رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
السيرة النبوية ـ 21ـ غزوة ودان
التأريخ:27/12/1426هـ
المكان: جامع أبي بكر الصديق بالقطيف
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
بلغنا في السيرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام بداية الإذن بالجهاد وقلنا أن أول الإذن كان بقاتلة من قاتل المسلمين وآذاهم،ونجد فيما يأتي أن كل الغزوات والسرايا مقصدها اقتصادي بحت وهو ضرب تجارة قريش للضغط عليهم فلم يرد رسول الله ذات القتال.
فكانت أول غزوة غزاها النبي ع هي غزوة ودان وتسمى غزوة الأبواء وكانت في صفر للعام الثاني من الهجرة،وكان رسول الله يريد قريشا، ولم تكن هناك معركة بل موادعة مع قبيلة ضمرة من كنانة. وكان عدد المسلمين مئتين بين راجل وراكب () وأمّر على المسلمين سعد بن عبادة ()
ثم عقد رسول الله الراية لعبيدة بن الحارث وهي أول راية عقدها رسول الله ص () وكان عدد المسلمين ستين كلهم من المهاجرين،وعدد كفار قريش مئتين وقائدهم أبو سفيان بن حرب وحصلت مناوشات على ماء بوادي رابغ رمى فيه سعد بن أبي وقاص بأول سهم في سبيل الله. وفر إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهراني وعتبة بن غزوان المازني كانا مسلمين يخفيان أمرهما()
ثم عقد النبي ع الراية لحمزة بن عبدالمطلب إلى سيف البحر من جهة العيص في ثلاثين راكبا من المهاجرين وكان على الكفار أبو جهل بم هشام في ثلاثمئة من كفار قريش فحجز بين الفرقين مجدي بن عمرو الجهني فالنصرف القوم بلا قتال.
وفي ربيع الأول من نفس السنة خرج رسول الله بنفسه الشريفة يريد عيرا لقريش ومعه مئتين من أصحابه وعلى الكفار أمية بن خلف في مئة رجل وألفين وخمسائة بعير،ولكنه لم يلق قتال.
ثم غزا رسول الله العشيرة () في آخر جمادى الأولى وليال من جمادى الآخرة،ولم يلق رسول الله قريشا بل فاته العير ووادع فيها بني مدلج،وأمر على المدينة أبو سلمة بن عبدالأسد ().
ثم عقد رسول الله الراية لسعد بن أبي وقاص في سرية قوامها ثمانية من المهاجر ين فخرج حتى بلغ الخرار ثم رجع بلا قتال.
ثم وقعت غزوة بدر الأولى،فبعد رجوع النبي ع من العشيرة بليال قلائل لا تبلغ العشرة حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة فخرج رسول الله في طلبه حتى بلغ واديا يقال له سفوان من ناحية بدر وفاته كرز، وكان قد استخلف على المدينة زيد بن حارثة.
ثم أرسل رسول الله ع عبدالله بن جحش في ثمانية من المهاجرين ليس فيهم أحد من الأنصار ومعه كتاب مغلق وكلفه ألا يفتحه حتى يمضي ليلتين. فلما فتحه وجد به: إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل بطن نخلة - بين مكة والطائف - ترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم.. ولا تكرهن أحدا على المسير معك من أصحابك. فلما نظر عبد الله بن جحش في الكتاب قال: سمعا وطاعة. ثم قال لأصحابه: قد أمرني رسول الله ع أن أمضي إلى بطن نخلة أرصد بها قريشا حتى آتيه منها بخبر. وقد نهى أن استكره أحدا منكم. فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ومن كره ذلك فليرجع، فأنا ماض لأمر رسول الله ع فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف أحد منهم. فسلك الطريق على الحجاز حتى إذا كان ببعض الطريق ضل بعير لسعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان ب فتخلفا عن رهط عبد الله بن جحش ليبحثا عن البعير ومضى الستة الباقون. حتى إذا كانت السرية ببطن نخلة مرت عير لقريش تحمل تجارة، فيها عمرو بن الحضرمي وثلاثة آخرون، فقتلت السرية عمرا ابن الحضرمي فكان أول قتيل قتاله المسلمون وأسرت اثنين من رجالها وهما عثمان بن عبدالله والحكم بن كيسان،فكانا أول أسرين أسرهما المسلمون وفر الرابع وغنمت العير. وكانت تحسب أنها في اليوم الأخير من جمادى الآخرة. فإذا هي في اليوم الأول من رجب،وكان هدفهم الاستطلاع على أخبار قريش ولكن وقع فيها قتال،ولما كان القتال في رجب وهو من الأشهر الحرم توقف النبي ع عن أخذ الغنائم حتى نزل قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة:217] وبعد نزول الآيات أخذ رسول الله الغنائم فكانت أول غنيمة غنمها المسلمون.
ولهذه المناوشات فوائد وحكم قال الشيخ محمد الغزالي /: والحكمة في توجيه هذه السرايا على ذلك النحو المتتابع تتلخص في أمرين:
أولهما:إشعار مشركي يثرب ويهودها وأعراب البادية الضاربين حولها بأن المسلمين أقوياء، وأنهم تخلصوا من ضعفهم القديم. ذلك الضعف الذي مكن قريشاً في مكة من مصادرة عقائدهم وحرياتهم واغتصاب دورهم وأموالهم، ومن حق المسلمين أن يعنوا بهذه المظاهرات العسكرية على ضآلة شأنها، فإن المتربصين بالإسلام في المدينة كثرٌ، ولن يصدهم عن النيل منه إلاّ الخوف وحده. وهذا تفسير قوله تعالى:{تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ}.وقد كان من الجائز أن تتكرر حادثة "كرز بن جابر" السابقة، ويتجرأ البدو على تهديد المدينة حيناً بعد حين؛ غير أن هذه السرايا الزاحفة قتلت نيات الطمع وحفظت هيبة المسلمين.
والأمر الآخر:
-في حكمة بعث السرايا- إنذار قريش عقبى طيشها.فقد حاربت الإسلام ولا تزال تحاربه، ونكلت بالمسلمين في مكة، ثم ظلت ماضية في غيها، لا تسمح لأحد من أهل مكة أن يدخل في دين الله، ولا تسمح لهذا الدين أن يجدد قراراً في بقعة أخرى من الأرض، فأحب الرسول ع أن يشعر حكام مكة بأن هذه الخطة الجائرة ستلحق بهم الأضرار الفادحة، وأنه قد مضى -إلى غير عودة- ذلك العصر الذي كانوا يعتدون فيه على المؤمنين وهم بمأمن من القصاص...
ثم قال الشيخ /: والمستشرقون الأوروبيون ينظرون إلى هذه السرايا كأنا ضرب من قطع الطريق، وهذه النظرة صورة للحقد الذي يعمي عن الحقائق، ويتيح للهوى أن يتكلم ويحكم كيف يشاء.
وقد ذكرني هذا الاستشراق المغرض بما حكوه عند قمع الإنكليز لثورة الأهلين في أفريقيا الوسطى -مستعمرة كينيا- وهم يطلبون الحرية لوطنهم ويحاولون إجلاء الأجانب عنه...
قال جندي إنكليزي لآخر -يصف هؤلاء الإفريقيين-:
إنهم وحوش، تصوَّر أن أحدهم عضّني وأنا أقتله!!! إن هذه الأضحوكة صورة من تفكير المستشرقين في إنصاف أهل مكة والنعي على الإسلام وأهله...
الخطبة الثانية:
الحمد لله القائل: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً *لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾ [الفتح:9،8] والصلاة والسلام على البشير النذير صاحب الخلق العظيم وآله وسلم،أما بعد:
عباد الله:
إن هذه الخطب التي نسمعها عن سيرة رسول الله ص ليست درسا في التأريخ ولا قصص لتمضية الوقت
إنها وقفة في رحاب سيد الخلق
إنها وقفة على عتبات إمام المهديين
إنها شذي يرتشف
وعبير يشم
إنها مدرسة خالدة،رائدها محمد بن عبدالله رسول الله
ويكفي أن تقول محمد بن عبدالله لتجمع الخير كله
فداه أبي وأمي ونفسي
يا من آمنتم بالله ربا وبمحمد نبيا:
تحدثا في الخطبة الماضية عما فعله الدنمركيين من سب رسول الله ص،ومع ما حدث من جرح كبير وألم بالغ إلا أن هذا الحدث حرك أفئدة المسلمين فأظهورا حبهم وتعظيمهم للنبي ع،ومن لم تحترق نفسه غيرة على سب رسول الله فمتى تحترق،ولم تبك عينه ألما فمتى تبكي؟ ((قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ وإخْوَانُكُمْ وأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ومَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ وجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ)) [التوبة: 24].
عباد الله:
رسائل أنثرها بين أيديكم تعليقا على هذا الحدث
أولا: أتقدم بالشكر لخادم الحرمين الشرفين أيده الله على سحب السفير السعودي من الدنمرك،وهذا من أقل الواجب على جميع حكام المسلمين غيرة على عرض رسول الله ع،فعسى أن يقتدي به باقي حكام الدول الإسلامية.
ثانيا: شكر كل من كان له أثر في الإنكار ومنهم سماحة المفتي العام،وفضيلة رئيس مجلس الشورى.
ثالثا: إن أشد ما يقع على هؤلاء الكفرة هو المقاطعة الاقتصادية فجزى الله خيرا كل من شارك في المقاطعة من التجار أو الأفراد.
رابعا: أين مواقف رجالات الصوفية الذين يحيون الموالد البدعية عن سب رسول الله أم صمت آذانهم وعميت أبصارهم وشلت أركانهم، أم هي تمثلثات لسرقة أموال الناس بالباطل؟
خامسا:أين الكذبة أصحاب المواقف الباطلة الذين غضبوا لسب آياتهم فأرغو وأزبدوا فلما سب رسول الله خرسوا.
السيرة النبوية ـ 21ـ غزوة ودان
التأريخ:27/12/1426هـ
المكان: جامع أبي بكر الصديق بالقطيف
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
بلغنا في السيرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام بداية الإذن بالجهاد وقلنا أن أول الإذن كان بقاتلة من قاتل المسلمين وآذاهم،ونجد فيما يأتي أن كل الغزوات والسرايا مقصدها اقتصادي بحت وهو ضرب تجارة قريش للضغط عليهم فلم يرد رسول الله ذات القتال.
فكانت أول غزوة غزاها النبي ع هي غزوة ودان وتسمى غزوة الأبواء وكانت في صفر للعام الثاني من الهجرة،وكان رسول الله يريد قريشا، ولم تكن هناك معركة بل موادعة مع قبيلة ضمرة من كنانة. وكان عدد المسلمين مئتين بين راجل وراكب () وأمّر على المسلمين سعد بن عبادة ()
ثم عقد رسول الله الراية لعبيدة بن الحارث وهي أول راية عقدها رسول الله ص () وكان عدد المسلمين ستين كلهم من المهاجرين،وعدد كفار قريش مئتين وقائدهم أبو سفيان بن حرب وحصلت مناوشات على ماء بوادي رابغ رمى فيه سعد بن أبي وقاص بأول سهم في سبيل الله. وفر إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهراني وعتبة بن غزوان المازني كانا مسلمين يخفيان أمرهما()
ثم عقد النبي ع الراية لحمزة بن عبدالمطلب إلى سيف البحر من جهة العيص في ثلاثين راكبا من المهاجرين وكان على الكفار أبو جهل بم هشام في ثلاثمئة من كفار قريش فحجز بين الفرقين مجدي بن عمرو الجهني فالنصرف القوم بلا قتال.
وفي ربيع الأول من نفس السنة خرج رسول الله بنفسه الشريفة يريد عيرا لقريش ومعه مئتين من أصحابه وعلى الكفار أمية بن خلف في مئة رجل وألفين وخمسائة بعير،ولكنه لم يلق قتال.
ثم غزا رسول الله العشيرة () في آخر جمادى الأولى وليال من جمادى الآخرة،ولم يلق رسول الله قريشا بل فاته العير ووادع فيها بني مدلج،وأمر على المدينة أبو سلمة بن عبدالأسد ().
ثم عقد رسول الله الراية لسعد بن أبي وقاص في سرية قوامها ثمانية من المهاجر ين فخرج حتى بلغ الخرار ثم رجع بلا قتال.
ثم وقعت غزوة بدر الأولى،فبعد رجوع النبي ع من العشيرة بليال قلائل لا تبلغ العشرة حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة فخرج رسول الله في طلبه حتى بلغ واديا يقال له سفوان من ناحية بدر وفاته كرز، وكان قد استخلف على المدينة زيد بن حارثة.
ثم أرسل رسول الله ع عبدالله بن جحش في ثمانية من المهاجرين ليس فيهم أحد من الأنصار ومعه كتاب مغلق وكلفه ألا يفتحه حتى يمضي ليلتين. فلما فتحه وجد به: إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل بطن نخلة - بين مكة والطائف - ترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم.. ولا تكرهن أحدا على المسير معك من أصحابك. فلما نظر عبد الله بن جحش في الكتاب قال: سمعا وطاعة. ثم قال لأصحابه: قد أمرني رسول الله ع أن أمضي إلى بطن نخلة أرصد بها قريشا حتى آتيه منها بخبر. وقد نهى أن استكره أحدا منكم. فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق ومن كره ذلك فليرجع، فأنا ماض لأمر رسول الله ع فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف أحد منهم. فسلك الطريق على الحجاز حتى إذا كان ببعض الطريق ضل بعير لسعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان ب فتخلفا عن رهط عبد الله بن جحش ليبحثا عن البعير ومضى الستة الباقون. حتى إذا كانت السرية ببطن نخلة مرت عير لقريش تحمل تجارة، فيها عمرو بن الحضرمي وثلاثة آخرون، فقتلت السرية عمرا ابن الحضرمي فكان أول قتيل قتاله المسلمون وأسرت اثنين من رجالها وهما عثمان بن عبدالله والحكم بن كيسان،فكانا أول أسرين أسرهما المسلمون وفر الرابع وغنمت العير. وكانت تحسب أنها في اليوم الأخير من جمادى الآخرة. فإذا هي في اليوم الأول من رجب،وكان هدفهم الاستطلاع على أخبار قريش ولكن وقع فيها قتال،ولما كان القتال في رجب وهو من الأشهر الحرم توقف النبي ع عن أخذ الغنائم حتى نزل قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة:217] وبعد نزول الآيات أخذ رسول الله الغنائم فكانت أول غنيمة غنمها المسلمون.
ولهذه المناوشات فوائد وحكم قال الشيخ محمد الغزالي /: والحكمة في توجيه هذه السرايا على ذلك النحو المتتابع تتلخص في أمرين:
أولهما:إشعار مشركي يثرب ويهودها وأعراب البادية الضاربين حولها بأن المسلمين أقوياء، وأنهم تخلصوا من ضعفهم القديم. ذلك الضعف الذي مكن قريشاً في مكة من مصادرة عقائدهم وحرياتهم واغتصاب دورهم وأموالهم، ومن حق المسلمين أن يعنوا بهذه المظاهرات العسكرية على ضآلة شأنها، فإن المتربصين بالإسلام في المدينة كثرٌ، ولن يصدهم عن النيل منه إلاّ الخوف وحده. وهذا تفسير قوله تعالى:{تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ}.وقد كان من الجائز أن تتكرر حادثة "كرز بن جابر" السابقة، ويتجرأ البدو على تهديد المدينة حيناً بعد حين؛ غير أن هذه السرايا الزاحفة قتلت نيات الطمع وحفظت هيبة المسلمين.
والأمر الآخر:
-في حكمة بعث السرايا- إنذار قريش عقبى طيشها.فقد حاربت الإسلام ولا تزال تحاربه، ونكلت بالمسلمين في مكة، ثم ظلت ماضية في غيها، لا تسمح لأحد من أهل مكة أن يدخل في دين الله، ولا تسمح لهذا الدين أن يجدد قراراً في بقعة أخرى من الأرض، فأحب الرسول ع أن يشعر حكام مكة بأن هذه الخطة الجائرة ستلحق بهم الأضرار الفادحة، وأنه قد مضى -إلى غير عودة- ذلك العصر الذي كانوا يعتدون فيه على المؤمنين وهم بمأمن من القصاص...
ثم قال الشيخ /: والمستشرقون الأوروبيون ينظرون إلى هذه السرايا كأنا ضرب من قطع الطريق، وهذه النظرة صورة للحقد الذي يعمي عن الحقائق، ويتيح للهوى أن يتكلم ويحكم كيف يشاء.
وقد ذكرني هذا الاستشراق المغرض بما حكوه عند قمع الإنكليز لثورة الأهلين في أفريقيا الوسطى -مستعمرة كينيا- وهم يطلبون الحرية لوطنهم ويحاولون إجلاء الأجانب عنه...
قال جندي إنكليزي لآخر -يصف هؤلاء الإفريقيين-:
إنهم وحوش، تصوَّر أن أحدهم عضّني وأنا أقتله!!! إن هذه الأضحوكة صورة من تفكير المستشرقين في إنصاف أهل مكة والنعي على الإسلام وأهله...
الخطبة الثانية:
الحمد لله القائل: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً *لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾ [الفتح:9،8] والصلاة والسلام على البشير النذير صاحب الخلق العظيم وآله وسلم،أما بعد:
عباد الله:
إن هذه الخطب التي نسمعها عن سيرة رسول الله ص ليست درسا في التأريخ ولا قصص لتمضية الوقت
إنها وقفة في رحاب سيد الخلق
إنها وقفة على عتبات إمام المهديين
إنها شذي يرتشف
وعبير يشم
إنها مدرسة خالدة،رائدها محمد بن عبدالله رسول الله
ويكفي أن تقول محمد بن عبدالله لتجمع الخير كله
فداه أبي وأمي ونفسي
يا من آمنتم بالله ربا وبمحمد نبيا:
تحدثا في الخطبة الماضية عما فعله الدنمركيين من سب رسول الله ص،ومع ما حدث من جرح كبير وألم بالغ إلا أن هذا الحدث حرك أفئدة المسلمين فأظهورا حبهم وتعظيمهم للنبي ع،ومن لم تحترق نفسه غيرة على سب رسول الله فمتى تحترق،ولم تبك عينه ألما فمتى تبكي؟ ((قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ وإخْوَانُكُمْ وأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ومَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ وجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ)) [التوبة: 24].
عباد الله:
رسائل أنثرها بين أيديكم تعليقا على هذا الحدث
أولا: أتقدم بالشكر لخادم الحرمين الشرفين أيده الله على سحب السفير السعودي من الدنمرك،وهذا من أقل الواجب على جميع حكام المسلمين غيرة على عرض رسول الله ع،فعسى أن يقتدي به باقي حكام الدول الإسلامية.
ثانيا: شكر كل من كان له أثر في الإنكار ومنهم سماحة المفتي العام،وفضيلة رئيس مجلس الشورى.
ثالثا: إن أشد ما يقع على هؤلاء الكفرة هو المقاطعة الاقتصادية فجزى الله خيرا كل من شارك في المقاطعة من التجار أو الأفراد.
رابعا: أين مواقف رجالات الصوفية الذين يحيون الموالد البدعية عن سب رسول الله أم صمت آذانهم وعميت أبصارهم وشلت أركانهم، أم هي تمثلثات لسرقة أموال الناس بالباطل؟
خامسا:أين الكذبة أصحاب المواقف الباطلة الذين غضبوا لسب آياتهم فأرغو وأزبدوا فلما سب رسول الله خرسوا.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى