رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات مع السيرة النبوية (6) - أحداث الرياض
التأريخ: 26/2/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ:
عباد الله:
إن الذين يظنون أنهم يستطيعون الدعوة إلى الله تعالى بدون أي ايذاء فهولاء يريدون شيئا ما تحصل عليه الأنبياء عليهم السلام!! وهم جاهلة بسنن الله تعالى، وأيهم أعز على الله تعالى رجل من عوام المسلمين أم رسول الله ص؟
فدعونا نسمع بعض الأذى الذي حلّ يخير مخلوق لنعرف فضله علينا ونعرف ما قد يحصل لمن أراد أن يسلك طريق رسول الله ج، فيكون معه في الجنة.
فهذا أبو جهل يهدد بأن يطأ رقبة رسول الله ص فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ - أي يسجد - قَالَ فَقِيلَ نَعَمْ فَقَالَ وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، قَالَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ قَالَ فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ، قَالَ فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ج لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا) أخرجه مسلم
أما عمه أبو لهب فقد كان يتابعه في كل مكان يكذبه ويحذر الناس عنه، وقد أخرج الإمام أحمد عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ وَكَانَ جَاهِلِيًّا أَسْلَمَ فَقَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ج بَصَرَ عَيْنِي بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا وَيَدْخُلُ فِي فِجَاجِهَا وَالنَّاسُ مُتَقَصِّفُونَ عَلَيْهِ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ شَيْئًا وَهُوَ لَا يَسْكُتُ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا إِلَّا أَنَّ وَرَاءَهُ رَجُلًا أَحْوَلَ وَضِيءَ الْوَجْهِ ذَا غَدِيرَتَيْنِ يَقُولُ إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَّةَ قُلْتُ مَنْ هَذَا الَّذِي يُكَذِّبُهُ قَالُوا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ) حديث حسن.
وكم هو مؤلم أن يظلمك أحد أقاربك، وأن يكون عدوك اللدود هو عمك صنو أبيك
وظلم ذوي القربى أشد مظاظة على النفس من وقع الحسام المهندِ
ثم يصل الأمر بقريش إلى وضع فضلات الحيوانات على ظهر رسول الله ص فقد أخرج البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن مسعود أنه قَالَ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ وَجَمْعُ قُرَيْشٍ فِي مَجَالِسِهِمْ إِذْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى هَذَا الْمُرَائِي أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى جَزُورِ آلِ فُلَانٍ [وَقَدْ نُحِرَتْ الجَزُورٌ بِالْأَمْسِ]فَيَعْمِدُ إِلَى فَرْثِهَا وَدَمِهَا وَسَلَاهَا فَيَجِيءُ بِهِ ثُمَّ يُمْهِلُهُ حَتَّى إِذَا سَجَدَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَانْبَعَثَ أَشْقَاهُمْ [وهو وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ] فَلَمَّا سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ ج وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَثَبَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا فَضَحِكُوا حَتَّى مَالَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ مِنْ الضَّحِكِ [قال عبدالله ابن مسعود وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ لَوْ كَانَتْ لِي مَنَعَةٌ طَرَحْتُهُ]فَانْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ إِلَى فَاطِمَةَ ‘وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى وَثَبَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا حَتَّى أَلْقَتْهُ عَنْهُ وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَسُبُّهُمْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ قَالَ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ثُمَّ سَمَّى اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ [أبي جهل] وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ وَعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ج وَأُتْبِعَ أَصْحَابُ الْقَلِيبِ لَعْنَةً)
هذا حال رسول الله وحبيب الله . هذا حال خير مخلوق .
اللهم أجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته
الحمد لله الرحمن الرحيم العدل الملك الحكيم، والصلاة والسلام على نبيه وآله وسلم، وبعد:
فعباد الله:
إننا سنتعرض في عجالة ما حدث ومازال يحدث في بلادنا من تخريب وتدمير ولابد أن نتناول هذا الأمر بعدل وإنصاف لقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) [المائدة:8] والعدل هو شعار هذا الدين.
أولا: لماذا حدث هذا في بلادنا؟
لم يكن أحدنا يتخيل أن يقتل المسلم أخاه المسلم في بلادنا بتأويل سمج بارد، ولكن لما انتشرت المعاصي وأظهرها الناس بلا نكير حلّ بنا العقاب من الله جل وعلا قال تعالى:
[سورة البقرة] وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا... ضَنَّ النَّاسُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَتَبَايَعُوا بِالْعَيْنِ وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمْ بَلَاءً فَلَمْ يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ) ()
فنجد أن الله قد توعد الناس بالحرب وفشو البلاء بسبب الربا فقط فكيف بنا وقد سرنا نرى إعلانات القروض الربوية والقمار وغيرها مما أجمع أهل العلم على تحريمه، نرى تلك الدعاية في الطرقات والجرائد وكأنها مباحة!! عياذا بالله.
وقد رأينا بأعيننا ما حدث في بلاد قريبة منّا لما عصوا الله ولم نأخذ درس منهم والعاقل من اتعظ بغيره قال تعالى:)وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)) [الرعد:31] ألم نر ما حدث من احتلال الكويت؟ وتدمير دار الخلافة العراق والحروب الأهلية في الصومال وغيرها؟
قال تعالى: ((وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنْ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)) [الأحقاف:27] فهل رجعانا لربنا أم زادت معاصينا؟ فكنا مستحقين للعقوبة.
والسبب الثاني: هو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ج: (والذي نفسي بيده لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر، أو ليوشكنَّ اللهُ أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم)() هذه بعض الأسباب وهناك أسباب أخرى كثيرة
عباد الله:
لو سألنا أحد هؤلاء لماذا قامت بهذه الأفعال؟
لقال: لحرب الأمريكان! وهذا غاية جميلة!!
فالجواب:
إن هذه الغاية الجميلة لابد لها من وسيلة جميلة مثلها، أما أن الغاية تبرر الوسيلة فهذا من أعظم الباطل. ومن الصعب علي أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسة!؟ إن الغاية النبيلة لا تحيا إلا في قلب النبيل: فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام وسيلة خسيسة؛ بل كيف يهتدي إلى استخدام هذه الوسيلة حين نخوض إلى الشط الممرع بركة من الوحل لابد أن نصل إلى شط الملوثين.. أن أوحال الطريق ستترك آثارها على أقدامنا وعلى مواضع هذه الأقدام كذلك الحال حين نستخدم وسيلة خسيسة: إن الدنس سيعلق بأرواحنا، ويسترك آثاره في هذه الأرواح، وفي الغاية التي وصلنا إليها!.
إن الوسيلة في حساب الروح جزء من الغاية. ففي عالم الروح لا توجد هذه الفوارق والتقسيمات! الشعور الإنساني وحده إذا حس غاية نبيلة فلن يطيق استخدام وسيلة خسيسة.. بل لن يهتدي إلى استخدامها بطبيعته! ((الغاية تبرر الوسيلة!؟)): تلك هي حكمة الغرب الكبرى!! لأن الغرب يحيا بذهنه وفي الذهن يمكن أن توجد التقسيمات والفوارق بين الوسائل والغايات!. () وقد أكد هذا الأمر عبدالله بن مسعود"فقد وقف على بعض التابعين وهم على بدعة من البدع فأنكر عليهم فقَالُوا له: (وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ) فقال لهم: (وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ) () فانظر يا عبدالله لفقه هذا الصحابي العظيم حيث أكد أن الهدف النبيل لابد له من وسيلة مثله.
ويجب علينا أن ننظر بالشرع ولا تغرنا الدعاوى، وقد يكون المخطئ الضال كثير صلاة وصيام وقد تكون دعواه صحيحة، ولكن طريقه خطأ، وقد خرج بعض الناس في عهد علي"وهم أهل عبادة ودعواهم تحكيم الشريعة!! قال شيخ الإسلام ابن تيمية: عنهم:"وهؤلاء خرجوا على عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ت فقتل الذين قاتلوه جميعهم مع كثرة صومهم وصلاتهم وقراءتهم فأخرجوا عن السنة والجماعة وهم قوم لهم عبادة وورع وزهد لكن بغير علم"().
عباد الله:
إن اليهود أرادوا من حماس - نصرها الله - أن تدخل في حرب أهلية مع السلطة الظالمة ولكن الشيخ الهزبر والليث الهصور أحمد ياسين وعاء ملء حكمة لذا رفض هذا الأمر وآثر الصبر على الظلم، وهذا أحد أسباب قتله:.
وقد استطاع الكفرة ادخال الصومال في حرب أهلية، وهاهم حركوا قبيلة دار الفور في السودان وويل للسودان إن رفع المسلم رشاشه على أخيه المسلم، وفي مهبط الوحي استطاع الكفار أن يقنعوا بعض الجهلة برفع السلاح للقتال بدعوى اخراج النصارى.
ولم يفد من هذا الأمر إلا الكفا ر فقط، فصار هؤلاء حربة في حلوقنا بيد اليهود والنصارى
وقفات مع السيرة النبوية (6) - أحداث الرياض
التأريخ: 26/2/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ:
عباد الله:
إن الذين يظنون أنهم يستطيعون الدعوة إلى الله تعالى بدون أي ايذاء فهولاء يريدون شيئا ما تحصل عليه الأنبياء عليهم السلام!! وهم جاهلة بسنن الله تعالى، وأيهم أعز على الله تعالى رجل من عوام المسلمين أم رسول الله ص؟
فدعونا نسمع بعض الأذى الذي حلّ يخير مخلوق لنعرف فضله علينا ونعرف ما قد يحصل لمن أراد أن يسلك طريق رسول الله ج، فيكون معه في الجنة.
فهذا أبو جهل يهدد بأن يطأ رقبة رسول الله ص فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ - أي يسجد - قَالَ فَقِيلَ نَعَمْ فَقَالَ وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، قَالَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ قَالَ فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ، قَالَ فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ج لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا) أخرجه مسلم
أما عمه أبو لهب فقد كان يتابعه في كل مكان يكذبه ويحذر الناس عنه، وقد أخرج الإمام أحمد عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ وَكَانَ جَاهِلِيًّا أَسْلَمَ فَقَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ج بَصَرَ عَيْنِي بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا وَيَدْخُلُ فِي فِجَاجِهَا وَالنَّاسُ مُتَقَصِّفُونَ عَلَيْهِ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ شَيْئًا وَهُوَ لَا يَسْكُتُ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا إِلَّا أَنَّ وَرَاءَهُ رَجُلًا أَحْوَلَ وَضِيءَ الْوَجْهِ ذَا غَدِيرَتَيْنِ يَقُولُ إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَّةَ قُلْتُ مَنْ هَذَا الَّذِي يُكَذِّبُهُ قَالُوا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ) حديث حسن.
وكم هو مؤلم أن يظلمك أحد أقاربك، وأن يكون عدوك اللدود هو عمك صنو أبيك
وظلم ذوي القربى أشد مظاظة على النفس من وقع الحسام المهندِ
ثم يصل الأمر بقريش إلى وضع فضلات الحيوانات على ظهر رسول الله ص فقد أخرج البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن مسعود أنه قَالَ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ وَجَمْعُ قُرَيْشٍ فِي مَجَالِسِهِمْ إِذْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى هَذَا الْمُرَائِي أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى جَزُورِ آلِ فُلَانٍ [وَقَدْ نُحِرَتْ الجَزُورٌ بِالْأَمْسِ]فَيَعْمِدُ إِلَى فَرْثِهَا وَدَمِهَا وَسَلَاهَا فَيَجِيءُ بِهِ ثُمَّ يُمْهِلُهُ حَتَّى إِذَا سَجَدَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَانْبَعَثَ أَشْقَاهُمْ [وهو وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ] فَلَمَّا سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ ج وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَثَبَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا فَضَحِكُوا حَتَّى مَالَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ مِنْ الضَّحِكِ [قال عبدالله ابن مسعود وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ لَوْ كَانَتْ لِي مَنَعَةٌ طَرَحْتُهُ]فَانْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ إِلَى فَاطِمَةَ ‘وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى وَثَبَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا حَتَّى أَلْقَتْهُ عَنْهُ وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَسُبُّهُمْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ قَالَ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ثُمَّ سَمَّى اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ [أبي جهل] وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ وَعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ج وَأُتْبِعَ أَصْحَابُ الْقَلِيبِ لَعْنَةً)
هذا حال رسول الله وحبيب الله . هذا حال خير مخلوق .
اللهم أجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته
الحمد لله الرحمن الرحيم العدل الملك الحكيم، والصلاة والسلام على نبيه وآله وسلم، وبعد:
فعباد الله:
إننا سنتعرض في عجالة ما حدث ومازال يحدث في بلادنا من تخريب وتدمير ولابد أن نتناول هذا الأمر بعدل وإنصاف لقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) [المائدة:8] والعدل هو شعار هذا الدين.
أولا: لماذا حدث هذا في بلادنا؟
لم يكن أحدنا يتخيل أن يقتل المسلم أخاه المسلم في بلادنا بتأويل سمج بارد، ولكن لما انتشرت المعاصي وأظهرها الناس بلا نكير حلّ بنا العقاب من الله جل وعلا قال تعالى:
[سورة البقرة] وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا... ضَنَّ النَّاسُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَتَبَايَعُوا بِالْعَيْنِ وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمْ بَلَاءً فَلَمْ يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ) ()
فنجد أن الله قد توعد الناس بالحرب وفشو البلاء بسبب الربا فقط فكيف بنا وقد سرنا نرى إعلانات القروض الربوية والقمار وغيرها مما أجمع أهل العلم على تحريمه، نرى تلك الدعاية في الطرقات والجرائد وكأنها مباحة!! عياذا بالله.
وقد رأينا بأعيننا ما حدث في بلاد قريبة منّا لما عصوا الله ولم نأخذ درس منهم والعاقل من اتعظ بغيره قال تعالى:)وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)) [الرعد:31] ألم نر ما حدث من احتلال الكويت؟ وتدمير دار الخلافة العراق والحروب الأهلية في الصومال وغيرها؟
قال تعالى: ((وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنْ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)) [الأحقاف:27] فهل رجعانا لربنا أم زادت معاصينا؟ فكنا مستحقين للعقوبة.
والسبب الثاني: هو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ج: (والذي نفسي بيده لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر، أو ليوشكنَّ اللهُ أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم)() هذه بعض الأسباب وهناك أسباب أخرى كثيرة
عباد الله:
لو سألنا أحد هؤلاء لماذا قامت بهذه الأفعال؟
لقال: لحرب الأمريكان! وهذا غاية جميلة!!
فالجواب:
إن هذه الغاية الجميلة لابد لها من وسيلة جميلة مثلها، أما أن الغاية تبرر الوسيلة فهذا من أعظم الباطل. ومن الصعب علي أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسة!؟ إن الغاية النبيلة لا تحيا إلا في قلب النبيل: فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام وسيلة خسيسة؛ بل كيف يهتدي إلى استخدام هذه الوسيلة حين نخوض إلى الشط الممرع بركة من الوحل لابد أن نصل إلى شط الملوثين.. أن أوحال الطريق ستترك آثارها على أقدامنا وعلى مواضع هذه الأقدام كذلك الحال حين نستخدم وسيلة خسيسة: إن الدنس سيعلق بأرواحنا، ويسترك آثاره في هذه الأرواح، وفي الغاية التي وصلنا إليها!.
إن الوسيلة في حساب الروح جزء من الغاية. ففي عالم الروح لا توجد هذه الفوارق والتقسيمات! الشعور الإنساني وحده إذا حس غاية نبيلة فلن يطيق استخدام وسيلة خسيسة.. بل لن يهتدي إلى استخدامها بطبيعته! ((الغاية تبرر الوسيلة!؟)): تلك هي حكمة الغرب الكبرى!! لأن الغرب يحيا بذهنه وفي الذهن يمكن أن توجد التقسيمات والفوارق بين الوسائل والغايات!. () وقد أكد هذا الأمر عبدالله بن مسعود"فقد وقف على بعض التابعين وهم على بدعة من البدع فأنكر عليهم فقَالُوا له: (وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ) فقال لهم: (وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ) () فانظر يا عبدالله لفقه هذا الصحابي العظيم حيث أكد أن الهدف النبيل لابد له من وسيلة مثله.
ويجب علينا أن ننظر بالشرع ولا تغرنا الدعاوى، وقد يكون المخطئ الضال كثير صلاة وصيام وقد تكون دعواه صحيحة، ولكن طريقه خطأ، وقد خرج بعض الناس في عهد علي"وهم أهل عبادة ودعواهم تحكيم الشريعة!! قال شيخ الإسلام ابن تيمية: عنهم:"وهؤلاء خرجوا على عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ت فقتل الذين قاتلوه جميعهم مع كثرة صومهم وصلاتهم وقراءتهم فأخرجوا عن السنة والجماعة وهم قوم لهم عبادة وورع وزهد لكن بغير علم"().
عباد الله:
إن اليهود أرادوا من حماس - نصرها الله - أن تدخل في حرب أهلية مع السلطة الظالمة ولكن الشيخ الهزبر والليث الهصور أحمد ياسين وعاء ملء حكمة لذا رفض هذا الأمر وآثر الصبر على الظلم، وهذا أحد أسباب قتله:.
وقد استطاع الكفرة ادخال الصومال في حرب أهلية، وهاهم حركوا قبيلة دار الفور في السودان وويل للسودان إن رفع المسلم رشاشه على أخيه المسلم، وفي مهبط الوحي استطاع الكفار أن يقنعوا بعض الجهلة برفع السلاح للقتال بدعوى اخراج النصارى.
ولم يفد من هذا الأمر إلا الكفا ر فقط، فصار هؤلاء حربة في حلوقنا بيد اليهود والنصارى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى