لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب التزكرة الجزء الثالث Empty كتاب التزكرة الجزء الثالث {الجمعة 10 يونيو - 20:23}

الذكر المقبول


لو جرى ذكر العزيز الحكيم
كما ينبغي له الإجلال والتعظيم لسعى بذكره كل سقيم ولكن عز على اكثر
الخلائق توفيه الإجلال عند ذكر اسم الخالق فلذلك ترى أكثر المتعبدين لذكر
الله مديمين ولا تراهم إلى المذكور واصلين ولا على وصاله بحاصلين لأنهم
يذكرون بألسنتهم من ليس بقلوبهم عارفين نديم الذكر والذكر عظيم الشأن
والقدر وما بنصر للذكر على الذاكر من أثر وما الآفة إلا جهل من يذكر
بالأمر إذا لم يعرف المذكور ما يصنع بالذكر كل مطلوب لا يعظمه الطالب لا
يبلغ منه شرف المراتب عبادة الله حرفة لا يحدق فيها إلا المتبتلون إليها
ومعرفة الله غاية لا يبلغها إلا المقبلون بكل وجوههم عليها وكيف لاتكون
سلعة غالية وجنة الله عالية وإليه في كل شرف المنتهى الذي ليس وراءه مرمى
ابذل الروح إن أردت الوصال فوصال الحبيب أغلى وأغلى ليس من يلتقى إذا زار
بالطرد كمن يلتقي إذا زار بأهلا وسهلا من شفيعي إلى الحبيب كلما رمت وصله
قال كلا لو رآني أهلا لجاد ولكن ما رآني لما رمت أهلا إذا نفع الوعظ
وأسفاه كلام من لا إله سواه قل لمن ما في السموات والأرض قل لله كتب على
نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا

ريب فيه الذين خسروا أنفسهم
فهم لا يؤمنون إذا أعضلتكم الحاجة ولم تجدوا مطيعا بهبة ولا قرض فاسألوا
من له ما في السموات والأرض الذي كتب على نفسه الرحمة فهي لعباده على نفسه
فرضوله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم كان رسول الله صلى الله
غليه وسلم من الحطام الفاني فارغ اليد ومن كنوز المعرفة مملوء القلب فلما
نظر الجاهلون بالله إلى تجرد ظاهره ظنوا أنه بحاجة دنياهم فقال لهم كفار
ملة قد علمنا إنما يحملك على ما تدعونا إليه الحاجة فنحن نجعل لك نصيبا في
أموالنا حتى تكون من أغنانا رجلا وترجع عما انت عليه فنزلت هذه الآية وله
ما سكن في الليل والنهار أي إذا كان الذي له ما يحتوي عليه الزمان فكيف
تكون محتاجا إلى عطية إنسان علمك يا سيدي بحالي أغنى لساني عن المقال جبرت
كسرى كشفت ضري أغنيت فقري سترت حالي لا تجعلني عبدا لمولا سواك يا سيد
الموالي



من كلام المصطفى صلى الله عليه و سلم في فضل الدعاء وبعض
الأدعية
قد استنزلنا الرحمة بتلاوة شيء من محكم التنزيل فلنستدع البركة بذكر
أحاديث من كلام الرسول قال صلى الله عليه و سلم أقرب ما يكون العبد من
الرب في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة
فكن مخرج في الصحيح وقال صلى الله عليه و سلم من سره أن يستجيب الله له
عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء



وقال لمعاذ بن جبل
يا معاذ لا تدعن أن تقول في دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن
عبادتك وقال من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو
الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرت ذنوبه وإن كانت عدد ورق الشجر وإن
كانت عدد رمل عالج وإن كانت عدد أيام الدنيا وقال ما من دعوة أسرع إجابة
من دعوة غائب لغائب


وقال اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين
الله حجاب وقال ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا
يستجيب دعوة قلب غافل لاه



وقال ما من عبد يرفع يديه حتى يبدو
بياض إبطيه يسأل الله مسألة إلاأتاه إياها ما لم يعجل قيل يا رسول الله
كيف تكون عجلته قال يقول قد سألت ربي وسألت فلم أعط شيئا وقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم من لم يسأل الله غضب الله عليه وقال ليسأل أحدكم ربه
حاجته كلها حتى يسأله الملح لأهله وحتى يسأله شسع نعله إذا انقطع وقال
الدعاء مخ العبادة أو قال هو العبادة ثم قرأ قوله تعالى


وقال
ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين
الدعاء باب من الأبواب المدخلة على العزيز الوهاب وطريق من الطرق الموصلة
إلى ذلك الجناب ووسيلة من أنجح الوسائل ورسالة من العبد إلى حضرة الرب من
أبلغ الرسائل فإن كان مدادها الدمع السائل فهو الدعاء الواصل لا أسمع
الدهر عذل عازل في حب من ماله مماثل يشهد لي أنني محب دمع على الوجنتين
سائل والوجد بين الضلوع نازك والنوم عن مقلتي راحل راسلهم بالدموع دهرا
فما أرى أغنت الرسائل وكنت أعتاض بالطيف في منامي إذكان ذالك غير باخل قد
حنا النوم جفن عيني صار لي الطيف غير واصل عساكم ترحمون صبا ما فاز من
قربكم بطائل ليس له حاصل سوى أن عمر ولي بغير حاصل



حكم ومأثورات


حسرة الفوات أشد من سكرة الموت أوجع الألم حرقة الندم أشد العذاب فرقة
الأحباب ما طرق أسماع السامعين أقطع من اخسئوا فيها ولا تكلمون لا أستر
للعورات من لباس التقوى ولا أغنى للفاقات من القناعة والرضا مجالسة
العقلاء تزيد في العقل ومجالسة الجاهلين تزيد في الجهل ومخالطة المساكين
تذهب الكبر الترياق المجرب لزوم الاستغفار ووصل الحبيب اسم الترياق وقربه
الأسير البعيدإطلاق فدين لا أدين به وكيف يسلوا عن الأحباب عشاق وكيف يحمد
بي سلو جمالكم وبيننا في الهوى عهد وميثاق قلبي القريح عليكم حشوه حرق
ولوعة وصبابة وأسواق لا غرو أن كان في قلبي شيقا قلقا قلب المحب إلى
الأحباب تواق إن أبعدوني فأهل للعباد أنا وإن هموا أقربوني فإن القلب
مشتاق الواجب على كل عبد أبعده المولى عن جنابه أن يعترف بذنبه لربه
ويعتقد أن البعد أولى به

من كان مؤمنا بأن الله هو العلي الحكيم علم
أنما أخره الله فحقه التأخير وما قدمه فحقه التقديم فالحمد لله على كل حال
ونعوذ بالله من سوء المآل ونسأله الإستقامة في جميع الأحوال وأن يبلغنا
بفضله أشرف المنازل إنه جواد مفضال


المجلس السابع عشر كلام السلف


في ذكر نبذة من كلام السلف الأعلام ففي كلامهم جلاء الهموم وشفاء الأسقام
من أراد أن يسلم له دينه ويستريح قلبه وبدنه فليعتزل الناس ومن لم يعرف
قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم ومن عجز عن أدب نفسه كان عن أدب غيره أعجز
من قلة الصدق كثرة الخطأ ومن علامة الإستدراج الحمى عن عيوب النفس ومن
تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله قلوب المغترين معلقة بالسوابق
وقلوب الأبرار معلقة بالخواتيم من النذالة أن يأكل الإنسان بدينه من حاسب
نفسه استحيا الله من حسابه ثلاث من كن فيه استكمل الايمان من إذا غضب لم
يخرجه غضبه من الحق وإذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل وإذا قدر لم يتناول
ما ليس له وكان بعضهم يقول اللهم ما عذبتني به من شيء فلا تعذبني بذل
الحجاب

احذر أن تكون ثناء منشورا وعيبا مستورا أمس أجل واليوم عمل
وغدا أمل حرام على قلب محب الدنيا ان يسكنه الورع وحرام على عالم لم يعمل
بعلمه أن يتخذوه المتقون إماما إليك أشكو بدنا غذي بنعمك ثم توثب على
معاصيك المؤمن إذا زاد سخاؤه وإذا زاد عمره زاد اجتهاده اجمع عقلاء كل أمة
أنه من لم يجر مع القدر لم يهنأ بعيشه معاشر الفقراء إنما عرفتم بالله
وإنما مكرمون لله فإذا خلوتم به فانظروا كيف تكونون معه علامة إعراض الله
عن العبد أن يشغله بما لا يعنيه الطريق إلى الله مسدود على الخلق إلا على
المتقين أول وصال العبد للحق هجرانه لنفسه وأول هجران العبد للحق مواصلته
لنفسه إذا نزل بك أمر من الله فاستعمل الرضا فإن لم تجد إلى الرضا سبيل
فاستعمل الصبر فإن لم تجد فعليك بالتحمل من علم أن الله هو الضار النافع
أسقط مخاوف المخلوقين اتقوا الناجد من العلماء والجاهل من العباد فإنهما
فتنة لكل مفتون يا عجبا لمن لم ير محسنا غير الله كيف لا يميل بكليتيه
إليه إذا بكت عين الخائفين فقد بايعوا الله بدموعهم إنما حملا كلام السلف
في مذاق الأسماع وعظمت فيه البركة وحسن به



الانتفاع لأنهم كانوا
به عاملين وفي نشره مخلصين اللهم فعمنا ببركة أعمالهم الصالحة وانفعنا
بمقاصدهم الصادقة فهم القوم لا يضل من اهتدى ببهداهم ولا يضيع من تمسك
بعراهم كيف ضلالي عن سواء السبيل وأنت لي في طريق سلاى دليل يا فرحة القلب
ويا منية الصب ويا برد غليل الغليل وصفك لا تبلغه مدحتي ففهمي بليد ولساني
كليل كيف لي بصبر جميل وقد حجبت عن مرآى المحيا الجميل مالي إذا غيبت عن
ناظري غير مخيبي والبكاء والعويل جدلي ولو بالطيف إن كان لي إلى غموض
الجفن يوما سبيل وابذل ولو وعدا ولو نظرة فما قليل منك لي بالقليل رب
العزة اعظم في صدور العارفين من أن يناجوه في مخاطبتهم بأشعار المتغزلين
ولكن ما خلا قلب من حرقة ولا سلم مواصل من فرقة وكل مسلم له نصيب من محبة
مولاه على قدر معرفته بما اولاه فإذا ترنم المنشد بما يناسب أغراض المحبين
تحركت القلوب على قدر ما فيها من الشوق إلى لقاء حبيب العارفين وتحرقت
النفوس حزنا على التخلف عن مرافقة الصالحين إلى متى أنت في تواني تجري إلى
اللهو في عنان الموت حق لا ريب فيه مالك في رفعة يدان والبعث من بعده تراه
في غاية البعد وهو داني



يوم يقوم العباد كل عليه في الحشر شاهدان
إلى حساب قد سطر ته الأقلام يمليه جافظان ثم يضم العباد بعد الحسد اب في
الحشر منزلان منزل خوف لا امن فيه ومنزل الأمن والأمان الإيمان بيوم
القيامة لصدقه على أهله علامة التسارع إلى اكتساب الحسنات والتورع عن
ارتكاب السيئات وانسكاب العبرات ندما على ما فات أيها المدعي المحبة مهلا
أين آثار صدق ما تدعيه أين سفح الدموع فوق خدود حذرا ان يفوت ما ترتجيه
أين وقد الأحشاء شوقا إلى ما كنت من لذة التواصل فيه أين بذل المجهود في
طاعة المجبو ب من كل فعل كلما يرتضيه تدعي حبه ومالك من دعو اك غير المحال
والتمويه تدعي الحب عاريا عن شهود حظه منه ما يقول بغيه طالبوا أنفسكم
بالصدق في دعواها محبة الله واصمدوا بكل وجوهكم فيما يوجهكم إلى الله كل
النعيم في التلذذ بمناجاة الله كل الراحة في التعب بخدمة الله كل الغنى في
تصحيح الإفتقار إلى الله


كل مطالب الدنيا والآخرة في خزائن غيب
الله ومفاتيحها بأيدي رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وحق هواه
ليس لي عنه مذهب ولا لي فيما دون لقياه مطلب يقول اجتنب بابي ولا تعش
مرتعي وهل حشد عن روحه يتجنب إذا لم تكن لي عند غيرك حاجة فكيف إلى أبواب
غيرك أذهب وإذا لم أجد معط سواك بمطلبي فكيف سوى معروف جودك أطلب عذولي
فيه ما ارى ما رأيته فيكثر من لومي عليه ويطنب سلكت سبيلا ما أهتدي لسلوكه
فأعجب منه وهو مني يعجب وكيف سلوى عن جمال محجب أياديه عن كل الورى ليس
يحجب إذا دارت الكاسات من خمر حبه على كل اهل العقل فالكل شربوا وإن زمزم
الحادون للركب باسمه فكلهم حتى الركائب تطرب يطيب ويحلو للمحبين ذكره فلا
طيب إلا وذكره أطيب فإن قلت شهدا فهو أحلا مذاقه وان قلت ماء فهو أصفى
وأعذب سألتك يا حادي الركائب حاجة إذا ما بدت يوما لعينك يثرب فبلغ سلامي
من حوته قبابها وشرعته في الكون تملى وتكتب نبي الهدى شمس الضحى قمر الهدى
لمنصبه فوق السماكين منصب محمد المختار والماجد الذى إلى فخره كل المناسب
تنسب بنهجه كل الأئمة تهتدي بمورده كل الموارد تعذب هو الصادق الداعي إلى
الله وحده فمن لم يجبه فهو في الحشر يندب فصلوا عليه دائما فصلاتكم جزاؤكم
فيها على الله واجب وأكثكم يا أهل ملة أحمد عليه صلاة منه في الحشر أقرب

اللهم صلي على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وصلى عليه كلما
تعاقبت
الليالي والأيام وصلي عليه ما دامت الشهور والأعوام وعلى صحبه السادة
الكرام وسلم تسليما كثيرا لا انقضاء له ولا انفصام
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب التزكرة الجزء الثالث Empty رد: كتاب التزكرة الجزء الثالث {الجمعة 10 يونيو - 20:25}

موعظة في تعليم القرآن


الحمد لله الذي جعل القرآن لقلوب أهل الإيمان ربيعا فكل من لا يغذي القرآن
في الدنيا كان غذاؤه في الآخرة ضريعا لا يزال الإنسان صريعا تحت الشيطان
حتى يذكر الله ويتلو القرآن فحينئذ يستوي الإنسان قائما ويخر الشيطان
صريعا فمن شاء ان يكون العدو عن لحاقه بطيئا فليكن إلى الذكر والتلاوة
سريعا استظهر بشرب ترياق القرآن على سم أفعى الشيطان قبل أن تموت لسقياه
ما زال أبو البشر آدم صلى الله عليه و سلم من سكنى الجنات قي حصن حصين حتى
دخلت عليه الجنة وقد اختبأ في فمها الشيطان اللعين فخرج على آدم من شدقها
ذلك الكمين فضربه ضربة بقي من حرها ألف سنة في البكاء والأنين ثم لم يكن
خلاصه وخلاص عشر العشر من ذريته إلا بكتاب الله الذي جاءت به
المرسلونوقلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى ممن تبع هداي فلا
خوف عليهم ولا هم يحزنون متابعة الكتاب منقذة من العذاب وتعظيم الحرمات
مخرج من الظلمات ورعاية الأدب رفعة في الرتب

لولا العلم لكان الإنسان
بهيمة ولولا اللطف لكانت البلية عظيمة فاسألوا الله لطفة في جميع الأحوال
وليكن تعظيم القرآن منكم على بال فبوجود اللطف وعدمه سعد من سعد وشقي من
شقي وبالتقصير لقي المقصر ما لقي لا تسألوا عبدكم ماذا لقى من البكاء
والأساءة والحرق ليس عجيبا ما لقى بعد النؤى من الأنين والبكاء والأرق بل
العجيب ان من فارقكم كيف حيى من بعدكم كيف بقي إذا توجهت إلى غيرك تعثرت
بي قدمي في طرقي إن السعيد من رجا فضلكم ومن رجا غيركم فهو الشقي قد كان
شملي كله مجتمعا فد بعدتم آه وغرقي يا ليتني مت ولم أبق إلى ان ذقت طعم
الهجر والتفرق يا لائمي لو ذقت ما ذقت من الحنين والأنين والتشوق ولو رأت
عيناك ما رأيته من الجلال والجمال المونق عذرتني في قلقي ولمتني على بقايا
ما بقي من رمقي العجب ممن يسمح بصفة الجنة وهومخلد إلى الدنيا وأعجب فيه
من صدق نعيم الحضرة ثم يعمل لجنة المأوى والعجب ممن يسمع نوازل البلوى وهو
مخدر في دنياه منها واعجب فيه من خوفه الله بغضبه عليه واحتجابه عنه ثم هو
يخاف الجحيم واللظى كل عزيز وإن عز و جل فالله أعز منه وأجل وكل فائت وإن
عظم وكثر فهو بالنسبة إلى ما يفوت من الله أصغر وأقل



حتى متى ذا
القلب ساهي عن كل ما مغنيه لاهي والنفس معرضة عن القر آن سامعة الملاهي إن
الملاهي سوف تر مي سامعها بالدواهي كم ذا تنافس في الحط ام وجمعه كم ذا
ساهي ما عذر من شاب العذار منه وقبح سيرته كما هي إن قيل دع عنك التكبر
قال أخني هدم جاهي قد خالف القرآن في كل الأوامر والنواهي من كان لا ينهاه
عن فعل القبائح ذجرناهي العمر منه قد وهي والدين أيضا منه واهي فاصبر له
فالأم هاوية وما أدراك ما هي يا من سلب الملك الكبير ولم تشعر بسلبه يا من
أمره ربه بالتوبة وهو مصر على ذنبه قد خلت صحيفته من الحسنات لما خلا صدره
من تعظيم ربه وتخلت الملائكة عن نصرته فقد استحوذ الشيطان على قلبه يا
غافلا عن ذكر ربه يا مغفلا لصلاح قلبه يا من سباه عدوه يوما ولم يسعد
بسلبه هذا جزاء مقصر جهله في حق ربه من رام خصالا لا تحل فجائع الأعداء
بجنبه فليعتصم بالله وليعمل على السكن بقربه العارف بركن الله في حصن حصين
واللائذ بجناب الله في حرم أمين والعامل بكتاب الله متمسك بالعروة الوثقى
والحبل المتين والمقاتل تحت لواء رسول الله مؤيدا بالنصر العزيز مضمون له
الفتح المبين حصن بحصن التقوى نفسك من أسباب الردى حصن التقوى غير



حصين وامتسك بحبل القرآن في الشدائد كلها فكل حبل سوى هذا الحبل
فهو غير
متين لله أهلون وهم جملة أهله وكل من لا يكرم أهل القرآن فهو مهين احذر
تهين فقيرا لأجل رثه هيئة أكثر ملوك الجنة في هيئة المسكين متى أردت أن
يعلو قدرك وتعلو في الرتب في حضر الله معظم أهل التقا والدين ولا يغرك ذل
الفقير في دار الفناء دار البقى هي داره في العز والتمكين ترى الفقير في
الدنيا كأنه طير حذر وفي القيامة وافي قرير عين أمين خذ لك أيادي معهم غدا
ترى الدولة لهم مقبل أحدهم وجاهه عند الملك متين لا فخر كالفقر هذا الرسول
بالفقراء مفخر وهو الذي دفين في الطين ومع جلالة قدره دعا بأن يحيا هنا
مسكين ويقبر ويحشر مع المسكين اللهم ارزقنا ما رزقت أولياءك وفقراءك
ومساكنك من الاستغناء بك والافتقار إليك وأكرمنا بما تكرمنا به من كرامة
أوليائك يوم القدوم عليك يا كريم



المجلس الثامن عشر تفسير آية


الحمد لله وأنجح ما توسل به إليه المتوسلون إدامة حمده وأقرب ما تقرب به
إليه المتقربون أداء فرضه من ادى فرائض الله فهو عبد الله حق عبده ولا
يزال عبده يتقرب إليه بالنوافل حتى يحبه فإذا احبه أدخله في حزبه وأيده
بجنده فسبحان من كل الخير في يده وذا الفضل من عنده إذا رفد فلا تسأل عن
حسن حال عمره من رفده وإذا طرد فيا كسرة القلوب من ذل طرده وإذا حد حدا لم
يسع أهل سمائه وأرضه تجاوز حده أترى أفوز نبيل رفده أترى أحوز كريم وعده
أترى بمن بقربه من بعد بلواه يبعده يا بهجتي بوصاله يا ودعتا من ذكر صده
أنا عبده ومحبه ما شاء فليصنع بعبده قد دلت الأدلة القاطعة على ان صرخة
البين لأكباد المحبين قاطعة وإنما

يحس بوجعة فراق المحبون أولوا
الألباب وأرباب القلوب فأما من نور الهدى عن بصيرته محجوب فكيف يعرف إعراض
الرب عن المربوب فسبحان من كل أحد من خلقه إلى عطفه فقير وشكره واجب على
القليل والكثير والجليل والحقير كل جليل وحقير في قبضته أسير له ملك
السموات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير يا واحدا ما له نظير يا
قاضيا ما له مشير بذكره تشرح الصدور بأمره تصلح الأمور أحاط علما فلا صغير
يعزب عن علمه ولا كبير ما أحد دونه غني فكل من دونه فقير ما أحد دونه كبير
فكل من دونه صغير إن نحن نلنا رضاه يوما فكل ما فاتنا حقير أحمده وأشكره
وأحق عباده بمزيد فضله الحامد الشكور أرضى بقضائه وأصبر على بلائه وما ذاق
طعم العيش إلا الراضي الصبور وأشهد أن لا إله إلا الله العلي الكبير وأشهد
أن محمدا عبده ورسوله إلى اهل السهول والوعور والشفيع المشفع يوم يتأخر عن
الشفاعة كل مقدام جسور صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وكل من حضرته حضور
خصوصا على



الشيخين الإمامين المفضلين والصهرين المخصصين والعمين
المبجلين والسبطين الريحانين الحسن والحسين صلاة يتصل تكرارها بالرواح
والبكور اللهم إذا قسمت في عبادك الصالحين ما تقسمه من خير الدنيا والآخرة
فاجعل لنا منه الحظ الأكبر والنصيب الموفور وبارك لنا فيما تحيينا له مدى
الليالي والأيام والشهور والأعوام إنما فائدة أقطرت البركات لمدركيها ان
تغتنموا بركتها بطاعة الله فيها وكل من لا يعظم حرماتنا ولا يراعها فقد
حرم بركة مساعيه يوم تعود على الفرقة الناجية بركات مساعيها نستفتح بركة
هذا المجلس الكريم بتفسير آية من الذكر الحكيم أعوذ بالله السميع العليم
من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم قال الله عز و جل في كتاب
المبين هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد
السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون ما من
مجعول إلا والله له جاعل لأنه هو الخالق لكل صنعة وصانع وعمل وعامل فلهذا
قال هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازلأي هو الذي أضاء الشمس
فجعلها ضياء بالنهار وهو الذي انار القمر فجعله نورا بالليل فسواه ذا
منازل لا تجاوزها ولا يقصر عنها والمنازلهي الثمانية والعشرون منزلا
المنقسمة عن اثني عشر برجا قدر الله سبحانه مسير الشمس والقمر في تلك
البروج والمنازل لينتظم بمسير الشمس فيها امر الفصول اربعة ولولا تنقل
الشمس فيها لم يكن للأرض صيف ولا شتاء ولا ربيع ولا خريف ولولا اختلف
الهواء بتعاقب هذه الفصول لفسد نظام الحيوان



والنبات والمعادن
ولولا تنقل القمر فيها لفسد نظام الشهور القمرية ومطالع الأهلة والبذور
والأقمار المسخرة في الليالي الطوال الشتوية القصار الصيفية وكم في خلال
تدابير ذي الجلال من حكم جلية وألطاف خفية الرب أسراره خفية تعجز عن فهمها
البرية في كل شيء مما تراه من صنعه من حكمه جلية ودون ما قد بدا أمور تخفى
عن الفطنة الذكية إذا عجزنا عن فهم أدنى حكمه أجسادنا الدنية فكيف نرجو
عرفان شيء من أمر أوصافه العلية قوله تعالى لتعلموا عدد السنين والحسابقال
ابن عباس رضي الله عنهما يقول الله تعالى لو جعلت شمسين شمسا بالنهار
وشمسا بالليل ليس فيها ظلمة ولا ليل لم تعلموا عدد السنين والحساب قال
الكلبي يعني حساب السنين والشهور والأيام والساعات ثم قال تعالى ما خلق
الله ذلك إلا بالحقأي لم يخلق الشمس والقمر ومنازلهما إلا بالعدل لأنه
سبحانه هو الحق وكل ما جاء من عنده فهو الحق وكلما صنعه وخلقه ودبره فهو
حق وقيل معناه ما خلق الله ذلك إلا للحق أي لإظهار قدرته الخافية عليكم
بإظهار صنعته البادية لكم وإقامة الدلائل على وحدانيته عندكم ليقطع في
إشراككم به عذركم كلما قد بدا وما هو خافي في ثبوت التوحيد شاف وكافي



أي عذر لشرك وجميع الكون للشرك بالدليل نافي ثم قال تعالى كذلك
نفصل
الآيات لقوم يعلمونأي نبين الأدلة للمستدلين على الصانع بصنعته فإن قيل ما
الحكمة في تخصيص القمر بالذكر دون الشمس في قوله تعالى قدره منازل فالجواب
أن القمر يقطع المنازل في كل شهر والشمس لاتقطعها إلا في كل سنة فلما كان
القمر أسرع منها في طي المراحل كان أولى منها بتخصيص الذكر في تقدير
المنازل تبتغي الوصول بسير فبه تقصير لا شك أنك فيما رمت مغرور قد سار
قبلك أبطال فما بلغوا هذا وفي سيرهم جد وتشمير يا مدعي الحب في شراع
الغرام وقد أقام بينه لكنها زور أفنيت عمرك في لهو وفي لعب هذا وأنت بعيد
الدار مهجور لو كان قلبك حيا ذبت من كمد ما للجراح بجسم الميت تأثير يا من
قد شغلت عن ذكر ربه الشواغل يا من كلما أيقظته العبر فهو غافل يا من هو في
رتبة الطاعة ناقص وفي مرتبة المعصية كامل أما تستحي ممن سرك إليه صاعد
وخبره إليك نازلالذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل أيامك تمر مر
السحاب وأنت إلى البطالة جائع لا تضيف إلى الموعظة من واعظ ولا تقبل
النصيحة من ناصح وأنت عما قليل من سكان الضرائح فما أنت قائل لمن هو
لحقوقه منك مطالب وعن حقوق عباده



سائل الذي جعل الشمس ضياء
والقمر نوراوقدره منازل لو عبرت قنطرة التبصرة والاعتبارلقطعت ثلث الطريق
ولو اقتحمت عقبة الخشية والفرار لخلصت من حلق المضيق ولو سلكت سبيل أهل
اللجوء إلى العزيز الغفار لوصلت مع أكرم رفيق إلى بلاد حسن التوفيق حتى
تنظر إلى وجه من لا يشاكله مشاكل ولا يماثله مماثل الذي جعل الشمس ضياء
والقمر نورا وقدره منازل هذه مزارع المؤثرين حرث الآخرة على حرث الدنيا
فأين الزارعون إنا لله وإنا إليه راجعونيا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى
ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي والله لو أن العباد سمعوا
هذه الآية كما ينبغي لهم ان يسمعوها لو كان بينهم وبين الله بحار النار
لخاضوها شوقا إلى ما شوقهم مولاهم إليه من لذة بهجة القدوم عليه كم قد
أهللنا من شهر شريف الميقات ثم ينسلخ عنا ونحن من قشرنا ما انسلخنا كم قدم
علينا من موسم تغسل فيه أوساخ القلوب بمياه العبرات ثم يرحل عنا وما
تطهرنا بل اتسخنا في مثل هذه الأوقات المباركة يتوب العاصي ويلين القلب
القاسي وينشط العامل وينتبه الغافل الحسنات فيها مضاعفة لعامليها وأبواب
الرحمة مفتحة لوالجيها وابواب الخيرات ميسرة لطالبيها من قرع فيها أبواب
العطايا بأنامل الدعاء توشك أن تفتح في وجهه ومن استمطر سحائب النوال بأكف
الإبتهال فجدير ان تسح على أرضه ومن



رفع قصة السلوى إلى عالم
النجوى فما أولى منح قصده مثل الأزمنة الكريمة المحترمة عند الله مثل
السنين المخصصة للزارعين والليالي المقمرة للمسافرين تخسف عنادها وتقل
حركتها وتكثر بركتها فكذلك العامل لله في الأوقات والأماكن الشريفة تزكو
أعماله فيها أضعاف ما تزكو فيما سواها لأن الله سبحانه وتعالى اصطفاها
لعباده على سائر ما عداها يعطي ويمنع ما يشاء كما يشاء باب إن أبلغ ما
بلغه واعظ إلى موعوظ وأنفع ما هو بالألسنة ملفوظ وفي الصدور محفوظ كلام من
كل شي تحت قدرته مقهور وبرعايته ملحوظ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم
الله الرحمن الرحيمالر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى
النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السموات وما
الأرض وويل للذين كفروا من عذاب شديد الذين يستحبون الحياة الدنيا على
الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد أما كتاب
الله فبين ليس فيه غموض وأما دين الله فهو متين لا ينهض به مخلوق حق
النهوض فلم يبق لنا عذر في حق الجهل بمراض رب العالمين ولا قوة لنا على
إقامة هذا الدين المتين فالواجب علينا ان نستغيث بمراحم العزيز الرحيم
ونستشفع إليه بجاه نبيه الكريم الذي أذن له في إخراج الناس من الظلمات إلى
النور فمن أجاب دعوته فله النظرة والسرور ومن تخلف عن إجابته دعا بالويل
والثبور



قيل الظلمات والنور هما الكفر والإيمان وقيل الضلال
والهدى وقيل الشك واليقين وقيل بإذن ربهمأي بأمره وقيل بتوفيقه وقوله
الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرةيعني الذين يؤثرون الفاني على
الباقي لا يبالون ما نقص من دينهم إذ زادت دنياهم ولا ما فاتهم من رضى
مولاهم إذا أدركوامن شهوتهم أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا
يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن
الآخرة هم غافلون تطالبني النفس بالمشتهى وتنسى القيامة والمنتهى وتسعى
إحكام عهد الهوى وعقد دياناتها قد هوى وتترك صحبة أهل النهى وتصحب من
قدسها أولها فإن دام هذا التنادي بها فويل لها ثم ويل لها



ذكر نبذة من كلامه صلى الله عليه و سلم في الاذكار والدعوات

إن أشفى الكلام لصدور السامعين بعد كلام رب العالمين كلام من كان نبيا
وآدم بين الماء والطين قال صلى الله عليه و سلم أيها الناس إنه لم يبق من
مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم او ترى له وقالإذا ركع
أحدكم فليقل في ركعته سبحان ربي العظيم ثلاث مرات وذلك أدناه وإذا سجد
فليقل سبحان ربي الاعلى ثلاثا وذلك أدناه



وقال إذا تشهد أحدكم
فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب
القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال وقال من سبح في دبر
كل صلاة الغداة مائة تسبيحة وهلل مائة تهليلة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد
البحر وقال لرجل إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل اللهم أجرني من النار سبع
مرات قبل ان تكلم احدا فإنك إذا قلت ذلك قمت من ليلتك كتب لك جوار منها
وقال وإذا صليت الصبح فقل ذلك فإنك إن مت من يومك كتب لك جوار منها


وقال من قال حين يصبح بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض
ولا في
السماء وهو السميع العليمثلاث مراتلم يصبه في نومه فجأة بلاء ومن قالها
حين يمسي لم يصبه فجأة بلاء في ليلته وقال من قال إذا أصبح وإذا أمسى رضيت
بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ونبيا كان حقا على الله أن يرضيه
يوم القيامة وقال من قال في دبر كل صلاة الصبح وهو ثان رجليه قبل ان يتكلم
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على
كل شيء قدير عشر مرات كتب له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع عشر درجات
وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه وحرس من الشيطان الرجيم ولم ينبغ لذنب
ان يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله عز و جل



وقال من قال حين
يصبح فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض
وعشيا وحين تظهرون إلى قوله تعالىوكذلك تخرجون أدرك ما فاته في ليلته أيها
الناس احرصوا على درك ما فات وهيهات أن يدرك الفائت هيهات كل وقت له وظيفة
فمن فاتته وظائف الأوقات فعمره كله فوات ونعم الله عليه معرضة للآفات
ياخارجا عن حمانا بمن تعوضت عنا جمع ما شط عنا قد حف بالآفات لو كنت عاقلا
ما اعتضت البعد عنا بقربنا عزى فؤادك فماذا يلقى من الحسرات ارجع إلى ما
كنا عليه أوقات الصفا من قبل أن تتمنى يقل لك هيهات لا في شهور التصافي
تصفو ولا في غيرها في أي وقت تصافى قد مرت الأوقات القلب ربع التواصل إذا
خلا من غيرنا قد انقضى العمر والربع موحش العرضا ما دام سؤلك يبذل من
التواصل فاغتنم يا رب يوم تسأل يقول سؤلك فات من أقوال السلف العمر ثلج
والأجل شمس ولا يزال حرها يشتد كلما دنت فهي تلتمس الثلج فلا عين ولا أثر



العمر يذوب فافطني يا نفسي ما أشبه بثلجه في شمسي يومي يمضي كما
يقضي أمسي
يا رب مصبح وقد لا أمسي العجب ممن يدعي العقل والتمييز وهو جاهل بنفاسة
الوقت الغزيز يفرح بربح الفانيات وهو مغبون ويعد في عرف أهل الدنيا عاقلا
وهو عند أهل الآخرة مجنون كم ورع للعقل منا وهو مجنون يعتقد الربح وهو
مغبون يعد بين الحذاق منتقدا وكل ما في متاعه دون متبع للهوى وكل هوى قد
ألحقت في هجاءه نون ترى في جمعنا هذا من فطرته ذكية ترى بيننا من يفهم
الإشارات الخفية ترى حفرنا شهم له همة علية تحمله الأنفة من الرضا بالرتب
الدنية لله ذوو نفوس تسمو إلى الرتب العلية قوم أبت لهم الدناة أنفس لهم
أبية لم يصمهم ما راق غيرهم من الدنيا الدنية رمقوا بأبصار القلوب معارج
الرتب السنية فتعاهدوا عهدا تؤكده المواثق القوية لا ينكلون عن الفرات
بمرهفات مشرفية حتى تخلى عنهم العمى وأوجههم مضية قد شرحنا بعض شيء من
أحوالهم فلنذكر شيئا من سديد أقوالهم قالوا رحمهم الله الفقر له حرمة
وحرمته ستره والغيرة عليه فمن أظهره وبذله فليس هو من أهله الصبر ترك
الشكوى والرضا استلذاذ البلوى من علت همته على الأكوان وصل إلى مكونها ومن
وقف مع شيء سوى الحق فإنه الحق لأنه أعز من ان يرضى معه بشريك من ألزم
نفسه بآداب السنة عمرالله قلبه بنور المعرفة أقرب شيء إلى مقت الله رؤية
النفس أحوالها علامات الولي أربع صيانة شره فيما بينه وبين الناس وحفظ
جوارحه فيما بينه وبين أمر الله



واحتمال الأذى فيما بينه وبين
خلق الله ومداراته للخلق على قدر عقولهم من استولت عليه النفس صار أسيرا
في سجن الشهوات محصورا في حكم الهوى فحرم الله على قلبه الفوائد الحر عبد
ما طمع والعبد حر ما قنع البريء جريء والخائن خائف من كان يسره ما يضره
متى يفلح إن الله نظر إلى عبيد من عبيده فلم يرهم أهلا لمعرفته فشغلهم
بخدمته إلا شارب بكأس العارفين إلا مستيقظ من رقدة الغافلين ستقدم فتعلم
ويكشف الغطاء فتندم مكر بك في إحسانه فتناسيت وأمهلك في غيك فتماديت
وأسقطك من عينه فما دريت ولا بليت يا ليت شعري ما اسمي عندك يا علام
الغيوب وما انت صانع في ذنوبي يا غفار الذنوب وبم يختم عملي يا مقلب
القلوب من عرف الله لا يكون له غم إن أردت أن تنظر إلى الدنيا بحذافيرها
فانظر إلى مزبلة فهي الدنيا وإن أردت أن تنظر إلى نفسك فخذ كفا من تراب
فإنك منه خلقت وفيه تعود ومنه تخرج وإن أردت أن ننظر ما فيك فانظر إلى ما
يخرج منك في دخولك الخلاء فمن كان حاله كذلك فلا يجوز له أن يتطاول ولا ان
يتكبر ليس للأعمى من رؤية الجوهر إلا مسها وليس للجاهل من معرفة الله إلا
ذكره باللسان من نقر على الناس قل أصدقاؤه ومن نقر على ذنوبه طال بكاؤه
ومن نقر

مطعمه طال جوعه احذر أن تخاصم من إذا نمت كان منتبها
معناه لا تعادي أولياء الله فإنك تنام وهم مستيقظون فربما دعوا عليك
فاستجيب فيك وأنت لا تشعر إحذر سهام الله حين تنام والمظلوم ساهر يدعو
عليك وأنت في غمض ورب العرش ناظر لو بت في حضن سما في الجو لا يعلوه طائر
من حوله الأبطال في أيديهم البيض البواتر وعليك أدرعة الحديد وحولك الأسد
الكواسر ودعا عليك مظلوم لم يلق غير الله ناصر لأصاب سهم دعائه منك الفؤاد
وأنت صاغر
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب التزكرة الجزء الثالث Empty رد: كتاب التزكرة الجزء الثالث {الجمعة 10 يونيو - 20:25}

دعوة المظلوم


كثيرا ما يستهين الناس
بالظالم وينسون يوما يأخذ فيه الله من المظلوم للظالم لاسيما الغيبة فإنها
من الربا وأغث المطاعم هل فينا من تحلل خصماه هل فينا من أرض غرماءه ما
قدرنا الله حق قدره ولا فرقنا بين حلو العيش ومره كأنك بالزارع وقد حصد
زرعه فطوبى لأهل العبادة والتقى والورع لم يزل للزارع مزدرع إلا التقى
والزهد والورع

وعبادة في سنة خلصت لله ليس يشوبها طمع هي أربع إن أنت قمت بها
خلعت عليك من الرضا خلع


من مهمات المطالب


أربع من مهمات المطالب لا ينبغي أن يهتم بغيرها الطالب حتى يحوزها قبل كل
مستحب وواجب المطلب الأول التقوى وهي أداء الفرائض واجتناب المحارم الثاني
الورع وهو تحرير مقام التقى بترك المحرمات والمشتبهات التي تدق وتخفى
الثالث الزهد وهو ترك ما ليس إليه ضرورة ولا فيه عند أهل الله مصلحة
الرابع العبادة وهي استعمال القلب والجوارح في الخدمة فكل طالب طلب أن يعد
من الرجال بدون إحكام هذه الخصال فهو طامع في نيل ما لا ينال من رجا أن
ينال ما لا ينال فحال رجاؤه وضلال لا ينال العلى بغير عناء من رجا نيلها
براحة محال سرت زحفا إلى المعالي وقد أرخت إليها الأعنة الأبطال منهم
الحائز المرام ومنهم من أتت دون قصده الآجال كنت أرجو بهم لحاقا فخانتني
المعاصي وخانت الآمال رب فاجبر كسري بما لم تزل أهلا له يا جواد يا مفضال

حسرات المحرومين


ثلاثة من المحرومين حسرتهم أوجع حسرات المتحسرين عبد كان يرجو الوفاة على
الإسلام فأدركه عند الموت سوء الخاتمة وعبد كان يرجو التوبة وهومصر على
الخطيئة وعبد يرجو اللحاق بأولياء الله فحرمته المقادير بلوغ ما رجا حرمت
مقلتي طيب الرقادي وحلتم بين خدي والوسادي أريد القرب منكم تبعدوني وأنتم
قادرون على مرادي وحقكم لقد أسلفتموني بطردى عنكم شر البلادي فيا حسرات ما
يلقاه قلبي ويا حرقات ما يغشى فؤادي قلاكم قد شف بالإسلام حمى وخالف بين
جفني والسهادي وشردني عن الأوطان حتى بقيت مهيما في كل وادي وكيف يقر
مهجور قضيتم عليه بالصدود وبالعبادي محب لم يطع فيكم عذولا ولم يسمع
وشايات الأعادي ويطوى سركم عن كل حي وينشر ذكركم في كل نادي فلو حدثتموه
ما سلا عن محبتكم إلى يوم التنادي فدتكموا اجبروا كسري وفقري ولو ان تمنوا
باليسير من الرقادي عسى طيف يلم فإن طرفي إلى رؤياكم في النوم صادي

المجلس التاسع عشر تفسير آية من سورة التوبة


الحمد لله الذي ما علت أقداره عباده إلا بتعظيم حرماته وشعائره ولا حظي
بولاية أهل العرفات إلا بالتوبة إليه من ركوب العصيان وكبائره وصغائره
فذلك العبد هو الذي دلت استقامة ظواهره على استنارة بواطنه وأشرقت بواطنه
على صفحات ظواهره لكل ذي نسب حسيب من شرف نسبه نصيب ولا كشرف أنساب
المتقين ولكل ذي تقي على تقواه ثواب ولا كثواب المعظمين لحرمات الدين
يعظمون حرمة الزمان والمكان وكلما ينسب إلى الملك العظيم الشان أحمده على
ما أرانا من واضحات قرب المناسك وانقذنا من غامضات حفر المهالك حمد معترف
بأنه لمقاليد السموات والأرض مالك ليس له في مثقال ذرة من جميع الممالك
قسيم ينازعه ولا مشارك وأشهد أن لا إله إلا الله أغلى علم يقينها عن علم
القياس وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلى الجنة والناس صلى الله عليه وعلى
آله صلاة تكثر عدد الأنفاس وعلى سائر عباد الله الفطن الأكياس المطهرين
بمياه التقى من جميع الادناس خصوصا على الخلفاء الأربعة الذين شيدوا أساس
الدين على أقوى أساس

كم لله من عتقاء كانوا في رق الذنوب والإسراف
فأصبحوا بعد ذل المعصية بعز الطاعة من الملوك والأشراف أكرموا مولاهم أن
يراهم حيث أراهم فأفادهم ذلك التعظيم والاحترام جلالة وكرامة عند ذي
الجلال سلام على اهل دار السلام سلام مشوق براه السقام يبيت يراعي نجوم
الدجا كأن الرقاد عليه حرام وكيف يلذ الكرى مغرم يذوب احتراقا بنار الغرام
يظل من الدمع في لجة ومن وقد نار الأمس في ضرام فات عنه دار أحبابه شموس
الضحى وبدور التمام وقد كان من حزبهم في حمى وأصبح من ناصر في حمام


تفسير آية من القرآن المجيد


نستكمل بها بركة الوقت السعيد قوله تعالى إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر
شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم
فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا
أن الله مع المتقين كان الكفار بجهلهم عن أحكام الدين وتكبرهم عن متابعة
المرسلين يتصرفون في شهور السنة بتقليب أحكامها وتحويلها عن مكانها بتحريم
حلالها وتحليل حرامها فأعلمنا سبحانه أن تصرفهم مسوق بما سطرت في الألواح
والأقلام قبل

خلق الليالي والأيام وهوالمراد بقوله تعالى في كتاب
اللهأي في اللوح المحفوظ قال ابن عباس رضي الله عنهما في الإمام الذي عند
الله كتبه يوم خلق السموات والأرض وأماالأربعة الحرم فهي ذو القعدة وذو
الحجة والمحرم ورجب فيجب على العبد المسلم ان يكون بفضلها عارفا
وعلىتعظيمها عاكفا ولمضاعفة ثواب الله فيها راجيا ومن مضاعفة عقاب المعاصي
منها خائفا شمروا للحرب عن ساق ما لما قد حم من واقي إن كأس الموت دائرة
ليس تبقى منكم باقي والمنايا للفتى رصد كل حي حتفه لاقي فابذلوا لله
أنفسكم واكشفوا للحرب عن ساقي إنما هذا العدو لكم كجروح فوق أماقي لسعة
الشيطان ليس لها غير ذكر الله ترياقي ثم قال تعالى واعلموا ان الله مع
المتقين قال ابن عباس رضي الله عنهما يريد أنه تعالى مع أوليائه الذين
يخافونه فيما كلفهم من أمره ونهيه وقال الزجاج إنه تعالى يريد أنه ضامن
لهم النصر والتأييد وهم قوم لم يزالوا معه بالعبادة والتوحيد وكيف لا يرفع
الله أقدارهم وهم الذين لم تزل كلمة التوحيد بجهادهم مرتفعة كيف لا يقيم
الله الوجود في خدمتهم وهم الذين لم



يزالوا قائمين في خدمته إن
وجههم في أمر توجهوا إليه وإلا لم يزالوا في حضرته يحنون إلى لقائه كما
يحن المشتاق إلى قرب الديار وينيبون إلى ذكره كما تنيب النسور إلى الأوكار
وإذا ترنم لهم إلحادي باسمه هتك عن قلوبهم الأستار وإي محب يسمع باسم
حبيبه ثم يقر له قرار مشوق لا يقر له قرار وكيف يقر وقد يأت عنه الديار
إذا ذكر اسم من يهواه يوما يكاد القلب منه يستطار وما في موت صب مستهام
إذا ذكر اسم من يهواه عار ترنم باسم من أهوى لسمعي جهارا فأعذب الذكر
الجهار وبرد باسمه حرقي فإن اسمه برد وحر الشوق نار


اهل المحبة


لا يزال بين جوانح المحب لواعج الاشتياق فإذا ذكر اسم الحبيب برد بعض ذلك
الإحتراق والهجر سم قاتل والوصل ترياق ما يسم الهجران من ترياق غير وصل
يروى صدى المشتاق لو وجدنا إلى الوصال سبيلا لسقينا إليه بالأحداق اقتلوا
عبدكم ففي قتله راحة من لوائح الأشواق أي عيس لمن يفارق إلفا ألف موت ولا
قليل فراق

السالكون على قدم أهل المحبة يختارون الموت على الهجران
والعاملون على طريق أهل الخشية يؤثرون عذاب النار على ركوب العصيان وأهل
المعرفة بالله بما هو أهله مشغولون به عن نصيبهم منه لا يرون الاشتغال
بشيء سواه وهم في ذلك يعظمون الحرمات والشعائر ويتقون كبائر الذنوب
والصغائر ويوفون الأدب في سياسة الظواهر وحراسة السرائر وقلوبهم معلقة بمن
لا تدركه الأبصار ولا تكفيه البصائر لو رق لي سكان حاجر لم تقرح الدمع
المحاجر لا غرو أن هجر الكرى صبا له المحبوب يفاخر مالي كسرت وأنت يا
مولاي للمكسور جابر هب ان عبدك قد أتى كل الكبائر والصغائر أنت الذي سميت
نفسك في صريح الذكر غافر يا مصرا على الذنوب أما آن لك أن تتوب يا غافلا
عن ذكر مولاه إلى متى أنت محجوب كم قد أهللت من شهر حرام وهمله إلى الحرام
منصوب ليس في صدرك من خشية ربك ما ينبغي أن يكون للرب في صدر المربوب روح
القلب بذكر الحبيب والسقمى فيه من طبيب هو انسى هو راحة قلبي هو روحي هو
مفرج الكروب هبت الريح جنوبا فأهدت لي من ذكركم روح القلوب لذتني



منه فلا أزال الدهر أرتاح لريح الجنوب كلما نسب إلى الجنون فهو
جنون وكلما
إدى إلى المطلوب مطلوب جميع الذي يعزى إليكم وينسب على كريم وهو عندي مجيب
جنوني غرقته بانسفاح مدامعي وقلبي على جمر الخصا يتقلب إذا كان هجري مدنيا
من رضاكم فهجركم عندي من الوصل أطيب الرضا عن الله لازم لكل مخلوق ولو
حمله الله ما لا يطيق لأنه سبحانه لا يقضي إلا بالحق ومن لا يرضيه الحق
فهو بالغصب والعقوبة محقوق سخط المقدور يزيد في المحذور ومنازعة القضاء
تزيد في الشقاء والتواضع رفعة واليأس راحة والإساءةوحشة إذا استحوذت
الغفلة فقد استحكمت الشقوة كراهية العبد لقاء الرب دليل على ألا خبية بينه
وبينه أفضل العباد صحة الإرادة أعرف الخلق بالله أقربهم منه وأطوعهم له
أعرفهم به العبادة بغير المعرفة كسر على غير جادة لو انتبهت من رقادك
لوصلت إلى مرادك ولو أيقنت بمعادك لاستكثرت من زادك أين ما أعددت من زاد
قد حدا بالأنيق الحادي ما بقي إلا القليل وقد جد سير الرائد الغادي



فتأهب للمسير إلى دار قوم سكن الوادي وارتقب من بعدها سفرا ثالث
يجدونهم
حادي لا يزال السير يزعجهم بين إصدار وإيرادي فإذا تم السرى نزلوا في خلود
خلدا وأيادي هذه مواسم الأرباح قائمة فهل من رابح فيها رضا مولاه هذه نعم
الله سابغة فهل شاكر لله على ما أولاه كم من مؤمل بلوغ ما بلغتموه من
الصحة والفراغ والمهل قبل أن يبلغ عرى العافية الانفصام ومجنح شمس الحياة
إلى الطفل ويقول القائل مالي لا أرى فلانا فيقال انتقل سروري سرى واصطباري
رحل وقد رغبتم نجم سعدي أفل وضاقت بي الأرض من بعدكم تنكر لي سهلها والجبل
وما كنت أحسب أن البعاد سلع قلبي فها قد قتل وكنت أؤمل لقياكم فعز علي
بلوغ الأمل فلا تسمعوا قول من قد وشاكم لم أطع فيكم من عذل ورقوا لمن قد
براه السقام فلا يبق في عدكم محتمل وإن كان في الحب لي من ذلك فما زلتموا
تغفرون الزلل تعالى الله وما أجل ذكره في أسماع المحبين من علو شأنه في
قلوبهم يزجرون نفوسهم عن دعوى حبه وهم يعلمون أن حبه وهم يعلمون أن حبه
أقرب الوسائل المدنية من قربه ولكن لمعرفتهم به علموا أن مهور محبته غالية
على قدرهم فأمسكوا عن



تعاطى المحبة وهم يعلمون أن رتبة المحب فوق
كل رتبة حالتي تقتضي اعترافي لربي بذنوبي لربي وافتقاري سوء حالي اقتضى
رضاي بإذني ما عسى أن يجبر الكساري أرتجي العفو والوفاة على الإسلام
والعتق من عذاب النار آيستي الذنوب من كل مجد وسناء ورفعة وفخار ما لمثلي
ان يدعي حب ربي إنما الحب رتبة الأطهار كان ابن الجلا رحمه الله عليه إذا
سئل عن المحبةقال مالي وللمحبة أنا أريد أن أتعلم التوبة اذا ادعت نفسك
محبة الله فطالبها بصفات محبته لتعلم أصادقة هي ام كاذبة فيما تدعيه أن
أيسر ما يكرم الله أهل محبته أن يظهر محبته أن يظهر عليهم خوارق العوائد
ويطلعهم على أسرار الخلائق حتى تكون عليها كشاهد كان جماعة عند الجريري
فقال هل فيكم من إذا أراد الله أن يحدث في المملكة حدثا أبدى علمه إلى
وليه قبل إبدائه في كونه قالوا لا فقال مروا وابكوا على قلوب لم تجد من
الله شيئا من هذا لما أكرموا مولاهم أن يراهم حيث نهاهم صافاهم ووالاهم
ولموالاته ارتضاهم وكيف لا يرتضيهم وقد أطاعوه وكيف لا يطيعونه وقد عرفوه
سئل الشلبي عن أي شيء أعجب فال قلب عرف ربه ثم عصاه إنما كانت معصية
العارف من أعجب العجب العجيب لأنه من الجناب العزيز قريب وعليه من الله في
كل حال رقيب فهو لقربه من الله كأنه يراه أما العين محجوبة ولكن القلب
يتملاه دخل على الشلبي جماعة في داره وهو بهيج ويقول على بعدكم لا



يصبر من عادته القرب ولا يقوى على حجبكم من قيمة الحب فإن لم ترك
العين
فقد يبصرك القلب لما أخلوا له القلوب مما سواه أضاءت قلوبهم وإن كانت لا
تراه كأنها تراه ولأجل ما هم فيه من مقام القرب واقفون ومن عظمة ربهم
خائفون طالبوا بها الناس به مسامحون عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
قال رسول اله صلى الله عليه و سلم يا بلال إلق الله فقيرا ولا تلقه غنيا
قال يا رسول الله كيف لي بذلك قال هو ذاك وإلا فالنار أصحاب العناية
مطالبون بما لا يطالب به المهملون والمقربون يناقشون على ما تسامح به
المتعبدون لأنه سبحانه اصطنعهم لنفسه وجعلهم جلساءه في حضرة قدسه فكيف
يسامحون في الإخلاء بحسن الآداب وبحسن الأدب استحقوا ساميات الرب لما
استشفعت الخليفة بسادات المرسلين يوم القيامة تأخر آدم بسبب الشجرة التي
نهى عنها وهي خطيئة قد غفرت له وقد تاب مهنا وتأخر نوح بالدعوة على قومه
وما أراد بها إلا هلاك أعداء الله وتطهير الأرض والبلاد وأراحة العباد
وتأخر الخليل بالديات الثلاث وكلها كانت في ذات الله وطلب مرضاته وتأخر
الكليم بالنفس التي قتلها وإنما كان المقتول كافرا باغيا أراد كليم الله
كفه ولم يعتمد قتله وكان في ذلك الوقت من اهل النبوة والرسالة وتأخر
المسيح خجلا مما فقلت النصارى فيه وذلك ذنب ما جناه ولا إرتضاه علموا ان
مقام الشفاعة مقام لا يسامح تقدموا إليه فناقش كل منهم نفسه بأدق ما يلزم
ويجب عليه كلما بلغوا من القرب والأنس مقاما ازدادوا لله إجلالا وإعظاما



كلما زادني اقترابا وودا زاد قلبي له احتراما مجدا وإذا زاد
بالتواصل يوما
خفت أن يعقب التواصل ضدا كم قريب قد أهمل الخوف فاعتاض بإهماله من القرب
بعدا ومدل على الأحبة جازوه بإدلاله إنتهارا وطردا ويخافوه بعد أنس ولطف
ثم قدوا له من الهجر مدا أطول الناس حسرة وأوجعهم كسرة عبد قربه مولاه
ولاطفه وصافاه فعزه ذلك الأنس والإقتراب فأحل بما يلزمه من محاسن الآداب
فنفضته يد الإنكار نفضة أبعاد فأصبح مطرودا إلى يوم التناد يا لها حسرة
ليوم البعاد كم ترى فتتت من الأكبادي يا لها صيحة أطارت فؤادي كم ترى
أشمتت من الحسادي بدل الوصل بالصدود وقرب الديار بالبعد والكرى والسهادي
ما لقلبي مواليا لهمومي ما لجنسي معاديا امهادي ليتني مت قبل ما ذقت من
الهجر والقلى والبعادي لا تلمني على افتضاحي فقد باحت دموعي بما أسر فؤادي
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب التزكرة الجزء الثالث Empty رد: كتاب التزكرة الجزء الثالث {الجمعة 10 يونيو - 20:26}

صحبة المعلمين


أحوج الناس إلى صحبة المعلمين
ثلاث رجال رجل يطلب ان يكون من وزراء السلاطين ورجل يطلب العلم ليصير به
من أئمة الدين ورجل يطلب العبادة ليتوصل بها إلى مقامات المقربين لآن من
صحب السلطان بغير تأدب بأهل ذلك الشأن لم يأمن ان يكون حتفه في سقطه من
سقطات اللسان ومن لم يتأدب بعلمه بآداب العلماء لم يأمن ان يكون حتفه في
بعض أودية ضلال الآراء ومن تعبد من غير مداخلة لأولياء الله لم يأمن أن
يتبع السبل فتفرق بكم عن سبيل الله من يكن شيخ نفسه في الطريق لم ينل رتبة
من التحقيق لا يتم السلوك في الطرق إلا بخفير ومرشد ورفيق قطاع الطريق على
أرباب السلوك أربعة كافر مطاع يشكك في الله ومبتدع يزيغك عن سنة رسول الله
وفاسق يجزيك على معاصي الله وغافل ينسيك صحبة ذكر الله

إذا ما عزمت
السير في نيل متجر يكون له من صفقة الربح حاصل فأربعة لا تسلك سبيلهم كفور
وبدعي وعاص وغافل هذه نصيحة أهديها إليك فأمكسها بكلتي يديك وعض عليها
بناجزيك تتم بها نعمة الله عليك اللهم وفقنا لمحابك منا وارزقنا عملا
صالحا زاكيا ترضى به عنا حتى نلقاك وأنت راض عنا في لطف منك وعافية ياأرحم
الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله وصحبه وسلم تسليما
كثيرا إلى يوم الدين


المجلس العشرون الإسراء معناه وأسراره


الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو
إليه المصير مثير السحاب بالرياح من مثارها ومدير الأفلاك على الأقطاب في
مدارها فلا تأثير إلا وهو مثير ولا دائر إلا وهو له مدير دبر فأحكم
التدبير وقدر فأبرم التقدير من استرحمه فهو له راحم ومن استنصره فهو له
نصير ومن استغاثه فهو له مغيث ومن استجاره فهو له مجير تعرج الملائكة
والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ويكلأعباده باليل والنهار
ولا يأخذه نوم ولا سنة ويدبر الأمر من السماء إلى الأرض بتدبير ما أتقنه
وأحسنه فله الحمد على حسن التدبير في مجاري القدير في بابه يجبر الكسر
ويطعم البائس الفقير ليس عليه مجبر خلق وهو على قلبه جبير

علم محيط
فلا صغير يغرب عنه ولا كبير لكل أقوالنا سميع لكل أعمالنا بصير إذا
ابتلينا فهو المعافي أو نحن خفنا فهو المجير وإن مرضنا فهو المداوي وان
أسأنا فهو الغفور إحساننا عائد علينا وهو لنا مادح شكور سبحان من يشكر
المحسنين على إحسانهم وإنما إحسانهم من إحسانه سبحان من تعامله العباد
بعصيانه ويعاملهم بغفرانه سبحان من لولا حلمه لعاجل العاصي بالعقوبة قبل
توبته من عصيانه ولكنه يمهلهه ما دامت الروح في جثمانه فإن تاب قبل موته
تلقاه بمغفرته ورحمته ورضوانه وإن مات مؤمنا بربه تلقاه بمغفرته وإن مات
مؤمنا بربه مصرا على ذنبه أنقذه من النار ولو بمثقال ذرة من إيمانه ولا
يهلك على الله إلا طاغ مستمر على طغيانه لأنه تعالى أرحم بعبده من الوالد
بولده في عطفه ولطفه وعنايته بصلاح شأنه أحن إلى رفك العقيق وبانه فهل
عائد لي ما مضى من زمانه ليالي أرعى روض وهل سخت به يد الدهر من إحسانه
وحسانه يمكنني مما أحب فأجتني ثمار مني إمكانه ومكانه وأمنتني إذ ذاك من
روعة الورى فعشت زمانا واثقا بأمانه إلى ان قضى ربي بذلي وشقوتي وكل قضاء
مصير لأوانه فجرعت مر العيش من بعد حلوه وعوضت من إكرامه بهوانه



وها أنا لا أرجو سوى ان سيدي يعود على فقري بفضل امتنانه ويجبر
مني كل كسر
بنظرة أعيش بها طول المدى في حنانه تبارك الله ما أروم نسمات الإرتياح
إليه وما أشجى حنين المتلهفين عليه وما أبرد مصافحة استشعار الرضا عنه وما
ألذ العيش في بلاد الدنو منه وكيف لا وهو المنتهى في نعوت الجلال والجمال
وليس وراءه مرمى في شيء من صفات الكمال أحمده على كل حال إن قبض وإن بسط
وإن منع وإن أنال وأشهد أن لا إله إلا الله الكبير المتعال شهادة معتقد ان
كل معبود دونه محال وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اختصه للنبوة وأكرمه
بالإرسال فشفى من السقم هدى من الضلال صلى الله عليه و سلم وعلى آله وصحبه
ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم المآل خصوصا على العشرة ومن جملتهم الأئمة
الأربعة أصحاب الهمم العوال اللهم افتح منا أسماعا وأبصارا وبارك لنا في
حضور هذا المجلس حتى لا نقوم إلا وقد غفرت لنا إنك كنت غفارا واجعل
لإخواننا نصيبا في صالح دعائنا يا من لم تزل نعمة غزارا ودائمة مدرارا



وهي قوله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى
المسجد
الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير أكثر الناس
يقولون سبحان اللهوما يعرفون معناها وهي في لغة العرب تعني التنزيه
والتعجب فقولنا سبحان الله أي تنزيه الله من كل سوء وتبريئه من كل نقص
وتعجب من وصفه بما لا يليق به من الولد والصاحبة والشريك وغير ذلك مما برئ
منه وتعالى عنه فقوله أسرى بعبده أي سيره بالليل والسرى لا يكون إلا
بالليل خاصة والعبدهو محمد صلى الله عليه و سلم والمسجد الحرامفهو مسجد
مكة المحتوي على الكعبة وأما المسجد الأقصىفهو مسجد المقدس الذي باركنا
حوله أي جعلنا ما حف به مباركا وذلك جميع بلاد الشام رأى لها مزية على
غيرها في البركات من الدنيا والآخرة لنريه من آياتنا أنه هو السميع البصير
الآيات هي العجائب وكم أطلع الله نبيه ليلة المعراج على بناء عظيم وأمر
عجيب إنه هو السميع البصيرهو الله سبحانه وتعالى أي أن الذي أسرى بعبده هو
السميع البصير وقيل هو النبي صلى الله عليه و سلم أي ان العبد الذي أسرينا
به هو سميع لما أوحي إليه بصير بما حكى عليه أيها الزائر الذي رام وصلا قد
رأيناك للذي رمت أهلا إليه سمعا لما يقال فهدى كلمات الرضا على السمع تتلى
وإذا ما أميطت فاحفظ حسن آداب ما على العين تجلا



أيها الصب
المشتاق ها قد بذلنا لك ما كنت تشتهي فتملا قد تجلى لك الحبيب وأوصى ضيه
العاشقين أن تتجلا كم محب أراد وصلنا لم يصادف منا سوى كن وكلا ما لكل
الرواد يفتح الباب لا ولن يلتقى بأهلا وسهلا سؤال ما الحكمة في افتتاح آية
الإسراء بلفظ سبحانه الجواب إن لفظة سبحانه تقولها العرب عند الأمر العجيب
فافتتحت بها آية الإسراء لما كان فيه من الأعاجيب سؤال ما الحكمة في قوله
أسرى بعبدهولم يقل برسوله ولا بنبيه الجواب إن عيسى عليه السلام قيل فيه
إنه الله وابن الله للكرامة التي أكرمه الله بها وهي دون كرامة المعراج
وكذلك قالت اليهود في العزيز أنه ابن الله لأيسر كرامة فلما أكرم الله
نبيه صلى الله عليه و سلم وهوكرامة بالغة حصل له فيها الدنو من ربه والقرب
والرؤية التي لم يبلغها غيره فوصفه بالعبودية في هذا القام حتى لا تغلو
فيه أمته غلو النصرانية واليهودية وأحوج ما يكون العبد الى التواضع لعظمة
ربه أقرب ما يكون من معارج قربه فاخوف ما يكون العبد يوما من الإبعاد أقرب
ما يكون



سؤال ما الحكمة في جعل المعراج بالليل دون النهار الجواب
إن الليل أفرغ للقلب وأجمع للهمم وأهيأ للوصل وأنظم للشمل ظلمة الليل
للتواصل أهنى من ضياء النهار عند المحب وصلهم سرهم وما احوج السر إلى ستره
بسخف الحجب سؤال ما الحكمة في أنه قال لنريه من آياتناولم يقل لنسمعه
الجواب له وجهين الوجه الاول أن الآيات هي الأعاجيب وأكثر اعاجيب المعراج
كانت من المرئيات لا المسموعات كسدرة المنتهى وفراش الذهب والنهرين
البطنين والظاهرين وغير ذلك من عوالم الملكوت الوجه الثاني أن المعراج كان
فيه رؤية وجه الله تعالى وهي أخص فوائده



قال لنريه ولم يقللنسمعه
إشارة إلى أخص فوائد ليلة الإسراء لأنه أرى فيها وأسمع لكن كان النظر إلى
الله سبحانه أخص من قسم المرئيات دون المسموعات فرجح جانب المنظور بذلك
فخصص بالذكر لذلك سؤال لماذا أضرب عن ذكر نظر الرسول صلى الله عليه و سلم
إلى وجه ربه في هذه الآية الجواب كلما عظم الأمر استحق الستر كما قال
بعضهم أغار عليه إن صرح باسمه فكيف إذا ما لاح يوما جماله ويطويه قلبي عن
لساني صيانة وكل نفيس لا يليق ابتذاله سؤال ما وجه ذكر السمع والبصر دون
غيرهما من الأوصاف في آخر هذه الآية الجواب إن كان السميع البصير رسول
الله صلى الله عليه و سلم فلولا صحة سمعه ونفوذ بصره لم يكن أهلا أن يتلى
على سمعه ما يتلى ويجلى على بصره ما يجلى وان كان السميع البصير هو الله
تعالى فلولا أنه سميع لأقوال عباده بصير بأعمال خلقه لما اختص بالاسراء
إلى كريم حضرته رجلا واحدا من جميع بريته الله أعلم حيث يجعل رسالاته



الله أعلم حيث يجعل خلقه من أرضه وسمائه فإذا رأيت الله خصص
واحدا منهم
فلا تسلك سبيل عناده أفيضوا بنا في ذكر المنعم فما مزيد الخير إلا في شكره
وأعيدوا علينا ذكر اسمه فما لذة العيش إلا في ذكره من تهجروه فما له في
هجره من راحة إلا إدامة ذكره هب انه بالعين ليس يراكم الذكر يجلو حسنكم في
سره تروى له أخباركم فيراكم منها فيهدأ من لواعج صدره وإذا ترنم باسمك
داعي النوى لمحبكم أطفى تلهب حره إذا هتف باسم الحبيب لأسماع المحبين رأيت
منهم المكروبين ومنهم المرتاحين أماالمرتاحين فتلوح لهم من الذكر لوائح
التلاق وأما المكروبين فتهيج منهم لواعج الأشواق وكل منهم في شرع الغرام
مغدور وربما اجتمع الأمران في وقت واحد للصف المهجور حبكم جنتي وناري قد
عيل من ثقله اصطبارى ذكركم تحدث ارتياحا طورا وطورا لهيب ناري والصبا ما
بين ذا وهذا مقلقل عادم القراري عليكم مني بكاي إليكم مني فراري وحقكم لا
سلوت عنكم ما جرت الفلك في البحاري



ما لي شفيع إلى علاكم أنجح من
ادمعي الغزاري فإن وصلتم فوا انجباري وإن هجرتم فوا انسكاري صدق لسان
المحب في طلب وصال محبوبه هو الذي أوصله إلى مطلوبه وكل محب طرد إلى الباب
فإنما أبعده المحب عن الجناب لأنه في دعوى المحبة كذاب المحبة لازمة لأهل
المعرفة والشوق لازم لأهل المحبة والانزعاج لازم لأهل الشوق فلما تكامل
لرسول الله صلى الله عليه و سلم الشوق تكامل له الانزعاج فقد أدركته رأفة
الحبيب بليلة المعراج فما زال جبريل يسلك به السبل ويقطع به الفجاج حتى
سقى من عذاب فرات الوصل ما لا يشوبه أجاج كل سكر يذهب العقل على الناس
حرام غير أهل الحب فالسكر لا يرام يا نديمي قم فقد درات على الشراب المدام
دارت الكاسات أقداحا وأقوام نيام لو دروا ما فاتهم ما راق للعين المنام
بابي شهم جسور ما حد قوم همام يؤثر النار على النار إذا ما يستضام لم يزل
في السير حتى نال أمرا لا يرام جد حتى أبعد الله والسلام
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب التزكرة الجزء الثالث Empty رد: كتاب التزكرة الجزء الثالث {الجمعة 10 يونيو - 20:28}

المجلس الحادي والعشرون في الجهاد وأهميته


الحمد لله الذي جعل جهاد النفس والعدو فرضا واجبا ودينا واصبا فما من مسلم
عاقل إلا وهو يعلم ان مجاهدة نفسه وعدوه حق واجب عليه فهو يرجو رحمة ربه
ببذل نفسه ويرغب فيما لديه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن جاهد
بين يديه تبارك الذي أحكم مباني دينه لعباده المؤمنين وجعل الإسلام رأسه
والصلاة عموده والجهاد ذروة سنامه فانتظمت بذلك أحكام شرائع الدين فمن
أسلم لربه فقد استمسك بالعروة الوثقى والحبل المتين ومن اقام الصلاة لذكره
فقد أخذ مركزه من صفوف العارفين ومن جاهد في سبيله فليتبوأ مقعده من مائة
درجة أعدت للمتقين المجاهدين كانت الجنة للإنسان وقت عافيته كالبستان يسرح
فيها حيث يشاء وجعلت الأرض له وقت مرضه كالمارستان يلتمس فيه الشفاء ولا
شفاء إلا بدواء وكل دواء إلى المريض بغيض فعالجوا أنفسكم من معضلات
أدوائها بدوام جهاد أعداء الله وأعدائها لقد تخصص الجهاد على سائر القرب
ببذل النفس للعطب في موطن يتميز فيه

الخوف من الجوهر والنحاس من
الذهب حتى متى أنت في لهو وفي لعب تمسي وتصبح في عزف وفي طرب انهد بجيش من
الأعداء منتصف وانهض بعزم إلى العلياء منتدب واظعن عن الوطن المألوف
مغتربا لا يبلغ المجد إلا كل مغترب جزائر الهند فيها العود كالحطب وحين
غربته يبتاع بالذهب كم ذا الرقاد على ظهر المهاد وقد مد الحمام إليكم كف
مستلب يحكموا فيكم وفي بلادكم فالنسل للبنين والأموال للسلب يا لهف نفسي
على قوم لهم همم تعلو على قمم الأفلاك والشهب يستنفذون الأسارى من عدوهم
لضعف أم لهم محزون وأب والله لو ان سلطان يفرجها كنا نسميه الفراج للسرب
أين أصحاب النفوس الأبية أين أصحاب الأنفة الحمية أوفوا بالعهد القديم
وارغبوا في الأجر العظيم وقاتلوا في سبيل الله واعلوموا أن الله هو السميع
العليم قولوا لأهل الهمم العلية كيف يرضون بالحطة الدنية تنبهوا من رقدة
الغافلين وتأهبوا لمرافقة الصالحين وإذا عزمتم فتوكلوا على الله إن الله
يحب المتوكلين المجتهدون لله بالليل هم حماة الإسلام وثناؤهم على الله
مفاتيح دار السلام يبيتون يراوحون بين الحياة والأقدام والناس على فرشهم
نيام فأهل



العباد بيننا كالمقاتلين عن المنهزمين بهم يدفع الله
العذاب عن العاصين ويحرس العباد والبلاد من جيوش الكافرينولولا دفع الله
الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ينبغي على
العازم على الدخول في أولياء الله أن يكون شحيحا ضعيفا قويا مطيعا عصيا
يطيع داعي الله في العبادة والتقى ويعصي داعي النفس إلى اتباع الهوى ويقوى
على مجاهدة النفس والشيطان ويضعف عن متابعة هواه في ركوب المعاصي ويشح
بدينه وعرضه وحسناته ويسخو بترك الدنيا الشاغلة عن طاعة الله وطلب مرضاته
فإن الحسنة إذا طلب بها وجه الله تصير التمرة كالجبل العظيممثل الذين
ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة
حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ألا منفق لله من فضل يوفى عظيم
الأجر من فضل ماله ألا موقن مرضاة مولاه مخلص عبادته في قصده وفعاله يعامل
مولاه بإخلاص فيه ويرغب في معروفه ونواله من بخل عن الإنفاق في سبيل الله
فإنما يبخل عن نفسه ومن لم يقدس روحه بالأعمال المرضية لله لم يدخل في أهل
قدسه ومن لم يستوحش من كل ما يشغله عن الله لم يصر من أهل أنسه ومن قصر في
خدمة الله جنى ثمر



تقصيره وقت حلول رمسه حين لا يحصد حاصد إلا ما
زرعه ولا يجني جان إلا من غرسه كيف تقبل من المقصرين الأعذار وقد بدلوا
نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار فإياكم أن تفروا من العدو فكم قد
كسا الفرار أهله من لباس العار أما سمعتم كلام من اختص بكلامه صفية
المختاريا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم
الأدبار لو صرت مجاهدا وقت مطالبة النفس ومحاربة الشيطان لرأيت من نصر
الله العجب ولكنك انقلبت يوم الفرارإلى حياة الخزي والعار فبئست الحياة
وبئس المنقلب ربحت الخزف والحجر وخسرت الجوهر والذهب أما سمعت كلام العزيز
الغفاريا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار
رضيت بالحياة الدنيا من الآخرة وخسرت الصفقة الرابحة وربحت الصفقة الخاسرة
كيف طابت نفسك أن تكون ظهيرا لفئة النفس على فئة القلب وفئة القلب مؤمنة
وفئة النفس كافرة كيف اخترت لنفسك ان يقال جبان فرار اما سمعت كلام من له
العزة والاقتداريا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا
تولوهم الأدبار العين منها الدموع تنهمر والحزن باد والقلب منكسر والدين
والملك قد يضيع من ركبهما ما يعمى به البصر ليس العجيب يعمى العيون وقد
نظرت أمرا يعمى به البصر الملك تدعمه الحراب فلا يبقى عليه التحدي ولا يذر
في كل قطر زاحفة نار فلا سدوا لها شرر أين توجهت قد رأيت من البلاء مالا
يطيقه البشر ما لجنود الإسلام قد زحفوا هل يدفع الموت منهم الحذر ما لجميع
الإسلام ما خرجوا إلى الجهاد الذي أمروا



مالي أرى المذنبين ما
فرغوا مالي أرى الراقدين ما سهروا مالي أرى الجاهلين ما عرفوا مالي أرى
العارفين ما اعتبروا كيف يلذ الكرى وقد طرقت بلادنا النائبات والعبر والرب
غضبان والعصاة ما كانوا فلا استغيثوا ولا هم اعتذروا فاستغفروا الله من
صغائركم وعن ركوب الكبائر اذدجروا وانتظروا الغوث من مراحمه ما خاب قوم
لغوثه انتظروا إن مما قضى الله علينا في محكم كتابه من أنباء أنبيائه
ونصره أوليائه على أعدائه ما يثبت الفؤاد وينبه من الرقاد قوله تعالى وإذا
قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا
وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين لما حرص الكليم على تحريض قومه على
جهاد الأعداء ذكرهم بما لله عليهم من النعماء حيث يأنفون على أنفسهم من
الهوان بعد الإكرام ومن ظهور عبدة الأصنام على ملة الإسلام فقال يا قوم
اذكروا نعمة الله عليكم فكأنه يقول أما يأنف من أكرمه الله بالشريعة
النبوية أن يجبن من جهاد أعدائه وقد استولوا على دياره وأبنائه وهل يرضى
بهذا لنفسه من له أنف كلا والله ما رضي بالهوان كريم ولا استسلم للأعداء
لئيم ألا شهم فتى كريم له رأي سديد مستقيم له في كل ناحية رقيب على أعدائه
وهم هجوم متى سمع العدو له بذكر عراه الذل والخزي المقيم



ومن يكل
هذا فعليه طير بنصر رجاله أبدا يحوم وإلا فلينم حتى يوافي عدو وصيده الكسل
النؤوم قوله وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمينيعني من عالمي ذلك الزمان
يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكمقال ابن عباس هي الطور وما
حوله وقال قتادة الشام وقيل أريحاء وقيل دمشق وفلسطين وبعض الأردن
والمقدسة أي المطهرة المباركة وقوله كتب الله لكمأي أوجب لكم ولا ترتدوا
على أدباركم فتنقلبوا خاسرينأي لا ترجعوا مدبرين إلى ورائكم فتنصرفوا
خائبين قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارينكل من لا تكون خشية الله أغلب
عليه من خشية الخلق ملأ الله قلبه مما سواه رعبا وجعل كل شيء يخافه ربا
وإنا لن يدخلها حتى خرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلونلما جنبوا عن
القتال أحالوا على المحال وهو طريق من طرق الضلال لا بارك الله في رجال قد
سلكوا سبل الضلال لا أهل كنا في يوم حرب ولا فحول يوم القتال قد قنعوا من
حطام دنيا بطيب عين وجمع مال فلا بد يدنون من حريم ولا يحامون من عيال لكن
قومي إذا دعاهم داع إلى الحرب والنزال طاروا إليه على متون الجياد بالذيل
العوال



فتاهم عاشق المعالي وكلهم للحياة سالي جزاهم الله كل خير
في كل وقت وكل حالي قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا
عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ما بين العبد وبين النصر إلا أن
يوطن نفسه على الصبر أمروا بالدخول من الباب على عدوهم وضمن لهم النصر
عقيب دخولهم فلو تلقوا أمر ربهم بالسمع والإطاعة لم يحولهم إلى الصبر إلا
ساعة فلا قرت عيون الجبناء ماذا فاتهم من النصر والعلاء لو وطنوا أنفسهم
على صبر ساعة يوم اللقاء من غديري من معشر جبناء ما وفوا بالعهود يوم
اللقاء إنما الملك والغنيمة والأجر وقهر العداء وحسن الثناء لفتى صابر
العدو فوافى حين وخز الرماح في الأحشاء إن أردت الثواب والملك فاصبر ساعة
الموت تحت خفق اللواء وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنينفي هذه الآية دليل
على ان من ولى وقت الزحف فليس له نصيب في التوكل وفيها دليل على أن من لا
يتوكل له



فلا إيمان له لأن المعنى إن كنتم مؤمنين فتوكلوا وإن
كنتم متوكلين فاثبتوا فمفهومها إن لم تثبتوا فما أنتم متوكلين وإن لم
تتوكلوا فما أنتم مؤمنين أي لا يتم إيمانك إلا بالتوكل ولا يصدق توكلكم
إلا بالثبات قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها جرى فألهم
على ألسنتهم حين قالوا إنا لن ندخلها أبدافلم يدخلوها لأن الله حرمها
عليهم وهذا جزاء كل من لا يتقبل النعم بالشكر أي يحال بينه وبينها بلون
سواد به آخر العهد منها الذنب لي فيما ابتليت به من راحة نقلت إلى تعب
ورقاد عين عاد لي سهرا ومواهب حالت إلى سلب وفراق أحباب نعمت بهم وبقربهم
في سالف الحقب ما كنت أعرف قدر ما بذلوا حتى ابتليت بكف مستلب هذا جزاء
مقابل نعما بدلت له إساءة الأدب ما زال في لهو وفي لعب حتى دعا بالويل
والحرب فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون هذا كلام قوم جاهلين
بالحكمة في سنة الجهاد لأن الجهاد شرع للمؤمنين تمحيصا للسيئات ورفعة في
الدرجات فإذا كان المقاتل غيرك فكيف تحصل لك هذه الفوائد في قوله تعالى
ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم لكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل
الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهمفمن كان
في إحراز هذه الخيرات طامعا فليكن إلى الجهاد نفسه



وعدوه مسارعا
إن كنت في نيل السعادة طامعا فانهض إلى حمل السلاح مسارعا واركب جواد
العزم واحمد حمله البطل الحلاحل حاسرا أو داعيا واصبر على مضض الجلاد
مراميا ومطاعنا ومسائفا ومقارعا واصدق عدوك في لقائك ساعة لم تلق مثل
الصدق شيئا قاطعا واغش السيوف في نحر وجهك وقت ما يحمي الوغى والق الرمام
شوارعا لا تجزعن ولو قتلت فإنه لم يبلغ العليا من يك جازع وترج إحدى
الحسنين شهادة تحصنك أو نصرا لمجدك رافعا قال رب إني لا أملك إلا نفسي
وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقينتبرأموسى عليه السلام إلى ربه من
عصيان قومه فعذره الله تعالى وأخبره بما هو معجل لهم العقاب مع حرمان
الثواب قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على
القوم الفاسقينفصرفوا عنها أذلة صاغرين ودخلوا في التيه فلم يخرج منهم أحد
حتى أتى الموت عليهم أجمعين حتى إن موسى وهارون كانا في التيه من جملة
المتيهين ولم يدخل الأرض المقدسة من ذلك الحين أحد منهم وهم ستمائة ألف
فيهم الأنبياء والمرسلين والأولياء والنساء والأطفال عمهم جميعا شوم
العاصين رضوا بالحياة الدنيا من الآخرة فانقلبوا بالصفقة الخاسرة فما ربحت
تجارتهم وما كانوا مهتدين



لا تبيعوا الدر بالخزف ليس هذا فعل
معترف واركبوا الأخطار في طلب المجد والعياء والشرف فاطلبوا الثأر الذي
لكم عند أهل الجور والخيف أو فكوا حرمة قنعت بلزوم البيت والعلف من كان مع
الله كان الله معه ومن تكبر على الله وضعه ومن تواضع لله رفعه ومن استودع
الله دينه ونفسه حفظه عليه حتى يؤدي إلى الله ما استودعه فكونوا بالله في
ضمانه واثقين وإلى الله فيما عنده راغبينوقاتلوا المشركين كافة كما
يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين قل للذين آمنوا بزلهم كونوا مع
الإيمان عاملينا إذا أتاكم مناد من ربكم فلا تكونوا عنه معرضينا قولوا
سمعنا وأطعنا واحذروا أن تصبحوا لله مسخطينا من خالف الله فقد أسخطه فلا
تكونن مسخطينا وجاهدوا أعداءكم فإنهم قد أصبحوا لكم معاندينا إياكم والظلم
فيما بينكم فقل ما ينصر ظالمونا واخلصوا نياتكم فالإخلاص أقوى ما به في
الحرب تنصرونا ووطنوا النفس على الصبر ولو قتلتم بالصبر أجمعونا فموتنا
ولا نرى عدونا يستأثر البنات والبنينا كم استباحوا حرما ممتنعا كم هتكوا
محجبا مصونا



كم غربوا مستوطنا عن داره وكم أخافوا بلدا أمينا كم
أفقروا ذا ثروة من ماله حتى غدا مستعطيا مسكينا نستغفر الله ذنوبا سلطت
أعداءنا وطمعتهم فينا عسى الذي أعلى العدو فوقنا عليهم من بعدها يعلينا
اللهم يا خير الغافرين اغفر لنا ذنوبنا اللهم يا خير الراحمين ارحمنا في
كل شيء من نعمك علينا اللهم يا خير الرازقين ارزقنا رضاك عنا ولطفك بنا
اللهم يا خير الفاتحين افتح بيننا وبين القوم الظالمين ونجنا برحمتك من
القوم الكافرين اللهم يا خير الناصرين انصرنا على من عادانا واردد لنا
الكرة عليهم وكن لنا عليهم ظهيرا وامدد لنا بأموال وبنين واجعلنا أكثر
نفيرا من كان مع الله بالإخلاص والصدق كان الله معه بالتأييد والنصر ومن
اعتقد أن لا حول ولا قوة إلا بالله أنزل الله عليه السكينة والصبر ومن علم
ان لا ناصر إلا الله لم يكله إلى احد في شيء من الأمر وطنوا أنفسكم على
الصبر والثبات فضل ساعة وابذلوا في مصابرة العدو ما في وسعكم من الاستطاعة
واحذروا ان تقدموا على ربكم وأنتم لفرائضه مضيعون وفي أداء أمانته عندكم
مفرطونيا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وأنتم
تعلمون نقض العهود على الكرام حرام قوم عليهم للوفاء ذمام فإذا لقوا صدقوا
العدو وكيف لهم أصول في اللقاء كرام



ولهم عيون لا تنام عن العدى
من يطلب الأعداء كيف ينام أصلوا نفسهم نفيرا لملتقى وعلى حياض منه حاموا
شهروا الصوارم في الوغى من غمدها وبغيرها فات العدى ساموا شربوا وأسقوا
كأس حتف جردت لهم العدو فلاح منه عظام حام العدو وحاد يوم لقائهم وهم
غداةالملتقى ما حاموا ما زال إلا أن دين عدوهم كفر ودينهم هو الإسلام قد
أيقنوا ان الفناء مصير دنيا هم ولو دامت لهم ما داموا من كل شهم ماجد صلى
الوغى والوجه أبيض ما علاه قتام ركبوا رضى المولى وجنات العلى فأنالهم من
فضله ما راموا ما زال يبذل نفسه في الذب عن دين النبي كأنه الضرغام حتى
سقى الأقوام كأس حمامهم وسقاه كأس حمامه الأقرام لقى الحمام ويا سعادة
مسلم يلقاه في ذات الإله حمام نال الشهادة والسعادة وانثنى والعرض أبيض ما
عليه ملام ما كل من رام السعادة نالها إن السعادة والشقاء أقسام سبق
القضاء بما هو كائن طوى الكتاب وجفت الأقلام اللهم بدوام غناك عن كل شيء
سواك ارحم دوام افتقارنا إليك ولا تجعل استغاثتنا بشيء دونك وكما خلقتنا
لعبادتك وفقنا لما خلقتنا وكما ضمنت لنا أرزاقنا فاجعلنا بضمانك واثقين
وكما أنزلت علينا كتابك وبعثت إلينا رسولك فاجعلنا بكتابك عاملين ولرسولك
متابعين ترى حضرنا مع من يحسن السماع قلينتقل عما هو مستمر عليه من زمان
الرضاع من سوء العادة



وفساد الطباع وأداء من أهدى إليه النصح
قبله وانفتح به حق الانتفاع هل من أخ وجد أطارحه ما لم أزل لغفيه من بعدي
ما زلت اكتم ما بليت به حتى عجزت فقلت ما عندي أنا من ملوك كان ملكهم يعلو
ملوك الصين والهند كان العدو يخاف غائلتي ويفر من ظلي على بعد فقلت عن
تحصين مملكتي تباعد الأمراء والجند فغزاني الأعداء فانتزعوا مني البلاد
وأخربوا مجدي أمرني ربي بما فيه إصلاح شأني ونهاني عما فيه هواني وخسراني
فعصيت ربي وأطعت شيطاني فاحذروا ان يصيبكم ما أصابني ويدهاكم ما دهاني كنت
في قربهم بكل نعيم لا أبالي طوارق الحدثان فسقاني العدو كأس اغترار ليتني
مت من قبل ان سقاني غرني باستمالة النفس للشهوة حتى بحبها أغراني شد وسطي
منه بحبل غرور ثم في حفرة الردى دلاني والحسيب الرقيب ينظر ما أصنع حيث لا
أراه ولا يراني حين مددت يدي إلى شهوة النفس التي قبل ذاك عنها نهاني طار
تاج الملك الذي كنت توجت وأخرجت من قصور الجنان فاندبوا مصرعي ونوحوا عليه
واحذروا بأن يدهاكم ما دهاني



ألا رجل كريم الطباع يعزم عزمة
البطل الشجاع يوطن نفسه على صبر شناعة ويبذل في غسل عاره بأخذ ثأر حميد
الاستطاعة ويكف ألسنة الشامتين به عن هذه الشناعة فلقد سمع بمصيبتنا مع
عدونا سامع الإنس والجن إلى قيام الساعة وهذا جزاء من سلك طريق المعصية
وتنكب طريق الطاعة يا ويح من نزل العدو به فلم يملك نزاعه فأزاحه عن ارضه
حتى لقد اخلى رباعه وسبى الحريم بعد ان بلغ الفضيحة منه باعه من كل وجه
مصونة كالبدر قد هتكوا أقناعه أين الحمية والأبية والشهامة والشجاعة كل
قربة تتقرب بها إلى ربك هي قلعة من قلاع دينك والعدو مجتهد في كل وقت وعلى
كل حال في حصار قلاعك بالرجال والحبال فكل طاعة يفسدها عليك فهي حصن من
حصون دينك انتزعه من بدنك وأنت من استيلائه على حصونك تقول لا بأس علي ما
دمت آكل وأشرب وأجيء وأذهب وهل البأس ألا تكون هاربا من عدوك من كل مهرب
قد ضيق عليك كل مذهب وكدر كل مشرب كلما ضربت معه رأسا كان عليك اظهر ولك
أغلب شرقوا وغربوا ما من الموت مهرب كيف ينجو المطلوب بالسير والله يطلب
ويموت تحت السيوف كراما أو تغلبوا مالرأي بقاء غير أن تستعدوا وتغضبوا إن
هذا الفرار عار وله الرب يغضب



فاثبتوا في صفوفكم فقبيح ان تهربوا
كم جديد قد أخلقوا كم مشيد قد أخربوا والعدو المخذول يد نو إلينا ويقرب
والسبابا غدت ينا ح عليها ويندب كم أسير لديهم وعلى الوجه يضرب كان بالأمس
سالبا فهو اليوم يسلب لهف نفس على حرا ئر تسبى وتنهب يا أسود الورى اغضبوا
يا جنود الوغى اركبوا واغسلوا العار واطلبوا الثأر تعلوا وتغلبوا وأملوا
الله إن آمله لا يخيب اللهم آونا إليك ودلنا عليك واجعل راحتنا عند لقائك
ورغبتنا فيما لديك وضاعف صلواتك على عبدك ورسولك محمد وآله وسائر عبادك
الصالحين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى