فيه.

لماذا أصبح الاستغفار سنة في الاستسقاء


بلغني أن الناس قحطوا بالمدينة، في سنة من خلافة عمر بن الخطاب، فخرج بهم
مستسقياً، فكان أكثر قوله الاستغفار.
فقيل له: يا أمير المؤمنين، لو دعوت.
فقال:
أما سمعتم قوله عز وجل " استغفروا ربّكم، إنّه كان غفّاراً، يرسل السماء
عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات، ويجعل لكم أنهاراً
" .
فصار الاستكثار من الاستغفار في الاستسقاء سنة إلى اليوم.
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب الفرج بعد الشدة الجزء الثانى Empty رد: كتاب الفرج بعد الشدة الجزء الثانى {الأحد 5 يونيو - 17:22}

أقوال الحكماء في الصبر


يحكى
عن أنوشروان، أنه قال: جميع المكاره في الدنيا، تنقسم على ضربين، فضرب فيه
حيلة، فالاضطراب دواؤه، وضرب لا حيلة فيه، فالاصطبار شفاؤه.
كان بعض الحكماء يقول: الحيلة فيما لا حيلة فيه، الصبر.
وكان يقال: من اتبع الصبر، اتبعه النصر.

ومن الأمثال السائرة: الصبر مفتاح الفرج، من صبر قدر، ثمرة الصبر
الظفر، عند اشتداد البلاء يأتي الرخاء.
وكان يقال: تضايقي تنفرجي.
وكان يقال: إذا اشتد الخناق انقطع.
وكان
يقال: خف المضار، من خلل المسار، وارج النفع، من موضع المنع، واحرص على
الحياة، بطلب الموت، فكم من بقاء سببه استدعاء الفناء، ومن فناء سببه
إيثار البقاء، وأكثر ما يأتي الأمن من قبل الفزع.
والعرب تقول: إن في الشر خياراً.
وقال الأصمعي: معناه، أن بعض الشر أهون من بعض.
وقال أبو عبيدة: معناه، إذا أصابتك مصيبة، فاعلم أنه قد يكون أجل منها،
فلتهن عليك مصيبتك.
قال
بعض الحكماء: عواقب الأمور، تتشابه في الغيوب، فرب محبوب في مكروه، ومكروه
في محبوب، وكم مغبوط بنعمة هي داؤه، ومرحوم من داء هو شفاؤه.
وكان يقال: رب خير من شر، ونفع من ضر.
وروي
أن أمير المؤمنين علياً قال: يا ابن آدم، لا تحمل هم يومك الذي لم يأت،
على يومك الذي أتى، فإنه إن يكن في عمرك، يأتك الله فيه بمحبتك، واعلم أنك
لن تكسب شيئاً سوى قوتك، إلا كنت فيه خازناً لغيرك بعد موتك.
وقال وداعة السهمي، في كلام له: اصبر على الشر إن قدحك، فربما أجلى عما
يفرحك، وتحت الرغوة اللبن الصريح.


شريح القاضي يحمد الله على المصيبة أربع مرات


قال
شريح: إني لأصاب بالمصيبة، فأحمد الله عز وجل عليها أربع مرات، أحمده إذ
لم تكن أعظم مما هي، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني
للاسترجاع، لما أرجو فيه من الثواب، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني.

من ساعة إلى ساعة فرج


ويشبه
هذا ما روي عن بزرجمهر بن البختكان الحكيم، الذي كان وزير أنوشروان، فإنه
حبسه عند غضبه، في بيت كالقبر ظلمة وضيقاً، وصفده بالحديد، وألبسه الخشن
من الصوف، وأمر أن لا يزاد كل يوم، على قرصين خبزاً شعيراً، وكف ملح جريش،
ودورق ماء، وأن تحصى ألفاظه، فتنقل إليه، فأقام بزرجمهر شهوراً، لا تسمع
له لفظة.
فقال أنوشروان: أدخلوا إليه أصحابه، ومروهم أن يسألوه، ويفاتحوه في
الكلام، واسمعوا ما يجري بينهم، وعرفونيه.
فدخل
إليه جماعة من المختصين - كانوا - به، فقالوا له: أيها الحكيم، نراك في
هذا الضيق، والحديد، والصوف، والشدة التي وقعت فيها، ومع هذا، فإن سحنة
وجهك، وصحة جسمك، على حالهما، لم تتغيرا، فما السبب في ذلك ؟.
فقال: إني عملت جوارشاً من ستة أخلاط، آخذ منه كل يوم شيئاً، فهو الذي
أبقاني على ما ترون.
قالوا: فصفه لنا، فعسى أن نبتلى بمثل بلواك، أو أحد من إخواننا، فنستعمله
ونصفه له.
قال:
الخلط الأول: الثقة بالله عز وجل، والخلط الثاني: علمي بأن كل مقدر كائن،
والخلط الثالث: الصبر خير ما استعمله الممتحنون، والخلط الرابع: إن لم
أصبر أنا فأي شيء أعمل، ولم أعين على نفسي بالجزع، والخلط الخامس: قد يمكن
أن أكون في شر مما أنا فيه، والخلط السادس: من ساعة إلى ساعة فرج.
قال: فبلغ كسرى كلامه، فعفا عنه.

يأتي الله بالفرج عند انقطاع الأمل واستبهام الحيل


فصل
لبعض كتاب زماننا، وهو علي بن نصر بن علي الطبيب: وكما أن لله جل وعلا
يأتي بالمحبوب، من الوجه الذي قدر ورود المكروه منه، ويفتح بفرج، عند
انقطاع الأمل، واستبهام وجوه الحيل، ليحض سائر خلقه، بما يريهم من تمام
قدرته، على صف الرجاء إليه، وإخلاص آمالهم في التوكل عليه، وأن لا يزووا
وجوههم في وقت من الأوقات عن توقع الروح من، فلا يعدلوا بآمالهم على أي
حال من الحالات، عن انتظار فرج يصدر عنه، وكذلك أيضاً، يسهم فيما ساءهم،
بأن كفاهم بمحنة يسيرة، ما هو أعظم منها، وافتداهم بملمة سهلة، مما كان
أنكى فيهم لو لحقهم.
قال إسحاق العابد: ربما امتحن الله العبد، بمحنة يخلصه بها من الهلكة،
فتكون تلك المحنة، أجل نعمة.
قال:
وسمعت، أن من احتمل المحنة، ورضي بتدبير الله تعالى في النكبة، وصبر على
الشدة، كشف له عن منفعتها، حتى يقف على المستور عنه من مصلحتها.
وقال عبد الله بن المعتز: ما أوطأ راحلة الواثق بالله، وآنس مثوى المطيع
لله.
حكى
بعض النصارى، أن بعض الأنبياء عليهم السلام، قال: المحن تأديب من الله،
والأدب لا يدوم، فطوبى لمن تصبر على التأديب، وتثبت عند المحنة، فيجب له
لبس إكليل الغلبة، وتاج الفلاح، الذي وعد الله به محبيه، وأهل طاعته.
قال إسحاق: احذر الضجر، إذا أصابتك أسنة المحن، وأعراض الفتن،
فإن الطريق المؤدي إلى النجاة صعب المسلك.
قال بزرجمهر: انتظار الفرج بالصبر، يعقب الاغتباط.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى