لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب التزكرة الجزء الثانى Empty كتاب التزكرة الجزء الثانى {الجمعة 10 يونيو - 20:17}


وعلى نسبة الجلالة والرفعة من مرسل يكون
الرسول محمد صفوة الرحمن ما حملت أنثى ولا وضعت شبها لغدته محمد خير كل
العالمين وما بدا لنا منه مغن عن أدلته كل الشرائع منسوخ بشرعته وشرعه
خالد باق بحدته لو قسيت الأمم الماضون بالفضل لكانوا دون أمته إن كاثروا
او فاخروا فخروا يدنون فضلا وهذا من فضليلته يكاد يغضب خزان العذاب لما
يقل حظهم من أهل ملته ووارد النار منهم بالذنوب له سيما من الحسن لا يذرى
بخلقه بياض وجه وتحجيل من الوضو لألأ نور فوق جبهته ولا يخلد في نار
معذبهم ولو أتى بجبال من خطيته الخير كله في متابعة الرسول والبركة في حفظ
كلامه المنقول ما وعظ الواعظون بمثل التخويف من الانقطاع عن الوصول ولا
أطرب الحادون بمثل التشويق إلى النظر إلى جمال وجه الله ومرافقة رسول الله
ولا يسمع السامعون بمثل حسرة المحجوبون يوم القيامة عن الله وعن شفاعة
رسول الله صلى الله عليه و سلم الله هو الأول والآخر والظاهر والباطن الله
هو الذي إليك في كل وقت ناظر وعليك في كل حال قادر أين الفارون من الله
والكل في قبضته كيف يشكر الشاكرون من سوى الله والكل على مائدته إلى من
يلجأ الخائفون إلى غير الله والكل محفوظ برعايته لو علم الراقدون إذ نعسوا
ماذا أضاعوا وعلى خط من يخشون غير خط أنفسهم عن قيام ببابه جلسوا تكلفوا
عنه سلوة فسألوا ثم تناسوا عهودهم فنسوا كم قريب أبعده التباعد وكم قائم
أقعده التقاعد لا يزال رجال



يتأخرون حتى يؤخرهم الله يوم القيامة
ينبغي للحاضر أن يكون سامعا وللسامع أن يكون واعيا وللداعي أن يكون بما
دعا عاملا وللعامل في عمله أن يكون مخلصا واعلم يا ابن آدم أنك مريض القلب
من جهتين إحداهما مخالفتك أمر الله والأخرى عفتك عن ذكر الله ولن تجد طعم
العافية حتى تكون على طاعة الله مقيما ولذكر الله مديما فعالج مرض
المخالفة بالتوبة ومرض الغفلة بالإنابة وإلا فاعلم عما قليل أنك هالك
ومنتقل من أهلك ومالك إلى قبضة ملك مالك قدم لنفسك فضل مالك وامهد لها قبل
انتقالك خذ للتأهب للرحيل فقد دنا وقت إرتحالك واعمل على تخليص نفسك من
سبالة سوء حالك سبحان من أنعم على أوليائه بالعافية من أسقامنا سبحانه مكن
لهم في مقامهم وزحزهم من مقامنا الإصرار والغفلة مقامنا ومقامهم التوبة
والإنابة أصحاب الجنة يومئذ خير مستقر وأحسن مقيلا لو بكينا على نفوسنا
حتى تجري السفن في دموعنا ما بلغنا ما يوجبه سوء صنيعنا اخترنا ما يفنا
على ما يبقى واختار أولياء الله ما يبقى على ما يفنا يا طول حسرات
الغافلين يا فرط ندمات المفرطين



يا طول حزن الغافلينا عن ذكر رب العالمينا يا حسرة يطوون جمر
تها حيارى نادمينا


ذم الدنيا


ليس الذاكر من قال سبحان الله والحمد لله وقلبه مصر على الذنوب وإنما
الذاكر من إذا هم بمعصية ذكر مقامه بين يدي علام الغيوب كما قال بعض السلف
ليس الذاكر من همهم بلسانه وإنما الذاكر من إذا جلس في سوقه وأخذ يزن
بميزانه علم ان الله مطلع عليه فلم يأخذ إلا حقا ولم يعط إلا حقا فما
ينبغي للعباد أن ينشغلوا عن المنعم بشيء من نعمه ولا يلتهوا عنه بشيء من
كرمه الله أحق أن نختاره على ما سواه الله مولانا وما أولى بالخير من كان
الله مولاه يا ليتنا عقلنا عن الله ولو حرفا من خطابه يا ليتنا قربنا من
الله ولو عرض شعره من عزيز جنابه إنما يفهم ما أقول أرباب الفطن والعقول
إنما يشرب من هذا الشمول هو برداء التوفيق مشمول اسمع ما أقول فهو جميل لا
يضر عنه ما يقول الجهول كل شيء شغول فهو للنفس عول عن ذكر لمولى ملكه ما
يزول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ملعونة هي الدنيا ملعون ما فيها
إلا ذكر الله وعالما ومتعلما كيف لا تكون الدنيا ملعونة وهي عن ذكر الله
شاغلة ولمن

نظر إليها فاتنة ولمن ركن إليك قاتلة استصحبها غاشة ولمن
استنصرها خاذلة الدن حب والمعصية فخ والشيطان صياد والإنسان طائر فمتى أكب
الإنسان على التقاط حلالها فيوشك ان يقع في حرامها ومتى وقع في حرامها فقد
أستحوذ عليه قناصه وتعذر عليه إلا من جهة التوبة خلاصه فكيف السبيل إلى
الخلاص منها ورضيعها لا يمكنه الفطام عنها والجواب عن هذا السؤال أن
تستغيث بالكبير المتعال فالراجع إلى الله مستريح بالله مما سواه لأنه
يستريح من الدنيا وأشغالها ومن الشياطين ووسواسها ومن الأفكار وغمومها ومن
الأشغال وهمومها وغير ذلك مما الناس به في هذه الدنيا مفتونون ومعذبون
وعليه في الآخرة محاسبون ومعاقبون فأريدوا وجه الله بكل أعمالكم وجاهدوا
في سبيل الله بأنفسكم وأموالكم وأقبلوا عليه يقبل عليكم فإنه لا يعرض إلا
عمن أعرض عنه ولا تجعلوا طلب الدنيا أكبر همكم فيطول فيها همكم وفي الآخرة
يطول حسابكم على قدر مالكم قال أبو الدرداء رضي الله عنه ذو الدرهمين في
الآخرة أشد حسابا من ذي الدرهم وفي الحديث التقى مؤمنان على باب الجنة
مؤمن غنى ومؤمن فقير كانا في الدنيا فأدخل الفقير إلى الجنة وحبس الغني ما
شاء الله أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فقال يا أخي ما أحسبك بعدي
والله لقد احتبست حتى خفت عليك فقال يا أخي والله لقد احتبست بعدك محبسا
فظيعا كريها وما وصلت إليك حتى سأل مني العرق ما لو ورد ألف بعير كلها
أكلت حمصا لعددت عنه رواء



واعملوا أن لله عبادا شغلهم الاهتمام
به عن الاهتمام لهم وتلك مرتبة المقربين الذين يتبتلون إليه تبتيلا ومنهم
من لا يرفع قصة الشكوى إلا إليه وذلك مقام أصحاب اليمين الذين لم يتخذوا
من دونه وكيلا اجتهد ان تكون عارفا بالله فإن عجزت فاجتهد أن تكون مريدا
من الله ولا تكن الثالث تكن من الخائبين اجتهد أن تكون واصلا إلى الله فإن
عجزت فكن سالكا إلى الله ولا تكن الثالث من المنقطعين اجتهد ان تكون واصلا
فإن عجزت فكن سالكا إلى الله ولا تكن الثالث تكن من الجاهلين اجتهد أن
تكون ممن يحبه الصالحون في الله فإن عجزت فكن ممن يحب الصالحين في الله
ولا تكن الثالث تكن من الممقوتين هذه وصية مناصحة من اهتدى بهديها اهتدى
هذه سفينة سلامة من اعتصم بركوبها نجا المؤمنون قوم باعوا الله أنفسهم
وأموالهم ولم يقدموا عليه بسوى افتقارهم



إليه فعوضوا بما هو أعوض
عليهم وأبقى لهم عاملوه رغبة فيه لا في شيء سواه فجازاهم بجنته ورضاه
والله لو أن محبا صادقا يسأل بذل روحه وماله حتى ينال نظرة في نومه يسخو
بها الحبيب من خياله وجدته لنفسه مهينا لنعم باله والرب تعالى يستقرض منا
ربع عشر ما خولنا من مقتنى أمواله فلا نجود ثم نرجو حظوة لديه بالنعيم في
وصاله هذا هو المحال والمحال لا مطمع للعاقل في مناله إنما امركم الله
سبحانه بإنفاق أموالكم في سبيل مرضاته ليمتحن ماله في قلوبكم من محبته
وإجلاله وخشيته ومقامه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما
غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم وفقنا الله وإياكم لمرضاته ووهبنا وإياكم من
جزيل هباته وجمعنا وإياكم في دار النعيم وجنبنا وإياكم أفعال أهل الجحيم
لإنه جواد كريم وصلى الله على سيدنا محمد أفضل الصلاة والتسليم
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب التزكرة الجزء الثانى Empty رد: كتاب التزكرة الجزء الثانى {الجمعة 10 يونيو - 20:18}


وعلى نسبة الجلالة والرفعة من مرسل يكون
الرسول محمد صفوة الرحمن ما حملت أنثى ولا وضعت شبها لغدته محمد خير كل
العالمين وما بدا لنا منه مغن عن أدلته كل الشرائع منسوخ بشرعته وشرعه
خالد باق بحدته لو قسيت الأمم الماضون بالفضل لكانوا دون أمته إن كاثروا
او فاخروا فخروا يدنون فضلا وهذا من فضليلته يكاد يغضب خزان العذاب لما
يقل حظهم من أهل ملته ووارد النار منهم بالذنوب له سيما من الحسن لا يذرى
بخلقه بياض وجه وتحجيل من الوضو لألأ نور فوق جبهته ولا يخلد في نار
معذبهم ولو أتى بجبال من خطيته الخير كله في متابعة الرسول والبركة في حفظ
كلامه المنقول ما وعظ الواعظون بمثل التخويف من الانقطاع عن الوصول ولا
أطرب الحادون بمثل التشويق إلى النظر إلى جمال وجه الله ومرافقة رسول الله
ولا يسمع السامعون بمثل حسرة المحجوبون يوم القيامة عن الله وعن شفاعة
رسول الله صلى الله عليه و سلم الله هو الأول والآخر والظاهر والباطن الله
هو الذي إليك في كل وقت ناظر وعليك في كل حال قادر أين الفارون من الله
والكل في قبضته كيف يشكر الشاكرون من سوى الله والكل على مائدته إلى من
يلجأ الخائفون إلى غير الله والكل محفوظ برعايته لو علم الراقدون إذ نعسوا
ماذا أضاعوا وعلى خط من يخشون غير خط أنفسهم عن قيام ببابه جلسوا تكلفوا
عنه سلوة فسألوا ثم تناسوا عهودهم فنسوا كم قريب أبعده التباعد وكم قائم
أقعده التقاعد لا يزال رجال



يتأخرون حتى يؤخرهم الله يوم القيامة
ينبغي للحاضر أن يكون سامعا وللسامع أن يكون واعيا وللداعي أن يكون بما
دعا عاملا وللعامل في عمله أن يكون مخلصا واعلم يا ابن آدم أنك مريض القلب
من جهتين إحداهما مخالفتك أمر الله والأخرى عفتك عن ذكر الله ولن تجد طعم
العافية حتى تكون على طاعة الله مقيما ولذكر الله مديما فعالج مرض
المخالفة بالتوبة ومرض الغفلة بالإنابة وإلا فاعلم عما قليل أنك هالك
ومنتقل من أهلك ومالك إلى قبضة ملك مالك قدم لنفسك فضل مالك وامهد لها قبل
انتقالك خذ للتأهب للرحيل فقد دنا وقت إرتحالك واعمل على تخليص نفسك من
سبالة سوء حالك سبحان من أنعم على أوليائه بالعافية من أسقامنا سبحانه مكن
لهم في مقامهم وزحزهم من مقامنا الإصرار والغفلة مقامنا ومقامهم التوبة
والإنابة أصحاب الجنة يومئذ خير مستقر وأحسن مقيلا لو بكينا على نفوسنا
حتى تجري السفن في دموعنا ما بلغنا ما يوجبه سوء صنيعنا اخترنا ما يفنا
على ما يبقى واختار أولياء الله ما يبقى على ما يفنا يا طول حسرات
الغافلين يا فرط ندمات المفرطين



يا طول حزن الغافلينا عن ذكر رب العالمينا يا حسرة يطوون جمر
تها حيارى نادمينا


ذم الدنيا


ليس الذاكر من قال سبحان الله والحمد لله وقلبه مصر على الذنوب وإنما
الذاكر من إذا هم بمعصية ذكر مقامه بين يدي علام الغيوب كما قال بعض السلف
ليس الذاكر من همهم بلسانه وإنما الذاكر من إذا جلس في سوقه وأخذ يزن
بميزانه علم ان الله مطلع عليه فلم يأخذ إلا حقا ولم يعط إلا حقا فما
ينبغي للعباد أن ينشغلوا عن المنعم بشيء من نعمه ولا يلتهوا عنه بشيء من
كرمه الله أحق أن نختاره على ما سواه الله مولانا وما أولى بالخير من كان
الله مولاه يا ليتنا عقلنا عن الله ولو حرفا من خطابه يا ليتنا قربنا من
الله ولو عرض شعره من عزيز جنابه إنما يفهم ما أقول أرباب الفطن والعقول
إنما يشرب من هذا الشمول هو برداء التوفيق مشمول اسمع ما أقول فهو جميل لا
يضر عنه ما يقول الجهول كل شيء شغول فهو للنفس عول عن ذكر لمولى ملكه ما
يزول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ملعونة هي الدنيا ملعون ما فيها
إلا ذكر الله وعالما ومتعلما كيف لا تكون الدنيا ملعونة وهي عن ذكر الله
شاغلة ولمن

نظر إليها فاتنة ولمن ركن إليك قاتلة استصحبها غاشة ولمن
استنصرها خاذلة الدن حب والمعصية فخ والشيطان صياد والإنسان طائر فمتى أكب
الإنسان على التقاط حلالها فيوشك ان يقع في حرامها ومتى وقع في حرامها فقد
أستحوذ عليه قناصه وتعذر عليه إلا من جهة التوبة خلاصه فكيف السبيل إلى
الخلاص منها ورضيعها لا يمكنه الفطام عنها والجواب عن هذا السؤال أن
تستغيث بالكبير المتعال فالراجع إلى الله مستريح بالله مما سواه لأنه
يستريح من الدنيا وأشغالها ومن الشياطين ووسواسها ومن الأفكار وغمومها ومن
الأشغال وهمومها وغير ذلك مما الناس به في هذه الدنيا مفتونون ومعذبون
وعليه في الآخرة محاسبون ومعاقبون فأريدوا وجه الله بكل أعمالكم وجاهدوا
في سبيل الله بأنفسكم وأموالكم وأقبلوا عليه يقبل عليكم فإنه لا يعرض إلا
عمن أعرض عنه ولا تجعلوا طلب الدنيا أكبر همكم فيطول فيها همكم وفي الآخرة
يطول حسابكم على قدر مالكم قال أبو الدرداء رضي الله عنه ذو الدرهمين في
الآخرة أشد حسابا من ذي الدرهم وفي الحديث التقى مؤمنان على باب الجنة
مؤمن غنى ومؤمن فقير كانا في الدنيا فأدخل الفقير إلى الجنة وحبس الغني ما
شاء الله أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فقال يا أخي ما أحسبك بعدي
والله لقد احتبست حتى خفت عليك فقال يا أخي والله لقد احتبست بعدك محبسا
فظيعا كريها وما وصلت إليك حتى سأل مني العرق ما لو ورد ألف بعير كلها
أكلت حمصا لعددت عنه رواء



واعملوا أن لله عبادا شغلهم الاهتمام
به عن الاهتمام لهم وتلك مرتبة المقربين الذين يتبتلون إليه تبتيلا ومنهم
من لا يرفع قصة الشكوى إلا إليه وذلك مقام أصحاب اليمين الذين لم يتخذوا
من دونه وكيلا اجتهد ان تكون عارفا بالله فإن عجزت فاجتهد أن تكون مريدا
من الله ولا تكن الثالث تكن من الخائبين اجتهد أن تكون واصلا إلى الله فإن
عجزت فكن سالكا إلى الله ولا تكن الثالث من المنقطعين اجتهد ان تكون واصلا
فإن عجزت فكن سالكا إلى الله ولا تكن الثالث تكن من الجاهلين اجتهد أن
تكون ممن يحبه الصالحون في الله فإن عجزت فكن ممن يحب الصالحين في الله
ولا تكن الثالث تكن من الممقوتين هذه وصية مناصحة من اهتدى بهديها اهتدى
هذه سفينة سلامة من اعتصم بركوبها نجا المؤمنون قوم باعوا الله أنفسهم
وأموالهم ولم يقدموا عليه بسوى افتقارهم



إليه فعوضوا بما هو أعوض
عليهم وأبقى لهم عاملوه رغبة فيه لا في شيء سواه فجازاهم بجنته ورضاه
والله لو أن محبا صادقا يسأل بذل روحه وماله حتى ينال نظرة في نومه يسخو
بها الحبيب من خياله وجدته لنفسه مهينا لنعم باله والرب تعالى يستقرض منا
ربع عشر ما خولنا من مقتنى أمواله فلا نجود ثم نرجو حظوة لديه بالنعيم في
وصاله هذا هو المحال والمحال لا مطمع للعاقل في مناله إنما امركم الله
سبحانه بإنفاق أموالكم في سبيل مرضاته ليمتحن ماله في قلوبكم من محبته
وإجلاله وخشيته ومقامه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما
غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم وفقنا الله وإياكم لمرضاته ووهبنا وإياكم من
جزيل هباته وجمعنا وإياكم في دار النعيم وجنبنا وإياكم أفعال أهل الجحيم
لإنه جواد كريم وصلى الله على سيدنا محمد أفضل الصلاة والتسليم
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب التزكرة الجزء الثانى Empty رد: كتاب التزكرة الجزء الثانى {الجمعة 10 يونيو - 20:18}

المجلس التاسع تسبيح وحمد وثناء


الحمد لله الذي خلق الإنسان من نطفة فجعله سميعا بصيرا وألزمه الحجة
بإيضاح المحجة إما شاكرا وإما كفورا فمن شكر لأنعمه لقاه من كرمه نضرة
وسرورا وسقاه من مدام ديمة شرابا طهورا ومن كفر أعد له سلاسل وأغلالا
وسعيرا واستقبل به يوم حشره بعد عذاب قبره يوما عبوسا قمطريرا ذلك أنه
اتبع غير سبيل المؤمنين وابتدع من رأيه ما ليس من شرائع الدين وترك
الاعتصام بسنن المرسلين فويل له إذا قام يوم حشره من حفرته حاسرا حسيرا
ولقى حسابا قد حرره عليه الحاسبان تحريراوكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه
ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا سبحان من تسبح بحمده الحركات
والسكون وتشهد بحكمته الحياة والمنون ومن آياته أن تقوم السماء والأرض
بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون يخرجون حفاة وعراة غرلا
يرجو محسنهم من ثوابه فضلا ويخاف مسيئهم من عقابه عدلا فيومئذ لا يظلمون
نقيرا وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا خضع لهيبته كل صعب ذلول
وافتقرإلى

توفيقه كل عليهم وجهول إذا حكم فبالعدل يحكم وإذا قال
فبالحق يقول وإذا سامح فالأمر يسهل وإذا ناقش فالحساب يطول فطوبى لمن كان
له من سوء الحساب مجيرا لقد سعد سعادة الأبد وفاز فوزا كبيرا أحمده وأشكره
ولم يزل بالحمد والشكر جديرا وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له
شهادة أشرب بها من سلسبيل الجنة نميرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله
إلى الخلق كلهم بشيرا ونذيرا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
كبيرا اللهم اهد من صلاتنا وسلامنا إليه وإلى آله وأصحابه الذين جاهدوا
بين يديه ما يكون حسن الجزاء عندك خصوصا على الصديق الأفضل والخليفة الأول
والإمام المبجل أبي بكر الصديق الذي سبق إلى الإسلام أحرارا وعبيدا وإناثا
وذكورا وعلى الفاروق الأكبر الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أمير
المؤمنين عمر بن الخطاب الذي أصبح به الإسلام ظاهرا وقد كان مستورا وعلى
جامع الأمة على القرآن بعد إختلافها والباذل نفسه دون دينه حتى أوردها
موارد تلافها أمير المؤمنين عثمان بن عفان الذي ابتلى في كتاب الله وكان
البلاء صبورا وعلى أبي السبطين السيدين أبي محمد الحسن وأبي عبد الله
الحسين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الحائز من آيات الفرقان نصيبا
موفورا وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا وعلى
التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وعلى سائر عباد الله الصالحين صلاة
متصلة صباحا ومساء ورواحا وبكورا اللهم ونحن من جملة عبادك الفقراء إلى
مزيد فضلك ودوام مدارك فاجعل لنا من لدنك سلطانا نصيرا حتى نجاورك في جنة
عرضها السموات



والأرض حشوتها برحمتك وجعلت لباس أهلها حريرا
متكئين فيها على الأرائك لا يرون شمسا ولا زمهريرا وأشركنا في صالح دعاء
المسلمين وأشرك المسلمين في صالح دعائنا يا من لم يزل بكل شيء خبيرا وعلى
كل شيء قديرا تنبيه العقول العاقلة يورث حرث الآخرة على حرث العاجلة
وبالاستقامة على السيرة العادلة تظهر جواهر النفوس الفاضلة فطالب
الإستقامة محتاج إلى طريق السلامة من سلكها بعدما عرفها وصل إلى دار
الكرامة فمن عزم على سلوك طريق الجنة فليجعل دليله علوم الكتاب والسنة
وإنما يهتدي بالعلم لمراد قائله خبير فلهذا ألزم أئمة السلوك الاشتغال
بعلوم التفسير



تفسير أوائل سورة هود


بسم الله
الرحمن الرحيم الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله سبحانه وتعالى الر قال أنا الله أرى وقال سعيد بن
جبير الر حم ن هو اسم الله الرحمن وقيل الألف آلاؤه واللام لطفه والراء
ربوبيته وقوله أحكمت آياته أي لم تنسخ بكتاب كما نسخت الكتب التي قبله ثم
فصلت أي بينت بالأحكام والحلال والحرام وقوله تعالى من لدن حكيم خبير أي
من عند حكيم بتدبير الأشياء وتقديرها خبير بما تؤول إليه عواقبها
ألاتعبدوا إلا الله أي لا توحدوا ولا تطيعوا إلا الله إنني لكم منه نذير
وبشير أي قل يا محمد إنني من عند الله نذير أنذركم عقابه على معصيته
وعبادة الأصنام وبشير أبشركم بثواب الله على طاعته وإخلاص عبادته وأن
استغفروا ربكم ثم توبوا إليه أي اطلبوا من ربكم مغفرة سالف ذنوبكم وتوبوا
إليه بالرجوع عن مخالفته في بقية أعماركم يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى
أي إذا استغفرتم ربكم وتبتم إليه بسط لكم

من الأرزاق ومد لكم في
الأعمار إلى وقت الموت وهو الأجل المسمى وقيل المتاع الحسن هو أن يرضيهم
بما أعطاهم وقيل هو استعمالهم بطاعته ومعرفة حقه فإن الله يحب الشاكرين
وأهل الشكر في مزيد من الله تعالى وذلك قضاؤه الذي قضى وذلك يعني أنكم
أيها المسلمون قد أطعتم ربكم في الاستغفار والتوبة وقد أنجز لكم ما وعد
المستغفرين والتائبين من المتاع الحسن فإنه سبحانه قد عفا عنكم في أبدانكم
ووسع لكم في أرزاقكم وأمنكم في أوطانكم وأعلاكم على عدوكم وشرفكم على أهل
الملل وعصمكم من الردة المحبطة للعمل وستركم وجبركم وآواكم ونصركم فاعرفوا
لله حق نعمته عليكم وطالبوا أنفسكم بواجب طاعته ويؤت كل ذي فضل فضله قال
الضحاك ويؤت كل ذي فضل فضله من عمل سيئة كتيت عليه سيئة ومن عمل حسنة كتبت
له عشر حسنات فإن عوقب بالسيئة التي كان عملها في الدنيا بقيت له عشر
حسنات فإن لم يعاقب بها في الدنيا أخذ من الحسنات العشر واحدة وبقيت له
تسع حسنات ثم يقول هلك من غلب آحاده عشرات ثم قال تعالى وإن تولوا فإني
أخاف عليكم عذاب يوم كبير أي وإن تعرضوا عما دعوتكم إليه من اخلاص العبادة
لله والاستغفار والتوبة فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير أي كبير هوله وهو
يوم القامة قال مقاتل إن لم يتوبوا في الدنيا فحبس الله عنهم المطر سبع
سنين حتى أكلوا العظام والميتة وقيل معنى قوله أخاف بما يعلم وإنما عبر عن
العلم بالخوف لأن العلم يوجد الخوف وأشد العصمة



على قدر علم
المرء يعظم خوفه فلا عالم إلا من الله خائف فأمن مكر الله بالله جاهل
وخائف مكر الله بالله عارف إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير وصف لهم
نفسه بالقدرة حتى لا يعتقدوا بجهلهم عجزه فيخالفوا أمره قيستوجبوا عقابه
فأعملهم بقدرته قبل حلول نقمته من جملة بره ولطفه وقدرته ورأفته فإذا كان
هذا لطفه بأعدائه فكيف يكون عطفه على أوليائه قال الضحاك بن قيس رضي الله
عنه قال صلى الله عليه و سلم يا أيها الناس اخلصوا أعمالكم لله فإن الله
لا يقبل من العمل إلا ما خلص لوجهه ولا تقولوا هذا لله وللرحم فإنه للرحم
وليس لله منه شيء ولا تقولوا هذا لله ووجوههم فإنه لوجوههم وليس لله منه
شيء وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان
يوم القيامة صارت أمتي ثلاث فرق فرقة يعبدون الله خالصا وفرقة يعبدون الله
رياء وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس فإذا جمعهم الله قال للذي كان
يستأكل به الناس بعزتي وجلالي ما أردت بعبادي قال بعزتك وجلالك أستأكل بها
الناس قال لم ينفعك شيء مما جمعت انطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان
يعبده رياء بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك وجلالتك أردت بها رياء
الناس قال لم يصعد إلي منه شيء انطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان
يعبد خالصا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك وجلالتك أنت أعلم بذلك
مني أردت بها وجهك وذكرك قال صدق عبدي انطلقوا به إلى الجنة



وفي
حديث معاذ رضي الله عنه قال يا رسول الله أوصني قال اخلص دينك يكفيك
القليل من العمل وقال يحيى بن معاذ كونوا عباد الله بأفعالكم كما زعمتم
أنكم عبيد الله بأقوالكم وقال البناجي ما التنعم إلا في الإخلاص ولا قرة
العين إلا في التقوى ولا راحة إلا في التسليم حدث القوم عن حقيقة الأمر
فصدقوا ونظروا في علل الأعمال فدققوا ونصحوا لنا في وصاياهم وعلينا أشفقوا
وتأدبوا بالعلم والعمل فلم أحكموه فضلوا فإن تقتدوا بهم تهتدوا وأن
تسابقوهم تسبقوا أين البطال من الأبطال متى يدرك الأطفال مساعي الرجال بلغ
الرجال نهاية الآمال في سيرهم بالشد والترحال نالوا المنى لما سمت لمناله
من عزمهم هم هناك عوال لم ينكلوا في قصدهم ومسيرهم حتى أناخوا بالجناب
العالي هذا هو الأمر الرشيد ومنتهى المرمى البعيد وغاية الآمال



مدح التواضع وذم الكبر


ألا ذو طبع كريم يسمو إلى هذا الفضل العظيم ألا ذو قلب سليم يراعي حفظ
العهد القديم إنما يقدر على الوفاء بعهد يوم الميثاق من كان سليما من
النفاق إنما يحن إلى مرافقة الرفيق الأعلى من كان طبعه كريما من نسي عهود
ربه فقد استحوذ الشيطان على قلبه من خالف سنة نبيه فقد نظمه الشيطان في
حزبه قال الإمام أحمد رحمه الله ما اعلم الناس في زمان أحوج منهم إلى طلب
الحديث من هذا الزمان قيل ولم قال ظهرت بدع فمن لم عنده حديث وقع فيها
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله إن لله تعالى ملائكة يطلبون حلق الذكر
فانظر مع من يكون مجلسك فلا يكون مع صاحب بدعة فإن الله لا ينظر إليهم
وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة لو أن المبتدع تواضع
لكتاب الله وسنة نبيه لا أتبع ما ابتدع ولكنه أعجب برأيه فاقتدى بما اخترع
فالتواضع أصل كبير يتفرع منه شيء كبير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه
سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من رجل يموت وفي قلبه مثقال
حبة من خردل من كبر تحل له الجنة أن يريح ريحها ولا يراها وعن فضالة بن
عبيد ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا تسأل عنهم رجل ينازع
الله رداءه الكبرياء وازاره العزة ورجل في شك من أمر الله ورجل يقنط من
رحمة الله وعن سليمان بن عامر رضي الله عنه قال قال

رسول الله صلى
الله عليه و سلم أرأيتم سليمان بن داود عليه السلام وما أعطاه الله من
الملك فإنه لم يكن يرفع رأسه إلى السماء تخشعا حتى قبضه الله وقال الفتح
بن شخوف رحمه الله رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المنام فسمعته
يقول التواضع يرفع الفقير على الغنى وأحسن من ذلك تواضع الغني الفقير إنما
جعل ترفع الفقير على الغني من التواضع لأن الفقراء قوم فرغ الله قلوبهم
وجعل رحيق محبته مشروبهم وأطال على باب خدمته وقوفهم وجعل رضاه وقربه
مطلوبهم وغضبه وبعده مخوفهم فهم من خشيته مشفقون ومن هيبته مطرقون إن
تواضعوا فلرفعته وأن تذللوا فلعزته وإن طمعوا في صدقته وإن خضعوا فلعظمته
إلى الله افتقارهم وبالله افتخارهم وإلى الله استنادهم هو كنزهم وعزهم
وفخرهم وذخرهم ومعبودهم ومقصودهم ومن كان بهذه الرتبة فمتى تواضع لغير
الله أخل بمركز الأدب واستبدل الخزف بالذهب من كان رب العباد مقصوده فهو
لكل العباد مقصود قل للعاملين لغير الله يا عظم خسرانكم وقل للواقفين بغير
باب الله يا طول هوانكم وقل الآملين لغير فضل الله يا خيبة آمالكم وقل
للعاملين لغير وجه الله يا ضيعة أعمالكم



الأسباب كلها منقطعة إلا
أسبابه والأبواب كلها مغلقة إلا أبوابه جناب الله أعلى مرتقى تسمو إليه
همم المرتقين ليس دونه مقنع للطالبين ولا وراءه مذهب للسالكين سلام الله
ورحمته وبركاته على همم لا يرضيها إلا قرب الله ومرضاته ما حلال لها غير
ذكره ولا انقادت لسوى أمره فهي الدهر في طاعته وشكره على حلو العيش ومره
ويسر الأمر وعسره أولياء الله لا يحبون ولا يبغضون إلا في الله ولا
يشتاقون ولا يحبون إلا لله ولا يتوكلون ولا يعتمدون إلا على الله إذا صفا
مشرب معاملة الله لم ينالوا كدر المشارب وإذا أينع لهم مذهب السلوك إلى
الله لم يهتموا لضيق المذاهب وإذا ظنوا أن الله عنهم راض لم يكترثوا بغضب
غاضب وإذا لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم عليهم عاتب لم لم يشغل
قلوبهم عتب عاتب رضا رسول الله صلى الله عليه و سلم علامة على رضا مرسله
والعمل بالقرآن دليل على الإيمان بمنزله فاتلوا كتاب الله وتدبروه وعظموا
رسول الله صلى الله عليه و سلم ووقروه اللهم صل على سيدنا محمد وآله
الكرام ما نسخ النور والظلام واضرب سرادقات حفظك علينا ولا تقطع عنا مواد
إحسانك إلينا واحرسنا من فوقنا ومن تحتنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن
خلفنا ومن بين أيدينا إفعل اللهم بنا ذلك وسائر المسلمين ولا تخلنا وإياهم
من رحمة تذكرنا بها يا أرحم الراحمين
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب التزكرة الجزء الثانى Empty رد: كتاب التزكرة الجزء الثانى {الجمعة 10 يونيو - 20:20}

المجلس العاشر غوائل الشيطان


الله أكبر ما تعاقبت الأيام والليالي الله أكبر في كل مقر وفي كل سافل
وعلى كل شرف عال الله أكبر ما أقبل عام وأدبر عام الله أكبر ملء بياض
النهار وسواد الظلام الله أكبر في بطن كل واد وعلى ظهر كل شرف الله أكبر
تكبيرا يوجب النجاة وينقذ من التلف كل العباد إلى رحمته فقير وفي نعمته
مغمور محتاج إلى خفي لطفه وخفي عنايته هل لكم من إله سواه يجبركسركم ويكشف
ضركم ويمدكم بأموال وبنين ويحييكم على تعاقب السنين حتى تبلغوا من العمر
غاية آجالكم وقد أراكم عجائب الآيات في تصرف أحوالكم فليس منكم من نزل به
نازلة مماته إلا وقد عرف ربه في تصرف حالاته فارحموا أنفسكم من متابعة
هواها ومساعدتها على نيل مشتهاها بليت بنفس لا يزال هواها يقود إلى نار
تدور رحاها ومال النفس للشيطان إلا مساعد على عصمتي حتى تحل عراها

ومن يحلل الشيطان عصمة دينه هوى في سعير لا يطاق لظاها أخي إن
أردت النجح
والفوز بالمنى فخالف من النفس الكنود هواها ولا تتبعها في السلوك فإنها
تضلل عن نهج الهدى بعماها ما احترس الإنسان من غوائل الشيطان بمثل نهي
النفس عن الهوى ولا استعان على قمع هوى النفس بمثل الزهد في الدنيا متى
أردت أن تعرف أن الدنيا والآخرة ضرتان فاعتبر ذلك بجوارحك لأنهاأبواب
دنياك فإن دخلت عليك من لسانك أطلقته في الباطل وفيما ليس له حاصل وشغلتك
عن التلاوة والذكر وأوقعتك في لغو الكلام والزور وقول الفجور وإن دخلت
عليك من من بصرك أرسلنه في النظر الى المحرمات المردية وشغلتك عن النظر في
المصحف وكل ما فيه عبرة للناظر ونور للخاطر وإن دخلت عليك سمعك أمالته إلى
سماع كل لهو وباطل وشغلتك عن سماع ما نفعه إلى القلب واصل وإن دخلت عليك
من بطنك كسلت عن الطاعات وأبسطت إلى الشهوات وأعمت عن الفكر والذكر بصيرة
قلبك وقادتك إلى كل ما فيه سخط ربك وإن دخلت عليك من فرجك فإن كان حلالا
أوهن القوة وبلد الفطنة وإن كان حراما ما زاد على ذلك إلا زوال النعمة
وحلول النقمة وجملة القول في ذم الدنيا أنها لا تدخل على أحد قط إلا
أدخلته بحرامها في عقاب ومنعته بحلالها عن الثواب سبحان الله ما أهون
الدنياعليه وما أبغضها إليه أهل الدنيا بحرامها مغرورون وبخدعها مغبونون
وبتحصيلها عن الآخرة مغمورون شاغلون



يعلمون ظاهرا من الحياة
الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون أهل المشاغل بالدنيا وزينتها عن ذكر ربهم
ساهون لاهونا لو أنهم قنعوا مما يبلغهم لعجلوا راحة مما يقاسونا تفوت ذي
الدار الأخرى وهي فانية يا ويل عشاقها مما يلاقونا لا دارهم في الدهر
باقية كلا ولا هم لما في الدهر باقونا


اسباب الغفلة


اغتنم مواسم الأرباح فقد فاتت أسواقها وداموا ما دامت أبواب التوبة مفتحة
فقد حان إغلاقها وانتهزوا فرصةاليسار في دار القرار ففد آن من أقمار
الأعمار محاقها وبادروا هجوم الآجال فشمس المنية قد أزف إشراقها وأعدوا
ليوم الحساب صواب الجواب فإنما يحاسب الخليقة خلآقها واغوثاه بالله من ثقل
هذا الرماد ما أخوفنا أن تستمر غفلتنا إلى يوم التناد أعظم الأسباب في
توليد الغفلة أمران أحدهما امتلاء البطون والآخر معاشرة الباطلين فعليك
بالجوع والعزلة إن أردت العتق من رق الغفلة إذا أردت أن يعتزلك الناس
فاصمت عن محادثتهم فإن أكثر مواصلات الناس بينهم بالكلام فمن صمت عنهم
اعتزلوه لا أضر على العبد أمرين غفلته عن ذكر الله ومخالفة لأمر الله

الغفلة تحرم الربح والمعصية توجب الخسران الغفلة تغلق أبواب
الجنة
والمعصية تفتح أبواب النار خلق الله سبحانه وتعالىالجنة والنار للأبد وخلق
السماء والأرض إلى أمد فمن عوفي من رقاد الغفلة وسقام المعصية خرج من
النار وأدخل الجنة ومن بقي برقاد غفلته فليس له في الجنة ولوج ومن بقي
بسقام معصيته فليس له من النار خروج فأما السماء والأرض فمحكوم لها
بالبوار وليس لأحد في واحد منهما قرار ففروا إلى الله مما يشغل عنه كل
الفرار واستجيروا به من الغفلة والمعصية فهما فوات الربح وإلحاق الخسران
يا طول حزن الغافلينا عن ذكر رب العالمينا يا هضمهم يوما يرون ثواب ذكر
الذاكرينا ستطول حسرتهم لما كانوا به متشاغلينا يتحسرون على فوا ت من فعال
الطائعينا هذاك حال الغافلين فكيف حال الخاملينا يا ويلهم يوما يجازي الله
فيه العالمينا يا حسرة يصلون جم رتها خزايا نادمينا يتلهفون على فوات
دخولهم في الصالحين يا سامعا هذا الكلام اسمع مصاب الهالكين واعمل على
تخليص نفسك من شباك القانصين نبهنا الله وإياكم من رقدة الغافلين ورزقنا
وإياكم مجاورة الصالحين ونور



بصائرنا وبصائركم بما نور به بصائر
الموقنين وزودنا وإياكم التقوى فأن العاقبة للمتقين ونسأله سبحانه أن
يضاعف صلواته وسلامه على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين



المجلس الحادي عشر ذكر الموت


اللهم صلى على سيدنا محمد الذي أرسله الله بالدين القيوم الصواب واختصه
الله بالكتاب المنير الثاقب وجباه بالفضل المبين الراتب وأحله من منازل
الشرف في أعلى المراتب بمحمد تصفو الموارد هماء على الصماء المقارب عبد
جباه ربه بنفيس مخزون المواهب أعطاه من إحسانه فأفاق همه كل طالب وحمى
أباه وأمه من كل ما للعرض ثالب آباؤه من عهد آدم كلهم في المجد راتب
يتنزهون عن الفواحش والمعايب والمثالب حتى أقروه بأشرف منصب من آل غالب
قوم لهم شرف يفوق المناسب والمناصب حملت به البكر بطالع في السعد ثاقب حتى
إذا ما حان مولده المفرج للكرائب جاءت به بدرا أضاءت له المشارق والمغارب
وجلا بطلعته المنيرة دجى الكفر الغياهب وتباشرت بقدومه الأفلاك حافلة
الكواكب يا رب بلغنا به ولجميع من في الخير راغب عفوا ومغفرة وفوزا
بالمواهب والرغائب حتى نرافق أحمد بالخلد في أعلا المراتب

سبحان من
كتب الموت على من تحت عرشه سبحانة من تفرد بالوجود الأزلي والبقاء السرمدي
دون خلقه سبحان من ساوى بين البرية في ورود حياض المنية فلا القوي يعتصم
منها بقوته ولا العزيز يرتفع عنها بعزته قضاء وفضل سبقت به إلا إلاهيته
والأقدار وحكم عدل حكم به من كل شيء عنده بمقدار فمن سخط فله السخط ومن
رضي فله الرضا لأن القدير إذا طلب أدرك وإذا حكم أمضى سكرة الموت لا تحيا
إلا بالحق والرضا بالحق واجب على جميع الخلق إن لملك الملوك قدرة دائرتها
محيطة لا يخرج عنها دودوح من سكان البسيطة فالحمد لله على رحمته فيما من
به من الحياة وعلى حكمته فيما حكم به من الممات والحمد لله الذي يحيينا
بعد الوفاة ويجمعنا بعد الشتات إن عاملنا بما نحبه فمن خزائن الرحمة
والفضل وإن فعل بنا ما نكرهه فمن باب الحكمة والعدل فشكره واجب علينا إذا
ذكرنا بفضله والرضا عنه لازم لنا إذا عاملنا بعدله وكل ذلك مما سطرته
أقلامه وشرعته أحكامه تقدس الذي صنع فأتقن ولم يكن له في صنعته مشير وخلق
فأحسن ولم يكن له على خلقه ظهير تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء
قدير الذي خلق الموت والحياةليبلوكم أيكم أحسن عملا وهوالعزيز الغفور أما
بلوى الحياة فإن راميها يصلح لكسب الخير والشر فكاسب الخير صابر على مصير
أهله وكاسب الشر سيجزى على فعله بمثله



أما بلوى العباد فإذا
حضرتهم الوفاة إنقسموا إلى محب وكاره للفناء وراض وساخط للقضاء فمن مات
على حال من هذه الأحوال ختم عمله بها وألحق بأهلها فقوله ليبلوكم أيكم
أحسن عملا معناه يختبركم فينظر أيكم له أطوع وإلى رضاه أطلب وأسرع وفي
الحديث عنه صلى الله عليه و سلم أنه يقول إن الله أذل ابن آدم بالموت وعن
قتادة في قوله تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم قال أذل الله ابن آدم
بالموت وجعل الدنيا دار حياة ودار فناء وجعل الآخرة دار جزاء ودار وبقاء
فقد اتضح بهذا الحديث والأثر أن في الموت حكمة لمن أراد التدبر وعبرة لمن
اعتبر فمن الحكمة في الموت وضع عماد المتكبرين وتنغيص حياة المترفين
وتكذيب ظنون الآملين وتنبيه عقول الغافلين وإزعاج قلوب المطمئنين ورفع
أيدي المتسلطين وتخفيف أثقال العبادة عن العاملين وفوز المحبين بلقاء من
كانوا إليه مشتاقين ولو لم يكن في الموت إلا أنه قضاء رب العالمين لكان
الرضا به فرضا لازما لجميع المؤمنين الموت انقطاع عن دارالفناء واتصال
بدار البقاء وخروج من دار العمل ودخول في دار الجزاء الموت راحة المسيء
والمحسن أما المسيء فينقطع عنه استمرار طغيانه وأما المحسن فيفضي إلى دار
الجزاء على إحسانه الموت فيه لقاء الأحباب وإحراز الثواب فليس يكرهه إلا
مريب مرتاب



الموت فيه تواصل الأحباب و به حياة المؤمن الأواب
يشتاقه البر المطيع لأنه يفضي إلى زلفى وحسن مآب يحلو الممات لمن رجا
بمماته لقيا الكريم الماجد الوهاب ويحيد منه كافر أو فاجر قد يشرده سخطه
وعقاب فامهد لنفسك قبل موتك موقنا أن الممات مقطع الأسباب واعلم بأنك عن
قريب خالد في دار خلد أو أليم عقاب سيصحو السكران من سكره حين لا يمكنه
تلافي أمره سيندم المضيع على تضييعه إذا قابله أمر صنيعه سيقصر الأمل من
أمله وقت هجوم أجله ونفاذ أكله وتعذر الزيادة في عمله والخروج من أهله
وماله هنالك يستحيل حلو العيش مرا وينقلب عرف الأمر نكرا ويعلم جامع
الحطام أن الباقيات الصالحات أنفع ذخرا ليس في ظل الدنيا مقيل ولا على هذه
الحياة تعويل كيف يطمع في الإقامة في دار الرحيل كيف يضحك من هو محفوف
بموجبات العويل أسمعنا الغير فتصاممنا وأيقظنا الغير فتناومنا ورضينا
بالحياة الدنيا من الآخرة واشترينا ما يفنى بما لا يفنى فتلك إذا صفقة
خاسرة أين الآذان الواعية أين الأعين الباكية قول بلا فعال وأمر بلا
امتثال رسل ملك الموت على أنفسنا في كل نفس واردة وأجساد أحبتنا تحت أطباق
الثرى هامدة قد أوحشت منهم ديارهم ودرست رسومهم وآثارهم وحالت في اللحود
أحوالهم وتقطعت بالبلاء أوصالهم ومحت أيدي الحوادث والغير والقبور محاسن
تلك الصور وأطبقت عليهم ظلمات تلك الحفر فلا شمس فيها ولا قمر ونحن عما
قريب إلى ما صاروا إليه صائرون وبالكأس الذي شربوا منه شاربون ثم مع هذا
اليقين إلى دار الغرور راكنون فإذا الذنوب قد رانت



على القلوب
وقلة حياء من مراقبة علام الغيوب فيا ويح نفس عما يراد بها غافلة لا تستعد
لما هي إليه صائرة وعليه حاصلة ولا تزهد فيما هي له مفارقة وعنه زائلة


نور العارفين


إلى من أشكو ألوم نفس شحيحة على الخيرقد أضنى فؤادي علاجها إذا سألتني
شهوة منعتها أدامت سؤالي واستمرت لجاجها وإن سمتها خيرا تفوز بنفعه غدا
نفرت منه ودام أمر انزعاجها فقد ضقت يا مولاي ذرعا وأظلمت على الأرض
الفضاء فجاجها فهب لي يا نور السموات فطرة يضيء لعيني في السلوك شراحها
الله نور السموات والأرض فمن لم يستر قلبه بالله فهو في ظلمات بعضها فوق
بعض من كثرت رؤيته الآنوار في منامه فالغالب عليه الذكر ومن كثرت رؤيته
المصابيح النارية فالغالب عليه الفكر أهل الذكر يستمدون من العقل والإيمان
أشرف من العقل فمزيته عليه كمزية ضوء النور على ضوء النار في الفضل قال
بعض العارفين نمت ليلة وعندي قنديل مسرج فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم
وقد جاء في صورة المنكر علي وهو يقول أما علمت أن النور للمحمدي والنار
للموسوي ثم أشار إلى القنديل بيده فأطفأه فانتبهت والقنديل قد أطفيء
فاشكروا الله يا أتباع محمد المصطفى فنوركم بمتابعة نور لا يطفأ

جعل
الله دينكم أسهل الأديان وأسمحها وكتابكم أوضح الكتب وأحكمها ونبيكم أرحم
الأنبياء بأمته وأنصحها جعلنا الله من أتباعه المفلحين باتباعه وجعلنا من
العاملين بكتابه وحشرنا في جملة أحبابه فإنه لا حول ولا قوة لنا إلا به
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب التزكرة الجزء الثانى Empty رد: كتاب التزكرة الجزء الثانى {الجمعة 10 يونيو - 20:21}

المجلس الثاني عشر الميثاق


في قوله تعالى وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم
جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم
إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين قال ابن عباس رضي
الله عنهما الميثاق العهد وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما بعث الله
نبيا إلا أخذ عليه العهد بأنه بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه قال ابن
عباس رضي الله عنهما أخذ الميثاق على النبيين وأممهم فاكتفى ربكم بالنبيين
وأما الإصر فهو العهد وقوله فاشهدوا أي فاشهدوا على أنفسكم وعلى أممكم
بذلك فالمستشهدون هم الأنبياء وقيل الملائكة فصلوات الله على صاحب المقام
المحمود المأخوذ على الأنبياء بنصرته العهود والله وملائكته على ذلك لشهود
وهذا من أقوى البراهين على تفضيل محمد صلى الله عليه و سلم على سائر
الأنبياء

والمرسلين ومن كان أفضلهم فهو أفضل الخلق أجمعين زار في جنح
الدجى طيف الخيال من بديع الحسن فتان الجمال زورة أحيت كئيبا شفه مضض
العذل وتبريح المطال عاش بالوصل وقد كان قضى وقتيل الهجر يحي الوصال يا له
من زائر حل الدجا منه إشراق جبين كالهلال مثل ما حل بأنوار الهدى مولد
الهادي دياجير الضلال أحمد المختار ذو المجد الذي ساد بالعز منيفات المعال
شرع الشرع لنا من بعد ما لم نك ندري حراما من حلال نسخت ملته ما قبلها
وأحا لت حال أصحاب المحال بكتاب حيرت آياته بالكلا م الفضل ألباب الرجال
كان أهل الأرض في سجن العمى من ظلام الكفر والداء العضال فتبدت لهم أنواره
كما البدر بدا عند الكمال فلهذا قلت في مدحي له عز لا يشبه منظوم الهلال
زار في جنح الدجا طيف الخيال من بديع الحسن فتان الجمال



المجلس الثالث عشر يوم الوعيد


الحمد لله ما انتظمت بتدبيره الأمور واعتقبت بتصريفه الدهور ووسع
المقترفين عفوه وغفرانه وعم المفترقين بفضله وإحسانه خرت لعظمته جباه
العابدين فطوبى لمن عبد واعترفت بوحدانيته قلوب العارفين فويل لمن جحد لا
رائق لما فتق ولا فاتق لما رتق ولا رازق لمن حرم ولا حارم لمن رزق فإذا
افتقرت إلى الرزق فقل يا مغني المفتقرين وإذا ضللت فقل يا دليل المتحيرين
وإذا تعاظمت عليك أهوال القيامة فقل حسبي أرحم الراحمين الإيمان بيوم
القيامة يخف به النطق على اللسان ويثقل العمل به على الجوارح ويسهل
الإقرار به على من يدعي الإيمان ويعسر استقراره بين الجوانح كم من مقر
بالعرض على الديان وهو مرتكب للقبائح يزحف إلى الطاعة زحفا بطيئا ويجري
إلى المعصية جريا حثيثا الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا
ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا

لو كنت من المصدقين بيوم القيامة
لكنت من أهواله خائفا ولو سلكت سبيل طلاب السلامة لم تكن للأمر مخالفا ولو
رغبت فيما أعد الله لأوليائه من الكرامة لم تزل في الخدمة واقفا ترجو رجاء
طيبا وتعمل عملا خبيثا الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا
ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا المصدقون بيوم القيامة أكياس دانوا أنفسهم
وعملوا لما بعد الموت ثبتت عقائدهم في قلوبهم بالنص والقياس فشمورا خشية
الموت أيقظوا عقوهم عقولهم من رقدة النعاس حين أسمعهم الصوت علموا أن ما
بأيديهم من الدنيا سيصبح تراثا موروثا وهباء مبثوثا الله لا إله إلا هو
ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا خليلي أما
مطايا الرحيل وسيروا إلى الله سيرا حثيثا وإياكم أن تكونا كمن يبدل
بالطيبات الخبيثا ولا تخدعا بأماني النفوس فقد صدق الناصحون الحديثا من لم
يكن شغله بأمر آخرته ولا مصلحة دنياه فشغله فضول فإياك والتفرغ لثلب أعراض
الناس فالعاقل عن ذكر الخاطئين مشغول العاقل عن ذكر الورى مشغول قد أيقن
أنه غدا مسؤول من أيقن ان ربه سائله فالصارم فوق رأسه مسلول إذا أحببت أن
تعلم العبد لا تسمعه التفرغ لغير ذكر ربه ونفسه فتأمل أحوال العباد يوم
القيامة الكل في ذلك مهتمون بنفوسهم ومحمد صلى الله عليه و سلم مشغول بربه
يسجد السجدة بعد السجدة بين يديه يمكث في كل سجدة ما شاء الله



يحمده ويثني عليه وسادات المرسلين ينادون نفسي نفسي ومن سواهم
مشغول بكربه
لا يعيد ولا يبدي كم في القرآن من ذكر يوم الوعيد ولو لم يكن إلا سورة
التكوير والإنفطار لكان كافيا لذوي الأسماع والأبصار فليت شعري هل أنتم
بالقيامة مصدقون أم الموعود بها قوم آخرون وأن عليها صدأ الذنوب ومن ران
الذنب على قلبه فهو من الآخرة محجوب عين جودي بدمعك المسكوب قد أمات
القلوب كسب الذنوب كيف ترجو الحياة للقلب والعب د مصر على ارتكاب الحوب
أدعى باللسان أني لآمنت وحالي تومي إلى تكذيب أي عذر عددت يا نفس للموقف
يوم الفقر والتكريب يوم يجثو موسى وعيسى وابرا هيم من هول تلك الخطوب يظهر
الحق ذلك اليوم للخلق خفايا مستودعات القلوب يومهم بارزون لا شيء يخفى من
بعيد منهم ولا من قريب كيف يخفى شيء على الله منا ومنهم علام خافيات
الغيوب يتولى الحساب رب البرايا غير مستور ولا مستنيب يا حياء المقصرين
المسيئين يوم فضح الغيوب حسبنا ربنا وليس سوى يرجى لفاقة المرنوب إن كنت
أيها العاصي ساقطا عن غير الله فيكفيك سقوطك من عين ربك وإن كنت من أهل
الكرامة على الله فبقدر كرامتك عليه يمقتك على دينك وإن كنت من أهل القربى
إشتد عتبه عليك من أجل قربك وإن كنت من أهل البعد



اشتد هوانك
عليه من أجل بعدك ما اشتد عليكم في جفاكم عتبي إلا لعلو قدركم في قلبي
الحب حرام عند أهل الحب ما أوجع سوط البعد بعد القربى


من خصائص الذكر


بذكر الله تستنير القلوب وتحيا فكل غافل عن ذكر الله فهو في ظلام الليل
أغشى ولو أشرقت لعينه شموس الضحى الله نور السموات والأرض فلهذا لا تستنير
إلا القلوب التي هي بذكره ملأى صب تقلبه على فرش الضنا مذ غبتم عدم المسرة
والهنا ما اشتد عنكم بعد بعد مزاركم إلا الصبابة والكآبة والعنا لكن أماني
الوصل تنعش قلبه فيعيش أحيانا بترويح المنى وتهب من ذكراكم لفؤاده نسمات
ألطاف تفرج ما عنا فالذكر أغنى ما لفاقة قلبه ما لليتيم من تذكركم عنا كيف
يستغي المحب عن ذكر الحبيب زمان البعد والحجاب والذكر هو العوض لفقد
الأحباب عما فقده من نعيم الرؤية ولذيذ العتاب المحب الصادق إما أن يكون
إلى المحبوب ناظرا ما دام له عن وجهه

سافرا وإما أن يكون له ذاكرا
إذا لم يكن له في حضرته حاضرا كنت من قرب دارهم في نعيم وأنا اليوم في
العذاب الأليم أنا أشكو إليكم حرقة الذكرى فأنا من وقودها في جحيم أجمع
لكم من طبيب خبير ولبيب وناصح وحكيم إن هجر الأحباب سوط عذاب ووصل الأحباب
رأس النعيم عباد الله اذكروا الله من هو إلى وجهه الكريم ناظر جنابه
العزيز حاضر فخير الذكر ما كنت فيه غائبا كحاضر ومحبوبا كناظر لو تحقق
الذاكر بما هو له من الأدب لازم عليه واجب لنظر إلى شيطانه ويقذفون من كل
جانب دحورا ولهم عذاب واصب ذاكر الله لا يستطيع الشيطان في ذكره مقيلا
ذاكر الله لا يجد الشيطان إلى إغوائه سبيلا ذاكر الله لا يزال شيطانه
مدحورا ذليلا ذاكر الله قد تكفل الله بحفظه وكيف يضيع من كان الله يحفظه
كفيلا اذكروا الله بكرة وأصيلا وتبتل لذكره تبتيلا اذكروا الله ذكر صب
مشوق واجعل الذكر للوصال سبيلا ارض بالله مؤنسا وجليسا واتخذه دون العباد
وكيلا فر مما سواه والجأ إليه واسمحه تجده برا وصولا الزم الذكر واتخذه
تجد الذكر بالوصال كفيلا



فضل الإستغفار


المعاصي سلسلة في عنق العاصي لا يفكه منها إلا الاستغفار والتوبة والصراط
كثير الاضطراب تحت أقدام السالكين لا يسكنه إلا قول رب سلم سلم والنار
مسعرة الضرام لا يطفئ لهيبها إلا نور الإيمان والموقف شديد الحر لا يكن
منه إلا ظل العرش والقبر مطبق الظلمة لا ينوره إلا مصباح اليقين والجنة
مغلقة الأبواب في وجوه طلابها لايفتحها إلا كلمة الإخلاص وشفاعة
الرسولبغية كل مريد لا تنال إلا بالتوحيدوالشيطان جاثم على قلب الإنسان لا
يمشي عنه إلا بالذكر اذكر البر الرحيم كما يذكر الأحباب العشاق مسه
الشيطان ليس لها غير ذكر الله ترياق يا فرسان ميدان ذكر الله أطلقوا
الأعنة يا فرسان ميدان ذكر الله أشرعوا الأسنة وأسقطوا الأجنة لا تطعموا
في وجدان حلاوة الذكر وقلوبكم مشغولة بوسواس الفكر كيف يكون حبيب الرحمن
من هو للشيطان سمير كيف يطمع في الوصول من لا يجد في المسير لا ينال العلى
رخي البال إنما تلك رتبة الأبطال خاطروا بالنفوس والأموال هكذا هكذا تنال
المعال واعلموا أن في حدود جنان ال خلد حورا لها مهور غوال

ووراء
السور سجف ستور مسبلات على قصور عوالي فوق تلك القصور وادي التجلي
والكراسي منصوبة للرجالي هم رجال لم يلههم عن مجالس الذكر شيء من هذه
الأشغال فانفضوا عن قلوبكم كل هم من هموم الأولاد والأموال واحملوا حملة
الهزبر إذا حامى حذار الردى عن الأشبال


من لوازم الذكر


أول ما يحتاج إليه العازم على ذكر الله التفرغ من الشواغل الظاهرة ثم
تسكين جوارح البدن عن الحركات الشاغلة ثم قطع الفكر عن قلبه ثم إشعار نفسه
عظمة ما قد عزم عليه من ذكر ربه ثم استفراغ الوسع في تجويد الذكر ثم إطالة
المجلس ما أمكنه إطالته ثم التحفظ بالحالة التي استفادها قلبه من الرقة
باجتناب الملهيات من حين يقوم عن الذكر إلى أن يعود إليه فهذه الشرائط
السبع من راعاها حق الرعاية بلغ من مراد الذاكرين أقصى الغاية من أحب شيئا
أكثر ذكره ومن أجل أمرا أعظم قدره ولا حبيب أحب من الله إلى أهل ولايته
ولا جليل أجل عند الله من أهل معرفته فاذكروا الله ذكر المحبين وأجلوه
إجلال العارفين لتشربوا كؤوسا من رحيق شرابه رحيقا مختوما ثم تلحقوا بمن
رفعهم عن الرحيق حتى صار كل شرابهم تسنيما لعلك تشتهي صرفا حلالا لا صداع
ولا خمارا شراب المسلمين فلا يهود حوتها في الدنان ولا نصارى

عليك
بقرب مجالس أهل ذكر تجد قوما من الذكر سكارى تدور عليهم كاسات خمر من
التوحيد قدس من أوزارا فزرهم لا تخف فليس يشقى طوال الدهر من للقوم زارا
عساك تصيب بينهم نصيبا من الحس إذا ما الكأس دارا أهل ذكر الله وقت صفاء
الأوقات يشربون من شراب المصافاة كؤوسا مترعات ويجنون من غروس الذكر ثمارا
يانعات ويخلع عليهم من ملابس القرب حلل فاخرات يطوف عليهم ولدان مخلدون
بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما
يتخيرون ولحم طير مما يشتهون كل هذا يناله أهل مجالس الذكر والناس ينظرون
إليهم وهم لا يبصرون أهل ذكر الله قد يتحفونا بنوالات بها يكرمونا فتراهم
منعمين وهم فيما اشتهت أنفسهم راتعينا تعرج الأرواح منهم إلى العرش وهم
بين الورى قاعدونا وحسان الحور تجلا على أبصا رهم والناس لا يبصرونا وكؤوس
دائرات بها الولدان يسقون فلا ينزفونا وثمار يانعات بأطباق لجين هم بها
يطوفونا والرياحين تميد اهتزازا برياض هم بها يمرحونا وبحار الخمر والماء
والشهد وما يفنى لواجدونا



وثياب السندس الخضر عاليهم فهم في
حسنها يرفلونا كل هذا وهم بعد في دنياهم بين الورى يرزقونا كيف لو فارقوا
هذه الد ار إلى دار لها يعملونا قوم جدوا في اللحاق بهم كيف تحوزوا ما هم
حائزونا واذكروا الله على كل حال وانظروا كيف تذكرونا لا يتم الذكر حتى
تكونوا كلما في وسعكم تبذلونا فأذيبوا الأنفس في طلب العيش بدار لا ترون
فيها المنون والزموا ذكر الجليل فبا لذكر إليه وصل الواصلونا اللهم إنا
نسألك يا من جاد على عباده الصالحين بالقوة والمعونة حتى قاموا لك بحق
القيام بالطاعة ان تمن علينا بما مننت عليهم ونسألك أن تعيننا على ذكرك
وشكرك وحسن عبادتك وأن تجمع بيننا وبينهم في دارك دار النعيم إنك جواد
كريم وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كبيرا



المجلس الرابع عشر التقوى


الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه يجب على العبد في عبوديته وكما يحبه
الرب ويرتضيه أنعم بما لا يحصره الحساب ولا يحصيه ولا يسعه الكتاب ولا
يحويه كم ذنب قد غفره ولولا الغفران لحاق العذاب بجانبه أحمده على اللاحق
والسابق من أياديه حمدا يوجب المزيد من كرم الحق لحامديه وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له أزاحم بها على باب الجنة داخليه وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله اصطفاه الله من خلقه فسبحان مصطفيه وارتضاه لتبليغ رسالته
فتعالى جد مرتضيه فشمر عن ساق الجد في مجاهدة أعداء الله ومعانديه حتى
اتسق قمر الإيمان في فلك الإسلام ووضح الحق لناظريه صلى الله عليه وعلى
آله وصحبه وحزبه ومحبيه خصوصا على الإمام أبي بكر الصديق خليفة رسول الله
صلى الله عليه و سلم على أمته وصديقه ومواليه وعلى الإمام أمير المؤ منين
عمر بن الخطاب ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم ومصافيه

وعلى
الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان صهر رسول الله ومواسيه وعلى الإمام
علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ومواخيه وعلى سائر
الصحابة وتابعيه قال الله تعالى في كتابه أمرا لعباده المؤمنين بالتقوى
بقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم
مسلمون جاء في التفسير معناه أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وقال عمر
رضي الله عنه لكعب الأحبار يا كعب حدثني عن التقوى فقال يا أمير المؤمنين
هل أخذت طريقا ذا شوك قال نعم قال فما صنعت قال حذرت وشمرت قال فكذلك
التقوى وقال النبي صلى الله عليه و سلم لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين
حتى يدع مالا بأس به حذر إلى ما به بأس ليس التقوى أحصن جنة يحصن بها
الخائفون وخشية الله أوثق عروة يمسك بها المتمسكون وأداء فريضة الله
واجتناب محارم الله أنجح وسيلة توسل بها إلى الله المتوسلون طوبى لمن كانت
الجنة مثابه وهي مثاب المتقين وشراب الرحيق والتنسيم والكافور والزنجبيل
شرابه وهو شراب الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وهم رفقاؤه وأصحابه



إنما يجازي بمثل هذا الجزاء من هو
من المتقين الذين أقاموا الدين بشرائطه المشروعة واقتدوا في الملة
الإسلامية بآياتها المتبوعة فإذا صلى أحضر قلبه مع بدنه في تذكر وتدبر
أذكاره وأحسن أدبه بين يدي عالم أسراره وإذا تصدق أخرج الطيب من كسبه لا
يريد عليه جزاء إلا ابتغاء وجه ربه وإذا حج أخلص النية لله في قصده قبل
الخروج من أهله وأنفق إلى مرجعه من طيب المال وحله واجتنب الحرام لما ورد
عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال من حج بمال حرام فقال لبيك قال الله
له لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك حتى ترد ما في يديك وإذا صام صان
نظره عما لا يحل له عليه النظر وصان لسانه عن الكلام الزور والهذر وصان
سمعه عن يحرم الاستماع إليه وصان لسانه عن تمزيق أعراض المسلمين فكم أفسدت
الغيبة من أعمال الصالحين وكم أحبطت من أجور العاملين وكم جلبت من سخط رب
العالمين فالغيبة فاكهة الأرزلين وسلاح العاجزين مضغة طالما لفظها المتقين
نغمة طالما مجها أسماع الأكرمين فرحم الله إمرءا لم يفسد عبادة يهديها إلى
حضرة العزيز الرحيم بلقمة حرام تعقب طعام الزقوم وشراب الحميم فهي كلمة ما
استحلاها إلا طبع لئيم وفي البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس
لله في أن يدع طعامه وشرابه في

هذا الحديث دليل على أن العامل
يكون بصلاح ظاهره معمورا وقد سقط عن عين الله حتى ما يزن عنده نقيرا فإذا
كان يوم القيامة ظهر للخلائق من أمره ما كان مستورا وظهرت مخبآت الصدور
على صفحات الوجوه رقما مسطورا وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له
يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ليت شعري ماذا أقول إذا ما وقفت في القامة
مكبلا مأسورا ثم قدمت للحساب ذليلا وأتيت كتابا مسطرا منشورا وأتي
بالأعمال توزن بالذر فما غادروا هناك فقيرا وبدا لي من فوق وجهي سوء فعلي
محررا مسطورا ثم نودي علي هذا فلان كان لله عاصيا مستورا فضحته اليوم
الذنوب وحساب محرر تحريرا وأتى بالسعير أسمع منها تغيظا وزفيرا ما احتيالي
في ذلك الموقف المهول ومن ذا يذود عني السعيرا ليس لي غير حسن ظني بربي
خائفا من عذابه مستجيرا وتعطف بجبر كسري فقد أصبح قلبي مما جنا مسكورا
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى