رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
فصل وأما لفظ التعزية فلا حجة فيه فبأي لفظ حصلت
واستحب أصحابنا أن تقول في تعزية المسلم أعظم الله أجرك وأحسن عزاك وغفر
لميتك وفي المسلم بالكافر أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك وفي الكافر بالمسلم
أحسن الله عزاءك وغفر لميتك وفي الكافر بالكافر أخلف الله عليك ولا نقص
عددك وأحسن ما يعزي به ما رويناه في صحيح البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد
ثم ذكر حديث أسامة المتقدم فأصاب باستحسان التعزية بما ورد عن الشارع فإن
هذا الذي رواه عن أصحابه إنما هو مجرد رأي ليس عليه دليل وأما ما رواه
الشافعي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال لما توفى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وجاءت التعزية سمعوا قائلا يقول إن في الله عزاء من كل مصيبة
وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب
من حرم الثواب وفي إسناده القاسم بن عبد الله بن عمر وهو متروك وقد كذبه
أحمد
بن حنبل ويحيى بن معين وقال أحمد أنه كان يضع الحديث وأخرجه الحاكم في
مستدركه من حديث جابر وصححه وفي إسناده عباد بن عبد الصمد وهو ضعيف جدا
وأخرجه أيضا في المستدرك من حديث أنس وزاد الحاكم في هذا الحديث فقال أبو
بكر وعمر رضي الله عنهما هذا الخضر وفي رفع سرره وحمله بسم الله مص مو
الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا على ابن عمر رضي الله عنهما
أنه سمع رجلا يقول ارفعوا على اسم الله تعالى لا تقولوا على اسم الله فإن
اسم الله على كل شيء قل ارفعوا بسم الله وقال ابن أبي شيبة في مصنفه أيضا
وعن بكر بن عبد الله المزني قال إذا حملت السرير فقل بسم الله وسبح ويمكن
الاستدلال للتسمية عند الرفع بما ورد في المرفوع من التسمية على كل أمر ذي
بال وذلك يغني عن غيره كيفية الصلاة على الميت وإذا صلى عليه كبر ثم قرأ
الفاتحة ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال اللهم إنه عبدك وابن
أمتك يشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ويشهد أن محمدا عبدك ورسولك
أصبح فقيرا إلى رحمتك وأصبحت غنيا عن عذابه تخلى من الدنيا وأهلها إن كان
زاكيا فزكه وإن كان خاطئا فاغفر له اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده
مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى على جنازة بالأبواء فكبر فقرأ الفاتحة
رافعا صوته ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال اللهم إن هذا عبدك
وابن عبدك أصبح فقيرا إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه إن كان زكيا فزكه وإن
كان مخطئا فاغفر له اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده ثم كبر ثلاث
تكبيرات ثم انصرف فقال أيها الناس إني لم أقرأ يعني جهرا إلا لتعلموا أنها
سنة وفي إسناده شرحبيل ابن سعد وهو مختلف في توثيقه وأخرجه الحاكم
أيضا
من حديث يزيد بن ركانة بن عبد المطلب قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا قام للجنازة ليصلي عليها قال اللهم إنه عبدك وابن أمتك الخ ما
ذكره المصنف رحمه الله وليس في هذا الحديث ذكر قراءة الفاتحة والصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم فلعل المصنف جمع بين حديث ابن عباس وحديث يزيد
بن ركانة أنه قال الحاكم بعد إخراجه حديث ابن عباس وحديث يزيد إسنادهما
صحيح وقد ثبت قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة في صحيح البخاري أن ابن عباس
صلى على جنازة فقرأ فاتحة الكتاب وقال لتعلموا أنها من السنة وأخرجه أيضا
أبو داود والترمذي وصححه والنسائي وقال فيه فقر أ بفاتحة الكتاب وسورة
وجهر فلما فرغ قال سنة وحق وأخرج الشافعي في مسنده عن أبي أمامة بن سهل
أنه أخبره رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن السنة في الصلاة على
الجنازة أن يكبر الإمام ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سرا في
نفسه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويخلص الدعاء للجنازة في
التكبيرات ولا يقرأ في شيء منهن ثم يسلم سرا في نفسه وفي إسناده مطرف لكنه
قد قواه البيهقي بما رواه له في المعرفة من طريق عبد الله بن زيد الرصافي
عن الزهري بمعناه وأخرج نحوه الحاكم كما تقدم وأخرجه أيضا النسائي وعبد
الرزاق قال في الفتح وإسناده صحيح وليس فيه قوله بعد التكبيرة الأولى وليس
قوله فيه ثم يسلم سرا في نفسه قوله تخلى من الدنيا بفتح التاء المثناة
والخاء المعجمة وتشديد اللام أي فارق أهلها وتركها قوله زاكيا أي طاهرا من
الذنوب قوله فزكه أي فطهره بالمغفرة ورفع الدرجات وفي الحديث أنه يشرع في
الجنازة أن يقرأ بعد التكبيرة الأولى فاتحة الكتاب ويصلي على النبي صلى
الله عليه وسلم ثم يدعو للميت بهذا الدعاء اللهم اغفر له وارحمه وعافه
واعف عنه وأكرم نزله وأوسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من
الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من
الدنس وأبدله دارا خيرا من داره
وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من النار م
الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عوف بن مالك رضي
الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه
وهو يقول اللهم اغفر له الخ وأخرجه أيضا الترمذي والنسائي وابن ماجه قوله
نزله بضم النون والزاي وهو في الأصل قرى الضيف والمراد هنا الرحمة
والمغفرة قوله مدخله بضم الميم يعني موضع دخوله الذي يدخل فيه وهو قبره
قوله واغسله بالماء والثلج والبرد الخ قد تقدم شرح هذه الألفاظ في دعاء
التوجه في الصلاة وليس في هذا الحديث تعين الموضع الذي يقال فيه هذا
الدعاء فيقوله المصلي على الجنازة بعد أي تكبيرة أراد وقد وردت أدعية غير
ما ذكره المصنف هاهنا فينبغي للمصلي على الجنازة أن يأتي منها بما أمكنه
وإذا استكثر من ذلك فهو الصواب فإن هذا موطن لا ينبغي فيه إلا المبالغة في
الترحم والدعاء لأنه قد أتى بذلك الميت إلى إخوانه المسلمين ليدعو له من
صلى منهم عليه وندبهم الشارع إلى ذلك وشرعه لهم ما يقال إذا وضعه في القبر
وإذا وضعه في القبر قال منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى
بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله مس الحديث أخرجه الحاكم في
المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أمامة رضي الله عنه
قال لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم منها خلقناكم الخ وقد ضعف ابن حجر إسناد هذا
الحديث وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان من حديث عمر بن الخطاب
رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع الميت في
قبره
قال بسم الله وعلى سنة رسول الله قال الترمذي حسن غريب من هذا
الوجه وصححه ابن حبان وفي رواية للنسائي إذا وضعتم موتاكم في القبر فقولوا
الخ وأخرجه أيضا الحاكم في المستدرك من حديثه ولفظه الميت إذا وضع في قبره
فليقل الذين يضعونه بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله قال النووي قال
جماهير أصحابنا يستحب أن يقول في الحثية الأولى منها خلقناكم وفي الثانية
وفيها نعيدكم وفي الثالثة ومنها نخرجكم تارة أخرى ما يقال إذا فرغ من
الدفن وإذا فرغ من الدفن وقف على القبر فقال استغفروا لأخيكم واسألوا له
التثبيت فإنه الآن يسأل د مس الحديث أخرجه أبو داود والحاكم في المستدرك
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال الخ قال
الحاكم صحيح الإسناد وأخرجه أيضا من حديثه البيهقي بإسناد حسن وأخرج مسلم
في صحيحه عن عمرو بن العاص قال إذا دفنتموني فأقيموا حول قبري قدر ما ينحر
جزور وقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي وأخرج
البخاري ومسلم عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع
الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة
فنكس وجعل ينكت بمخصرته فقال ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار
ومقعده من الجنة فقالوا يا رسول الله أفلا نتكل فقال اعملوا فكل ميسر لما
خلق له الحديث ويقرأ على القبر بعد الدفن أول سورة البقرة وخاتمتها قى
الحديث أخرجه البيهقي في السنن كما قال المصنف رحمه الله وهو عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال استحب أن يقرأ على القبر بعد الدفن أول سورة
البقرة
وخاتمتها وحسن النووي إسناده وهو وإن كان من قوله فمثل ذلك لا يقال من قبل
الرأي ويمكن أنه لما علم بما ورد في ذلك فضل على العموم استحب أن يقرأ على
القبر لكونه فاضلا رجاء أن ينتفع الميت بتلاوته
ما يقال إذا زار القبور
وإذا
زار القبور فليقل السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن
شاء الله بكم للاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية م أنتم لنا فرط ونحن لكم
تبع س الحديث أخرجه مسلم والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل عليه
السلام أتاني فقال إن ربك يأمرك أن تأتى أهل البقيع فاستغفر لهم قال قلت
وكيف أقول يا رسول الله قال قولي السلام عليكم أهل الديار من المسلمين
ويرحم الله المستقدمين والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وأخرجه
أيضا ابن ماجه وزاد فيه أنتم لنا فرط وإنا بكم لاحقون اللهم لا تحرمنا
أجرهم ولا تضلنا بعدهم وأخرجه أيضا مسلم والنسائي وابن ماجه من حديث بريدة
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان
قائلهم يقول السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء
الله بكم للاحقون نسأل الله لناولكم العافية زاد النسائي أنتم لنا فرط
ونحن لكم تبع وأخرجه مسلم والنسائي من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام
عليكم أهل دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون الحديث ولعل المصنف نقل ألفاظ
حديث بريدة فإنها كما في حديثه الذي ذكرناه قبل والتقييد بالمشيئة هنا
كقول القائل إن أحسنت إلي شكرتك وقيل التقييد بالمشيئة عائد إلى قوله من
المؤمنين
وهو بعيد وكثيرا ما يستعمل التقييد بالمشيئة لقصد تأكيد ما تقدمه
وأنه واقع على كل حال والمراد إنا بكم لاحقون على كل حال
الباب التاسع في ذكر ورد فضله ولم يخص وقتا من الأوقات واستغفار
يمحو الخطيئات وفضل القرآن العظيم وسور منه وآيات
فصل الذكر
قال
صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله أفضل الذكر وهي أفضل الحسنات ت أ
الحديث أخرجه الترمذي وأحمد بن حنبل كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الذكر لا إله إلا
الله ولأحمد لا إله إلا الله أفضل الذكر وهي أفضل الحسنات وهكذا في مسند
البزار وأخرجه أيضا ابن ماجه من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله وكذا أخرجه
النسائي وابن حبان وصححه الحاكم وقال صحيح الإسناد وكلهم أخرجوه من طريق
طلحة بن خراش عن جابر وهو أبصاري مدني صدوق وقال الأيردي له ما ينكر ووثقه
ابن حبان وأخرج له في صحيحه وأخرج أحمد من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال
قلت يا رسول الله أوصني قال إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحوها قال قلت يا
رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله قال هي أفضل الحسنات قال في مجمع
الزوائد رجاله ثقات إلا أن شمر بن عطية حدث به عن أشياخه عن أبي ذر ولم
يسم أحدا منهم وفي
الحديث دليل على أن كلمة التوحيد هي أفضل الذكر وأفضل
الحسنات وحق لها فإنهم مفتاح الإسلام بل بابه الذي لا يدخل إليه إلا منه
بل عماده الذي لا يقوم بغيره وهي أحد أركان الإسلام وهي الفرقان بين
الإسلام والكفر وبين الحق والباطل أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من
قالها خالصا من قلبه خ الحديث أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله من أسعد الناس
بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ظننت يا أبا
هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث
أسعد الناس بشفاعتي الخ قوله أسعد الناس بشفاعتي فيه دليل على أن قائل هذه
الكلمة هو اسعد الناس بالشفاعة النبوية لكن مقيدا بأن يقول ذلك خالصا لا
إذا قالها من دون خلوص وفيه أنه أراد بالشفاعة بعض انواعها وأما الشفاعة
العظمى فأسعد الناس من يدخل الجنة بغير حساب ما من عبد قالها ثم مات على
ذلك إلا دخل الجنة وإن زنى وإن سرق وإن زنى وإن سرق م الحديث أخرجه مسلم
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم وهو نائم وعليه ثوب أبيض ثم أتيته فإذا هو نائم ثم
أتيته وقد استيقظ فجلست إليه فقال ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات
على ذلك دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى
وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق
ثلاثا ثم قال في الرابعة على رغم أنف أبي ذر وهو يقول وإن رغم أنف أبي ذر
وفي الحديث دليل على أن
هذه الكلمة التي هي كلمة التوحيد إذا مات
العبد على قولها وكانت خاتمة كلامه الذي يتكلم به عاقلا مختارا أوجبت له
الجنة ولم يضره ما تقدم من المعاصي وإن كانت كبائر كالزنى والسرق وذلك فضل
الله يؤتيه من يشاء ومن أبى هذه قلنا له صح هذا عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم الصادق المصدوق على رغم أنفك وهو لا يقول إلا الحق لمكان العصمة
لا سيما فيما طريقه البلاغ وقد تكلف قوم لرد هذا الحديث الصحيح وما ورد في
معناه من الأحاديث الصحيحة بما لا يسمن ولا يغني من جوع وبعضهم تكلف
بتقييده بعدم المانع وليس على ذلك أثارة من علم وسيأتي تمام الكلام على
هذا في حديث البطاقة جددوا إيمانكم قيل وكيف نجدد إيماننا يا رسول الله
قال أكثروا من قول لا إله إلا الله أ ط الحديث أخرجه أحمد والطبراني في
الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جددوا إيمانكم الخ قال المنذري وإسناد
أحمد حسن وقال البيهقي رجال أحمد ثقات وفي الحديث دليل على أن هذه الكلمة
الشريفة كما كانت محصلة للإسلام ابتداء تكون مجددة له إذا قال القائل من
المسلمين المؤمنين بها فمن قال لا إله إلا الله فقد تجدد إيمانه الحاصل من
قبل ومعلوم أن ذلك يقتضي قوة الإيمان وزيادة على ما كان عليه قبل أن يقول
هذه الكلمة قولها لا يترك ذنبا ولا يشبهها عمل مس الحديث أخرجه الحاكم في
المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أم هانئ بنت أبي طالب رضي
الله عنها وهذا اللفظ الذي ذكره المصنف رحمه الله هو لفظ الحاكم وقال صحيح
الإسناد وأصل الحديث أخرجه النسائي وابن ماجه من حديثها قال مر بي رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلت له مرني بعمل أعمله وأنا جالسة قال
سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل مائة رقبة من ولد إسماعيل واحمدي الله
مائة تحمدية فإنها تعدل مائة فرس مسرجة
ملجمة تحملين عليها في سبيل
الله وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل مائة بدلة مقلدة متقبلة وهللي
الله مائة تهليلة قال أبو خلف لا أحسبه إلا قال تملأ ما بين السموات
والأرض وهكذا أخرجه الحاكم وصحح إسناده إلا أنه قال مكان تملأ السما
والأرض وقول لا إله إلا الله لا يترك ذنبا ولا يشبهها عمل وفيه دليل على
أن هذه الكلمة لا تترك ذنبا لقائلها بل يغفره الله له وإنها فائقة على
غيرها من الأعمال بحيث لا يشبهها عمل ولا يبلغ إلى درجتها كائنا ما كان
ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه ت الحديث أخرجه الترمذي كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن التسبيح نصف الميزان والحمد يملؤه ولا
إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه قال الترمذي حديث غريب
فيه دليل على أن هذه الكلمة حسنة من الحسنات الواصلة إلى الله تعالى على
كل حال وهذا الوصول إليه من دون حجاب هو كناية عن قبولها وحصول الثواب
لقائلها وأنها من الأعمال المقبولة على كل حال وفي الباب أحاديث كثيرة
دالة على شرف هذه الكلمة واختصاصها بمزايا عاجلة وآجلة لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير من قالها عشر
مرات كان كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله الخ وأخرجه من حديثه
أيضا الترمذي والنسائي وفي الحديث دليل على ان هذا الذكر يقول من الأجر
مقام أربع رقاب من ولد إسماعيل وهم أشرف العرب وقد ثبت أن من أعتق رقبة
أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار فعلى هذا يعتق قائل هذا الكلمات
عشر مرات عتقا متضاعفا
مرة بعد مرة حتى يبلغ أربع مرات ولا شك أن
عتق النفس أكثر ثوابا وأعظم أجرا ومرة كعتق نسمة أ م مص الحديث أخرجه أحمد
بن حنبل ومسلم وابن أبي شيبة في مصنفه كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من منح
منيحة ورق أو منيحة لبن فهو كعتق نسمة و من قال لا إله إلا الله وحده لا
شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فهو كعتق نسمة قال
المنذري رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح وهو في الترمذي باختصار
التهليل وقال حديث حسن صحيح وفرقه ابن حبان في صحيحه في موضعين فذكر
المنيحة في موضع وذكر التهليل في موضع آخر انتهى وأخرج الطبراني في الكبير
من حديث أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان كعدل محرر أو
محررين قال المنذري رواته ثقات محتج بهم وقال الهيثمي في مجمع الزوائد
رجاله رجال الصحيح وفي الحديث أن قوله هذه الكلمة تعدل تحرير رقبة وفي
الحديث الآخر على الشك في كونها تعدل رقبة أو رقبتين وهذا أجر عظيم وثواب
كبير هي التي علمها نوح ابنه فإن السموات لو كانت في كفة لرجحت بها ولو
كانت حلقة لضمتها مص الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا وأخرجه البيهقي من حديث
عبد الله بن عمرو مرفوعا وأخرجه أيضا البزار من حديثه بإسناد رجاله ثقات
محتج بهم إلا ابن إسحاق وأخرجه الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو أيضا
مرفوعا
لو أن السموات والأرض وما فيهن كانت حلقة فوضعت لا إله إلا
الله عليها لقصمتها وقال صحيح الإسناد قوله في كفة بالكسر للكاف يعني كفة
الميزان لاستدارتها وكل شيء مستدير كفة بالكسر كما أن كل مستطيل كفة بالضم
قوله لضمتها من بالضم ولفظ البزار والبيهقي لقصمتها من القصم وهو الكسر
للشيء وإبانته قيل ومعنى الضم هنا لا يعرف قلت بل المراد أن السموات لو
كانت حلقة لضمتها هذه الكلمة أي انضمت عليها حتى صارت داخلها كما أنها لو
كانت في كفة لرجحت هذه الكلمات عليها والمراد لعظم شأن هذه الكلمة وأما
القصم فمعناه هاهنا ظاهر واضح أي لو كانت في حلقة لقصمتها حتى تخلص إلى
الله تعالى كما هو لفظ البزار فإنه قال فيه من حديث عبد الله بن عمرو
أوصيك بقول لا إله إلا الله فإنها لو وضعت في كفة ووضعت السموات والأرض في
كفة لرجحت بهن ولو كانت حلقة لقصمتهن حتى تخلص إلى الله تعالى وكان على
المصنف أن يجعل هذا الحديث متصلا بالأحاديث الواردة في فضل لا إله إلا
الله ولا يوسط بينه وبينها ما وسطه لا إله إلا الله والله أكبر كلمتان
إحداهما ليس لها نهاية دون العرش والأخرى تملأ ما بين السماء والأرض ط
الحديث أخرجه الطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو مروي عن
معاذ بن عبد الله بن رافع قال كنت في مجلس عبد الله بن عمر وعبد الله بن
جعفر وعبد الرحمن بن أبي عمرة قال سمعت معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلمتان إحداهما ليس لها نهاية دون
العرش والأخرى تملأ ما بين السماء والأرض لا إله إلا الله والله أكبر قال
ابن عمر لابن أبي عمرة سمعته يقول ذلك قال نعم فبكى عبد الله بن عمر حتى
اختضبت لحيته بدموعه وقال هما كلمتان نعلقهما ونألفهما قال في مجمع
الزوائد ومعاذ بن عبد الله بن رافع لم أعرفه وابن لهيعة حديثه حسن وبقية
رجاله ثقات قوله إحداهما ليس لها نهاية دون العرش هي كلمة التوحيد كما
تقدم قريبا أنه
ليس لها من دون الله حجاب حتى تخلص إلى الله وقوله نهاية
هكذا
في نسخ كتب المصنف رحمه الله وفي غيره ليس لها ناهية أي لا تنهاها عن
الوصول إلى العرش ناهية قوله والأخرى تملأ ما بين السماء والأرض هي الله
أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ما على الأرض أحد يقولها إلا كفرت خطاياه عنه ولو كانت مثل زبد البحر ت س
الحديث أخرجه الترمذي والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد
الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما على
الأرض أحد يقول لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا
كفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر هذا لفظ الترمذي وقال حديث حسن وأخرجه
من حديثه ابن أبي الدنيا والحاكم وزاد سبحان الله والحمد لله وقال الحاكم
وحاتم بن أبي صغيرة ثقة وزيادته مقبولة وفي الحديث دليل على أن التكلم
بهذا الذكر مرة واحدة يمحو الذنوب وأن كان في الكثرة إلى غاية تساوي زبد
البحر وفضل الله واسع وعطاؤه جم وهو واسع الرحمة أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله ما أحد يشهد بها إلا حرمه الله على النار خ م الحديث
أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب ومعاذ ورديفة على الرحل قال يا معاذ
بن جبل قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا قال ما من أحد يشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم صادقا من قلبه إلا حرمه
الله على النار قال يا رسول الله أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا قال إذن
يتكلوا وأخبر بها معاذ عند موته تأثما وأخرجه مسلم والترمذي من حديث عبادة
بن الصامت رضي الله عنه انه قال عند موته سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول من
يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله
عليه النار وفي الحديث دليل على أن هذه الكلمة المشتملة على الشهادتين
تقتضي تحريم قائلها على النار ومن حرم على النار فلا تمسه أبدا وظاهرة
أنها تكفر جميع الذنوب على اختلاف أنواعها ولله الحكمة البالغة وهو الغفور
الرحيم حديث البطاقة وحديث البطاقة التي تثقل بالتسعة والتسعين سجلا كل
سجل مد البصر هي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ق مس حب
الحديث أخرجه ابن ماجه في السنن والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن عمرو قال قال لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم
القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا يوم القيامة كل سجل مثل مد البصر قال
ثم يقول الله أتنكر من هذا شيئا أظلمتك كتبتي الحافظون فيقول لا يا رب
فيقول أفلك عذر فيقول لا يا رب فيقول الله سبحانه وتعالى بلى أن لك عندنا
حسنة وأنه لا ظلم اليوم عليك فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول الله احضر وزنك فيقول يا رب ما هذه
البطاقة مع هذه السجلات قال فإنك لا تظلم فتوضع السجلات في كفه فطاشت
السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء وصححه ابن حبان والحاكم
وأخرجه أيضا الترمذي من حديثه وقال حديث حسن غريب وأخرجه أيضا البيهقي من
حديثه وفي الحديث تحقيق لما ذكرناه قريبا من أن هذه الشهادة تكفر جميع
الذنوب وان مال إلى خلاف ذلك قوم وقالوا إن هذا ونحوه كان في ابتداء
الإسلام حين كانت الدعوة إلى مجرد
الإقرار بالتوحيد فلما فرضت
الفرائض وحدث الحدود نسخ ذلك ومن القائلين بهذا الضحاك والزهري والنووي
ولا يخفاك أن هذا مجرد رأي بحث لم يعضد بدليل ولا ينافي ذلك ورود العقوبات
المعينة على ترك فريضة من فرائض الله تعالى فإن الجمع ممكن من دون إهدار
لهذه الأدلة الصحيحة المتواترة ومن شك في تواترها فليرجع إلى دواوين
الحديث فإنه سيقف على ذلك بأيسر بحث فكيف يدعي نسخ ما هو متواتر بمجرد
الرأي والاستبعاد فإن كان ذلك لقصد أن لا يتكل الناس على هذه المنح
الربانية فذلك ممكن بدون تقينط لعباد الله سبحانه وتعالى ومجازفة في دعوى
النسخ لشرائعه التي شرعها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وقالت طائفة
أنه لا حاجة إلى دعوى النسخ من غير دليل وزعموا أن القيام بفرائض الدين
وتجنب منهياته هو من لوازم الإقرار بهذه الشادة ومن تتماته وقالت طائفة
ثالثة إن التلفظ بهذه الشهادة سبب لدخول الجنة والعصمة من النار بشرط أن
يأتي بالفرائض ويتجنب المحرمات وإن عدم الإتيان بالواجبات وعدم اجتناب
المحرمات مانع لما تقتضيه هذه الأحاديث الصحيحة الكثيرة وهذه الأقوال كما
ترى لم تربط بما يشد من عضدها ولم يعبأ بها ويقتضي قبولها ولا بنيت على
أساس قوي ولا على رأي سوي ورد جحد للنعمة وإنكاره كفران لها والهداية إلى
الحق بيد الوهاب العليم ومما يدفع هذه التأويلات ما وقع في حديث عبادة بن
الصامت رضي الله عنه الآتي بعد هذا بلفظ أدخله الله الجنة على ما كان منه
من عمل وهو في الصحيحين وغيرهما قوله وحديث البطاقة بكسر الباء وهي رقعة
صغيرة يكتب فيها ما يراد كتابته قوله سجلات بكسر السين المهملة والجيم
وتشديد اللام جمع سجل وهو الصحيفة وقيل الكتاب الكبير من قال أشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد
الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق
أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء خ
م
الحديث أخرجه
البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبادة بن الصامت رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من شهد أن لا إله إلا الله
الحديث الخ ولفظ مسلم من قال اشهد الخ وأخرجه أيضا النسائي وفي هذا الحديث
زيادة لم يذكرها المصنف وهي قوله صلى الله عليه وسلم على ما كان منه من
عمل وهي ثابتة في الصحيح وبهذا يدفع تأويل المتأولين لهذه التفضلات
الربانية والمنح الإلهية حسبما قدمنا الإشارة إلى هذا والحمد لله رب
العالمين وفي لفظ لمسلم والترمذي من هذا الحديث من يشهد أن لا إله إلا
الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار والظاهر أن تخصيص عيسى عليه
السلام بالذكر في هذه الشهادة وجهه أنه آخر الرسل قبل البعثة المحمدية ومن
قال سبحان الله وبحمده مرة كتب له عشرا ومن قالها عشرا كتب له مائة ومن
قالها مائة كتب له ألفا ومن زاد زاده الله ت س الحديث أخرجه الترمذي
والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه قولوا سبحان الله
وبحمده مائة مرة من قالها مرة كتب له عشرا ومن قالها مائة كتب له ألفا ومن
زاد زاده الله ومن استغفر غفر الله له هذا لفظ الترمذي وقال حسن غريب
وأخرجه الحاكم من حديث اسحق بن عبد الله ابن أبي طلحة عن أبيه عن جده قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله دخل الجنة أو
وجبت له الجنة ومن قال سبحان الله وبحمده مائة مرة كتب له مائة ألف حسنة
وأربعا وعشرين ألف حسنة قال الحاكم صحيح الإسناد وأخرج الطبراني من حديث
ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة
كتب له مائة ألف حسنة وأربع وعشرون ألف حسنة قال الترمذي في إسناده نظر
قوله ومن زاد زاده الله فيه دليل على أن هذا التضعيف غير مختص بهذا العدد
المنصوص بل هو ثابت في كل عدد وإن زاد كما تدل عليه
الأدلة القاضية بأن الحسنة بعشر أمثالها
هي
أحب الكلام إلى الله م ت أحب الكلام الذي اصطفاه الله لملائكته م الحديث
أخرجه مسلم والترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي ذر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله تعالى قال
قلت بلى يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله تعالى فقال إن أحب
الكلام إلي سبحان الله وبحمده وفي رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم سئل أي الكلام أفضل قال ما اصطفاه الله لرسله ولملائكته أو لعباده
سبحان الله وبحمده وأخرج مسلم والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه من
حديث مصعب ابن سعد قال حدثني أبي قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة فسأله سائل من جلسائه كيف
يكسب أحدنا ألف حسنة قال يسبح مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة أو يحط عنه
ألف خطيئة قال الحميدي هو في كتاب مسلم في جميع الروايات أو يحط قال
البرقاني ورواه شعبة وأبو عوانة ويحيى القطان عن موسى الذي رواه مسلم من
جهته فقالوا ويحط بغير ألف وقد وقع في رواية للترمذي والنسائي وابن حبان
ويحط بغير ألف قال الترمذي بعد إخراجه حسن صحيح هي التي أمر نوح بها ابنه
فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق وبها يرزق الخلق مص الحديث أخرجه ابن أبي
شيبة في مصنفه كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن عمرو وقد
أخرجه مستوفى النسائي من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال إن
النبي صلى الله عليه وسلم قال قال نوح لابنه أني موصيك بوصية وقاصرها لكي
لا تنساها أوصيك باثنتين وأنهاك عن اثنتين أما اللتان أوصيك بهما فيستبشر
الله بهما وصالح خلقه وهما يكثران الولوج على الله سبحانه وتعالى أوصيك
بلا إله إلا الله فإن السموات والأرض لو كانتا حلقة
قصمتها ولو كانت
في كفة وزنتها وأوصيك بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق
وبها يرزق الخلق وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسببيحهم إنه
كان حليما غفورا وأما اللتان أنهاك عنهما فيحتجب الله وصالح خلقه منهما
أنهاك عن الشرك بالله والكبر هذا لفظ النسائي وأخرجه البزار والحاكم وقال
صحيح الإسناد وكان الأولى للمصنف أن يعزو الحديث إلى هؤلاء فإنه يكثر
النقل عنهم ولكنه مال إلى الاختصار من قالها غرست له شجرة في الجنة ز
الحديث نسخ المصنف في رمز من أخرجه مختلفة ففي بعضها رمز البزار وفي بعضها
رمز الترمذي وفي بعضها بلفظ غرست له شجرة في الجنة وفي بعضها غرست له نخلة
وقد أخرجه الترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان والحاكم وصححاه من حديث جابر
وكلهم رووه بلفظ غرست له نخلة إلا في رواية النسائي وإحدى روايات ابن حبان
ففيهما بلفظ شجرة بدل نخلة وأخرجه البزار من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ
نخلة كما سيأتي عند ذكر المصنف له من هاله الليل ان يكابدهن ينفقه أو جبن
عن العدو أن يقاتله فليكثر منها فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في
سبيل الله ط الحديث أخرجه الطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أبي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من هاله الليل أن يكابده أو بخل بالمال أن ينفقه أو جبن عن العدو أن
يقاتله فليكثر من قول سبحان الله وبحمده فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب
ينفقه في سبيل الله قال في مجمع الزوائد وفيه سليمان بن أحمد الواسطي وثقه
عبدان وضعفه الجمهور والغالب على بقية رجاله التوثيق وقال المنذري في
الترغيب والترهيب هو حديث غريب ولا بأس بإسناده وفي الحديث دليل على أن
القيام بهذه الأمور المذكورة أفضل من هذا الذكر المذكور ولهذا قيد العدول
إليه
بالعجز عنها وقد قدمنا شيئا من البحث في أول كتاب المصنف رحمه الله عند
ذكره لفضل الذكر على العموم قوله من هاله من الهول وهو الأمر الشديد ومعنى
المكابدة له مقاساة شدته من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة أ
الحديث أخرجه أحمد كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث معاذ بن أنس رضي
الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله العظيم
نبت له غرس في الجنة قال في مجمع الزوائد رواه أحمد وإسناده حسن وهاهنا
أطلق الغرس وكذلك في الحديث الأول فينبغي أن يحمل المطلق على المقيد
بكونها نخلة من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة مص ز
حب الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه والبزار في مسنده وابن حبان في
صحيحه كما قال المصنف وهو من حديث عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة
قال في مجمع الزوائد رواه البزار وإسناده جيد وقد تقدم إلى تجويد إسناده
المنذري في الترغيب والترهيب وصححه ابن حبان وقد تقدم إنه يحمل المطلق على
المقيد فيكون المغروس هنا في الجنة هو النخلة وكان يغني المصنف عن تعداد
هذه الأحاديث وتفريقها والفصل بينها أن يذكر المتن في مكان واحد ويذكر رمز
من قال نخلة ومن قال شجرة ورمز من قال غرس كما كان يفعل قبل هذا في كثير
من هذا الكتاب فإنها عبادة الخلق وبها تقطع أرزاقهم ز الحديث أخرجه البزار
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
وقد قدمنا ذكر من أخرجه عند المصنف لبعض ألفاظه معزو إلى ابن أبي شيبة في
مصنفه ثم عزاه إلى البزار باعتبار هذا
اللفظ المذكور وما كان يحسن
منه هذا الصنيع ولكنه ذكر ذلك في فضل كلمة التوحيد وهذا اللفظ في فضل
سبحان الله وبحمده والحاصل أن حديث عبد الله بن عمرو قد اشتمل على اللفظين
المذكورين فقال أوصيك بلا إله إلا الله ثم قال فيه بسبحان الله وبحمده
فإنها صلاة الخلق وبها يرزق الخلق وقد قدمنا ذكر من أخرج الحديث وصححه
قريبا فلا نعيده قوله وبها تقطع أرزاقهم أي تقسم لهم وليس المراد هنا
قطعها عنهم وعدم وصولها إليهم ومن ذلك قولهم قطعت له قطعة من المال كلمتان
خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله
وبحمده سبحان الله العظيم خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم كلمتان الخ وأخرجه من حديثه الترمذي قوله كلمتان خفيفتان على
اللسان أي لا كلفة في النطق بهما على الناطق بهما على الناطق لخفة حروفهما
وذلك أنه ليس فيهما حرف من حروف الاستعلاء ولا من حروف الإطباق غير الظاء
ولا من حروف الشدة غير الباء والدال قوله ثقيلتان في الميزان يعني أن
أجرهما عظيم كثير ولهما في ميزان الحسنات أثر عظيم من قالها مع أستغفر
الله العظيم وأتوب إليه كتب له كما قالها ثم علقت بالعرش لا يمحوها ذنب
عمله صاحبها حتى تلقى الله يوم القيامة مختومة كما قالها ز الحديث أخرجه
البزار كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
أستغفر الله وأتوب إليه من قالها كتب له كما قال الخ وفي إسناده يحيى بن
عمرو بن مالك النكري بضم النون البصري وهو ضعيف
وقال الدارقطني
صويلح يعتبر به وبقية رجاله ثقات كذا قال في مجمع الزوائد وفي الحديث دليل
على أن هذه الكلمة تبقى مثبتة لقائلها مختوما عليها لا يحبطها عمل ولا
يمحوها ذنب لموقف الحساب يوم القيامة وقال صلى الله عليه وسلم لجويرية وقد
خرج من عندها حين صلى الصبح وهي تسبح ثم رجع وهي جالسة بعد أن أضحى ما زلت
على الحال التي فارقتك عليها قالت نعم قال لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث
مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا
نفسه و زنة عرشه ومدد كلماته سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضا نفسه
سبحان الله وزنة عرشه سبحان الله مداد كلماته م الحديث أخرجه مسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله
عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع إليها
الخ وأخرجه من حديثها أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وفي رواية
لمسلم سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان
الله مداد كلماته وزاد النسائي في آخر الحديث والحمد لله كذلك وفي رواية
له سبحان الله وبحمده ولا إله إلا الله والله أكبر عدد خلقه ورضا نفسه
وزنة عرشه ومداد كلماته قوله بعد أن أضحى دخل في الضحوة وهي ارتفاع النهار
قوله وزنة عرشه أي مقدار وزن عرشه أي مقدار وزن عرشه سبحانه مع عظم قدره
وكون السموات والأرض بالنسبة إليه كحلقة في فلاة قوله ومداد كلماته أي
عددها وقيل المداد مصدر كالمد وهو ما يكثر به ويزيد وفي الحديث دليل على
أن من قال سبحان الله عدد كذا وزنه كذا كتب له ذلك القدر وفضل الله يمن به
على من يشاء من عباده ولا يتجه هاهنا أن يقال أن مشقة من قال هكذا أخف من
مشقة من كرر لفظ الذكر حتى يبلغ إلى مثل ذلك العدد فإن هذا باب منحه رسول
الله صلى الله عليه وسلم لعباد الله وأرشدهم ودلهم عليه تخفيفا عليهم
وتكثيرا لأجورهم من دون تعب ولا نصب فالله
الحمد وقد ورد ما يقوي هذا في
كثير
من الأحاديث وسيذكر المصنف بعضها ومما يدل على ما ذكرناه حديث سعد بن أبي
وقاص أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى
أو حصا تسبح به فقال لها ألا أخبرك بما هو خير لك وأيسر عليك من هذا وأفضل
فقال سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما هو خالق والله
أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا
قوة إلا بالله مثل ذلك وأخرجه أبو داود والترمذي وحسنه الحاكم وابن حبان
وصححاه وأخرج الترمذي والحاكم في المستدرك وابن حبان وصححاه عن صفية أن
النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وبين يديها أربعة آلاف نواة تسبح بهن
فقال يا بنت حي ما هذا قالت أسبح بهن قال قد سبحت منذ قمت على فراشك أكثر
من هذا قالت علمني يا رسول الله قال قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء
وقال صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء ألا أعلمك شيئا هو أفضل من ذكر
الليل مع النهار والنهار مع الليل سبحان الله عدد ما خلق وسبحان الله ملء
ما خلق وسبحان الله عدد كل شيء وسبحان الله ملء كل شيء وسبحان الله عدد ما
أحصى كتابه وسبحان الله ملء ما أحصى كتابه والحمد لله عدد ما خلق والحمد
لله ملء ما خلق والحمد لله عدد كل شيء والحمد لله ملء كل شيء والحمد لله
ملء كل شيء والحمد لله عدد ما أحصى كتابه والحمد لله ملء ما أحصى كتابه ز
ط الحديث أخرجه البزار والطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال أبصرني رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأنا
أحرك شفتي فقال أبا الدرداء ما تقول قلت أذكر الله قال
أفلا أعلمك ما هو أفضل من ذكرك الليل مع النهار والنهار مع الليل قلت بلى
قال سبحان الله الخ قال في مجمع الزوائد رواه الطبراني والبزار وفيه ليث
بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس وأبو إسرائيل الملائي حسن الحديث وبقية
رجالهما رجال الصحيح انتهى ويشد من عضدها الأحاديث التي سيذكرها المصنف
بعد هذا وسيذكر غيرها مما يقوي معنى هذا الحديث كما ستقف على ذلك وفي هذا
الحديث دليل على ما قدمنا من أنه يكتب للذاكر إذا قال عدد كذا أو نحو ذلك
جميع ما ذكر بعدده أو نحوه وإن كان يفوت الاحصاء ولا يمكن الوقوف على
مقدار من بني آدم فإن الله سبحانه وتعالى يعلم ذلك ويحيط بكل شيء علما
قوله ملء ما خلق هذا يراد به الدلالة على الكثرة المجاوزة لما تتصوره
الأذان وتقدره العقول وإن كان الكلام في الأصل من الأعراض التي لا استقرار
لها ولا تتصف بأنه ملء كذا ولا تتصف أيضا بكيل ولا وزن ويمكن أن يقال أن
الله سبحانه وتعالى يربي صدقة المتصدق كما يربي أحدنا فلوه وما ورد في
معنى ذلك قوله عدد ما أحصى كتابه يمكن أن يراد بهذا اللوح المحفوظ الذي
يقول الله سبحانه في شأنه ما فرطنا في الكتاب من شيء ويمكن أن يراد به
القرآن ويمكن أن يراد به جميع كتبه المنزلة على رسله وقال صلى الله عليه
وسلم لأبي أمامة ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكر الليل مع النهار والنهار مع
الليل تقول سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد
ما في الأرض والسماء وسبحان الله ملء ما في الأرض والسماء وسبحان الله عدد
ما أحصى كتابه وسبحان الله ملء ما أحصى كتابه وسبحان الله عدد كل شيء
وسبحان الله ملء كل شيء والحمد لله
كذلك س حب وكذا رواه ط وقال في
موضع سبحان الله ثلاثا الحمد لله ثم قال وتسبح مثل ذلك وتكبر مثل ذلك وكذا
رواه أ ولم يذكر التكبير الحديث أخرجه النسائي وابن حبان والطبراني في
الكبير وأحمد بن حنبل كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أمامة
الباهلي رضي الله عنه ولفظ النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به
وهو يحرك شفتيه فقال ماذا تقول يا أبا أمامة فقال أذكر ربي فقال ألا أخبرك
بأكثر أو أفضل وأخرجه من هذا الوجه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح
على شرط الشيخين ولفظ الطبراني في الكبير من حديثه قال تقول الحمد لله عدد
ما خلق والحمد ملء ما خلق والحمد لله عدد ما في السموات والأرض ملء ما في
السموات وما في الأرض والحمد لله ملء ما في السموات وما في الأرض والحمد
لله عدد ما أحصى كتابه والحمد لله ملء ما أحصى كتابه والحمد لله عدد كل
شيء والحمد لله ملء كل شيء وتسبح الله مثلهن ثم قال قلهن وعلمهن عقبك من
بعدك وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ثقة مدلس كما تقدم وأخرجه الطبراني
في الكبير من حديثه من وجه آخر بمثل هذا اللفظ وقال في آخره وتسبح مثل ذلك
وتكبر مثل ذلك قال في مجمع الزوائد رواه الطبراني من طريقين وإسناده
أحدهما أحسن وأخرجه في الكبير من حديثه أيضا من وجه ثالث بلفظ والحمد لله
عدد ما خلق والحمد لله عدد ما أحصى كتابه والحمد لله عدد كل شيء والحمد
لله ملء كل شيء وسبحان الله ملء كل شيء وسبحان الله عدد كل شيء وفي إسناده
محمد بن خالد الواسطي وقد نسب إلى الكذب ووثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف
وبقية رجاله رجال الصحيح كذا في مجمع الزوائد وأما لفظ أحمد فأخرجه من
طريق سالم بن أبي الجعد عن أبي أمامة أنه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال الحمد لله عدد ما خلق والحمد لله ملء ما خلق والحمد لله عدد
ما في السموات والأرض والحمد لله ملء ما في السموات والأرض والحمد لله عدد
ما أحصى كتابه
والحمد لله ملء ما أحصى كتابه والحمد لله عدد كل شيء
والحمد لله ملء كل شيء و سبحان الله مثل ذلك قال في مجمع الزوائد رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح والحديث يدل على ما قدمنا من كتب الأجر بعدد ما
أضاف الذاكر العدد إليه أو الوزن أو نحوهما وهكذا سائر الأحاديث المذكورة
هنا وقد قدمنا تفسير ما يحتاج إلى تفسيره من الألفاظ المذكورة هنا في شرح
الحديث المذكور قبله والحاصل أنه صحح حديث أبي أمامة هذا باعتبار البعض من
طرقه ثلاثة أئمة ابن حبان والحاكم كما تقدم والثالث ابن خزيمة وحسن
المنذري إسنادا من أسانيد الطبراني وكذا الهيثمي كما تقدم وقال إن رجال
أحمد ورجال الصحيح سبحان ربي وبحمده سبحان ربي وبحمده أفضل الكلام ت
الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي ذر رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بأحب الكلام إلى
الله قلت بلى يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله قال أحب الكلام
إلى الله سبحان الله وبحمده هكذا رواه مسلم والترمذي والنسائي وفي لفظ
لمسلم من حديثه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل
قال ما اصطفاه الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده وفي لفظ للترمذي
سبحان ربي وبحمده سبحان ربي وبحمده وقال حديث حسن صحيح وقد تقدم ذكر هذا
الحديث قريبا عند ذكر المصنف حديث أن هذه الكلمة هي أحب الكلام إلى سبحانه
وتعالى سبحان الله والحمد لله والحمد لله يملآن ما بين السماء والأرض
والحمد لله يملأ الميزان م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله يملأ الميزان وسبحان الله والحمد
لله يملآن ما بين السماء والأرض والصلاة
نور والصدقة برهان والصبر
ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها
وأخرجه من حديثه الترمذي والنسائي وأخرج الترمذي عن رجل من بني سليم قال
عدهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يدي قال التسبي
واستحب أصحابنا أن تقول في تعزية المسلم أعظم الله أجرك وأحسن عزاك وغفر
لميتك وفي المسلم بالكافر أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك وفي الكافر بالمسلم
أحسن الله عزاءك وغفر لميتك وفي الكافر بالكافر أخلف الله عليك ولا نقص
عددك وأحسن ما يعزي به ما رويناه في صحيح البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد
ثم ذكر حديث أسامة المتقدم فأصاب باستحسان التعزية بما ورد عن الشارع فإن
هذا الذي رواه عن أصحابه إنما هو مجرد رأي ليس عليه دليل وأما ما رواه
الشافعي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال لما توفى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وجاءت التعزية سمعوا قائلا يقول إن في الله عزاء من كل مصيبة
وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب
من حرم الثواب وفي إسناده القاسم بن عبد الله بن عمر وهو متروك وقد كذبه
أحمد
بن حنبل ويحيى بن معين وقال أحمد أنه كان يضع الحديث وأخرجه الحاكم في
مستدركه من حديث جابر وصححه وفي إسناده عباد بن عبد الصمد وهو ضعيف جدا
وأخرجه أيضا في المستدرك من حديث أنس وزاد الحاكم في هذا الحديث فقال أبو
بكر وعمر رضي الله عنهما هذا الخضر وفي رفع سرره وحمله بسم الله مص مو
الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا على ابن عمر رضي الله عنهما
أنه سمع رجلا يقول ارفعوا على اسم الله تعالى لا تقولوا على اسم الله فإن
اسم الله على كل شيء قل ارفعوا بسم الله وقال ابن أبي شيبة في مصنفه أيضا
وعن بكر بن عبد الله المزني قال إذا حملت السرير فقل بسم الله وسبح ويمكن
الاستدلال للتسمية عند الرفع بما ورد في المرفوع من التسمية على كل أمر ذي
بال وذلك يغني عن غيره كيفية الصلاة على الميت وإذا صلى عليه كبر ثم قرأ
الفاتحة ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال اللهم إنه عبدك وابن
أمتك يشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ويشهد أن محمدا عبدك ورسولك
أصبح فقيرا إلى رحمتك وأصبحت غنيا عن عذابه تخلى من الدنيا وأهلها إن كان
زاكيا فزكه وإن كان خاطئا فاغفر له اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده
مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى على جنازة بالأبواء فكبر فقرأ الفاتحة
رافعا صوته ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال اللهم إن هذا عبدك
وابن عبدك أصبح فقيرا إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه إن كان زكيا فزكه وإن
كان مخطئا فاغفر له اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده ثم كبر ثلاث
تكبيرات ثم انصرف فقال أيها الناس إني لم أقرأ يعني جهرا إلا لتعلموا أنها
سنة وفي إسناده شرحبيل ابن سعد وهو مختلف في توثيقه وأخرجه الحاكم
أيضا
من حديث يزيد بن ركانة بن عبد المطلب قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا قام للجنازة ليصلي عليها قال اللهم إنه عبدك وابن أمتك الخ ما
ذكره المصنف رحمه الله وليس في هذا الحديث ذكر قراءة الفاتحة والصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم فلعل المصنف جمع بين حديث ابن عباس وحديث يزيد
بن ركانة أنه قال الحاكم بعد إخراجه حديث ابن عباس وحديث يزيد إسنادهما
صحيح وقد ثبت قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة في صحيح البخاري أن ابن عباس
صلى على جنازة فقرأ فاتحة الكتاب وقال لتعلموا أنها من السنة وأخرجه أيضا
أبو داود والترمذي وصححه والنسائي وقال فيه فقر أ بفاتحة الكتاب وسورة
وجهر فلما فرغ قال سنة وحق وأخرج الشافعي في مسنده عن أبي أمامة بن سهل
أنه أخبره رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن السنة في الصلاة على
الجنازة أن يكبر الإمام ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سرا في
نفسه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويخلص الدعاء للجنازة في
التكبيرات ولا يقرأ في شيء منهن ثم يسلم سرا في نفسه وفي إسناده مطرف لكنه
قد قواه البيهقي بما رواه له في المعرفة من طريق عبد الله بن زيد الرصافي
عن الزهري بمعناه وأخرج نحوه الحاكم كما تقدم وأخرجه أيضا النسائي وعبد
الرزاق قال في الفتح وإسناده صحيح وليس فيه قوله بعد التكبيرة الأولى وليس
قوله فيه ثم يسلم سرا في نفسه قوله تخلى من الدنيا بفتح التاء المثناة
والخاء المعجمة وتشديد اللام أي فارق أهلها وتركها قوله زاكيا أي طاهرا من
الذنوب قوله فزكه أي فطهره بالمغفرة ورفع الدرجات وفي الحديث أنه يشرع في
الجنازة أن يقرأ بعد التكبيرة الأولى فاتحة الكتاب ويصلي على النبي صلى
الله عليه وسلم ثم يدعو للميت بهذا الدعاء اللهم اغفر له وارحمه وعافه
واعف عنه وأكرم نزله وأوسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من
الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من
الدنس وأبدله دارا خيرا من داره
وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من النار م
الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عوف بن مالك رضي
الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه
وهو يقول اللهم اغفر له الخ وأخرجه أيضا الترمذي والنسائي وابن ماجه قوله
نزله بضم النون والزاي وهو في الأصل قرى الضيف والمراد هنا الرحمة
والمغفرة قوله مدخله بضم الميم يعني موضع دخوله الذي يدخل فيه وهو قبره
قوله واغسله بالماء والثلج والبرد الخ قد تقدم شرح هذه الألفاظ في دعاء
التوجه في الصلاة وليس في هذا الحديث تعين الموضع الذي يقال فيه هذا
الدعاء فيقوله المصلي على الجنازة بعد أي تكبيرة أراد وقد وردت أدعية غير
ما ذكره المصنف هاهنا فينبغي للمصلي على الجنازة أن يأتي منها بما أمكنه
وإذا استكثر من ذلك فهو الصواب فإن هذا موطن لا ينبغي فيه إلا المبالغة في
الترحم والدعاء لأنه قد أتى بذلك الميت إلى إخوانه المسلمين ليدعو له من
صلى منهم عليه وندبهم الشارع إلى ذلك وشرعه لهم ما يقال إذا وضعه في القبر
وإذا وضعه في القبر قال منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى
بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله مس الحديث أخرجه الحاكم في
المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أمامة رضي الله عنه
قال لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم منها خلقناكم الخ وقد ضعف ابن حجر إسناد هذا
الحديث وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان من حديث عمر بن الخطاب
رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع الميت في
قبره
قال بسم الله وعلى سنة رسول الله قال الترمذي حسن غريب من هذا
الوجه وصححه ابن حبان وفي رواية للنسائي إذا وضعتم موتاكم في القبر فقولوا
الخ وأخرجه أيضا الحاكم في المستدرك من حديثه ولفظه الميت إذا وضع في قبره
فليقل الذين يضعونه بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله قال النووي قال
جماهير أصحابنا يستحب أن يقول في الحثية الأولى منها خلقناكم وفي الثانية
وفيها نعيدكم وفي الثالثة ومنها نخرجكم تارة أخرى ما يقال إذا فرغ من
الدفن وإذا فرغ من الدفن وقف على القبر فقال استغفروا لأخيكم واسألوا له
التثبيت فإنه الآن يسأل د مس الحديث أخرجه أبو داود والحاكم في المستدرك
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال الخ قال
الحاكم صحيح الإسناد وأخرجه أيضا من حديثه البيهقي بإسناد حسن وأخرج مسلم
في صحيحه عن عمرو بن العاص قال إذا دفنتموني فأقيموا حول قبري قدر ما ينحر
جزور وقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي وأخرج
البخاري ومسلم عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع
الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة
فنكس وجعل ينكت بمخصرته فقال ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار
ومقعده من الجنة فقالوا يا رسول الله أفلا نتكل فقال اعملوا فكل ميسر لما
خلق له الحديث ويقرأ على القبر بعد الدفن أول سورة البقرة وخاتمتها قى
الحديث أخرجه البيهقي في السنن كما قال المصنف رحمه الله وهو عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال استحب أن يقرأ على القبر بعد الدفن أول سورة
البقرة
وخاتمتها وحسن النووي إسناده وهو وإن كان من قوله فمثل ذلك لا يقال من قبل
الرأي ويمكن أنه لما علم بما ورد في ذلك فضل على العموم استحب أن يقرأ على
القبر لكونه فاضلا رجاء أن ينتفع الميت بتلاوته
ما يقال إذا زار القبور
وإذا
زار القبور فليقل السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن
شاء الله بكم للاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية م أنتم لنا فرط ونحن لكم
تبع س الحديث أخرجه مسلم والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل عليه
السلام أتاني فقال إن ربك يأمرك أن تأتى أهل البقيع فاستغفر لهم قال قلت
وكيف أقول يا رسول الله قال قولي السلام عليكم أهل الديار من المسلمين
ويرحم الله المستقدمين والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وأخرجه
أيضا ابن ماجه وزاد فيه أنتم لنا فرط وإنا بكم لاحقون اللهم لا تحرمنا
أجرهم ولا تضلنا بعدهم وأخرجه أيضا مسلم والنسائي وابن ماجه من حديث بريدة
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان
قائلهم يقول السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء
الله بكم للاحقون نسأل الله لناولكم العافية زاد النسائي أنتم لنا فرط
ونحن لكم تبع وأخرجه مسلم والنسائي من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام
عليكم أهل دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون الحديث ولعل المصنف نقل ألفاظ
حديث بريدة فإنها كما في حديثه الذي ذكرناه قبل والتقييد بالمشيئة هنا
كقول القائل إن أحسنت إلي شكرتك وقيل التقييد بالمشيئة عائد إلى قوله من
المؤمنين
وهو بعيد وكثيرا ما يستعمل التقييد بالمشيئة لقصد تأكيد ما تقدمه
وأنه واقع على كل حال والمراد إنا بكم لاحقون على كل حال
الباب التاسع في ذكر ورد فضله ولم يخص وقتا من الأوقات واستغفار
يمحو الخطيئات وفضل القرآن العظيم وسور منه وآيات
فصل الذكر
قال
صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله أفضل الذكر وهي أفضل الحسنات ت أ
الحديث أخرجه الترمذي وأحمد بن حنبل كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الذكر لا إله إلا
الله ولأحمد لا إله إلا الله أفضل الذكر وهي أفضل الحسنات وهكذا في مسند
البزار وأخرجه أيضا ابن ماجه من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله وكذا أخرجه
النسائي وابن حبان وصححه الحاكم وقال صحيح الإسناد وكلهم أخرجوه من طريق
طلحة بن خراش عن جابر وهو أبصاري مدني صدوق وقال الأيردي له ما ينكر ووثقه
ابن حبان وأخرج له في صحيحه وأخرج أحمد من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال
قلت يا رسول الله أوصني قال إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحوها قال قلت يا
رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله قال هي أفضل الحسنات قال في مجمع
الزوائد رجاله ثقات إلا أن شمر بن عطية حدث به عن أشياخه عن أبي ذر ولم
يسم أحدا منهم وفي
الحديث دليل على أن كلمة التوحيد هي أفضل الذكر وأفضل
الحسنات وحق لها فإنهم مفتاح الإسلام بل بابه الذي لا يدخل إليه إلا منه
بل عماده الذي لا يقوم بغيره وهي أحد أركان الإسلام وهي الفرقان بين
الإسلام والكفر وبين الحق والباطل أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من
قالها خالصا من قلبه خ الحديث أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله من أسعد الناس
بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ظننت يا أبا
هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث
أسعد الناس بشفاعتي الخ قوله أسعد الناس بشفاعتي فيه دليل على أن قائل هذه
الكلمة هو اسعد الناس بالشفاعة النبوية لكن مقيدا بأن يقول ذلك خالصا لا
إذا قالها من دون خلوص وفيه أنه أراد بالشفاعة بعض انواعها وأما الشفاعة
العظمى فأسعد الناس من يدخل الجنة بغير حساب ما من عبد قالها ثم مات على
ذلك إلا دخل الجنة وإن زنى وإن سرق وإن زنى وإن سرق م الحديث أخرجه مسلم
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم وهو نائم وعليه ثوب أبيض ثم أتيته فإذا هو نائم ثم
أتيته وقد استيقظ فجلست إليه فقال ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات
على ذلك دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى
وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق
ثلاثا ثم قال في الرابعة على رغم أنف أبي ذر وهو يقول وإن رغم أنف أبي ذر
وفي الحديث دليل على أن
هذه الكلمة التي هي كلمة التوحيد إذا مات
العبد على قولها وكانت خاتمة كلامه الذي يتكلم به عاقلا مختارا أوجبت له
الجنة ولم يضره ما تقدم من المعاصي وإن كانت كبائر كالزنى والسرق وذلك فضل
الله يؤتيه من يشاء ومن أبى هذه قلنا له صح هذا عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم الصادق المصدوق على رغم أنفك وهو لا يقول إلا الحق لمكان العصمة
لا سيما فيما طريقه البلاغ وقد تكلف قوم لرد هذا الحديث الصحيح وما ورد في
معناه من الأحاديث الصحيحة بما لا يسمن ولا يغني من جوع وبعضهم تكلف
بتقييده بعدم المانع وليس على ذلك أثارة من علم وسيأتي تمام الكلام على
هذا في حديث البطاقة جددوا إيمانكم قيل وكيف نجدد إيماننا يا رسول الله
قال أكثروا من قول لا إله إلا الله أ ط الحديث أخرجه أحمد والطبراني في
الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جددوا إيمانكم الخ قال المنذري وإسناد
أحمد حسن وقال البيهقي رجال أحمد ثقات وفي الحديث دليل على أن هذه الكلمة
الشريفة كما كانت محصلة للإسلام ابتداء تكون مجددة له إذا قال القائل من
المسلمين المؤمنين بها فمن قال لا إله إلا الله فقد تجدد إيمانه الحاصل من
قبل ومعلوم أن ذلك يقتضي قوة الإيمان وزيادة على ما كان عليه قبل أن يقول
هذه الكلمة قولها لا يترك ذنبا ولا يشبهها عمل مس الحديث أخرجه الحاكم في
المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أم هانئ بنت أبي طالب رضي
الله عنها وهذا اللفظ الذي ذكره المصنف رحمه الله هو لفظ الحاكم وقال صحيح
الإسناد وأصل الحديث أخرجه النسائي وابن ماجه من حديثها قال مر بي رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلت له مرني بعمل أعمله وأنا جالسة قال
سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل مائة رقبة من ولد إسماعيل واحمدي الله
مائة تحمدية فإنها تعدل مائة فرس مسرجة
ملجمة تحملين عليها في سبيل
الله وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل مائة بدلة مقلدة متقبلة وهللي
الله مائة تهليلة قال أبو خلف لا أحسبه إلا قال تملأ ما بين السموات
والأرض وهكذا أخرجه الحاكم وصحح إسناده إلا أنه قال مكان تملأ السما
والأرض وقول لا إله إلا الله لا يترك ذنبا ولا يشبهها عمل وفيه دليل على
أن هذه الكلمة لا تترك ذنبا لقائلها بل يغفره الله له وإنها فائقة على
غيرها من الأعمال بحيث لا يشبهها عمل ولا يبلغ إلى درجتها كائنا ما كان
ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه ت الحديث أخرجه الترمذي كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن التسبيح نصف الميزان والحمد يملؤه ولا
إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه قال الترمذي حديث غريب
فيه دليل على أن هذه الكلمة حسنة من الحسنات الواصلة إلى الله تعالى على
كل حال وهذا الوصول إليه من دون حجاب هو كناية عن قبولها وحصول الثواب
لقائلها وأنها من الأعمال المقبولة على كل حال وفي الباب أحاديث كثيرة
دالة على شرف هذه الكلمة واختصاصها بمزايا عاجلة وآجلة لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير من قالها عشر
مرات كان كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله الخ وأخرجه من حديثه
أيضا الترمذي والنسائي وفي الحديث دليل على ان هذا الذكر يقول من الأجر
مقام أربع رقاب من ولد إسماعيل وهم أشرف العرب وقد ثبت أن من أعتق رقبة
أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار فعلى هذا يعتق قائل هذا الكلمات
عشر مرات عتقا متضاعفا
مرة بعد مرة حتى يبلغ أربع مرات ولا شك أن
عتق النفس أكثر ثوابا وأعظم أجرا ومرة كعتق نسمة أ م مص الحديث أخرجه أحمد
بن حنبل ومسلم وابن أبي شيبة في مصنفه كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من منح
منيحة ورق أو منيحة لبن فهو كعتق نسمة و من قال لا إله إلا الله وحده لا
شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فهو كعتق نسمة قال
المنذري رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح وهو في الترمذي باختصار
التهليل وقال حديث حسن صحيح وفرقه ابن حبان في صحيحه في موضعين فذكر
المنيحة في موضع وذكر التهليل في موضع آخر انتهى وأخرج الطبراني في الكبير
من حديث أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان كعدل محرر أو
محررين قال المنذري رواته ثقات محتج بهم وقال الهيثمي في مجمع الزوائد
رجاله رجال الصحيح وفي الحديث أن قوله هذه الكلمة تعدل تحرير رقبة وفي
الحديث الآخر على الشك في كونها تعدل رقبة أو رقبتين وهذا أجر عظيم وثواب
كبير هي التي علمها نوح ابنه فإن السموات لو كانت في كفة لرجحت بها ولو
كانت حلقة لضمتها مص الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا وأخرجه البيهقي من حديث
عبد الله بن عمرو مرفوعا وأخرجه أيضا البزار من حديثه بإسناد رجاله ثقات
محتج بهم إلا ابن إسحاق وأخرجه الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو أيضا
مرفوعا
لو أن السموات والأرض وما فيهن كانت حلقة فوضعت لا إله إلا
الله عليها لقصمتها وقال صحيح الإسناد قوله في كفة بالكسر للكاف يعني كفة
الميزان لاستدارتها وكل شيء مستدير كفة بالكسر كما أن كل مستطيل كفة بالضم
قوله لضمتها من بالضم ولفظ البزار والبيهقي لقصمتها من القصم وهو الكسر
للشيء وإبانته قيل ومعنى الضم هنا لا يعرف قلت بل المراد أن السموات لو
كانت حلقة لضمتها هذه الكلمة أي انضمت عليها حتى صارت داخلها كما أنها لو
كانت في كفة لرجحت هذه الكلمات عليها والمراد لعظم شأن هذه الكلمة وأما
القصم فمعناه هاهنا ظاهر واضح أي لو كانت في حلقة لقصمتها حتى تخلص إلى
الله تعالى كما هو لفظ البزار فإنه قال فيه من حديث عبد الله بن عمرو
أوصيك بقول لا إله إلا الله فإنها لو وضعت في كفة ووضعت السموات والأرض في
كفة لرجحت بهن ولو كانت حلقة لقصمتهن حتى تخلص إلى الله تعالى وكان على
المصنف أن يجعل هذا الحديث متصلا بالأحاديث الواردة في فضل لا إله إلا
الله ولا يوسط بينه وبينها ما وسطه لا إله إلا الله والله أكبر كلمتان
إحداهما ليس لها نهاية دون العرش والأخرى تملأ ما بين السماء والأرض ط
الحديث أخرجه الطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو مروي عن
معاذ بن عبد الله بن رافع قال كنت في مجلس عبد الله بن عمر وعبد الله بن
جعفر وعبد الرحمن بن أبي عمرة قال سمعت معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلمتان إحداهما ليس لها نهاية دون
العرش والأخرى تملأ ما بين السماء والأرض لا إله إلا الله والله أكبر قال
ابن عمر لابن أبي عمرة سمعته يقول ذلك قال نعم فبكى عبد الله بن عمر حتى
اختضبت لحيته بدموعه وقال هما كلمتان نعلقهما ونألفهما قال في مجمع
الزوائد ومعاذ بن عبد الله بن رافع لم أعرفه وابن لهيعة حديثه حسن وبقية
رجاله ثقات قوله إحداهما ليس لها نهاية دون العرش هي كلمة التوحيد كما
تقدم قريبا أنه
ليس لها من دون الله حجاب حتى تخلص إلى الله وقوله نهاية
هكذا
في نسخ كتب المصنف رحمه الله وفي غيره ليس لها ناهية أي لا تنهاها عن
الوصول إلى العرش ناهية قوله والأخرى تملأ ما بين السماء والأرض هي الله
أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ما على الأرض أحد يقولها إلا كفرت خطاياه عنه ولو كانت مثل زبد البحر ت س
الحديث أخرجه الترمذي والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد
الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما على
الأرض أحد يقول لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا
كفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر هذا لفظ الترمذي وقال حديث حسن وأخرجه
من حديثه ابن أبي الدنيا والحاكم وزاد سبحان الله والحمد لله وقال الحاكم
وحاتم بن أبي صغيرة ثقة وزيادته مقبولة وفي الحديث دليل على أن التكلم
بهذا الذكر مرة واحدة يمحو الذنوب وأن كان في الكثرة إلى غاية تساوي زبد
البحر وفضل الله واسع وعطاؤه جم وهو واسع الرحمة أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله ما أحد يشهد بها إلا حرمه الله على النار خ م الحديث
أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب ومعاذ ورديفة على الرحل قال يا معاذ
بن جبل قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا قال ما من أحد يشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم صادقا من قلبه إلا حرمه
الله على النار قال يا رسول الله أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا قال إذن
يتكلوا وأخبر بها معاذ عند موته تأثما وأخرجه مسلم والترمذي من حديث عبادة
بن الصامت رضي الله عنه انه قال عند موته سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول من
يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله
عليه النار وفي الحديث دليل على أن هذه الكلمة المشتملة على الشهادتين
تقتضي تحريم قائلها على النار ومن حرم على النار فلا تمسه أبدا وظاهرة
أنها تكفر جميع الذنوب على اختلاف أنواعها ولله الحكمة البالغة وهو الغفور
الرحيم حديث البطاقة وحديث البطاقة التي تثقل بالتسعة والتسعين سجلا كل
سجل مد البصر هي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ق مس حب
الحديث أخرجه ابن ماجه في السنن والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن عمرو قال قال لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم
القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا يوم القيامة كل سجل مثل مد البصر قال
ثم يقول الله أتنكر من هذا شيئا أظلمتك كتبتي الحافظون فيقول لا يا رب
فيقول أفلك عذر فيقول لا يا رب فيقول الله سبحانه وتعالى بلى أن لك عندنا
حسنة وأنه لا ظلم اليوم عليك فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول الله احضر وزنك فيقول يا رب ما هذه
البطاقة مع هذه السجلات قال فإنك لا تظلم فتوضع السجلات في كفه فطاشت
السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء وصححه ابن حبان والحاكم
وأخرجه أيضا الترمذي من حديثه وقال حديث حسن غريب وأخرجه أيضا البيهقي من
حديثه وفي الحديث تحقيق لما ذكرناه قريبا من أن هذه الشهادة تكفر جميع
الذنوب وان مال إلى خلاف ذلك قوم وقالوا إن هذا ونحوه كان في ابتداء
الإسلام حين كانت الدعوة إلى مجرد
الإقرار بالتوحيد فلما فرضت
الفرائض وحدث الحدود نسخ ذلك ومن القائلين بهذا الضحاك والزهري والنووي
ولا يخفاك أن هذا مجرد رأي بحث لم يعضد بدليل ولا ينافي ذلك ورود العقوبات
المعينة على ترك فريضة من فرائض الله تعالى فإن الجمع ممكن من دون إهدار
لهذه الأدلة الصحيحة المتواترة ومن شك في تواترها فليرجع إلى دواوين
الحديث فإنه سيقف على ذلك بأيسر بحث فكيف يدعي نسخ ما هو متواتر بمجرد
الرأي والاستبعاد فإن كان ذلك لقصد أن لا يتكل الناس على هذه المنح
الربانية فذلك ممكن بدون تقينط لعباد الله سبحانه وتعالى ومجازفة في دعوى
النسخ لشرائعه التي شرعها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وقالت طائفة
أنه لا حاجة إلى دعوى النسخ من غير دليل وزعموا أن القيام بفرائض الدين
وتجنب منهياته هو من لوازم الإقرار بهذه الشادة ومن تتماته وقالت طائفة
ثالثة إن التلفظ بهذه الشهادة سبب لدخول الجنة والعصمة من النار بشرط أن
يأتي بالفرائض ويتجنب المحرمات وإن عدم الإتيان بالواجبات وعدم اجتناب
المحرمات مانع لما تقتضيه هذه الأحاديث الصحيحة الكثيرة وهذه الأقوال كما
ترى لم تربط بما يشد من عضدها ولم يعبأ بها ويقتضي قبولها ولا بنيت على
أساس قوي ولا على رأي سوي ورد جحد للنعمة وإنكاره كفران لها والهداية إلى
الحق بيد الوهاب العليم ومما يدفع هذه التأويلات ما وقع في حديث عبادة بن
الصامت رضي الله عنه الآتي بعد هذا بلفظ أدخله الله الجنة على ما كان منه
من عمل وهو في الصحيحين وغيرهما قوله وحديث البطاقة بكسر الباء وهي رقعة
صغيرة يكتب فيها ما يراد كتابته قوله سجلات بكسر السين المهملة والجيم
وتشديد اللام جمع سجل وهو الصحيفة وقيل الكتاب الكبير من قال أشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد
الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق
أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء خ
م
الحديث أخرجه
البخاري ومسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبادة بن الصامت رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من شهد أن لا إله إلا الله
الحديث الخ ولفظ مسلم من قال اشهد الخ وأخرجه أيضا النسائي وفي هذا الحديث
زيادة لم يذكرها المصنف وهي قوله صلى الله عليه وسلم على ما كان منه من
عمل وهي ثابتة في الصحيح وبهذا يدفع تأويل المتأولين لهذه التفضلات
الربانية والمنح الإلهية حسبما قدمنا الإشارة إلى هذا والحمد لله رب
العالمين وفي لفظ لمسلم والترمذي من هذا الحديث من يشهد أن لا إله إلا
الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار والظاهر أن تخصيص عيسى عليه
السلام بالذكر في هذه الشهادة وجهه أنه آخر الرسل قبل البعثة المحمدية ومن
قال سبحان الله وبحمده مرة كتب له عشرا ومن قالها عشرا كتب له مائة ومن
قالها مائة كتب له ألفا ومن زاد زاده الله ت س الحديث أخرجه الترمذي
والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه قولوا سبحان الله
وبحمده مائة مرة من قالها مرة كتب له عشرا ومن قالها مائة كتب له ألفا ومن
زاد زاده الله ومن استغفر غفر الله له هذا لفظ الترمذي وقال حسن غريب
وأخرجه الحاكم من حديث اسحق بن عبد الله ابن أبي طلحة عن أبيه عن جده قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله دخل الجنة أو
وجبت له الجنة ومن قال سبحان الله وبحمده مائة مرة كتب له مائة ألف حسنة
وأربعا وعشرين ألف حسنة قال الحاكم صحيح الإسناد وأخرج الطبراني من حديث
ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة
كتب له مائة ألف حسنة وأربع وعشرون ألف حسنة قال الترمذي في إسناده نظر
قوله ومن زاد زاده الله فيه دليل على أن هذا التضعيف غير مختص بهذا العدد
المنصوص بل هو ثابت في كل عدد وإن زاد كما تدل عليه
الأدلة القاضية بأن الحسنة بعشر أمثالها
هي
أحب الكلام إلى الله م ت أحب الكلام الذي اصطفاه الله لملائكته م الحديث
أخرجه مسلم والترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي ذر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله تعالى قال
قلت بلى يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله تعالى فقال إن أحب
الكلام إلي سبحان الله وبحمده وفي رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم سئل أي الكلام أفضل قال ما اصطفاه الله لرسله ولملائكته أو لعباده
سبحان الله وبحمده وأخرج مسلم والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه من
حديث مصعب ابن سعد قال حدثني أبي قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة فسأله سائل من جلسائه كيف
يكسب أحدنا ألف حسنة قال يسبح مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة أو يحط عنه
ألف خطيئة قال الحميدي هو في كتاب مسلم في جميع الروايات أو يحط قال
البرقاني ورواه شعبة وأبو عوانة ويحيى القطان عن موسى الذي رواه مسلم من
جهته فقالوا ويحط بغير ألف وقد وقع في رواية للترمذي والنسائي وابن حبان
ويحط بغير ألف قال الترمذي بعد إخراجه حسن صحيح هي التي أمر نوح بها ابنه
فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق وبها يرزق الخلق مص الحديث أخرجه ابن أبي
شيبة في مصنفه كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن عمرو وقد
أخرجه مستوفى النسائي من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال إن
النبي صلى الله عليه وسلم قال قال نوح لابنه أني موصيك بوصية وقاصرها لكي
لا تنساها أوصيك باثنتين وأنهاك عن اثنتين أما اللتان أوصيك بهما فيستبشر
الله بهما وصالح خلقه وهما يكثران الولوج على الله سبحانه وتعالى أوصيك
بلا إله إلا الله فإن السموات والأرض لو كانتا حلقة
قصمتها ولو كانت
في كفة وزنتها وأوصيك بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق
وبها يرزق الخلق وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسببيحهم إنه
كان حليما غفورا وأما اللتان أنهاك عنهما فيحتجب الله وصالح خلقه منهما
أنهاك عن الشرك بالله والكبر هذا لفظ النسائي وأخرجه البزار والحاكم وقال
صحيح الإسناد وكان الأولى للمصنف أن يعزو الحديث إلى هؤلاء فإنه يكثر
النقل عنهم ولكنه مال إلى الاختصار من قالها غرست له شجرة في الجنة ز
الحديث نسخ المصنف في رمز من أخرجه مختلفة ففي بعضها رمز البزار وفي بعضها
رمز الترمذي وفي بعضها بلفظ غرست له شجرة في الجنة وفي بعضها غرست له نخلة
وقد أخرجه الترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان والحاكم وصححاه من حديث جابر
وكلهم رووه بلفظ غرست له نخلة إلا في رواية النسائي وإحدى روايات ابن حبان
ففيهما بلفظ شجرة بدل نخلة وأخرجه البزار من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ
نخلة كما سيأتي عند ذكر المصنف له من هاله الليل ان يكابدهن ينفقه أو جبن
عن العدو أن يقاتله فليكثر منها فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في
سبيل الله ط الحديث أخرجه الطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أبي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من هاله الليل أن يكابده أو بخل بالمال أن ينفقه أو جبن عن العدو أن
يقاتله فليكثر من قول سبحان الله وبحمده فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب
ينفقه في سبيل الله قال في مجمع الزوائد وفيه سليمان بن أحمد الواسطي وثقه
عبدان وضعفه الجمهور والغالب على بقية رجاله التوثيق وقال المنذري في
الترغيب والترهيب هو حديث غريب ولا بأس بإسناده وفي الحديث دليل على أن
القيام بهذه الأمور المذكورة أفضل من هذا الذكر المذكور ولهذا قيد العدول
إليه
بالعجز عنها وقد قدمنا شيئا من البحث في أول كتاب المصنف رحمه الله عند
ذكره لفضل الذكر على العموم قوله من هاله من الهول وهو الأمر الشديد ومعنى
المكابدة له مقاساة شدته من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة أ
الحديث أخرجه أحمد كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث معاذ بن أنس رضي
الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله العظيم
نبت له غرس في الجنة قال في مجمع الزوائد رواه أحمد وإسناده حسن وهاهنا
أطلق الغرس وكذلك في الحديث الأول فينبغي أن يحمل المطلق على المقيد
بكونها نخلة من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة مص ز
حب الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه والبزار في مسنده وابن حبان في
صحيحه كما قال المصنف وهو من حديث عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة
قال في مجمع الزوائد رواه البزار وإسناده جيد وقد تقدم إلى تجويد إسناده
المنذري في الترغيب والترهيب وصححه ابن حبان وقد تقدم إنه يحمل المطلق على
المقيد فيكون المغروس هنا في الجنة هو النخلة وكان يغني المصنف عن تعداد
هذه الأحاديث وتفريقها والفصل بينها أن يذكر المتن في مكان واحد ويذكر رمز
من قال نخلة ومن قال شجرة ورمز من قال غرس كما كان يفعل قبل هذا في كثير
من هذا الكتاب فإنها عبادة الخلق وبها تقطع أرزاقهم ز الحديث أخرجه البزار
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
وقد قدمنا ذكر من أخرجه عند المصنف لبعض ألفاظه معزو إلى ابن أبي شيبة في
مصنفه ثم عزاه إلى البزار باعتبار هذا
اللفظ المذكور وما كان يحسن
منه هذا الصنيع ولكنه ذكر ذلك في فضل كلمة التوحيد وهذا اللفظ في فضل
سبحان الله وبحمده والحاصل أن حديث عبد الله بن عمرو قد اشتمل على اللفظين
المذكورين فقال أوصيك بلا إله إلا الله ثم قال فيه بسبحان الله وبحمده
فإنها صلاة الخلق وبها يرزق الخلق وقد قدمنا ذكر من أخرج الحديث وصححه
قريبا فلا نعيده قوله وبها تقطع أرزاقهم أي تقسم لهم وليس المراد هنا
قطعها عنهم وعدم وصولها إليهم ومن ذلك قولهم قطعت له قطعة من المال كلمتان
خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله
وبحمده سبحان الله العظيم خ م الحديث أخرجه البخاري ومسلم كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم كلمتان الخ وأخرجه من حديثه الترمذي قوله كلمتان خفيفتان على
اللسان أي لا كلفة في النطق بهما على الناطق بهما على الناطق لخفة حروفهما
وذلك أنه ليس فيهما حرف من حروف الاستعلاء ولا من حروف الإطباق غير الظاء
ولا من حروف الشدة غير الباء والدال قوله ثقيلتان في الميزان يعني أن
أجرهما عظيم كثير ولهما في ميزان الحسنات أثر عظيم من قالها مع أستغفر
الله العظيم وأتوب إليه كتب له كما قالها ثم علقت بالعرش لا يمحوها ذنب
عمله صاحبها حتى تلقى الله يوم القيامة مختومة كما قالها ز الحديث أخرجه
البزار كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
أستغفر الله وأتوب إليه من قالها كتب له كما قال الخ وفي إسناده يحيى بن
عمرو بن مالك النكري بضم النون البصري وهو ضعيف
وقال الدارقطني
صويلح يعتبر به وبقية رجاله ثقات كذا قال في مجمع الزوائد وفي الحديث دليل
على أن هذه الكلمة تبقى مثبتة لقائلها مختوما عليها لا يحبطها عمل ولا
يمحوها ذنب لموقف الحساب يوم القيامة وقال صلى الله عليه وسلم لجويرية وقد
خرج من عندها حين صلى الصبح وهي تسبح ثم رجع وهي جالسة بعد أن أضحى ما زلت
على الحال التي فارقتك عليها قالت نعم قال لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث
مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا
نفسه و زنة عرشه ومدد كلماته سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضا نفسه
سبحان الله وزنة عرشه سبحان الله مداد كلماته م الحديث أخرجه مسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله
عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع إليها
الخ وأخرجه من حديثها أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وفي رواية
لمسلم سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان
الله مداد كلماته وزاد النسائي في آخر الحديث والحمد لله كذلك وفي رواية
له سبحان الله وبحمده ولا إله إلا الله والله أكبر عدد خلقه ورضا نفسه
وزنة عرشه ومداد كلماته قوله بعد أن أضحى دخل في الضحوة وهي ارتفاع النهار
قوله وزنة عرشه أي مقدار وزن عرشه أي مقدار وزن عرشه سبحانه مع عظم قدره
وكون السموات والأرض بالنسبة إليه كحلقة في فلاة قوله ومداد كلماته أي
عددها وقيل المداد مصدر كالمد وهو ما يكثر به ويزيد وفي الحديث دليل على
أن من قال سبحان الله عدد كذا وزنه كذا كتب له ذلك القدر وفضل الله يمن به
على من يشاء من عباده ولا يتجه هاهنا أن يقال أن مشقة من قال هكذا أخف من
مشقة من كرر لفظ الذكر حتى يبلغ إلى مثل ذلك العدد فإن هذا باب منحه رسول
الله صلى الله عليه وسلم لعباد الله وأرشدهم ودلهم عليه تخفيفا عليهم
وتكثيرا لأجورهم من دون تعب ولا نصب فالله
الحمد وقد ورد ما يقوي هذا في
كثير
من الأحاديث وسيذكر المصنف بعضها ومما يدل على ما ذكرناه حديث سعد بن أبي
وقاص أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى
أو حصا تسبح به فقال لها ألا أخبرك بما هو خير لك وأيسر عليك من هذا وأفضل
فقال سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما هو خالق والله
أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا
قوة إلا بالله مثل ذلك وأخرجه أبو داود والترمذي وحسنه الحاكم وابن حبان
وصححاه وأخرج الترمذي والحاكم في المستدرك وابن حبان وصححاه عن صفية أن
النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وبين يديها أربعة آلاف نواة تسبح بهن
فقال يا بنت حي ما هذا قالت أسبح بهن قال قد سبحت منذ قمت على فراشك أكثر
من هذا قالت علمني يا رسول الله قال قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء
وقال صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء ألا أعلمك شيئا هو أفضل من ذكر
الليل مع النهار والنهار مع الليل سبحان الله عدد ما خلق وسبحان الله ملء
ما خلق وسبحان الله عدد كل شيء وسبحان الله ملء كل شيء وسبحان الله عدد ما
أحصى كتابه وسبحان الله ملء ما أحصى كتابه والحمد لله عدد ما خلق والحمد
لله ملء ما خلق والحمد لله عدد كل شيء والحمد لله ملء كل شيء والحمد لله
ملء كل شيء والحمد لله عدد ما أحصى كتابه والحمد لله ملء ما أحصى كتابه ز
ط الحديث أخرجه البزار والطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال أبصرني رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأنا
أحرك شفتي فقال أبا الدرداء ما تقول قلت أذكر الله قال
أفلا أعلمك ما هو أفضل من ذكرك الليل مع النهار والنهار مع الليل قلت بلى
قال سبحان الله الخ قال في مجمع الزوائد رواه الطبراني والبزار وفيه ليث
بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس وأبو إسرائيل الملائي حسن الحديث وبقية
رجالهما رجال الصحيح انتهى ويشد من عضدها الأحاديث التي سيذكرها المصنف
بعد هذا وسيذكر غيرها مما يقوي معنى هذا الحديث كما ستقف على ذلك وفي هذا
الحديث دليل على ما قدمنا من أنه يكتب للذاكر إذا قال عدد كذا أو نحو ذلك
جميع ما ذكر بعدده أو نحوه وإن كان يفوت الاحصاء ولا يمكن الوقوف على
مقدار من بني آدم فإن الله سبحانه وتعالى يعلم ذلك ويحيط بكل شيء علما
قوله ملء ما خلق هذا يراد به الدلالة على الكثرة المجاوزة لما تتصوره
الأذان وتقدره العقول وإن كان الكلام في الأصل من الأعراض التي لا استقرار
لها ولا تتصف بأنه ملء كذا ولا تتصف أيضا بكيل ولا وزن ويمكن أن يقال أن
الله سبحانه وتعالى يربي صدقة المتصدق كما يربي أحدنا فلوه وما ورد في
معنى ذلك قوله عدد ما أحصى كتابه يمكن أن يراد بهذا اللوح المحفوظ الذي
يقول الله سبحانه في شأنه ما فرطنا في الكتاب من شيء ويمكن أن يراد به
القرآن ويمكن أن يراد به جميع كتبه المنزلة على رسله وقال صلى الله عليه
وسلم لأبي أمامة ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكر الليل مع النهار والنهار مع
الليل تقول سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد
ما في الأرض والسماء وسبحان الله ملء ما في الأرض والسماء وسبحان الله عدد
ما أحصى كتابه وسبحان الله ملء ما أحصى كتابه وسبحان الله عدد كل شيء
وسبحان الله ملء كل شيء والحمد لله
كذلك س حب وكذا رواه ط وقال في
موضع سبحان الله ثلاثا الحمد لله ثم قال وتسبح مثل ذلك وتكبر مثل ذلك وكذا
رواه أ ولم يذكر التكبير الحديث أخرجه النسائي وابن حبان والطبراني في
الكبير وأحمد بن حنبل كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أمامة
الباهلي رضي الله عنه ولفظ النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به
وهو يحرك شفتيه فقال ماذا تقول يا أبا أمامة فقال أذكر ربي فقال ألا أخبرك
بأكثر أو أفضل وأخرجه من هذا الوجه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح
على شرط الشيخين ولفظ الطبراني في الكبير من حديثه قال تقول الحمد لله عدد
ما خلق والحمد ملء ما خلق والحمد لله عدد ما في السموات والأرض ملء ما في
السموات وما في الأرض والحمد لله ملء ما في السموات وما في الأرض والحمد
لله عدد ما أحصى كتابه والحمد لله ملء ما أحصى كتابه والحمد لله عدد كل
شيء والحمد لله ملء كل شيء وتسبح الله مثلهن ثم قال قلهن وعلمهن عقبك من
بعدك وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ثقة مدلس كما تقدم وأخرجه الطبراني
في الكبير من حديثه من وجه آخر بمثل هذا اللفظ وقال في آخره وتسبح مثل ذلك
وتكبر مثل ذلك قال في مجمع الزوائد رواه الطبراني من طريقين وإسناده
أحدهما أحسن وأخرجه في الكبير من حديثه أيضا من وجه ثالث بلفظ والحمد لله
عدد ما خلق والحمد لله عدد ما أحصى كتابه والحمد لله عدد كل شيء والحمد
لله ملء كل شيء وسبحان الله ملء كل شيء وسبحان الله عدد كل شيء وفي إسناده
محمد بن خالد الواسطي وقد نسب إلى الكذب ووثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف
وبقية رجاله رجال الصحيح كذا في مجمع الزوائد وأما لفظ أحمد فأخرجه من
طريق سالم بن أبي الجعد عن أبي أمامة أنه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال الحمد لله عدد ما خلق والحمد لله ملء ما خلق والحمد لله عدد
ما في السموات والأرض والحمد لله ملء ما في السموات والأرض والحمد لله عدد
ما أحصى كتابه
والحمد لله ملء ما أحصى كتابه والحمد لله عدد كل شيء
والحمد لله ملء كل شيء و سبحان الله مثل ذلك قال في مجمع الزوائد رواه
أحمد ورجاله رجال الصحيح والحديث يدل على ما قدمنا من كتب الأجر بعدد ما
أضاف الذاكر العدد إليه أو الوزن أو نحوهما وهكذا سائر الأحاديث المذكورة
هنا وقد قدمنا تفسير ما يحتاج إلى تفسيره من الألفاظ المذكورة هنا في شرح
الحديث المذكور قبله والحاصل أنه صحح حديث أبي أمامة هذا باعتبار البعض من
طرقه ثلاثة أئمة ابن حبان والحاكم كما تقدم والثالث ابن خزيمة وحسن
المنذري إسنادا من أسانيد الطبراني وكذا الهيثمي كما تقدم وقال إن رجال
أحمد ورجال الصحيح سبحان ربي وبحمده سبحان ربي وبحمده أفضل الكلام ت
الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي ذر رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بأحب الكلام إلى
الله قلت بلى يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله قال أحب الكلام
إلى الله سبحان الله وبحمده هكذا رواه مسلم والترمذي والنسائي وفي لفظ
لمسلم من حديثه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل
قال ما اصطفاه الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده وفي لفظ للترمذي
سبحان ربي وبحمده سبحان ربي وبحمده وقال حديث حسن صحيح وقد تقدم ذكر هذا
الحديث قريبا عند ذكر المصنف حديث أن هذه الكلمة هي أحب الكلام إلى سبحانه
وتعالى سبحان الله والحمد لله والحمد لله يملآن ما بين السماء والأرض
والحمد لله يملأ الميزان م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله يملأ الميزان وسبحان الله والحمد
لله يملآن ما بين السماء والأرض والصلاة
نور والصدقة برهان والصبر
ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها
وأخرجه من حديثه الترمذي والنسائي وأخرج الترمذي عن رجل من بني سليم قال
عدهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يدي قال التسبي
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
مع ذكره والمراد بما طلعت عليه
الشمس الدنيا بأسرها فإن الشمس تطلع عليها وتغيب عنها إن الجنة طيبة
التربة عذبة الماء وإنها قيعان وإن غراسها هذه ت الحديث أخرجه الترمذي كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرئ أمتك
السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غرسها
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال الترمذي حديث حسن
غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود انتهى وهو عند الترمذي من طريق عبد
الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم عن أبيه عبد الله بن
مسعود والقاسم هذا لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود وعبد الرحمن ابن
إسحاق هو أبو شيبة الكوفي قال المنذري واه وأخرجه من حديثه من هذا الطريق
الطبراني في الأوسط والصغير وزاد ولا حول ولا قوة إلا بالله وسيأتي وأخرجه
بهذه الزيادة ابن حبان رضي الله عنه بإسناد واه ولفظه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إن في الجنة قيعانا فأكثروا من غراسها قالوا يا
رسول الله وما غرسها قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله
أكبر قال في مجمع الزوائد وفيه الحسين بن علوان وهو ضعيف قوله قيعان جمع
قاع وهو المكان المستوى الواسع وقال ابن فارس القاع الأرض الملساء وقيل
الأرض الخالية من الشجر يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة ق مس الحديث
أخرجه ابن ماجه والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غرسا
فقال يا أبا هريرة ما الذي تغرس قلت غراسا قال ألا أدلك على غراس خير من
هذا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل واحدة
شجرة في الجنة قال الحاكم صحيح الإسناد وحسن
المنذري إسناد ابن ماجه
وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
غرس له بكل واحدة منهن شجرة في الجنة قال المنذري وإسناد حسن لا بأس به في
المتابعات خذوا جنتكم من النار قولوهن فإنهن يأتين يوم القيامة مجنبات
ومقعبات وهن الباقيات الصالحات س مس طس الحديث أخرجه النسائي والحاكم في
المستدرك والطبراني في الأوسط كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خذوا جنتكم قالوا
يا رسول الله من عدو قد حضر قال لا ولكن جنتكم من النار قولوا سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن يأتين يوم القيامة مجنبات
معقبات وهن الباقيات الصالحات قال الحاكم صحيح على شرط مسلم وزاد الطبراني
في الأوسط من حديثه ولا حول ولا قوة إلا بالله وجود إسناده المنذري وأخرجه
من حديثه في الصغير قال في مجمع الزوائد ورجاله في الصغير رجال الصحيح
وأخرجه من حديثه البيهقي أيضا قوله جنتكم بضم الجيم وتشديد النون أي ما
يستركم ويقيكم قوله مجنبات بضم الميم وفتح الجيم ثم نون مشددة مفتوحة
وبعدها باء موحدة أي مقدمات أمامكم وقيل هي بكسر النون المشددة جمع مجنبة
وهي التي تكون في الميمنة والميسرة والأول أولى بدليل قوله في الحديث
معقبات وهي بضم الميم وكسر القاف المشددة أي مؤخرات يعقبونكم من ورائكم
ومجنبات من أمامكم وفي رواية للحاكم منجيات بتقديم النون على الجيم وكذا
رواه الطبراني في الأوسط وجمع بين اللفظين في الصغير فقال منجيات ومجنبات
وهن مع لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن الباقيات الصالحات وهن يحططن
الخطايا كما تحط الشجرة ورقها وهن من كنوز الجنة ط الحديث أخرجه الطبراني
في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قل سبحان الله
والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن الباقيات
الصالحات وهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها وهن من كنوز الجنة وفي
لفظ له خذهن قبل أن يحال بينك وبينهن وهن الباقيات الصالحات الخ قال في
مجمع الزوائد رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما عمرو بن راشد اليمامي وقد
وثق على ضعفه وبقية رجاله رجال الصحيح وقد وردت أحاديث في تسمية هذه
الكلمات بالباقيات الصالحات منها ما أخرجه النسائي وابن حبان في صحيحه من
حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استكثروا
من الباقيات الصالحات قيل واما هن يا رسول الله قال التهليل والتكبير
والتسبيح والحمد ولا حول ولا قوة إلا بالله وأخرجه أحمد وأبو يعلى
بإسنادين حسنين ومنها ما أخرجه الطبراني في الأوسط وفي إسناده كثير بن سلم
وهو ضعيف وقد ذكره ابن حبان في الثقات وفي الضعفاء ومنها حديث أبي هريرة
المتقدم قبل هذا تجزي من القرآن من لا يستطيعه مص الحديث أخرجه ابن أبي
شيبة في مصنفه كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن أبي أوفى رضي
الله عنه قال قال أعرابي يا رسول الله قد عالجت القرآن فلم استطعه فعلمني
شيئا يجزي عن القرآن فقال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
والله أكبر فقالها وأمسكها بأصابعه وقال يا رسول الله هذا لربي فما لي
فقال تقول اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني وأحسبه قال واهدني ومضى
الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب الأعرابي وقد ملأ يديه
خيرا وأخرجه ابن أبي الدنيا من رواية الحجاج بن أرطاة وهو صدوق كثير الخطأ
عن إبراهيم السكسكي وهو صدوق ضعيف الحفظ عن ابن أبي أوفى وأخرج هذا الحديث
من حديثه أيضا أبو داود والنسائي بهذا اللفظ الذي ذكرناه ولم يذكرا وأحسبه
قال واهدني وقال في
آخره أما هذا فقد ملأ يديه من الخير والحديث في
صحيح مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص لكن ليس فيه لفظ قد عالجت القرآن فلم
أستطعه إن الله اصطفى من الكلام أربعا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا
الله والله أكبر فمن قال سبحان الله كتب له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون
سيئة ومن قال الحمد لله فمثل ذلك ومن قال الله أكبر فمثل ذلك ومن قال لا
إله إلا الله فمثل ذلك ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتب له
ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة أ س مس الحديث أخرجه أحمد والنسائي
والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة وأبي
سعيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله اصطفى
من الكلام الخ قال الحاكم في المستدرك صحيح على شرط مسلم وقال في مجمع
الزوائد رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح وأخره أيضا من حديثهما
ابن أبي الدنيا والبيهقي وزاد في آخره ومن أكثر ذكر الله فقد برئ من
النفاق وفي الحديث دليل على أن هذه الأربع الكلمات اصطفاها الله سبحانه
على سائر الكلام وما اصطفاه الله عز وجل فهو حقيق بأن يشتغل العباد به
ويتقربوا إليه بمحبته والاستكثار منه وقد اشتمل من الأجر على نصيب وافر
وثواب عظيم فإن ثبوت عشرين حسنة وتكفير عشرين سيئة في كل واحدة من هذه
الأربع الكلمات مما يتنافس المتنافسون فيه ويرغب إليه الراغبون قوله ومن
قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه يعني من عند نفسه يعني زيادة على
ما ذكر أولا من التسبيح وما ذكر بعده أما يستطيع أحدكم أن يعمل كل يوم مثل
أحد عملا قالوا يا رسول الله ومن يستطيع ذلك قال كلكم يستطيعه قالوا يا
رسول الله ماذا قال
سبحان الله أعظم من أحد ولا إله إلا الله اعظم
من أحد والحمد لله أعظم من أحد والله أكبر أعظم من أحد ز ط الحديث أخرجه
البزار والطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عمران
بن الحصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما يستطيع
أحدكم أن يعمل كل يوم مثل أحد عملا الخ وأخرجه أيضا ابن أبي الدنيا من
حديثه وكلهم رووه عن الحسن البصري عن عمران بن حصين ولم يسمع منه ورجاله
كلهم ثقات إثبات لولا هذا الانقطاع بين الحسن وعمران وشيخ النسائي عمرو بن
منصور هو ثقة أيضا وفي الحديث التعريف للعباد بما في هذه الأربع الكلمات
من الأجر العظيم فإن كل واحدة منها إذا كانت أعظم من أحد وهو أعظم جبال
دار الهجرة كان في ذلك من الترغيب إليها والتشويق إلى الاستكثار من قولها
ما يهز أعطاف الراغبين ويجذب قلوب الصالحين سبحان الله مائة تعدل مائة
رقبة من ولد إسماعيل والحمد لله مائة تعدل مائة فرس مسرجة ملجمة يحمل
عليها في سبيل الله والله أكبر مائة تعدل مائة بدنة مقلدة متقبلة س مس ط
تنحر بمكة ط ولا إله إلا الله تملأ ما بين السماء والأرض س مس الحديث
أخرجه النسائي والحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قال مر بي رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلت مر بي بعمل أعمله وأنا جالسة
قال
سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل مائة رقبة من ولد أسماعيل واحمدي الله
مائة تحميدة فإنها تعدل مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله
وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل مائة بدنة مقلدة متقبلة وهللي الله
مائة تهليلة قال أبو خلف رحمه الله لا أحسبه إلا قال تملأ ما بين السماء
والأرض هذا لفظ النسائي قال الحاكم صحيح الإسناد وقال في آخره وقول لا إله
إلا الله لا تترك ذنبا ولا يشبهها عمل وأخرجه أحمد بن حنبل في المسند
بإسناد حسن وقال في آخره قال أبو خلف أحسبه قال تملأ ما بين السماء والأرض
ولا يرفع لأحد عمل أفضل مما يرفع لك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به وأخرجه
ابن ماجه باختصار وأخرجه البيهقي بتمامه وأخرجه ابن أبي الدنيا فجعل ثواب
الرقاب في التحميد وثواب المائة الفرس في التسبيح وقال فيه وهللي مائة
تهليلة فإنها لا تذر ذنبا ولا يسبقها عمل ورواه الطبراني في الكبير ولم
يقل أحسبه الخ ورواه في الأوسط بإسناد حسن إلا أنه قال فيه قال قلت يا
رسول الله قد كبرت سني ورق عظمي فدلني على عمل يدخلني الجنة فقال بخ بخ
لقد سألت الخ وقال فيه وقولي لا إله إلا الله مائة مرة فهو خير لك مما
أطبقت عليه السماء والأرض ولا يرفع يومئذ عمل أفضل مما يرفع لك إلا من قال
مثل ما قلت أو زاد وأخرج الطبراني في الكبير من حديث أبي أمامة رضي الله
عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله وبحمده كان
له مثل مائة بدنة إذا قالها مائة مرة ومن قال الحمد لله مائة مرة كان كعتق
مائة فرس مسرجة ملجمة في سبيل الله ومن قال الله أكبر مائة مرة كان كعدل
مائة بدنة تنحر بمكة قال المنذري إسناده رواة الصحيح خلا سليم بن عثمان
الفوزي لم يكشف حاله فإنه لا يحضرني الآن فيه جرح ولا عدالة قال في
الميزان سليم بن عثمان الفوزي ليس بثقة وفي الحديث دليل على
أن كلمة
التسبيح تعدل مائة رقبة من ولد إسماعيل وكلمة الحمد تعدل مائة فرس في سبيل
الله وكلمة التكبير تعدل مائة بدنة مقلدة متقبلة وهذا أجر عظيم وثواب كثير
وقد ذكرنا ثبوت كلمة الشهادة في الحديث وأن لقائلها ذلك الأجر العظيم وفي
جعل أجر التسبيح كعدل عتق مائة رقبة من ولد إسماعيل ما يدل على مزيد شرفه
على التكبير والتحميد بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان لا إله إلا الله
وسبحان الله والحمد لله والله أكبر والولد الصالح يتوفى للمرء فيحتسبه س أ
حب ط الحديث أخرجه النسائي وأحمد وابن حبان والطبراني في الكبير كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سلمى رضي الله عنه راعي رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بخ بخ الخ
وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا الحاكم من حديثه ورجال أحمد والطبراني رجال
الصحيح وأخرجه أيضا البزار من حديث ثوبان وحسن إسناده قال في مجمع الزوائد
إلا أن شيخه العباس بن عبد العظيم القاساني لم أعرفه وأخرجه الطبراني عن
أبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريقين قال في مجمع
الزوائد ورجال أحدهما ثقات وأخرجه أيضا الطبراني في الأوسط من حديث سفينة
ورجاله رجال الصحيح فهذا الحديث مروي من طريق ثوبان ومن طريق أبي سلمى
راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن طريق سفينة ومن طريق مولى لرسول
الله صلى الله عليه وسلم وقد قيل إن هذا المولى هو ثوبان قوله بخ بخ يروى
بفتح الباء الموحدة وسكون الخاء على أنه مبني ويروى بالتنوين فيهما ويروى
بتنوين الأولى وسكون الثانية ويروى بالعكس وهي كلمة تقال عند إرادة
المبالغة في الشيء وقد تقال عند الرضا بالشيء قوله فيحتسبه أي يحتسب الأجر
فيه
إن مما تذكرون من جلال الله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا
الله يتعطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها أما يحب أحدكم أن
لا يزال ممن يذكر به ق مس الحديث أخرجه ابن ماجه والحاكم في المستدرك كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح
والتحميد والتهليل الحديث الخ قال الحاكم صحيح على شرط مسلم وأخرجه أيضا
من حديثه ابن أبي الدنيا قوله يتعطفن أي يدرن حول العرش قوله لهن دوي بفتح
الدال المهملة أي صوت ليس بالعالي بل كصوت النحل وهذا من الأدلة التي تدل
على أن الأعمال ليس بالعالي بل كصوت النحل وهذا من الأدلة التي تدل على أن
الأعمال يصير لها صوت يدرك وقد قدمنا الإشارة إلى هذا قوله تذكر بصاحبها
بتشديد الكاف أي يكون منها هذا الدوي حول العرش لأجل التذكير في المقام
الأعلى بقائلها ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث أما يحب أحدكم
أن لا يزال ممن يذكر به استكثروا من الباقيات الصالحات الله أكبر ولا إله
إلا الله وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله س حب الحديث
أخرجه النسائي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استكثروا من
الباقيات الصالحات قيل وما هن يا رسول الله قال التهليل والتكبير والحمد
لله ولا حول ولا قوة إلا بالله هذا لفظ النسائي وصححه ابن حبان وأخرجه
أحمد وأبو يعلى والحاكم وقال صحيح الإسناد وقد تقدم ذكر الأحاديث المصرحة
بأن هذه الكلمات هي الباقيات الصالحات وهذا الحديث من جملتها
وقال
صلى الله عليه وسلم لأبي موسى وغيره قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها
كنز من كنوز الجنة ع الحديث أخرجه الجماعة البخاري ومسلم وأهل السنن
الأربع كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له قل لا حول ولا قوة إلا بالله الخ
وأخرجه ابن ماجه وابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه من حديث أبي ذر رضي
الله عنه قال كنت أمشي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا أبا ذر
ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قلت بلى قال قل لا حول ولا قوة إلا بالله
قوله كنز من كنوز الجنة قال الخطابي معنى الكنز في هذا الحديث الأجر الذي
يحرزه قائله والثواب الذي يدخر له فيه قوله لأبي موسى وغيره هذا باعتبار
مجموع الأحاديث الواردة في هذا المعنى وأما باعتبار حديث أبو موسى هذا فلم
يقله إلا له باب من أبواب الجنة أ ط الحديث أخرجه أحمد والطبراني في
الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث معاذ أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال له ألا أدلك على باب من أبواب الجنة قال وما هو قال لا حول
ولا قوة إلا بالله قال المنذري وإسنادهما صحيح إن شاء الله فإن عطاء بن
السائب ثقة وقد حدث عنه حماد بن سلمة قبل اختلاطه وقال في مجمع الزوائد
رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ورجالهما
رجال الصحيح على شرطهما من حديث قيس بن سعد بن عبادة أن أباه دفعه إلى
النبي صلى الله عليه وسلم قال فأتى علي نبي الله صلى الله عليه وسلم وقد
صليت ركعتين فضربني برجله وقال إلا أدلك على باب من أبواب الجنة قلت بلى
قال لا حول ولا قوة إلا بالله
غراس الجنة حب الحديث أخرجه ابن حبان
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبى أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به مر على إبراهيم عليه السلام
فقال من معك يا جبريل فقال محمد فقال له إبراهيم يا محمد مر أمتك فليكثروا
من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة قال وما غراس الجنة قال لا
حول ولا قوة إلا بالله وصححه ابن حبان وأخرجه من حديثه أحمد بإسناد حسن
وابن أبي الدنيا قال في مجمع الزوائد أخرجه أحمد والطبراني ورجال احمد
رجال الصحيح غير عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو
ثقة لم يتكلم فيه أحد ووثقه ابن حبان وأخرجه ابن أبي الدنيا والطبراني من
حديث ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا من غراس الجنة
فإنها عذب ماؤها طيب ترابها فأكثروا من غراسها قالوا يا رسول الله وما
غراسها قال ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله وفي إسناد الطبراني علي
بن عقبة بن علي وهو ضعيف دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم مس ط الحديث
أخرجه الحاكم في المستدرك والطبراني كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حول ولا
قوة إلا بالله دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم قال في مجمع الزوائد
رواه الطبراني في الأوسط وفيه بشر بن رافع الحارثي وهو ضعيف وقد وثقوه
وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أن النسخة من الطبراني الأوسط سقط منها عجلان
والد محمد الذي بينه وبين أبي هريرة وهكذا عزاه المنذري إلى الطبراني في
الأوسط كما عزاه صاحب مجمع الزوائد فينظر في رمز المصنف للطبراني في
الكبير وقال الحاكم في المستدرك صحيح الإسناد وقد تقدم هذا الحديث وقدمنا
شرحه
وهي مع ولا منجا من الله إلا إليه كنز من كنوز الجنة س ز
الحديث أخرجه النسائي والبزار كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا من قول
لا حول ولا قوة إلا بالله لا منجا من الله إلا إليه كشف الله عنه سبعين
بابا من الضر أدناهن الفقر هذا لفظ الترمذي وقال هذا حديث إسناده ليس
بمتصل لأن مكحولا لم يسمع من أبي هريرة ورواه النسائي والبزار مطولا ورفع
ولا منجا من الله إلا إليه قال المنذري رواته ثقات محتج بهم ورواه الحاكم
وقال صحيح ولا علة له ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا
أعلمك أو ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة تقول لا حول ولا
قوة إلا بالله فيقول الله أسلم عبدي واستسلم وفي رواية له وصححها قال يا
أبا هريرة ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة قلت بلى قال تقول
لا حول ولا قوة إلا بالله ولا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه قوله ولا
منجا هو ما تكون به النجاة والملجأ ما يكون إليه الالتجاء وينبغي الجمع
بين اللفظين كما وقع في رواية الحاكم من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام
دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة س م الحديث أخرجه النسائي ومسلم كما قال
المصنف رحمه الله وإنما قدم المصنف هنا رمز النسائي على رمز مسلم لأن
اللفظ الذي ذكره هو لفظ النسائي وهو من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام
دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة هذا لفظ النسائي ولفظ مسلم أنه صلى الله
عليه وسلم قال يا أبا سعيد من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا
وجبت له الجنة فتعجب لها أبو سعيد وقال أعدها يا رسول الله ففعل ثم قال
وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ما
بين كل درجتين كما بين
السماء والأرض قال وما هي يا رسول الله قال الجهاد في سبيل الله وفي
الحديث دليل على أن التكلم بهذا الذكر هو من موجبات الجنة وقد تقدم شرحه
وذكرنا الجمع بين ما ورد بلفظ رسولا وبلفظ نبيا
فصل الاستغفار
قال
صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء
بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم والذي نفسي بيده الخ وفي الحديث دليل على كثرة وقوع الذنوب من
بني آدم وأن من حاول أن لا يقع منه ذنب البتة فقد حاول ما لا يكون لأن هذا
أعني وقوع الذنب من هذا النوع الإنساني هو الذي جبلوا عليه وقد خلقهم الله
تعالى وأمرهم بالخير والكف عن الشر ولكن ما في جبلتهم يأبى أن لا يقع منهم
ذنب لأن العصمة لا تكون إلا لمن أعطي النبوة من بني آدم فلو أرادوا أنهم
لا يذنبون أصلا راموا ما ليس لهم وقد أطال شراح الحديث الكلام على معناه
بما هو معروف وفيه الإرشاد إلى الاستغفار والترغيب فيه وأنه رافع للذنوب
دافع للمأثم وقد أرشدنا إلى ذلك الكتاب العزيز كقوله سبحانه وتعالى ومن
يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما وقوله تعالى
والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن
يغفر الذنوب إلا الله وقوله تعالى وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون والذي
نفسي بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم
الله لغفر لكم والذي نفس محمد بيده لو لم تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون ثم
يستغفرن فيغفر لهم أ ص
الحديث أخرجه أحمد وأبو يعلى الموصلي كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفس محمد بيده أو والذي نفسي بيده لو
أخطأتم الحديث الخ قال في مجمع الزوائد رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات
وأخرج أحمد والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم كفارة الذنب الندامة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو
لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم وأخرج الطبراني في
الكبير والأوسط من حديث عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لو لم تذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون فيستغفرون ثم يغفر لهم وأخرجه
أيضا البزار ورجالهم ثقات وأخرج البزار من حديث أبن سعيد مثل حديث أبي
هريرة المتقدم وفي إسناده يحيى بن كثير صاحب البصري وهو ضعيف ومعنى هذا
الحديث هو معنى الحديث الذي قبله وينبغي حمل الخطأ هنا على خلاف الصواب لا
على خلاف العمد فإنه مغفور وقد قال هنا يخطئون فيستغفرون فيغفر لهم فدل
هذا على أنه وقع عن عمد من فاعله من أحب أن تسره صحيفته فليكثر من
الاستغفار طس الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
أحب الخ قال في مجمع الزوائد رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وأخرجه
البيهقي أيضا قال المنذري بإسناد لا بأس به وأخرج البزار من حديث أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من حافظين يرفعان إلى الله في يوم
صحيفة فيرى تبارك وتعالى في أول الصحيفة وفي آخرها استغفارا إلا قال تبارك
وتعالى قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة قال في مجمع الزوائد رواه
البزار وفيه تمام بن نجيح وثقه ابن معين وغيره وضعفه البخاري وغيره وبقية
رجاله
رجال الصحيح وسيذكر المصنف هذا الحديث قريبا قوله من أحب أن
تسره صحيفته يعني عند الإطلاع عليها في يوم الحساب من استغفر الله غفر له
ت الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي
الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه قولوا
سبحان الله وبحمده مائة مرة من قالها مرة كتبت له عشرا ومن قالها عشرا
كتبت له مائة ومن قالها مائة كتبت له ألفا ومن زاد زاده الله ومن استغفر
الله غفر له هذا لفظ الترمذي وقد نقل المصنف هنا اللفظ المذكور في آخر
الحديث كما تراه قال الترمذي بعد إخراجه حديث حسن غريب وأخرجه أيضا
النسائي وقد ذكرنا هذا الحديث فيما تقدم ما من مسلم يعمل ذنبا إلا وقف
الملك الموكل بإحصاء ذنوبه ثلاث ساعات فإن استغفر الله من ذنبه ذلك في شيء
من تلك الساعات لم يوقفه عليه ولم يعذب عليه يوم القيامة مس الحديث أخرجه
الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أم عصمة العوصية
رضي الله عنها وكانت قد أدركت النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يعمل ذنبا إلا وقف الملك الموكل
بإحصاء ذنوبه ثلاث ساعات فإن استغفر الله من ذنبه ذلك الحديث الخ قال
الحاكم في المستدرك صحيح الإسناد وأخرجه من حديثها أيضا الطبراني وفي
إسناده أبو مهدي سعيد ابن سنان وهو متروك وأخرج الطبراني من حديث أبي
أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست
ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء فإن ندم واستغفر منها ألقاها وإلا
كتبت واحدة قال في مجمع الزوائد رواه الطبراني بأسانيد رجال أحدها
وثقوا
وأخرج الطبراني أيضا من حديثه من وجه آخر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم صاحب اليمين أمين على صاحب الشمال فإذا عمل حسنة أثبتها وإذا عمل
سيئة قال له صاحب اليمين امكث ست ساعات فإن استغفر لم تكتب عليه وإلا كتبت
عليه قال في مجمع الزوائد ورجاله وثقوا وأخرجه من وجه ثالث من حديث أبي
أمامة بنحوه وفي إسناده جعفر بن الزبير وهو كذاب قوله لم يوقفه عليه
بالقاف وبعدها فاء أي لم يطلعه عليه هكذا في غالب النسخ ووقع في نسخة
بالعين المهملة بعد القاف من التوقيع أي لم يكتبه عليه وهذا أقوم معنى لأن
إيقاف العبد عليه ليس له كثير معنى هاهنا إن إبليس قال لربه عز وجل وعزتك
وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم فقال الله تعالى فبعزتي
وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني أ ص الحديث أخرجه أحمد وأبو يعلى
الموصلي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن إبليس قال لربه الحديث
الخ قال في مجمع الزوائد رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وقال لا أبرح أغوي
عبادك والطبراني في الأوسط وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح وكذا أحد
إسنادي أبي يعلى وأخرجه الحاكم من حديثه في المستدرك وقال صحيح الإسناد
وفيه نظر فإن في إسناده دراجا وفي الحديث دليل على أن الاستغفار يدفع ما
وقع من الذنوب بإغواء الشيطان وتزيينه وأنها لا تزال المغفرة كائنة لهن ما
داموا يستغفرون وأخرج أبو يعلى من حديث أبي بكر رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار فإن إبليس قال
أهلكت الناس بالذنوب فأهلكوني بلا إلا إله الله والإستغفار فلما رأيت ذلك
منهم أهلكتهم بالاغواء والأهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون وفي إسناده عثمان
ابن مطر وهو ضعيف وتقدم سيد الاستغفار في الباب الثالث
أقول قد ذكره
في موضعين هنالك وشرحناه وهو ثابت في الصحيحين وغيرهما وقد بينا هنالك
الوجه في تسميته سيد الاستغفار ما من حافظين يرفعان إلى الله في كل يوم
صحيفة فيرى في أول الصحيفة وفي آخرها استغفارا إلا قال الله تبارك وتعالى
قد غفرت لعبدي ما بين طرفي هذه الصحيفة ز الحديث أخرجه البزار كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما من حافظين يرفعان الحديث الخ قال في مجمع الزوائد وفي
إسناده تمام ابن نجيح وثقه ابن معين وغيره وضعفه البخاري وبقية رجاله رجال
الصحيح وكان يحسن من المصنف رحمه الله أن يجعل هذا الحديث والذي بعده
متصلين بحديث من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار ولهذا قدمنا
ذكر هذا الحديث هنالك وفيه دليل على مشروعية الإكثار من الاستغفار لأنه
سبحانه وتعالى عند عرض الملائكة لصحائف أعمال عباده عليه يغفر لصاحب
الصحيفة بمجرد وقوع كتب الاستغفار في أولها وفي آخرها وينبغي أيضا أن يكون
الاستغفار عنوان الأعمال التي يخشى العبد من عقابها كما ينبغي أن يكون في
خاتمتها طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا ق الحديث أخرجه ابن ماجه
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عبد الله بن بشر رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا
كثيرا وإسناد ابن ماجه صحيح وهكذا صححه المنذري وغيره قوله استغفارا كثيرا
هكذا في نسخ هذا الكتاب بنصب استغفارا على أنه مفعول به وأن الفعل وهو وجد
مبني للمعلوم وفي غير هذا الكتاب برفع استغفار على أن الفعل مبني للمجهول
وهذا أقوى وأولى لأن المقصود وجود ذلك في الصحيفة لأي واحد كان من ملك أو
بشر لا وجود ذلك لصاحب الصحيفة نفسه وإن كان لا بد أن يجدها يوم الحساب
من
استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة ط الحديث
أخرجه الطبراني في الكبير كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استغفر
للمؤمنين والمؤمنات الحديث الخ قال في مجمع الزوائد وإسناده جيد وأخرج
الطبراني أيضا من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من قال كل يوم اللهم أغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات ألحق به من كل
مؤمن حسنة وفي إسناده أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف وأخرج الطبراني أيضا من
حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن عنده مال
يتصدق به فليستغفر للمؤمنين والمؤمنات فإنها صدقة قال الهيثمي في مجمع
الزوائد فيه من لم أعرفه وفي الحديث دليل على أنها تلحق بالمؤمن في
استغفاره للمؤمنين والمؤمنات حسنات بعدد من استغفر له فإن كانوا جماعة
محصورين كانت له حسنات محصورة على عددهم ومن أراد الاستكثار من فضل الله
من الحسنات فليقل اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات فإنه يكتب له من الحسنات
ما لا يحيط به حصر ولا يتصوره فكر وفضل الله واسع وتقدم في الباب الثاني
من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كل يوم الحديث الخ الحديث قد تقدم كما أشار
إليه المصنف وقد قدمنا الكلام عليه وهو من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استغفر للمؤمنين والمؤمنات
كل يوم سبعا وعشرين مرة أو خمسا وعشرين مرة أحد العددين كان من الذين
يستجاب لهم ويرزق بهم أهل الأرض قال في مجمع الزوائد رواه الطبراني وفيه
عثمان بن أبي العاتكة وقال فيه حديث عن أم
الدرداء وعثمان هذا وثقه
غير واحد وضعفه الجمهور وبقية رجاله المسمين ثقات وهذا العدد المنصوص عليه
ليس لنا أن نكشف عن العلة التي يعلل بها أو نطلب وجه الحكمة فيه فإن ذلك
سر من أسرار النبوة ليس لنا أن نقدم على تفسيره وبيان وجهه وحكمته بدون
برهان وتقدم من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا الحديث في
الباب الثامن وتقدم قبله أيضا حديث الذي شكا إليه صلى الله عليه وسلم ذرب
لسانه فقال أين أنت من الاستغفار مس الحديثان تقدما في الباب الثامن كما
قال المصنف رحمه الله وقد قدمنا شرحهما حيث ذكرهما ووقع في النسخ رمز
الحاكم في المستدرك بعد حديث الذي شكا إليه ذرب لسانه ولم يرمز في الأول
وقد قدمنا أنه أخرج الحديث الأول أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث ابن
عباس وأنه أخرج الحديث الثاني النسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال
صحيح على شرط مسلم من حديث حذيفة وأخرجه أيضا الطبراني من حديث أنس بزيادة
ولفظه أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني
رجل ذرب اللسان وأكثر من ذلك على أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أين أنت من الاستغفار إني أستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة قال في
مجمع الزوائد رواه الطبراني بإسنادين و رجال أحدهما رجال الصحيح وقد رمز
المصنف في الباب الثامن لحديث ذرب اللسان للنسائي والحاكم في المستدرك فما
كان ينبغي له هنا أن يقتصر على الرمز للحاكم كما تراه وجاءه رجل فقال يا
رسول الله أحدنا يذنب ثم يستغفر منه ويتوب قال يغفر له ويتاب عليه قال
فيعود فيذنب قال يكتب عليه قال ثم يستغفر منه ويتوب قال يغفر له ويتاب
عليه ولا يمل الله حتى تملوا طس ط الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط
والكبير كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث عقبة بن عامر رضي
الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
أحدنا يذنب قال الحديث الخ قال في مجمع الزوائد رواه الطبراني في الكبير
والأوسط بإسناد حسن وأخرج الطبراني في الأوسط من حديث عائشة رضي الله عنها
قالت جاء خبيب بن الحرث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله إني أتوب ثم أعود قال كلما أذنبت فتب قال يا رسول الله إذن تكثر
ذنوبي قال عفو الله أكثر من الذنب يا خبيب بن الحرث وفي إسناده نوح بن
ذكوان وهو ضعيف وأخرج البزار من حديث أنس قال جاء رجل إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لأذنب فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا إذنبت فاستغفر ربك قال فإن أستغفره ثم أعود فأذنب قال إذا أذنبت
فعد فاستغفر ربك فقال إني لأستغفره ثم أعود فأذنب قال إذا أذنبت فعد
فاستغفر ربك فقالها في الرابعة فقال استغفر ربك حتى يكون الشيطان هو
المحسور وفي إسناده بشار ابن الحكم الضبي ضعفه غير واحد وقيل لا بأس به
وبقية رجاله ثقات وهذه الأحاديث فيها دليل على أن الله سبحانه وتعالى يقبل
استغفار من عاد إلى الذنب غير مرة إذا عاود الاستغفار وهذه بشارة جليلة
ينبغي أن يفرج بها عباد الله ويحمدوا الله عليها على سعة رحمته ولطفه
بعباده يقول الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما
كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني
غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ت الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول قال الله يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني الحديث الخ وزاد في
آخره يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي
شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة قال
الترمذي حديث حسن غريب قوله عنان
السماء بفتح العين المهملة وهو السحاب وأحدها عنانة وقيل ما عن لك وظهر
إذا رفعت رأسك وقوله بقراب بضم القاف وهو ما يقارب ملأها وفي الحديث دليل
على سعة رحمة الله تعالى بعباده وأن العبد إذا كان يدعو الله سبحانه
وتعالى ويرجوه غفر له وأنه إذا قال أستغفر الله تعالى بعد استكثاره من
الذنوب وبلوغها إلى حد لا يمكن حصره ولا الوقوف على قدره غفرها له فانظر
إلى هذا الكرم الفائض والجود المتتابع بل ورد ما يدل على ان العبد إذا
أذنب فعلم أن الله تعالى إن شاء أن يعذبه عذبه وإن شاء أن يغفر له غفر له
على ذلك بمجرده موجبا للمغفرة من الله سبحانه وتعالى تفضلا منه ورحمة كما
في حديث أنس رضي الله عنه عند الطبراني في الأوسط قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من أذنب ذنبا فعلم أن الله عز وجل إن شاء عذبه وأن شاء غفر
له كان حقا على الله أن يغفر له وفي إسناده جابر بن مرزوق الجدي وهو ضعيف
بل ورد أن مجرد علم العبد أن الله قد أطلع على ذنبه يكون سببا للمغفرة كما
أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من أذنب ذنبا فعلم أن الله قد أطلع عليه غفر له
وإن لم يستغفر وفي إسناده بن هراسة وهو متروك ومثل هذا غير مستبعد من
الفضل الرباني والتطول الرحماني فهو الذي يغفر ولا يبالي ويعطي بغير حساب
وليس لمن وهب الله له نصيبا من العلم وحظا من الحكمة أن يقنط عباد الله
ويباعدهم من حسن الرجاء وجميل الظن
من قال أستغفر الله الذي لا إله
إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان قد فر من الزحف د ت ثلاث
مرات ت حب وخمس مرات غفر له وإن كان عليه مثل زبد البحر مص الحديث أخرجه
أبو داود والترمذي وابن حبان وابن أبي شيبة في مصنفه كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث بلال بن يسار بن زيد قال حدثني أبي عن جدي أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول من قال أستغفر الله الحديث الخ قال الترمذي
حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وقال المنذري إسناده جيد متصل فقد
ذكر البخاري في تاريخه الكبير أن بلالا سمع من أبيه يسار وأن يسارا سمع من
أبيه زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اختلف في يسار والد بلال
هل هو بالباء الموحدة أو بالمثناة من تحت وذكر البخاري في تاريخه أنه
بالباء الموحدة وأخرجه الترمذي من حديث أبي سعيد رضي الله عنه وقال فيه
ثلاث مرات وأخرجه الحاكم من حديث ابن مسعود وذكر هذه الزيادة أعني ثلاث
مرات كما ذكرها أبو سعيد في حديثه وقال صحيح على شرط الشيخين وزاد ابن أبي
شيبة ما ذكره المصنف من قوله خمس مرات وقوله وإن كان عليه مثل زبد البحر
من حديث أبي سعيد ورواه الطبراني أيضا من حديث ابن مسعود بإسناد رجاله
ثقات قال لا يقول رجل أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب
إليه إلا غفر له وإن كان فر من الزحف وفي الحديث دليل على أن الاستغفار
يمحو الذنوب سواء كانت كبائر أو صغائر فإن الفرار من الزحف من الكبائر بلا
خلاف قال صلى الله عليه وسلم إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم سبعين
مرة ط طس أكثر من سبعين مرة خ مائة مرة مص طس ص الحديث أخرجه البخاري
والطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى الموصلي
وابن أبي شيبة في
مصنفه كما قال المصنف رحمه الله أما لفظ السبعين مرة فأخرجه الطبراني في
الأوسط والكبير وأبو يعلى والبزار من حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة وفي رواية إني لأتوب مكان
استغفر وقد حسن الهيثمي إسناد الطبراني وقال إن إسناد أبو يعلى والطبراني
رجاله رجال الصحيح وأما قوله أكثر من سبعين مرة فأخرجها البخاري من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والله
إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة وأخرجه من حديثه
النسائي وابن ماجه وأخرجه من حديثه الطبراني في الأوسط قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إني لأستغفر الله وأتوب إليه سبعين مرة وفي رواية منه
له اكثر من سبعين مرة وفي رواية أخرى منه له مائة مرة قال في مجمع الزوائد
رواها كلها الطبراني في الأوسط وأسانيدها حسنة وهذه الرواية الثالثة هي
التي أشار إليها المصنف رحمه الله وعزاها إلى الطبراني في الأوسط وابن أبي
شيبة وينبغي الأخذ بالأكثر وهو رواية المائة فيقول في كل يوم أستغفر الله
وأتوب إليه مائة مرة فإن قال اللهم إني أستغفرك فاغفر لي وأتوب إليك فتب
علي فقد أخذ بطرفي الطلب والله سبحانه وتعالى غافر الذنب قابل التوب إنه
ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة م الحديث أخرجه مسلم
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث الأغر المزني وكانت له صحبة صحبة أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إنه ليغان على قلبي الحديث الخ وأخرجه أيضا
أبو داود والنسائي قوله ليغان بالغين المعجمة مبينا للمجهول والغين هم
الغيم الذي يكون في السماء كما قال أبو عبيد وغيره عن أئمة اللغة والمراد
هنا ما يغشى القلب ويغطيه قيل والمراد به هنا ما يعرض من غفلات القلوب عن
مداومة الذكر وقيل هو غشاء رقيق دون الغيم والغيم فوقه والران المذكور في
قوله تعالى كلا بل ران
على قلوبهم هو فوق الغين لأنه الطبع والتغطية والحاصل أن المراد
هنا ما يعرض من الغفلة
والسهو
الذي لا يخلو منه البشر وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه إنما أنا
بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وإنما استغفر منه صلى الله
عليه وسلم وإن لم يكن ذنبا لعلو مرتبته وارتفاع منزلته حتى كأنه لا ينبغي
له أن يغفل عن ذكر الله سبحانه وتعالى في وقت من الأوقات إن كنا لنعد
لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد رب اغفر لي وتب علي إنك
أنت التواب الرحيم مائة مرة د حب الحديث أخرجه أبو داود وابن حبان كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال إن كنا لنعد
لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث الخ وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا
الترمذي وقال حسن صحيح غريب ولفظه إنك أنت التواب الرحيم وأخرجه من حديثه
النسائي أيضا وابن ماجة بلفظ الترمذي وفي رواية للنسائي اللهم اغفر لي
وارحمني وتب علي إنك أنت التواب الغفور ومما ورد في الاستغفار الحديث
الطويل الذي أخرجه مسلم وغيره من حديث أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال يقول الله عز وجل يا بني آدم كلكم مذنب إلا من عافيت
فاستغفروني أغفر لكم الحديث ومنه حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة فإن هو نزع عنها
واستغفر صقلت فإن عاد زيد فيها حتى يغلق قلبه فلذلك الران الذي ذكر الله
تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون رواه الترمذي وقال حديث حسن
صحيح
والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على
شرط مسلم وأخرج البيهقي من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إن للقلوب صدأ كصدأ النحاس وجلاؤها الاستغفار وأخرج أبو
داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث علي
بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله
عليه وسلم حديثا نفعني الله به ما شاء أن ينفعني به وإذا حدثني أحد من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم استحلفته فإذا حلف لي صدقته قال
وحدثني أبو بكر الصديق رضي الله عنه وصدق أبو بكر انه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي
ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له ثم قرأ هذه الآية والذين إذا فعلوا
فاحشة أو ظلموا أنفسهم إلى آخرها وليس عند بعضهم ذكر الركعتين وأخرج
الحاكم من حديث جابر رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال واذنوباه قال هذا القول مرتين أو ثلاثا فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم قل اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ورحمتك أرجى عندي من
عملي فقالها ثم قال عد فعاد ثم قال عد فعاد ثم قال قم فقد غفر الله لك وقد
تقدم هذا الحديث في هذا الكتاب قال الحاكم رواته مدنيون لا يعرف واحد منهم
بجرح وأخرج الحاكم عن البراء أنه قال له رجل يا أبا عمارة قال الله تعالى
ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة أهو الرجل يلقى العدو فيقاتل حتى يقتل قال
لا ولكن هو الرجل يذنب الذنب فيقول لا يغفره الله رواه الحاكم هكذا موقوفا
وقال صحيح على شرطهما وأخرج الطبراني في الكبير والأوسط من حديث ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية قل يا عبادي الذين أسرفوا على
أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا قال في مجمع
الزوائد
وإسناده حسن وأخرج البزار من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
قال كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا نبينا صلى الله عليه
وسلم يقول إن الله لا يغفر أن يشرك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء
وقال
أخرت شفاعتي لأهل الكبائر يوم القيامة قال في مجمع الزوائد وإسناده جيد
فضل القرآن العظيم وسور منه وآيات إقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة
شفيعا لأصحابه م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي امامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين
البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما
غيابتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة
البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة وفي الحديث دليل
على أن القرآن الكريم يشفع لأصحابه وهو التالون له ولهذا أمر صلى الله
عليه وسلم بقراءته فقال اقرءوا القرآن وأخرج البخاري ومسلم وأهل السنن من
حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم
من تعلم القرآن وعلمه وأخرج مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما اجتمع قوم من بيت من بيوت الله يتلون
كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم
الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده وأخرج ابن حبان في صحيحه من حديث جابر عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من جعله أمامه
قاده إلى الجنة ومن جعله خ
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
فضل سورة الفاتحة
الحديث
أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد بن المعلى
الأنصاري المدني واسمعه رافع بن أوس بن المعلى وقيل الحارث بن أوس بن
المعلى قال كنت أصلي بالمسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم
أجبه قلت يا رسول الله إني كنت أصلي قال ألم يقل الله سبحانه وتعالى يا
أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ثم قال إلا أعلمنك سورة
هي أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج فأخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت يا
رسول الله إنك قلت ألا أعلمنك أعظم سورة في القرآن قال الحمد لله رب
العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته وأخرجه من حديثه
أيضا أبو داود والنسائي وابن ماجة وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة أنه
صلى الله عليه وسلم خرج على أبي بن كعب فقال أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل
في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها قال نعم يا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله كيف تقرأ في صلاتك قال أقرأ
بأم القرآن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما أنزل في
التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها وإنها سبع من
المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته قال الترمذي حديث حسن صحيح وأخرجه ابن
خزيمة وابن حبان في صحيحهما وأخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم قوله
أعظم سورة في القرآن هذا تصريح منه صلى الله عليه وسلم بأنها أعظم سورة في
القرآن فلا ينبغي بعد هذا أن يقال سورة كذا مثل الفاتحة في العظم استدلالا
بما ورد في بعض السور من عظم الثواب لتاليها فإن الثواب شيء آخر وقد يكون
هذا العظم المنصوص عليه لهذه السورة مستلزما لعظم أجرها
وأنه أعظم من
الأجور المنصوص عليها في غيرها من السور قوله هي السبع المثاني والقرآن
العظيم هذا يدل على أن المراد في الآية هي هذه السورة وروى عن ابن عباس
وسعيد بن جبير أن السبع المثاني هي البقرة وآل عمران والنساء والمائدة
والأنعام والأعراف ويونس وروى غير ذلك من الأقوال وقد أوضحنا الكلام في
هذه الآية في تفسيرنا فليرجع إليه أعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش مس
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
معقل ابن يسار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوا
بالقرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه وما
تشابه عليكم فردوه إلى الله وإلى أولي العلم من بعدي كما يخبروكم وآمنوا
بالتوراة والإنجيل والزبور وما أوتى النبيون من ربهم وليسعكم القرآن وما
فيه من البيان فإنه أول شافع مشفع وماحل مصدق وإني أعطيت سورة البقرة من
الذكر الأول وأعطيت طه والطواسين والحواميم من ألواح موسى وأعطيت فاتحة
الكتاب من تحت العرش قال الحاكم بعد إخراجه صحيح الإسناد وفي الحديث دليل
على شرف هذه السورة لكونه صلى الله عليه وسلم أعطيها من تحت العرش وهذه
مزية لم توجد في غيرها وأخرج ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال
صحيح على شرط مسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه
وسلم في مسير فنزل ونزل رجل إلى جانبه قال فالتفت النبي صلى الله عليه
وسلم وأخرج أحمد من حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا
أخبركم بأخير سورة في القرآن قلت بلى يا رسول الله قال اقرأ الحمد لله رب
العالمين وفي إسناده ابن عقيل وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات بينا جبريل
قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه
فقال
هذا ملك نزل الأرض لم ينزل قط فسلم فقال أبشر بنورين اتيتهما لم يؤتهما
نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته
م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي
الله عنهما قال بينا جبريل قاعدا الحديث الخ وأخرجه من حديثه أيضا النسائي
والحاكم وقال صحيح على شرطهما قوله نقيضا بالنون والقاف والضاد المعجمة
وهو الصوت قوله لم ينزل قط هذا يدل على انه نزل بالفاتحة وخواتيم سورة
البقرة ملك غير جبريل وقيل إن جبريل نزل قبل هذا الملك معلما ومخبرا بنزول
الملك فهو مشارك له في إنزالها وقال القرطبي إن جبريل نزل بها أولا بمكة
ثم أنزل هذا الملك ثانيا بثوابها قوله بنورين قد فسرهما بقوله فاتحة
الكتاب وخواتيم سورة البقرة قوله إلا أعطيته أي أعطيت ثوابه أو أعطاه الله
ثواب ما اشتمل عليه من الدعاء كما في خواتيم سورة البقرة فإنها دعاء وهكذا
الفاتحة فأنها ثناء ودعاء كما ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله سبحانه
وتعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل الحديث
فضل سورة البقرة
إن
الشيطان ليفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة م الحديث أخرجه مسلم كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه
سورة البقرة وأخرجه أيضا من حديثه النسائي والترمذي قوله يفر من البيت
الذي تقرأ فيه سورة البقرة ظاهره أنه يفر إذا سمعها مرة ولا يعود بعد ذلك
لأن بقراءتها مرة في البيت قد صدق على هذه القراءة بهذه السورة في البيت
أنها قرئت فيه ولكن سيأتي تقييد هذا المنع
بثلاثة أيام أو ثلاث ليال
وأخرجه الحاكم وصححه عن ابن عباس موقوفا عليه قال اقرءوا سورة البقرة فإن
الشيطان لا يدخل بيتا تقرأ فيه سورة البقرة وحسن إسناده المنذري وفي أول
الحديث دليل على أنه ما ينبغي للإنسان أن يترك القراءة في بيته وأنه ينبغي
أن يجعل في بيته جزءا من تلاوته وبعضا من صلاته التي يتنفل بها اقرءوا
البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة م الحديث أخرجه
مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله
عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا القرآن فإنه يأتي
يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما
يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان أو كأنهما فرقان من طير
صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة
ولا تستطيعها البطلة قال معاوية بن سلام بلغني أن البطلة السحرة قوله
والبطلة بفتح الباء والطاء واللام يقال أبطل إذا جاءه بالباطل وقيل هم
الشجعان من أهل الباطل لكل شيء سنام وسنام القرآن البقرة ت حب مس الحديث
أخرجه الترمذي وابن حبان والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن
آية الكرسي قال الترمذي حسن غريب وصححه ابن حبان والحاكم وأخرجه ابن حبان
في صحيحه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته
ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها في بيته نهارا لم يدخل
الشيطان بيته ثلاثة أيام قوله لكل شيء سنام سنام الشيء أعلاه
فالمعنى
أن سورة البقرة أعلى القرآن وأرفعه قيل والمراد بكونها سناما للقرآن أنها
جمعت من الأحكام ما لم يجمعه غيرها وقيل لطولها طولا يزيد على كل سورة من
سور القرآن والظاهر أن هذه الفضيلة لها ثابتة من غير نظر إلى طولها أو
جمعها لكثير من الأحكام ولهذا كان أخذها بركة وكان الشيطان يفرمن البيت
الذي تقرأ فيه من قرأها ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها
نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام حب الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة
البقرة من قرأها الحديث الخ وقد قدمنا لفظ هذا الحديث في شرح الحديث الذي
قبله وفيه دليل أن قراءتها ليلا تمنع الشيطان من دخول البيت ثلاث ليال
وقراءتها نهارا تمنع الشيطان من دخول البيت ثلاثة أيام فيكون هذا الحديث
مبينا لحديث أبي هريرة المتقدم إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه
أعطيت البقرة من الذكر الأول مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم اعملوا بالقرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه واقتدوا
به ولا تكفروا بشيء منه وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولى
العلم من بعدي كما يخبروكم وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور وما أوتى
النبيون من ربهم وليسعكم القرآن وما فيه من البيان فإنه شافع مشفع وما حل
مصدق وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول إلى آخر الحديث وقد قدمناه في
فضائل الفاتحة لأن المصنف ذكر طرفا منه هنالك وطرفا منه هنا فذكر هنالك
قوله وأعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش وهذا الفضل هو آخر هذا الحديث وذكر
هنا قوله وأعطيت
سورة البقرة من الذكر الأول والمراد بالذكر الأول
الكتب المنزلة على الأنبياء المتقدمين فضل البقرة وآل عمران اقرءوا
الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو
كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما م الحديث
أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أمامة الباهلي رضي
الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا الزهراوين
الحديث الخ قوله الزهراوين سميت البقرة وآل عمران زهراوين لنورهما
وهدايتهما وعظم أجرهما والمراد بالزهراوين المنيرتان قوله غمامتان بالغين
المعجمة يعني سحابتين وإنما سمي غماما لأنه يغم السماء أي يسترها قوله
غيايتان بالغين المعجمة وتكرير الياء التحتية ثم مثناه من فوق قال أبو
عبيد الغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة والغاشية قوله فرقان
بكسر الفاء وإسكان الراء تثنية فرق وهو القطع أي قطعتان من طير صواف باسطة
أجنحتها حال طيرانها قوله يحاجان عن أصحابهما أي يقيمان الحجة له ويجادلان
عنه وصاحبهما هو المستكثر من قراءتهما وظاهر الحديث أنهما يتجسمان حتى
يكونا كأحد هذه الثلاثة التي شبهها بها صلى الله عليه وسلم ثم يقدرهما
الله سبحانه وتعالى على النطق بالحجة وذلك غير مستبعد من قدرة القادر
القوي الذي يقول للشيء كن فيكون وأخرج مسلم وغيره من حديث النواس بن سمعان
رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بالقرآن
يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل
عمران
وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال
كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما فرقان من طير
يحاجان عن صاحبهما فضل آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله م الحديث
أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب
الله معك أعظم قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال
ليهنك العلم يا أبا المنذر وأخرجه من حديثه أحمد وأبو داود وابن أبي شيبة
وزاد والذي نفسي بيده إن لهذه الآية لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق
العرش وهذه الزيادة رواها بإسناد مسلم وفي الحديث دليل على أن آية الكرسي
أعظم أية في القرآن وقد ثبت في الصحيحين أنه لا يقرب قارئها شيطان كما في
حديث أبي هريرة وأبي أيوب وكلاهما في الصحيح في قصة الشيطان الذي جاء يسرق
عليهما التمر هي سيدة آي القرآن حب الحديث أخرجه ابن حبان كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وإن فيها آية هي سيدة
آي القرآن وصححه ابن حبان وأخرجه الترمذي من هذا الوجه بهذا اللفظ وقال
حديث غريب وأخرجه أيضا الحاكم من حديثه بلفظ سورة البقرة فيها آية سيدة آي
القرآن لا تقرأ في بيت وفيه شيطان إلا خرج منه آية الكرسي وقال صحيح
الإسناد قوله هي سيدة آي القرآن فيه إثبات السيادة لهذه الآية على جميع
آيات
القرآن وذلك شرف عظيم فإن سيد القوم لا يكون إلا أشرفهم خصالا
وأكملهم حالا وأكثرهم جلالا لا تضعها على مال أو ولد فيقربك شيطان حب
الحديث أخرجه ابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أيوب
الأنصاري رضي الله عنه أن الغول تأتي فتأخذ طعامه فشكاها إلى النبي صلى
الله عليه وسلم وفي بعض طرق هذا الحديث أن الغول قالت له أرسلني وأعلمك
آية من كتاب الله تعالى لا تضعها على مال ولا ولد فيقربك شيطان أبدا قلت
ما هي قالت لا أستطيع أن أتكلم بها آية الكرسي وقد أخرج هذا الحديث
الترمذي وحسنه النسائي وصححه ابن حبان ويؤيد معنى هذا الحديث ما ثبت في
الصحيح أنه يفر منها الشيطان ولا يقرب تاليها وفي حديث أبي أيوب الأنصاري
أنه قال له اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره فقال له النبي صلى
الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب أخرجه الترمذي وحسنه وفي صحيح البخاري من
حديث أبي هريرة أنه قال اقرأ آية الكرسي حتى تختمها فإنه لن يزال عليك من
الله حافظ ولن يقربك شيطان حتى تصبح فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد صدقك وهو كذوب فضل آخر سورة البقرة الآيتان من آخر سورة البقرة آمن
الرسول إلى آخرها لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ت حب الحديث
أخرجه الترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث
النعمان ابن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله قد كتب كتابا
قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين وختم بهما سورة
البقرة لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان هذا لفظ الترمذي وقال حسن
غريب وصححه ابن حبان وأخرجه النسائي أيضا من حديثه والحاكم وصححه ولفظه لا
يقرآن في بيت فيقربه شيطان ثلاث ليال من قرأهما في ليلة كفتاه ع الحديث
أخرجه الجماعة البخاري ومسلم وأهل السنن الأربع كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه قوله كفتاه أي أجزأتاه
عن قيام الليل وقيل كفتاه من كل شيطان فلا يقربه ليلته وقيل كفتاه ما يكون
من الآفات التي تكون في تلك الليلة وقيل معناه حسبه بهما فضلا وأجرا وقد
تقدم هذا الحديث في الأدعية التي تقال في الليل وقد قدمنا هنالك أن الأولى
حمل قوله كفتاه على جميع المعاني هذه لأن حذف المتعلق مشعر بالتعميم كما
تقرر في علم المعاني إن الله ختم البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي
تحت عرشه فتعلموهن وعلموهن نساءكم وأبناءكم فإنها صلاة وقرآن ودعاء مس
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ختم
سورة البقرة الحديث الخ قال الحاكم صحيح على شرط البخاري وفي إسناده
معاوية بن صالح وقد أخرج له مسلم وأخرج هذا الحديث أبو داود في مراسيله عن
جبير بن نفير قوله فإنها صلاة وقرآن ودعاء أي يقرأ بهما المصلي في صلاته
ويتلو بهما التالي في تلاوته ويدعو بهما الداعي في دعائه
فضل سورة الأنعام
لما
نزلت سبح صلى الله عليه وسلم ثم قال لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد
الأفق مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث جابر رضي الله عنه قال لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم قال الحديث الخ قال الحاكم صحيح على شرط البخاري وأخرج
الطبراني في الكبير والصغير نحوه عن ابن عمر وفي إسناده عطية الصفار وهو
ضعيف وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس نحوه أيضا وفي إسناده رجلان مجهولان
قوله سبح صلى الله عليه وسلم أي قال سبحان الله تعجبا من كثرة من نزل من
الملائكة مع هذه السورة قوله لقد شيع هذه السورة أي نزل مشيعا لها ما سد
الأفق من الملائكة لكثرتهم وفيه دليل على أن هذه السورة نزلت جملة واحدة
فضل سورة الكهف من قرأها يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين مس
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرا سورة الكهف
في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين وقال الحاكم صحيح الإسناد
قوله ليلة الجمعة هكذا في بعض نسخ هذا الكتاب وفي بعضها يوم الجمعة وهو
الصواب الموافق لما في المستدرك كما ذكرنا ومعنا إضاءة النور له ما بين
الجمعتين أنه لا يزال عليه أثرها وثوابها في جميع الأسبوع من قرأها ليلة
الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق مى مو الحديث أخرجه
الدارمي موقوفا كما قال المصنف رحمه الله وهكذا في
بعض النسخ رمز
الدارمي وفي بعضها رمز ابن السني وهو غلط فإن الدارمي أخرجه في مسنده
موقوفا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ولفظه من قرأ سورة الكهف ليلة
الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق ورجاله ثقات محتج
بهم إلا أبا هاشم يحيى بن دينار الرماني وقد وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن
معين وأبو زرعة وأبو حاتم ومعنى إضاءة النور له فيما بينه وبين البيت
العتيق المبالغة في ثواب تلاوتها بما تتعقله الأفهام وتتصوره العقول من
قرأها كما أنزلت كانت له نورا من مقامه إلى مكة ومن قرأ بعشر آيات من
آخرها فخرج الدجال لم يسلط عليه مس س الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك
والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا من
مقامه إلى مكة ومن قرأ بعشر آيات من آخرها فخرج الدجال لم يسلط عليه هذا
لفظ النسائي وقال بعد إخراجه هذا رفعه خطأ والصواب أنه موقوف انتهى يعني
أن الصواب الوقف كما ذكره الدارمي في روايته المتقدمة وقد قدمنا أن رواتها
ثقات محتج بهم والذين رووا الموقوف هم الذين رووا المرفوع قال الحاكم بعد
إخراجه هذا الحديث صحيح على شرط مسلم وأخرج أحمد والطبراني من حديث معاذ
بن أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال من قرأ أول سورة الكهف وآخرها كانت له
نورا من قدمه إلى رقبته ومن قرأها كلها كانت له نورا ما بين السماء والأرض
وفي إسناده ابن لهيعة وفيه مقال وحديثه حسن ومعنى إضاءة النور هو ما
قدمناه والله أعلم من حفظ عشر آيات من أولها عصم من فتنة الدجال م د من
قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنه الدجال ت الحديث أخرجه مسلم وأبو
داود والترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث أبي الدرداء
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حفظ عشر آيات من أول
سورة الكهف عصم من الدجال هذا لفظ مسلم ولفظ أبي داود عصم من فتنة الدجال
ولفظ الترمذي من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال وقال
الترمذي بعد إخراجه هذا حديث حسن صحيح وفي رواية لمسلم وأبي داود من هذا
الحديث من آخر الكهف وأخرجه النسائي من حديثه بلفظ من قرأ العشر الأواخر
من الكهف ولا منافاة بين رواية الثلاث الآيات والعشر الآيات لأن الواجب
العمل بالزيادة فيقرأ عشر آيات من أولها وأما اختلاف الروايات بين أن تكون
العشر من أولها أو من آخرها فينبغي الجمع بينها بقراءة العشر الأوائل
والعشر الأواخر ومن أراد أن يحصل على الكمال ويتم له ما تضمنته هذه
الأحاديث كلها فليقرأ سورة الكهف كلها يوم الجمعة ويقرأها كلها ليلة
الجمعة من أدرك الدجال فليقرأ عليه فواتحها م عه فإنها جواركم من فتنته د
الحديث أخرجه مسلم وأهل السنن الأربع كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه وهو حديث طويل ذكر فيه صلى الله عليه
وسلم الدجال وحذر منه ثم قال في آخره فمن أدركه فليقرأ فواتح سورة الكهف
ولفظ أبي داود فإنها جواركم من فتنته وينبغي أن تحمل هذه الفواتح على
العشر الآيات من أول الكهف جمعا بين هذه الأحاديث والحديث الأول أعطيت طه
والطواسين والحواميم من ألواح موسى مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوا بالقرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه
واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه وما
تشابه عليكم فردوه إلى الله
وإلى أولي العلم من بعدي كما يخبروكم وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور
وما أوتي النبيون من ربهم وليسعكم القرآن و ما فيه من البيان فإنه شافع
مشفع وما حل مصدق وأني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول وأعطيت طه
والطواسين والحواميم من ألواح موسى وأعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش قال
الحاكم صحيح الإسناد وقد تقدم هذا الحديث في فضائل الفاتحة وفي فضائل
البقرة وذكرناه هنا لأن المصنف فرقه في مواضع هذا الموضع الثالث منها
فضل سورة يس
قلب
القرآن يس لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له اقرؤها على
موتاكم س د ق حب الحديث أخرجه النسائي وأبو داود وابن ماجه وابن حبان كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال قلب القرآن يس الحديث الخ هذا لفظ النسائي وقد قدمنا ذكر
ألفاظه وصححه ابن حبان وأخرجه من حديثه أيضا أحمد والحاكم وصححه قوله قلب
القرآن يس قلب كل شيء لبه وخالصه فهذه السورة لب القرآن وخالصه قوله
اقرءوها على موتاكم وجه ذلك ما ذكر فيها من الآيات التي ذكر فيها الموت
والحياة مثل قوله سبحانه وتعالى إنا نحن نحيي الموتى وقوله ونفخ في الصور
ويحتمل ان يكون ذلك لخاصية موجودة فيها تقتضي التخفيف على الأموات
بقراءتها وأخرجه الترمذي من حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها
قراءة القرآن عشر مرات قال الترمذي بعد إخراجه هذا حديث غريب وأخرج ابن
حبان في صحيحه وابن السني من حديث جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من قرا يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له وأخرجه
الطبراني في الأوسط والصغير من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
وفي إسناده
أغلب بن تميم وهو ضعيف وأخرج الطبراني في الصغير من حديث أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من داوم على قراءة يس في كل ليلة ثم مات مات
شهيدا وفي إسناده سعيد بن موسى الأزدي وهو كذاب
فضل سورة الفتح
الفتح
احب ألي مما طلعت عليه الشمس خ الحديث أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي احب إلي مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ
إنا فتحنا لك فتحا مبينا وأخرجه من حديثه الترمذي والنسائي ومعنى أحب إلي
مما طلعت عليه الشمس أن هذه السورة أحب إليه من الدنيا وما فيها وفي ذلك
فضيلة عظيمة لهذه السورة فضل سورة الملك تبارك الملك ثلاثون آية شفعت لرجل
حتى غفر له حب عه تستغفر لصاحبها حتى يغفر له حب الحديث أخرجه أهل السنن
الأربع وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن سورة من القرآن ثلاثون آية
شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك هذا لفظ الترمذي وفي
رواية لابن حبان في صحيحه تستغفر لصاحبها حتى يغفر له وددت أنها في قلب كل
مؤمن مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا هو قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى
ختمها
به فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ضربت خبائي على قبر
وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا هو قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فقال
النبي صلى الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر وددت
أنها في قلب كل مؤمن يعني تبارك الذي بيده الملك قال الحاكم بعد إخراجه
إسناده عند اليمانيين صحيح وأخرجه الترمذي من حديثه مختصرا قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم وددت أنها في قلب كل مؤمن يعني تبارك الذي بيده
الملك وقال حسن غريب وأخرج الحاكم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال
يؤتى الرجل في قبره فتؤتى رجلاه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ
سورة الملك ثم يؤتى من قبل صدره أو قال بطنه فيقول ليس لكم على ما قبلي
سبيل كان يقرا سورة الملك ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول ليس لكم على ما قبلي
سبيل كان يقرأ سورة الملك فهي المانعة تمنع من عذاب القبر وهي في التوراة
سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطاب قال الحاكم صحيح الإسناد
وأخرجه النسائي مختصرا من حديثه بلفظ من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل
ليلة منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر وكنا في عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم نسميها المانعة لأنها في كتاب الله عز وجل سورة المانعة من
قرأها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب
فضل سورة الزلزلة
إذا
زلزلت الأرض ربع القرآن ت الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف رحمه الله
وهو من أنس رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من
أصحابه هل تزوجت يا فلان قال لا والله يا رسول الله ما عندي ما أتزوج به
قال أليس معك قل هو الله أحد قال بلى قال ثلث القرآن قال أليس معك إذا جاء
نصر الله قال بلى
قال ربع القرآن قال أليس معك قل يا أيها الكافرون قال
بلى قال ربع القرآن قال أليس معك إذا زلزلت الأرض قال بلى قال ربع القرآن
تزوج تزوج قال الترمذي بعد إخراجه هذا حديث حسن وقد تكلم في هذا الحديث
مسلم في كتاب التمييز وهو من رواية سلمة بن وردان عن انس قال ابو حاتم ليس
بقوي عامة ما عنده عن انس منكر وقال يحيى بن معين ليس حديثه بذاك تعدل نصف
القرآن مس ت الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا زلزلت الأرض تعدل نصف القرآن و قل هو الله أحد تعدل
ثلث القرآن و قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن قال الترمذي بعد إخراجه
حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن الغيرة انتهى وقال الحاكم
صحيح الاسناد قلت يمان بن المغيرة الذي هو العنزي قال يحيى ابن معين ليس
حديثه بشيء وقال البخاري منكر الحديث وضعفه أبو زرعة والدارقطني وقال ابن
عدي لا أرى به بأسا فالعجب من الحاكم حيث صحح حديثه قوله تعدل نصف القرآن
قيل وجه ذلك أنها مشتملة على أحوال الآخرة وهي بالنسبة إلى أحوال الدنيا
نصف ولكون فيها قوله عز وجل فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال
ذرة شرا يره والظاهر أن ذلك لسر لا نعلمه ولا كلفنا بعلمه وكان ينبغي
للمصنف رحمه الله أن يذكر هنا سورة التكاثر فقد أخرج الحاكم عن ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ ألف آية
في كل يوم قالوا ومن يستطيع ذلك قال أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ألهاكم
التكاثر أخرجه الحاكم عن عقبة بن محمد عن نافع عن ابن عمر وقال المنذري
ورجال إسناده ثقات إلا أن عقبة لا أعرفه
فضل سورة الكافرون
الكافرون
ربع القرآن ت تعدل ربع القرآن ت مس الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في
المستدرك كما قال المصنف رحمه الله واللفظ الأول من حديث أنس المتقدم بلفظ
أليس معك قل يا أيها الكافرون قال بلى قال ربع القرآن واللفظ الثاني من
حديث ابن عباس المتقدم بلفظ وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن وقد
قدمنا الكلام على الحديثين فلا نعيده نعم السورتان يقرآن في الركعتين قبل
الفجر الإخلاص والكافرون حب الحديث أخرجه ابن حبان كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول نعم السورتان يقرآن في الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون
وقل هو الله أحد وصححه ابن حبان قوله الإخلاص والكافرون كذا في بعض نسخ
هذا الكتاب وفي أكثرها تقديم الكافرون على الإخلاص وهو الصواب لمطابقة متن
الحديث كما ذكر لكون سورة الكافرون تقرأ في الركعة الأولى والإخلاص في
الثانية وقد وردت أحاديث في مشروعية القراءة في هاتين الركعتين بهاتين
السورتين وقد قدمنا ذكر بعضها في هذا الكتاب فضل إذا جاء نصر الله إذا جاء
نصر الله ربع القرآن ت الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث ابن عباس المتقدم وفيه بلفظ أليس معك إذا جاء نصر الله والفتح قال
بلى قال ربع القرآن وقد قدمنا ذكر الحديث وذكرنا ما قيل في إسناده
فضل
قل هو الله أحد قل هو الله ثلث القرآن م تعدل ثلث القرآن خ الحديث أخرجه
البخاري ومسلم كما قال المصنف وهو مروي من طريق جماعة من الصحابة منها عن
أبى سعيد عند البخاري وأبي داود والنسائي أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو
الله أحد يرددها فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك
وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده
أنها لتعدل ثلث القرآن ومنها عن أبي الدرداء عند البخاري ومسلم وغيرهما عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن
قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن في ليلة قال قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن
ومنها حديث أنس المتقدم في حديث الزلزلة ومنها حديث ابن عباس المتقدم
هنالك أيضا ومنها حديث أبي هريرة الآتي وقد علل كونها تعدل ثلث القرآن
بعلل ضعيفة واهية والأحسن أن يقال ذلك لسر لم نطلع عليه وليس لنا الكشف عن
وجهه وهكذا سائر ما تقدم وسمع رجلا يقرؤها فقال وجبت له الجنة ت الحديث
أخرجه الترمذي كما قال المصنف وهو من حديث أبي هريرة قال أقبلت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد إلى آخرها فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت فسألته ماذا يا رسول الله فقال
الجنة قال أبو هريرة فأردت أن أذهب إلى الرجل أبشره ثم فرقت أن يفوتني
الغداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب
قال الترمذي بعد إخراجه حديث حسن صحيح غريب وأخرجه من حديثه أيضا مالك في
الموطأ والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد وقد وردت في هذه السورة أحاديث
دالة على عظم فضلها وكثرة أجر تاليها منها ما تقدم ومنها ما أخرجه البخاري
ومسلم وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بقل هو الله
أحد
فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لأي شيء
يصنع ذلك فسألوه فقال إنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي
صلى الله عليه وسلم أخبروه أن الله سبحانه يحبه وأخرج البخاري نحوه من
حديث أنس وفيه أن أصحاب الرجل قالوا له أما أن تقرأ بها وإما أن تدعها
وتقرأ بأخرى ثم ارتفعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما
يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة فقال إني أحبها فقال حبك أياها
أدخلك الجنة ومنها حديث أبي هريرة عند مسلم وغيره إن النبي صلى الله عليه
وسلم قال لأصحابه احشدوا فأني سأقرا عليكم ثلث القرآن ثم خرج فقرأ قل هو
الله أحد وقد قدمنا في الأذكار التي تقال في الليل والنهار أحاديث وذكرنا
أجر من قرأها مرة أو مرات على اختلاف الأعداد فليرجع إلى ذلك فضل سورتي
الفلق والناس ألا أعلمك خير سورتين قرئتا د س الحديث أخرجه أبو داود
والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عقبة بن عامر قال كنت أقود
برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في السفر فقال لي يا عقبة ألا أعلمك
خير سورتين قرئتا فعلمني قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فلم يرني
سررت بهما جدا فلما نزل لصلاة الصبح صلى بهما صلاة الصبح للناس فلما فرغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة التفت إلي فقال يا عقبة كيف رأيت
وفي رواية أنه قال يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما وأخرجه ابن
حبان في صحيحه والحاكم بنحو هذا وقال صحيح الإسناد وأصل هذا الحديث في
مسلم عن عقبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم تر آيات أنزلت
الليلة لم ير مثلهن قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ولفظ الحاكم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عقبة أقرأ قل أعوذ برب الفلق فإنك لن
تقرأ سورة أحب إلى الله وأبلغ منها فإن استطعت أن لا تفوتك
فافعل
وأخرج النسائي وابن حبان في صحيحه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أقرأ يا جابر فقلت بأبي وأمي وأنت وما أقرأ قال قل أعوذ برب الفلق وقل
أعوذ برب الناس فقرأتهما فقال ولن تقرأ بمثلهما وأخرج أحمد برجال ثقات من
حديث عقبة قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي يا عقبة بن عامر
ألا أعلمك سورا ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في
الفرقان مثلهن لا تأتي ليلة إلا قرأت بهن قل هو الله أحد وقل أعوذ برب
الفلق وقل أعوذ برب الناس وأخرج الطبراني في الأوسط بإسناد رجاله ثقات من
حديث ابن مسعود رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد أنزل
علي آيات لم ينزل علي مثلهن المعوذتين قوله خير سورتين قرئتا فيه دليل على
مزيد فضلهما ولا تعارض بين هذا وبين ما ورد فيه مثل ذلك من السور والآيات
بل ينبغي أن يحمل ما ورد تفضيله على انه فاضل على ما عدا ما قد وقع تفضيله
بدليل آخر فالتفضيل من هذه الحيثية إضافي لا حقيقي وهذا جمع حسن فإن منع
مانع من ذلك فالمرجع الترجيح بين الأدلة القاضية بالتفضيل ما سأل سائل ولا
استعاذ مستعيذ بمثلهما مص الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لعقبة اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت ما سأل سائل ولا
استعاذ مستعيذ بمثلهما وهذا أحد ألفاظ حديث عقبة المتقدم وهكذا أخرج هذه
الرواية بهذا اللفظ أحمد والنسائي والحاكم وصححه السيوطي وكان يتعوذ من
الجان وعين الإنسان حتى نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما ت س الحديث أخرجه
الترمذي والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان
وعين
الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما قال
الترمذي حسن غريب وأخرجه ابن ماجة من حديثه أيضا وفي الحديث دليل على
الاستعاذة بهاتين السورتين أولى من الاستعاذة بغيرهما لكن لا في مطلق
الاستعاذة بل في التعوذ من الجان وعين الإنسان اقرأهما كلما نمت وكلما قمت
مص الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه وهو أحد ألفاظ حديث عقبة بن عامر
المتقدم كما عرفناك وقد أخرجه بهذا اللفظ احمد والنسائي والحاكم وصححه
السيوطي ومما ورد في فضل هاتين السورتين ما أخرجه أحمد ورجال إسناده رجال
الصحيح عن يزيد بن عبد الله بن الشخير قال قال رجل كنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم في سفر والناس يعتقبون وفي الظهر قلة فحانت نزلة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونزلتي فلحقني من بعدي فضرب منكبي فقال قل أعوذ برب
الفلق فقرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه و قال لي قل
أعوذ برب الناس فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه ثم قال
إذا أنت صليت فاقرأ بهما وأخرج البزار بإسناد رجاله رجال الصحيح من حديث
عبد الله الأسلمي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة حتى
إذا كنا ببطن واق استقبلتنا ضبابة فأضلتنا الطريق فلما رأى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ذلك عدل إلى كثيب فأناخ عليه ثم قال وقام عليه ما شاء الله
فما زال يصلي حتى طلع الفجر فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم براس ناقته
ثم مشى وعبد الله الأسلمي إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده
على صدري ثم قال قل قلت وما أقول قال قل هو الله أحد قال ثم قال قل قلت
وما أقول قال قل أعوذ برب الفلق من
شر ما خلق فقلت حتى فرغت منها ثم
قال قل قلت وما أقول قال قل أعوذ برب الناس قلت قل أعوذ برب الناس حتى
فرغت منها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا يتعوذ فما تعوذ العباد
بمثلهن قط وأخرج أحمد بن منيع في مسنده قال حدثنا يوسف بن عطية قال حدثنا
هرون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من قرأ المعوذات فكأنما قرأ جميع ما أنزل على محمد صلى
الله عليه وسلم وقد كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لا يثبت هاتين
السورتين في مصحفه كما روى عبد الله بن أحمد في مسنده والطبراني عن عبد
الرحمن بن يزيد يعني النخعي قال كان عبد الله بن مسعود يحك المعوذتين من
مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تعالى ورجال إسناد عبد الله بن
أحمد رجال الصحيح ورجال إسناد الطبراني ثقات وهكذا أخرج البزار في مسنده
أن ابن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول إنما أمر النبي صلى الله
عليه وسلم أن يتعوذ بهما وكان عبد الله لا يقرأ بهما ورجال إسناده ثقات
وهكذا أخرج الطبراني بإسناد رجاله ثقات قال البزار لم يتابع عبد الله بن
مسعود أحد من الصحاب وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ بهما في
الصلاة وأثبتتا في المصحف انتهى قلت وقد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال فيهما أنهما خير سورتين قرئتا وتقدم أمره بالقراءة بهما وهذه خاصية من
خواص القرآن وتقدم أيضا أن من قرأهما فكأنما قرأ جميع ما أنزل على محمد
صلى الله عليه وسلم وأجمع على ذلك الصحابة وجميع أهل الإسلام طبقة بعد
طبقة والصحابي بشر وليس قوله حجة في مثل هذا على فرض عدم مخالفته لما ثبت
عن الشارع فكيف وقد خالف ههنا السنة الثابتة والإجماع المعلوم
الباب العاشر في أدعية صحت عنه صلى الله عليه وسلم مطلقات غير
مقيدات
اللهم
إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم اللهم إني أعوذ بك من عذاب
النار وفتتنة النار وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة
الفقر ومن شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق
قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي
كما باعدت بين المشرق والمغرب ع الحديث أخرجه الجماعة البخاري ومسلم وأهل
السنن الأربع كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الكسل الحديث
الخ قوله من الكسل هو بفتح الكاف والسين فترة تلحق الإنسان بكون بسببها
تثبيطه عن العمل وإنما استعاذ منه صلى الله عليه وسلم لما فيه من عدم
انبعاث النفس على الخير وقلة الرغبة فيه مع إمكانه قوله والهرم هو البلوغ
في العمر إلى سن تضعف فيه الحواس والقوى ويضطرب فيه الفهم والعقل وهو أرذل
العمر وأما مجرد طول العمر مع سلامة الحواس وصحة الادراك فذلك فما ينبغي
الدعاء به لأن به متمتعا بحواسه قائما بما يجب عليه متجنبا لما لا يحل له
فيه حصول الثواب وزيادة الخير قوله والمغرم هو أن يستدين الإنسان ما يتعسر
أو يتعذر عليه قضاؤه وقد تقدم تفسيره في أدعيه التشهد قوله والمأثم هو ما
يكون سببا للوقوع في الإثم وقد تقدم تفسيره أيضا قوله وفتنة النار أي
الفتنة التي تؤدي إلى دخول النار وأصل الفتنة الامتحان والاختبار قوله
وفتنة القبر هي ما ورد أن الشيطان يوسوس للميت في قبره ويحاول اغواءه
وخذلانه عند سؤال الملكين له والاستعاذة من عذاب القبر هي مشروعة لثبوت
عذاب القبر بالسنة المتواترة وقد تقد م تفسير بقية الألفاظ في أذكار
الصلاة فليرجع وفتنة الغنى هي ما يحصل بسببه البطر والأشر والشح بما يجب
إخراجه
من واجبات المال ومندوباته وفتنة الفقر هي ما يحصل بسببها من
السخط والقنوط لمن لا صبر له يمنعه من ذلك ولا إيمان قوي يدفعه عن ذلك
اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم وأعوذ بك من عذاب القبر
وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات خ م اللهم إني أعوذ بك من القسوة والغفلة
والعيلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق
والسمعة والرياء وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام وسيء الأسقام
حب صط الحديث أخرجه البخاري ومسلم وابن حبان والطبراني في الصغير كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال كان نبي الله صلى الله
عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم وأعوذ بك
من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات هكذا أخرجه من حديثه
البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحه وزاد فيه
ابن حبان اللهم إني أعوذ بك من القسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة
وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والسمعة والرياء وأعوذ بك من
الصمم والبكم والجنون والجذام وسيء الأسقام وهكذا أخرج هذه الزيادة الحاكم
من حديثه وقال صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي وأخرجها الطبراني في
الصغير من حديثه ورجال إسناده رجال الصحيح قوله من العجز إنما استعاذ منه
صلى الله عليه وسلم لأنه يمنع العبد من أداء الحقوق الواجبة عليه الدينية
والمالية كنا تقدم في الكسل وقد ذم الله سبحانه العاجز في كتابه وضرب فيه
مثلا فقال سبحانه ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء كما ذم
الكسالى بقوله تعالى ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم
كارهون وقال وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى وقد تقدم بيان معنى الجبن
والهرم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات قوله من القسوة أي قسوة القلب
وهي غلظته حتى لا يقبل الموعظة ولا يخاف العقوبة ولا يرحم من يستحق الرحمة
قوله
والغفلة وهي الذهول عن الخير وعدم
التنبه لما يجب التنبه له
مما يجب على العبد ويحرم عليه قوله والعيلة بفتح العين المهملة وسكون
التحتية وهي الفاقة والحاجة وعدم القدرة على القيام بما يحتاج إليه هو ومن
يعوله قوله والذلة هي ضد العزة لما يلحق صاحبها من الهوان ومنه الحديث
اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس قوله والمسكنة
هي الخضوع والذلة لما يعرض من الحاجة قوله والفسوق هو الخروج عن الاستقامة
بارتكاب معاصي الله سبحانه والوقوع في محرماته قوله والشقاق بكسر الشين
المعجمة وهو الخلاف والتنازع والعداوة بما يقع من الأسباب الموجبة لذلك
وأصله أن يصير كل واحد من المتنازعين في شق مقابل للشق الذي فيه صاحبه
قوله والسمعة بضم السين المهملة وهو أن يفعل الخير لا لوجه الله سبحانه بل
ليسمع الناس ويشتهر بذلك فيما بينهم قوله والرياء هو أن يفعل الطاعة مراآة
للناس وطلبا للمدح والثناء ولا يريد بذلك وجه الله سبحانه ومعنى الصمم
والبكم والجنون والجذام ظاهر قوله وسيء الأسقام هو ما كان فيه منها زيادة
في المشقة والتعب وفي الحديث مشروعية التعوذ من هذه الأمور كلها اقتداء
بالصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير
من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا
يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها م الحديث أخرجه مسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال لا أقول لكم
إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من
العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها
وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا
ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها وأخرجه أيضا
من حديثه الترمذي والنسائي وأحمد في مسنده
وعبد بن حميد وقد ورد في
الاستعاذة من هذه الأربع أحاديث سيأتي ذكرها قريبا إن شاء الله تعالى وقد
اشتمل هذا الحديث على الدعاء منه صلى الله عليه وسلم بأن يعطي الله سبحانه
نفسه تقواها وأن يزكيها أي يجعلها زاكية كاملة في الإيمان ثم استعاذ من
علم لا ينفع لأنه يكون وبالا على صاحبه وحجة عليه واستعاذ أيضا من القلب
الذي لا يخشع لأنه يكون حينئذ قاسيا لا تؤثر فيه موعظة ولا نصيحة ولا يرغب
في ترغيب ولا يرهب من ترهيب واستعاذ من النفس التي لا تشبع لأنها تكون
متكالبة على الحطام متجزئة على المال الحرام غير قانعة
الحديث
أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد بن المعلى
الأنصاري المدني واسمعه رافع بن أوس بن المعلى وقيل الحارث بن أوس بن
المعلى قال كنت أصلي بالمسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم
أجبه قلت يا رسول الله إني كنت أصلي قال ألم يقل الله سبحانه وتعالى يا
أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ثم قال إلا أعلمنك سورة
هي أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج فأخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت يا
رسول الله إنك قلت ألا أعلمنك أعظم سورة في القرآن قال الحمد لله رب
العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته وأخرجه من حديثه
أيضا أبو داود والنسائي وابن ماجة وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة أنه
صلى الله عليه وسلم خرج على أبي بن كعب فقال أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل
في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها قال نعم يا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله كيف تقرأ في صلاتك قال أقرأ
بأم القرآن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما أنزل في
التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها وإنها سبع من
المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته قال الترمذي حديث حسن صحيح وأخرجه ابن
خزيمة وابن حبان في صحيحهما وأخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم قوله
أعظم سورة في القرآن هذا تصريح منه صلى الله عليه وسلم بأنها أعظم سورة في
القرآن فلا ينبغي بعد هذا أن يقال سورة كذا مثل الفاتحة في العظم استدلالا
بما ورد في بعض السور من عظم الثواب لتاليها فإن الثواب شيء آخر وقد يكون
هذا العظم المنصوص عليه لهذه السورة مستلزما لعظم أجرها
وأنه أعظم من
الأجور المنصوص عليها في غيرها من السور قوله هي السبع المثاني والقرآن
العظيم هذا يدل على أن المراد في الآية هي هذه السورة وروى عن ابن عباس
وسعيد بن جبير أن السبع المثاني هي البقرة وآل عمران والنساء والمائدة
والأنعام والأعراف ويونس وروى غير ذلك من الأقوال وقد أوضحنا الكلام في
هذه الآية في تفسيرنا فليرجع إليه أعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش مس
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
معقل ابن يسار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوا
بالقرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه وما
تشابه عليكم فردوه إلى الله وإلى أولي العلم من بعدي كما يخبروكم وآمنوا
بالتوراة والإنجيل والزبور وما أوتى النبيون من ربهم وليسعكم القرآن وما
فيه من البيان فإنه أول شافع مشفع وماحل مصدق وإني أعطيت سورة البقرة من
الذكر الأول وأعطيت طه والطواسين والحواميم من ألواح موسى وأعطيت فاتحة
الكتاب من تحت العرش قال الحاكم بعد إخراجه صحيح الإسناد وفي الحديث دليل
على شرف هذه السورة لكونه صلى الله عليه وسلم أعطيها من تحت العرش وهذه
مزية لم توجد في غيرها وأخرج ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال
صحيح على شرط مسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه
وسلم في مسير فنزل ونزل رجل إلى جانبه قال فالتفت النبي صلى الله عليه
وسلم وأخرج أحمد من حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا
أخبركم بأخير سورة في القرآن قلت بلى يا رسول الله قال اقرأ الحمد لله رب
العالمين وفي إسناده ابن عقيل وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات بينا جبريل
قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه
فقال
هذا ملك نزل الأرض لم ينزل قط فسلم فقال أبشر بنورين اتيتهما لم يؤتهما
نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته
م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي
الله عنهما قال بينا جبريل قاعدا الحديث الخ وأخرجه من حديثه أيضا النسائي
والحاكم وقال صحيح على شرطهما قوله نقيضا بالنون والقاف والضاد المعجمة
وهو الصوت قوله لم ينزل قط هذا يدل على انه نزل بالفاتحة وخواتيم سورة
البقرة ملك غير جبريل وقيل إن جبريل نزل قبل هذا الملك معلما ومخبرا بنزول
الملك فهو مشارك له في إنزالها وقال القرطبي إن جبريل نزل بها أولا بمكة
ثم أنزل هذا الملك ثانيا بثوابها قوله بنورين قد فسرهما بقوله فاتحة
الكتاب وخواتيم سورة البقرة قوله إلا أعطيته أي أعطيت ثوابه أو أعطاه الله
ثواب ما اشتمل عليه من الدعاء كما في خواتيم سورة البقرة فإنها دعاء وهكذا
الفاتحة فأنها ثناء ودعاء كما ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله سبحانه
وتعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل الحديث
فضل سورة البقرة
إن
الشيطان ليفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة م الحديث أخرجه مسلم كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه
سورة البقرة وأخرجه أيضا من حديثه النسائي والترمذي قوله يفر من البيت
الذي تقرأ فيه سورة البقرة ظاهره أنه يفر إذا سمعها مرة ولا يعود بعد ذلك
لأن بقراءتها مرة في البيت قد صدق على هذه القراءة بهذه السورة في البيت
أنها قرئت فيه ولكن سيأتي تقييد هذا المنع
بثلاثة أيام أو ثلاث ليال
وأخرجه الحاكم وصححه عن ابن عباس موقوفا عليه قال اقرءوا سورة البقرة فإن
الشيطان لا يدخل بيتا تقرأ فيه سورة البقرة وحسن إسناده المنذري وفي أول
الحديث دليل على أنه ما ينبغي للإنسان أن يترك القراءة في بيته وأنه ينبغي
أن يجعل في بيته جزءا من تلاوته وبعضا من صلاته التي يتنفل بها اقرءوا
البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة م الحديث أخرجه
مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله
عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا القرآن فإنه يأتي
يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما
يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان أو كأنهما فرقان من طير
صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة
ولا تستطيعها البطلة قال معاوية بن سلام بلغني أن البطلة السحرة قوله
والبطلة بفتح الباء والطاء واللام يقال أبطل إذا جاءه بالباطل وقيل هم
الشجعان من أهل الباطل لكل شيء سنام وسنام القرآن البقرة ت حب مس الحديث
أخرجه الترمذي وابن حبان والحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن
آية الكرسي قال الترمذي حسن غريب وصححه ابن حبان والحاكم وأخرجه ابن حبان
في صحيحه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته
ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها في بيته نهارا لم يدخل
الشيطان بيته ثلاثة أيام قوله لكل شيء سنام سنام الشيء أعلاه
فالمعنى
أن سورة البقرة أعلى القرآن وأرفعه قيل والمراد بكونها سناما للقرآن أنها
جمعت من الأحكام ما لم يجمعه غيرها وقيل لطولها طولا يزيد على كل سورة من
سور القرآن والظاهر أن هذه الفضيلة لها ثابتة من غير نظر إلى طولها أو
جمعها لكثير من الأحكام ولهذا كان أخذها بركة وكان الشيطان يفرمن البيت
الذي تقرأ فيه من قرأها ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها
نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام حب الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة
البقرة من قرأها الحديث الخ وقد قدمنا لفظ هذا الحديث في شرح الحديث الذي
قبله وفيه دليل أن قراءتها ليلا تمنع الشيطان من دخول البيت ثلاث ليال
وقراءتها نهارا تمنع الشيطان من دخول البيت ثلاثة أيام فيكون هذا الحديث
مبينا لحديث أبي هريرة المتقدم إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه
أعطيت البقرة من الذكر الأول مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم اعملوا بالقرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه واقتدوا
به ولا تكفروا بشيء منه وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولى
العلم من بعدي كما يخبروكم وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور وما أوتى
النبيون من ربهم وليسعكم القرآن وما فيه من البيان فإنه شافع مشفع وما حل
مصدق وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول إلى آخر الحديث وقد قدمناه في
فضائل الفاتحة لأن المصنف ذكر طرفا منه هنالك وطرفا منه هنا فذكر هنالك
قوله وأعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش وهذا الفضل هو آخر هذا الحديث وذكر
هنا قوله وأعطيت
سورة البقرة من الذكر الأول والمراد بالذكر الأول
الكتب المنزلة على الأنبياء المتقدمين فضل البقرة وآل عمران اقرءوا
الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو
كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما م الحديث
أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أمامة الباهلي رضي
الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا الزهراوين
الحديث الخ قوله الزهراوين سميت البقرة وآل عمران زهراوين لنورهما
وهدايتهما وعظم أجرهما والمراد بالزهراوين المنيرتان قوله غمامتان بالغين
المعجمة يعني سحابتين وإنما سمي غماما لأنه يغم السماء أي يسترها قوله
غيايتان بالغين المعجمة وتكرير الياء التحتية ثم مثناه من فوق قال أبو
عبيد الغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة والغاشية قوله فرقان
بكسر الفاء وإسكان الراء تثنية فرق وهو القطع أي قطعتان من طير صواف باسطة
أجنحتها حال طيرانها قوله يحاجان عن أصحابهما أي يقيمان الحجة له ويجادلان
عنه وصاحبهما هو المستكثر من قراءتهما وظاهر الحديث أنهما يتجسمان حتى
يكونا كأحد هذه الثلاثة التي شبهها بها صلى الله عليه وسلم ثم يقدرهما
الله سبحانه وتعالى على النطق بالحجة وذلك غير مستبعد من قدرة القادر
القوي الذي يقول للشيء كن فيكون وأخرج مسلم وغيره من حديث النواس بن سمعان
رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بالقرآن
يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل
عمران
وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال
كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما فرقان من طير
يحاجان عن صاحبهما فضل آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله م الحديث
أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب
الله معك أعظم قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال
ليهنك العلم يا أبا المنذر وأخرجه من حديثه أحمد وأبو داود وابن أبي شيبة
وزاد والذي نفسي بيده إن لهذه الآية لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق
العرش وهذه الزيادة رواها بإسناد مسلم وفي الحديث دليل على أن آية الكرسي
أعظم أية في القرآن وقد ثبت في الصحيحين أنه لا يقرب قارئها شيطان كما في
حديث أبي هريرة وأبي أيوب وكلاهما في الصحيح في قصة الشيطان الذي جاء يسرق
عليهما التمر هي سيدة آي القرآن حب الحديث أخرجه ابن حبان كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وإن فيها آية هي سيدة
آي القرآن وصححه ابن حبان وأخرجه الترمذي من هذا الوجه بهذا اللفظ وقال
حديث غريب وأخرجه أيضا الحاكم من حديثه بلفظ سورة البقرة فيها آية سيدة آي
القرآن لا تقرأ في بيت وفيه شيطان إلا خرج منه آية الكرسي وقال صحيح
الإسناد قوله هي سيدة آي القرآن فيه إثبات السيادة لهذه الآية على جميع
آيات
القرآن وذلك شرف عظيم فإن سيد القوم لا يكون إلا أشرفهم خصالا
وأكملهم حالا وأكثرهم جلالا لا تضعها على مال أو ولد فيقربك شيطان حب
الحديث أخرجه ابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي أيوب
الأنصاري رضي الله عنه أن الغول تأتي فتأخذ طعامه فشكاها إلى النبي صلى
الله عليه وسلم وفي بعض طرق هذا الحديث أن الغول قالت له أرسلني وأعلمك
آية من كتاب الله تعالى لا تضعها على مال ولا ولد فيقربك شيطان أبدا قلت
ما هي قالت لا أستطيع أن أتكلم بها آية الكرسي وقد أخرج هذا الحديث
الترمذي وحسنه النسائي وصححه ابن حبان ويؤيد معنى هذا الحديث ما ثبت في
الصحيح أنه يفر منها الشيطان ولا يقرب تاليها وفي حديث أبي أيوب الأنصاري
أنه قال له اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره فقال له النبي صلى
الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب أخرجه الترمذي وحسنه وفي صحيح البخاري من
حديث أبي هريرة أنه قال اقرأ آية الكرسي حتى تختمها فإنه لن يزال عليك من
الله حافظ ولن يقربك شيطان حتى تصبح فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد صدقك وهو كذوب فضل آخر سورة البقرة الآيتان من آخر سورة البقرة آمن
الرسول إلى آخرها لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ت حب الحديث
أخرجه الترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث
النعمان ابن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله قد كتب كتابا
قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين وختم بهما سورة
البقرة لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان هذا لفظ الترمذي وقال حسن
غريب وصححه ابن حبان وأخرجه النسائي أيضا من حديثه والحاكم وصححه ولفظه لا
يقرآن في بيت فيقربه شيطان ثلاث ليال من قرأهما في ليلة كفتاه ع الحديث
أخرجه الجماعة البخاري ومسلم وأهل السنن الأربع كما قال المصنف رحمه الله
وهو من حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه قوله كفتاه أي أجزأتاه
عن قيام الليل وقيل كفتاه من كل شيطان فلا يقربه ليلته وقيل كفتاه ما يكون
من الآفات التي تكون في تلك الليلة وقيل معناه حسبه بهما فضلا وأجرا وقد
تقدم هذا الحديث في الأدعية التي تقال في الليل وقد قدمنا هنالك أن الأولى
حمل قوله كفتاه على جميع المعاني هذه لأن حذف المتعلق مشعر بالتعميم كما
تقرر في علم المعاني إن الله ختم البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي
تحت عرشه فتعلموهن وعلموهن نساءكم وأبناءكم فإنها صلاة وقرآن ودعاء مس
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ختم
سورة البقرة الحديث الخ قال الحاكم صحيح على شرط البخاري وفي إسناده
معاوية بن صالح وقد أخرج له مسلم وأخرج هذا الحديث أبو داود في مراسيله عن
جبير بن نفير قوله فإنها صلاة وقرآن ودعاء أي يقرأ بهما المصلي في صلاته
ويتلو بهما التالي في تلاوته ويدعو بهما الداعي في دعائه
فضل سورة الأنعام
لما
نزلت سبح صلى الله عليه وسلم ثم قال لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد
الأفق مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث جابر رضي الله عنه قال لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم قال الحديث الخ قال الحاكم صحيح على شرط البخاري وأخرج
الطبراني في الكبير والصغير نحوه عن ابن عمر وفي إسناده عطية الصفار وهو
ضعيف وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس نحوه أيضا وفي إسناده رجلان مجهولان
قوله سبح صلى الله عليه وسلم أي قال سبحان الله تعجبا من كثرة من نزل من
الملائكة مع هذه السورة قوله لقد شيع هذه السورة أي نزل مشيعا لها ما سد
الأفق من الملائكة لكثرتهم وفيه دليل على أن هذه السورة نزلت جملة واحدة
فضل سورة الكهف من قرأها يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين مس
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث
أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرا سورة الكهف
في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين وقال الحاكم صحيح الإسناد
قوله ليلة الجمعة هكذا في بعض نسخ هذا الكتاب وفي بعضها يوم الجمعة وهو
الصواب الموافق لما في المستدرك كما ذكرنا ومعنا إضاءة النور له ما بين
الجمعتين أنه لا يزال عليه أثرها وثوابها في جميع الأسبوع من قرأها ليلة
الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق مى مو الحديث أخرجه
الدارمي موقوفا كما قال المصنف رحمه الله وهكذا في
بعض النسخ رمز
الدارمي وفي بعضها رمز ابن السني وهو غلط فإن الدارمي أخرجه في مسنده
موقوفا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ولفظه من قرأ سورة الكهف ليلة
الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق ورجاله ثقات محتج
بهم إلا أبا هاشم يحيى بن دينار الرماني وقد وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن
معين وأبو زرعة وأبو حاتم ومعنى إضاءة النور له فيما بينه وبين البيت
العتيق المبالغة في ثواب تلاوتها بما تتعقله الأفهام وتتصوره العقول من
قرأها كما أنزلت كانت له نورا من مقامه إلى مكة ومن قرأ بعشر آيات من
آخرها فخرج الدجال لم يسلط عليه مس س الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك
والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا من
مقامه إلى مكة ومن قرأ بعشر آيات من آخرها فخرج الدجال لم يسلط عليه هذا
لفظ النسائي وقال بعد إخراجه هذا رفعه خطأ والصواب أنه موقوف انتهى يعني
أن الصواب الوقف كما ذكره الدارمي في روايته المتقدمة وقد قدمنا أن رواتها
ثقات محتج بهم والذين رووا الموقوف هم الذين رووا المرفوع قال الحاكم بعد
إخراجه هذا الحديث صحيح على شرط مسلم وأخرج أحمد والطبراني من حديث معاذ
بن أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال من قرأ أول سورة الكهف وآخرها كانت له
نورا من قدمه إلى رقبته ومن قرأها كلها كانت له نورا ما بين السماء والأرض
وفي إسناده ابن لهيعة وفيه مقال وحديثه حسن ومعنى إضاءة النور هو ما
قدمناه والله أعلم من حفظ عشر آيات من أولها عصم من فتنة الدجال م د من
قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنه الدجال ت الحديث أخرجه مسلم وأبو
داود والترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث أبي الدرداء
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حفظ عشر آيات من أول
سورة الكهف عصم من الدجال هذا لفظ مسلم ولفظ أبي داود عصم من فتنة الدجال
ولفظ الترمذي من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال وقال
الترمذي بعد إخراجه هذا حديث حسن صحيح وفي رواية لمسلم وأبي داود من هذا
الحديث من آخر الكهف وأخرجه النسائي من حديثه بلفظ من قرأ العشر الأواخر
من الكهف ولا منافاة بين رواية الثلاث الآيات والعشر الآيات لأن الواجب
العمل بالزيادة فيقرأ عشر آيات من أولها وأما اختلاف الروايات بين أن تكون
العشر من أولها أو من آخرها فينبغي الجمع بينها بقراءة العشر الأوائل
والعشر الأواخر ومن أراد أن يحصل على الكمال ويتم له ما تضمنته هذه
الأحاديث كلها فليقرأ سورة الكهف كلها يوم الجمعة ويقرأها كلها ليلة
الجمعة من أدرك الدجال فليقرأ عليه فواتحها م عه فإنها جواركم من فتنته د
الحديث أخرجه مسلم وأهل السنن الأربع كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه وهو حديث طويل ذكر فيه صلى الله عليه
وسلم الدجال وحذر منه ثم قال في آخره فمن أدركه فليقرأ فواتح سورة الكهف
ولفظ أبي داود فإنها جواركم من فتنته وينبغي أن تحمل هذه الفواتح على
العشر الآيات من أول الكهف جمعا بين هذه الأحاديث والحديث الأول أعطيت طه
والطواسين والحواميم من ألواح موسى مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك
كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوا بالقرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه
واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه وما
تشابه عليكم فردوه إلى الله
وإلى أولي العلم من بعدي كما يخبروكم وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور
وما أوتي النبيون من ربهم وليسعكم القرآن و ما فيه من البيان فإنه شافع
مشفع وما حل مصدق وأني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول وأعطيت طه
والطواسين والحواميم من ألواح موسى وأعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش قال
الحاكم صحيح الإسناد وقد تقدم هذا الحديث في فضائل الفاتحة وفي فضائل
البقرة وذكرناه هنا لأن المصنف فرقه في مواضع هذا الموضع الثالث منها
فضل سورة يس
قلب
القرآن يس لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له اقرؤها على
موتاكم س د ق حب الحديث أخرجه النسائي وأبو داود وابن ماجه وابن حبان كما
قال المصنف رحمه الله وهو من حديث معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال قلب القرآن يس الحديث الخ هذا لفظ النسائي وقد قدمنا ذكر
ألفاظه وصححه ابن حبان وأخرجه من حديثه أيضا أحمد والحاكم وصححه قوله قلب
القرآن يس قلب كل شيء لبه وخالصه فهذه السورة لب القرآن وخالصه قوله
اقرءوها على موتاكم وجه ذلك ما ذكر فيها من الآيات التي ذكر فيها الموت
والحياة مثل قوله سبحانه وتعالى إنا نحن نحيي الموتى وقوله ونفخ في الصور
ويحتمل ان يكون ذلك لخاصية موجودة فيها تقتضي التخفيف على الأموات
بقراءتها وأخرجه الترمذي من حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها
قراءة القرآن عشر مرات قال الترمذي بعد إخراجه هذا حديث غريب وأخرج ابن
حبان في صحيحه وابن السني من حديث جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من قرا يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له وأخرجه
الطبراني في الأوسط والصغير من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
وفي إسناده
أغلب بن تميم وهو ضعيف وأخرج الطبراني في الصغير من حديث أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من داوم على قراءة يس في كل ليلة ثم مات مات
شهيدا وفي إسناده سعيد بن موسى الأزدي وهو كذاب
فضل سورة الفتح
الفتح
احب ألي مما طلعت عليه الشمس خ الحديث أخرجه البخاري كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي احب إلي مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ
إنا فتحنا لك فتحا مبينا وأخرجه من حديثه الترمذي والنسائي ومعنى أحب إلي
مما طلعت عليه الشمس أن هذه السورة أحب إليه من الدنيا وما فيها وفي ذلك
فضيلة عظيمة لهذه السورة فضل سورة الملك تبارك الملك ثلاثون آية شفعت لرجل
حتى غفر له حب عه تستغفر لصاحبها حتى يغفر له حب الحديث أخرجه أهل السنن
الأربع وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن سورة من القرآن ثلاثون آية
شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك هذا لفظ الترمذي وفي
رواية لابن حبان في صحيحه تستغفر لصاحبها حتى يغفر له وددت أنها في قلب كل
مؤمن مس الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من
حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا هو قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى
ختمها
به فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ضربت خبائي على قبر
وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا هو قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فقال
النبي صلى الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر وددت
أنها في قلب كل مؤمن يعني تبارك الذي بيده الملك قال الحاكم بعد إخراجه
إسناده عند اليمانيين صحيح وأخرجه الترمذي من حديثه مختصرا قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم وددت أنها في قلب كل مؤمن يعني تبارك الذي بيده
الملك وقال حسن غريب وأخرج الحاكم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال
يؤتى الرجل في قبره فتؤتى رجلاه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ
سورة الملك ثم يؤتى من قبل صدره أو قال بطنه فيقول ليس لكم على ما قبلي
سبيل كان يقرا سورة الملك ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول ليس لكم على ما قبلي
سبيل كان يقرأ سورة الملك فهي المانعة تمنع من عذاب القبر وهي في التوراة
سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطاب قال الحاكم صحيح الإسناد
وأخرجه النسائي مختصرا من حديثه بلفظ من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل
ليلة منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر وكنا في عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم نسميها المانعة لأنها في كتاب الله عز وجل سورة المانعة من
قرأها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب
فضل سورة الزلزلة
إذا
زلزلت الأرض ربع القرآن ت الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف رحمه الله
وهو من أنس رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من
أصحابه هل تزوجت يا فلان قال لا والله يا رسول الله ما عندي ما أتزوج به
قال أليس معك قل هو الله أحد قال بلى قال ثلث القرآن قال أليس معك إذا جاء
نصر الله قال بلى
قال ربع القرآن قال أليس معك قل يا أيها الكافرون قال
بلى قال ربع القرآن قال أليس معك إذا زلزلت الأرض قال بلى قال ربع القرآن
تزوج تزوج قال الترمذي بعد إخراجه هذا حديث حسن وقد تكلم في هذا الحديث
مسلم في كتاب التمييز وهو من رواية سلمة بن وردان عن انس قال ابو حاتم ليس
بقوي عامة ما عنده عن انس منكر وقال يحيى بن معين ليس حديثه بذاك تعدل نصف
القرآن مس ت الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك كما قال المصنف
رحمه الله وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا زلزلت الأرض تعدل نصف القرآن و قل هو الله أحد تعدل
ثلث القرآن و قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن قال الترمذي بعد إخراجه
حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن الغيرة انتهى وقال الحاكم
صحيح الاسناد قلت يمان بن المغيرة الذي هو العنزي قال يحيى ابن معين ليس
حديثه بشيء وقال البخاري منكر الحديث وضعفه أبو زرعة والدارقطني وقال ابن
عدي لا أرى به بأسا فالعجب من الحاكم حيث صحح حديثه قوله تعدل نصف القرآن
قيل وجه ذلك أنها مشتملة على أحوال الآخرة وهي بالنسبة إلى أحوال الدنيا
نصف ولكون فيها قوله عز وجل فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال
ذرة شرا يره والظاهر أن ذلك لسر لا نعلمه ولا كلفنا بعلمه وكان ينبغي
للمصنف رحمه الله أن يذكر هنا سورة التكاثر فقد أخرج الحاكم عن ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ ألف آية
في كل يوم قالوا ومن يستطيع ذلك قال أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ألهاكم
التكاثر أخرجه الحاكم عن عقبة بن محمد عن نافع عن ابن عمر وقال المنذري
ورجال إسناده ثقات إلا أن عقبة لا أعرفه
فضل سورة الكافرون
الكافرون
ربع القرآن ت تعدل ربع القرآن ت مس الحديث أخرجه الترمذي والحاكم في
المستدرك كما قال المصنف رحمه الله واللفظ الأول من حديث أنس المتقدم بلفظ
أليس معك قل يا أيها الكافرون قال بلى قال ربع القرآن واللفظ الثاني من
حديث ابن عباس المتقدم بلفظ وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن وقد
قدمنا الكلام على الحديثين فلا نعيده نعم السورتان يقرآن في الركعتين قبل
الفجر الإخلاص والكافرون حب الحديث أخرجه ابن حبان كما قال المصنف رحمه
الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول نعم السورتان يقرآن في الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون
وقل هو الله أحد وصححه ابن حبان قوله الإخلاص والكافرون كذا في بعض نسخ
هذا الكتاب وفي أكثرها تقديم الكافرون على الإخلاص وهو الصواب لمطابقة متن
الحديث كما ذكر لكون سورة الكافرون تقرأ في الركعة الأولى والإخلاص في
الثانية وقد وردت أحاديث في مشروعية القراءة في هاتين الركعتين بهاتين
السورتين وقد قدمنا ذكر بعضها في هذا الكتاب فضل إذا جاء نصر الله إذا جاء
نصر الله ربع القرآن ت الحديث أخرجه الترمذي كما قال المصنف رحمه الله وهو
من حديث ابن عباس المتقدم وفيه بلفظ أليس معك إذا جاء نصر الله والفتح قال
بلى قال ربع القرآن وقد قدمنا ذكر الحديث وذكرنا ما قيل في إسناده
فضل
قل هو الله أحد قل هو الله ثلث القرآن م تعدل ثلث القرآن خ الحديث أخرجه
البخاري ومسلم كما قال المصنف وهو مروي من طريق جماعة من الصحابة منها عن
أبى سعيد عند البخاري وأبي داود والنسائي أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو
الله أحد يرددها فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك
وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده
أنها لتعدل ثلث القرآن ومنها عن أبي الدرداء عند البخاري ومسلم وغيرهما عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن
قالوا وكيف يقرأ ثلث القرآن في ليلة قال قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن
ومنها حديث أنس المتقدم في حديث الزلزلة ومنها حديث ابن عباس المتقدم
هنالك أيضا ومنها حديث أبي هريرة الآتي وقد علل كونها تعدل ثلث القرآن
بعلل ضعيفة واهية والأحسن أن يقال ذلك لسر لم نطلع عليه وليس لنا الكشف عن
وجهه وهكذا سائر ما تقدم وسمع رجلا يقرؤها فقال وجبت له الجنة ت الحديث
أخرجه الترمذي كما قال المصنف وهو من حديث أبي هريرة قال أقبلت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد إلى آخرها فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت فسألته ماذا يا رسول الله فقال
الجنة قال أبو هريرة فأردت أن أذهب إلى الرجل أبشره ثم فرقت أن يفوتني
الغداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب
قال الترمذي بعد إخراجه حديث حسن صحيح غريب وأخرجه من حديثه أيضا مالك في
الموطأ والنسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد وقد وردت في هذه السورة أحاديث
دالة على عظم فضلها وكثرة أجر تاليها منها ما تقدم ومنها ما أخرجه البخاري
ومسلم وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بقل هو الله
أحد
فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لأي شيء
يصنع ذلك فسألوه فقال إنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال النبي
صلى الله عليه وسلم أخبروه أن الله سبحانه يحبه وأخرج البخاري نحوه من
حديث أنس وفيه أن أصحاب الرجل قالوا له أما أن تقرأ بها وإما أن تدعها
وتقرأ بأخرى ثم ارتفعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما
يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة فقال إني أحبها فقال حبك أياها
أدخلك الجنة ومنها حديث أبي هريرة عند مسلم وغيره إن النبي صلى الله عليه
وسلم قال لأصحابه احشدوا فأني سأقرا عليكم ثلث القرآن ثم خرج فقرأ قل هو
الله أحد وقد قدمنا في الأذكار التي تقال في الليل والنهار أحاديث وذكرنا
أجر من قرأها مرة أو مرات على اختلاف الأعداد فليرجع إلى ذلك فضل سورتي
الفلق والناس ألا أعلمك خير سورتين قرئتا د س الحديث أخرجه أبو داود
والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عقبة بن عامر قال كنت أقود
برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في السفر فقال لي يا عقبة ألا أعلمك
خير سورتين قرئتا فعلمني قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فلم يرني
سررت بهما جدا فلما نزل لصلاة الصبح صلى بهما صلاة الصبح للناس فلما فرغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة التفت إلي فقال يا عقبة كيف رأيت
وفي رواية أنه قال يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما وأخرجه ابن
حبان في صحيحه والحاكم بنحو هذا وقال صحيح الإسناد وأصل هذا الحديث في
مسلم عن عقبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم تر آيات أنزلت
الليلة لم ير مثلهن قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ولفظ الحاكم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عقبة أقرأ قل أعوذ برب الفلق فإنك لن
تقرأ سورة أحب إلى الله وأبلغ منها فإن استطعت أن لا تفوتك
فافعل
وأخرج النسائي وابن حبان في صحيحه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أقرأ يا جابر فقلت بأبي وأمي وأنت وما أقرأ قال قل أعوذ برب الفلق وقل
أعوذ برب الناس فقرأتهما فقال ولن تقرأ بمثلهما وأخرج أحمد برجال ثقات من
حديث عقبة قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي يا عقبة بن عامر
ألا أعلمك سورا ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في
الفرقان مثلهن لا تأتي ليلة إلا قرأت بهن قل هو الله أحد وقل أعوذ برب
الفلق وقل أعوذ برب الناس وأخرج الطبراني في الأوسط بإسناد رجاله ثقات من
حديث ابن مسعود رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد أنزل
علي آيات لم ينزل علي مثلهن المعوذتين قوله خير سورتين قرئتا فيه دليل على
مزيد فضلهما ولا تعارض بين هذا وبين ما ورد فيه مثل ذلك من السور والآيات
بل ينبغي أن يحمل ما ورد تفضيله على انه فاضل على ما عدا ما قد وقع تفضيله
بدليل آخر فالتفضيل من هذه الحيثية إضافي لا حقيقي وهذا جمع حسن فإن منع
مانع من ذلك فالمرجع الترجيح بين الأدلة القاضية بالتفضيل ما سأل سائل ولا
استعاذ مستعيذ بمثلهما مص الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لعقبة اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت ما سأل سائل ولا
استعاذ مستعيذ بمثلهما وهذا أحد ألفاظ حديث عقبة المتقدم وهكذا أخرج هذه
الرواية بهذا اللفظ أحمد والنسائي والحاكم وصححه السيوطي وكان يتعوذ من
الجان وعين الإنسان حتى نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما ت س الحديث أخرجه
الترمذي والنسائي كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان
وعين
الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما قال
الترمذي حسن غريب وأخرجه ابن ماجة من حديثه أيضا وفي الحديث دليل على
الاستعاذة بهاتين السورتين أولى من الاستعاذة بغيرهما لكن لا في مطلق
الاستعاذة بل في التعوذ من الجان وعين الإنسان اقرأهما كلما نمت وكلما قمت
مص الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه وهو أحد ألفاظ حديث عقبة بن عامر
المتقدم كما عرفناك وقد أخرجه بهذا اللفظ احمد والنسائي والحاكم وصححه
السيوطي ومما ورد في فضل هاتين السورتين ما أخرجه أحمد ورجال إسناده رجال
الصحيح عن يزيد بن عبد الله بن الشخير قال قال رجل كنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم في سفر والناس يعتقبون وفي الظهر قلة فحانت نزلة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونزلتي فلحقني من بعدي فضرب منكبي فقال قل أعوذ برب
الفلق فقرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه و قال لي قل
أعوذ برب الناس فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه ثم قال
إذا أنت صليت فاقرأ بهما وأخرج البزار بإسناد رجاله رجال الصحيح من حديث
عبد الله الأسلمي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة حتى
إذا كنا ببطن واق استقبلتنا ضبابة فأضلتنا الطريق فلما رأى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ذلك عدل إلى كثيب فأناخ عليه ثم قال وقام عليه ما شاء الله
فما زال يصلي حتى طلع الفجر فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم براس ناقته
ثم مشى وعبد الله الأسلمي إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده
على صدري ثم قال قل قلت وما أقول قال قل هو الله أحد قال ثم قال قل قلت
وما أقول قال قل أعوذ برب الفلق من
شر ما خلق فقلت حتى فرغت منها ثم
قال قل قلت وما أقول قال قل أعوذ برب الناس قلت قل أعوذ برب الناس حتى
فرغت منها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا يتعوذ فما تعوذ العباد
بمثلهن قط وأخرج أحمد بن منيع في مسنده قال حدثنا يوسف بن عطية قال حدثنا
هرون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من قرأ المعوذات فكأنما قرأ جميع ما أنزل على محمد صلى
الله عليه وسلم وقد كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لا يثبت هاتين
السورتين في مصحفه كما روى عبد الله بن أحمد في مسنده والطبراني عن عبد
الرحمن بن يزيد يعني النخعي قال كان عبد الله بن مسعود يحك المعوذتين من
مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تعالى ورجال إسناد عبد الله بن
أحمد رجال الصحيح ورجال إسناد الطبراني ثقات وهكذا أخرج البزار في مسنده
أن ابن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول إنما أمر النبي صلى الله
عليه وسلم أن يتعوذ بهما وكان عبد الله لا يقرأ بهما ورجال إسناده ثقات
وهكذا أخرج الطبراني بإسناد رجاله ثقات قال البزار لم يتابع عبد الله بن
مسعود أحد من الصحاب وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ بهما في
الصلاة وأثبتتا في المصحف انتهى قلت وقد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال فيهما أنهما خير سورتين قرئتا وتقدم أمره بالقراءة بهما وهذه خاصية من
خواص القرآن وتقدم أيضا أن من قرأهما فكأنما قرأ جميع ما أنزل على محمد
صلى الله عليه وسلم وأجمع على ذلك الصحابة وجميع أهل الإسلام طبقة بعد
طبقة والصحابي بشر وليس قوله حجة في مثل هذا على فرض عدم مخالفته لما ثبت
عن الشارع فكيف وقد خالف ههنا السنة الثابتة والإجماع المعلوم
الباب العاشر في أدعية صحت عنه صلى الله عليه وسلم مطلقات غير
مقيدات
اللهم
إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم اللهم إني أعوذ بك من عذاب
النار وفتتنة النار وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة
الفقر ومن شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق
قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي
كما باعدت بين المشرق والمغرب ع الحديث أخرجه الجماعة البخاري ومسلم وأهل
السنن الأربع كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الكسل الحديث
الخ قوله من الكسل هو بفتح الكاف والسين فترة تلحق الإنسان بكون بسببها
تثبيطه عن العمل وإنما استعاذ منه صلى الله عليه وسلم لما فيه من عدم
انبعاث النفس على الخير وقلة الرغبة فيه مع إمكانه قوله والهرم هو البلوغ
في العمر إلى سن تضعف فيه الحواس والقوى ويضطرب فيه الفهم والعقل وهو أرذل
العمر وأما مجرد طول العمر مع سلامة الحواس وصحة الادراك فذلك فما ينبغي
الدعاء به لأن به متمتعا بحواسه قائما بما يجب عليه متجنبا لما لا يحل له
فيه حصول الثواب وزيادة الخير قوله والمغرم هو أن يستدين الإنسان ما يتعسر
أو يتعذر عليه قضاؤه وقد تقدم تفسيره في أدعيه التشهد قوله والمأثم هو ما
يكون سببا للوقوع في الإثم وقد تقدم تفسيره أيضا قوله وفتنة النار أي
الفتنة التي تؤدي إلى دخول النار وأصل الفتنة الامتحان والاختبار قوله
وفتنة القبر هي ما ورد أن الشيطان يوسوس للميت في قبره ويحاول اغواءه
وخذلانه عند سؤال الملكين له والاستعاذة من عذاب القبر هي مشروعة لثبوت
عذاب القبر بالسنة المتواترة وقد تقد م تفسير بقية الألفاظ في أذكار
الصلاة فليرجع وفتنة الغنى هي ما يحصل بسببه البطر والأشر والشح بما يجب
إخراجه
من واجبات المال ومندوباته وفتنة الفقر هي ما يحصل بسببها من
السخط والقنوط لمن لا صبر له يمنعه من ذلك ولا إيمان قوي يدفعه عن ذلك
اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم وأعوذ بك من عذاب القبر
وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات خ م اللهم إني أعوذ بك من القسوة والغفلة
والعيلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق
والسمعة والرياء وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام وسيء الأسقام
حب صط الحديث أخرجه البخاري ومسلم وابن حبان والطبراني في الصغير كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال كان نبي الله صلى الله
عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم وأعوذ بك
من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات هكذا أخرجه من حديثه
البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحه وزاد فيه
ابن حبان اللهم إني أعوذ بك من القسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة
وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والسمعة والرياء وأعوذ بك من
الصمم والبكم والجنون والجذام وسيء الأسقام وهكذا أخرج هذه الزيادة الحاكم
من حديثه وقال صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي وأخرجها الطبراني في
الصغير من حديثه ورجال إسناده رجال الصحيح قوله من العجز إنما استعاذ منه
صلى الله عليه وسلم لأنه يمنع العبد من أداء الحقوق الواجبة عليه الدينية
والمالية كنا تقدم في الكسل وقد ذم الله سبحانه العاجز في كتابه وضرب فيه
مثلا فقال سبحانه ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء كما ذم
الكسالى بقوله تعالى ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم
كارهون وقال وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى وقد تقدم بيان معنى الجبن
والهرم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات قوله من القسوة أي قسوة القلب
وهي غلظته حتى لا يقبل الموعظة ولا يخاف العقوبة ولا يرحم من يستحق الرحمة
قوله
والغفلة وهي الذهول عن الخير وعدم
التنبه لما يجب التنبه له
مما يجب على العبد ويحرم عليه قوله والعيلة بفتح العين المهملة وسكون
التحتية وهي الفاقة والحاجة وعدم القدرة على القيام بما يحتاج إليه هو ومن
يعوله قوله والذلة هي ضد العزة لما يلحق صاحبها من الهوان ومنه الحديث
اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس قوله والمسكنة
هي الخضوع والذلة لما يعرض من الحاجة قوله والفسوق هو الخروج عن الاستقامة
بارتكاب معاصي الله سبحانه والوقوع في محرماته قوله والشقاق بكسر الشين
المعجمة وهو الخلاف والتنازع والعداوة بما يقع من الأسباب الموجبة لذلك
وأصله أن يصير كل واحد من المتنازعين في شق مقابل للشق الذي فيه صاحبه
قوله والسمعة بضم السين المهملة وهو أن يفعل الخير لا لوجه الله سبحانه بل
ليسمع الناس ويشتهر بذلك فيما بينهم قوله والرياء هو أن يفعل الطاعة مراآة
للناس وطلبا للمدح والثناء ولا يريد بذلك وجه الله سبحانه ومعنى الصمم
والبكم والجنون والجذام ظاهر قوله وسيء الأسقام هو ما كان فيه منها زيادة
في المشقة والتعب وفي الحديث مشروعية التعوذ من هذه الأمور كلها اقتداء
بالصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير
من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا
يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها م الحديث أخرجه مسلم كما قال
المصنف رحمه الله وهو من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال لا أقول لكم
إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من
العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها
وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا
ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها وأخرجه أيضا
من حديثه الترمذي والنسائي وأحمد في مسنده
وعبد بن حميد وقد ورد في
الاستعاذة من هذه الأربع أحاديث سيأتي ذكرها قريبا إن شاء الله تعالى وقد
اشتمل هذا الحديث على الدعاء منه صلى الله عليه وسلم بأن يعطي الله سبحانه
نفسه تقواها وأن يزكيها أي يجعلها زاكية كاملة في الإيمان ثم استعاذ من
علم لا ينفع لأنه يكون وبالا على صاحبه وحجة عليه واستعاذ أيضا من القلب
الذي لا يخشع لأنه يكون حينئذ قاسيا لا تؤثر فيه موعظة ولا نصيحة ولا يرغب
في ترغيب ولا يرهب من ترهيب واستعاذ من النفس التي لا تشبع لأنها تكون
متكالبة على الحطام متجزئة على المال الحرام غير قانعة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى