رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات مع السيرة النبويه 8 ـ أحداث ينبع
التأريخ: 18/3/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)).
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ص وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ.
عباد الله:
مازلنا نتقلب في رحاب السيرة النبوية العطرة، وستنشق عبير أحبار رسول الله ص، وفي ظل الضغط الذي يواجهه رسول الله ج من المشركين والرمي بكل قبيح كان رسول الله يتحرك في الدعوة إلى الله تعالى ويدعو كل من يستطيع رجاء أن يهديه الله تعالى فيكون من ورثة الجنة.
وفي بادرة جديدة انتقل رسول الله ص من مجرد اسماع قريش تسفيه ما هم عليه من الضلال والفساد المبين بل انتقل لهدم الأصنام وطمسها فقد قال عليّ بن أبي طالب ت: (كنت أنطلق أنا وأسامة بن زيد إلى أصنام قريش التي حول الكعبة فنأتي بالعذارت فنأخذها... فننطلق إلى أصنام قريش فنلطخها فيصيحون يقولون: من فعل بآلهتنا؟ فينطلقون إليها ويغسلونها باللبن والماء) قال الحافظ: إسناده صحيح.
وعن على ت قال: (انطلقت أنا والنبي ج حتى أتينا الكعبة فقال لي رسول الله ج اجلس وصعد على منكبي فذهبت لأنهض به فرأى منى ضعفا فنزل وجلس لي نبي الله ج وقال اصعد على منكبي قال فصعدت على منكبيه قال فنهض بي قال فإنه يخيل إلى أني لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله ج اقذف به فقذفت به فتكسر كما تتكسر القوارير ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله ج نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية ان يلقانا أحد من الناس) (). وفعل النبي ج هو نفس فعل والده إبراهيم ـ عليه السلام ـ الذي قال:
((وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ، فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ)) [الأنبياء57:58] والله جل وعلا قد قال لنبيه ج ونحن تبع له ((فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ)) [آل عمران:95] فهذا الذي فعله رسول الله يوجب علينا أن ننكر المنكرات بما نستطيع ولا يجوز لأحد أن يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يقول أحد من المسلمين: أنا لا يجب علي أن أنكر المنكرات.
وفي ظل الضغط الذي مارسته قريش على الصحابة يرخص لهم رسول الله بالهجرة إلى الحبشة عند ذلك الملك العادل فعن أم المؤمنين أم سلمة ل قالت: (لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي آمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه).
ولكن هل أرضى ذلك قريش؟ وهل تتحمل قريش أن يعبد الصحابة ربهم كما يريدون.؟
فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي رجلين جلدين وان يهدوا للنجاشي هدايا لعله أن يسلم لهم المهاجرين، وكان من أحب ما يأتيه منها إليه الأدم فجمعوا له أدما كثيرا ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص فقدما على النجاشي ونحن عنده بخير دار وعند خير جار فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي ثم قالا لكل بطريق منهم انه قد صبا إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم فإذا كلمنا الملك فيهم فتشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم فإن قومهم أعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم فقالوا لهما نعم ثم انهما قربا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهما ثم كلماه فقالا له:أيها الملك انه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه،... فقالت بطارقته حوله: صدقوا أيها الملك قومهم...أعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم قال فغضب النجاشي ثم قال: لا ها الله أيم الله إذا لا أسلمهم إليهما ولا أكاد قوما جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فاسألهم ما يقول هذان في أمرهم فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم وان كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني.قالت: ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله ج فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا، ثم قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟قالوا: نقول والله ما علمنا وما أمرنا به نبينا كائن في ذلك ما هو كائن فلما جاءوه وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم قالت: فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له: أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتى الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار يأكل القوى منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قال فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله وان نستحل ما كنا نستحل من الخبائث فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك قالت فقال له النجاشي هل معك مما جاء به عن الله من شيء قالت فقال له جعفر نعم فقال له النجاشي فاقرأه علي فقرأ عليه صدرا من كهيعص قالت فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم ثم قال النجاشي ان هذا والله والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا ولا أكاد قالت أم سلمة فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص والله لأنبئنهم غدا عيبهم عندهم ثم استأصل به خضراءهم قالت فقال له عبد الله بن أبى ربيعة.... لا تفعل فإن لهم أرحاما وإن كانوا قد خالفونا قال والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد، قالت ثم غدا عليه الغد فقال له أيها الملك إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما فأرسل إليهم فاسألهم عما يقولون فيه قالت فأرسل إليهم يسألهم عنه قالت ولم ينزل بنا مثله فاجتمع القوم فقال بعضهم لبعض ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه قالوا نقول والله فيه ما قال الله وما جاء به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن فلما دخلوا عليه قال لهم ما تقولون في عيسى بن مريم فقال له جعفر بن أبى طالب نقول فيه الذي جاء به نبينا هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول قالت فضرب النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عودا ثم قال ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال فقال وان نخرتم والله اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي [والسيوم الآمنون] من سبكم غرم ثم من سبكم غرم فما أحب ان لي دبرا ذهبا وإني آذيت رجلا منكم والدبر بلسان الحبشة الجبل ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لنا بها... فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار).
هكذا هاجرة هذه المجموعة هربا بدينهم،وهكذا حفظهم الله من عدوهم
الحمد لله الرحمن الرحيم ولي المؤمنين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين وبعد:
فإنني ومن على هذا المنبر قلت قبل عدة أسابيع: إن التفجيرات التي تحدث في بلادنا هي من صنع الدول الكافرة من اليهود والنصارى، وبهذا صرح ولي العهد ـ وفقه الله لكل خير ـ حيث قال: (أن وراءها الصهيونية) وهذا هو الصحيح بلا ريب، وهذا هو الذي حدث في الجزائر وغيرها من الدول فنجد أن المخابرات الدولية تحرك المجموعات التخريبية، وكم أثرت هذه التفجيرات على بلادنا فقد فتحت الباب للعلمانيين للهجوم على ديننا ومناهجنا التعليمية وعلى المبرات والجمعيات الخيرية التي يعيش عليها آلاف الفقراء في بلادنا وفي الخارج.
عباد الله:
فالنحذر جميعا من ترك أبناءنا لمن يريد أفساد عقولهم من الجهلة عبر القنوات الفضائية أو الإذاعات أو الإنترنت،لذا يجب علينا أن نسارع بإدخالهم في حلقات تحفيظ القرآن أو المكتبات الخيرية التابع لوزارة الشؤون الإسلامية.
وعلينا عباد الله أن ننكر المنكرات ونكثر من طاعة الله تعالى لعله جل وعلا أن يرفع عنا هذه المصيبة العظيمة.
عباد الله:
لقد شاهد جميع الناس الصور المؤلمة التي حدثت لإخواننا في السجون العراقية على يد الأمريكان المحتلين، فقد جعلوا مجموعة من الرجال عراة وجعلوا بعضهم يركب على بعض على شكل هرم، وآخرين أجبروهم على ممارسة اللواط رغما عنهم، وصورة ثالثة لإمرة تجر سجينا عراقيا كما يجر الكلب، وصورة لجندي أمريكي يتبول على مسلم عراقي.
هذه الصور لم أستغربها من الجيش الأمريكي فمن قرأ التأريخ علم ما فعل الأمريكان باليابانيين فقد كانوا يقطعون الأعضاء الجنسية للرجال والنساء ويحتفظون بها تذكار!!
بل كانوا يرسلون جمجمة طفل أو رجل لصديقاتهم في أمريكا!!
وكذلك لم أستغرب من دفاع رجلين سعوديين عن الجيش الأمريكي، حيث قالوا: أن هذه الصور ليست صحيحة!! مع أن وزير الخارجية الأمريكي اعترف بها، وكذلك الرئيس الأمريكي، وسبب عدم استغرابي من دفاعيهما هو أن الصُحفي اليهودي توماس فريدمان قال عنهما: (علينا أن نعي أنهم هناك، وأن الحادي عشر من سبتمر شجعهم على الظهور، وأنه كلما أسرعنا في إنهاء المسألة العراقية أمكن لنا تهدئة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأدى ذلك لاكتساب طرحهم المزيد من الزخم، تمنوا لهم التوفيق فهم: عبدالرحمن الراشد وعبدالله أبو السمح.... أفضل من يمكن أن نعلق عليه الآمال بشأن إحداث التغيير من الداخل، وهو التغيير الوحيد الذي يهم الجميع). فهذا فعل المنافقين مع سداتهم من الكفار ومصداق ذلك تجده في كتاب الله عز وجل حيث قال: ((أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)) [الحشر:11]
وقفات مع السيرة النبويه 8 ـ أحداث ينبع
التأريخ: 18/3/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)).
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ص وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ.
عباد الله:
مازلنا نتقلب في رحاب السيرة النبوية العطرة، وستنشق عبير أحبار رسول الله ص، وفي ظل الضغط الذي يواجهه رسول الله ج من المشركين والرمي بكل قبيح كان رسول الله يتحرك في الدعوة إلى الله تعالى ويدعو كل من يستطيع رجاء أن يهديه الله تعالى فيكون من ورثة الجنة.
وفي بادرة جديدة انتقل رسول الله ص من مجرد اسماع قريش تسفيه ما هم عليه من الضلال والفساد المبين بل انتقل لهدم الأصنام وطمسها فقد قال عليّ بن أبي طالب ت: (كنت أنطلق أنا وأسامة بن زيد إلى أصنام قريش التي حول الكعبة فنأتي بالعذارت فنأخذها... فننطلق إلى أصنام قريش فنلطخها فيصيحون يقولون: من فعل بآلهتنا؟ فينطلقون إليها ويغسلونها باللبن والماء) قال الحافظ: إسناده صحيح.
وعن على ت قال: (انطلقت أنا والنبي ج حتى أتينا الكعبة فقال لي رسول الله ج اجلس وصعد على منكبي فذهبت لأنهض به فرأى منى ضعفا فنزل وجلس لي نبي الله ج وقال اصعد على منكبي قال فصعدت على منكبيه قال فنهض بي قال فإنه يخيل إلى أني لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله ج اقذف به فقذفت به فتكسر كما تتكسر القوارير ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله ج نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية ان يلقانا أحد من الناس) (). وفعل النبي ج هو نفس فعل والده إبراهيم ـ عليه السلام ـ الذي قال:
((وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ، فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ)) [الأنبياء57:58] والله جل وعلا قد قال لنبيه ج ونحن تبع له ((فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ)) [آل عمران:95] فهذا الذي فعله رسول الله يوجب علينا أن ننكر المنكرات بما نستطيع ولا يجوز لأحد أن يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يقول أحد من المسلمين: أنا لا يجب علي أن أنكر المنكرات.
وفي ظل الضغط الذي مارسته قريش على الصحابة يرخص لهم رسول الله بالهجرة إلى الحبشة عند ذلك الملك العادل فعن أم المؤمنين أم سلمة ل قالت: (لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي آمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه).
ولكن هل أرضى ذلك قريش؟ وهل تتحمل قريش أن يعبد الصحابة ربهم كما يريدون.؟
فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي رجلين جلدين وان يهدوا للنجاشي هدايا لعله أن يسلم لهم المهاجرين، وكان من أحب ما يأتيه منها إليه الأدم فجمعوا له أدما كثيرا ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص فقدما على النجاشي ونحن عنده بخير دار وعند خير جار فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي ثم قالا لكل بطريق منهم انه قد صبا إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم فإذا كلمنا الملك فيهم فتشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم فإن قومهم أعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم فقالوا لهما نعم ثم انهما قربا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهما ثم كلماه فقالا له:أيها الملك انه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه،... فقالت بطارقته حوله: صدقوا أيها الملك قومهم...أعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم قال فغضب النجاشي ثم قال: لا ها الله أيم الله إذا لا أسلمهم إليهما ولا أكاد قوما جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فاسألهم ما يقول هذان في أمرهم فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم وان كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني.قالت: ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله ج فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا، ثم قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟قالوا: نقول والله ما علمنا وما أمرنا به نبينا كائن في ذلك ما هو كائن فلما جاءوه وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم قالت: فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له: أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتى الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار يأكل القوى منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قال فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله وان نستحل ما كنا نستحل من الخبائث فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك قالت فقال له النجاشي هل معك مما جاء به عن الله من شيء قالت فقال له جعفر نعم فقال له النجاشي فاقرأه علي فقرأ عليه صدرا من كهيعص قالت فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم ثم قال النجاشي ان هذا والله والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا ولا أكاد قالت أم سلمة فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص والله لأنبئنهم غدا عيبهم عندهم ثم استأصل به خضراءهم قالت فقال له عبد الله بن أبى ربيعة.... لا تفعل فإن لهم أرحاما وإن كانوا قد خالفونا قال والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد، قالت ثم غدا عليه الغد فقال له أيها الملك إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما فأرسل إليهم فاسألهم عما يقولون فيه قالت فأرسل إليهم يسألهم عنه قالت ولم ينزل بنا مثله فاجتمع القوم فقال بعضهم لبعض ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه قالوا نقول والله فيه ما قال الله وما جاء به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن فلما دخلوا عليه قال لهم ما تقولون في عيسى بن مريم فقال له جعفر بن أبى طالب نقول فيه الذي جاء به نبينا هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول قالت فضرب النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عودا ثم قال ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال فقال وان نخرتم والله اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي [والسيوم الآمنون] من سبكم غرم ثم من سبكم غرم فما أحب ان لي دبرا ذهبا وإني آذيت رجلا منكم والدبر بلسان الحبشة الجبل ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لنا بها... فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار).
هكذا هاجرة هذه المجموعة هربا بدينهم،وهكذا حفظهم الله من عدوهم
الحمد لله الرحمن الرحيم ولي المؤمنين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين وبعد:
فإنني ومن على هذا المنبر قلت قبل عدة أسابيع: إن التفجيرات التي تحدث في بلادنا هي من صنع الدول الكافرة من اليهود والنصارى، وبهذا صرح ولي العهد ـ وفقه الله لكل خير ـ حيث قال: (أن وراءها الصهيونية) وهذا هو الصحيح بلا ريب، وهذا هو الذي حدث في الجزائر وغيرها من الدول فنجد أن المخابرات الدولية تحرك المجموعات التخريبية، وكم أثرت هذه التفجيرات على بلادنا فقد فتحت الباب للعلمانيين للهجوم على ديننا ومناهجنا التعليمية وعلى المبرات والجمعيات الخيرية التي يعيش عليها آلاف الفقراء في بلادنا وفي الخارج.
عباد الله:
فالنحذر جميعا من ترك أبناءنا لمن يريد أفساد عقولهم من الجهلة عبر القنوات الفضائية أو الإذاعات أو الإنترنت،لذا يجب علينا أن نسارع بإدخالهم في حلقات تحفيظ القرآن أو المكتبات الخيرية التابع لوزارة الشؤون الإسلامية.
وعلينا عباد الله أن ننكر المنكرات ونكثر من طاعة الله تعالى لعله جل وعلا أن يرفع عنا هذه المصيبة العظيمة.
عباد الله:
لقد شاهد جميع الناس الصور المؤلمة التي حدثت لإخواننا في السجون العراقية على يد الأمريكان المحتلين، فقد جعلوا مجموعة من الرجال عراة وجعلوا بعضهم يركب على بعض على شكل هرم، وآخرين أجبروهم على ممارسة اللواط رغما عنهم، وصورة ثالثة لإمرة تجر سجينا عراقيا كما يجر الكلب، وصورة لجندي أمريكي يتبول على مسلم عراقي.
هذه الصور لم أستغربها من الجيش الأمريكي فمن قرأ التأريخ علم ما فعل الأمريكان باليابانيين فقد كانوا يقطعون الأعضاء الجنسية للرجال والنساء ويحتفظون بها تذكار!!
بل كانوا يرسلون جمجمة طفل أو رجل لصديقاتهم في أمريكا!!
وكذلك لم أستغرب من دفاع رجلين سعوديين عن الجيش الأمريكي، حيث قالوا: أن هذه الصور ليست صحيحة!! مع أن وزير الخارجية الأمريكي اعترف بها، وكذلك الرئيس الأمريكي، وسبب عدم استغرابي من دفاعيهما هو أن الصُحفي اليهودي توماس فريدمان قال عنهما: (علينا أن نعي أنهم هناك، وأن الحادي عشر من سبتمر شجعهم على الظهور، وأنه كلما أسرعنا في إنهاء المسألة العراقية أمكن لنا تهدئة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأدى ذلك لاكتساب طرحهم المزيد من الزخم، تمنوا لهم التوفيق فهم: عبدالرحمن الراشد وعبدالله أبو السمح.... أفضل من يمكن أن نعلق عليه الآمال بشأن إحداث التغيير من الداخل، وهو التغيير الوحيد الذي يهم الجميع). فهذا فعل المنافقين مع سداتهم من الكفار ومصداق ذلك تجده في كتاب الله عز وجل حيث قال: ((أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)) [الحشر:11]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى