رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
السيرة النبوية الشريفة ـ 24ـ نتائج غزوة بدر
التأريخ:25/1/1427هـ
المكان: جامع أبي بكر الصديق بالقطيف
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
أتم الله تعالى لعبده ورسوله محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما وعده،[وفتح المسلمون عيونهم على بشاشة الفوز تضحك لهم خلال الأرض والسماء. إن هذا الظفر المتاح رد عليهم الحياة والأمل والكرامة، وخلصهم من أغلال ثقال. ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [آل عمران:123]() والنصر في بدر كان معجزةً..فقد تم بغير أداة من الأدوات المادية المألوفة للنصر. لم تكن الكفتان فيها - بين المؤمنين والمشركين - متوازنتين ولا قريبتين من التوازن. كان المشركون حوالي ألف، خرجوا نفيرا لاستغاثة أبي سفيان، لحماية القافلة التي كانت معه، مزودين بالعدة والعتاد، والحرص على الأموال، والحمية للكرامة. وكان المسلمون حوالي ثلاثمائة، لم يخرجوا لقتال هذه الطائفة ذات الشوكة، إنما خرجوا لرحلة هينة. لمقابلة القافلة العزلاء وأخذ الطريق عليها فلم يكن معهم - على قلة العدد - إلا القليل من العدة. وكان وراءهم في المدينة مشركون لا تزال لهم قوتهم، ومنافقون لهم مكانتهم، ويهود يتربصون بهم.. وكانوا هم بعد ذلك كله قلة مسلمة في وسط خضم من الكفر والشرك في الجزيرة. ولم تكن قد زالت عنهم بعد صفة أنهم مهاجرون مطاردون من مكة، وأنصار آووا هؤلاء المهاجرين ولكنهم ما يزالون نبته غير مستقرة في هذه البيئة! ().
عباد الله:
أول أمر وقع ناقشه الصحابة هو أمر الغنائم فكلٌ يدلي بحجته ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسمع ولم يرد لهم جوابا حتى فصل الله بينهم فالذين جمعوا الغنائم قالوا:نحن اللذين جمعناها فنحن أولى بها كلها،وقال غيرهم:نحن اللذين تبعنا العول حتى طردناه بينما اشتغلتم أنتم بجمع الغنائم فنحن أولى،وقال فئة ثالثة:بل نحن أولى فقط اشتغلنا بحماية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنزل الله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنفال:41] فكان الحكم من الله تعالى إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا وهنا خبت قلوب الصحابة وقالوا آمنا بالله ورسوله،وكل أخرج ما كان عنده من الغنائم.
فوزع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغنائم كما أمر الله،وأعطى بعض من تغيب بأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم:
عثمان ابن عفان فقد أمره النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالبقاء عند زوجته رقية بنت رسول الله وقد توفيت قبل قدوم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر بوقت يسير.
أبو أمامة فقد كانت أمه مريضة فتركها والتحق بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما علم بمرضها أمره بالرجوع وتوفيت كذلك قبل قدوم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر بوقت يسير. ()
أبو لبابة: رده أثناء مسير الجيش واستخلفه على المدينة.
عاصم بن عدي:أرسله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهل العالية
الحارث بن حاطب: أرسله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بني عمرو بن عوف
الحارث بن الصمة: وقع أثناء الطرق فكسر فرده النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
خوات بن جبير: أصابه حجر أثناء الطريق في ساقه فرده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فأعطى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل هؤلاء من الغنيمة وكانوا في عداد البدريين.
عباد الله:
في هذه المعركة وقع أسرى ولم يكن من قبل قد وقع أسرى فطرح رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر الأسرى للحوار،وكان أول من أبدى رأيه في هذه للمسألة هو سعد بن معاذ وذلك أثناء المعركة فقد كان يحمي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورأى الصحابة وهو يأسرون الكفار فكره ذلك فعرف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك من وجهه فقال: (والله يا سعد لكأنك تكره ما يصنع القوم) فقال: أجل يا رسول الله كانت اول واقعة أوقعها الله بأهل الشرك فكان الإثخان في القتل أحبُ إليّ من استبقاء الرجال) () ولا غرو أن يقول ذلك وهو الذي حكم في بني قريظة بحكم الله من فوق سبع سموات.
وبعد عرض الأمر على الصحابة طلب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأي أبي بكر وعمر (ما ترون في هؤلاء الأسارى؟) فقال أبو بكر وهو رجل رحيم: يا نبي الله! هم بنو العم والعشيرة. أرى أن تأخذ منهم فدية. فتكون لنا قوة على الكفار. فعسى الله أن يهديهم للإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما ترى؟ يا ابن الخطاب؟) وكان رجلا شديدا فقال: لا. والله! ما أرى الذي رأى أبو بكر. ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم. فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه. وتمكني من فلان (نسيبا لعمر) فأضرب عنقه. فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها. وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله أنظر واديا كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرمه عليهم نارا] فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر. ولم يهو ما قال عمر. ثم قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإن مثلك يا أبا بكر كمثل ابراهيم قال ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [إبراهيم:36]وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾﴾ [المائدة:118]وإن مثلك يا عمر كمثل نوح قال ﴿.. رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً﴾ [نوح:26] وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال ﴿.. رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ﴾ [يونس:88]
فلما كان من الغد عاتب الله جل وعلا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما فعل من أخذ الأسرى ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال:68،67]()
عباد الله:
وقف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الأسرى وتذكر جوار الجبير من مطعم ومواساته للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: لو أن الجبير بن مطعم حيّا وكلمني في هؤلاء النتن لأطلقتهم له) ()
ولقد تنوعت أساليب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التعامل مع هؤلاء الأسرى فمنهم من منّ عليه ومنهم من قتله ومنهم من أخذ منه الفداء ومنهم من اشترط عليه تعليم عشرة من أبناء الصحابة.
فكان عقبة ابن أبي معيط من الفئة الأولى
أليس هو الذي بصق في وجه رسول الله أمام الناس؟
أليس هو الذي وضع سلى الجزور على ظهر رسول الله أمام الكعبة؟
أليس هو الذي ألب الناس على رسول الله؟
بلى فكان حقه القتل
والثاني هو النضر بن الحارث فكان يلاحق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مجالسه يوم أن كان في مكة ويقص على الناس أخبار الأمم السابقة ويقول: أليس حديثي خير من حديث محمد؟ فضرب عنقه علي ابن أبي طالب،وهذين المجرمين لو فداهما النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعادا أشد عداوة لله ورسوله.
عباد الله:
منّ رسول الله على أبو عزة عمرو الجمحي فقد ذكر لرسول الله فقره وحاجته وأن له بنات ليس لهن عائل يعولهن وقال فمنن عليّ،فرق له قلب رسول الله الرحيم فمنّ عليه على ألا يشارك في حربه مرة أخرى فقال أبو عزة يثني على رسول الله:
من مبلغ عني الرسول محمد بأنك حقٌ والمليك حميدُ
وأنت أمرؤ بوئت فينا مباءة لها درجات سهلة وصمود
فإنك من حاربته لمحاربٌ شقي ومن سالمته لسعيدُ
ولكن إذا ذكرتُ بدراً وأهله تأوَّبُ ما بي حسرةً وقعودُ
ولكن الشقي عاد لمحاربة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسر يوم أحد فضرب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنقه.
وأسرت زينت بنت رسول الله فداء لزوجها أبو العاص بن الربيع وبعثت معه قلادة كانت لخديجة أدخلتها بها على أبي العاص فلما رآها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رق لها رقة شديدة فقد تذكر حبيبته خديجة وتذكر أيامه الخوالي معها وتذكر ابنته التي ما زالت بين المشركين،فذهب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للصحابة وقال: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها أسيرها فافعلوا؟ فقالوا: نعم
لقد توجه سيد الخلق لأصحابه بقلب ملء بالذكريات المفعمة بالحب والحنان وطلب منهم برجاء حار وهو رئسهم وسيدهم،لقد تصارعت في نفس رسول الله عواطف الحب لأبنته وذكريات زوجته مع مهامه كرئيس للدولة الإسلامية وقدوة فقدم القدوة على العواطف.
ولم يتخذ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا الموقف إلا لمعرفته بموقف أبي العاص المحايد للدعوة فلم ينقل لنا التأريخ أي موقف له معادٍ للدعوة.
عباد الله:
وفي مشهد آخر نرى العباس بن عبدالمطلب عمّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسيرا مع الأسرى فادعى أنه مسلم فقال له رسول الله بكل حزم: أما ظاهرك فكان علينا والله أعلم باسلامك وسيجزيك،فادعى العباس أنه لا مال عنده،فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فأين المال الذي دفنته أنت وأم الفضل وقلت لها إن أصبت في سفري فهذا لبني الفضل وعبد الله وقثم؟!
فقال العباس:والله إني لأعلم أنك رسول الله إن هذا شيء ما علمه إلا أنا وأم الفضل.
ففى العباس نفسه وابني أخيه نوفل ابن الحارث بن عبدالمطلب وعقيل ابن أبي طالب
وهنا تحرك بعض الرجال المؤمنون ليفكوا عم رسول الله قال أنس بن مالك استأذن رجالٌ من الانصار على رسول الله وقالوا: أئذن لنا فلنترك لابن اختنا العباس فداءه. فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:لا والله لا تذرون منه درهما.
الأنصار طلبوا أن يترك فداء العباس وذكورا أنه ابن أختهم لأن أم عبدالمطلب كانت منهم وقصدهم أن تكون المنّة لرسول الله عليهم في ترك الفداء مع أنه عمه وهم أقرب له. ولكن رسول الله فطن لقصدهم الطيب النبيل،ورفض ذلك.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الرحمن الرحيم أمر بالرحمة وقدمها على العدل،والصلاة والسلام على عبده ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أما بعد:
نختم قصة بدر بذكر تعامل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع الأسرى فقد قال: (استوصوا بالأسارى خيرا) فبرزت مواقف الصحابة الكرام في أحسن تعامل مع الأسرى.
يقول أبو عزيز بن عمير أخو مصعب:كنت في نفر من الأنصار فكانوا إذا قدموا غذائهم وعشائهم أكلوا التمر وأطعموني البر لوصية رسول الله.
وكذا يحدث أبو العاص أنه قال:كنت أسيرا عند نفر من الأنصار فجزاهم الله خيرا كنا إذا تعشينا أو تغذينا آثروني بالخبز وأكلو التمر،والخبز عندهم قليل.
ويقول الوليد بن الوليد ابن المغيرة: مثل صاحبيه وزاد وكانوا يحملوننا ويمشون.
هذا كان تعامل الصحابة الكرام مع الأسرى في أسمى تعامل مع الأسرى فأين ذلك التعامل من تعامل راعية حقوق الإنسان والديمقراطية من تعذيب البشع للأسرى الضعفاء التي أنتشرت صورهم في أصقاع العالم.
عباد الله:
لقد تسامع الناس بما حصل في العراق من قتال متبادل بين أهل العراق وهذا خطأ بلا شك،وهي فتنة لو بدأت فالله اعلم متى تنتهي وكم ستحصد من البشر، والمستفيد الوحيد هو المحتل، لذا يجب على العقلاء دفع مثل هذه الأعمال والحرص على إخماد الفتن بين أهل البلد الواحد.
السيرة النبوية الشريفة ـ 24ـ نتائج غزوة بدر
التأريخ:25/1/1427هـ
المكان: جامع أبي بكر الصديق بالقطيف
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
أتم الله تعالى لعبده ورسوله محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما وعده،[وفتح المسلمون عيونهم على بشاشة الفوز تضحك لهم خلال الأرض والسماء. إن هذا الظفر المتاح رد عليهم الحياة والأمل والكرامة، وخلصهم من أغلال ثقال. ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [آل عمران:123]() والنصر في بدر كان معجزةً..فقد تم بغير أداة من الأدوات المادية المألوفة للنصر. لم تكن الكفتان فيها - بين المؤمنين والمشركين - متوازنتين ولا قريبتين من التوازن. كان المشركون حوالي ألف، خرجوا نفيرا لاستغاثة أبي سفيان، لحماية القافلة التي كانت معه، مزودين بالعدة والعتاد، والحرص على الأموال، والحمية للكرامة. وكان المسلمون حوالي ثلاثمائة، لم يخرجوا لقتال هذه الطائفة ذات الشوكة، إنما خرجوا لرحلة هينة. لمقابلة القافلة العزلاء وأخذ الطريق عليها فلم يكن معهم - على قلة العدد - إلا القليل من العدة. وكان وراءهم في المدينة مشركون لا تزال لهم قوتهم، ومنافقون لهم مكانتهم، ويهود يتربصون بهم.. وكانوا هم بعد ذلك كله قلة مسلمة في وسط خضم من الكفر والشرك في الجزيرة. ولم تكن قد زالت عنهم بعد صفة أنهم مهاجرون مطاردون من مكة، وأنصار آووا هؤلاء المهاجرين ولكنهم ما يزالون نبته غير مستقرة في هذه البيئة! ().
عباد الله:
أول أمر وقع ناقشه الصحابة هو أمر الغنائم فكلٌ يدلي بحجته ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسمع ولم يرد لهم جوابا حتى فصل الله بينهم فالذين جمعوا الغنائم قالوا:نحن اللذين جمعناها فنحن أولى بها كلها،وقال غيرهم:نحن اللذين تبعنا العول حتى طردناه بينما اشتغلتم أنتم بجمع الغنائم فنحن أولى،وقال فئة ثالثة:بل نحن أولى فقط اشتغلنا بحماية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنزل الله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنفال:41] فكان الحكم من الله تعالى إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا وهنا خبت قلوب الصحابة وقالوا آمنا بالله ورسوله،وكل أخرج ما كان عنده من الغنائم.
فوزع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغنائم كما أمر الله،وأعطى بعض من تغيب بأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم:
عثمان ابن عفان فقد أمره النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالبقاء عند زوجته رقية بنت رسول الله وقد توفيت قبل قدوم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر بوقت يسير.
أبو أمامة فقد كانت أمه مريضة فتركها والتحق بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما علم بمرضها أمره بالرجوع وتوفيت كذلك قبل قدوم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر بوقت يسير. ()
أبو لبابة: رده أثناء مسير الجيش واستخلفه على المدينة.
عاصم بن عدي:أرسله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهل العالية
الحارث بن حاطب: أرسله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بني عمرو بن عوف
الحارث بن الصمة: وقع أثناء الطرق فكسر فرده النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
خوات بن جبير: أصابه حجر أثناء الطريق في ساقه فرده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فأعطى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل هؤلاء من الغنيمة وكانوا في عداد البدريين.
عباد الله:
في هذه المعركة وقع أسرى ولم يكن من قبل قد وقع أسرى فطرح رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر الأسرى للحوار،وكان أول من أبدى رأيه في هذه للمسألة هو سعد بن معاذ وذلك أثناء المعركة فقد كان يحمي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورأى الصحابة وهو يأسرون الكفار فكره ذلك فعرف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك من وجهه فقال: (والله يا سعد لكأنك تكره ما يصنع القوم) فقال: أجل يا رسول الله كانت اول واقعة أوقعها الله بأهل الشرك فكان الإثخان في القتل أحبُ إليّ من استبقاء الرجال) () ولا غرو أن يقول ذلك وهو الذي حكم في بني قريظة بحكم الله من فوق سبع سموات.
وبعد عرض الأمر على الصحابة طلب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأي أبي بكر وعمر (ما ترون في هؤلاء الأسارى؟) فقال أبو بكر وهو رجل رحيم: يا نبي الله! هم بنو العم والعشيرة. أرى أن تأخذ منهم فدية. فتكون لنا قوة على الكفار. فعسى الله أن يهديهم للإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما ترى؟ يا ابن الخطاب؟) وكان رجلا شديدا فقال: لا. والله! ما أرى الذي رأى أبو بكر. ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم. فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه. وتمكني من فلان (نسيبا لعمر) فأضرب عنقه. فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها. وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله أنظر واديا كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرمه عليهم نارا] فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر. ولم يهو ما قال عمر. ثم قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإن مثلك يا أبا بكر كمثل ابراهيم قال ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [إبراهيم:36]وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾﴾ [المائدة:118]وإن مثلك يا عمر كمثل نوح قال ﴿.. رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً﴾ [نوح:26] وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال ﴿.. رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ﴾ [يونس:88]
فلما كان من الغد عاتب الله جل وعلا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما فعل من أخذ الأسرى ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال:68،67]()
عباد الله:
وقف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الأسرى وتذكر جوار الجبير من مطعم ومواساته للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: لو أن الجبير بن مطعم حيّا وكلمني في هؤلاء النتن لأطلقتهم له) ()
ولقد تنوعت أساليب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التعامل مع هؤلاء الأسرى فمنهم من منّ عليه ومنهم من قتله ومنهم من أخذ منه الفداء ومنهم من اشترط عليه تعليم عشرة من أبناء الصحابة.
فكان عقبة ابن أبي معيط من الفئة الأولى
أليس هو الذي بصق في وجه رسول الله أمام الناس؟
أليس هو الذي وضع سلى الجزور على ظهر رسول الله أمام الكعبة؟
أليس هو الذي ألب الناس على رسول الله؟
بلى فكان حقه القتل
والثاني هو النضر بن الحارث فكان يلاحق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مجالسه يوم أن كان في مكة ويقص على الناس أخبار الأمم السابقة ويقول: أليس حديثي خير من حديث محمد؟ فضرب عنقه علي ابن أبي طالب،وهذين المجرمين لو فداهما النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعادا أشد عداوة لله ورسوله.
عباد الله:
منّ رسول الله على أبو عزة عمرو الجمحي فقد ذكر لرسول الله فقره وحاجته وأن له بنات ليس لهن عائل يعولهن وقال فمنن عليّ،فرق له قلب رسول الله الرحيم فمنّ عليه على ألا يشارك في حربه مرة أخرى فقال أبو عزة يثني على رسول الله:
من مبلغ عني الرسول محمد بأنك حقٌ والمليك حميدُ
وأنت أمرؤ بوئت فينا مباءة لها درجات سهلة وصمود
فإنك من حاربته لمحاربٌ شقي ومن سالمته لسعيدُ
ولكن إذا ذكرتُ بدراً وأهله تأوَّبُ ما بي حسرةً وقعودُ
ولكن الشقي عاد لمحاربة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسر يوم أحد فضرب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنقه.
وأسرت زينت بنت رسول الله فداء لزوجها أبو العاص بن الربيع وبعثت معه قلادة كانت لخديجة أدخلتها بها على أبي العاص فلما رآها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رق لها رقة شديدة فقد تذكر حبيبته خديجة وتذكر أيامه الخوالي معها وتذكر ابنته التي ما زالت بين المشركين،فذهب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للصحابة وقال: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها أسيرها فافعلوا؟ فقالوا: نعم
لقد توجه سيد الخلق لأصحابه بقلب ملء بالذكريات المفعمة بالحب والحنان وطلب منهم برجاء حار وهو رئسهم وسيدهم،لقد تصارعت في نفس رسول الله عواطف الحب لأبنته وذكريات زوجته مع مهامه كرئيس للدولة الإسلامية وقدوة فقدم القدوة على العواطف.
ولم يتخذ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا الموقف إلا لمعرفته بموقف أبي العاص المحايد للدعوة فلم ينقل لنا التأريخ أي موقف له معادٍ للدعوة.
عباد الله:
وفي مشهد آخر نرى العباس بن عبدالمطلب عمّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسيرا مع الأسرى فادعى أنه مسلم فقال له رسول الله بكل حزم: أما ظاهرك فكان علينا والله أعلم باسلامك وسيجزيك،فادعى العباس أنه لا مال عنده،فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فأين المال الذي دفنته أنت وأم الفضل وقلت لها إن أصبت في سفري فهذا لبني الفضل وعبد الله وقثم؟!
فقال العباس:والله إني لأعلم أنك رسول الله إن هذا شيء ما علمه إلا أنا وأم الفضل.
ففى العباس نفسه وابني أخيه نوفل ابن الحارث بن عبدالمطلب وعقيل ابن أبي طالب
وهنا تحرك بعض الرجال المؤمنون ليفكوا عم رسول الله قال أنس بن مالك استأذن رجالٌ من الانصار على رسول الله وقالوا: أئذن لنا فلنترك لابن اختنا العباس فداءه. فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:لا والله لا تذرون منه درهما.
الأنصار طلبوا أن يترك فداء العباس وذكورا أنه ابن أختهم لأن أم عبدالمطلب كانت منهم وقصدهم أن تكون المنّة لرسول الله عليهم في ترك الفداء مع أنه عمه وهم أقرب له. ولكن رسول الله فطن لقصدهم الطيب النبيل،ورفض ذلك.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الرحمن الرحيم أمر بالرحمة وقدمها على العدل،والصلاة والسلام على عبده ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أما بعد:
نختم قصة بدر بذكر تعامل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع الأسرى فقد قال: (استوصوا بالأسارى خيرا) فبرزت مواقف الصحابة الكرام في أحسن تعامل مع الأسرى.
يقول أبو عزيز بن عمير أخو مصعب:كنت في نفر من الأنصار فكانوا إذا قدموا غذائهم وعشائهم أكلوا التمر وأطعموني البر لوصية رسول الله.
وكذا يحدث أبو العاص أنه قال:كنت أسيرا عند نفر من الأنصار فجزاهم الله خيرا كنا إذا تعشينا أو تغذينا آثروني بالخبز وأكلو التمر،والخبز عندهم قليل.
ويقول الوليد بن الوليد ابن المغيرة: مثل صاحبيه وزاد وكانوا يحملوننا ويمشون.
هذا كان تعامل الصحابة الكرام مع الأسرى في أسمى تعامل مع الأسرى فأين ذلك التعامل من تعامل راعية حقوق الإنسان والديمقراطية من تعذيب البشع للأسرى الضعفاء التي أنتشرت صورهم في أصقاع العالم.
عباد الله:
لقد تسامع الناس بما حصل في العراق من قتال متبادل بين أهل العراق وهذا خطأ بلا شك،وهي فتنة لو بدأت فالله اعلم متى تنتهي وكم ستحصد من البشر، والمستفيد الوحيد هو المحتل، لذا يجب على العقلاء دفع مثل هذه الأعمال والحرص على إخماد الفتن بين أهل البلد الواحد.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى